القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وعد ريان الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم الكاتبه أسماء حميدة حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه

 رواية وعد ريان الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم الكاتبه أسماء حميدة حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 


رواية وعد ريان الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم الكاتبه أسماء حميدة حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 


وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء حميدة.

البارت الثالث والعشرون.

عند محمد وسارة بعد ما غفت عندما جذبها إليه.

هناء : بت يا سارة، أنتي نمتي إخص عليكي، الله يكسفك، قومي ياختي اغسلي وشك، عشان المصيبة اللي إحنا مقدمين عليها..

بعد أن قامت سارة لتغسل وجهها، عندما أدعت النوم أمام هناء عادت إليهم مرة أخرى، وجدت عينيه مصوبة لمكان ذهابها، يشملها بنظراته، يتابعها في كل خطوة، وهو بالفعل كان يتأملها كما لم يراها من قبل يلوم نفسه وينهرها.

كيف كانت سعادته أمام عينيه وهو يبحث بعيداً، ولكنه لم يكن يرى سوى وعد، وعد وإلا فلا.

لم يشغل باله بتصرفات سارة من قبل، لم يلحظ عشقه الذي ينمو بداخل قلبها البتول، وهو بكل حماقة أتى بوعد إلى هنا ليدعمها ويكون سنداً لها، هو ليس نادماً على ما فعله مع وعد على العكس تماماً، ولكن ما يندم عليه جرحه لصغيرته؛ وهي تراه يطيب جراح أخرى، يدعمها في محنتها.

وضع نفسه مكانها، ماذا لو كان هو العاشق، وكانت هي الخالية حتماً كان سيجن، وتسائل ماذا كان سيفعل حينها مقارنة لما يحدث حوله من أشياء و أفعال لا يستصيغها من حو.ادث ق.تل الشباب للفتيات، وداخله كان ينتقدهم ويثيرون اشمئز.ازه، ما الداعي الذي يجعل شاباً يق.تل فتاة بهذه الوحشية، و دافعه الأول الحب من يحب لا يستطيع جر.ح محبوبه بالكلمة لا ط.عنة بالسكين بل ط.عنات؛ هذا أبعد ما يكون عن الحب، ربما حب امتلاك درب من دروب الجنو.ن، من يحب يتمنى السعادة لمحبوبه حتى لو كانت بعيداً عنه، لذلك هي كانت تحبه في صمت، تحبه ولم يعطيها أملاً  في هذا الحب، صغيرته تحبه وتتعذب في عشقه، و يتألم قلبها لوعةً وقهراً، هذا هو أحلى ما في الحب عذابه.

تقدمت منهم وجلست على كرسي مجاور للكنبة في الصالة.

لِما بعدتي حبيبتي أحتاجك ها هنا قريبة ًمن مضغتي النابضة.

محمد : قاعدة بعيد كده ليه؟!

سارة وهي تتطلع إلى أمشاط أقدامها ووجهها تكسوه حمرة الخجل : عشان ما أسندش عليك وعيني تغفل.

محمد وهو ينظر داخل جرتي العسل خاصتها؛ فلون عينيها تحت الضوء يشبه العسل الصافي : بس أنا عايزك هنا جنبي.

(على رأي صابحة يا حومتي😂).

لم تنتبه هناء لما قاله لإنها حتى لو تعلم علم اليقين أن سارة تحب أخيها محمد، فإن محمد لم ولن  يعاملها سوى كأخته الصغرى، و أتم محمد جملته بعد أن تحمحم : يعني عشان تشوفي كويس.

سارة : لا ما تقلقش يا بوب أنا شايفة كويس.

بدأ محمد يشرح لهما الدرس الأول بالمذكرة، والأخت هناء تتطلع إلى المذكرة باهتمام، ولا تعلم شيئاً عن النظرات الحارقة، بعضها المشتاق، وبعضها نادمة و آسفة عن ما تسبب به صاحبها من جرحٍ و ألم.

^_💓💓💓💓💓💓💓💓💓

السيدة تحية والدة محمد تجلس مع السيدة فتحية والدة سارة في شقة فتحية.

تقدمت فتحية وهي تحمل صينية بها طبقان من البقلاوة (عشان بحبها😉).

السيدة تحية : تسلم إيدك يا فتحية، البقلاوة ريحتها مفحفحة وشكلها يفتح النفس.

السيدة فتحية : طب دوقيها الأول، أنتي طول عمرك لسانك بينقط شهد، أنا عمري ما اعتبرتك مراة أخويا الله يرحمه، طول عمري بعتبرك أختي وصاحبتي.

السيدة تحية : وأنا كمان والله يا فتحية، والشهادة لله عمرك ما كنتي معايا ولا مع ولادي عمته الحربية، لا وأخوكي عايش، ولا حتى بعد ما الله يرحمه ربنا اختاره.

السيدة فتحية : الله يحظك، ده أنتي أختي، ومحمد وهناء ولادي زي سارة بالظبط؛ عشان كده قلت أقول لك أول واحدة و افرحك.

السيدة فتحية : قولي يا قمر وفرحيني؛ ألا الواحد بقى له ياما ما فرحش.

السيدة فتحية : سارة، علاء إبن عمها طالب إيدها من أبوها.

السيدة تحية وهي لا تعلم عن ما تكننه سارة لابنها شيئاً فهما طوال الوقت يتناقرون : علاء ده أنهو   واحد فيهم.

السيدة فتحية : علاء إبن عمها الكبير الإتنين التانيين لسه بيدرسوا.

السيدة تحية : آه عرفته، مش ده الدكتور اللي متخرج السنة اللي فاتت.(يا مرارك الطافح يا محمد 😂) يا أختي ما شاء الله ده طول بعرض.

السيدة فتحية :  شوفتي ياختي، وبتي الموكوسة، قال تقول لأبوها لسه شوية، أنا لسه صغيرة، ومش عاوزة حاجة تشغلني عند دراستي، قال يعني قايمين نجوزهم دلوقتي.

السيدة تحية : ده إيه الخيابة دي! هو ده عريس يترفض، بتك بتستهبل.

السيدة فتحية تشعر بحب ابنتها لإبن خالها، ولكن تعلم تمام العلم أنها ليست في باله، وقررت أن تنهي هذه المهزلة، بأن تجعل محمد بنفسه يقنعها بالزواج من ابن عمها، لربما تفهم صغيرتها أنه لن يشعر بها، فلو كان يُكِن لها شيئاً لن يقوم بإقناعها بالزواج من غيره.

السيدة فتحية : عشان كده قاصدكي ياختي تكلميها هي بتحبك وبتسمع كلامك، وخلي محمد كمان بالله عليكي يكلمها؛ هي بتعتبره أخوها الكبير، وكمان محمد ما شاء الله عليه كلامه مترتب وهيعرف يقنعها.

تحية : معلوم هكلمها، ده عريس لقطة، وإبن عمها يعني هيحافظ عليها، ما تشغليش بالك إنتي، محمد هيعرف يقنعها.

وجلست السيدتان تتجاذبان أطراف الحديث عن ما مضى ويتذكران مواقف سابقة عايشوها في حياتهما و بعضاً من شئون الأبناء وغيرها من أحاديث السمر.

💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓

وعد ريان بقلمي أسماء حميدة. 

عند ريان ووعد.

عندما رأى ريان تجمع العبرات وتدافعها إلى مقلتيها الفيروزيتين، أحس برغبة شديدة في ضمها إليه، فلقد لام نفسه على ما تفوهت به شفتاه، ولكن غيرته عليها قادته إلى حافة الجنون؛ فأصبح ريان موشيه رجل الأعمال الأمريكي الشهير، رجلاً آخر و يبقى الدم الذي يسري في عروقه دماً شرقياً بأصول مصرية صعيدية، وغيرة الرجل الصعيدي ناراً تنهش في أحشائه.

جذبها ريان إليه واضعاً يده خلف رأسها يضمها إلى صدره مطبقاً عليها بين ضلوعه، وما إن جذبها إليه حتى رفعت ذراعيها تطوق خصره وهي تنتحب بشدة ليس فقط بسبب إهانته ونهره لها، وإن كان هو السبب الأقوى، ولكن تدافعت إلى رأسها ذكريات ما عانته الفترة الماضية والذي كان فوق طاقتها، و بعيداً كل البعد عن ما عاشته في كنف والدها سابقاً، فدائما الشخص الذي يمرق كل مواقفه بابتسامة، ويحيل ما حوله إلى فكاهة، ويبعث البهجة في نفوس من حوله، يقبض على حزنه بداخله كجمر النار، حتى تأتيه الفرصة لإخراجه دفعةً واحدة و ها قد جاءتها الفرصة. 

عندما أحس ريان بانهيارها بين ذراعيه شدد من احتضانه لها، ويده الأخرى تهدهد أعلى ظهرها.

مردداً بأسف : آني آسف، ما كانش جصدي أزعلك صدجيني، آني عمري ما تأسفت لحد.

لم تجيبه ولكن دفنت رأسها في حنايا عنقه تشعر بالأمان، أنفاسها الساخنة تداعب رقبته، مما ارسل بداخله قشعريرة لذيذة جعلته ينفصل عن ما حوله ويده المداعبة الداعمة، أصبحت تشق طريقها صعوداً وهبوطاً على طول عمودها الفقري، وهو يقربها إليه شيئاً فشيئاً، وتحول احتضانه لها من مجرد دعم واعتذار إلى حضن رجل لإمراة، يندفع عشقها إلى قلبه كإعصار يضرب دون هوادة خاصة، بعدما رفعت ذراعيها تلفانها حوله، فهي ليست نافرة!

يريدها بين يديه بأية طريقة، فإن لم تمانع سيقتنصها فقط تعطيه الضوء الأخضر.

ما أن أحست وعد بخطورة ما يحدث وتمادي كفيه في تلمس ظهرها، وتعالي دقات قلبه، وانخفاض وتيرة أنفاسه، رفعت رأسها إليه بعد ما أفضت ما بداخلها بين ذراعيه، تفك حصارهما لها، قائلة : إيه يا عم أنت استحليتها ولا ايه؟! تموت في الاستغلا.ل .

وبرغم حالتها فقد كانت كل خلية بها منتشيةً لتأثيرها عليه ولكنها ليست سهلة المنال لتجعله يتمادى إلى هذا الحد، فأخذت تلوم حالها، ماذا سيظن بها الآن.

(لا ما هو ظن يا أختي واللي كان كان😂).

قطعت عليه نعيمه عندما رفعت رأسها عنه وهي تفك تشابك ذراعيه من حولها، زمجر بخشونة بسبب ابتعادها عنه، وبعد جملتها أفاقته من لذة ما كان يستشعره وهي في آحضانه تواً.

ريان : فصلان، إنتي فصلان، ما كنا حلوين مش المفروض بعد الحضن ده بيبقى بوسة باين.

إتسعت حدقتيها من وقا.حته وهي تبتعد عنه كمن لدغها عقرباً : أنت قليل الأدب، على رأي صابحة تموت في جلة الحيا.

ريان وهو ينظر إليها ببراءة: هو ده مفهومك عن جلة الحيا، آني نفسي أديكي نبذة مختصرة عن الموضوع.

وعد : اتلم.

ريان بإستسلام : إتلمينا حاضر، بس أنتي كمان لمي لسانك إشوي، وبلاش كل إشوي، ريو، ريو، جدامهم.

مدت وعد يدها إليه تصافحه كعلامة إتفاق : إتفقنا.

(اهوه شوفتي انتي اللي بتْحُكِي اهوه 😂).

ليفعل المثل وهو يجذبها إليه مشاكساً : بس آني رچعت في كلامي، ما هتلمش آني ما فيش أحلى من جلة الحيا.

و أثناء مشاكسته لها انفتح باب الغرفة مرةً أخرى.

صابحة : اتأخرتي ليه يا ست....

وما إن رأته مقترباً منها، حتى دخلت وكأنها تلج إلى غرفتها تقبض على معصمها، و تسحبها خلفها.

صابحة : يلا بينا الوكل جهز.

ريان : وجفي عندك، و خدها ورايحة على فين انتي؟

صابحة : هخطفها إياك، الوكل چهز وچيت اجطع عليكم، جصدي چيت أخدها؛ عشان تاكل لها لجمة.

ريان : لاه، هي ما هتنزلش روحي انتي وچيبي الوكل إهنه.

صابحة بإعتراض : بس.

ريان بنبرة صوت قاطعة : جُلت روحي.

خرجت صابحة تصفق الباب خلفها.

ريان لوعد : آني مش جلت ما فيش خروچ من الجاعة إبلبسك ده.

وعد : أمال هتحبس يعني، وبعدين ما الجلابية طويلة أهيه.

ريان : مات الحديت، جُلت مش هتخرچي إكده، يعني مش هتخرچي إكده، دلوك في واحدة هتاچي لكم إنتي وانچيل، ومعها خلجات چديدة نجوا منيها، لمن نزلت من إشوي، صجر جال لي إنه بعت لواحدة دلالة تاچي تشوف طلبات انجيل وجلت له تعمل حسابك انتي التانية وآني عحاسب.

وعد : وده إسمه إيه ده، بقى ان شاء الله.

ريان : اللي جلته يتنفذ، وتنجي كم حاچة واسعين ينفعوا تجعدي بيهم تحت، واستكمل غامزاً لها بو،قاحة أما في الجاعة إهنه انتي و شوجك  عاد .

تركها وغادر إلى أسفل مرةً أخرى فقربها يثيره، وحتى يترك لها المجال لتناول طعامها، فقد صعد إليها ليخبرها عن تلك الدلالة التي ستأتي إليها هي الأخرى؛ فلتطلب منها ما تريد.

وأثناء هبوطه للدرج وجد انيتا في الممر بين الغرف، وعندها تقدمت إليه بخطوات غاضبة.

انيتا : أنت إهنه يا ريو؟ و آني عدور عليك.

ريان : جلب ريو انتي، بس عجولك خلي ريو دي بناتنا، إنما جدامهم آني خاله ريان، اتفجنا.

أنيتا : خلصنا عاد، إفهمت هو آني بهيمة، خلينا في المصيبة اللي غفلجت علينا دي.

ريان : واه مصيبة إيه دي؟! انطجي أمك چرى لها حاچة.؟!

انيتا : إيوه فيه إن أمي اتچننت ما كفهاش اللي حصل لها زمان من اللي المفروض أبوي، ده آني لما كنت أسألها عنيه كانت بكاها عيچاوب جبل حديتها، دلوك إحلوا الرچالة وعاوزة تودر حالها إمعهم تاني. جلس ريان القرفصاء أمامها وهو يحادثها كمن يحادث شخصاً كبيراً بالغاً : يا آني مش كل الرچالة كيف أبوكي، وبالذات إهنه عندينا الوضع يختلف، مش معنى إكده ان إهنه ملايكة وهناك شياطين، كل مكان فيه الزين وفيه العفش، بس اللي أجدر اجولهولك ان صجر غير، يعني اللي انتي خايفة على أمك منيه مش هيحصل مع صجر.

انيتا : كيف مالي يدك منيه إكده! مع إن اللي يشوفكم يجول عليكم كاتلين (قات"لين) من بعض.

قهقه ريان ملء فاه : هو إحنا فعلاً كاتلين من بعض، بس ده ما هيمنعش ان الصجر راچل وهيصون أمك، ويلا عاودي جاعتك انتي وأمك ارتاحوا شوي.

هابط ريان إلى الأسفل خارجاً إلى الحديقة يهاتف والده، ويعرض عليه طلب الصقر الزواج من انجيل.

عندما رن هاتف موسى برقم إبنه ريان ، أجاب على الفور بعد ما تداولته مواقع التواصل الإجتماعي عن شائعة اختطاف ريان موشيه رجل الأعمال الشهير عند زيارته إلى مصر.

موسى : ألو ريان، كيفك يا ولدي؟

ريان : انا بخير يا أبوي، مالك جلجان إكده ليه؟!

موسى : من اللي سمعته، إيه اللي حصل؟ و وينك أنت؟! وليه ادليت مصر أنت التاني؟! يعني آني هچرتها عشان اللي باجي من عمري ما خسروش، وما خسرش ولادي، و في الآخر أنتم التنين تروحوا مني واحد وراء التاني.

ريان : إهدا بس يا أبوي، ما فيش حاچة من دي واصل، آني بخير وكلتنا تمام.

موسى : كلاتكم مين؟!

ريان متلعثماً : أصل ماچد كان جلجان زيك إكده واول ماسمع عن موضوع الخط.ف ده غير تذكرته هو وانجيل على مصر و مارضيش يجولك لتجلج، و أهه اديك جلجان.

موسى : أمال إيه اللي منشور على النت ده؟ وإيه اللي نزلك مصر يا ولدي؟!

ريان : لاه ده موضوع يطول شرحه، خلينا في المهم عاد.

موسى : هو فيه أهم منيك أنت وماچد؟! بزيداني اللي راح.

ريان : Don't worry، آني زين.

(مش راكبة على بعض مش حساها😂).

ريان مستكملاً : عجولك  مش انجيل   چالها عريس من مصر، وهي وافجت عليه.

موسى : واشمعنا ده اللي وافجت عليه؟! ما آني ياما چبت لها عرسان!!

ريان : ربك لما يريد يا أبوي عاد، المهم العريس مستعچل وبده يكتب عليها، وبعد أما تاچي مصر يبجوا يدخلوا.

موسى : وأنت تعرفه ده؟!

ريان : وأنت كمان تعرفه.

موسى : مين ده؟! يكونش ماچد طب ما جالش عليها إهنه ليه؟!

ريان : لاه يا أبوي مش ماچد، بس هو كمان هيتچوز.

موسى : واه چاله عريس هو التاني.

(إيه ده؟! ده الحاج كمان طلع عسل😂).

ريان : كيف ده يا أبوي!! اأجول لك أنت تاخد أول طيارة على مصر، ولا اجول لك خد راحتك أنت وإحنا هنخلص الموضوع ده، انجيل  وعريسها زين على ضمانتي، وماچد هو  التاني هيكتب، عجبال ما حضرتك تنزل ونرتبوا لليلة الكبيرة.

موسى : طب ما أنتم مچهزين كل حاچة أهه عاد! أمال عاوزني تعملوا بيا إيه؟ ما آني خلاص ما عدليش عازة.

ريان : كيف ده بس يا أبوي؟! ربنا يديمك فوج راسنا، بس النصيب حكم بإكده، والمصلحة عاد.

موسى : أنت عارف آني بثج فيك كد إيه، بس في دي آني ما فهمش حاچة، إيه علاجة چواز انجيل وماچد بالمصلحة؟! ومصلحة إيه دي من الأساس؟!

ريان : أنت لساتك بتجول بتثج فيا، فآني عتصرف لحد أما تاچي، واحكي لك كل حاچة على رواجة، وبعدين إيه اللي جلجك؛ أنچيل اللي كنت جلجان عليها عشان رافضة الچواز أهه اتحلت مشكلتها و انفك نحسها وربنا رزجها بعريس زين هيصونها، وماچد هو التاني عجدته انفكت، وعاوز يتچوز نجولوا إيه عاد؟!

موسى : خلاص يا ولدي اللي تشوفه، بس آني ما خابرش هعرف انزل ميتى، آني كت هحچز دلوك طيارة خاصة لمن عرفت  جصة خطفك دي من هبابة،  لكن طالما أنت وماچد تمام ونزولي مش أمر لزم، هظبط الدنيا إهنه وأچي لكم كمان سبوع.

ريان : بدري إكده؟

موسى : بتجول إيه؟!

ريان : اجصد يعني تاچي بالسلامة.

أغلق ريان  الهاتف مع والده تزامناً مع خروج الصقر وماجد إلى الحديقة، بعدما تم الإتفاق على كل شيء بداية من كتب الكتاب حتى تكلفة الزواج التي تعهد بها صقر.

ريان لصقر : اتفجتوا؟

صقر : ايوه كل شيء تمام.

ريان متلاعباً بصقر : بس أبوي جال ما فيش حاچة هتم، إلا لمن ياچي وهيجرر إذا كان هيوافج على چوازك من انجيل ولا لاه.

استحالة ملامح صقر من البهجة إلى العبوس، على نقيض ماجد التي انبلجت أساريره، فاحبط ريان البسمة التي تشق طريقها إلى وجه ماجد : أمن بالنسبة لماچد فموضوعه ما فيهوش مشكلة، ده راچل ويعمل مبادله.

امتقع وجه ماجد والصقر لما قاله ريان.

اقترب ريان من صقر مربتاً على كتفه : واه ده الصجر عشجان.

لم يجيبه الصقر ولكن اتشحت ملامحه بالخجل، فاستكمل ريان :  عامة ما تجلجش آني اجنعته وكل حاچة هتم في معادها.

انشرح صدر صقر و لاحت الفرحة على وجهه مرةً أخرى قائلا ًبلهفة فشل في مداراتها : صوح اللي عتجوله ده يا واد عمي ولا لساتك هتهزر.

ريان : لاه، طمن جلبك، الليلة هتكون أحلام على اسمك.

صقر بدهشة:  مين أحلام دي؟!

ريان : ده اسم أنچيل في ورجها الچديد اللي معها.

أماء  الصقر رأسه بتفهم.

💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓

عند مصطفى وهمس.

أخذها مصطفى بإتجاه كورنيش البحر يجلسون على إحدى الصخور على الشاطئ، وبيدهما كوبين الحلبسة و همس تناظره بريبة.

مصطفى : يا بنتي مستغربة كده ليه؟! دوقي بس أنتي والدنيا هتبقى تمام.

همس : مش عارفة، بس مش مقبلة عليها.

أسند مصطفى كوبه إلى جانبه وتناول الكوب من يدها ممسكاً الملعقة البلاستيكية يغمسها في الكوب ويقرب الحبوب التي التقطتها الملعقة إلى فمها.

فتحت همس فمها مستقبلة تطالعه بهيام فهو يعاملها كطفلته المدللة، وما ان تناولتها حتى بصقت مافي فمها وهي تسعل بشدة يبدو أن البائع قد استوصى بالشطة؛ فلم تحتملها همس وأخذت عينيها تدمع من حرارة الفلفل الحار، ولم تستطع أخذ أنفاسها فجذبها مصطفى إليه (و هو بيتلكك أصلاً 😂) يربت على ظهرها حتى تستطيع التنفس وإذا بأحد من خلفهما : الله، الله، ده أنت بجح بجاحة، كده عيني عينك في الشارع،! طب شوف لك دروة، ده  أنتم وقعتكم سودا، ورفع صاحب الصوت صوته بصياح : تعالى يا أمين عطية اسحبهم لي على البوكس.

(كملت😂).

تطلع مصطفى خلفه إلى مصدر الصوت وإذا به أحد ضباط الدورية.

مصطفى بمهادنة فهو لا يريد أن توضع محبوبته في البوكس مع فتيات الليل سيئي السمعة : يا باشا دي خطيبتي مش زي ما حضرتك فاهم.

اقترب الأمين عطية منهم يمسك همس من ذراعها، فهجم هو على الأمين ينتزعها من يده موارياً إياها خلفه.

مصطفى : إيدك الحلوة دي لو اتمدت عليها هقطعهالك ، كلمني أنا.

الضابط بتعنيف : أنت بتقول ايه يا روح أمك.

مصطفى : ما حدش يمد إيده عليها، أبوس إيدك يا باشا خدني أنا تحت أمرك، وسيبها هي تروح دي بنت ناس.

نظر مصطفى إليها وجدها ترتجف وتحول وجهها الذي تزينه الحمرة إلى اللون الأصفر.

الضابط هازئاً:  وهي بنت الناس، تتحضن و يتقفش فيها كده على عينك يا تاجر .؟!

مصطفى : عيب يا باشا اللي أنت بتقوله ده؟!

(أنت هيتعمل منك بطاطس محمرة يا درش 😂) 

الضابط : أنت هتعرفني العيب يا روح أمك، طالما عامل لي فيها دكر اركب أنت و هي بكرامتكم بدل ما اخلي أمين الشرطة يسح.لكم إنتوا الاتنين.

أمسك مصطفى مصطفى يدها يطمئنها : تعالي يا همس ما تخافيش أنا مش هسيبك.

صار بها تجاه عربة البوكس وخلفهما أمين الشرطة.

أمين الشرطة : كان لازم تبمبك قدام الباشا كنتم جيتم معايا وأنا كنت سربتكم وأنت يعني كلك نظر.

همس مصطفى لأمين الشرطة : طب والحل في القصة دي إيه يا كبير؟ أنا مش عامل عليا، أنا عامل عليها هي دي أهلها صعايدة وممكن يخلصوا عليها.

الأمين : ما لهاش حل غير إنك تشوف لك محامي، وهو يشوف لك صرفة، وبرده كلك نظر.

أخرج مصطفى من جيبه ورقة فئة المائة جنيهات، يعطيها للأمين خلسة.

مصطفى : طب غطيني لغاية أما أشوف حد يجي ينجدنا.

الأمين : انجز نفسك أنت.

أخرج مصطفى هاتفه يحادث محامي قد تعرف عليه منذ مدة ويسكن خارج منطقتهم؛ حتى لا يضع نفسه ويضعها في موقفاً محرجاً، يكفيهم ما هما فيه.

مصطفى : أيوه يا متر، أنا في مصيبة وراكب الأتاري ورايح على القسم.

المحامي : اهدا وفهمني اللي حصل، و شوف لي البوكس رايح على فين؟

مصطفى وهو يوجه حديثه إلى أمين الشرطة : إحنا طالعين على قسم إيه يا كبير.

الأمين  :قسم..........

مصطفى للمحامي : قسم................ على السخان وحياة أبوك.

المحامي : طب الحكاية على إيه!! عشان  أعامل حسابي.

مصطفى : اتمسكت أنا وخطيبتي على البحر.

المحامي : القعدة كانت في السليم ولا إيه الكلام؟

مصطفى : والله هي القعدة في السليم، بس أنا قفشت مع الظابط فكدرني

المحامي : طيب اسأل الأمين اللي معك مين اللي طالع بالبوكس رأفت باشا ولا أدهم باشا؟

مصطفى للأمين : مين  الباشا  اللي حاطط علينا ده يا حالصول.

الأمين : أدهم باشا.

بعد ما أجاب مصطفى محاميه عن اسم الضابط.

المحامي : ربنا يستر، ده كشري وما بيعتقش.

مصطفى : مش قصتي، الحكاية دي تتحل قبل ما اللي معايا تنزل التخشيبة ولو فيها إعد.ام اتصرف.

المحامي : طب أقفل على ما اشوف إيه الكلام و هحصل لك دوغري.

أغلق مصطفى الهاتف مع المحامي و وجدها ترتجف بشدة : بس ما تخافيش، هتعدي إن شاء الله.

همس : أنا خايفة قوي، يا ريتني ما سمعت كلامك.

مصطفى : إيه ده! بيعة وش كده، ما لكيش أمان انتي خالص.

همس : وده وقت هزار؟!

ركب مصطفى وهمس سيارة الدورية التي اتجهت بمن فيها إلى قسم الشرطة، وما ان توقف البوكس وهبط من فيه، حتى وجد مصطفى المحامي قد سبقهم إلى القسم ينتظرهما أمامه.

مصطفى للمحامي : إيه يا متر، القصة دي هتخلص على إيه؟!

المحامي : لما نشوف أدهم باشا ناوي يعمل المحضر إيه؟

دخل كل من كان معهم يصطفون أمام مكتب المأمور حتى جاء دور دخولهما إليه.

كان يجلس مأمور القسم ومعه الضابط أدهم.

المأمور لأدهم : و دول إيه حكايتهم يا أدهم باشا؟!

أدهم : دول قفشناهم على البحر مقضينها أحضان وحاجة مليطة.

مصطفى : يا باشا أنت فاهم غلط أنا كنت حاطط إيدي على كتفها بس.

ادهم وهو يهب واقفاً : أنت بتكدبني يا لا، صدق وآمن بالله لابيتك أنت وهي على البرش، وأخلي المساجين رجالة ونسوان يحفلوا عليكم.

المأمور لمصطفى بعد ما رأى الحالة التي عليها همس، فيبدو أنها ليست من الفتيات التي تمتلئ بها زنزانة القسم في الأسفل : أنت معك محامي يلا.

مصطفى محدثاً المأمور بإحترام : أيوه يا باشا واقف برة.

المأمور : أمين عطية، دخل المحامي اللي واقف برة  وأنت يا أدهم باشا شوف وراك إيه؟ مش سلمت العدد اللي معك إتفضل أنت.

أدى الضابط أدهم التحية للمأمور وتوجه خارج المكتب  وهو يناظر مصطفى بتعالى،، تزامناً مع دخول المحامي إلى المكتب.

المحامي للمأمور،: أهلاً يا باشا، أنا المحامي اللي حاضر مع المتهم.

المأمور : قصدك اللي حاضر مع المتهمين، دلوقتي الموكل بتاعك مقفوش مع اللي معاه دي بفعل فاضح في الطريق العام، فبدل البهدلة والبت شكلها مش وش برش خلصها مع موكلك.

المحامي : يا باشا خلصانة بإذن الله أنا هاروح أجيب أقرب مأذون ويكتب عليها هنا قدام سعادتك.

همس الصامتة إلى هنا وتحدثت :  أنتم بتقولوا إيه؟!

المأمور : إيه يا آنسة؟! مش آنسة بردو؟ أنتوا لو ما خلصتوش الموضوع ده دلوقتي واتكتب محضر هتشرفينا سيادتك في الزنزانة ومنها على النيابة.

مصطفى وقد جاءت له على المرام (متقشره يا درش😂) : لا يا باشا ولا محضر ولا حاجة، إحنا معك في اللي قلت عليه من إيدك دي لإيدك دي.

(ايوه يا عمي ماشيه معك😂).

مصطفى للمحامي : انجز يا متر ربنا يجعل لك في كل خطوة قضية.

خرج المحامي ليحضر المأذون بينما اخرجهما أمين الشرطة متحفظاً عليهما أمام مكتب المأمور.

مصطفى والفرحة لا تسعه ، أحلامه تتحقق دون تدخل منه وما كُرِه عليه أصبح باب حظه ( ولا تكرهوا شيئا وهو خير لكم) : ما لك  بس يا همس قلبي ما الدنيا حلوة اهه؟!

همس والدموع ترسم خيوطها على وجنتيها : المصيبة اللي إحنا فيها وتقول لي الدنيا حلوة، طب هنقول لماما نجوى إيه وعمو زكري وهقول لوعد إيه؟ اتجوزت في القسم زي بتوع الآداب؟!

مصطفى : آداب إيه وتجارة إيه؟! بصي لنص الكوباية المليان.

همس : أنا مش شايفة كوباية أساساً، نص إيه اللي بتتكلم عنه؟!

مصطفى : يا ستي نخلص من المشكلة دي الأول، وبعدين نبقى نشوف هنقول لهم إيه.

لم يمر سوى نصف ساعة وكان المأذون يردد جملته الشهيرة في مكتب المأمور (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير).

كان الضابط أدهم يستشاط غضباً فهو كان يريد حبس مصطفى بعد تجرئه عليه، ومصطفى من فرحته هجم على الضابط أدهم يقبله من وجنته : ينصر دينك يا شيخ، صحيح الشرطة في خدمة الشعب، والشعب بيدعي لك يا باشا.

🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈

حضرت الدلالة إلى منزل كبير البلدة وهي تحضر معها بؤجة كبيرة مليئة بعباءات الاستقبال وملابس بيتية و بعضاً من اللانجري أو كما يسمونها قمصان النوم.

انتقت انجيل مجموعة من العباءات والانجري الأكثر إثارة وأقل سترًا.

ووعد تنظر لها ولما انتقته باستحياء.

وعد : جرى ايه ياختي هو كله كده؟!أنچيل : إكده كيف يعني؟!

وعد : كله كده يا عريان، يا مكشوف مش تعملي حساب العكننة والنكد ولا انتي فاكرة الجواز كله عسل.

أنچيل : تفي من خشمك، أنتي عتفولي علي؟!

وعد وهي توجه حديثها للدلالة : بقول لك ناوليني الحتة السودا اللي جنبك دي يا عسل.

المرأة :عاوزاها لمين دي يا حلوة؟! دي عاوزة مرة كبيرة، إنما انتي عاد زينة الصبايا اعطتها المرأة ما تريد.

و إنتقت وعد مع تلك العباءة عباءة أخرى باللون الفضي، وانقضى الوقت بين اختيارهما للملابس وتجهيز حالهما، بعد ما ارسل اليهما الصقر فتاتين ممن يعملون لدى محل كوافير شهير، قد ارسل اليهما سيارة بسائقها ليجلبانهما من المركز إلى دواره، وكذلك قد حضر الجواهرجي ومعه بعضاً من القطع الذهبية، اختار منها صقر شبكة لها وشبكة لإبنة عمه أيضاً.

تدافعت السيدات والفتيات إلى دوار الصقر يهنئون كبيرهم بعقد قرانه الذي اذاعه رجاله والنساء ممن يعملون لديه، وتدافعت الصواني المحملة بالطعام مجاملة للصقر يحملناها على رؤوسهن قادمات تسبقهن أصوات زغريدهن و بعضاً من أغاني الفلكلور.

ارسل صقر سيارة الى منزل عمه يحضر العروس سوسن وزوجة عمه إلى الدوار.

وما ان اجتمع الكل، قام ريان بوضع يده في يد الصقر ليعقد المأذون للثاني، بتوكيل العروس للأول ولياً لها.

وقام الصقر بوضع يده في يد ماجد وعقد المأذون للثاني بتوكيل العروس للأول وليًا لها.

صعد ريان و أحد الشهود بعدما أرسل صابحة للفتيات تخبرهن بتغطية رؤوسهن و وجوههن للحصول على موافقة العروستان بتوقيعهما على العقد.

فتناولت انجيل الدفتر توقع بفرحة عارمة، بينما تناولت سوسن الدفتر بأيدي مرتعشة تخط اسمها كمن تنقشه على شهادة وفاتها.

بعد أن تم العقد أطلقت صابحة زغرودة ترج بها أركان الدوار مما جعل السيدات في الأسفل يحتذون حذوها، وتعالت الزغاريد تملأ المكان.

صابحة : يلا يا عرايس عشان نتدلوا تحت النسوان عاوزين يباركوا لكم.

هبطت العروستان إلى الأسفل و من خلفهما وعد، و كلهن مغطاة الوجه.

أعلنت صابحة عن دخول العريسين وغطت كل إمرأة من الحضور رأسها واعتدلن في جلستهن.

دخل العريسان الى حيث تجلس العرائس وكل منهما يحمل بيده علبة من القطيفة حمراء اللون، وما ان وقعت أعين الصقر على انجيل بعد أن رفع عنها غطاء وجهها حتى تسمرت عينيه عليها فقد بدت كأميرة بل ملكة متوجة.

تقدم منها يفتح العلبة التي بيده فوجدت بداخلها طاقماً ذهبياً ومعه ستة أساور وبعض من القطع الذهبية الأخرى ناهيك عن كردان من الذهب ذو صفين.

شهقت أنجيل بفرحة وهي ترتمي في أحضانه تقبله على وجنته بتمهل، حطم ما به من ثبات.

وما كان منه إلا........


وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء حميدة.

البارت الرابع والعشرون.

كانت انجيل في قمة سعادتها بزواجها من الصقر، و لكنها تشعر أن هناك أمرًا مريبًا في استعجاله الزواج منها، فقد سمعت بعض الكلمات أثناء تواجدهم في المندرة بمنزل آل نصار بشأن إتفاق دائر بينهم، ولكن تعلم أن ريان لن يوافق على زواجه منها إلا وكان الأمر به خيرًا لها فهو حقًا أخًا لم تنجبه أمها، كما أنها استمعت لحديثه مع ابنتها القلقة بشأن زواجها من الصقر، وهي حقًا تعذرها إذا كان أبو انيتا والذي كان من نفس جنسيتها وبيئتها التي تربت فيها من بلد التحضر والتقدم، كان يعاملها بتلك الطريقة، فماذا عن رجل لا تعرفه ولا يعرفها ولا يعرفان طباع و عادات وتقاليد بعضهما البعض ، فحتمًا سيحدث تخبط واختلاف في وجهات النظر والتصرفات سيودي هذا قطعًا إلى كارثة حتمية، و لكنها  تثق بريان عندما قال لأنيتا في الممر الصقر غير، وهو بالفعل غير، تركيبة فريدة لم ولن تقابلها مجدداً  شيءٌ نادر، مزيج من القوة الطاغية قوة جثمانية و قوة الشخصية كإمبراطور من أحد أباطرة العصر الروماني، لا بل أحد الفراعنة الطغاة، ولكن ظلمه عدلًا، متجبرًا بقلب لين، متكبرًا بروح عفوية ، قاسيًا بقلب يملؤه  الدفء، به صفات عدة؛ فهو يحمل الشيء ونقيضه.

حسناً ستروضه فهو هيعجبها و كثيراً، هي تريده الصقر مع الجميع، ومعها الكتكوت حقها، صدقت وعد.

عندما اقترب صقر ممن لا يعرف حتى الآن مسمًا لما يشعر به نحوها (اللي ما تتسماش ما تحيرش نفسك انت😂). تسمرت عيناه وهو يتطلع إلى وجهها بعدما أزال وشاح وجهها،

وعندما قدم لها ما بيده داخل العلبة القطيفة الحمراء، رفرفت فراشات الحب داخلها، تحوم حولها قلوب كيوبيد المرشقة بالسهام الدا.مية و ارتوى ما تيبس بداخلها بسبب حطام الماضي ليس طمعًا، بل أمور يفعلها ولم تعتاد عليها، ودون تفكير ألقت بنفسها بين يديه شاهقةً بفرحة ترتمي في أحضانه تقبله على وجنته بتمهل حطم ما به من ثبات، فتسمرت أعين الحاضرين عليها.

لطمت وعد خدها من أعلى غطاء وجهها قائلةً : أحيه، يانهار فضايح.

صابحة : واه.

كل الحضور صمت، صمت، فلا قبل لهم بالتفوه في حضرة كبيرهم، وما كان من الصقر إلا أنه قام بفض شباك ذراعيها المطوقتين لعنقه، هامسًا والغضب يتدافع إلى مقلتيه: بزيداكي عاد، چنيتي أنتي؟!

ما إن استمعت لما قاله حتى أخفضت ذراعيها مصدومة، ماذا فعلت؟ ليتهمها بالجنون، لم تفعل شيئًا، أو ليس زوجها الآن؟! ألم توقع حالًا على وثيقة زواجها منه؟!

إذًا ما الخطأ الذي اقترفته؛ لتكن تلك ردة فعله على احتضانها له.

أحست بحرجٍ شديد لما فعله وقاله، فاحترق داخلها حتى وصل ضبابه إلى عينيها فأدمعت حرقةً مسبلةً جفنيها حتى لا يلحظ أحد، ولكن عينيه التي تطالعها ملاحظة إحمرار مقلتيها، و إنطفاء حماسة الفرحة داخلهما، ولكن ماذا يفعل فهنا هو الكبير، كبير عائلته، وبلدته، والنواحي الأخرى، شاملة كل بلدان الدائرة.

لو أنهما في مكان آخر وبين أُناسٌ آخرون، و أقدمت على ما فعلت لتلقاها بين أحضانه مطفئٍا لهيب جسده الذي أشعلته عندما لامست شفاهها الحارة أسفل خده بالقرب من ثغره، لاعبةً ببراعة على أوتار جسدٍ لم تمسه إمرأة.

كان ريان خلفهما حيث ولج إلى القاعة التي تجلس بها العروستان، يلتفان حولهما الحضور بصفته أخُ عروس الصقر، وإبن عم ماجد والذي يعتبره ماجد أخًا له، فبرغم عدم إعتراض أحداً من أخواله على زواجه من ابنة قاتل أبيه، عندما  أرسل الصقر إلى أكبر أخواله للمجيئ إلى دواره، أثناء تواجد ماجد بمكتب صقر، وبمجرد طلب الصقر لخال ماجد الأكبر أتى على الفور، فمن يمكنه تجاهل طلب الصقر، ومن ذا الذي لا يلبي دعوته.

دخل خال ماجد ويدعى سعيد إلى مكتب الصقر، بعدما حضر مع المرسال الذي أرسله صقر ليطلبه للحضور.

كان الصقر يجلس خلف مكتبه واضعًا ساقًا فوق الأخرى، حقًا كرسي المجلس يليق به.

وجد الحاج سعيد ماجد عنده يجلس في المقعد المقابل للمكتب.

سعيد : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا كبير.

صقر : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، كيفك يا حاچ سعيد.

سعيد :الحمد لله، فضل ونعمة، والبركة فيك يا كبير.

صقر : اجُعد يا حچ سعيد.

سعيد : ما يصحش يا كبير.

صقر : اجُعد يا راچل يا طيب، خلينا نِعْرِفوا نتحدتوا.

جلس سعيد على إستحياءٍ قائلاً بنبرةٍ مترجية : خير يا كبير، في حاچة صدرت من ماچد؟! لو عِمِل حاچة إكده ولا إكده، امسحها فيا آني، حضرتك عارف إنه غشيم وما عيحسنش.

نظر ماجد إلى خاله نظرة استياء، ماذا يعني بغشيم وما يحسنش؟

هو يعلم بحب أخواله له، ولكن لا تصل إلى هذا الحد أن يقلل من شأنه خوفاً من عقاب الصقر، ولكنه لم يعترض ربما تلك نقطة في صالحه فيتراجع الصقر عند تلك الزيجة.

صقر وقد استرعى انتباهه ما قاله خال ماجد عنه، فلو لم تفعل سوسن ما فعلته لم يكن ليقبل بتلك الزيجة، ولكنه بين حجري رُحَى.

صقر : لا يا حاچ سعيد ما عِمِلش، بس هو چاني وطلب يد بت عمي الله يرحمه، و آني وافجت.

سعيد بأعين مستديرة مما سمع : كيف ده؟! جصدي نسبك إيشرف أي عيلة يا كبير.

صقر : يُبجَى على بركة الله، كتب الكتاب الليلة.

سعيد : مُبارك يا كبير.

انصرف سعيد وهو في حيرةٍ و دهشة، إلا إنه لم يحضر أحد من عائلة ماجد سوى ريان.

أخذ ريان يبحث بعينيه بين الحضور عن وعد ولكنه لم يتعرف عليها، فمعظم النساء الحاضرات وجوههن مغطاة، ولكنه وجد من يربت على كتفه بعدما إنسلت من بين الحضور الواجمين، وهم يشاهدون بأعين مستديرة تبجح عروس الكبير من وجهه نظرهن.

وعد هامسة : اتصرف، البت طينتها على الآخر.

ريان : أتصرف كيف يعني؟! أجُول لك جُولي للمحروجة ديّ اللي اسميها صابحة ترجع لها زغروتين، ورفع ريان صوته : آسفين يا چماعة، خيتي أصلها متربية في بلاد برة، وما هتعرفش عوايدنا، وبعدين يعني ده چوزها يعني ما عِملتش حاچة حرام.

فهمت أنچيل أنها قد خرقت إحدى قواعدهم وعليها الاعتذار منه.

اقترب ريان من ماجد المتخشب في موضعه يميل عليه قائلا في همس :  مالك متخشب إكده ليه؟! خش غير لنا المحطة ديّ، شكلنا بِجِي عفش، الناس هتاكل وشي يا واد عمي، الكل يِعْرف إنها خيتي، جَدم يا واد عمي الله يرضى عنيك.

تنبه ماجد لما يدور حوله بعد حديث ريان، فهو كان يشاهد دون وعيٍّ لما يحدث، تقدم ناحية عروسه ليفعل المثل بعد ما تعالت أصوات الزغاريد مرةً أخرى؛ لتغطي على ما حدث ويرفع ماجد غطاء وجه العروس دون إهتمام، و اخفض بصره يفتح العلبة التي بيده، فوقعت عينيه عليها  بغير عمدٍ .

ما إن رآها حتى ارتد ببصره سريعاً يدقق النظر في وجهها قائلًا بصوت حاد : إيه دِه! إحنا هنهزِروا عاد؟!

🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈

وعد ريان بقلمي أسماء حميدة.

عند مصطفى وهمس.

خرج الاثنان من قسم الشرطة، ومصطفى يُقبِّل كل من يقابل في طريقه بدايةً من الأمين المرابط أمام مكتب المأمور، مرورًا بمن تم إلقاء القبض عليهم وينتظرون العرض، حتى من يقفون حراسةً على القسم، وهي في دوامة من التفكير، ماذا سيظن بها أهله؟! وماذا عن أختها؟! وما الذي يفعله هذا المعتوه؟!

همس بغضب : إيه اللي أنت بتعمله ده؟! Are you mad 

مصطفى ولا زال على ابتسامته  والفرحة تملأ عينيه : بصي أنا عشان متعصبش مش هحسبك دلوقتي و بصراحة عاوز أعيش اللقطة؛ الواحد مش بيكتب كتابه كل يوم، بس كل اللي أقدر أقوله لك أنا تعديت المرحلة دي خلاص، أنا لسعت يا هموسة.

همس بتوجس : طب قولي هنعمل إيه دلوقتي؟ 

مصطفى : بقولك عاوز أعيش اللقطة، عاوز أفرح ، و استكمل و هو يجذبها من ذراعها يقف و يوقفها أمامه : 

هو أنا بحلم يا همس..

همس : أنت بتسمي اللي إحنا فيه ده حلم؟! إحنا في كابوس.

(أعذرها يا درش هرمونات النكد طافحة عندها ، و بعدين أنت كاتب عليها في القسم يا جاحد 😂).

مصطفى : طب خليكي انتي في كابوسك، وسيبيني أنا في حلمي.

همس :لا، إنت اتلسعت فعلاً.

مصطفى موضحا : لسعت مش اتلسعت.

همس : what ever.

مصطفى وهو يقبض على كفها : تعالي بقى نحتفل بكتب كتابنا.

همس : No Way, مش هروح معك في حتة تاني.

مصطفى وكأنه يحادث طفلة صغيرة : طب تعالي بس نبعد عن هنا وأنا هراضيكي.

تقدمت همس تسير إلى جواره وهي تتعجب من تلك الشخصية العجيبة، كيف له أن يأخذ كل ما يحدث برحابة صدر.

مصطفى وهو يرفع كفها ليجعلها تتأبط ذراعه فنفضت يدها عنه : سيب ايدي كفاية اللي حصل.

مصطفى : أسيب إيدك ده إيه؟! ده أنا قتيل الأنجچيه ده، ده أنا كاتب كتاب، أنا ما يضحكش عليا، ده أنا أوديكم في داهية.

استسلمت همس لما أراد فما يشغلها الآن أكبر مما يطالب به.

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

عادت السيدة تحية إلى منزلها، فوجدت محمد لا زال جالسًا مع هناء وسارة يدرسهما مادة اللغة الإنجليزية.

فتقدمت نحوهم.

تحية :  إيه ده؟! إنتوا لسه بتذاكروا؟!

محمد : خلاص يا ماما، قربنا نخلص أهو.

سارة : طب نكمل بكرة يا بوب؛ عشان ألحق أروح.

تحية : لا، إنتي بيتة، أنا أخدت لك الإذن من أمك.

محمد لنفسه، وقد شرح صدره لهذا النبأ الذي لم يكن يعني له شيئاً في السابق : الله عليكي يا توحة.

(إيه يا بوب ده، إنت ناوي على إيه 😂)

سارة بحرج : خليها بكرة ولا بعده.

عبس محمد بعد ردها هذا، لما تريد الذهاب؟! أليس أمامهم حلقة من المسلسل التركي الذي لا يتذكر اسمه ليتابعوها، وكأن هناء سمعت ماجال في خاطره.

هناء : طب خليكي بعد الحلقة.

محمد باهتمام : هو فاضل قد إيه على الحلقة؟

سارة وهناء وتحية في صوتٍ واحد، وعيونهن مصوبةً على ساعة الحائط بالصالة : ربع ساعة.

محمد وهو يهب واقفًا : لا ده أنا أنزل أجيب حاجة نتسلى بيها قبل ما المسلسل يبدأ.

ثلاثتهم مرة أخرى : يا سلام!! وده من إمتى؟!

تنحنح محمد متجاهلًا تعليقهم : حد عاوز حاجة معينة؟!

هناء : شيبسي وبيبسي ولب.

تحية : طالما نازل هات لنا معك درة فيشار.

محمد موجهًا حديثه لسارة التي تراقب تغيره الملحوظ، أتراه بدأ يشعر بها وحرارة عشقها تسللت إليه توقظ قلبه : وإنتي يا ساسو، مش عاوزة حاجة؟

لقب ساسو منه له وقع السحر فأجابته مسحورة : أي حاجه منك حلوة يا حمادة.

(إلعب يا حمادة 😂😂).

حمادة! و مرتين في يومٍ واحد! هذا كثير، حِلْمُكِ صغيرتي إني أحترق.

هناء وتحية :  يا حلاوته.

خرج محمد سريعًا بروحٍ هائمة.

حمادة يا له من دلال! كان يكرهه والآن بات عاشقًا له.

(على رأي الشاعر : غريب الحب مين فاهمه يا بوب 😂)

بعد خروج حمادة قصدي محمد، وكزت هناء سارة في كتفها تهمس لها : ده الموضوع كبر! أنا لازم ولا بد أفهم إيه اللي بيحصل من ورا ضهري، إنتي بتخونيني يا ساسو.

(حمد لله على السلامة يا أختي 😂).

تحية لسارة : مفيش مرواح النهاردة؛ عشان عاوزاكي في حاجة مهمة.

سارة : حاجة إيه يا مرات خالي؟! تحية : لما يجي محمد. 

تركت تحية الفتاتين وذهبت لتغير ملابسها إلى أخرى بيتية مريحة.

هناء وهي تغمز لسارة : إيه النظام؟!

سارة : هيح، ده باينه وقع أبت يا هناء.

هناء : لا ما تقوليش، أخيرًا، على رأي البت وعد البعيد لوح، هو مش أخويا بس لوح.

ساره  : حصل و تلاجة كمان.

هناء : اتلمي وقصي لسانك ده شوية، ولا أقول لك خدي راحتك مش خسارة في قلبه الطيب.

عاد محمد سريعاً حتى لا يفوته شيئاً من حلقة المسلسل.

(كداب عليا الطلاج كداب😂)

وهو يحمل في يده كيساً بلاستيكياً كبيرًا به أكياس من الشيبسي بالنكهة التي تفضلها صغيرته، فإن لم يكن يدري بشعورها نحوه، ولكنه يعلم عنها كل شيء ما تحب وما تكره، وكذلك زجاجة كولا كبيرة، الآن هناء ستتسبب بضجة كبيرة هي الأخرى فهي تفضل المياه الغازية بنكهة الفواكه تفاح أو برتقال، وعبوبتين من اللب والسوداني المحمص، و آيس كريم شيكولاته كما تفضل كلاهما.

صعد السلم سريعاً، ودق الباب وهو يلهث بسبب استعجاله للعودة.

فتحت سارة له الباب بعد أن استبدلت ملابسها هي الأخرى بإحدى البيجامات البيتية لدى هناء، ترفع شعرها إلى أعلى فثارت بعض من خصلاتها تحيط وجنتيها و عنقها تبرز بياضهما في هيئة ملائكية.

وقف الاثنان قبالة بعضهما هو يتفرس وجهها بثمالة وهي تتهرب من عينيه زائغةً بها في كل الاتجاهات، تنحنحت سارة وهي تفسح له المجال للدخول.

محمد وهو يناولها ما بيده : إتفضلي يا ستي حطي لنا الآيس كريم في الفريزر، وفضيلنا البيبسي، وشيبسيهاتك ومسلياتك وتعالي على جوه، هحجز لك جنبي .

سارة بحاجب مرفوع هي سينما.

محمد جيتي في جمل إعتبريه حصل، الغالي يرخص للغالي .

سارة بتعجب من حسه الفكاهي الجديد عليها.

سارة : حمادة انت تعبان؟!

محمد وهو يغمزها : جدًا ، بس ممكن أساعدك ونجيب الحاجة الساقعة سوى.

ساره باستعجال : لا، هجيبها أنا.

محمد : أنا بقول أساعدك.

سارة بحدة : وأنا قلت لا.

محمد وهو يدغدغها بجانبها بغتةً : ماشي يا خطر أنت.

سارة شاهقةً : ما له ده؟! اتجنن ولا إيه؟!

التفت محمد لها بعد أن كان يواليها ظهره متجهًا نحو التلفاز يديره على القناة المطلوبة.

محمد : سمعتك على فكرة.

اجتمع الكل لمشاهدة المسلسل، الذي لم يرى منه محمد مشهدًًا ولم تستجمع منه سارة جملة، فهو شاخصٌ بها، وهي تسترق النظر إليه، والاثنتين هناء وشرين أعني تحية في ملكوت آخر.

إنتهت الحلقة وتوجهت سارة بنظرها إلى تحية قائلةً : خير يا مرات خالي، إيه الموضوع اللي كنت عاوزاني فيه وقلتي لما يجي محمد.

تحية : كويس فكرتيني، وتوجهت بنظرها إلى محمد : شفت بت عمتك الموكوسة.!

محمد منتبهاً : ما لها يا أمي بس؟! ما هي زي الق.......... وبطر كلمته مستبدلًا إياها : ما هي كويسة أهيه، عملت لك إيه بس؟!

تحية : قال إيه؟! جالها عريس طول بعرض، وكمان دكتور، وهي بتتحجج وتقول لسه صغيرة.

بصق محمد ما في فمه و هو يسعل بشدة، فقد كان ممسكاً بكوب من الكولا يرتشف منه، وما إن سمع ما قصته والدته حتى توقف ما بحلقه  من هول ما سمع.

💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓

ماجد لصقر: إيه دِه إحنا هنهَزِروا، هي ديّ العروسة؟!

بعدما أنشغل الجميع عن صدمتهم بما فعلته عروس الصقر، انتبهوا لما يقوله ماجد.

الصقر وهو يجز على أنيابه : إيه فيك؟! ما لها العروسة؟! أنت هتفرچ علينا الخلج أنت التاني؟!

وسوسن تقف وسط الجمع لا تهتم بما يحدث، ولا بحديث ماجد، ولم ترفع عينيها من الأساس تطالعه، كأن ما يدور ليس من شأنها الخاص.

وعد : استهدوا بالله يا جماعة، اقسم بالله إحنا اتحسدنا.

ريان يقف ولا يعرف كيف يفض تلك المهزلة.

ماجد : دي طفلة، آني لو اتچوزت بدري، كان بِجِي إمعايا أكبر منيها.

ريان لماجد : ما فضيناها عاد.

ماجد لريان : يا واد عمي افهمني، إكده أنتوا بتظلموها.

ريان هامسًا لوعد : دَوّري إنتي، الليلة دي عجبال ما أشوف چوز الديوك دول.

وعد : روح أنت ما تقلقش وراك رجالة.

ريان : آني كت شاكك فيكي ملّوّل.

وعد بدلع هامسة : أخص عليك يا ريو.

ريان : بتتچلعي دلوك، وفي الچد تجلبي بطة؟!

وعد : حصل، وبلدي كمان.

جذب ريان كلاً من الصقر وماجد إلى غرفة المكتب، يدير مقبضه ويدفعهما الإثنين إلى الداخل.

ريان : خبركم إيه عاد أنتم التنين؟! فرچتم علينا الحريم .

صقر : ما انت واعي لواد عمك، چاي جدام الناس يقول إصغيرة وما خابرش ايه!!

ماجد : البت لساتها صغار دي ما كملتش ال 20.

صقر : ما أنت خابر اللي فيها، الچوازة كِلتها ملداش عليا، ولولا اللي هي عِمْلته، و ودرتنا فيه؛ ما كنتش جِبلت أحط يدي في يدك، وبعدين أنت كَبير عليها و دِه إحنا خبرينه، ووافجنا چاي تتحدت جدام الناس ليه عاد؟!

ريان : خلصنا عاد يا ماچد.

ماجد مطرقًا رأسه يفكر، سينهي هذا الموقف ويمرقه، و سيمهلها بعض الوقت وبعدها سيحل وثاقها ويطلقها لتعيش بعدها مع شابًا صغيراً في مثل عمرها، فهو بعد عامين سيتم الأربعين.

و أثناء مناقشتهم استمعوا إلى صوت صراخ بالخارج، فهب ثلاثتهم ليستقصوا ما في الأمر وكانت الفاجعة........


وعد ريان بقلم الكاتبةأسماء حميدة.

البارت الخامس والعشرون.

عند مصطفى وهمس.

اصطحب مصطفى همس إلى أحد المقاهي يجالسها وقلبه تغمره سعادةً لا توصف، نجمته البعيدة في عليائها هبطت ليتلقاها بين حنايا قلبه، جنيته التي كانت والدته تسامره عنها كلما أتت لزيارته لدى جدته أو أثناء إقامتها معه في العطلات، أصبح إسمها مرتبطًا بإسمه إلى الأبد.

ليس بعد ما منحتها الحياه إليه  سيضيعها، سيقتنص ما له عنوة، وما دامت ابتسمت له الحياه لن يدعها تدير ظهرها له مرةً أخرى، فلطالما عانى من فراق أمه ولكنه ليس حاقدًا على همس ووعد لأنهما السبب في ابتعاد والدته عنه، لا بل سعيداً لذلك لأن والدته كانت تحفظها له، تساندها في محنتها.

جلست همس تستند على الطاولة أمامها بمرفقيها، وكفيها يفركان جبهتها بتوتر.

قبض مصطفى على كفيها يجذبهما إليه يضمهما بين راحتيه في حنو، يعلم ما تعانيه من تخبط و حيرة، ولكنه عكسها تماماً، علمته الحياة أن يترك مساوئ غدًا لناظره، وأن يتمتع بما في يده الآن،؛ فمن ذا الذي يضمن بقائه لغد، فتكثر الهموم وينسى المهموم متعة اللحظة.

مصطفى بحنان : مالك يا همس؟! فيكي إيه بس؟! كل دا عشان كتب الكتاب، زعلانة إنك بقيتي ليا؟! ولا مستكترة نفسك عليا؟!

همس باضطراب : مش كده خالص بس......

قاطعها مصطفى بفرحة : أيوه بقى يا شيخه، ايه ده؟! الواحد......

قاطعته همس بدورها : أنا ما قلتش حاجة على فكرة.

مصطفى : شوفتي نسيتني، أبو الزهايمر اللي أنا فيه، تاكلي إيه يا قلبي؟!

همس بامتعاض : قلبك؟!

مصطفى وهو يراقص حاجبيه : الله مش المودام؟!

همس بإشمئزاز : المودام؟!

مصطفى : آه يا روحي، معروفة المودام أو الجماعة.

همس : مصطفى، shut up please.

  مصطفى : I can't .

(وحياة أمك نوجة😂).

واستكمل : ما قلتيش هتاكلي إيه يا مزة؟!

همس : actaully, مش عارفه وكمان ما ليش نفس.

مصطفى : لا يا هموسة لازم تتغذي كويس ، أنتي مقبلة على منعطف تاريخي، وكمان أنتي خاسة.

همس متجاهلة المنعطف وأخذت أول ناصية يمين : Thank Godبجد يا مصطفى؟! أنا خسيت؟!

( دخلت لها صح يا درش😂).

مصطفى : جداً، إشتري مني، في حتت محتاجة تقلوظ حبتين.

همس : يعني إيه مش فاهمة حتت إيه دي؟!

مصطفى : لا دي ما تنفعش هنا، لازم نكون لوحدنا عشان أعرف أرفع المقاسات.

و ها قد سحبها مصطفى من دوامة أفكارها إلى عالمه المجنون، حقًا شابوه يا درش.

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

أثناء المناقشة التي دارت بين ثلاثتهم ريان والصقر وماجد، استمعوا إلى صوت صراخ بالخارج.

ريان : وعد Damn it, اللعنة .

هب ثلاثتهم ليستقصوا ما في الأمر، وكان أولهم ريان، وتبعه الصقر ومن خلفهم ماجد، فوجدوا النسوة الحاضرين يتحلقون حول شيء ما يجهل ثلاثتهم ماهيته.

ريان بصراخ اهتزت له جدران الدوار وصعق لنبرته من به : وعد عِمِلتي إيه يا بلوة؟!

رفعت وعد رأسها من انحنائها أرضًا وهي محاطةً بالنسوة هامسةً في سرها بعدما استدارت إليه : وعد، وسنين وعد، كل مصيبة يتشمخلي قوي، وعِمِلتي إيه يا بلوة؟!

وعد موجهةً حديثها لريان : أنت هتقعد تستفسر، وتسيبوا البُنية لغاية ما تقطع النفس.

كانت وعد قد أزالت غطاء وجهها، و أفصحت عن ما تحته، ما هذا؟! مكحلة العينين بكحلةٍ زرقاء قاتمة أعطت لفيروزيتيها رونقًا براقًا، وشفاهها التي صبغتها بأحمر شفاه قاني لامع، وحمرة خدود مخملية تضفي توهجًا وبريقًا، واشمةً ثلاثة فراشات على جانب عنقها من جهة اليمين، تعقص شعرها الذهبي  في ضفيرةٍ مقلوبة على كتفها الأيسر، ترتدي عباءةً فضيةً مطرزة، تجعل منها أسطورة من الجمال في هالةٍ شرقية.

أما هو فتيبست قدميه بأرضه وهو يتأملها، فتنةٌ تمشي على قدمين.

ولكنها أخرجته من تأملاته المفتونة بها، وصوتها الذي بات قريباً منه لا يعلم إذا كانت تهمس أم استمع إليها إحداهن، تسبب له حديثها في خلل أو ربما صدمة دماغية error.

وعد : إيه يا اسطى؟! كل شوية يا بلوة يا بلوة إيه؟!

ريان : يا اسطى، هتچلطيني.

بينما اقترب الصقر من الحشد فوجد انجيل أو أحلام تميل بجسدها هي الأخرى ناحية الأرض بجوار جسد ممدد لم يتبين صاحبته؛ بسبب التفاف النساء حولها.

صقر:  إيه فيه!

انيتا وهي بتجذب طرف عباءة الصقر؛ فاتجه بنظره إليها.

انيتا : بت عمك العروسة، لِجِيناها غميت، ووجعت من طولها، واتشندلت كيف ما أنت واعي إكده، ما تشوفوا لها حكيم؟!

الصقر بأعين مستديرة من حديث الصغيرة :إنتي چرافيك! ولا إيه حكايتك إنتي؟!

انيتا : أباي، أنت لساتك عتحكي والنسوان كاتمين على نفسها إكده لمن يچيبوا خبرها.

اقترب ماجد من الصقر وانيتا : إيه فيه؟!

انيتا : شهل يا ميجو، و ارفعها من شندلتها دي.

ماجد : هي مين دي؟!

انيتا : مراتك إنت التاني، أباي وِجعت وسط مجانين آني و لا إيه؟!

(أباي أنيتا إيه؟! أنتي يسموكي هدرس  ويريحونا 😂)

بينما توجه الصقر خارج الدوار مناديًا على عوض : عوض انت يا واد يا عوض.

عوض : آني إهنه يا صجر، بتزعج ليه؟!

صقر : بسرعة تروح للدكتور منصور بتاع الوحدة الصحية داره، وتجول له ياچي ضروري، وما تعودش إلا وهو في يدك.

عوض : طب ما اروح له الوحدة أجرب.

صقر بنزق لعوض : الدنيا جربت تليل، زمانته همل الوحدة دلوك.

عوض : حاضر، بس ما تخليهوش يديني حجنة.

صقر : لو ما بطلتش حديت عخليه يديك الحجنة.

عوض : لاه، لاه، آني رايح فريرة.

وضع عوض طرف جلبابه في فمه وهرول ناحية دار الدكتور منصور طبيب الوحدة والبالغ من العمر 30 عاماً، حيث يقبع داره على بعد عدة أمتار من دوار الصقر.

اقترب ماجد من الجسد المسجى على الأرض، بعدما أمرتهم وعد بالابتعاد لتتيح الفرصة لسوسن بالتنفس.

وعد : تخري فردة أنتي وهي الله يكرمك،؛ خليها تعرف تاخذ نفسها.

مال ماجد بجزعه عليها يتأمل وجهها بملامحه الطفولية الشاحبة حاملًا إياها بجسدها النحيل بين ذراعيه.

تتبعه وعد قائلةً : اطلع بيها على فوق عقبال ما الدكتور يجي.

صعد ماجد بها درجات السلم وكأنها لا تزن شيئاً، يناظرها بإشفاق، وقد سبقته وعد تدله على الغرفة التي تجهزت بها هي وانجيل، وكانوا يمكثون بها لحين إتمام عقود الزواج.

فتحت وعد له الباب، فاقترب ماجد من التخت الموجود بالغرفة يضع جسد طفلته عليه، فهو من الآن وصاعدًا، وحتى تنتهي تلك المهزلة سيعتبرها طفلته التي  سيسلمها يومًا ما إلى عريسها، فإن أخطأت في زواجها سرًا و أصدر الجميع عليها حكمًا لن يكون هو السوط الذي تجلد به.

وضع ماجد يده على جبينها يتحسس حرارتها فأحس بجسدها يرتجف عند لمسها، فكفه الدافئ مقارنةً بحرارة جسدها لوحًا من الجليد.

تألم قلبه بشدة عليها وقام سريعاً يدثر جسدها المرتجف بالغطاء الموضوع على التخت محادثًا وعد : معلهش، ممكن تناوليني شويه مية ساجعة في طبج وفوطة أو أي حتة جُماش.

وعد : حاضر ثواني وراجعة.

اسرعت وعد تهبط السلم متوجهةً إلى المطبخ لتجلب ما طلبه ماجد كي يسعف تلك المسكينة، وما إن رآها ريان تتوجه ناحية المطبخ مسرعة تبعها متمتمًا : دِه وجت وكل.

مدت وعد يدها تفتح البراد،  و قد أحست بخطوات تقترب منها فتوجهت ببصرها إليه، وقد صدق حدسه عندما وجدها تهم لتفتح البراد.

ريان : بجى انتي نازلة چري من فوج عشان إكده؟! البعيدة ما عتحسش.

وعد بدهشة : ما لك في ايه؟! أنت بتراقبني؟! وبعدين ما أنا نازلة جري عشان ألحق...

قاطعها ريان  بإستياء ظننًا منه أنها تعني بألحق على نصيبها في الطعام فوقف حائلًا بينها وبين الثلاجة.

ريان : إيه دِه!؟! صعرانة إنتي؟!

وعد بعدم فهم : لا مش وقتك خالص، عديني يا حتة، ما فيش وقت دي مسألة حياة أو موت.

ريان : بتجولي إيه؟! إنتي مجنونه؟!

وعد وهي تقترب منه تمد يدها لتبعده عن طريقها، فجذب ريان يديها يلتف بها ساندًا ظهرها إلى الثلاجة مكبلًا ذراعيها من الخلف، محاوطًا جسدها بذراعيه، فأصبح مقتربًا منها حد اللعنة و أنفاسه تضرب وجهها بحرارة وتحولت نظراته من التعجب والدهشة إلى العبث والمجون و عرقا ينبض بجانب شفتيه برغبة ملحة و جسد ثائر .

سلب قربه منها لبها، وأصبحت تناظره هي الأخرى بهيام، تتأمل ملامحه بتيه، في حين كانت نظراته تتنقل بين عينيها وملامح وجهها هبوطًا إلى شفتيها المزدانة بحمرة قانية مهلكة، وهو يقترب ساندًا جبهته إلى جبينها، فإستكان جسدها بين يديه، وصدرها يضرب بقوة بسبب خفقان هذا اللعين القاطن بضلوعها؛ تأثرًا بمشهدهما الحالمي، بعد ما حرر ذراعيها من قبضته، واضعًا كفيه على الثلاجة خلفها، يحتجز جسدها بينه وبينها، يهمس بالقرب من أذنها بنبرة صوته المتحشرجة وهي ذائبة بين يديه، تستمع إلى اسمها من شفتيه، وكأنها تتذوق كل حرف به بنكهة مختلفة عن ذي قبل : وعد، إنتي عِمِلت فيا إيه؟! آني أول مرة أحس بواحدة إكده، فيكي إيه عيختلف عن غيرك إمخليني هتچَنن عليكي إكده؟!

وهنا قد أخرجتها جملته من سحر وجاذبية الموقف، وبدأت الأفكار تتدافع إلى رأسها، وغيرة تعتصر أوصالها، هل يعني أنه رأى الكثيرات؟! واقترب منهن إلى هذا الحد، وربما أكثر من ذلك بكثير، لا، لن تكون إحدى حريم السلطان، و هنا دفعته بعيداً عنها، ولكنه ما زال تحت تأثير قربه منها؛ فلم يستجيب جسده للابتعاد إنه يطالبه بالكثير.

صابحه : إيه ده؟! هو دِه وجته؟!

💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔

وعد ريان بقلمي أسماء حميدة.

ماجد وهو يجلس إلى جوارها على التخت، مسكًا بكفها بين يديه، وقلبه يعتصره الألم على تلك المسكينة وما جلبته لنفسها بتهورها وطيشها، ولكنه يعلم مدى حنكة ابن عمه الراحل بالنساء، فلن تأخذ تلك الصغيرة وقتا كي يوقعها في شباكه، وتساءل هل كان رضوان يحبها بالفعل؟! أم كانت له مجرد نزوة كنزواته المتعددة؟!

وهي هل تمكن عشقه من قلبها لتقدم على ما فعلته فيؤول مصيرها الى تزويجها جبرًا من رجل لا تعرفه ولا يعرفها، ويفوقها بالعمر ضعف  عمرها.

واثناء شروده أحس بيدها تقبض على كفه، وهي تتمتم بكلمات لم يفهمها، فاقترب منها وهو يتحسس حرارة وجنتها، يستمع فضولًا لما تتمتم به في خفوت.

سوسن بصوت خافت واهن : حرام عليكي، بزيداكي، اجتليني وريحيني يا أماه.

وبات جسدها ينتفض بشدة، فاستقام بفزع يخرج من الغرفة باحثًا عن الدعم، بعدما تأخرت وعد في موافاته.

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

مصطفى : إيه بقى مش هناكله عشان القمر بتاعي نزل من غير فطار؟! وادينا قربنا على المغرب اهوه؟!

همس : ما تفطر هو أنا منعتك.

مصطفى : لا لازم تاكلي معايا عشان تفتحي نفسي، وبعدين جوزك لما يقول لك على حاجه لازم تسمعي كلامه وتقولي آمين.

همس : انت صدقت نفسك!

مصطفى : والله أنا زيي زيك، مش مصدق، بس دي جوازة ميري يا ماما، والحكومة ما بتهزرش .

همس بعد ما عادت إلى هواجسها بذكره للجوازة الميري.

همس : مصطفى أنا بجد مش مستحملة، فلو سمحت قوم خلينا نروح، ونفكر هنعمل إيه في الكارثة دي.

مصطفى : كارثة! بقى جوازي منك كارثة؟! أمال فين لهفة البدايات، طب إيه رأيك مش هنتحرك من هنا غير لما تاكلي معايا، إحنا ناكلنا لقمة الأول وبعدين نقعد نفكر هنعمل إيه، و استكمل واقفًا : هروح أجيب لنا حاجة ناكلها بسرعة واجي.

ذهب مصطفى لإحضار وجبتين من أحد محلات الوجبات السريعة، وتركها تنتظره بالمقهى.

بعدما ذهب مصطفى بقيت همس تفكر في حل لتلك المشكلة، ولم تلحظ ذلك السخيف الذي يقترب منها قائلًا : الجميل قاعد لوحده ليه؟! هو ما جاش ولا اتاخر عليكي؟! تصدقي ما عندهوش نظر.

همس : افندم! حضرتك بتكلمني أنا؟! الشاب : أيوه بكلمك أنت يا قمر.

ومد يده يسحب الكرسي المقابل لها يجلس عليه بسماجة.

همس : ايه اللي أنت عملته ده؟! قوم لو سمحت واتفضل من هنا.

وفي هذه الأثناء أتى مصطفى حاملًا في يده وجبتي الطعام، وما إن رأى رجلاً يجلس أمامها على الطاولة، حتى اندفعت الدماء إلى رأسه، يتقدم منهما بحنق شديد، وهو يلاحظ توترها و وملامح وجهها التي تدل على الغضب مشيرة إلى الجالس أمامها كعلامة منها برغبتها في ابتعاده عنها.

وصل مصطفى يقف خلف الشاب الجالس مواليًا ظهره لباب المقهى واضعًا يده على كتف الشاب، يقرص عليه بقوة.

مصطفى موجهًا حديثه للشاب : إيه اللي مقعدك هنا يا حيلتها؟!

همس : الحيوان ده قاعد هنا من غير استئذان.

مصطفى : ده أنت نهار أمك مش فايت.

(لا على الهادي يا درش انت لسه خارج من القسم😂).

أسقط مصطفى ما بيده ، وهو يجذب الكرسي الذي يجلس عليه هذا السمج يطرحه أرضًا على ظهره ويجثو سريعاً فوقه، يواليه ضر.بات متتالية بقبضته اليمنى في أماكن متفرقة بوجهه وصدره، ويده الأخرى تقبض على قميصه من الأمام، وبدأت الناس في المقهى تحاول إيجاد طريقة لتخليص الشاب من  بين يديه، ورفع مصطفي الجاثم فوقه، ولكن استماتت قبضته على ملابسه يأبى نزعه من فوقه، وهو مستمر بلكمه بو.حشية.

مصطفى : أقسم بالله اللي هيحاول يخلصه من يدي، لا هاسيبه هو وامسك فيه.

😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

عند محمد وسارة.

بصق محمد ما في فمه وهو يسعل بشدة، فقد كان ممسكًا بكوب من الكولا يرتشف منه، وما إن سمع ما قصته والدته حتى توقف ما بحلقه من هول ما سمع.

تحية : اسم الله عليك، مالك يا ابني؟!

سارة بفزع وهي تقترب منه تضربه بخفة على ظهره : أنت كويس؟!

رفع محمد رأسه إليها ونيران من الغضب الجحيمي تحتدم بعينيه، نافضًا يديها بعيداً عنه قائلًا بغضب :  مكانك، اقعدي مكانك.

نظرت اليه في دهشة،  ماذا فعلت لكل هذا الغضب!

أما هو تدافعت الأفكار برأسه، ابن عمها الذي كان يتردد عليهم بالفترة الاخيرة في منزلها؟! أكان يأتي لرؤيتها؟! أحلم بها زوجة له وطلب يدها ليحقق أمانيه فيها؟!

وهي أكانت تجالسه وتركته يحادثها ويتودد لها؟! أصارحها بحبه؟! والألعن أحاول الاقتراب منها كما فعل هو منذ قليل؟! كل هذا دار بمخيلته، فأشعل ما به من غضبٍ ثائر.

محمد لوالدته : إيه اللي أنتي بتقوليه ده يا أمي؟! سارة لسه صغيرة، مش المفروض نتكلم قدامها في الحاجات دي، وكمان دي في ثانوية عامة، إزاي تملوا دماغها بالكلام الفارغ ده؟!

(يا راجل😂).

تحية بإصرار : سارة مش صغيرة، وبعدين ده ابن عمها وشاريها، ودخل البيت من بابه وطالب ايدها، وبعدين يعني هو ممكن يستناها لغاية ما تخلص السنه دي، بس هي توافق وتدي له ريق حلو.

بماذا تهزي والدته أقالت شاريها وتريدها ان توافق؟! لا وتعطيه ريق حلو! ماذا تعني بريق حلو؟! أن يتقربا من بعض، ويتجالسا، وربما يتقابلا خارجًا، ويحادثها ليلاً في الهاتف، ويسمعها كلمات الغزل إلى هنا ولم يحتمل.

فاحتدت نبرته : إنتي بتقولي إيه يا أمي؟! الموضوع ده يتقفل خالص، وأنا هتكلم مع عمتي وأشوف إزاي تملى دماغها بالكلام الفارغ ده.

تحية : يا ابني ده ابن عمها، وهيخاف عليها، وعمتك عاوزاك تكلمها وتقنعها.

محمد بثورة : كمان!

تحية بعدم فهم : كمان ايه؟!

محمد بارتباك : كمان فيه فرق في السن ما بينهم.

تحية بتفسير : إيه يعني تمن سنين؟! مش فرق، وبعدين ما طبيعي إن الراجل يبقى أكبر من مراته.

محمد وقد وقعت كلمتها على مسامعه كالحمم تلهب قلبه، وتشعل فتيل الغيرة، تفجر داخله قنا.بل من الغضب.

محمد بمهادنة عكس ما بداخله : وماله؟! أقنعها حاضر.

اقترب محمد من سارة قابضًا على معصمها يضغط عليه بقوة ساحبًا إياها خلفه، يتوعد لها بالكثير.

وهناء تشاهد وقلبها يرتعد بعد ما رأت حالة أخيها، وعلمت من سارة منذ قليل أنه بدأ يستشعر ما بها من عشق له، وتعلم أيضاً غضب أخيها فبالرغم من حلمه إلا أن غضبه لا يحتمل، غيرته يمكن أن تصله إلى حد الجنون، وربما يحتد عليها ويقدم على فعل شيء يندم عليه.

تحية لهناء : تفتكري هيعرف يقنعها؟

هناء : ربنا يستر.

😱😱😱😱😱😱😱😱😱😱

خرج ماجد من الغرفة يبحث عن وعد، ويسأل ربما أتى الطبيب لإغاثتها.

هبط ماجد الدرج متعجلًا، وجد الصقر قد أخلى الدوار ممن فيه

، متحججًا بأن العروس لم تحتمل الفرحة فأغشي عليها، وبالطبع لم يراجعه أحداً في حديثه، بالرغم من عدم اقتناعهم بالسبب.

ماجد لصقر : إيه يا صجر؟! شيعت للدكتور؟

صقر : أيوه شيعت له عوض، وزمانته على وصول.

ماجد : امال فين وعد؟! انا بعتها تاچيب مية ساجعة؛ عشان حرارتها عالية فوج.

صقر : ماعرفش، و ريان مش باين هو التاني.

وجه صقر حديثه لمن تقف بعيداً عنه تناظره بتمعن لا يستطيع تفسيره.

صقر بارتباك : معلهش، اطلعي لها شوفيها على ما الدكتور ياچي، ماچد مش هيعرف يتصرف، و أمها روحت مع الحريم.

صعدت انجيل دون كلمة لتنفذ ما قال، بينما ماجد مستغربًا ما فعلته والدتها، أي أم  هذه تترك ابنتها في تلك الحالة وتغادر؟!

يبدو أن تلك الصغيرة عانت كثيراً مع أم انتزعت من قلبها الرحمة لصغيرتها، حتى وإن كانت مخطئة، فماذا عن قلب الأم! الذي يسخط ويسامح، يعاقب ويتألم، يقسو وداخله يلين إلى من أنجبتها أحشائها، فبعد مغادرة والدتها وما استمع إليه من صغيرته وهي تهزي من الحمى علم كم المعاناة التي عايشتها؛ فزاد تعاطفه معها.

ثواني وأتى عوض ومعه الطبيب منصور.

منصور : السلام عليكم، إزيك يا صقر بيه؟ عوض قال لي إن حضرتك  عاوزني.

صقر : وعليكم السلام يا دكتور، إچيت في وجتك، إطلع معاه يا  ماچد وري له الجاعة.

تذكر صقر أن فاتنته معها بنفس الغرفة.

صقر : ولا اجول لك آني چاي معك.

صعد صقر وماجد و برفقتهم الطبيب الى حيث الغرفة التي يتمدد به جسدها بإعياء شديد.

طرق ماجد باب الغرفة و انتظر بقلق حتى أذنت له  انجيل بالدخول : Come in.

(  يا شيخة 😂).

دخل الطبيب الغرفة ونظراته تستكشف المكان إلى أن وقعت عينيه على انجيل بملامحها الاجنبية وزينتها وجمالها الذي جعله يتفرس بها في تمعن.

لم يخفى على الصقر نظرات الطبيب إليها.

صقر بغضب : إيه يا دكتور؟! حتفضل واجف عنديك كتير ولا إيه؟! شكلك إكده مش هتلحج تكشف على الحالة؟!

استفاق منصور من تأمله لها على تلميحات الصقر.

فتساءل منصور بارتباك : هي فين الحالة؟!

الصقر بنبرة غاضبة : خبرك إيه يا دكتور؟! ما هي جدامك أهي ؟! عميت إياك؟!

لم يستطع منصور الرد على إهانة كبير البلد و نائبها وهو الغريب عن البلدة و عن الوجه بأكمله. 

بدأ منصور في مزاولة عمله بمهنية.

بينما وجه الصقر حديثه لانجل : تعالي عاوزك.

تبعته انجيل إلى خارج الغرفة.

فوجه منصور حديثه لماجد :  شوف لنا حد يستنى مع الحالة، واتفضل حضرتك عشان أكشف عليها.

ماجد : ما تكشف خلصنا، هو في حد حاشك؟! آني چوزها.

وزع منصور نظراته ما بين ماجد وتلك الصغيرة، بالرغم مما ترتديه والزينة التي تزين وجهها إلا أن فارق العمر الكبير واضح بينهما لكن ما خصه.

انصاع الطبيب لحديث ماجد.

منصور : طب ممكن تساعدني.

ماجد : جول عاوزني أعمل إيه؟ و آني اعمله.

منصور : اكشف دراعها عشان أقيس ضغطها.

اقترب ماجد لينفذ ما قاله الطبيب وما ان رفع اكمام العباءة التي ترتديها حتى راى ما لا يتوقعه......


😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘


وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء حميدة.

البارت السادس والعشرون.

اقترب ماجد ليكشف ذراعها كما طلب منه الطبيب، وما أن رفع أحد أكمام العباءة التي ترتديها حتى رأى 

آثار لحروق متفرقة على طول ذراعها الأيسر.

استدار حول التخت ليتمكن من رفع كم العباءة الآخر من جهة اليمين.

جحظت عيناه من هول ما رأى؛ فقد وجد به حرق عميق قد تقيح بشدة، مما سبب تورم و إحمرار بالمنطقة الموجود بها الجرح والمنطقة المحيطة به على ذراعها، وتعجب كيف لمخلوقٍ ضعيف مثلها تحمل كل تلك الجروح، ومن السبب بالأصل في ذلك، فلو صدق ما خمنه سيحرق المتسبب بأرضه التي يقف عليها.

ماجد للطبيب بنبرة يشوبها الهلع والحزن : إلحج يا دكتور، تعالى شوف إيه ده.

كان الطبيب منصور منشغلًا بإخراج أدواته اللازمة للفحص من داخل حقيبته الجلدية السوداء، فقد كان يعبث بمحتواها مستخرجًا منها جهاز قياس الضغط، ودفتر الوصفات الطبية.

انتبه منصور إثر مناداة ماجد له واقفًا ليلتف بدوره حول التخت، ليطالع ما ارتكزت عيني ماجد عليه؛ فجحظت أعين الطبيب هو الآخر من منظر الحر.ق وما آل إليه بسبب إهمال علاجه، وبخبراته المهنيه علم ان الحرق ليس مصادفة بل ناتج عن استخدام آلة حا.دة كسكين أو ما شابه قام أحد ما بتسخينه على درجة قصوى و وضعه بمكان الجر.ح بو.حشية كنوع من التعذ.يب البدني.

منصور : إيه ده؟! مين اللي عمل كده؟! دي جر.يمة أنا لا يمكن اسكت عليها، البنت دي ممكن تموت بسبب الحالة اللي وصلت لها، أنت اللي عملت فيها كده؟!

اقترب ماجد من الطبيب يقبض على تلابيبه : إنت لسه عتتكلم! إتصرف، و إلا قسماً باللي خلج الخلج،  لو چرى لها حاچة ما عيكفينيش فيها  رجبتك إنت واللي عملها.

عندما استشعر الطبيب خوف ماجد عليها، واستنكاره لحالها، وتو.عده للفاعل التمس له العذر على ثورته و ردت فعله، كما أنه يعلم أن اليوم كان عقد قران الصقر و إبنة عمه في جوازة بدل بين عائلة الزيدي وعائلة نصار لغلق الماضي  بأخطاء ارتكبها الآباء و عانى منها الأبناء، ولكنه من الطبيعي أن يشك بماجد؛ فبالرغم من الفترة القليلة التي قضاها منصور في تلك البلدة والتي لم تتعدى بضعة أشهر، بعد أن تم انتدابه من القاهرة، إلا إنه سمع قصص كثيرة مماثلة عن الثأ.ر، و  الظاهر للناس بأن تلك الزيجات المتبادلة بين العائلات المتخاصمة جراء هذا الشأن هو التصالح، ولكن بعضهم يبيت النية للإنتقا.م، ولكن بشكل آخر.

فمن الطبيعي أن يشك به فإبن القتيل تزوج من إبنة القاتل، ولكنه لا يعرف ماجد فمعذور منصور في سوء ظنه بماجد.

ماجد شخصية هادئة، مسالمة، عقلانية، عادلة، يمعن النظر في قرارته قبل إتخاذها، ناهيك عن ضميره اليقظ فكيف يحمل مسكينة مثلها ما فعله أبيها! إلى جانب أن السبب في الأساس هو طه نصار والد ماجد.

إذا كان الله بجلاله لا يحمل أحد ذنب آخر ( فلا تزر وازرة وزر أخرى)، فهو كعبد فقير إلى الله عساه أن يظلم، وقد حرم الله الظلم على نفسه، فما بالك بالعبد المُسأل أمام المحكمة الإلهية.

استخلص منصور ثيابه من قبضة ماجد، وهو يناظره بنظرة يملؤها التبجيل؛ لموقف ماجد حيال إبنة القا.تل.

قائلًا بنبرة أقل حدة : هو يلزمها دكتور مختص، و ده في الوقت الحالي صعب؛ لإن الوحدة نفسها ما فيهاش دكتور جراح، وكمان الوقت متأخر، والحالة مستعجلة، إحنا لازم نعالج الجرح ده ونعمقه؛ لإنه ممكن يتسبب لها في غرغرينة،  و أضعف الإيمان ممكن يتم بتر دراعها، أو الأسوأ ممكن يحصل لها مضاعفات من القيح اللي في الجرح ويتسبب في إنتان الدم؛ وده ممكن يعمل تسمم في الدم، وغالبا  ده اللي مسبب لها ارتفاع الحرارة  لأن جسمها لسه بيقاوم.

عواصف هوجاء من الغضب تضرب داخله بقوة أي مخلوق يمكنه أن يتسبب بكل هذا الأذى لشخص آخر وبأي حق، مهما كان خطأ ذلك الشخص فالله وحده هو من يعاقب.

ماجد : يعني في أمل إننا نلحجها.

منصور : خلي أملك في ربنا كبير، المهم دلوقتي أنا محتاج أدوات وحقنة مخدر من الصيدلية؛ لأن تخصصي باطن مش جراحة النوع ده من العقارات مش متوفر معايا، والأفضل إننا نستعجل في شرا الأدوية دي؛ لأن زي ما حضرتك عارف ما فيش غير صيدلية واحدة اللي موجودة في الكفر وكمان بتقفل بدري.

كان منصور يحادثه وهو يخط ما يحتاج من أدوية في دفتر الوصفات الطبية، وقام بفصل الورقة المدون بها المطلوب وناولها لماجد.

💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔

عند ريان و وعد.

بعد تقاربهما الذي لولا جملته الأخيرة التي ايقظتها من غمرة مشاعرها، كان قد اكتمل مشهدهما معًا بقبلة، فإذا كانت بدون تقارب قد وقعت له وهامت به عشقًا، منذ متى؟! لا تعرف.

ربما منذ أن رأت صوره على مواقع الإنترنت، حينما طلب منها المدعو زين أن تقوم بعمل هذا الحوار الصحفي اللعين قبل أن تراه وتقتحم قصره بكل غباء.

كل صوره تتصدر مواقع الإقتصاد والمال بوسامته، فهي حقًا تراه وسيمًا للغاية، ذوقها في مدى جاذبية الرجل و وسامته تختلف عن تصور بعضهن فالوسامة من وجهة نظرها تعني رشدي اباظه، محمود ياسين، صلاح ذو الفقار، راسل كرو، وليس حسين فهمي أو حتى ليوناردو دي كابريو.

(لا كله إلا حسين فهمي 😂).

خطفها شموخه و كبريائه و ثقته بحاله التي تتضح في كل الصور الملتقطة له.

وعندما إلتقته انبهرت بشخصيته الامريكية المتحضرة، وفاجئها بشخصيته الصعيدية الصارمة مع خفة الدم المصرية.

دخلت صابحة كعادتها : إيه دِه؟! هو دِه وجته!

إستفاق ريان من نشوته في قربها على صوت تلك الصابحة، فتخضبت بالحمرة تلك التي يحتجزها أسيرة بين ذراعيه وبرغبتها و بإستجابة مخزية لجسدها أمام خبراته و حنكته بالنساء.

جرت مسرعة تخرج من باب الدوار الخلفي بالمطبخ والمطل على الحديقة القبلية له.

بينما تخصر ريان ملتقطًا أنفاسه من انهيار جبال الجليد بداخله أمامها، يهز رأسه يمينًا ويسارًا بيأس من تلك الدخيلة، وبداخله لسان حاله يتحدث كنتِ تمهلتي قليلاً أيتها الملعونة؛ فلو تأخرت قدماك لدقيقة  لخضت نعيمًا كنت مشرفًا على بابه.

ريان :  بومة، أنتي بومة.

واقترب منها يمسك بجلبابها من الخلف كالمخبرين في حركته المعتادة عند استيائه من أحدهم : اسمعي يا مراة أنتي، اللي وعيتي له دلوك لو چه على طرف لسانك هجطعه، ولو لمحتيني في الدار صدفة ما تاچيش في اليمة اللي آني فيها، ودلوك وفي كلمة تكوني خفيتي من وشي.

و ما إن أتم جملته تاركًا جلبابها حتى جرت مسرعة هي الأخرى ناحية الباب الخلفي و بهجمة واحدة كان قد التقطها مجدداً جاذبًا إياها من الخلف مشيرًا الى الباب الخلفي : مش من إهنه، و اتجهت إشارته إلى الجهة الأخرى نحو الباب الداخلي :  من إهنه.

فهزت رأسها سريعاً عدة مرات وهي تغير اتجاهها على الفور حيث أشار.

بينما خرج هو من الباب الخلفي يبحث عنها فوجدها تجلس على أحد المقاعد الخشبية بالحديقة، ترفع قدميها إلى صدرها  مسدلة العباءة عليهما، تخبئ رأسها بين ركبتيها.

اقترب منها بخطوات واثقة يضع راحته على منبت شعرها من الأمام.

ريان : وعد  اللي حُصل دِه لحظة ضعف، ومش هتتكرر تاني، أوعدك.

فصرخ داخله بماذا تعدها يا رجل؟! وأنت تريدها وبشدة.

اما هي فوقع جملته الثانية أشد من الأولى التي أثارت غيرتها، فجملته هذه تعني أن ما ضرب  أعماق قلبها الشامخ محطمًا أسواره، يعتبره هو لحظة ضعف، رغبة، أي إهدار للكرامة هذا؟!

رفعت رأسها بحدة قائلة : هو فعلاً مش هيتكرر تاني؛ لإني همشي من هنا، لا يمكن استنى هنا لحظة واحدة.

وهبت واقفة لتغير ملابسها عازمة على إنهاء تلك المهزلة، تبًا له ولماله.

وأثناء وقوفها المفاجئ بحدة تعثرت بطرف عباءتها فالتوى كاحلها، وسقطت أرضًا، تصرخ بألم.

😱😱😱😱😱😱😱😱😱😱

وعد ريان بقلمي أسماء حميدة. 

جذبها محمد من ذراعها قابضًا على معصمها بقوة، ساحبًا إياها خلفه متجهًا إلى غرفته، يفتح الباب بعنف دافعًا إياها إلى الداخل بحدة، أدت إلى سقوطها أرضًا، وأغلق الباب  خلفه بقدمه.

انحنى عليها يجلس على الأرض بجانبها على إحدى ركبتيه، مثنيًا ركبته الأخرى، يقبض على وجنتيها سريعًا بكف يد واحدة، يناظرها بحدة وعينيه يندلع منها ألسنة الغضب.

محمد : انطقي، في إيه بينك وبينه؟

سارة برعب من حالته، وهي تهز رأسها بخوف محاولة تحرير فكها من قضبته، فأحكمها بشدة.

سارة بصوت مكتوم : تقصد مين؟! أنا مش فاهمة حاجة!

محمد : الزفت ابن عمك.

نظرت له نظرة مضمونها عن أي هراء تتحدث؟!

ألم تخبره زوجه خالها خارجًا أن إبن عمها طلبها وهي ترفض!؟!

سارة والدموع تتلألأ بعينيها : أنت بتقول إيه؟ ما ا! أنت سمعت مرات خالي وهي بتقول إنه أتقدم لي وانا رفضاه.

محمد بغضب : ما رفضتهوش رفض نهائي يا هانم، ليه ما قلتيش لعمتي إنه زي أخوكي مثلاً، ولا يمكن تتخيليه أبعد من كده، لا أنتي بتقولي حجج خيبة قال أنا لسه صغيرة ، يعني كل المانع الوقت مش إنك رفضاه.

اندفعت تبعده عنها بهستيرية : أنت عاوز إيه؟ بتحاسبني بصفتك إيه؟ أنا كنت بفكر أرفض بس دلوقت هوافق.

جن جنونه فهب واقفًا ممسكًا بذراعها يوقفها معه يهزها بشدة قائلًا : إنتي بتقولي ايه؟ إنتي بتاعتي، فاهمة يعني إيه بتاعتي.

برغم حدته معها ولكن بداخلها فرحة بشدة؛ ها قد التقى طريقهما هي تحبه وهو يريدها ، وإن لم ينطقها بعد.

ستلعب على أوتار غيرته ليعترف بعشقه لها الذي يأبى مواجهته.

💚💚💚💚💚💚💚💚

بعد خروج الصقر وتبعته انجيل، توقفا في الممر المؤدي إلى الغرف أو كما يسمونها القاعات.

صقر مجليًا  صوته في محاولة منه لبدء الحديث : آني آسف عاللي حُصل تحت من إشوي، بس في حاچات كَتير إنتي ما هتعرفيهاش عن عوايدنا، وعن وضعي آني بالخصوص.

أنچيل بأسف حقيقي : Really ,i'm sorry, آني مجصدتش أحرچك .

صقر : آني عارف إنك ما تجصديش وإنك اتصرفتي بطبيعتك، وآني كمان ما كنتش أجصد.

انجيل بعبث : أعتبر ده إعتذار؟

صقر بكبرياء : مش بالظبط،.

انجيل : كانك مستكتر تطيب خاطري، يا بيبي.

صقر بنبرة صوت حانية : لاه، مش إكده بس.....

قاطعته انجيل مردفة : اني إعتبرته إعتذار، واتجبلته، وكمان بتأسف لك وبجول لك  ما كنتش أجصد أحرچك  لكن أني محتاچة أعرف كل حاچة عنيك چوازنا چه فچأة ومحتاچة اتحدت وياك، ممكن بعد ما نطمنوا على سوسن نجعدوا آني وياك لحالنا؟!

(ناوية على إيه يا أنچيل يا بت  أم انجيل😂).

صقر وقد بدا عليه التوتر و الارتباك لما سيقترح : بعد ما الدكتور يطمنا، بجول يعني ممكن نجعدوا في المكتب، واعرفك  كل حاچة محتاچة تعرفيها، وآني كمان في حاچات كَتير محتاچ أعرِفها، وحاچات عاوزك تِعرفيها.

انجيل : ليه في المكتب؟! ما تاچي عيندي الجاعة.

(ما تتهدي بقى 😂) 

صقر : لاه عشان اللي هنجولوه مهينفعش جدام انيتا.

(الله أنا ابتديت أشك فيك 😂).

انجيل بعدما استنبطت من حديثه  أنه يريد الاختلاء بها لأمر في نفسه، ولا مانع لديها، فبالأخير هو زوجها.

تقدمت منه واضعة كفها على صدره تستشعر نبضات قلبه المضطربة.

قائلة بدلال فطري : يبجى اچي لك أني جاعتك.

ارتبك صقر من وضعهما  هذا فقد يمر أحدًا ممن بالبيت أو إحدى الخادمات، فإذا تم عقد قرانهما فلم يتم زفافهما بعد، و حتى لو تلك المحادثات لا تتم على الملأ في الممر.

صقر : لاه خليها في المكتب عشان ما حدش يشوفك و إنتي داخلة جاعتي بالليل.

لم تجادله فربما هناك حكمة في رفضه تقابلهما في قاعته وهي لا تعلمها.

فاجابته وهي تتحسس عضلات صدره القوية وكأنها تهندم له ياقة جلبابه الفاخرة و أناملها تتلمس بشرته عن عمد في حركة تبدو غير مقصودة، ولكنها بالفعل تريد أن تثير مشاعره و إحساسه بها كرجل.

وقد تم ما أرادت فلمساتها زلزلت الصقر وثباته ضاربًا عرض الحائط بكل الأعراف ورفع يده إلى كفها الذي يعبث بمقدمة ثيابه متلمسًا إياه لمسات رقيقة أذابت الأنثى المحبوسة بداخلها، مقربًا كفها إلى شفتيه طابعًا قبلة على باطنه كرفرفة فراشة تتلمس الضوء.

ضمت انجيل جسدها إليه تستند برأسها على كتفه، مقربة شفتيها إلى عنقه دون تلامس، فأصبحت أنفاسها تداعب بشرته بحرارة أسرت به رجفة لذيذة، رافعًا ذراعه الأخرى بهدوء مهلك يحاوط خصرها بحنان ولطافة، يشدها إليه بنعومة وتناغم مهلك لجسديهما، وهي تخلل أناملها بين أصابع كفه الملامسة لكفها بلمسات مستكشفة لنعومة بشرتها.

و هو يستند بذقنه على أعلى جبهتها المستندة بدورها على كتفه يضم جسدها اللين إليه أكثر وأكثر مستنشقًا رائحتها الخلابة يملأ صدره بعبيرها.

رفعت عينيها وهي مازالت مستندة إليه فلامست شفتيه خدها الأيسر وهي تتمسح به كهرة يدللها مالكها و مالت برأسها قليلاً تناظره بأعين ناعسة، فأصبح يتنفس أنفاسها و أعينه تثبتت جفونها بتصويب على شفتيها المنفرجتين وكأنها تدعوه لتقبيلها، فمال إليها تلبية لرغبة إنتابته واستحوذت عليه؛ ليستشعر أنفاسه داخلها بأن يلامس شفتيها المغريتين بخاصته، وجفونها الناعستين استهدفت شفتيه ترتكز بنظراتها عليهما في تقارب حالمي، وهي تحبس أنفاسها لتستقبل قبلتهما الأولى بأجوائها الساحرة.

وفجأة سمعا صوتا من العدم يشهق.

صابحة : إيه ده؟! حتى إنت يا صجر، دي فرة وصابت الدار، چرى لك إيه إنت التاني؟!

(هادمة اللذات 😂).

ابتعد صقر مزمجرًا بخشونة وهو يتنحنح بخجل مجليًا صوته مستدعيًا ثباته الذي بعثرته تلك الانجيل تحت قدميها.

صقر بنبرة متحشرجة : إيه إنت التاني دي؟! انجيل كانت هتوجع وآني سندتها، يعني ملوش عازة تلجيحك ده يا خالة صابحة.

وفي هذه الأثناء خرج ماجد متعجلًا يفتح باب الغرفة.

ماجد : خاله صابحة خشي چوه مع الدكتور، عجبال ما اروح اچيب الأدوية اللي طالبها من الأچزخانة.

دخلت صابحة الغرفة الممدد بها جسد سوسن كجثة هامدة لا يفرقها عن الموتى سوى أنفاسها التي تنم عن كفاحها بين روح تستدعي الموت، وجسد يطالب بفرصة للحياة.

صقر لماجد : ايه يا ماچد؟! الدكتور جال إيه؟

ماجد : مش وجت أسئلة دلوك هروح أچيب الحاچات اللي جال عليها الدكتور، وشايع إنت حد لأمها تاچي دلوك حالا.

صقر : طب روح إنت، وآني هبعت أچيبها.

انطلاق ماجد على عجالة يأكل الأرض أسفله بخطوات مسرعة إلى حيث وجهته مستقلًا السيارة التي أصدرت صوت صرير ناتج عن احتكاك إطاراتها بشدة أثناء انطلاقه بها.

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

وعد صارخة بسبب التواء كحلها :  آه رجلي.

انخفض ريان سريعاً إليها على ركبتيه بخوف حقيقي.

قائلا بتلقائيه : وعد چرى لك  حاچة يا جلبي؟

وعد وهي تحاول الوقوف على قدميها : آه مش قادرة أقف على رجلي.

  بحركة سريعة التقطها ريان واضعًا ذراع أسفل ظهرها و الآخر أسفل فخذيها مستقيمًا يحملها كطفلة صغيرة.

شهقت بألم وتفاجئ تحيط عنقه بذراعيها تلقائيًا خشية السقوط.

أما هو فتقدم بها إلى الداخل يصعد بها السلم حيث قاعتهما التي خصصها لهم الصقر.

♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

صقر لانجيل بنبرة ثابتة بعدما استعاد رباطة جأشه المعهود :  خشي إنتي چوه عجبال ما الدكتور ده يغور.

هزت رأسها بإيجاب متجهة إلى قاعتها بطاعة انتشى لها الصقر.

وفي أثناء توجهه إلى الدرج ليهبط كي يرسل عوض إلى دار عمه ليستدعي زوجة عمه.

رأى ريان صاعدًا السلم يحملها بين يديه وهي تئن بألم.

صقر : إيه فيه؟! مالها هي التانية؟! ريان : وجعت برة في الچنينة وكن رچلها اتمزجت.

صقر : الدكتور چوه عند سوسن، يخلص و هبعتُهالك.

استكمل ريان طريقه إلى القاعة.

بينما هبط الصقر مناديًا على عوض يعطي له أمرًا بالذهاب إلى دار عمه ليخبر زوجة عمه حفيظة بضرورة الحضور، ولم يكذب الآخر خبرًا وها هو واقفًا يطرق على باب الدار.

فتحت حفيظة الباب ليطل عوض برأسه إليها.

عوض : كيفك يا خالة حفيظة؟! نهرته حفيظة قائلة :چاي دلوك عشان تجول لي كيفك يا خالة؟!

عوض : لاه، ده الصجر باعتني عشان اجول لك إنه مستنظرك دلوك في الدوار وشدد عليا أچيبك في يدي،.

حفيظة :إيه تجيبني في يدك دي؟! روح وآني هحصلك.

عوض : لاه، هو جال لي اچيبك في يدي ولا عاوزاه يزعج لي.

ارتعدت حفيظة من إصرار عوض، وتشديد الصقر عليه بضرورة إحضارها.

إلتقت طرحتها من مشجب خلف الباب تضعها على رأسها بإهمال تتوجه بخوف إلى دوار الصقر.

بينما قد وصلت سيارة ماجد إلى حيث الصيدلية، فهو يعرف مكانها بالطبع فلقد تربى وشب في هذا الكفر، ويعلم كل شبرًا فيه.

دخل إلى الصيدليه طالبًا الدواء، متعجلًا الصيدلي بسرعة تجهيزه، وجلب كل ما يلزم الطبيب من قطن وشاش ومقص طبي وجفت جراحي وزجاجة معقم ومضاد حيوي قد وصفه الطبيب وخافضًا للحرارة.

و عاود أدراجه مسرعًا، وفي أثناء دخول السيارة من البوابة كان عوض وحفيظه قد وصلا هما الآخران إلى الدوار.

ارتجل ماجد من السيارة يناظرها بضغينة واشمئزاز، أثار الرعب بداخلها، ولكن ليس وقتها الآن.

سيسرع في إنقاذ تلك المسكينة ومن ثم يتفرغ لتلك الحية، فلا بد وإنها السبب فيما آالت إليه حالة صغيرته.

دخل بخطوات مسرعة إلى بهو الدوار يعتلي الدرج أخذًا كل درجتين في خطوة.

دخل ماجد إلى الغرفة سريعًا، يخرج ما بداخل الكيس القابض عليه يرصه إلى جانب الطبيب على الطاولة المجاورة للتخت .

استدار منصور جالسًا على طرف التخت إلى جانب ذراعها المصابة، يلقي نظرة سريعة على ما جلبه ماجد من أدوات و أدوية وعقار مخدر.

منصور : كده تمام.

وأخرج من حقيبته قناعين طبيين و مد يده بأحدهما إلى ماجد قائلًا : البس دي عشان  هتقف معايا تساعدني.

جحظت عيني ماجد قائلًا : بس آني ماعرفش حاچة في المچال ده، وكمان آني ما اجدرش اشوف حاچة زي إكده.

برغم من شخصية ماجد الهادئة إلا أنه في المواقف الجدية والتي تحتاج الى صرامة فهو شخص حاسم مغوار، إلا إنه في ذلك الموقف خاصة  لن يستطيع المشاركة في تلك الجراحة حتى ولو بالإشراف والتواجد الصوري كزوج للمريضة.

منصور : طب أنا ما اقدرش اعتمد على الست اللي كانت هنا دي، يقصد صابحة، دي كلت دماغي من ساعة ما دخلت وشكلها ما لهاش لا في الطور ولا في الطحين، والوقت اللي بيمر مش في صالحها.

لم يجد ماجد بدًا سوى القبول قائلًا : خلاص، خلاص، شوف شغلك إنت، وجُل لي على اللي إنت عاوزه وآني هعمله.

بدأ الطبيب بارتداء القناع الطبي والقفازات التي أخرجها من حقيبته.

وأشار لماجد على الادوات وطلب منه ان يقوم بتقطيع الشاش الطبي إلى قطع كبيرة وتبطينها بالقطن لعمل ضمادات، وهو يخبره سريعاً عن اسم كل أداة لكي يسهل على ماجد مناولته إياها عند طلبه لها.

وبدأ الطبيب يقص كم عباءة سوسن كي يسهل عليه كشف جرحها أمامه.

بعد أن حقنها في ذراعها بالمخدر.

وبدأ يطلب من ماجد أداته الأولى.

منصور : المشرط والشاش.

وما إن لمس المشرط جرحها حتى اقشعرت ملامح وجهها بإستياء بالرغم من سريان المخدر بدمها، ثواني وبعدها استكان جسدها بهدوء.

وتفجرت عيون من القيح ذو رائحة كريهة بعد قيام الطبيب بفتحه، و أخذ يقصقص طبقات الجلد الظاهرة حول الحرق، وماجد يتألم لما يرى، وكلما نظف الطبيب الجرح كلما ظهرت طبقة أخرى من طبقات أنسجتها في منظر مؤلم، مستغربًا كيف لها ان تتحمل هكذا ألم؟! وكيف استعدت لهكذا ليلة؟! وكيف كانت تجلس بالأسفل وسط النساء؟!

و بدأت الرؤية أمامه تتشوش، فبالأخير هو بشر وما يفعله الطبيب لا يجيده العامة.

قبل انتهاء الطبيب بلحظات خر ماجد مغشيًا عليه.

(دي ليلة شؤم 😂)

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

مصطفى وهو يكيل اللكمات لهذا الوقح، ومحاولات الناس لفض هذا الاشتباك، ونزع مصطفى من عليه ولكن استماتت قبضته يأبى نزعها من ملابسه وهو مستمر بلكمه بوحشية.

مصطفى : أقسم بالله اللي هيحاول يخلصه من إيدي، لا هسيبه هو وامسك فيه.

ورأس الشاب تتأرجح يمينًا ويسارًا بسبب لكمه على الجانبين.

ابتعد الناس عن مرمى هذا الثور الهائج، وهي تقف تشاهده وقلبها مبتهج لغيرته عليها، وبئسه في أسر  هذا الشاب أسفله،  وغلبته له في تسديده للكماته القوية بالرغم من قوة بنية الآخر ، ولكن سقط قلبها أسفل قدميها عندما وجدت أربعة شباب ضخام الجثة يتحلقون حول مصطفى الجاثم فوق الشاب وعيونهم تستعر بالجحيم.

فقال أحدهم بصرامة : ارفع إيدك عنه بدل ما هتطلع من هنا على نقالة.

رفع مصطفى رأسه يواجه ذلك المتحدث ودار بعينيه حوله يناظر الأربع شباب بثبات، وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا دليلًا على رفضه اقتراح المتحدث.

مصطفى وهو يزأر : لسه ماخدتش حق مراتي اللي كان بيعاكسها الو.سخ ده  ،لسه ناري ما بردتش، واللي هيتصدر له يبقى شبه وما لوش عندي غير إيدي اللي هتشرط وشه.

وضع مصطفى يده إلى جيب منطاله  الخلفي يخرج مطو.اة جاذبًا صمامها  يشهرها في وجوههم، واليد الأخرى تقبض على عنق القابع أسفله، وهبط بالسلا.ح فجأة يصنع حزًا بالمطواة على ذراع المحتجز رافعًا إياها سريعًا الى الواقفين.

بينما هي تحادثه بمهادنة واستعطاف وقد أصابها الزعر من منظر الدماء : علشان خاطري يا مصطفى، خلاص، سيبه.

مصطفى محادثًا إياها وهو يدير الموقف ببراعة وشراسة وعينيه لا يظهر بهما أي تأثر لمنظر المرابطين أمامه يتحينون غفلة منه لإنقاذ رفيقهم من قبضته.

مصطفى : اثبتي في إيه؟! ما تصغريناش.

وجه أحدهم حديثه لآخر : طب هات لي الوتاكة دي، وهو يشير إلى همس.

هبط مصطفى بمطواه مرة أخرى سريعاً يصنع حزًا موازيًا للحز الذي صنعه على ذراع المتألم أسفله بشدة.

و هو يصرخ بحدة بصوت خشن : اللي رجله هتفارق مكانها و لا يبص لها بعينه ، هحزمه لكم بالعرض، مشيرًا بالمطواة على خصر من أسفله فتراجع المأمور بجلبها.

استقام جاذبًا الشاب معه يلف ظهره إليه قابضًا على نحره بمرفقه من الخلف، والمطواة يغرز سنها برقبته صانعة ثقب سطحي يسيل منه خيط رفيع من الدماء، و الآخرون يرفعون كفوفهم كعلامه استسلام.

أحدهم : خلاص يا إبن المجنونة، سيبه.

تقهقر مصطفى يتراجع بظهره ناحيتها، فقبضت هي على قميصه من الخلف، فاستدار بها وهي في ظهره بخفة والآخر أمامه مكبلًا مما جعل الباقون يفسحون له الطريق، متراجعًا بهما إلى باب المقهى، و ما إن أصبح ثلاثتهم على بابه، أبعد المطواة دافعًا من في قبضته إليهم، ممسكًا معصمها، جاذبًا لها خلفه، يطلقان العنان لساقيهما يبتعدان عن المكان.

بعد جريهما مسافة لا بأس بها وقد ابعدها عن أي خطر، توقف تاركًا معصمها يميل بجزعه للأمام مستندًا بكفيه إلى ركبتيه يلتقط أنفاسًا سريعة مسلوبة من شدة عدوهم كل تلك المسافة، وفعلت هي بالمثل تحاول تنظيم أنفاسها، وما أن رفع رأسه إليها، وتقابلت أعينهم حتى انفجرا في نوبة ضحك هستيرية.

😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

وقف ريان حاملًا لها أمام باب القاعة، يتلففت حوله ربما يرى تلك المدعوة صابحة؛ لتفتح له الباب ولكن عندما ارادها لم تأتي.

ريان : مدي يدك افتحي الباب.

مدت وعد يدها بتململ من شدة الألم تدير مقبض الباب، فدخل يغلق  الباب بقدمه متجهًا بها ناحية التخت يضعها بحرص، مادًا يديه يعينها على الاستناد على التخت بظهرها، وهي تضغط بأسنانها على شفتها السفلى لتمنع خروج صرخة ألم بسبب ضغطها على مفصل القدم وهي تعتدل بغير قصد.

كان قريبًا منها وجهه مقابلًا لوجهها وعندما رفع عينيه إليها، وجدها تقوم بتلك الحركة التي اشعلت  رغبته بها داخله من جديد، فابتلع  جراء فعلتها تلك يمد أصابعه ليحرر شفاهها مستغلًا ألمها يتلمسهما بأنامله، ما دام لم يكن له الحظ أن يتلمسهما بطريقة أخرى.

(اه يا سافل😂).

لم تستطع وعد كتم صرخة ألمها، فأطلقتها في وجهه وشعر بها في أذنيه كسرينة الإسعاف واضعًا يده على أذنه القريبة منها.

ريان : واه سرعتيني، حالا آهه عشوف الدكتور لو كان خلص هاچيبه واچي.

👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏

في الغرفة الموجود بها الطبيب و أمامه سوسن بحالة يرثى لها، وهو يشرف على الانتهاء من تلك الجراحة وتقطيب الجرح بالشاش، وإلى جانبه أرضًا يتمدد ماجد على طوله الأمر الذي لم يستدعي دهشة الطبيب على الإطلاق ولم يستدعي انتباهه أيضاً، مستكملًا ما بدأ وعندما ينتهي سيقوم بإفاقته.

ها قد انتهى وخرج الطبيب من الغرفة، وهو يزيل قناعه يبحث عن أحد ليعينه على نقل الممدد أرضاً بالداخل إلى جانب سوسن على السرير؛ ليتمكن من إفاقته.

فاصطدم بريان عند خروجه للبحث عنه من أجل وعد.

منصور : إنت مين؟!

ريان : إنت اللي مين؟ و إيه اللي طلعك إهنه؟!

منصور : أنا الدكتور.

ريان : چيت  بوجتك، تعالى إمعايا.

وجذبه من ذراعه، ولكن منصور لم يستجيب ولم يبرح مكانه.

منصور : تعالى إنت معايا نشيل المصيبة اللي متلقحة جوه.

ريان : واه مصيبة إيه يا فَجري إنت؟!

منصور  :تعالى معايا وأنت تشوف.

ريان : خَلِصني.

وتبعه ريان إلى حيث صار، فوجد ماجد ممددًا أرضًا فاقدًا للوعي.

جذب ريان الطبيب من ملابسه  قائلًا : وجعتك كيف يومك الأخبر ده، إنت عِمِلت فيه إيه؟!

منصور مفسرا : ده هو اللي وقع من طوله، وأنا بعملها العملية.

ريان وقد استشعر أن من يدعي أنه طبيب هذا؟! يهذي عن أي عملية يتحدث؟!

ريان :  بتجوله إيه إنت؟! إنت مخبول، ولا مبرشم، ولا حكاية أهلك إيه عاد.

منصور وهو يميل على ماجد يحاول رفعه من أحد ذراعيه مجيبًا ريان : شيله بس معايا، وأنا هفهمك عشان باين ضغطه وطي ومستحملش و أغمى عليه.

عاونه ريان في حمله، ووضعاه إلى جانب سوسن في الفراش من الجهة الأخرى حتى لا يكون قريباً من الجرح،

وقام الطبيب بحقنه هو الآخر قائلا لريان : ساعة وهيفوق.

ريان : طب تعالى إمعاي الجاعة التانية، عاوزاك، محتاچك ضروري.

منصور وهو يناظره بريبة ولسان حاله يقول:(كانك مش مضبوط ياض😂).

منصور : ما تضبط كده، فيه إيه؟! جاعة إيه؟! وعاوزاك إيه؟! أنا دكتور محترم على فكرة.

ريان بعدما التقط مغزى حديثه :  جصر بدل ما اعملها إمعك وخلصني.

منصور : ده إيه بيت المجانين ده؟!

ريان : بتقول حاچة يا دكتور؟! منصور:  بقولك اتفضل قدامي.

ريان :فوت إنت جدامي.

منصور بريبة : لاء أنا وراك أهو.

تقدم الاثنان بخطوات محازية، وما أن أدار ريان مقبض الباب حتى وجد.... ........


تكملة الرواية من هنا


تعليقات