القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات بقلم فاطمه أحمد

 

رواية عشق الحور كامله من هنا















🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

رواية نيران الغجريه الفصل الاول والتاني بقلم فاطمه احمد حصريه وجديده 


رواية نيران الغجريه البارت الاول والتاني بقلم فاطمه احمد 

الفصل الأول : على نسق الإيقاع.

______________________

"و كان أكثر ما يميزها ...

شعرها المموج ... بشرتها السمراء ... كحل عينيها الثقيل و أحمر شفاهها الفاقع ... وتلك الشامة أعلى شفتيها ...

ثم يأت خلخال قدمها الرنان ... والذي مع كل رنة منه يهتز قلبه معه ... و يزيد رغبته بها !"


على الساعة الثامنة مساء ، داخل ذلك القصر الذي يعد من أضخم القصور في القاهرة و أطولها تاريخا ، ذو الجدران العتيقة الواسعة و الثريات الضخمة المتدلية من الأعلى تعطي إنطباعا عن مدى حسن ذوق صاحبه في إختيار ما يليق لمثل هذا المبنى العظيم ....


  قصر البحيري حيث تعيش فيه العائلة المتكونة من الجدة الكبرى و ابنها رأفت رجل الأعمال الستيني و زوجته و ولده ، و شقيقه الأصغر عادل البحيري المتزوج من فريال لديهما إبنتان إحداهن متزوجة و تقيم في بلد أروبي و الأخرى فتاة جميلة في منتصف العشرينات تدعى ندى و يلقبها الجميع بالقطن الأبيض نظرا لشدة بياض و صفاء بشرتها و لطافتها في التعامل مع الآخرين ...


نجد الخدم هنا و هناك يسرعون في أشغالهم تحت الأوامر الصادرة من تلك المرأة ذات المظهر الراقي و الشخصية القوية ، انها سعاد هانم الزوجة الثانية لرأفت البحيري و ابنة خالته في نفس الوقت.

و هاهي  تملي التعليمات على العمال   تخبرهم بضرورة ما يجب فعله قبل وصول إبن زوجها عمور الله الغائب منذ 4 أشهر و الذي سافر إلى إحدى البلدان لمتابعة أعمال العائلة من هناك و سيعود اليوم ....


تنهدت بقلق وهي تتطلع الى الساعة لتسمع صوت سلفتها فريال الضاحك :

-  سعاد كل حاجة جاهزة عشان الإستقبال مفيش داعي للقلق ده اهدي شويا.


نظرت لها بتلبك :

- كأن عمار اتأخر هو اتصل و قالي هيرجع بدري بس الساعة عدت 8 و لسه مجاش يا ترى حصلت معاه مشكلة في ....


قاطعها صوت زوجها الذي نزل للتو من غرفته :

- محصلش اي مشكلة هو بخير انا اتصلت بالشوفير و قالي لسه طالعين من المطار ومش هيطولو.


استدرك مستهزئا :

- طبعا لان ابنك المدلل مرضيش يرد على اتصالاتي ف اضطريت اطلب الغُرب علشان يطمنوني عليه.


- رأفت !

أوقفته بلهجة عتاب و نظرت لفريال التي حمحمت قائلة :

- انا طالعة اشوف ندى عن اذنكم.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

تركتهم و صعدت بينها استدار الأخير لزوجته :

- بتبصيلي كده ليه انا بكدب يعني ؟ ماهو فعلا عمار مش معتبرني أبوه و طول عمره بعيد عني و بيتجنب اي تجمع ابقى انا موجود فيه !!


صمتت سعاد لوهلة ثم أردفت بتريث :

- لأنك محاولتش تكون أبوه يا رأفت .... من لما أمه الحقيقية اتوفت و اتجوزتني بقى منعزل عن الناس ولما بدأ يحبني بعد مجهود كبير مني انت بعته لمدرسة داخلية ومحدش كان بيزوره غيري انا و جدته ، اللي عمار بيعمله ده نتيجة لأفعالك وانا نبهتك كتير و قولتلك القسوة بتولد الجفا ولو مقربتش من ابنك وهو صغير مش هتقدر تقربله لما يكبر.


كلماتها الصريحة فاجأته و للحظة عجز عن التفكير في رد مناسب ، و كيف يفعل ؟ كلامها صحيح بنسبة مليون في المائة فهو منذ ولادة طفله لم يتقرب منه كان دائما يبتعد عنه و بعد وفاة زوجته الأولى التي أحبها كثيرا أصبح أشد قسوة على عمار و أرسله الى مدرسة داخلية لكي لا يراه. 


و عندما مرت السنوات و شعر بخطئه و أراد إستعادة طفله كان الأوان قد فات ، عمار كبر و أصبح يمقته مقتا واضحا من خلال نظراته ، مرت سنوات على تخرجه من الجامعة و العيش معهم في القصر لكن تلك المدة لم تكن كافية لنسيان ألمه ، إبنه الرجل الثلاثيني اصبح لا يطيقه النظر في وجهه حتى !!


**** 


طرقت الباب و دخلت لتجد ابنتها ندى جالسة أمام التسريحة نمشط شعرها البني الفاتح و عند إنتهائها بدأت تحدد عينيها الخضراوتين بالكحل و بالطبع لم تنسى أحمر الشفاه ذو اللون الوردي الخاص بها ... ابتسمت فريال تطالع صغيرتها و فكرت قليلا .... اذا استطاعت تزويجها بعمار سيكون القدر قد لعب لعبته و جعلها في وضع المسيطرة بهذا القصر .... للأسف لم يكن من نصيبها ان ترزق بطفل لذلك الجزء الأكبر من الأملاك سيرثه المتعجرف عمار و اذا وافق و تزوج ندى فستكون الرابحة الأكبر و ترث طفلتها اكبر الحصص ... و لِمَ لن يوافق ؟ أين سيجد فتاة كصغيرتها ؟؟


تنحنحت فريال و اقتربت منها مرددة :

- الجميلة ديه بتعمل ايه. 


طالعت ندى انعكساها في المرآة و ضحكت :

- بجهز نفسي لسهرة النهارده ... ايه رأيك في شكلي ؟


قالتها وهي تقف أمامها و تلتف حول نفسها تريها الفستان الزهري القصير الذي ترتديه فقالت أمها :

- زي القمر ماشاء الله عليكي .... عمار هينبهر بيكي لما يشوفك ومش هيقدر يشيل عينه من عليكي خالص ده مش بعيد يطلب ايدك للجواز.


مطت ندى شفتها ممتعضة :

- تاني الكلام ده يا مامي ... انا كام مرة قولت لحضرتك تشيلي الفكرة ديه من دماغك عمار ابن عمي و صديقي ومش هعتبره غير كده ريحي نفسك.


تأففت فريال من تفكير ابنتها المحدود و زجرتها بغيظ :

- و ايه المانع لو فكرتي فيه و حاولتي تجذبيه ليكي مش فاهمة ... يعني لو هو دلوقتي طلب يتجوزك هترفضي ؟


سكتت تترجم كلام والدتها ثم ردت بثقة :

- وقتها هشوف ، لو حصل فأنا معنديش مشكلة بس لو محصلش عادي في ميت راجل غيره  انا ندى عادل البحيري الرجالة كلها بتتمنى نظرة واحدة مني مش العكس ، حتى لو كان الراجل ده عمار مش هجري و ارمي نفسي عليه خاصة انه عمره ما بصلي ....  Impossible !


رفعت فريال حاجبيها مستنكرة حديثها :

- نعم ياختي و ميبصلكيش ليه هو هيلاقي فين بنت أحسن منك جمال و جاه و حلاوة و أدب و ثقافة ده مهيصدق أصلا ..... وانا مبقولكيش اتذليله بس على الأقل بطلي تتصرفي زي الأطفال جمبه و حسسيه انه قاعد جمب ست ناضجة عشان ياخد باله منك قبل ما يلاقيله بنت تانية انتي أولى من الغريب.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

همهمت بعدم إهتمام ثم سحبت أحد الفساتين التي ألقتها على السرير و رفعتها أمامها قائلة :

- الفستان الاحمر ده أحلى ولا اللي لابساه ؟ 


- معلش حاولي تغيري الموضوع مفيش فايدة انا رايحة اشوف باباكي عشان يجهز و ينزل مع رأفت يستقبلو سمو الأمير.


كتمت ندى ضحكتها ثم نظرت للمرآة مجددا تفكر في كلام والدتها لتشهق و تهز رأسها بنفي :

- ايه اللي مامي بتخليني افكر بيه ده اما اتصل بعمار اسأله هيوصل امتى. 


_______________________


تجاوزت السيارة السوداء الكبيرة البوابة الخارجية التي فتحت إلكترونيا عند إقترابها ثم توقفت و هرع السائق يفتح له الباب الخلفي ليترجل بشموخ ببدلته السوداء و يلف بعينيه المكان الذي غاب عنه لأشهر .... و لا مانع لديه ان يغيب عنه مدى الحياة ! 


مرر يده على لحيته الخفيفة ثم غمغم بصوت خشن :

- عايز عربيتي تكون جاهزة و المفاتيح في ايدي بعد ساعتين من دلوقتي.

- أمرك يافندم.


خطت قدماه خطوات ثابتة تحمل خلف هدوئها المزعوم مرارة و بغضا لم يستطع التخلص منهما أبدا ، عدل خصلات شعره التي ازدادت كثافة ثم دخل الى القصر ليجد العائلة في إنتظاره بلهفة و بمجرد أن رأته زوجة أبيه هرعت تحتضنه بشوق :

- ابني حبيبي حمد لله على سلامتك وحشتني اوي يا عمار. 


أجفل للحظة من حضنها ثم تمتلك نفسه و حاوطها بذراعيه هاتفا :

- الله يسلمك .... سعاد هانم.


ابتعدت عنه و تلمست وجهه بلهفة :

- انت كويس باين عليك تعبان اطلع ارتاح فأوضتك انا خليت الخدم يعملولك جو حلو فيها  لأ بص خد شاور يريح جسمك و بعديها انزل عشان تتعشا عملتلك كل الأكل اللي بتحبه.


إبتسم لها عمار بصدق : 

- مكنش في داعي تتعبي نفسك.


- لو متعبتش عشان ابني الوحيد هتعب عشان مين ؟

قالتها بحنان أمومي فطالعها عمار بنظرات ممتنة قبل ان يطبع قبلة على جبينها و يستدير لباقي العائلة التي ترحب به .... ثم جاء هو ... والده ...


وقف رأفت أمامه يناظره بلهفة و شوق لإحتضانه لكن لم يستطع سوى ان يهمس :

- ايه الأخبار ؟


همهم بصلابة :

- كسبنا الصفقة و وقعنا مع العملا. 


- انا بسأل عليك انت !


تلجلج عمار من هذا الموقف و شعر بحاجته للإبتعاد في الحال فأجاب بنبرة مقتضبة :

- أنا بخير.


ساد الصمت في المكان و أصبح الجو مشحونا بالتوتر لكن لحسن الحظ صراخ ابنة عمه الصغيرة وهي تنادي بإسمه أنقذه من هذا الوضع ، نزلت ندى ركضا على السلالم حتى وصلت له تحتضنه بسعادة :

- عمااار.


إلتقطها بين ذراعيه سريعا متمتما بود :

- Oh white cotton. ( أيها القطن الأبيض )


-  انت جيت اخيرا وحشتني اوي.


ضحك عليها و أزاحها عنه قائلا وهو بداعب وجنتها البيضاء :

- اهدي يا غلباوية انتي كمان وحشتيني اوي بس متجريش كدن تاني احسن تقعي.


هزت كتفيها دون مبالاة و تشدقت :

- جبتلي معاك ايه ؟ اوعى تقولي نسيت.

وجديده

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

قهقه والدها عادل و اقترب يمسكها من كتفها :

- يا بنتي حرام عليكي ابن عمك جاي من سفر متعب سيبيه يرتاح و ابقو اتكلمو بعدين.


تنحنح عمار بجدية :

- انا هطلع اشوف تيتا عن اذنكم. 


انسحب من هذا التجمع أخيرا و صعد الى الأعلى اتجه الى غرفة جدته المقعدة و دخل لها مبتسما.

كانت الجدة جالسة على كرسيها المتحرك تمسك بين يديها المصحف تقرأ آياته وعندما لاحظت وجوده صدقت ثم رددت بلهجة سعيدة :

- حفيدي الغالي حمد لله على سلامتك.


انحنى عمار جالسا على ركبتيه و أمسك يديها يقبلهما بإحترام :

- وحشتيني ... حضرتك منزلتيش تستقبليني مع العيلة ليه انا افتكرتك تعبانة وقلقت عليكي.


حطت بيدها على وجنته الخشنة تداعبها بلطف :

- حبيت نكون قاعدين لوحدنا عشان كده رفضت انزل تحت و قولت اكيد حفيدي هيجي بنفسه يطمن عليا .... قولي انت عامل ايه الشغل ماشي كويس.


اومأ وهو يعلم جيدا ان هناك كلاما خفيا تود قوله و صدق حدسه عندما سألته :

- سلمت على أبوك و مراته.


اجاب بنعم فأردفت الجدة :

- رأفت قلق عليك كتير لما مردتش على اتصالاته ليه عملت كده يا حبيبي.


ابتسم عمار مستهزئا :

- رأفت البحيري قلق عليا ؟ عموما انا مسمعتش صوت التلفون عشان كده مردتش .... احم انا اطمنت عليكي اقدر اروح ع اوضتي اريح.


استدار للذهاب لكن كلامها أوقفه :

- انت عارف ان أبوك بيحبك و ندمان على اللي عمله معاك زمان صح ؟


وصد عمار جفنيه بألم يتذكر ما ناله من جفاء و قسوة و رفض من والده فأجابها بصوت حاول جعله ثابتا قدر الإمكان :

- الندم مينفعش لما يفوت الأوان .... و انا فضلت سنين طويلة اتمنى حبه بس دلوقتي اتخليت عنه و مبقتش عايزه .... بعد اذن حضرتك.

_________________________


تأكدت من تجهيز كل شيء لإستقباله ثم ركضت الى غرفتها تقف امام المرآة تتأكد من مظهرها للمرة الألف ربما ، قضبت حاجبيها عند ملاحظة تلف بعض خصلات شعرها فقالت بسخط وهي تعدلها :

- معقول ناوية تقابليه بالشكل ده هيقول عليكي ايه يعني !


جددت المكياج الخفيف على وجهها ثم ابتسمت برضا تطالع هيأتها ، بداية من الثوب الذي ترتديه مكون من بلوزة سوداء ضيقة تصل إلى بداية خصرها بشق واسع من الصدر و حمالات تتهدل على كتفيها.

 و تنوة سوداء مزينة في أطرافها بألوان متعددة و متداخلة ناسبت الإكسسوارات الملونة التي وضعتها ، ذات فتحة تمتد من بداية ساقها اليسرى إلى الأسفل مظهرة بذلك خلخالها الفضي.

وجهها حلو الملامح ببشرة سمراء ناعمة ثم شعرها الطويل المموج فتظهر بهيأة غجرية حرة كما يلقبها هو " إبنة الغجر ".


ابتسمت عند تذكرها الألقاب الغريبة التي يطلقها عليها عندما يعجب بمظهرها .... هي تعرفه منذ سنتين ونصف تقريبا و في هذه الفترة غازلها مرات تعد على الأصابع إلا أنها في كل مرة تشعر وكأنها ستطير من جمال كلماته ... يا ليته دائما معها لتسمع غزله بها.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

تنهدت بحسرة و تطلعت للساعة بقلق لقد تأخر الوقت كثيرا هل يعقل ألا يأتي ، لقد فعلها سابقا بعد سفر بعث رسالة يقول فيها انه سيجيء الليلة يومها قضت ساعات امام المرآة تجهز نفسها و أعدت له كل الأصناف الشهية و انتظرته كثيرا حتى نامت على طاولة العشاء وعندما استيقظت وجدت نفسها بمفردها ، لم يكلف خاطره ليخبرها بأنه الغى الموعد و غاب يومين ليأتي أخيرا و يقول انه كان مشغولا ولم يستطع التواصل معها ، تتذكر جيدا مدى الألم الذي شعرت به و انكسار قلبها لكنها ككل مرة تقول ....


 أن وجوده في حياتها أفضل بكثير على الأقل هي آمنة معه عكس ما كانت عليه في منزل عمها ، لكن هل حقا سيغيب هذه المرة ايضا ؟ أخذت هاتفها تنظر لرقمه بتردد قبل ان تضغط على رقم آخر و تنتظر الرد ...


بعد ثوان جاءها صوت صديقتها المازح :

- اهلا بالست مريم ايه خلصتو سهرتكو انتي و الطاووس و جيتي تحكيلي ع اللي حصل اتفضلي انا سامعة.


إبتسمت مريم بخفوت :

- بطلي قلة ادبك يا هالة هحكيلك ايه بس اساسا هو لسه مجاش.


زال مرحها و حل مكانه الغيظ مجيبة :

- لسه مجاش ؟ و امتى هيشرف عمار بيه ولا ناوي يخليكي تستنيه لحد الفجر ..... ايوة طبعا الاستاذ سهران مع عيلته وانتي ولا في باله.


هتفت مريم بتبرير :

- طب ماهو بقاله زمان غايب عن بيته اكيد هيقعد مع اهله الأول.


أردفت هالة بتبرم :

- وانتي كمان أهله ... انتي مراته و ليكي حق عليه.


- مراته في السر ! عمار طلب ايدي من عمي شرط يتجوزني في السر و عمي وافق لما شاف المهر اداني ليه من غير ما ياخد رأيي و من وقتها بطل يكون عندي حق في اي حاجة !!

قالتها وهي تمسح الدمعة التي فرت من سوداوتيها ثم ابتسمت بحزن :

- بس رغم كده انا وقعت على دماغي و حبيته ... حبيت الراجل اللي مبقدرش اقول عليه جوزي قدام الناس هعمل ايه ده نصيبي.


عضت هالة شفتها بغيظ من سلبية صديقتها المزعجة لكنها لم ترد إحزانها أكثر فقالت :

- طيب يا روما متزعليش نفسك كده الطاووس قصدي عمار اكيد عنده سبب للتأخير ده اتصلي و اسأليه.


ضحكت الأخيرة بسخرية :

- عمار مانعني من الاتصال بيه هو الوحيد اللي بيقدر يطلب رقمي وانا برد بس ، مبتصلش.


شتمته في سرها لتتمتم أخيرا :

- هو مبيستاهلكيش ..... انتي انسان مش سلعة الله يخليكي ابعدي عنه هو بيأذيكي بتجاهله و إهماله.


و كانت الإجابة هي الصمت ، ككل مرة تحاصرها تسكت ولا تنبس ببنت شفة ، قدرها ان تحب رجلا صامتا غريب الأطوار يفتح لها قلبه تارة و يوصده بإحكام تارة أخرى ، عمار قدرها وهي لن تعترض ، لن تستطيع أن تفعل ! 


حمحمت و تكلمت أخيرا :

- بصي انا هقفل دلوقتي و اروح الم السفرة و انام الواضح انه مش هيجي بلاش استنى ع الفاضي .... سلام.


رمت الهاتف بإهمال و انحنت على التسريحة تمسك أطرافها و دموعها تنذر بالهطول حتى سمعت صوت الباب الخارجي يفتح و يغلق ....


**** 

أوقف سيارته أمام إحدى العمارات الفاخرة و ترجل منها وهو ينظر لساعة يده ببلادة ، لقد تجاوزت  00:00 منتصف الليل لا يعلم ان كانت نائمة او لا تزال تنتظره فلقد أجبرته زوجة أبيه على الجلوس معها و محادثته ساعات و عندما كان سينهض جاءت ندى و أصرت عليه ان يحضرا فيلما يويا ولم يشعر بالوقت وهو يمر حتى تذكر أنه وعدها بالمجيء هذه الليلة فنهض مسرعا ولم يرد ان يحدثها على الهاتف خشية ان تكون نائمة فيوقظها.


عدل عمار ياقة قميصه و مشى بخطوات متزنة فتح باب شقتهما و دخل يلف أنظاره من حوله ، كانت الأنوار مضاءة لكن الهدوء يعم المكان ولم يعد كذلك فجأة عندما سمع رنات رقيقة بوتيرة سريعة ....


ابتسم عمار لصوت خشخشة الخلخال الذي لم تتخلى - زوجته - عنه يوما و دائما ما تضعه في قدمها مخلفا رنات يدق لها قلبه بقوة عندما سماعها وهي تتحرك ، و ظهرت الفتاة الغجرية كما يسميها من خلف باب الغرفة الموارى و لاحظ ضحكتها الواسعة عند رؤيته لتركض اليه و تحضنه بشوق :

- عمار انت جيت .... وحشتني اووي مش مصدقة اني شايفاك.


تجمد جسده بذهول لكنه بادلها الحضن مداعبا خصلات شعرها وهو يهمس :

- و انتي كمان ... وحشتيني. 


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

إنسلت منه مريم و راحت تتلمس لحيته تتشبع من ملامحه التي لم ترها منذ 4 أشهر ، حتى صوته سمعته مرات قليلة في مكالمات قصيرة يسألها فيها ان كانت تحتاج لشيء ما ثم يغلق الخط ، يا الله كم اشتاقت له لقد كانت تشكو جفاءه و إهمال الجانب الروحي الذي يخصها لكن رؤيته الآن و إمتاع عينيها بوجهه تغنيها عن ألف سؤال ، ليتجاهلها إن أراد المهم ان يكون معها حتى لو كان مرة او مرتين في الشهر حتى لو لم يكن لها حبا فحبها يكفي لكليهما !!


طبعت مريم قبلة أسفل شفته هامسة :

- اتأخرت كده ليه ... انا استنيتك و خفت متجيش متصلتش ليه تقولي انك هتتأخر ؟


تنحنح عمار ينفث عنه آثار قربها خاصة نبضات قلبه المرتفعة بشكل عجيب عند رؤيتها و سماع صوتها الحاني ، ثم غمغم بإيجاز :

- المهم اني هنا دلوقتي.


ثم ضمها إليه مجددا و طبع قبلة على كتفها العاري برقة أذابت مريم و طمست فتات الإنزعاج الذي حملته إتجاهه بسبب تأخره ، لتبتسم مغيرة الموضوع وهي متأكدة انه لن يبرر لها او حتى يعتذر لجعلها تنتظره كل هذا الوقت :

- طيب اقعد عشان نتعشا سوا عملتلك كل الأكل اللي انت بتحبه و لسه مكلتش لحد دلوقتي وانا مستنياك. 


أشارت إلى مائدة العشاء التي جهزتها بحماس حيث طبخت كل ما يحبه و زينتها بالورود الحمراء و الشموع المعطرة مضفية عليها جوا رومانسيا و بسيطا في نفس الوقت.

كاد يجيبها بأنه تناول العشاء مع عائلته و لكن عند قولها بأنها لم تأكل لحد الآن و رؤية كم تعبت في تجهيز المائدة لم يحبذ كسر خاطرها فسحب لها الكرسي لتجلس عليه و جلس مقابلها وهو يردد :

- تاني مرة متستننيش لو اتأخرت عليكي و مفيش داعي تجوعي نفسك علشاني يا مريم !


عبست ملامحها للحظة و لكنها تمالكت نفسها سريعا ثم تمتمت مومئة :

- حاضر.


بعد دقائق.


ألقى الهاتف في جيب سترته الخارجية بعد إخبار سعاد هانم انه سيسهر مع أصدقائه هذه الليلة ثم اتجه الى غرفتهما ليجدها تخفض الإضاءة بعدما أشعلت البخور ذو الرائحة الطيبة وسرعان ما وقفت عندما رأته ...

 طالعها عمار من الأسفل للأعلى بنظرات جريئة أخجلتها خاصة عندما وقع نظره على جسدها الناعم الذي تلتحفه بثوبها ذو التصاميم الغجرية التي دائما ما تنجح بالفتك به.


بشرتها السمراء و عيناها الكحيلتين أحمر الشفاه الفاقع الذي تضعه دائما و شعرها المموج الموصل بخيط ملون تصنعه بنفسها و تظفره مع بعض من خصلاتها.

حتى ذلك الخلخال المحاطة به قدمها كل شيء فيها يسحره و يجذبه نحوها لدرجة أنه يتعمد الغياب عنها أياما طويلة ليكبح رغبته عنها ولا يبدي إفتتناه الكبير بمظهرها تلك السمراء الغجرية ، لكنه لن يبتعد عنها هذه الليلة ، ربما لكي يتمتع بجمالها ، او لتنسيه جروح طفولته ...


أو تعوضه عن الحنان الذي افتقده ، لا يعلم تماما عن السبب ، لكنه يريدها للحد الذي لا حدود له !!


تقدم منها ببطء يمرر يده على طول ذراعها فتأوهت بخفوت متأثرة ليتلمس شفتها السفلى بإصبعه و يضغط عليها ، ثم حاوطها بلطف و أخذها لتقف أمام المرآة فتنعكس صورتها عليها وهو من خلفها.


عقدت مريم حاجبيها بتساؤل سرعان ما انقشع و حل مكانه الترقب و اللهفة حينما رأته يخرج شيئا ما من جيب سترته الداخلي. 

لتشهق بخفوت وهي ترى عمار يمسك بسلسال يلمع فتعرفت عيناها عليه على الفور ... إنه خلخال خصر ! 


لمعت عينا عمار بثقة و رضا عند رؤية إنبهارها وهو يلف هديته على بطنها المسطحة ، كان الخلخال من الذهب الأبيض الخالص مزين بأحجار اللؤلؤ الملونة و نجمتي بحر فكان مبهجا رقيقا و بذلك القدر خاطفا للأنفاس . 


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

- مش طبيعي قد ايه حلو.

همست مريم بتلك الجملة وهي في غياهب إنبهارها فبادلها عمار نفس الهمس على أذنها :

- أول ما شوفته افتكرتك و اتخيلته عليكي قولت أكيد هيبقى حلو جدا بس طلعت غلطان ... انتي طلعتي أحلى بكتير و انتي بيه يا غجرية.


أمسك عمار يدها بخفة و أدارها حول نفسها سريعا متأملا هيأتها البرية و رنات الخلخال تتصاعد حتى جذبها إليه فرفعت نفسها قليلا لكي تطبع قبلة بجانب شفته السفلى.


إبتسم عمار و بادلها بأخرى شغوفة ثم حاوط خصرها يراقصها بخطوات بطيئة لتتجاوب معه مريم و تلف يديها حول عنقه و ترقص معه على أنغام موسيقى صامتة ... 


لعل الأمر لم يأخذ منه سوى إبتسامة صغيرة و هدية حتى تنسى إنزعاجها من تأخره ... أو من الصور التي نشرتها إبنة عمه على حسابها منذ ساعتين و هي تحتضنه و الآخر يبادلها العناق بوداعة.

إلا أنها في كل مرة تستغرب علامات الإنبهار عندما يطالعها و تسأل نفسها لماذا إختارها هي عن باقي النساء ... 

ربما مريم تمتلك ملامح جمال بسيطة إلا أن المدعوة ندى البحيري تفوقها جمالا بكثير وهي تدرك ذلك جيدا إذا لماذا لم يختر تلك الفتاة زوجة له رغم أنها مناسبة ؟


و إذا لم يختر عمار إبنة عمه كزوجة و حبيبة فهذا يعني أنه لا يحمل بداخله مشاعر حب إتجاهها ، إذا لماذا هو مقرب منها إلى هذه الدرجة ؟

 لماذا يحتضنها و يتنزه معها و ينشر صورهما معا و لما هي لا تمتلك نفس الحق ؟ 


عقدت حاجبيها بوجوم إسترعى حفيظة عمار الذي سألها :

- انتي كويسة ؟ 


أخذت نفسا و زفرته وهي ترسم إبتسامة على وجهها لتومئ بإيجاب فيمرر إبهامه على وجنتها و يقبلها دون النطق بكلمة.

و هذا أكثر ما يميز عمار البحيري ، يفضل تبادل النظرات مع إبتسامات و لمسات رقيقة على أن يتحدث ، و للغرابة تسحرها نظرات عينيه الزيتونيتين الصامتة أكثر من أي شيء آخر ! 


 

  إنخفض عمار و طبع قبلة على عنقها فإرتعشت مريم و كادت تنفلت منها كلمة " أحبك " لكنها صمتت في آخر لحظة بل وضعت يدها على صدره تصده عنها و إرتسمت إبتسامة على وجهها عند رؤية ضيقه من إبعاده عنها.


- لسه بدري. 

همست بحرارة ثم إبتعدت متمايلة بخطوات رشيقة نحو هاتفها تضغط على زر التشغيل فإندلعت الموسيقى الشرقية تملأ الغرفة مهيجة لدى عمار توقعات مجنونة أيقنها عندما سحبت وشاحا أسود و لفته حول وجهها مظهرة عينيها الكحيلتين فقط ! 


تصنم عمار مكانه وقد تسارعت ضربات قلبه بجنون و اعتصف الترقب به مأخوذا ينتظر العرض الصاخب ...


وقفت مريم بمنتصف الغرفة و رفعت يديها بسلاسة فغنت أساورها مع الموسيقى و شرعت تمايلهما بشكل متناسق مع تمايلات خصرها الرفيع إستجابة للإيقاع ليجلس عمار على طرف السرير كالمغيب متأملا إياها بينما تتقدم نحوه بقدميها الراقصتين تنحني عليه غامزة إياه ثم تلفحه بعبق شعرها عندما أزاحته على كتفها الأيسر مستعدة للخطوات التالية ...


إلا أنه مع تسارع نسق الإيقاع نفذ صبر عمار فوقف و إمتدت يده دون أمر منه لتقبض على خصرها المتمايل هامسا بخشونة :

- كفاية. 


لتنشغل مريم بقربه منها وهو يقبلها بتريث تحول لعنف نوعا ما و يده تمر على كل إنش منها فإرتفعت ذراعاها تحيط بهما رقبته و تجذبه إليها و طفقت تبادله سغفا كان يستعر مع كل ثانية فيتلوى داخله وهو يستشعر مدى شوقها إليه ...


لكن الحياة ليست منصفة بالنسبة اليها لهذه الدرجة ، فسرعان ما وجدته يبتعد عنها يتأمل وجهها المحتقن متسائلا بأنفاس لاهثة :

- خدتي البرشامة ؟ 


و حطم سعادتها قبل ان تبدأ ، عند تذكرها حبوب منع الحمل التي يجبرها على أخذها قبل أي علاقة بينهما ، كتمت مشاعرها و اومأت دون إجابة فأكمل ما يفعله غير ملاحظ للإنكسار الذي إعترى وجهها ، لن يحبها ، لن يستطيع رؤية من باعها أهلها كزوجة مناسبة له هو عمار البحيري ابن إحدى العائلات العريقة.


لن يأتي يوم يقررا فيه معا تكوين أسرة و جلب طفل يعبر عن حبهما الى العالم .... ذلك حظها .... و بالنسبة لها العيش معه بالسر أفضل من عيش حياة غير آمنة تحت سيطرة عمها الظالمة أحيانا و تحرشات إبنه بها !!


الفصل الثاني : جرح من الماضي.

____________________


نهض من الفراش يرتدي بنطاله مطالعا مريم النائمة بعمق عدل وضع الغطاء عليها و خرج الى الشرفة يطل منها على الحديقة سامحا للهواء البارد بضرب صدره العاري فيفشل رغم ذلك في إطفاء نيرانه التي اندلعت منذ سنين.


أسند عمار ذراعيه على سور الشرفة و تلك الذكريات تهاجم عقله دفعة واحدة كأنها شريط فيديو مسرَّع يعرض حياته أمامه ، بداية من وفاة أمه و انهيار والده و كرهه العجيب له ثم زواجه ، انعزاله عن بقية العائلة إلا عن زوجة أبيه سعاد المرأة الحنونة و عن جدته ، مرور السنوات وهو يتمنى أن يلمح نظرة واحدة فقط من أبيه و جهوده ليجعله يحبه ومع ذلك رأفت بقي يتجاهله لسبب يجهله و أخيرا إرساله إلى مدرسة داخلية بعيدة مئات الكيلومترات عن مكان سكنهم و بقائه وحيدا وسط الغرباء ....


راح بجمود يشعل سيجارة وراء أخرى ينفث دخانها ببطئ في الفراغ و عيناه لا تقلان احتراقا عنها ، و بكاؤه وهو صغير يمر عليه بتفصيل وكأنه يعايش تلك اللحظات مجددا .... " بابا متسيبنيش هنا انا بخاف ومش عايز اقعد لوحدي .... طنط سعاد علشان خاطري خليني ارجع معاكو .... بابا مجاش يزورني ليه ..... متبعدونيش عنكو انا خايف .... "


و فجأة جال بذاكرته كابوسه الدائم .... المشهد الذي رآه في صغره منذ ما يقارب ال 20 سنة ولم يستطع نسيانه أبدا ... تلك المرأة ذات العيون الزيتونية وهي تحضن رجلا مجهولا و تخبره أنها تحبه هو فقط و أجبرت على الزواج من غيره ، ثم تقبله و تغلق باب الغرفة تاركة طفلا في العاشرة من عمره يراقب ما يحدث بصمت معتقدة أنه لا يفهم شيئا ....


شهق عمار يسحب الأكسجين لرئتيه ثم التفت خلفه و رآها ، نائمة بسلام و شعرها الغجري الكثيف يفترش الوسادة ، كتفيها الظاهران من الغطاء عاريين و فستانها و قميصه ملقيان بإهمال على طرف السرير ، مظهرها هذا أغراه و أشعل رغبته بها من جديد و بدون شعور تذكر أول مرة رآها فيها ....


منذ سنتين ونصف تقريبا تمت دعوته لحضور حفلة تخرج إحدى الجامعات الخاصة و لبى هو الدعوة و ألقى خطابا على الطلاب برسمية حتى رآها ، كانت جالسة في الصف الثاني تطالع شهادة التخرج و على وجهها ابتسامة حالمة جذبته بسكونها الغريب و شعرها المنسدل الذي تعتليه القبعة السوداء و سمرتها الناعمة لقد كان الطلاب جميعهم منتبهين لخطابه ما عداها ، لم ترفع وجهها قط و عندما فعلت اصطدمت بنظراته الثاقبة و ارتبكت ثم نهضت مغادرة القاعة مخلفة وراءها صوت رنات أدرك فيما بعد أنها ناتجة عن خلخال ترتديه.


سأل عنها ، و عرف أنها فتاة من طبقة متوسطة والدها كان من أشهر الصحفيين مولع بالكتب و يعشق السفر و كتابة المقالات المختلفة و أثناء تجواله يوما ما في إحدى القرى تعرّف على إمرأة تنتمي لقبيلة "النَّور" من غجر مصر ، أحبها و تزوجها رغم الرفض الذي طاله من عائلتيهما و إستقرا في قريته الريفية مع أهله حتى وافتهما المنية ، و عاشت إبنتهما مع عمها الذي تكفل بها لسنين طويلة قبل ان يرسلوها الى هذه الكلية بمنحة جامعية نظرا لتقديراتها العالية.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

" مريم عبد الرحمن " هكذا كان إسم الفتاة التي لفتت إنتباهه و شعر بإنجذاب غريب نحوها ، حاول بعد ذلك اليوم الانشغال و نسيانها الا انها في كل مرة كانت تغزو أفكاره و أحلامه أيضا ! مازال يتذكر هوسه برؤية وجهها مجددا فبحث و عرف عنوانها كانت مريم قد غادرت القاهرة فأهلها لم يسمحوا لها بالعمل بعد تخرجها فذهب الى القرية و رآها ذلك اليوم تمشي حافية على الأرض بقدمها المزينة بخلخال و تحمل إناء ماء فوق رأسها ، ترفع فستانها للأعلى قليلا وهي تركز ببعينيها السوداوتين على الطريق.


" غجرية فاتنة " ، وجد عمار نفسه يردد هذه الكلمات وهو يتابع خطواتها مبهورا بها فقرر بتلك اللحظة أن تكون له لكن وجد صعوبة في ذلك فهو بالطبع لن يتزوجها و يحضرها عروسا الى القصر تنفيذا لرغبة إشتعلت فجأة عنده ولن يستطيع جعلها خليلته فقبلا هي فتاة يبدو عليها التحفظ و ثانيا هو لن يقبل ان يجعل لنفسه عشيقة يعيش معها علاقة غير شرعية.


اتخذ قراره و ذهب في اليوم الموالي الى منزلها يطلب يدها من عمها شرط ان يكون الزواج "سري" أي أنه لن يقيم حفل زفاف و يجلب عائلته ، وقتها سمع صوتها لأول مرة وهي ترفض بحزم لكن تجاهلها بأنانية و غادر ليتصل بعمها و يخبره بأنه سيدفع 3 أضعاف المبلغ المتفق عليه اذا استطاع إقناع إبنة أخيه بهذا الزواج ....


و كان له ما يريد ، عندما زارهم في المرة الموالية وجدها مطيعة و مستسلمة بشكل جعله يسخر منها فهاهي وافقت بعدما اغدقها بأموال طائلة لن تراها إلا في أحلامها.


- كله بحسابه.

قالها عمار بتهكم وهو يعود للواقع متذكرا طبيعة علاقتهما فهو يحتاجها عند تكاثر الهموم عليه و يلجأ لها لينسى ما يشغله بين ذراعيها مقابل أن يوفر لها حياة كريمة بعيدة عن نمط عيشها القديم ، فرغم أن عائلتها من الطبقة المتوسطة و ليست فقيرة بالمعنى الحرفي لكن ما يقدمه هو لها أفضل مليون مرة مما قدمه عمها !!


مرت ساعة أخرى وهو يدخن حتى شعر بجسد يحتضنه من الخلف و يدين ناعمتين تلتفان حول صدره ، بالطبع لم تكن سوى مريم فمن غيرها معه.


استدار عمار ناظرا لها بهدوء :

- ايه اللي صحاكي ؟


ردت عليه بخفوت وقد توردت وجنتاها :

- قلقت و ملقتكش جمبي فقومت ادور عليك و لقيتك واقف هنا ... انت لسه منمتش ليه في حاجة مدايقاك ؟


سألته بإهتمام فأشاح وجهه عنها ببرود :

- مش جايلي نوم يلا ادخلي احسن تتعبي عشان الجو برد و متجيش البلكونة تاني باللبس ده.


كانت ترتدي قميصه الأسود و شعرها متناثر بفوضوية فهتفت مبررة :

- فيها ايه مفيش حد شايفني غيرك.


رمقها بحدة و صرامة :

- اسمعي الكلام يا مريم و ادخلي !


أجفلت من صوته الخارج عن نمطه الهادئ و شعرت بالضيق يعتريها فتمتمت بتزمت :

- حاضر.


دخلت بخطواتها الرشيقة و عمار يتأملها بقوة مستغربا كيف لم يسمع صوت خطواتها عندما استيقظت هل كان شاردا لدرجة لم يسمع فيها صوت خلخالها ؟ تحرك خلفها مسرعا و قبل ان تستلقي جذبها من يدها فشهقت مريم بهلع :

- في ايه !


قاطعها وهو ينزل لمستواها يقبلها بشغف تعجب له فتمسكت هي به و لفت يديها عليه مستسلمة له تماما ....


بعد فترة.

تململت في الفراش و كادت تنهض فأوقفها عمار هامسا بصوت متهدج :

- رايحة فين ؟


- قايمة اجهزلك هدوم الخروج.

تمتمت ببساطة ليفتح عيناه و ينظر لها :

- مفيش داعي انا هقضي الليلة ديه هنا.


مريم بدهشة :

- انت بتتكلم بجد !


رفع عمار حاجبيه بسخرية :

- وانا من امتى بهزر في ايه انتي مش عايزاني اقعد معاكي ؟


ردت عليه بلهفة :

- لالا مش قصدي بس انت مش متعود تقضي معايا وقت طويل عشان كده يعني بس انا مبسوطة.


وضعت رأسها على صدره معانقة اياه وهي تبتسم لتغمض عيناها بعد قليل ، بينما ظل الآخر يطالع السقف بشرود حتى نام ليفيق بعد ساعات على رنين هاتفه بإسم عمه عادل .... عقد حاجبيه و همس :

- هو بيتصل بيا ليه في الوقت ده.


فصل الخط دون مبالاة فرن مجددا بإسم " سعاد هانم " ولم يجب ايضا حتى اتصلت به إبنة عمه ندى ، اندهش عمار و أزاح مريم عنه ليجيب :

- في ايه بتتصلو بيا كده ليه القصر اتهد ؟


وصله صوت بكائها :

- انا وقعت من على السلم يا عمار.


انتفض جالسا بهلع و ردد بصوت عال جعل مريم تستيقظ بسبب حركته المفاجئة :

- وقعتي ازاي يا ندى و امتى ده حصل طب انتي عاملة ايه دلوقتي ؟


نزلت دموعها بألم و أجابت :

- صحيت من النوم و نزلت المطبخ جري اشرب ماية ومن غير ما اخد بالي رجلي زلقت ووقعت .... بابي جابلي دكتور و قال انه التواء بسيط بس انا موجوعة بجد مردتش على الاتصالات ليه ؟


زفر عمار بإرتياح مردفا :

- قلت الاتصالات مش مهمة بس لما شوفت رقمك اتخضيت وبعدين تعالي هنا يا بسكوتة لما هو التواء بسيط بتعيطي و تخضيني عليكي كده ليه.


- لا انا اتوجعت بجد قولي انت فين كنت عايزاك معايا لما الدكتور لف الشاش على رجلي تعال لو سمحت.


زم شفته بتبرم :

- اجي فين الساعة 7 الصبح بلاش دلع ..... طيب خلاص متعيطيش جايلك اهو .... ماشي سلام.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

كل هذا الحديث دار تحت مسامع مريم التي تكاد تنفجر غيظا كيف تلك المدعوة بإبنة عمه تجعله يقوم من سريره و يذهب اليها فقط لأنها أصيبت بإلتواء و لماذا عمار تجاهل كل الاتصالات و رد عليها هي بالذات ، زفرت بحنق و حدثت نفسها :

- بيكلم البنت الدلوعة ولا كأن مراته نايمة جمبه و سامعاه.


نهض عمار يرتدي ملابسه فقالت مدعية عدم المعرفة :

- مين اللي كنت بتكلمها ؟


- ندى بنت عمي ... وقعت من على السلم وحصلها التواء وانا رايح اشوفها.


ضغطت مريم بقبضتها على الغطاء الذي يلف جسدها و علقت :

- و بنت عمك بتتصل بيك الساعة ديه ليه هو مفيش حد غيرك يقعد معاها ؟


نظر لها بجمود و تجاهل الرد عليها مكملا قفل أزرار قميصه فنهضت الأخيرة ترتدي أول ما أمسكته يدها و التفت اليه بحزن :

- هترجع تجي امتى طيب ؟


همهم بإقتضاب :

- بكره هبعتلك مجموعة فساتين لسه نازلة جديد اختاري منها اللي يعجبك و ابقي اكتبي ورقة للبواب عشان يجيبلك طلبات البيت بنفسه يعني مش عايزك تخرجي برا كل اللي تعوزيه هيوصلك وانتي قاعدة في البيت.


أعادت مريم سؤالها بشدة :

- انا بسألك انت يا عمار هترجع تحي امتى بعد يومين ولا اسبوع ولا شهر ؟ قولي عشان مقعدش استناك ع الفاضي.


تأفف عمار بحدة لكنه لم يرد الصراخ عليها فهو لم يفعلها سابقا لكي يفعلها الآن فردد بحزم هادئ :

- هبقى ابعتلك ماسيدج قبل ما اجيلك ... سلام.


و في بضع ثوان وجدت مريم نفسها بمفردها في الغرفة ، بعد غيابه الطويل قضى معها بضع ساعات و غادر ملقيا عليها قنبلة بروده و جفائه الذي قالت ليلة البارحة انها ستتحمله لكن كيف تقدر وقد رأته ينهض مسرعا ليذهب الى ابنة عمه كيف تتحمل وجع قلبها وهي ترى إهتمامه بغيرها !!


________________________

بعد مرور يومين.


كان في غرفته يراجع بعض الملفات حتى سمع طرق الباب أذن بالدخول لتدلف زوجة أبيه مبتسمة :

- صباح الخير حبيبي.


اومأ لها بإحترام :

- صباح النور سعاد هانم ، واقفة ليه تعالي اقعدي.


- لا انا ناديتلك عشان تنزل تفطر معانا قبل ما تروح الشركة يلا معايا.


وضع الملف بجانبه ووقف أمام المرآة يهندم بدلته ليقول بعد صمت :

- انا عارف ان في كلام ع لسانك اتفضلي حضرتك عايزة تقوليلي ايه ؟


ضحكت سعاد بخفة و قالت :

- لا انا ببصلك بس ، ابني كبر وبقى راجل وفي مليون ست بتتمناه ربنا يحميك من الحسد يا روحي.


توقف عمار عن العبث بشعره و إستدار اليها :

- عارفها الدخلة ديه ... مين ست الحسن اللي حاطة عينيكي عليها.


تقدمت منه بلهفة و سعادة لأنه لم يبدي إعتراضا و هتفت :

- ندى بنت عمك ... انا شايفة انها الوحيدة المناسبة عشان تبقى مراتك ايه رأيك ؟


اتسعت عيناه بدهشة :

- اتجوز ندى ؟ لا طبعا مستحيل.


استغربت سعاد رفضه و تساءلت :

- مستحيل ليه ديه بنت جميلة و مؤدبة ومن العيلة وبعدين انتو صحاب اوي يعني هي الوحيدة اللي بتفهم عليك من غير ما تتكلم مش شايفها مناسبة ليك ليه .... في واحدة معينة في دماغك شاورلي عليها وانا اجوزهالك ع الطول.


تنهد عمار بملل من تكرار نفس المواضيع و كم أراد إخبارها أنه متزوج ليرى ردة فعلها لكنه تمالك نفسه و أجابها بتريث :

- ندى لسه طفلة انا بعتبرها اختي الصغيرة و كمان مش حاطط موضوع الجواز في دماغي حاليا ولو حبيت اتجوز هجي اقولك انتي اول واحدة متقلقيش.


صمت قليلا ثم أكمل :

- مش عايز نتكلم في الموضوع ده تاني يا سعاد هانم لو سمحتي.


اومأت ببطء وهي تتمنى أن تسمع منه كلمة " أمي " ولو لمرة واحدة ورغم ذلك إبتسمت بتفهم :

- زي ما انت عايز يابني يلا ننزل سوا نفطر و اه نسيت صاحبك وليد جه من شويا عشان يشوفك و هو قاعد تحت مع أبوك و عمك عادل.


هز رأسه و نزل الى صالة الاستقبال ليرى صديقه المقرب جالس مع العائلة يمازحهم و يضحكون سويا إبتسم عليه و اقترب منه مرددا :

- هو انت كل يوم عندنا ايه مبتزهقش.


قهقه وليد و نهض يحتضنه بشوق :

- البيت بيتي يابني اجي في الوقت اللي بحبه ملكش فيه ... وحشتني يالا انا مش شايفك من 4 شهور.


تدخل عادل يتساءل بإستغراب :

- هو مش كان معاك من يومين و على اساس سهرتو سوا ؟


رمق عمار رفيقه بنظرة حادة مغتاظة ليحمحم الآخر بإستدراك :

- ايوة بس كان معانا ناس تانية فمعرفتش اخد راحتي معاه.


ضحكت ندى بشقاوة :

- تاخد معاه راحتك ليه عمار خطيبتك ؟


وكزتها والدتها بتحذير ليضحك وليد على تعليقها وقد أدرك أن عمار قضى اول ليلة بعد عودته في مكان آخر ، جاءت الخادمة تخبرهم أن الفطور جاهز فذهب الجميع ما عداهما.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

غمزه وليد بمكر :

- دخلت اسمي في كدبتك و روحت تقضي ليلتك مع ست الحسن و الجمال و مقدرتش تستنى ليوم تاني اظاهر وحشتك اوي .... ياما نفسي اشوف مراتك اللي مسبتناش نشوف وشها انا و يوسف رغم اننا كنا شهود على عقد جوازك.


جز عمار على اسنانه بضيق :

- لم لسانك احسنلك.


قهقه على شكله و تابع :

- بس عارف اللي يشوفك وانت هادي كده ميقولش عليك عامل العمايل و متجوز واحدة في السر.


أغمض عيناه يزفر بعمق ثم رمقه بعصبية :

- وليد اقفل السيرة قبل ما حد يجي و يسمعك وياريت منتكلمش في الموضوع ده تاني ... خلينا نفطر و نروح ع الشركة عشان نقابل العملا الجدد امشي قدامي.


**** بعد أسبوع آخر.

في الشقة الأخرى.


جلست على الأريكة بعدما فرغت من إعداد الغداء و تناوله بمفردها ، نظرت الى هاتفها أملا في رؤية رسالة منه يخبرها انه سيأتي لكنها لم تجد ، عمار لم يحادثها او يقابلها منذ اسبوع آخر مرة رأته فيها عندما كانت نائمة بحضنه و اتصلت به إبنة عمه تلك ليذهب ركضا دون حتى النظر إليها !!


تأففت مريم في سخط و أخذت تتطلع الى الصالة التي تجلس بها ، ذلك الشباك الزجاجي الضخم وإطاره باللون البني ، شاشة كبيرة الحجم تتوسط الحائط تقابل أريكتان من اللون الأسود بينهما طاولة زجاجية ، أما السقف فكان مُزخرفا ببراعة وأنوار بيضاوية الشكل محفورة في السقف باللون الأزرق كالمجرة تعطيه مظهراً ساحرا ، وقفت متجهة الى غرفتها و دخلت تتأملها بسكون ، الغرفة كانت واسعة جدرانها مصبوغة باللون الأبيض و النبيذي يتوسطها فراش وثير تعلوه أغطية رمادية ناعمة بينما مسنده من اللون السُكري ، مُلحق بها حمام لا يقل رُقيا عن بقية الشقة ، و شرفة واسعة بها أرجوحة مزينة و شباك كبير ...


ولجت إلى الشرفة مزيحة الستائر ثم أسندت كفيها على مسندها و هي تطالع المنظر أمامها ، الشقة كبيرة و جميلة تليق بهذا الحي الراقي الذي تقيم فيه ، واسعة و أحلى ما فيها تلك المكتبة التي خصصها لها عمار عند معرفته بحبها للكتب ، تذكرت أول مرة جلبها عمار بعد زواجهما ، انبهرت بالمكان ورغم إستيائها من طريقة الزواج إلا أنها كانت متأملة في حياة سعيدة حتى صدمها بكلامه عندما أخبرها بأنهما تزوجا حقا لكن لا يجب توقع أي شيء منه ، منذ اليوم الأول وضع شروطه الصارمة و أجبرها على الإلتزام بها كي لا تستاء منه لاحقا إن غضب عليها...


سافرت بذاكرتها الى ما قبل سنتين وبضعة أشهر ، عندما رأته في حفلة تخرجها ولاحظت مراقبته لها فإرتبكت و غادرت القاعة لكن ملامحه لم تغب عن بالها ، عيناه الزتونيتين أسرتاها و لحيته و رشاقة جسده جذبت أنظارها إليه ، حتى بدلته الرسمية و إعتداله في وقفته و ثقته الزائدة بنفسه ، صوته الرخيم ذاك بقي معلقا في أذنيها و لوهلة حلمت به و تمنت لو تراه ثانية فلقد كان من الواضح أنه مهتم بها فعمار لم يزح عينيه عنها ذلك اليوم رغم إصطناعها بأنها لا تنتبه له .... نعم لقد رأته منذ أول دخوله للقاعة و ظلت تراقبه بطرف عينيها تتابع نظراته المصوبة نحوها حتى رفعت رأسها و غادرت بعد عجزها عن السيطرة على نبضات قلبها المتسارعة.


لكن عند حضور عمها و إخبارها بضرورة العودة الى القرية تحطمت آمالها و انكسرت احلامها بالعمل في القاهرة و غادرت معه بروح فارغة تتحمل مضايقات إبن عمها و تحرشاته إلى أن رأته يوما وهو يدخل من باب بيتها يطلب يدها .... رجل الأعمال الثري الراقي يريد الزواج بفتاة ريفية شرط أن يكون سريا !!


ورغم تعلقها بذكراه إلا أنها رفضت لكن في ذات الليلة جاءها ابن عمها و حاول التقرب منها وهو يردد بثقة أنها رفضت الزواج لأنها واقعة في حبه ، حينها قررت مريم مغادرة المنزل ولا يهم ان كانت ستعيش مع عمار علاقة سرية لا يهمها ذلك المبلغ الضخم الذي دفعه ليستطيع عمها إقناعها و فجأة وجدت نفسها توقع على عقد الزواج ..... من صاحب العيون الزيتونية !


عمار البحيري ، الرجل الصامت الذي دخل حياتها دون سابق إنذار و جعلها تقع في عشقه ، لا تعلم لحد الآن كيف أحبته ، إنه غريب الأطوار و غامض يأتي ليأخذ منها حقوقه كزوج ثم يجلس في الشرفة يدخن و بعدها يغادر بهدوء ... مثل حضوره !


لم تراه يتخلى عن بروده إلا في لحظاتهما الخاصة ، حين يشعرها وهي بين ذراعيه بأنها تحلق في السماء من شدة السعادة و المتعة و للحظات تعتقد أنه يحبها لكن حين إنتهائه منها يضع رأسها على صدره و يغمض عيناه بجفاء يجعلها تعود لأرض الواقع.

و في بعض الأحيان عندما يكون مزاجه عاليا يجلس معها داخل غرفة مكتبتها الصغيرة و يطلب منها القراءة بصوت عال و يظل يستمع إليها ، أو يجلس معها في الشرفة يراقبها وهي تشكل تحفة من الطين ثم يشعل سيجارة متبغ وهو نصت لأغانيها الغجرية.


لكن رغم هذا فهي تحبه ، إنه يحترم حضورها على الأقل ، يشعرها بجمالها رغم عدم النطق به ، لم يتطاول على شخصها يوما أو يرفع يده عليها بالعكس يعاملها بتريث الا في غرفة النوم حين تشعر أنها مع رجل آخر ، رجل شغوف عنيف بإمكانه اللعب بأوتار المرأة بين ذراعيه و قلب أحاسيسها رأسا على عقب !!


أخرجها من شرودها رنين الهاتف فإنتفضت تركض الى الصالة بلهفة لكن خابت آمالها عند رؤية إسم صديقتها يلمع على الشاشة بدلا منه ، تنهدت ببأس و أجابت :

- ألو.


وصلها صوت هالة الساخر :

- مالك يا روما انتي مكتئبة كده ليه كنتي مستنية اتصال حد تاني ؟


- عايزة ايه ؟

قالتها بإرهاق نفسي و الدموع تتحجر في عينيها لتجيبها الأخرى بتأفف :

- اطلعي قولي للبواب يسمحلي ادخل انا هنا تحت شقتك بس مش راضي يدخلني بسبب اوامر السي سيد .... انتي هتفضلي متنحة كده كتير يلا بسرعة اتصرفي !


حركت مريم رأسها بغباء ثم شهقت و قد أدركت ما تسمعه :

- انتي هنا استني انا جاية.


اغلقت الخط و خرجت من شقتها ركبت المصعد و نزلت للأسفل لتجد هالة واقفة مع البواب ترمقه بغيظ ، تنهدت مبتسمة بيأس من تصرفاتها العدائية و اتجهت اليها :

- عم محمد ديه هالة صاحبتي و بتقدر تدخل.


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

اخفض رأسه بإحترام :

- يا هانم عمار بيه منبه عليا مخليش حد يدخل او يخرج من شقة حضرتك بدون إذنه وهو متصلش بيا ولا قالي ان صاحبتك جاية مقدرش انا اتصرف من نفسي.


تأففت هالة وهي تكتف يديها بغضب بينما كادت مريم تطلب رقمه لكنها تراجعت عند تذكر تحذيراته بشأن اتصالها به ، تنحنحت بحرج و قالت :

- ااا طيب ممكن تتصل عليه و تعرفه انا تلفوني فاصل شحن.


تردد قليلا قبل ان يحسم أمره و يتصل به ، دق قلب مريم بعنف عند سماع صوته الجدي من سماعة هاتف البواب و تمنت لو تكلمه الآن و نفذت أمنيتها عندما قدم لها الأخير هاتفه بجدية :

- عمار بيه عايزك.


إرتجفت يدها و أخذته ثم استدارت بعيدا عنهما قليلا ، و تمتمت بخفوت :

- ألو.


وصلتها نبرته الحادة :

- مين البنت اللي عايزة تدخليها ديه ؟


عضت على شفتها بإرتباك و ردت 

- هالة صاحبتي ااا انت بتعرفها يا عمار شوفتها مرة لما سمحتلي اخرج و وديتني ليها ع المطعم .... لو سمحت انا بقالي فترة طويلة مبكلمش حد على الاقل خلينا تدخل مليش غيرها اقعد اتكلم معاه.


شعر عمار بالسخط من نفسه لأنه يعزلها عن العالم هكذا لكن ماذا يفعل هو يتجنب أي شيء من الممكن ان يكشف قصة زواجهما إضافة الى اسباب أخرى تجعله يقيدها هكذا لكن مع ذلك تنهد مردفا :

- ماشي دخليها بس ديه آخر مرة لما تحبي تشوفي صاحبتك لازم تاخدي إذني قبلها بوقت.


هزت مريم رأسها بسعادة كأنه يراها ثم سألته بتردد وهي تجفف يدها المتعرقة بطرف فستانها :

- عمار انت هتجي امتى ؟ وحشتني ... وحشتني اوي.


نطقتها بحزن وقد ساورتها رغبة في البكاء بينما هو أغمض عيناه بتأثر من همسها المستمر بإسمه ، كم يرغب الآن في الذهاب إليها و رؤية وجهها الجميل و إطفاء نيران شوقه لها لكنه يعلم جيدا ان الوقت غير مناسب فهو لا يستطيع أن يكون معها كما تريد ، أكثر ما يقدر عمار على فعله هو منحها ليلة جامحة و توفير ما تحتاجه من ملبس و مأكل و مسكن ثم تركها و الذهاب ، لا يستطيع قضاء وقت ممتع معها اإحتضانها و الجلوس أمام التلفاز و مشاهدة فيلم سويا لذلك هو لا يريد زيارتها لساعات و الذهاب مجددا لا يريد إعطاءها شعور أنها وسيلة لإشباع رغباته مهما كان السبب الذي جعلها توافق على هذا الزواج وحتى لو كان قد أغراها بالأموال إلا أن مريم إمرأة لا تستحق الكسر بهذه الطريقة.


نادته ثانية بحسرة إلا أنها سمعت أحدا ما يقاطع ما كاد عمار يقوله و يطلب منه التوقيع على إحدى الملفات فحمحم بجدية :

- انا مضطر اقفل دلوقتي هكلمك بعدين.


وصدت مريم جفنيها بسرعة مخافة نزول دموعها ثم التفت لصديقتها مبتسمة بإصطناع :

- قدرت اقنعه بالعافية يلا ندخل.... شكرا يا عم محمد اتفضل تلفونك.


هز رأسه بمجاملة و صعدت هالة معها و حين دخولهما للشقة رفعت يديها تصفق بعصبية :

- برافو عليكي يا مريم خليكي خدامة تحت رجليه و نفذي كل اوامره و متتنفسيش الا لما تاخدي اذنه ولا كأنه شاريكي.


نزلت عبراتها ببؤس :

- ماهو فعلا شاريني.


تأففت صديقتها و أكملت بعصبية :

- مش فاهمة ايه اللي جابرك ع الوضع ده انا بقالي 7 سنين بعرفك من لما دخلنا الجامعة عمري ما اتخيلت ان مريم الطموحة اللي كانت أذكى طالبة و عندها مستقبل باهر تبقى بالوضع ده مش متخيلة انك وافقتي تتجوزي بالسر و كمان ينفيكي عن العالم و يحبسك في شقته بالشهور و يمنعك تقابلي صحابك ايه القرف ده.


صمتت مريم بخزي و جلست على الأريكة تتذكر مواقفه معها فإنحنت هالة عليها تسأل بتقرير :

- رفض يجي صح ؟ سمعتك وانتي بتقوليله وحشتني وهتجي امتى عمار اتجاهلك صحيح ردي عليا.


وضعت كفيها على وجهها و أجهشت بالبكاء بقهر فجأة بشكل جعل الأخرى تندهش عادت للخلف يزداد نحيبها الذي تكتمه منذ شهور و بدأت تتكلم بعشوائية :

- هو بيتجاهلني علطول ... بيتجاهل حبي واللي بعمله عشان يفضل مرتاح معايا بيقعد يغيب بالأسابيع و الشهور و مبيجيش غير لما يعوزني جسديا وبعد ما يخلص مني بيمشي عطول و يسيبني لوحدي .... بقاله 4 شهور غايب ولما بعتلي ميسيج مصدقتش نفسي من الفرحة قعدت طول اليوم اجهز نفسي و استنيته لحد الساعة 12 بليل و في الاخر لبس هدومه و طلع جري لما بنت عمه اتصلت بيه ... انا بحبه يا هالة والله اتعلقت بيه من اول مرة شوفته فيها و فضلت صورته معلقة في دماغي و حبيته اكتر بعد جوازنا عمار عمره ما أذاني بكلمة بس طول ماهو معايا بيعاملني ببرود فضيع ... بيسألني ع اللي ناقصني و بيقولي اللي بتحتاجيه هجبهولك فورا بس ازاي يا هالة اقوله اني محتاجاه هو ... اقوله ازاي اني مقدرتش استحمل شروطه اللي حطها في بداية الجواز و اضطريت اوافق عشان اهرب من تحرش ابن عمي ... انا تعبانة اوي و حاسة بالنقص مش عارفة هو بيبعد ليه طيب تمام فهمت ان عمار مبيحبنيش بس هو بيغيب عني كتير كده ليه معقول زهق مني او ....


قاطعتها هالة بضيق :

- مين ده اللي زهق منك انتي مش شايفة نفسك في المراية يا روما جسم و جمال و رقة ده انت بتستاهلي اللي احسن منه مليون مرة هو بس غشيم ومش مقدر قيمتك .... ما تطلقي منه !!


انتفضت من كلمتها الأخيرة و انتصبت واقفة تردد بهلع :

- اتطلق منه ؟ عمار مش هيوافق ده دافع مبلغ مبتجرأش انطقه اكيد مش هيقبل يسيبني غير لما هو بنفسه يعوز و يا ستي نتفرض وافق انا هروح فين لما اطلق ارجع بيت عمي و ابنه ؟


صمتت هالة بعجز عن الإجابة وقد أدركت حقا صعوبة موقف صديقتها ، للحظة ودت لو ترى عمار ذاك لتقتله فالوغد يحبسها في شقته الفاخرة و يمنعها عن لقاء الناس بينما هو يسرح و يمرح و يسافر و يستمتع بوقته ، الشيء الجيد الوحيد الذي فعله هو عندما جلب مريم من القرية الى القاهرة فلولاه لكانت الآن تعاني من إبن عمها او متزوجة من الرجل الطاعن في السن الذي كانوا يريدون تزويجها له.


زفرت بعمق و ملست على شعرها بحنان :

- اهدي يا حبيبتي ان شاء الله نلاقي حل متعيطيش علشان خاطري.


حاولت ترطيب الجو فأردفت بمزاح :

- طيب تصدقي والله في كل مرة ازورك فيها بنبهر بالشقة ديه يا بختك بيها اينعم جوزك طاووس بس زوقه حلو الصراحة.


إبتسمت مريم موافقة اياها وهي تكفكف دموعها :

- يوة صح عمار عنده زوق بيجنن في أول سنة كان الديكور غير كده و بعدين غيره و أحلى حاجة أنه حاب مرجوحة و حطها في البلكونة لما طلبت منه.


صفقت هالة بحماس :

- الله مرجوحة في البلكونه و مرجوحة تانية في المكتبة بتاعتك انا نقطة ضعفي المراجيح بصي خلينا نتغدا الأول عشان جعانة ولما نخلص هنروح نتمرجح ماشي ؟


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

_______________________


في شركة البحيري للصناعة.


ظل يحدق في الهاتف بعد مكالمته معها و شعر بالذنب لسماعه صوتها المختنق المهدد بالبكاء ، لقد مر وقت طويل منذ أن رآها آخر مرة ولا تزال ذكرى قسمات وجهها المتألمة عندما تركها ذلك الصباح بتلك الطريقة معلقة بذهنه لا يصدق عمار للآن ما يفعله بتلك المرأة أحيانا يتخيل لو كان متزوجا بمريم زواجا رسميا و تعيش معه في القصر ترى ماذا كان سيحدث هل كانت ستتأقلم تلك الغجرية مع عائلته وهل كان سيستمر في معاملتها بجفاف مثلما يفعل الآن.


إبتسم ساخرا و همس :

- كأن ماضيك هيخليك تعيش حياة طبيعية يعني .... ده أبوك بنفسه مكنش طايق يعيش معاك تحت سقف واحد ازاي مريم هتستحمل اساسا لو مدفعتلهاش ملايين مكنتش هتقبل العيشة ديه معايا و اهي كل حاجة ليها مقابل و اكيد لو كنت بعاملها كويس و مديها حريتها كانت هتخوني مع راجل تاني ..... زي ما التانية كانت بتخون جوزها.


طرق باب مكتبه و دخل والده فتأهب عمار في جلسته متسائلا :

- خير رأفت بيه ؟


جلس قبالته و حدجه بنظرات غامضة ليقول بعد صمت دام دقيقة :

- يوم اللي رجعت فيه من السفر قضيت ليلتك مع مين ؟ انا عرفت انك مكنتش مع وليد وطبعا مش مع يوسف لأنه مسافر فقولي انت كنت فين يا عمار.


- انا مش ولد صغير عشان احكيلك عملت ايه و روحت فين يا رأفت بيه !


قالها عمار بأرحية و ملامحه جامدة فهتف أباه برعونة :

- أنا أبوك ومن حقي اسأل على ابني و احذره من الغلط و على فكرة مكنتش هسألك لو معرفتش بالصدفة ان عندك علاقة مشبوهة مع بنت و عماله تصرف عليها و لسه من أسبوعين مخلص عليها أزياء الأتيليه اللي فتح جديد فأنا دلوقتي بسألك يا ترى مين الست ديه واحدة من حبيباتك ؟


إرغم تصاعد غضبه و إحتياجه لتكسير شيء ما إلا أنه ابتسم عليه ببرود :

- نفترض انك بجد عرفت بالصدفة ومش مراقب تحركاتي ... بس حضرتك يا ابويا العزيز مالك انا بعمل ايه و بصرف على مين يا سيدي ديه املاكي الخاصة ان شاء الله ارميهم في البحر انت مااالك ومين علشان تحاسبني ؟


ضرب رأفت بقبضته على سطح المكتب و نهض واقفا يصرخ :

- انت ايه فهمني كتلة جليد مبتحسش هتفضل عايش ببرودك ده لحد امتى لازم تحترمني و تحبني زي مانا بحبك انا أبوك وانت إبني افهم !


وقف عمار مقابله يصيح بخشونة :

- انت فقدت حق الأبوة لما طلعتني من حضنك و رميتني وانا لسه صغير و خليت المربيات ياخدو بالهم مني مبقتش أبويا من بعد لما بعتني لمدرسة داخلية و حرمتني اشوفك لسنين طويلة حرمتني من حنانك و انت عايش حب ايه اللي بتتكلم عنه ده انا عمري ما حسيت بيك كأب طول عمري بسأل نفسي انت بتكرهني ليه حاولت كتير اقرب منك بس انت بتبعدني حتى مراتك سعاد كانت أحن عليا منك ولولاها مكنتش هقبل اعيش في القصر اسمع يا رأفت بيه انا مش ابنك و كتلة الجليد اللي واقفة قدامك حضرتك اللي صنعتها بإيدك وانت خسرتني من لما ..... من لما ضربتني بالقلم قدام المدرسين من سنين وانا بتحايل عليك ترجعني معاك وانت رفضت و مشيت !!

_______________

رايكم بالفصل و علاقة مريم و عمار و ندى ؟ 

توقعاتكم للاحداث الجاية



🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

رواية عشق الحور كامله من هنا















تعليقات