رواية المشوه الجزء ١ - الفصل ١
في البلد
اهل البلد متجمعين ومستنين الامل الجديد اللي هيخلصهم من الكابوس اللي عايشين فيه
مدير الشرطه: المفروض انه علي وصول
واحد من كبار البلد(عم محمود): بس واحد هيعمل ايه يعني؟ المفروض كانوا بعتوا فريق ولا كتيبه لكن واحد؟؟
مدير الشرطه: اللي اعرفه عن اللي باعتينه ان هو بيمثل كتيبه كامله لوحده وهو من اكفأ الظباط هو لوحده كفايه
عمده البلد: يارب يوصل ويخلصنا من المصيبة دي.
مدير الشرطه: هيوصل ان شاءالله
اهل البلد متجمعين في ساحه كبيره مستنين وصوله وفجأة ظهرت عربيه من بعيد بتقرب عليهم
مدير الشرطه: اهو وصل اهوه في معاده بالتمام
قربت العربيه ووقفت واتفتح بابها ونزل صحابها منه
طويل عريض قوي ظابط بكل معني الكلمه
بس الكل اتصدم اول ما شافوه وتنحوا
عمده البلد: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
عم محمود: سلام قولا من رب رحيم
مدير الشرطه فاتح بوقه ومنطقش.
وبعد لحظات من الصمت والخوف والرهبه من الزائر الجديد. نطق الزائر
: انا المقدم ادهم صبري عبد السلام
مدير الشرطه: ا ه لا ب حض رتك
مكنش عارف يتكلم وبيتهته
ادهم: اهلا بحضرتك
عم محمود لمدير الشرطه: مشيه وكلمهم يبعتوا غيره
مدير الشرطة: هو احنا بنقي ولا ايه وبعدين ده اكفأ ظابط
عم محمود: اكفأ ايه؟ دول بس كانوا عايزين يخلصوا من شكله فبعتوه هنا
انت مش شايف شكله ايه؟
طبعا كل الحوار ده كان بصوت واطي بس كله كان ادهم سامعه وساكت ومش فارق معاه او يمكن يكون اتعود علي رفض الناس لشكله او يمكن يكون بطل يحس باي الم من اي نوع ومفيش شيئ بيوجعه ولا كلام الناس ولا نظراتهم لشكله المشوه....
ادهم شكله مشوه جدا
ادهم بهدوء: لو حضراتكم خلصتوا كلامكم ممكن نتكلم في المهم او لو مستغنين عن خدماتي انا عادي همشي وهتبقوا ريحتوني؟؟
مدير الشرطه: لا مستغنين ايه ده احنا مصدقنا انهم اخيرا عبرونا وبعتولنا حد
عم محمود: والله لو مكنوش عبرونا كان هيبقي احسن
ادهم: شكلي مش عاجبك؟ معلش استحمله
واهي فتره وهتعدي واوعدك اول ما اخلص مهمتي هنا مش هتشوفه تاني
عم محمود دور وشه بعيد وكل ملامحه قرف من شكل الظابط
هنا في صوت اتكلم
:: بابا اتفضلو الشاي اهو
قربت وحطت صينيه الشاي علي التربيزه في النص وهنا شافت الظابط ادهم
:: اهلا بيك في بلدنا يارب البلد تعجبك ويارب تقدر تخلصنا من الكابوس اللي احنا عايشين فيه
ادهم باستغراب انها بتكلمه عادي: ان شاءالله
البنت: انا اسمي ليلي مدرسه هنا وحضرتك
ادهم: مقدم ادهم
هنا ابوها اتكلم
عم محمود: يالا يا ليلي شوفي وراكي ايه
ليلي: بعد اذنكم.
مدير الشرطه: الصبح ان شاءالله هبعتلك حد يجيبك القسم عندنا وهوريك ملف القضيه كامل اما دلوقتي فاكيد حضرتك تعبان من الطريق ومحتاج للراحه احنا كنا جهزنا لحضرتك مكان عند....
هنا قاطعه العمده لانه معندوش استعداد حاليا يستقبل مسخ في بيته
العمده: احنا لسه بندور علي مكان مناسب
ادهم ابتسم لانه فاهم اللي حواليه
ادهم: متشغلوش بالكم بمكان اقامتي كلها ساعه بالكتير ومكاني هيوصل
المدير: يعني ايه يوصل؟؟
ادهم: يعني انا هقعد في كرفان( مقطوره كبيره مجهزه للعيشه فيها) وزمانها علي وصول
المدير: بس يا سياده المقدم
ادهم: ما بسش انا هكون مرتاح فيها بعد اذنكم
هتمشي شويه
عم محمود: بس خلي بالك في عيال صغيره في الشوارع
ادهم: عيال صغيره؟؟؟
عم محمود: هيخافو منك
ادهم بمرار: مش همشي في وسط البلد انا عايز اشوف حدودها متخفش علي العيال الصغيره
سابهم وانسحب بهدوء
واول ما بعد أصواتهم كلها عليت
عم محمود: لا استحاله ازاي هنستحمله هنا
العمده: لا وحضرته عايزني استقبله في بيتي؟؟ ده شيطان استقبل شيطان انا؟؟؟
عم محمود: الراجل ده لازم يمشي من هنا
مدير الشرطه: همشيه حالا بس هاتولي بديل ليه!!! والله معروف عنه انه عمره ما فشل في اي مهمه
عم محمود: ويفشل ازاي؟ هو بس يطل بوشه ده واللي قدامه هيفتكره جن ولا شيطان هيستسلم علي طول
كل ده ادهم كان سامعه فبص للارض ورفع الزنط بتاع الجاكت بتاعه غطي راسه في طريقه
هو اتعود علي كل الصفات دي
مسخ. مشوه. جن. شيطان وكل الصفات السيئه اتوصفتله الكل بيحكم عليه من شكله.
محدش ابدا حاول يعرفه كانسان علشان كده هو عزل نفسه عن الكل مش ذنبه انه اتشوه في حادثه غيرت حياته من وهو عنده 14 سنه مش ذنبه ان ابوه كان بيكرهه وماصدق الحادثه حصلت فطرده من بيته. مش ذنبه ابدا انه مسخ كده. مش ذنبه ان عمره ما حس بحب او حنيه من اي حد حتي امه محبتوش ولما ابوه طرده ما دافعتش عن ابنها.
عايش لوحده وتقبل عيشته دي وتقبل شكله ووحدته وراضي بيها وبيساعد عن طريق شغله اي حد ضعيف او محتاج لمساعده لانه في يوم احتاج مساعده بس ما لقيش حد جنبه.
ادهم وهو بيتمشي وصل لمكان فاضي كده كله شجر وبس لاحظ ان البلد متحاوطه كلها بالشجر والنخيل اللي كانت مشهوره بيه
وكلها جناين وغيطان الفلاحين
والبلد في النص بالظبط قعد وسرح وافتكر الحادثه اللي غيرت حياته او مغيرتهاش لانه حتي قبل الحادثه مكنش محبوب في بيته
ورجع لذكرياته ل17 سنه لورا ( عمره حاليا 32 سنه والحادثه حصلت وهو عنده 15 سنه).
من 17 سنه
في اجازه الصيف وادهم لوحده في اوضته اللي مش مسموحله يخرج منها غير في اضيق الظروف وفي اخر الليل بالتحديد
دخل ابوه متنرفز عليه
الاب حسين: طبعا سيادتك هنا نايم واخوك احمد بره والله اعلم جراله ايه؟؟
ادهم: هو علي طول بيسهر مع اصحابه لوقت متأخر بره
حسين: انت كمان بترد عليا؟ قوم فز من مكانك وانزل دور عليه ومترجعش البيت من غيره اتفضل.
ادهم قام ونزل وهو عارف ان اخوه سهران في نايت كلب مع اصحابه وزمانه سكران ومش حاسس بالوقت بس طبعا هو ما يقدرش يقول لابوه أي شيء لانه ما بيصدقش اي شيء عن ابنه المبجل
راحله ادهم وفعلا لقاه سكران وسنده ووصله لحد عربيته وطلب من اخوه احمد انه يسمحله يسوق العربيه هو او يروحو بتاكسي لانه سكران
ادهم: احمد هات المفاتيح وانا اسوق
احمد: واخيرا الفرصه جاتلك تسوق عربيتي صح؟ بس ده بعدك
كان بيتكلم وهو بيطوح
ادهم: انت سكران ومش هتعرف تسوق لو سمحت يا احمد طب بلاش تعال نركب تاكسي.
احمد: انا هسوق ولو مش عاجبك روح انت مشي
ادهم: علشان ابوك يقولي سيبت اخوك اركب وربنا يستر
ساق احمد بسرعه مجنونه وادهم جمبه بيحاول يخليه يهدي بس احمد كان مجنون ومش حاسس بحاجه
خاف ادهم على اخوه وفك حزامه علشان يعرف يوصل لحزام اخوه علشان يربطهوله وربطله الحزام بس للاسف ملحقش يربط حزامه تاني لان في اللحظه دي احمد فقد السيطره علي العربيه والعربيه لفت بيهم وخبطت في عربيه نقل محمله الواح زجاج.
وطبعا لان ادهم مش رابط حزامه فطار من العربيه من زجاجها القدماني اللي اتكسر ولبس في العربيه النقل ونزل وسط الزجاج اللي اتكسر كله حواليه وفوقه من الحادثه
الناس وقفت وحاولو يطلعو احمد من العربيه لانها كانت بدات تولع وفعلا طلعوه وراحو لادهم كان القزاز مغطيه كله وتقريبا بينزف من كل حته حاولو يشدو بس كل ما بيحركوه القزاز بيدخل في جسمه اكتر ولو سابوه العربيتين لو واحده انفجرت التانيه هتنفجر.
فشدوه وطلعوه والقزاز في كل حته في جسمه واخيرا نقلوهم المستشفي
وهناك اتصلوا باهلهم
حسين اخد مراته حنان وراحو للمستشفي
وطلعوا للدكتور
حسين: طمني ابني اخباره ايه؟
الدكتور: هما اتنين مش واحد بس واحد فيهم حالته كويسه لانه كان رابط الحزام فيدوب خبطه بسيطه وضلع او اتنين مكسورين اما التاني هو اللي حالته صعبه لانه خرج بره العربيه ومن سوء حظه انه نزل في عربيه قزاز فده سببله جروح كتيره والمشكله الجروح اللي في وشه
اخدهم الدكتور عند ادهم لان حالته الخطيره واول ما شافوه
الاب: ده اللي حالته خطيره؟
الدكتور: ايوه الكبير حالته زي ما قلتلك كويسه
الاب: ده مش مهم ولو مات يريح انا عايز اشوف ابني التاني
الدكتور: بس ده اللي محتاجكم جنبه حاليا
الاب: وانا بقولك عايز اشوف ابني
الدكتور : اتفضل من هنا وخرج قدامهم
وقبل ما الاب يمشي وطي علي ادهم اللي كان سامع كل كلمه.
الاب: كده هتبقي مشوه علشان يبقي اللي جواك شبه اللي براك مشوه من جوه وبره
وبكده عمر ما حد هيحبك ابدا وهتفضل علي طول مكروه
سابه وخرج وراح لابنه حبيبه
ادهم بص ناحيه امه نظره غريق بيتعلق بقشه
نفسه تكلمه ولو حتي مره.
امه كانت بطلت تكلمه من وهو عنده عشر سنين منعت الكلام معاه نهائي حتي لو كلمها مش بترد عليه
بصلها ونفسه يسمع صوتها تقوله اي كلمه
وفعلا قربت عليه ووطت علي ودنه وهمست
امه حنان: موت بقي
غمض عينه بعد خمس سنين صمت هيا دي كلمتها ليه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق