الجزء الثالث عشر
عزلاء امام سطوة ماله
_ حالة عصبية ! _
أدار وجهه قليلا نحو صديقه ليجيب بنبرة خبيثة تشتعل حماسة :
-سمر.
مراد عاقدا حاجبيه في إستغراب :
-سمرا ! سمر مين ؟ .. قصدك سمر إللي بتشتغل عندك ؟!
أومأ "عثمان" دون أن يتكلم ، ليرمقه الأخير بدهشة قائلا :
-إنت بتهزر ! صح ؟؟؟
-بهزر إيه ياض إنت ؟ إنت تعرفني بهزر في حاجات زي دي ؟؟
-لا ما بصراحة أنا مش مصدقك يعني . فهمني لو سمحت عشان أنا توهت منك عالأخر .. إنت قصدك إيه بالظبط ؟؟؟!!
أشاح "عثمان" عنه و شرع بغسيل وجهه بقطرات المياه الدافئة
أغلق الصنبور بإحكام حالما إنتهي ، ثم تناول منشفة صغيرة من إحدي الرفوف الجانبية
أخذ يجفف وجهه بها و هو يمشي عائدا إلي غرفته متجاوزا "مراد" الذي لم يتوقف عن النظر إليه بذهول ..
-إنت يا عم إنت ! .. صاح "مراد" و هو يتبعه إلي الداخل
-إستني هنا . رد عليا مش بكلمك !!
عثمان بضيق :
-عايز إيه يا عم ؟
-فهمني قصدك إيه ؟!
تنهد "عثمان" و هو يلقي بالمنشفة علي كرسي محاذي لسريره ، ثم قال و هو يتجه صوب غرفة الملابس خاصته :
-قصدي كل خير يا مراد . البت غلبانة و أنا حابب أعطف عليها.
مراد بسخرية و هو يجلس علي طرف السرير في إنتظاره عودته :
-لا يا شيخ ! بقي حابب تعطف عليها بردو ؟؟!!
عثمان بضحك من الداخل و هو يرفع نبرة صوته قليلا :
-يابني و الله زي ما بقولك كده . هي محتاجة فلوس عشانها و عشان إخواتها . فأنا قلت واجب عليا أساعدها.
-إخواتها ؟ أنا فاكر إنك قولتلي عندها أخت صغيرة بس !
-لأ ما أنا نسيت أقولك بقي.
مراد بفضول :
-نسيت تقولي إيه ؟؟؟
عاد "عثمان" في هذه اللحظة و قد إرتدي فقط سروال منزلي مصنوع من القطن الكحلي ..
-فاكر الواد إللي جيت قولتلي عليه كانت نازلة في حب ؟ .. قالها "عثمان" بتساؤل و هو يقترب ليجلس بجانبه
ليجيب "مراد" بعد برهة :
-أه فاكر . ماله ده يعني ؟!
عثمان بإبتسامة مرحة :
-طلع لا خطيبها و لا حبيبها.
-يا راجل ؟ أومال طلع إيه خالتها !!
عثمان بضحكة صفراء :
-هيهيه ظريف أووي .. ثم أردف بإنزعاج :
-تصدق ياض ؟ فصلتني . مش حاكيلك حاجة !
مراد و هو يعتذر منه بسرعة :
-لا لا خلاص معلش حقك عليا . كنت بهزر يا أخي . يلا بقي إحكي عشان خاطري.
عثمان متآففا بضيق :
-و ربنا هقطع علاقتي بيك قريب . ما علينا .. و راح يحكي له كل ما حدث اليوم ، إجمالا و تفصيلا ، بدايةً من ذهابه مع "سمر" و أختها إلي المركز الطبي و حتي مجيئ أخيها و الحوار الحاد الذي دار بينهما
-لا بجد ؟ يعني طلع أخوها ؟! .. تساءل "مراد" بشئ من الدهشة ، ليرد "عثمان" ببساطة :
-أيوه يا سيدي . طلع أخوها.
-بس علي حسب كلامك شكله شديد و مقفل عليها . هتوقعها إزاي دي ؟؟؟
-قولتلك أمرها سهل . الفلوس أهم حاجة بالنسبة لها و أنا معايا فلوس . هتلين في إيدي بسرعة ماتقلقش.
مراد بوجوم :
-بس شكلها مش من النوع ده يا عثمان . أنا شوفتها !
عثمان بسخرية :
-هي مين دي يا حبيبي إللي مش النوع ده ؟ إوعي يكون غرك شكلها و قناع البراءة إللي هي لبساه ده . لو صدقتها تبقي عبيط . زيها زي أي واحدة من بنات جنسها . كلهم بيحبوا الفلوس و بيحلموا بيها . و بالذات الفقرا إللي زيها . الواحدة منهم تعيش طول عمرها بتتمني تقع علي الراجل إللي جيوبه مليانة و لو خلصت عليه تشوفلها واحد غيره.
مراد بجدية :
-يابني مش كلهم بردو . أنا حاسس إن دي غير.
-و لا غير و لا حاجة . إسمع مني بس و هتشوف.
رمقه "مراد" بعدم إقتناع
فزم "عثمان" شفتاه كاتما إنفعاله غضبه بداخله ، ثم قال بتحد :
-طيب تراهن ؟
-أراهن علي إيه ؟!
-خلال يومين بالكتير . سمر هتبقي ملكي.
مراد ضاحكا بخفة :
-يا جاااامد . واثق من نفسك أوووي يا صاحبي .. ثم قال قابلا التحد :
-أووك . أراهنك يا عثمان .. بس لو خسرت الرهان يا حلو ؟!
عثمان بإبتسامة مستخفة :
-عثمان البحيري عمره ما خسر . حط الرهان إللي إنت عايزه.
-ماااشي يا إبن البحيري . لو خسرت ليا عندك عربية أخت إللي صالح عمل بيها الحادثة بالظبط.
عثمان بدون تفكير :
-موافق .. ثم أكمل بإسلوبه الماكر :
-بس لو كسبت ! يبقي ليا عندك إنت إيه ؟!
-يا عم هي فزوره ؟ إنجز و قول إللي إنت عايزه.
عثمان بإبتسامة هادئة :
-مش عايز حاجة . أنا عندي كل حاجة يا مراد . سمر دي زي صفقة كده بالنسبة لي .. و لو فشلت معاها هدفعلك الشرط الجزائي . الـ Black Velvet Ferrari !
مراد بحماسة :
-Deal ?
عثمان بثقة :
-Deal !
و تصاحفا علي هذا الإتفاق
ليقول "مراد" بعدها مشاكسا إياه :
-بس ماتبقاش بقي ترجع في كلامك زي العيال الصغيرة لما تخسر.
ضحك "عثمان" ملء حنجرته ، ثم قال و هو يقوم من جانبه :
-هروح أشوف الخدامين جهزولك أوضتك و لا لسا !
في الحي الإسكندراني العتيق ... تمشي "سمر" مع أخيها في إتجاه المنزل
ليقفز أمامهما فجأة ذاك الذي يدعي "خميس" نجل أكبر تاجر لحوم بالمدينة كلها ..
-مسا الخير يا أستاذ فادي ! .. قالها "خميس" بنبرته الغير لبقة علي الإطلاق
بينما وقفا الشقيقان بصورة تلقائية ، ليرد "فادي" بإقتضاب ممزوج بالحدة الخفيفة :
-مساء النور يا معلم خميس . خير في حاجة ؟!
خميس و هو يشمل "سمر" بنظرة خاطفة :
-خير إن شاء الله . بس كنت عايزك خمسة كده في موضوع مهم.
فادي عابسا في ضيق :
-و الموضوع المهم ده ماينفعش يتأجل لبكره الصبح يا معلم خميس ؟
-يا أستاذنا ماتخفش مش هعطلك . هما خمس دقايق عبال ما تشرب الحاجة الساقعة أكون قولتلك إللي عندي.
تنهد "فادي" ثم نظر نحو أخته و قال بأمر :
-روحي إنتي عالبيت . شوية كده و هحصلك.
أطاعته "سمر" في صمت ، و توجهت بمفردها صوب المنزل
بينما إلتفت "فادي" إلي "خميس" متسائلا بفتور :
-خير يا معلم خميس ؟!
خميس بإبتسامة :
-خير يا أستاذ فادي . إتفضل معايا جوا في المحل عشان نبقي براحتنا . بدل ما نتكلم في موضوعنا علي الواقف كده !
كانت قلقة جدا حيال الوضع برمته ... و كم أرادت ألا تترك شقيقها وحده مع هذا الشخص الخطير
و لكنها أبت أن تزعجه ، فهي تعلم جيدا أنه يشعر بالغضب من قلقها الزائد عليه ، و يتهمها في كثير من الأحيان بتوجيه الإهانة له ما إذا قامت بتحذيره من أي شئ أو أي شخص
دائما يعتبر نصائحها الطيبة جرحا لكرامته و رجولته
لذا آثرت "سمر" الصمت و تركته ليفعل ما يشاء ..
طرقت "سمر" باب السيدة "زينب" قبل أن تصعد إلي شقتها ، لتفتح لها السيدة بعد لحظات ..
-سمــر ! .. صاحت "زينب" ما أن رأتها ، و تابعت :
-إتأخرتوا كده ليه يابنتي شغلتوني عليكوا . و فين ملك مش شايفاها معاكي ليه ؟؟؟!!
سمر بإبتسامة منهكة :
-ملك سبناها عند الدكتور يا ماما زينب.
زينب بقلق حقيقي :
-ليه يابنتي ؟ هي فيها حاجة كبيرة و لا إيه ؟!
-إلتهاب رئوي يا ماما زينب . عندها إلتهاب رئوي.
زينب بذعر و هي تضرب صدرها بكفها :
-يا لهوي ! عيلة في سنها تستحمل إزاي حاجة زي دي ؟؟
سمر بحزن :
-و الله يا ماما زينب الدكتور بيقول إنه مرض شائع بين الأطفال إللي في سنها . بس هي إللي حالتها ساءت أكتر من الإهمال .. ثم أكملت بسخرية مريرة :
-أنا أهملتها يا ماما زينب !
-لا يابنتي ماتقوليش كده . ده إنتي مش بس شايلة أختك جوا عنيكي . و أخوكي كمان . ماتجيش علي نفسك يا سمر إنتي قايمة معاهم بدور الأم و الأب . و مش كتير يقدروا يعملوا إللي بتعمليه.
سمر مبتسمة بخفة :
-ربنا يخليكي يا ماما زينب .. يلا بقي أسيبك . تصبحي علي خير . أنا قلت بس قبل ما أطلع أعدي أطمنك.
-و الله يا سمر كنت قاعدة علي أعصابي .. يلا ربنا ستار بردو.
-أيوه و الله عندك حق . إن شاء الله هفوت عليكي بكره الصبح و أنا نازلة.
-ماشي يا حبيبتي .. قالت "زينب" بإبتسامة ودودة ، ثم سألتها بسرعة قبل أن تذهب :
-هو فين فادي صحيح ؟ سبتيه بايت مع ملك عند الدكتور ؟؟
-لأ ده واقف تحت مع آاا ... و ما كادت "سمر" تكمل جملتها ، إلا و سمعت صوت جلبة شديدة آتية من الخارج
-يا ساتر يا رب .. قالتها "زينب" بخوف ، و أردفت :
-إيه الأصوات دي ؟ خناقة دي و لا إيه ؟؟!!
سمر بتوجس :
-ماعرفش يا ماما زينب . تعالي نشوف !
و دخلتا معا إلي شقة ، ثم إلي الشرفة المطلة علي الشارع ..
خفق قلب "سمر" بقوة و جحظت عيناها برعب و هي تري من مكانها عراك مشتعل قد نشب بين أخيها و بين "خميس" أمام محل الجزارة ..
-و رحمة أمي و أبويا لأدفعك تمن كل كلمة قولتها يا زبالة يا إبن الـ--- .. قالها "فادي" مزمجرا بشراسة و هو يشد "خميس" من تلابيبه القذرة الملوثة بالدماء
بينما رد "خميس" بغضب شديد و هو يحاول الفكاك منه :
-إنت بتمد أيدك عليا ياض ؟ وديني لأكون فاتح كرشك الليلة دي.
و هنا دوي صوت السيدة "زينب" بصراخ حاد :
-ولاآاا يا خمييييس . سيييبه يا وآاااااد . ما تلحقوا يا خلق حد يحوشهم عن بعض !
و أثناء صراخها ، كانت "سمر" قد إندفعت كالسهم خارج المنزل كله ..
وصلت إلي أرض العراك و أسرعت إلي "فادي"
أمسكت بكتفه و هي تصرخ به :
-بس يا فادي . كفاية سيبه . بقولك سيبه !
و أخيرا أفلته "فادي" لكنه إلتفت إلي "سمر" و هو يصيح بإنفعال :
-إنتي إيــه إللي نزلك ؟ إطلعي فووق.
سمر برفض قاطع :
-لأ مش طالعة . مش همشي من هنا إلا بيك فاهــم ؟!
فادي بغضب شديد :
-قلت إطلعي . إطلعي دلوقتي و إلا مش هيحصلك طيب.
-ده إنت إللي مش هيحصلك طيب يا روح أمك .. قالها "خميس" و هو يعود من داخل المحل بسكين ضخم حاد النصل
كانت ملامحه تنطق بالشر المطلق و هو يتجه نحو "فادي" مشهرا السلاح بوجهه ..
-إن ما خلصت عليك . مابقاش أنا خميس إبن المعلم رجب !
و هم بتسديد أول طعنة عنيفةً له ..
إلا أن "فادي" كان حاضر الذهن و لم يـُذل أمامه لثانية واحدة ، بل أنه تفادي طعنته بمهارة متناولا يده من الهواء ، ثم لوي معصمه في محاولة لدرأ الخطر بأقل خسائر ممكنة ..
و في وسط كل هذا أخذت "سمر" تصرخ بهلع و قد إنتابتها حالة عصبية قوية
بينما تحرك المشاهدين أخيرا و تدخل كبير المنطقة حائلا بين الشابين بحزم :
-بـــــــــس . بس يآاااض إنت و هو كفاياكوا بقي . إيه مش عاملين إحترام لحد ؟! .. ثم إلتفت إلي الحشد الغفير مكملا بحدة :
-و إنتوا ياللي واقفين بتتفرجوا يلا مع السلامة إنفضوا من هنا . كل واحد يروح لحاله يلااا.
إنفض التجمع شيئا فشئ ، ليلتفت الرجل المسن نحو "خميس" قائلا بصلابة :
-خلاص يا خميس . آسر الشر و رجع السكينة دي مكانها أحسن و الله هيبقالي كلام تاني مع أبوك .. ثم توجه إلي "فادي" أيضا :
-و إنت يا فادي . يلا خد أختك و إتكل علي الله من هنا . إنت يابني عمرك ما كنت بتاع مشاكل . هنعتبرها ساعة شيطان بس مش عايز حاجة زي دي تتكرر تاني و الكلام ليكوا إنتوا الإتنين.
ضغط "فادي" علي فكيه و هو يرمق "خميس" بنظرات عنيفة للغاية ، لكنه أشاح عنه بالنهاية و إستدار قابضا علي يد أخته ..
أخذها و دخلا إلي المنزل دون أن يلتفت ورائهكان في مزاج سيئ جدا ، حيث أنه تجاهل عمدا نداء السيدة "زينب" و تساؤلاتها و أكمل سيره بأخته حتي وصلا إلي الشقة ..
أغلق الباب بهدوء ، ثم إلتفت إليها ..
-إرتاحتي إنتي دلوقتي ؟ .. تساءل "فادي" بغضب دفين ، لترد "سمر" و هي لا زالت ترتجف من هول ما حدث بالأسفل :
-مش فاهمة ! .. قـ صدك إ يه ؟؟
تنهد "فادي" بإنهاك ، ثم قال ببغض متخليا عن عصبيته تماما :
-أنا خلاص هبطل أتكلم معاكي تاني في الموضوع ده . إنتي كبيرة كفاية و عارفة مصلحتك . بس خليكي عارفة إن سمعة أبوكي الله يرحمه لو بقت في الأرض بعد عمره ده كله إللي قضاه هنا هتبقي إنتي السبب يا سمر !
و حدجها بخبية أمل شديدة ، ثم إنصرف من أمامها و دخل إلي حجرته
بينما إرتمت "سمر" علي أقرب كرسي محاولة تهدئة أعصابها الثائرة متناسية حديث أخيها الفائت كله ..
لم تفكر حتي ما كان الذي يقصده بالضبط ، فقط واصلت العمل علي الإسترخاء التام
فما حدث منذ قليل لم يكن هينا بالنسبة لها أبدا ...
صباح يوم جديد ... في قصر آل "بحيري"
ينزل "عثمان" من غرفته ، ليقابل أمه الجميلة أثناء هبوط الدرج ..
-فريال هانم ! .. قالها "عثمان" بلهجة مهذبة مفعمة إعجابا بجمال أمه المتزايد
فريال بإبتسامة رقيقة و هي تقترب منه :
-حبيبي . صباح الخير يا قلبي.
-صباح النور .. و تناول يدها بكفيه و إنحني ليقبلها
-إيه علي فين كده ؟
-علي الشركة جلالتك .. قالها بمرح هادئ و إنحني ثانيةً ليقبل يدها مرةً أخري
فريال ضاحكة بخفة :
-آه منك يا بكاش إنت . دايما واكل بعقلي حلاوة.
عثمان بإطراء :
-مافيش حلويات في البيت ده كله غيرك يا فريال هانم.
-و الله بكاش .. لكن ما علينا . إنت مبدر أوي كده ليه ؟ ده الساعة ستة و نص !
-ورايا شوية شغل كده و كام حاجة مهمة . هروح أخلصهم بدري.
-طيب مش تفطر الأول ؟؟؟
-هاخد أي حاجة في الشركة ماتقلقيش . يلا باي.
-باي يا حبيبي .. و طبع "عثمان" قبلة خفيفة علي وجنتها ، ثم أكمل هبوط الدرج
وصل "عثمان" إلي مقر شركته بسهولة هذا الصباح بسبب ذهابه في وقت مبكر علي غير العادة ..
لم يكن هناك سوي أفراد الأمن و موظفين الإستقبال و عمال الطوابق
و لم يخطر بباله أبدا أن يجدها تجلس علي مكتبها في هذا الوقت ..
-سمر ! .. تمتم "عثمان" بإستغراب
بينما لم تتحرك الأخيرة إنشا واحدا ، حيث ظلت عاكفة كما هي فوق دفاتر مكتبها و قد بدا عليها التعب بصورة واضحة
إقترب "عثمان" بحذر و هو يهتف بلهجة متوسطة :
-سمر .. سمــر !
إنتفضت "سمر" لسماع صوته و تطلعت إليه فورا ..
حملق "عثمان" بدهشة في وجهها الذابل المرهق و عيناها الحمراوان ، ثم سألها بلطف :
-مالك يا سمر ؟ في حاجة ؟ إنتي تعبانة ؟؟
إبتسمت "سمر" بجهد و أجابته :
-أنا كويسة يافندم . مافيش حاجة . شكرا علي سؤالك.
-إيه إللي جابك بدري كده ؟!
-أنا مانمتش طول الليل أصلا حضرتك . كنت مشغولة علي ملك فإستنيت أول ما الفجر طلع و روحت أطمنت عليها . و بعدين خدت بعضي و جيت علي هنا.
-أه . فهمت .. ثم قال بإبتسامة :
-أنا مش عايزك تقلقي عليها أوي كده . صدقيني قريب أوي هتبقي كويسة و هترجع أحسن من الأول.
أومأت "سمر" بهدوء ، ليتنفس "عثمان" بعمق ، ثم يقول :
-طيب .. بما إن الفراش لسا مجاش و البوفيه لسا قافل . ممكن تيجي علي مكتبي تعمليلي فنجان قهوة لو سمحتي ؟
سمر برحابة :
-طبعا ممكن.
رمقها بإبتسامة ، بينما قامت من خلف مكتبها و إتجهت إليه
أخذت من يده حقيبة العمل الصغيرة و تبعته إلي داخل المكتب ..
متابعه وده جزء تانى مع انكم بصراحه مقصرين فى تعليقاتكم
اذا أتمت القراءة علق بعشرة ملصقات ليصلك الجزء الجديد
الجزء الرابع عشر والخامس عشر
عزلاء امام سطوة ماله
_ الرهان ! _
في الثانية بعد الظهر .. يستيقظ "فادي" علي مهل و يقوم من سريره بتكاسل منافي لطبيعته
كان غير عابئا بعامل الوقت أيضا ..
فاليوم هو عطلة ما بين الإمتحانات و قد أعطي لنفسه فترة راحة مفتوحة طيلة النهار لكي يعوض مخزون نشاطه المستهلك علي مدي الثلاثة أيام الفائتة
بعد تأدية روتينه الصباحي ..
قام بتحضير وجبة فطور خفيفة تناولها و هو يحتسي فنجانا القهوة ، ثم ذهب بعدها ليدرس قليلا داخل الشرفة الظليلة المعبقة برائحة الزهور التي قامت "سمر" بزراعتها بنفسها ..
-سمر ! .. تمتم "فادي" لنفسه حين جاء علي ذكر أخته
يعرف أنه بالغ في ردة فعله تجاهها البارحة ، و أفرط في إلقاء اللوم عليها ، فأولا و أخيرا هي ليست مذنبة و لم تفعل شيئا خاطئا ..
كانت ضعيفة و بمفردها و أرادت أن تنقذ "ملك" .. بالتأكيد أن التفكير لم يتسني لها وقتئذ ، بالتأكيد أنها لم تنظر للوضع من منظور الناس و الجيران من حولهم
أو بالأحري من منظور إبن الجزار تحديدا ..
الخوف سد حواسها و ما إستطاعت التمييز ، نعم هو كذلك
"سمر" فتاة جيدة
بشهادة الجميع ..
"سمر" كريمة الأخلاق و مثالا يحتذي به في الآدب و حسن السلوك
بعمرها لم تفعل الخطأ و لن تفعله
هو واثق من ذلك ثقة عمياء مجردة .. أخته جيدة
رغم أنف الجميع
و من الآن فصاعدا لن يعير إهتمامه لأحاديث الناس ، و سوف يصم آذانه عن إدعاءاتهم الباطلة التي ما هي إلا حيلة تستهدف تشويه سمعتهم و تخريب علاقته الطيبة بشقيقته ..
يكفي أنه يعرفها و يثق بها ، لن يهمه شئ أخر بعد الآن
تنهد "فادي" براحة و هو يعتزم مراضاة "سمر" حالما تصل ، نعم .. يجب أن يعتذر منها و ينهي هذا الخلاف السخيف ..
و لكنه ما لبث أن سمع أصوات هرج و مرج منبعثة من أسفل الشرفة ، ليقفز من مكانه حين ميـّـزت آذنه إسم شقيقته يُردد وسط كل هذه الجلبة ..
-إيه ده مش دي البت سمر ؟!
-أيوه هي ياختي.
-خير يا رب . يا تري فيها إيه ؟؟؟!
-العلم عند الله !
-بالراحة يا خميس . خد بالك يابني . علي مهلك .. هو إيه إللي حصل بالظبط ؟!
-ماعرفش و الله ياعم صابر . أنا كنت قاعد جوا المحل فجأة شفتها بتقع من طولها و هي في أخر الشارع !
جحظت عيناه برعب عندما شاهد أخته هامدة تماما كالجثة و محمولة علي ذراعي "خميس" بينما يتجه هو بها إلي داخل المنزل و خلفه جماعة من الجيران ..
في غضون لمحه كان "فادي" أمام باب الشقة
هبط الدرج كالمجنون حتي قابلهم عند طابق السيدة "زينب" ..
غمغم بغضب و هو يتناول "سمر" من بين ذراعي "خميس" ليطمئنه الأخير بلطف :
-ماتخافش يا أستاذ فادي . سليمة إن شاء الله . أنا بعت للصيدلي يجي يشوف الأنسة سمر و زمانه علي وصول.
فادي و قد أحمـّر وجهه من الإنفعال :
-خلاص ياجماعة متشكرين كتر خيركوا لحد هنا . يلا بقي كل واحد يشوف حاله و أنا هعرف أخد بالي من أختي لوحدي.
ثم تركهم وصعد بأخته ، لتتجاهل السيدة "زينب" كلمته و تصعد خلفه لتتطمئن علي "سمر" بنفسها ..
بينما رحل الباقون بناءً علي رغبة "فادي" و من بينهم "خميس" الذي إبتسم بحبور شديد و هو يشعر بأن ما حدث للتو قد أحرز نقطة في صالحه
و حاليا لا يفكر سوي في كيف سيستغل الوضع برمته ؟؟؟
في قصر آل "بحيري" .. تحديدا في الطابق الثاني حيث توجد الغرف
يخرج "رفعت البحيري" من غرفته و هو يكمل إرتداء سترته و يتحدث في الهاتف بنفس الوقت ..
رفعت بعصبية مفرطة :
-يعني إيه معاند و مش عايز يبتدي العلاج ؟ الكلام ده أنا ماعرفوش . لأ مابقولش حضرتك تكتفه و تعالجه غصب عنه .. طب إديهولي يا دكتور لو سمحت !
و هنا إنفتحت أبواب الغرف كلها و خرج باقي أفراد العائلة بثياب النوم و قد إجتذبهم صوت "رفعت" المجلجل ..
-في إيه رفعت ؟ .. قالها "يحيى البحيري" بتساؤل و هو يتقدم صوب أخيه بتباطؤ
بينما أهمله "رفعت" ليصيح بإبنه في نفس اللحظة :
-إنت يا متخلف . عامل مشاكل ليه ؟ .. يعني إيه مش عايز تتعالج ؟ إنت إتجننت .. يعني إيه إنت حر ؟ .. أقسم بالله يا صالح لو ما إتعدلت لهعرف شغلي معاك . تخرج ؟ طب إبقي وريني كده هتخرج إزاي . وديني لأربيك من أول و جديد !
و أغلق الخط بوجهه و هو يسب كل شئ بغضب شديد ، ليعاود "يحيى" سؤاله مجددا و قد صار علي مقربة منه :
-في إيه يا رفعت ؟ إيه إللي حصل ماله صالح ؟!
رفعت بعصبية :
-البيه قال مش عايز يتعالج . محدش في المستشفي عارف يلمسه و الدكتور بيقولي أنا خليت مسؤوليتي !
في هذه اللحظة برز صوت بكاء "صفية" التي لم تحتمل سماع المزيد ، فهربت إلي غرفتها مسرعة ..
بينما زم "يحيى" شفتاه بأسف ، ثم قال :
-طيب هتعمل معاه إيه ؟ لازم نعقله بسرعة الولد ده مش هينفع كده !
رفعت بضيق :
-أنا رايحله دلوقتي و هشوف هعمل إيه معاه.
-خدني معاك يا بابي .. قالتها "هالة" بتلهف و هي تركض نحو والدها ، ليرد "رفعت" بقسوة :
-أنا مش فاضي أجر و أسحب ورايا . خليكي هنا لحد ما أشوفلي صرفة معاه !
أنهي عبارته بصرامة لا تقبل الجدل ، ثم رحل
ليلتفت "يحيى" إلي "هالة" التي راحت تبكي في صمت ..
ضمها إلي صدره و هو يمسح علي شعرها بحنان قائلا :
-بس يا حبيبتي . إهدي . ماتقلقيش أخوكي هيبقي كويس إن شاء الله . هو بس حالته النفسية مش مظبوطة و مش فاهم وضعه أوي .. ثم تنهد تنهيدة طويلة ، و أردف :
-بصي إحنا هننزل نفطر دلوقتي و بعدين هاخدك و نروح علي المستشفي سوا . ماشي ؟
أومأت "هالة" و رأسها لا يزال علي صدره ، بينما إبتسم "يحيى" و هو يربت علي كتفها ثم يقبل شعرها بعاطفة أبوية ..
و من علي بعد كانت أعين "فريال" تراقب هذا المنظر المبهج بسعادة
لتلتقي عيناها فجأة بعيني زوجها الذي أخذ يرمقها بنظرات ولهة لا تنتهي أبدا و لا يقل منها الشغف مهما نهل و شبع من حبها ...
في منزل "سمر" .. كانت راقدة بإستسلام في فراشها
عندما فتحت عيناها بتثاقل و هي تتمتم أشياءً غير مفهومة ، ليسرع "فادي" إليها و هو يقول بلهفة :
-سمر ! سلامتك يا حبيبتي . ألف سلامة عليكي . ماتخافيش إنتي كويسة مافكيش حاجة.
سمر بنبرة خاملة متداخلة الأحرف :
-فـ فـ ـا دي ! .. إ إ يـ ـه إ للـ ـي حـ حصـ ـل ؟!
-ماحصلش حاجة يا حبيبتي . ضغطك وطي شوية و أغم عليكي . بس دكتور حسين الصيدلي جه شافك و قال إنك كويسة أوي لكن ناقصة غذا .. ثم أردف بنبرة معذبة :
-أنا السبب . أنا السبب في كل حاجة بتحصلنا . و لو ماكنتش ضايقتك إمبارح بكلامي ماكنش جرالك كده .. أنا آسف يا سمر . حقك عليا.
سمر و هي تهز رأسها للجانبين :
-إنت مالكش ذنب يا فادي . إنت ماعملتش حاجة يا حبيبي ماتتآسفش .. و حتي لو عملت إيه . أنا مسمحاك.
فادي بإبتسامة حزينة :
-أنا بحبك يا سمر . إنتي أختي و أنا بحبك و بخاف عليكي . ماقصدش أزعلك و الله.
سمر بإبتسامة مماثلة :
-و أنا كمان بحبك و بخاف عليك يا حبيبي . و بحب ملك و بخاف عليها بردو و مستعدة أرمي نفسي في النار عشانكوا إنتوا الإتنين.
-ماتقوليش كده .. إحنا هنبقي كويسين و قريب أوي مش هنحتاج لحد . مش ده كلامك و لا إيه ؟
سمر بمرارة :
-أيوه .. إن شاء الله !
لاحظ "فادي" تقلص قسمات وجهها ، فتساءل بقلق :
-مالك يا سمر ؟ إنتي كويسة ؟!
كانت ذاكرتها قد إستعادت أحداث صباح اليوم ، و رغم الآلم الجسيم الذي شعرت به في هذه اللحظة ، إبتسمت و هي تجيبه :
-أنا كويسة يا حبيبي . إطمن . حاسة بشوية دوخة بس !
-و لا يهمك ياستي . ماما زينب كانت هنا من شوية و أصرت تنزل تعملك غدا بنفسها . شوية كده و هتطلع تآكلك بإيديها كمان.
سمر بضيق :
-طب ليه يا فادي ؟ ليه تتعبها ؟ كنت خد فلوس من شنطتي و أنزل إنت هات أكل . ليه تخليها تعمل كده ؟!
-و الله فكرت في كده و إتحايلت عليها كمان بس هي إللي أصرت . ماعرفتش أقنعها و الله صدقيني !
تنهدت "سمر" بسأم ، ثم قالت :
-خلاص .. إللي حصل حصل . و كتر خيرها بردو .. بس ماقولتليش أنا وصلت لهنا إزاي ؟!
فادي بغضب دفين :
-خميس هو إللي جابك . شافك و إنتي بتقعي من طولك في أخر الشارع فجري عليكي و جابك علي هنا.
لم تعلق "سمر" بعد هذا و آثرت الصمت حتي لا يزداد غضب أخيها
ليسألها "فادي" بإهتمام :
-صحيح إنتي إيه إللي رجعك بدري إنهاردة ؟؟!
سمر و هي تجيب بشئ من الإرتباك :
-و لا حاجة . أنا بس حسيت إني تعبت فجأة و مابقتش مش مركزة في الشغل . فإستأذنت و رجعت بدري !
أومأ "فادي" بتفهم ، ثم قال ملقيا اللوم علي نفسه ثانيةً :
-هرجع و أقول أنا السبب بردو . يعني لو كان أغم عليكي في مكان تاني كان إيه إللي ممكن يحصلك ؟!
-خلاص بقي يا فادي .. بطل تعاتب نفسك . و صدقني أنا بقيت كويسة دلوقتي.
و أمسكت بيده و هي تضغط بقوة لتبرهن له كلامها ..
إبتسم "فادي" و هو يقول بلطف :
-طيب . بما إنك فوقتي و بقيتي كويسة ، أنزل أنا بقي أجبلك شوية فاكهة و عصير . لازم تتغذي كويس زي ما دكتور حسين قال.
و إنحني ليقبل جبينها ، ثم قال :
-مش هتأخر عليكي !
في المشفي عند "صالح" ... يقف "رفعت" أمام سرير إبنه و نظرات الغضب تتقافز من عينيه ، بينما ينظر "صالح" للجهة الأخري غير آبه بكلمة واحدة مما تفوه بها سواء الطبيب أو والده
-يعني إنت مش همك ؟ .. قالها "رفعت" و هو يضغط علي أسنانه بقوة ، ليجيب "صالح" ببرود و دون أن يغير من وضعيته :
-أه.
رفعت بعصبية :
-جاك هوا يا قليل الآدب . طب إيه رأيك هتتعالج غصب عنك !
هنا نظر "صالح" إلي والده و قال بهدوء :
-مش هتعالج يا بابا . أنا حر .. ثم أكمل و هو يرمق الطبيب بنظرات ذات مغزي :
-و إللي هيحاول يلمسني أو يجي جمبي تاني إزاز نضارته هيدخل في عينه المرة الجاية.
زم الطبيب الشاب شفتاه بحنق و هو يرفع يده و يتحسس بأنامله تلك الكدمة الزرقاء أسفل عينه اليسري ، ما زالت حديثة و ما زالت تؤلمه أيضا منذ الصباح
و كل هذا لأنه حاول بدء أولي جلسات العلاج مع "صالح" .. الأثرياء ، يا لهم من همج !!
-يابني إنت بالطريقة بتعاند نفسك مش حد تاني ! .. قالها "رفعت" رافعا إصبعه السبابة في حركة إنذارية
-صدقني هتندم.
صالح بإبتسامة باهتة :
-لا ماتقلقش يا بابا .. أنا خدت القرار ده و أنا متأكد إني مش هندم عليه أبدا . أرجوك بقي ماتتعبش نفسك و تتعبني معاك في الموضوع ده أكتر من كده.
قطب "رفعت" بيأس و هو يتبادل النظرات مع الطبيب في صمت ..
يبدو أن لا جدوي من الكلام
فقد قام "صالح" بحسم أمره و إنتهي ...
في قصر آل "بحيري" ... و مع غروب الشمس
يعود "عثمان" و يترجل من سيارته الفارهة بعد أن سلم المفتاح للبستاني لينزلها بالكراچ ..
يدخل إلي المنزل .. الهدوء سائد كالعادة إلا من حركة الخدم الخفيفة
يسأل عن أفراد عائلته ، ثم يسأل عن صديقه
ليتجه إليه مباشرةً بعد أن علم أنه لم يبارح غرفته منذ الليلة الماضية ..
-إدخل !
يدفع "عثمان" باب الغرفة بعد سماع هذا الأذن و يلج
ليري "مراد" جالسا في صالون الغرفة الصغير و قد وضع حاسوبه علي قدميه يتصفحه بتركيز ، حتي إنتبه لـ"عثمان ..
-أخيرا جيت .. هتف "مراد" بتهكم ، و تابع :
-من الصبح و أنا قاعد هنا لوحدي . حاسس إني خللت يا جدع !
عثمان و هو يجلس في كرسي قبالته :
-هو أنا سايبك مع أهل الكهف ؟ و بعدين حد يبقي قاعد في قصر البحيري و يضايق ؟ إنت عبيط ياض ؟!
-جنة منغير ناس ماتنداس يا صاحبي.
-و إنت شايف البيت مهجور ؟ كنت بتعمل إيه طول النهار ؟ مانزلتش من أوضتك ليه ؟ قالولي تحت إنك فطرت و إتغديت هنا !
-يا عم كويس إني ماطلعتش من الأوضة . ده أنا صحيت علي أصوات فظيعة . و الله يا أخي قطعت الخلف.
عثمان عابسا بإستغراب :
-أصوات إيه إللي صحيت عليها ؟!
-يا سيدي كنت نايم لا بيا و لا عليا . فجأة صحيت علي صوت راجل بيزعق بس مش أبوك أنا عارف صوت أبوك.
-يبقي عمي . كان بيزعق ليه بقي ؟؟
-ماعرفش و الله . أنا ماركزتش كنت لسا صاحي و بقول يا هادي.
أومأ "عثمان" بتفهم ، ليباغته "مراد" بإبتسامة خبيثة :
-تعالالي بس الأول و ماتوهنيش . إيه أخبار الرهان يا حلو ؟
بادله "عثمان" نفس الإبتسامة و هو يقول :
-إتك عالصبر يا صاحبي.
مراد بضحكة ساخرة :
-و الله يا صاحبي شكلك هتطلع بؤ في الأخر و هتخسر لأول مرة.
-ليه يا بابا لسا فاضل يوم . و بعدين قولتلك عثمان البحيري عمره ما خسر.
مراد بإبتسامة مستفزة :
-بس شكلك هتخسر المرة دي . أصل البت مش النوع إللي سيادتك متعود عليه . مش عارف ليه مش عايز تقتنع !
زم "عثمان" شفتاه بغضب شديد ، و سرعان ما صدح هاتفهه برنينه الصاخب ، ليخرجه من جيب سترته بحركة عصبية ثم ينظر إلي إسم المتصل ..
في ثانية إنفرجت ملامحه ، فأدار وجهه إلي صديقه و هو يبتسم بإنتصار ..
-إيه في إيه ؟ .. تساءل "مراد" بغرابة
ليرفع "عثمان" هاتفهه في مستوي ناظري "مراد" حتي يستطيع رؤية إسم "سمر" الذي راح يضيئ شاشة الهاتف بلا توقف ...
متابعتي
حلقتين كمان عايز تعليقات كتير بقي
اذا أتمت القراءة علق بعشرة ملصقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق