أحدث المواضيع أ

رواية عزلاء أمام سطوة ماله كامله علي نجوم ساطعه بارت 19 حتي 20

 الجزء التاسع عشر/لما نشوف التفاعل والتعليقات ياأحباب


عزلاء امام سطوة ماله


_ تسوية ! _

صامتة ، شاردة ، شاحبة ، مكتئبة ... هكذا أصبحت "صفية" منذ واقعة إنفصالها عن "صالح"


فقدت شهيتها تدريجيا و جهلت بعد ذلك معني الحياة ..


إذ إكتشفت أنه كان يمثل لها هذا المعني بالضبط ، هو وحده لا أحد غيره ، و لكنها هي من تغافلت عن تلك الحقيقة و لطالما عاملته ببرود


لم تكن تدر أن حالتها ستسوء بهذا الشكل إذا تفارقا ذات يوم ، بل لم تكن تدر أنها تحمل له كل هذا الحب بداخلها .. لم يخطر ببالها أبدا !!


-يا تري ممكن أدخل ! .. قالها "يحيى" و هو يقف علي عتبة باب غرفتها من الخارج ، بينما عادت "صفية" إلي أرض الواقع و إنتبهت لوالدها


-بابي ! .. تمتمت بشئ من التوتر ، ثم قالت بإبتسامة :


-أه طبعا إتفضل . إدخل يا بابي من فضلك.


إبتسم "يحيى" هو يلج بخطواته الوقورة المتزنة ، ثم قال و هو يجلس علي طرف الفراش بجانبها :


-أنا هسافر إنهاردة . طيارتي بعد 3 ساعات . قلت أجي أشوفك و أطمن عليكي قبل ما أمشي.


-حبيبي ربنا يخليك ليا و ترجعلنا بالسلامة يا رب.


إستشف "يحيى" الكآبة في نبرة صوتها رغم محاولاتها لإخفاء ذلك .. ضيق عينيه و هو ينظر لها بتركيز ، ثم قال بهدوء :


-صافي .. مالك يا حبيبتي ؟ إيه إللي مضايقك ؟!


صفية بإبتسامة مرتبكة :


-مافيش حاجة يا بابي . مافيش حاجة مضايقاني . مش عارفة ليه كلكوا فاكرين إني مضايقة اليومين دول . أنا كويسة و الله !


-شكلك مش بيقول كده يا حبيبتي . قوليلي لو في حاجة . أنا أبوكي و أكتر واحد في الدنيا يهمه أمرك . أصلا ماعنديش في الدنيا أغلي منك.


صفية و هي تميل برأسها علي صدره و تلف ذراعيها حول وسطه :


-يا حبيبي يا بابي .. أنا عارفة ده طبعا . و صدقني مافيش حاجة . لو كان فيه أنا ليا مين غيرك يعني ألجأ له ؟


يحيى بحيرة :


-أومال مالك بس ؟ أحوالك مش عجباني . و أمك شكلها عارفة حاجة و مش عايزة تقولي !


-يا بابي صدقني مافيش حاجة .. إطمن.


يحيى بإلحاح :


-أنا مش عايز أسافر و أنا حاسس إن في مشاكل بتحصل من ورا ضهري . ماينفعش تخبوا عني يا صافي.


-يا حبيبي محدش يقدر يعمل حاجة من ورا ضهرك و إحنا مانقدرش نخبي عنك أي حاجة.


تنهد "يحيى" مستسلما ، لكنه ألقي بأخر كارت كمحاولة يائسة لإستمالتها :


-طيب . مافيش مشكلة بينك و بين صالح مثلا ؟!


صفية و قد فشلت في إجلاء الحزن عن صوتها :


-ليه بتقول كده ؟


هز "يحيى" كتفيه و قال :


-يعني . مجرد تخمين .. و بعدين إنتي بقالك فترة مش بتروحيله المستشفي ! حصل حاجة بينكوا ؟


صفية بشئ من التردد :


-في مشكلة صغيرة . بس حضرتك عارف إحنا مش بنقدر نبعد عن بعض كتير .. و دايما هو إللي بيبدأ و بيصالحني.


-عملك إيه طيب ؟؟؟ .. تساءل "يحيى" بحدة ، لتجيبه "صفية" بسرعة و لطف :


-لأ يا بابي صالح ماعملش حاجة خالص .. هو بس مضايق من إللي حصله . حالته النفسية مدمرة و أنا مقدرة وضعه و زعلانة عشانه أووي . يمكن هو ده إللي مضايقني بالشكل ده.


تنفس "يحيى" بعمق ، ثم قال بصلابة :


-عموما أنا عايزك تعرفي إنك إنتي بس إلي تهميني وسط كل إللي بيحصل ده . و أنا مش عايزك تيجي علي نفسك و يبقي حالك كده . نفسيته مدمرة علي عينا و راسنا بس مايسوقش فيها و يحسسنا إن إحنا إللي وزينا عليه و فرحانين بإللي حصله .. ثم أكمل بتحذير :


-إسمعي يا صفية . إنتي مش مضطرة خالص تستحملي من صالح إللي بستحمله أنا و أخوكي من عمك . و إذا كان إللي إنتي فيه ده بسببه يبقي نفضها سيرة من دلوقتي أحسن و كل واحد يروح لحاله.


-لأ .. صاحت "صفية" بهلع ، ثم إبتعدت عنه و أردفت :


-أنا ماشتكتش و مش عايزة و لا بفكر أسيب صالح يا بابي . أنا بحبه و بعدين لازم إستحمله . هو بيمر بأزمه مش سهلة.


يحيى بضيق :


-أنا مستحمل من يوم الحادثة عشانك . عشان أحافظ علي علاقتكوا . بس لو هو مش هامه حاجة زي دي يبقي مايستهلش تسألي فيه أصلا .. فوقي يا بنتي . ده إنتي بنت يحيى البحيري . يعني كل رجالة البلد و أنضفهم يتمنوا التراب إللي بتمشي عليه.


صفية بإصرار غاضب :


-بس أنا بحب صالح . و مش عايزة غيره.


يحيى بسأم :


-براحتك . بس يكون في علمك لو رجعت و لاقيتك لسا في الحالة دي أنا بنفسي إللي هفسخ خطوبتكوا و لو إنطبقت السما عالأرض مش هوافق ترجعوا أبدا .. ثم رسم إبتسامة بسيطة علي ثغره و قد تخلص من مزاجه السيئ بمهارة ورثها عنه إبنه


ربت علي وجنتها بخفة ، ثم قال بهدوء :


-يلا يا حبيبتي . أشوف وشك بخير .. مش عايزة حاجة أجبهالك معايا و أنا جاي ؟


صفية و تبادله نفس الإبتسامة :


-عايزاك ترجعلنا بالسلامة يا بابي .. و عانقته بقوة متمتمة :


-هتوحشني أوووي .. بليز ماتتأخرش !


-سمر ! .. هكذا صاحت السكرتيرة متفاجئة ، ثم قامت و مشت ناحية "سمر" مكملة :


-إيه يا بنتي المفاجأة الحلوة دي ؟ حمدلله علي السلامة.


سمر بإبتسامة خالية من الروح :


-الله يسلمك يا نجلاء . إنتي عاملة إيه ؟


-سيبك مني أنا . إنتي صحتك بقت كويسة و لا لأ ؟؟؟


سمر بمرارة خفية :


-لو ماكنتش كويسة ماكنتش جيت.


نجلاء بإبتسامة :


-طيب الحمدلله . و كويس يا أختي إنك جيتي ربنا عالم بيا أنا و عثمان بيه مش متفاهمين خآااالص.


سمر بضحكة متكلفة :


-ليه كده بس ؟


نجلاء بطيش و هي تلوح بيدها في الهواء :


-يا شيخة ده بني آدم مجنون مختل عقليا أقسم بالله.


-يخرب عقلك وطي صوتك أحسن يسمعك.


-هو في إيه و لا في إيه يا حبيبتي . عنده ناس جوا مشغول.


عبست "سمر" متسائلة :


-هيطول ؟


-مش عارفة بصراحة بس هما بقالهم كتير معاه جوا . إنتي عايزة تدخليله و لا إيه ؟


سمر بوجوم :


-أيوه.


نجلاء و هي تجذبها من ذراعها :


-طيب يا حبيبتي تعالي ده مكتبك أصلا . تعالي كلميه و لو في حاجة مهمة يعني قوليله لو سمحت يافندم عايزاك دقيقتين.


-لـل لأ .. تمتمت "سمر" بإباء ، ثم قالت :


-كلميه إنتي من فضلك يا نجلاء . قوليله إني عايزة أقابله !


نجلاء بدهشة :


-الله ! طيب ما تكلميه إنتي يابنتي . إنتي ناسيه إنك سكيرتيرته أصلا ؟!


سمر بضيق :


-معلش يا نجلاء . إسمعي كلامي من فضلك !


في المكتب عند "عثمان" ... أخيرا ينهي نقاشه مع "هالة" الذي إستغرق وقتا طويلا


عثمان بصرامة ممزوجة باللطف :


-خلاص يا هالة . أنا هاروحله إن شاء الله و هتكلم معاه.


هالة برجاء :


-بليز يا عثمان إبقي إستحمله لو قال كلمة كده و لا كده . إنت عارف هو مش هيكون قاصد أي حاجة.


عثمان بثقة :


-ماتقلقيش . ده صالح يعني . أنا هعرف أتصرف معاه .. ثم نظر نحو "مراد" و قال :


-مراد لو سمحت وصل هالة للبيت دلوقتي و بعدين إرجعلي عشان نروح المستشفي سوا.


مراد برحابة شديدة :


-حاضر . و أساسا منغير ما تقول أنا إللي جيبتها لهنا و إللي هاوصلها للبيت.


-ماشي ياخويا !


و هنا دق هاتف المكتب ، ليقوم "عثمان" و يرد بفتوره المعتاد :


-في إيه يا نجلاء ؟ .. مــــــــــــــــين ؟ .. صاح بدهشة حقيقية ... ثم أردف بجدية :


-طيب . طيب الضيوف إللي عندي خارجين دلوقتي . دخليها بعدهم علطول .. و أقفل الخط و هو يبتسم بشدة و يتمتم لنفسه :


-ماتأخرتيش يا سمر . أخيرا جيتيلي برجليكي ! .. ثم إلتفت إلي صديقه و إبنة عمه قائلا :


-طيب يلا بقي عشان تلحق توصلها يا مراد و ترجعلي زي ما قولتلك !


مراد و هو يقوم من مكانه :


-تمام . يلا يا هالة ؟!


-أوك .. قالت "هالة" و هي تأخذ حقيبتها و تنهض


مشت صوب "عثمان" ... إقتربت منه و قبلته من وجنتيه و هي تقول بهيام شديد :


-باي يا عثمان . أبقي أشوفك في البيت بقي.


تظاهر "عثمان" بعدم فهم إسلوبها ، و تعامل معها بأخوية ..


حيث طبع قبلة سطحية علي جبهتها ، ثم قال بإبتسامة :


-مع السلامة يا حبيبتي . نورتيني إنهاردة و الله 


في الخارج ... أخذت "سمر" تستعد للمواجهة


شحنت نفسها بالجرآة و القوة ..


لا تريد أن تــُذل أمامه أبدا .. كي تكون النتائج في صالحها ، ليس هو وحده من يملك عقل مدبر ، ستراوغه هي أيضا ..


-إيه ده مش ممكن ! .. سمر ؟!! .. قالها "مراد" بصياح ذاهل ، لتنتبه إليه "سمر" و تقطب بإستغراب .. فهي لا تتذكره


توجه "مراد" إليها و هو يقول مبتسما :


-حمدلله علي سلامتك . و ألف سلامة عليكي . أنا لسا عارف إنهارده و الله أول ما جيت و ماشوفتكيش سألت عليكي علطول.


سمر و تطرف بتوتر :


-شـ شكرا !


-إيه يا سمر إنتي مش فاكراني و لا إيه ؟؟


سمر و هي تهز كتفاها ببطء :


-بصراحة لأ !


مراد بإبتسامة :


-ليكي حق تنسيني إنتي ماشوفتنيش غير مرة واحدة بس .. ثم قال و هو يلتفت نحو "هالة" :


-عموما هاشوفك . أنا باجي هنا كتير .. يلا سلام مؤقت.


و ذهب برفقة "هالة" ... لتعبس "سمر" بغرابة ممزوجة بالمقت ، لكنها تخطت الأمر و وجهت ناظريها نحو باب المكتب المفتوح هناك ..


أخذت نفسا عميق و حبسته قليلا برئتيها


ثم أطلقته علي زفرات متتالية و سارت بخطي ثابتة إلي .. إلي المجهول ... الذي سيحدد مصيرها و مصير أختها المسكينة !!!


متابعه

الجزء العشرين 


عزلاء امام سطوة ماله


_ عقد زواج ! _

تدخل "سمر" إلي غرفة مكتبه بوجه صارم متصلب ... صحيح أنها شكلت لنفسها درع حماية من الخارج ، لكنها كانت تعلم جيدا أنها أضعف المخلوقات من الداخل


جدار الثقة الذي شيدته واهيا ، بإمكانه أن ينهار بأي لحظة ، بينما هو القوي الذي يملك كل شيء ، و لا يتأثر بأي شيء


كان واقفا في إستقبالها و قد بدا مسترخيا إلي أبعد حد ، علي عكسها تماما ..


-أهلا أهلا . أهلا بيكي يا سمر ! .. هتف "عثمان" مرحبا ، ثم قال و هو يبتسم بشدة :


-تعالي . تعالي أقعدي معايا هنا.


و أشار إلي مقعد شاغر في الصالون الأنيق


لتمشي "سمر" ناحيته محاولة السير علي نهج إسلوبه البارد ..


مد لها يده بالمصافحة فرفضتها ، ليهز رأسه قائلا ببساطة :


-ماشي .. إتفضلي أقعدي طيب.


جلست "سمر" دون أن تنطق بحرف ، ليجلس "عثمان" هو الأخر قبالتها واضعا ساقا فوق ساق كعادته ..


إنتظر حتي تبدأ هي الحديث ، يريد أن يستمتع بإنتصاره كاملا عندما تتكلم هي أولا و تطلب منه بنفسها ما سبق و عرضه عليها !


و لكن ظل الصمت مخيم لأكثر من خمس دقائق ... و قد بدأ "عثمان" يشعر بالضجر من صمتها و يتآفف بضيق ظاهر ، بينما لم تستعجل نفسها إطلاقا و هي ترفع وجهها إليه .. ثم تقول أخيرا :


-ماكنتش فاكرة إنك شيطان للدرجة دي !


نطقت بغل ممزوج بالندم ، غل لشدة حقدها عليه ... و ندم لأنها تحامقت و صدقت طيبته الزائفة ..


-نعم ! قصدك إيه ؟ قالها "عثمان" بتساؤل رافعا حاجبيه .. ثم أكمل بحدة :


-إنتي جاية تهزأيني يا سمر ؟!


سمر بإبتسامة مريرة :


-العفو يا عثمان بيه . هو أنا أقدر ؟ ده حضرتك خيرك عليا أنا و أخواتي !


رمقها "عثمان" بنظرات مستغربة ، فتابعت "سمر" متجاهلة تعابير الإستفهام علي وجهه :


-مقدرش أزعلك . مقدرش أبدا .. أحسن تغضب عليا و تمنع العلاج عن أختي . دي حياتها في إيدك يبقي أزعلك إزاي بس ؟!


و هنا فهم "عثمان" ما ترمي إليه ..


فتنفس بعمق و هو يشيح بوجهه عنها ، ثم قال ببرود :


-إنتي إللي إضطريني أعمل كده.


سمر بغضب ممزوج بالإنفعال :


-إنت إللي مش بني آدم . إنت .. ماعندكش قلب ماعندكش رحـــــــــــمة . دي طفلة . مجرد طفلة مسكينة صغيرة لا حول ليها و لا قوة . ذنبها إيه ؟ عملتلك إيه عشان تمنع عنها العلاج ؟ عملتلك إيــــــــه ؟؟؟


نظر لها عثمان و قال بنفس البرود :


-بإيدك كل حاجة يا سمر . بإيدك تنقذي نفسك و تنقذي أختك و تضمنلها حياتها الجاية كمان . لو قبلتي عرضي هتكسبي مش هتخسري أبدا .. إنتي بس إللي مغمية عينك و مش عايزة تشوفي مصلحتك فين.


سمر بسخرية :


-و مصلحتي بقي معاك إنت ؟!


عثمان بثقة :


-طبعا . عندك شك في كده و لا إيه ؟ و لا مش مقدرة إمكانياتي كويس ؟


سمر بإبتسامة تهكمية :


-لأ طبعا إزاي .. ده كل الناس عارفين إمكانيات حضرتك كويس أوي . مافيش حاجة ممكن تقف قصادك . ده إنت عثمان بيه البحيري !


إشتدت عضلات فكيه و هو يداري ملامحه الغاضبة قبل أن تظهر علي وجهه ..


-يا ريت تبطلي الإسلوب ده في كلامك معايا .. قالها محذرا ، ثم أردف بإقتضاب و هو يشيح بوجهه ثانيةً :


-و دلوقتي أنا عايز أعرف قرارك النهائي . إتكلمي بسرعة من فضلك عشان أنا مش فاضيلك لسا ورايا حاجات أهم.


نظرت له بغضب و قد أحست بالإهانة ، فقامت فجأة دون أن تفه بكلمة و إستدارت لتغادر


لكنها وجدته يعترض طريقها فجأه ..


عثمان بحدة :


-إنتي رايحة فين ؟


سمر بغضب :


-إوعي من قدامي لو سمحت.


قبض "عثمان" علي رسغها بقوة و قال :


-طيب تعالي . تعالي أقعدي و هنتكلم بهدوء.


سمر و هي تحاول سحب يدها من قبضته الفولاذية :


-مافيش كلام بيني و بينك . إنت مش مستقوي بفلوسك و بتدوس عليا أنا و أختي إللي ملهاش ذنب في حاجة ؟ أنا ندمانة إني صدقتك . و إبقي عبيطة لو كررتها تاني .. سيبــــــني بــــــقي !


عثمان بصبر :


-طيب معلش . تعالي . تعالي نتفاهم . هنوصل لإتفاق ماتقلقيش .. تعالي بقي و لو ماتفقناش هسيبك تمشي . وعد.


رمقته بعدائية شديدة ، ثم قالت بحدة :


-سيب إيدي.


إمتثل "عثمان" لطلبها و ترك يدها و لكنه بقي متأهبا لأي ردة فعل قد تصدر عنها ..


بينما عادت "سمر" و جلست بمكانها علي مضض و هي تتحاشي النظر إليه


-تمام . ممكن بقي أسمع طلباتك ؟ لو كان ليكي طلبات ! .. قالها "عثمان" و هو يجلس قبالتها مرة أخري


-أنا ماليش طلبات .. ردت "سمر" بإقتضاب ، فإنفعل رغما عنه و قال :


-أومال إنتي جاية ليه ؟؟؟


نظرت له بصدمة ، فزم شفتاه بنفاذ صبر و قال :


-سمر . أنا واضح معاكي . من فضلك خليكي واضحة معايا إنتي كمان.


سمر ... بعد صمت :


-طيب . هكون واضحة .. أنا مش هعمل حاجة في الحرام.


عثمان بحدة :


-و أنا قولتلك أنا مش بتاع جواز . أنا جربت الجواز مرة و مش ناوي أعيد التجربة تاني علي الأقل دلوقتي.


سمر بإصرار :


-و أنا مستحيل أسلمك نفسي منغير جواز . لو هموت أنا و أختي .. مش هغضب ربنا و أخسر نفسي عشانك أو عشان فلوسك.


و كادت تقوم من أمامه مرة أخري ، ليمد يده بسرعة و يمسك بيدها يجمدها بمكانها ..


-أقعدي مكانك ! .. هتف بغضب ، ثم قال علي مضض :


-خلاص ... هتجوزك عرفي.


-إنت بتقول إيـ آاا ..


-هو ده إللي عندي .. قاطعها بحزم ، ثم قال بصرامة :


-إنتي عايزة جواز . تمام . بس هو ده الجواز إللي أنا أعرفه حاليا و مش هتكوني بتعملي حاجة في الحرام كمان . أظن كده أنا قدمت تنازلات جامدة .. الدور عليكي.


ضمت حاجبيها بتفكير ، تشعر بالحيرة ..


هل هذا يسمي زواجا ؟ هل ستكون آثمة إذا قبلت الزواج منه بهذه الطريقة ؟؟؟؟


إذا رفضت ستكون الخسائر جسيمة أيضا ، و أكبر الخسائر "ملك" .. لن تتحمل خسارتها أبدا


ربما تتحمل خسارة نفسها ، و لكن "ملك" ... مستحيل !!!


-ها قولتي إيه ؟؟؟ .. إنتبهت علي صوته ، لتتظر إليه بصمت


تململ "عثمان" بعصبية خفيفة و هو ينتظر ردها ، بينما حدقت فيه بتركيز ... ثم قالت :


-موافقة !


برقت في عيناه نظرة إنتصار خبأها بسرعة و قال برصانة :


-حلو .. كده نبقي متفقين . و أخيرا وصلنا لإتفاق .. ثم أكمل بجدية و هو يخرج هاتفهه من جيبه :


-أنا هكلم المحامي بتاعي دلوقتي عشان يجهزلنا العقد.


سمر و هي تزدرد ريقها بتوتر :


-دلوقتي ؟ قصدك الموضوع هيتم دلوقتي ؟!


-أه طبعا . هنتجوز إنهاردة.


-بسرعة أوي كده ؟ .. تمتمت "سمر" بخفوت ، إلا أنه سمعها و قال و هو يقلب بالهاتف :


-و إيه إللي يخلينا نستنا ؟ طالما إتفقنا و كله تمام . مافيش داعي للتأخير . أنا إستنيت بما فيه الكفاية.


و لم يتسني لها الكلام مجددا ..


إذ وضع الهاتف علي أذنه و إنتظر للحظات ، ثم بدأ بمكالمته ..


إستغرق بضعة دقائق ، تحدث خلالهم برسمية مع المحامي الخاص به


إتفقا علي كل شئ ، و أعطاه "عثمان" ميعادا بعد نصف ساعة ..


أقفل الخط ، ثم نظر إلي "سمر" و قال بحماسة :


-نص ساعة و المحامي هيكون هنا . يعني ممكن نقول كمان ساعة بالظبط و هتبقي مراتي.


إبتسمت "سمر" بسخرية من جملته الأخيرة و أشاحت عنه بوجهها ..


-إيه إنتي مش مبسوطة و لا إيه ؟! ..قالها "عثمان" بتساؤل ، لتقابله "سمر" بالصمت


-عموما سيبيها عليا . أنا هعرف أبسطك كويس أوي .. ثم أكمل بإبتسامة خبيثة :


-هنقضي أول ليلة سوا علي اليخت بتاعي . هلففك إسكندرية كلها إنهاردة.


و هنا نظرت "سمر" إليه و صاحت :


-إنهاردة ؟ لأ . لأ مش هاروح معاك لأي مكان إنهاردة !


عثمان بحدة :


-و ده ليه بقي ؟!


-إنت فاكر إني ممكن أقابلك بسهولة ؟ و أضافت بمقت :


-أنا ليا حدود في كل حاجة بعملها . و كمان عندي بيت و أخ مسؤولة عنه و مسؤول عني.


تنهد "عثمان" ثم قال بفتور :


-خلاص .. يبقي بكره . هستناكي بكره يا سمر !!!

متابعه

الجزء الواحد والعشرون 


عزلاء امام سطوة ماله


_ جنون ! _

في السادسة مساءً ... تعود "سمر" إلي بيتها أخيرا


تفتح باب شقتها و تدخل ، لتري "فادي" يجوب الصالة ذهابا و إيابا


بدا أنه كان ينتظرها منذ وقت طويل ، و كعادته كان ثائر و قلق إلي أقصي حد ..


-كنتي فين يا سمر ؟ .. صاح "فادي" بتساؤل حين لمحها و هي تدخل من باب الشقة


بينما أغلقت "سمر" الباب و هي تتحاشي النظر إلي عيناه ، تخشي أن يعرف ما حدث لو طل في وجهها فقط


و لكن لا مفر ، يجب أن تواجهه ..


إستعادت رباطة جأشها و إلتفتت إليه ، ثم أجابت بإبتسامة بسيطة :


-إيه يا حبيبي مالك ؟ عصبي كده ليه بس ؟!


فادي بعصبية ممزوجة بالدهشة :


-بتسأليني عصبي كده ليه ؟ يعني أنا سايبك تعبانة و في السرير أجي ألاقيكي مش موجودة و بتصل بيكي مابترديش . عايزاني أبقي عامل إزاي !!!


سمر بلطف :


-طيب إهدا . ماحصلش حاجة و أنا كويسة قدامك أهو . كل الحكاية بس إني حسيت بخنقة فقلت أنزل إتمشي علي البحر شوية.


فادي بخشونة :


-و ماكنتيش بتردي علي موبايلك ليه ؟ إتصلت بيكي ميت مرة.


سمر ببراءة و هي تخرج هاتفهها من الحقيبة :


-ماسمعتوش و الله ! ما انت عارف الدوشة علي الكورنيش بتبقي عاملة إزاي.


و تظاهرت بتفحص الهاتف ، ثم قالت بأسف :


-آااه صحيح ! ده إنت إتصلت كتير أوي .. معلش يا حبيبي حقك عليا . بعد كده قبل ما أخرج أو أروح في أي حتة هبقي أتصل أقولك علطول.


أشاح "فادي" عنها و نظر في الجهة الأخري معبرا عن ضيقه ..


لتسرع هي و تقوم بالتمويه عن النقاش قائلة :


-بالمناسبة بقي و قبل ما أنسي .. أنا بكره هاروح أبات مع ملك في العيادة.


عاود "فادي" النظر إليها في الحال و قال بخوف :


-ليه ؟ هي مالها ؟ حصلها حاجة ؟؟؟


-لأ يا حبيبي إطمن هي كويسة . بس وحشتني أوي . مش متعودة تبعد عن حضني المدة دي كلها !


إبتسم "فادي" بحنان ، ثم إقترب من أخته و ربت علي كتفها برفق قائلا :


-إن شاء الله هتخف و هترجعلنا . أنا كمان وحشتني أوووي . لولا الإمتحانات بس كان زماني أنا إللي معاها كل يوم و لا كنت سيبتها أبدا.


سمر بإبتسامة حزينة :


-خلاص . هانت فاضل إسبوع . ربنا يعديه علي خير .. ثم قالت بإسلوبها الدبلوماسي :


-خلاص بقي أديك عرفت أهو أنا هبقي فين بكره . و ماتقلقش يا سيدي قبل ما أمشي هكون محضرالك غداك و عشاك و بإذن الله تاني يوم الصبح هتلاقيني رجعت.


فادي بإستغراب :


-طيب و شغلك ؟ هتبطلي تروحي و لا إيه ؟!


-لأ طبعا يا فادي هاروح . أنا كلمت عثمان بيه و إتفقنا هرجع كمان يومين كده.


أومأ "فادي" بتفهم ، ثم قال بإبتسامة :


-ماشي يا سمر . إبقي بوسيلي لوكا جامد بقي و إبقي إتصلي بيا كمان عشان تطمنيني عليكي و عليها.


سمر بإبتسامة مماثلة :


-حاضر يا حبيبي . و إنت كمان إبقي إتصل بيا لو إتزنقت في أي حاجة هنا . لو عوزت تعمل حاجة معينة يعني .. إبقي كلمني.


في سيارة "عثمان" ... يفتتح "مراد" حديثا معه أثناء القيادة


مراد بإبتسامة تهكمية :


-يعني عدوا اليومين بتوع الرهان يا خويا و محدش عارفلك حاجة ! ماقولتليش يعني عملت إيه ؟!


إلتوي ثغر "عثمان" بإبتسامة خبيثة و هو يجيبه و في نفس الوقت يركز علي الطريق أمامه :


-و الله شكلها زي ما قلت يا صاحبي.


مراد و قد تلاشت إبتسامته :


-مش فاهم قصدك إيه ؟ فشلت معاها يعني ؟!


عثمان بغموض :


-يعني .. تقريبا !


-يعني إيه تقريبا ؟ .. تساءل "مراد" بشئ من الإنفعال ، و تابع :


-قولي إيه إللي حصل.


عثمان بفتور :


-ماحصلش حاجة يا مراد . ماوصلناش لحاجة مع بعض لسا.


مراد بفضول :


-يعني كلمتها و لا لأ ؟!


تأفف "عثمان" بضيق و قال :


-يا أخي زهقتني . لو كان حصل حاجة كنت قولتلك إخرس بقي.


تنهد مراد بسرور حقيقي ، ثم قال :


-ماعندكش فكرة أنا فرحان فيك إزاي يا صاحبي . أول مرة تخسر رهان.


تجاهل"عثمان" عبارته تماما و إكتفي فقط برسم إبتسامة شيطانية غير مرئية علي فمه ..


-حقيقي فرحان فيك .. قالها "مراد" بمرح و هو يبتسم بشدة ، ليرد "عثمان" بسخرية :


-إفرح ياخويا .. مرة من نفسك !


و مرت بضعة دقائق أخري ... حتي وصلا إلي المشفي


صعدا سويا إلي جناح "صالح" ليطرق "عثمان" الباب و يلج أولا ..


كانت الممرضة بالداخل تعطي لـ"صالح" جرعة دوائه ، بينما هو يتمنع و يظهر لها إسلوبا عدائيا ، لكنها تعاملت معه بحزم حتي نجحت في مهمتها ..


-بــــــس . شفت حضرتك خلصنا بسرعة إزاي ؟ لازم تتعبني كل مرة و خلاص يعني ؟! .. قالت الممرضة بعتاب ، ليأتي "عثمان" من خلفها و هو يقول :


-إيه يا صلَّوحي ! لازم تتعب الـNurse معاك كل مرة ؟ مايصحش كده يا أخي عيب .. ثم أكمل مخاطبا الفتاة :


-إحنا آسفين أوي يا أنسة . بس هو صالح كده متعود علي الدلع من و هو صغير . إستحمليه معلش و سايسيه بالراحة هتلاقيه بقي علي أد إيدك زي البيبي بالظبط.


كانت لهجته مرحة ساخرة ، فحدجته الممرضة بإبتسامة صفراء قائلة :


-إممم لأ ماتقلقش يافندم . إحنا هنا موجودين عشان ندلع النزلا طبعا مش عشان نعالجهم .. ثم تجهمت فجأة و أردفت بصرامة :


-عن أذنكوا ورايا عيانين.


إشتدت عضلات فك "مراد" و هو يداري إبتسامة و يقاوم ضحكة كبيرة في نفس الوقت ، إلي أن خرجت الفتاة ..


إنفجر ضاحكا و هو يقول :


-يخرب عقلك يا عثمان . سحلت البت بكلمتين . آاااخ وحشتني أيام الشقاوة دي !


ضحك "عثمان" بخفة ، ثم إلتفت إلي "صالح" و قال :


-إيه يابن عمي ! أخبارك إيه ؟؟


-إيه إللي جابك يا عثمان ؟ .. قالها "صالح" بجفاء و هو ينظر أمامه مباشرةً متجنبا النظر نحو ضيفيه


تظاهر " عثمان" بعدم ملاحظة إسلوبه ، و قال بدهشة :


-إيه المقابلة البطالة دي ؟ المستشفي دي بهتت عليك و لا إيه ؟ ده بدل ما تقولي إتفضل ليك وشحة يابن عمي !


صمت "صالح" و لم يرد ..


فسحب "عثمان" كرسي و جلس بجواره ، ثم قال :


-إيه يابني .. مالك ؟


صمت أخر ، ليزفر "عثمان" بضجر قائلا :


-مش عايز تتعالج ليه يا صالح ؟ .. رد عليا ؟ مش عايز تتعالج ليه ؟ إيه إللي إنت عايز تثبته بالظبط ... ثم صرخ فيه :


-رددد عليــــــــــــــا !


-عايزني أقولك إيه ؟ .. صاح "صالح" بعصبية ، و تابع :


-عايزني أقولك إنك إنت السبب في إللي حصلي ؟ عايزني أقولك إني مش هعرف أقف علي رجليا تاني بسببك ؟ عايزني أقولك إن حياتي شبه إنتهت و حياتك إنت مكملة عادي ؟ .. ده إنت يا أخي ما سألتش فيا من يوم دخلت الهبابة دي . حتي زيارتك إللي فاتت . عملتها تقضية واجب و مشيت و من ساعتها ماشوفتكش . كأنك بتقولي إنت مش مهم أنا أهم منك . و صحيح عندك حق . ما حظك إنك إبن يحيى البحيري الوريث الكبير للعيلة و إللي بيتحكم في كل حاجة حتي في أخوه و ولاده . سافر يا رفعت . يسافر رفعت . خد هالة معاك و سيب صالح يا رفعت . ياخد هالة معاه و يسيب صالح . صالح ماينفعش لصفية دول ولاد عم و بس و بعد فيييين و فين يتكرم يحيى باشا و يوافق علي الخطوبة . بس أنا بقي إللي مابقتش عايز . أنا إللي فسخت الخطوبة قبل ما يعملها هو و لما هخرج من هنا مش هستني أبويا يشوف صرفة مع أخوه . أنا إللي هقفلكوا كلكوا . بس مش علي رجلي يابن عمي.


كان "عثمان" يستمع إليه بصدمة كبيرة ... حتي إنتهي ..


هب من مكانه فجأة و هو يقول بصرامة شديدة :


-أنا مقدر الحالة إللي إنت فيها . و رغم إنك زودتها شوية بس هعذرك .. إنت يعتبر مش في وعيك . عشان كده أنا هسيبك دلوقتي . و بعدين هبقي أجي أشوفك .. يكون عقلك إتردلك ساعتها.


ثم إستدار و غادر بخطوات ثابتة دون أن يضيف حرفا أخر


ليتبعه "مراد" الذي صـُدم بدوره من أقوال "صالح" و بدون أن يفه بكلمة هو أيضا ...


في قصر آل "بحيري" ... يقوم "رفعت" بجولة روتينية مارا بالطوابق و ما بينها


ليري زوجة أخيه تجلس بالشرفة الواسعة فوق الأرجوحة الساكنة ، بدت و كأنها شاردة في صفحة الليل الحالكة المرصعة بالنجوم المتلآلئة ..


إبتسم "رفعت" و مشي ناحيتها بحذر ، ثم جاء من خلفها و بدأ يدفع بالأرجوحة بصورة مفاجئة


شهقت "فريال" بذعر في بادئ الأمر ، لكنها نظرت ورائها و إكتشفت من الفاعل ..


-رفعت ! .. هتفت "فريال" و هي تبتسم برقتها المعهودة ، ليرد الأخير :


-مساء الخير يا فريال.


-مساء النور يا رفعت . إيه إنت خارج و لا إيه ؟!


رفعت و هو يعاين جمالها بإعجاب ظاهر :


-لا أبدا مش خارج . أنا كنت بتمشي في البيت بس . عادي .. ثم سألها :


-يحيى ماكلمكيش ؟


-كلمني من شوية.


-وصل بالسلامة يعني ؟!


-أه الحمدلله . و وصل للأوتيل كمان.


-كويس !


و أخذ يرمقها بنظرات مطولة غامضة ..


توترت "فريال" حين لاحظت هذا ، فقامت و هي تقول بإرتباك :


-طيب آا أنا هـ هطلع علي الأوضة . عن أذنك.


و تعثرت رغما عنها و هي تخطو بمحاذته ..


ليسرع هو و يسندها بذراعيه صائحا :


-حسبي يا فريال.


-آه . أنا آسفة ! .. قالتها "فريال" بحرج شديد و هي تحاول أن تتوازن بلا جدوي


بينما ضحك "رفعت" و قد كان يمسكها بإحكام ..


-طيب إصبري هسندك . إنتي كده إللي بتوقعي نفسك و هتوقعيني معاكي.


فريال بتوتر :


-آسفة يا رفعت.


و بعد لحظة كانت تقف معتدلة تماما ، بينما لا يزال يطوقها "رفعت" بذراعيه و يرفض إطلاق سراحها ..


حاولت "فريال" التصرف بشكل متحضر ، فإبتسمت بتكلف و هي تقول :


-رفعت ! فـ في حاجة ؟ .. يعني لو تمسح تعديني بس .. و لا إيه !!


غامت عيناه من شدة تحديقه فيها بتركيز قوي ، لكنه تكلم أخيرا ..


رفعت و هو يشدد قبضته حولها :


-فريال .. أنا بحبــــــــــــــــــك !


توسعت عيناها و جحظتا من الصدمة ..


لتتصرف بعنف بعد هذا فورا و تدفعه عنها بمنتهي القوة و هي تصيح :


-إنت بتقول إيـــــــه ؟ إنت مجنووووووون !!!


رفعت و هو يرمقها بغضب شديد :


-لأ أنا مش مجنون . أنا أخيرا بقولك الحقيقة . أنا بحبك يا فريال . بحبك و من زمان أوي من قبل ما تقابلي أخويا و تتجوزيه . هو . هو إللي خدك مني زي ما طول عمره بياخد مني كل حاجة . إنتي المفروض تكوني مراتي أنا . إنتي من حقي أنا . أنا يا فريال لازم تعرفي ده كويس.


غطت فمها المفتوح بكفها ، و لم تنتظر لتسمع المزيد ..


ركضت من أمامه فورا و هربت إلي غرفتها


أقفلت الباب بالمفتاح و هي تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة خفقانه ، ثم تداعت فوق أقرب آريكة و هي تلهث بقوة


و كم تمنت لو كان ذلك مجرد حلم .. و لكن لا ، كان حقيقي و كلماته ما زالت تدوي بأذنيها بصخب و إلحاح شديد


بحق الله ، أي شيطان دفعه لقول هذا ؟؟؟


صباح يوم جديد ... إستيقظت "سمر" من نوم متقطع مليئ بالكوابيس و الأحلام المزعجة


أولا إنتهت من إعداد طعام اليوم كله لـ"فادي" ثم تناولت هي وجبة خفيفة ، و ليتها أكلت جيدا ..


شهيتها مفقودة تجاه كل شئ ، لا تفكر سوي في موعدها معه بعد قليل


ذهبت "سمر" لتغتسل ، ثم عادت إلي غرفتها و إرتدت ملابسها ..


لم تهتم بإختيار ثوب معين ، و لكنها حرصت ألا يكون مميز أو ملفت


لا تريده أن يغتر بنفسه و يعتقد أنها مسرورة بما حدث البارحة أو بما سيحدث اليوم ، يجب أن يدرك أنها مرغمة علي فعل هذا و أن الخيار لو كان متاحا لها لما رضخت لإرادته أبدا ..


إنتهت "سمر" من تجهيز نفسها ، و أخر شئ


فتحت حقيبتها و تأكدت من وجود ورقة الزواج الخاصة بها و التي مضت عليها بنفسها .. بكامل إرادتها و بدون أي ضغط منه تماما كما قال


إبتسمت بسخرية مريرة و هي تطوي الورقة بكفها ، لكنها عادت و دستها بمكانها مرة أخري


ثم أخذت نفسا عميقا و إستعدت للرحيل !!!!!


متابعه

اذا أتمت القراءة علق بعشرة ملصقات



تعليقات