القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة كســــرة خـبـــز بقلم مهندس / جلال عبد العظيم صالح حصريه وجديده وخاصه بمدونة نجوم ساطعه


قصة كســــرة خـبـــز  بقلم مهندس / جلال عبد العظيم صالح حصريه وجديده وخاصه بمدونة نجوم ساطعه



قصة كســــرة خـبـــز  بقلم مهندس / جلال عبد العظيم صالح حصريه وجديده وخاصه بمدونة نجوم ساطعه 


يحكي ان في قرية صغيرة عاشت ارملة فقيرة مع أطفالها الصغار بعد أن أبتلع البحر 
الأب وهو يعمل بحرفة الصيد  وترك لها ثلاث أبناء ولدين وبنت فى مقتبل العمر 
كافحت الأم بقدر الأستطاعة لتوفر لهم  حياة بسيطة متواضعة للغاية، كانت لا 
تمتلك الا قوت يومها وحياتها كانت صعبة جداً، عاشت هذه الاسرة الصغيرة في منزل 
بسيط قريب من شاطئ البحر وكانت تذهب كل يوم الى الصيادين  اللذين كانو يعرفون 
زوجها ويجودوا عليها ببعض الأسماك وتذهب بهم الى السوق لبيعهم وأحضار الخبز 
وبعض مايلزمهم  ، وعلي الرغم من هذه الظروف إلا ان الام والأولاد كانوا 
يتمتعون بالرضا والقناعة، إلا ان اكثر ما كان يزعج الام هو موسم الشتاء عندما 
يأتي وتبدأ الامطار بالسقوط، ويرتفع معها أمواج البحر ولايقدر الصيادون على 
النزول للبحر فى هذة الأيام العصيبة فكانت هذة الأيام أيام جفاف وحرمان على 
الأم وألأولاد وعندما أشتد المطر وطالت أيامة نفذ  ماعندهم من طعام حتى الخبز
نزلت دموع الام وهي تنظر الى أطفالها وهم يتلووون من الجوع  لا تدري كيف تفعل
وفكرت قليلا وقالت لأبنها أذهب الى جارتنا أم سمير هل عندك بعض من الخبز فقالت 
لة معلش ياأبنى كان عندى وخلص شوف جارتنا اللى جنبنا فما كان رد الأخرى إلا 
كرد الأولى فعاد الطفل وهو يقول لايوجد خبز عند الجيران ياأمى ماذانفعل ونحن 
جوعى فتمالكت الأم نفسها هيا العبوا أنت وأخوتك حتى أضع القدر على النار وأجهز 
لكم الطعام ففرح الأولاد ببراءة الأطفال هيا نلعب فى الغرفة المجاورة  وأخذ 
الأطفال يمرحون ويضحكون وألأم المسكينة تفكر ماذا تفعل وهداها تفكيرها أن تذهب 
ألى أحد الأغنياء فى أطراف القرية  كى تجد عندة مايسد رمق أطفالها وعندما ذهبت 
ألية راودها عن نفسها لكى يعطيها ماتشاء فخرجت مسرعة وهى تبكى  الى بيتها وما 
أن وصلت وجدت الأطفال قد غالبهم النعاس من التعب والجوع فذهبت الأم الى الغرفة 
المجاورة وأنزلت القدر من على النار وأفرغت مابة من حصــى ودموعها تسيل على 
خديها وهى تقــول فى نفسها أشرف لنا أن نبيت جوعـــى على أن نفرط فى 
شـــرفنـــا من أجل كســـــرة خبـــز ..
وكـان حالهــا يرثــى لة الجبين كما دونهــا الشاعر العراقى معروف الرصافى فى 
قصيدة الأرملة المرضعة ...
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا === وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ 
مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا === فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ 
بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا === وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا 
وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا === وَالبُؤْسُ مَرْآهُ 
مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ === هَذِي الرَّضِيعَةَ 
وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا

وأشرقت الشمس وفاح نور الصباح وألأم لم تزوق طعم النوم حتى وصل الى سمعها 
أبواق سفينة شحن تفرغ حمولتها فى الميناء المجاور لقريتهم . فقامت مسرعة وأخذت 
القدر فى يدها وقالت يارب وفقنى أن أعود بطعام قبل يصحى أطفـالى  . وعندما 
ذهبت  الى الميناء وجدت السفينة تفرغ حمواتها من براميل العســـل فوقفت على 
أستحياء ممسكة بالقدر الفارغ وما أن لمحها شيخ التجار على وجهة علامات الصلاح 
والتقوى تقرب وقال لها هل من خدمة أقدمها لكى قالت لة نعم أريد بعض ماعندكم من 
طعام لأطفالى فما عندكم ينفذ وماعند الله باق فأعملوا ليوم التلاق .... فصاح 
شيخ التجار الى أحد الحمالين أن يذهب مسرعا ويحمل برميل عسل ويذهب بة حتى منزل 
هذة السيدة وهو يتمتم بصوت مسموع نعم ماعندنا ينفذ وما عند الله باق فالنعمل 
ليوم التلاق ... فشكرتة السيدة على كرمة معها وأنشــــدت إليــة
من أقوال الأمام الشافعى رضى الله عنة
الـناس بـالناس مـادام الـوفاء به  ...   والـعسر والـيسر أوقـات وسـاعات
   وأكـرم الـناس مـا بـين الورى رجل    ... تـقضى عـلى يـده لـلناس حاجات
لا تـقطعن يـد الـمعروف عـن أحـد ...   مــا دمــت مـقـتدراً والأيـام تـارات
واذكـر فـضيلة صـنع الله إذ جـعلت ...  إلـيـك لا لــك عـن الـناس حـاجات
قـد مـات قـوم ومـا ماتت فضائلهم ...    وعاش قوم وهم في الناس أموات

وعندما عاد الحمال بعد أن أوصل السيدة الى بيتها ببرميل العسل قال لشيخ التجار 
لماذا ياسيدى أعطيتها برميل عسل وهى طلبت بعض من العسل بالقدر الذى كان معها 
فرد علية الشيخ الكريم
هى طلبت على قد قدرها  ونحن اعطيناها من رزق الله على قد قدرنا... وما عندنا 
ينفذ وما عند الله باق ...والأهم من ذ لك أننى أرسلتك معها لكى تعرف مكانها 
حتى إذا عدنا لتفريغ العسل هنا كل مـرة  تأخذ برميل عسل الى مكان هذة السيدة 
وأولادها .. وعندما دخلت الأم
   على أطفالها وهى فى قمة سعادتها شكرت الله تعالى الذى جبر خاطرها وأطعم 
أولادها
وماهى الا لحظات حتى علم الجيران بموضوع العسل فعرضوا عليها أن يعطوها خبزا 
أونقودا ويأخـذوا بة عســـل .. فعوضهم الله خيرا كثيرا ....فما عندنا ينفذ وما 
عند الله باق .... فالنعمل جميعا ليوم التلاق
...يوم لاينفع فية مال ولا بنون  ..... إلا من أتـى الله بقلب ســــليم
وللقصـــة بقيـــة إن شــــاءالله

مع فائق التقدير،

تعليقات