#عذاب_قسوته.
#الفصل_الثامن...
شعور الندم يحدث حينما يقع الشخص بتصرفات لا تحمد عواقبها في وقت الغضب؛ فيشعر بالندم، فيشعر بحاجته للعودة للماضي حتى يصلح ما أتلافه، شعر بالندم يحاوطه على ما فعله بها، تذكر كلماتها وحبها العتيق إليه الذي بدى بأبسط أفعالها، ترجته بأن يمنحها غرفة من غرف قلبه لتسكنها ولكنه حطمها بأبشع السبل بل حرص على أن تحولها كلماته القاسية لرماد خائب الرجا!!..
جاب بسيارته الشوارع هائما على وجه حزيناً على ما إقترفه فى حقها؛ فأقسم أن ينتقم من صاحب هذة الرسالة الذي بات على علم بمن خلفها، توقف بسيارته بأحد الشوارع الرئيسة كما أخبر صديقه "حسام" بأنه سيكون بأنتظاره حينما ألح عليه ليعلم بمكانه بعدما إستمع بصوته على الهاتف فشعر بأن هناك خطبٍ ما.
بعد دقائق بسيطة توقفت سيارة "حسام" هو الأخر ليهبط منها سريعاً فولج ليجلس بالمقعد المجاور له قائلاً بلهفة_كان مال صوتك؟...
ثم ألقى نظرة متفحصة عليه ليتمتم بقلق_أنت كويس؟..
تطلع له بألم مصاحب لصوته المنكسر_متفرقش كتير...
إنقبض قلبه حينما رأي رفيقه هكذا فأسرع بالحديث_في أيه يا "فريد"، متخبيش عني حاجة أحنا من يومنا وأحنا سرنا واحد! .
إستند برأسه على المقعد بحزن _معتش عارف هحس بأيه تاني يا "حسام" حاسس اني شبه ميت، جسم كل اللي دخاله شوية هوا، أكتر حاجة بتزوره هو الألم والحزن... والجديد الظلم...
تطلع له بأهتمام ليصبح بغضب _مين دا اللي ظلمك؟..
إبتسم "فريد" بسخرية_المرادي أنا اللي ظالم يا صاحبي..
إرتخت ملامحه لمعرفته بماذا يقصد فقال بهدوء _أنت فيها يا "فريد" إتقبل حبها ليك وعيش حياتك معها، صدقني مع الوقت هتحبها..
أجابه بصوتٍ يحمل معاني الآلآم _أنا دمرت حبها ليا بمنتهي البرود وهدمت كل الفرص اللي كان ممكن تكون بينا.
ضيق عيناه بعدم فهم ليقص عليه "فريد" ما حدث منذ البداية حتى الآن...
**************
ولجت لغرفة الصغيرة لتودعها قبل رحيلها، وجدتها غافلة على فراشه الصغير ، فقبلتها ونظرات الحزن تودع ملامحها الرقيقة ، تعلم ألم الفراق جيداً ولكن عليها ذلك رغم أن قلبها يكاد ينشطر لنصفين لتعلقه الشديد بها كأنها إبنتها التي لم تنجبها!...
غمستها بنظرة مطولة لتنهمر الدموع من عينيها فغادرت على الفور حتى لا تشعر بها.. .
توجهت لمنزلها بوقتٍ متأخر للغاية فأذا بشابين يتعرضوا طريقها بمظاهر أرعبتها، إبتلعت ريقها الجاف بصعوبة فأسرعت من خطاها ولكن سرعان ما إعترض طريقها أحدهما قائلاً بلهجة مقززة_رايح فين يا جميل السعادى ، متيجى نوصلك لأى مكان تحبيه ، أو تيجى أنتِ معانا ، ونقضى وقت لذيذ مع بعض .
خرج صوت "ريهام" بصعوبة وهي تدفشه بعيداً عنها_ لو سمحت إبعد عنى وسبني فى حالي...
جذبها الأخر بنظرة جعلتها ترتجف_لا ده أنتِ شكلك بتعرفي تخربشي ،وأنا بحب النوع ده .
رفع الأخر سلاحه الأبيض ليوجهه إليها بغضب_هتيجى معانا بالذوق ولا أ..
رفع السكين على رقبتها وجذبها عنوة قائلاً وعيناه تكاد تفترس جسدها المغطي أسفل ملابسها الفضفاصة_كدا حلو ..يلا بينا بقى
حاولت الأستغاثة والصراخ ولكن لم يستمع لها أحداً وخاصة أنهم بمنتصف الليل، صدح دوي لأجراس دوريات الشرطة تأتى من بعيد فتشتت فكرهم ليلقيها من يقيد حركاتها أرضاً حيث طريق السيارات لتسقط أمام أحدهما فهرولوا هاربين..
كانت تقود سيارتها لتعود لمنزلها بعد قضاء يوماً شاق بالعمل، صرخت فزعاً حينما وجدت شاباً يلقى بفتاة أمام سيارتها حاولت جاهدة أن تتفاديها بأقصى ما يمكنها ولكن للاسف بسبب سرعتها لم تتمكن فصدمتها...
هبطت فتاة شابة في منتصف العشرين، رقيقة الملامح، أسرعت إلي من سكنت الأرض ألماً، هزتها "راتيل" بلطف، فوجدتها مازالت على قيد الحياة، قربت "ريهام" يديها من صدرها بألم يجتاز ملامحها، إنحنت "راتيل" لتكون على نفس مستواها قائلة بحزن_أنتِ كويسة؟..
إكتفت بأشارة بسيطة من رأسها فأستكملت حديثها بأسف_ أنا بعتذر منك بس والله أنتِ اللي ظهرتي بطريقي فجأة..
جاهدت للحديث من وسط دمعاتها _حصل خير...
ألقت" راتيل" نظرة سريعة عليها قائلة بلهفة_طب أنتِ كويسة، حاجة واجعاكي؟
أشارت على ذراعها بألم فعاونتها الأخرى على الوقوف_ شكل دراعك أنكسر ، طب حاولي تسندي عليا بس للعربية نروح لأقرب مستشفى نطمن عليكِ ونشوف لو فيه كسر نعمله جبيرة .
وبالفعل خطت معها حتى عاونتها على الجلوس على المقعد المجاور لها فهمست "ريهام" بألم_ ياريتك كنتِ خلصتي عليا أفضل من العيشة اللي أنا عايشها..
جلست جوارها لتقود السيارة بحزن _لا حول ولا قوة الا بالله ، ليه بتقولي كده ، يعنى أنتِ كنتِ قاصدة ترمى نفسك قدام العربية ؟
أشارت لها بسخرية_ياريت كنت أقدر كنت عملتها من زمان بس المرادي حد جديد حب يوجب معايا فقال يزيد همومي اكتر ماهي على أخرها..
قالت كلماتها بدموع مزقت قلب "راتيل" التي تعاطفت معها فقالت بحزن_إهدى بس كده وكل مشكلة ليها حل .
هدأت قليلاً فأستدارت إليها بلطف_تحبى أتصل بحد من أهلك ؟ عشان يطمنوا عليكِ.
أجابتها بدموع_ مش عايزة حد يعرف مكانى أرجوكِ.
قالت "راتيل" بعد تفكير_ طب أيه رايك تيجي عندي البيت ترتاحي شوية وأطمن عليكِ...
رددت بخوف_بيتك!!..
أجابتها "راتيل" سريعاً _متخفيش أنا مطلقة وعايشة لوحدي يعني مفيش داعي للقلق..
لم تجد ريهام" سوى الإنصياع لما قالته ، فحقاً ذراعها يؤلمها بشدة، وبالطريق جاهدت" راتيل" لمعرفة ما يحزنها هكذا فحينما شعرت" ريهام" بالأرتيح لها قصت على مسماعها حياتها البائسة..
***********
طال الصمت بينهما ليقطعه" حسام" بصدمة_مش عارف أقولك إيه ، أنت غلطت غلطة كبيرة أوب فى حق إنسانة متستهلش منك ده أبداً كان المفروض على الأقل تسمعها!!
زفر" فريد" بألم _ الغضب عماني عن التفكير يا" حسام"، أنا فعلاً كنت هتجنن كنت حاسس أني ممكن أقتلها من كتر اللي أنا كنت حاسه!...
إبتسم بغموض_اللي حسيته طبيعي أي واحد يحسه لو بيحب مرأته..
تطلع له "فريد" بهدوء ليكمل الأخر بحدة_ أعترف بقى انك حبتها ...
زفر بأستسلام _للأسف حبتها..
لوي فمه بتهكم_وأنت جاي تعترفلي أنا...
تطلع له بغضب_ما تحترم نفسك يا حيوان..
رمقه بنظرة نارية_تصدق أني غلطان أني نازل عشانك بوقت زي دا لا وكمان كنت هقولك تصالحها إزاي وتجبلها أيه!!...
وكاد بالهبوط ليجذبه "فريد" بغضب _أتزفت أقعد. َ
أنصاع له بغرور فكبت الأخر غضبه ليقول بغطرسة_انت تجبلها هدية حلوة وورد أحمر وتصرحلها بحبك دا حل كل المشاكل اللي عملتها دي...
قال بحزن_تفتكر هتسامحني؟.
أشار له "حسام" بجدية _مدام بتحبك يبقى هتسامحك..
اكتفى ببسمة مبسطة ثم قال بتذكر _كنت عايزاني في أيه لما كلمتني بالفون؟!.. .
تطلع له "حسام" بتذكر ليقص له ما حدث بالمكتب وما أخبره به العم "صابر"،إنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت لصيح بصوتٍ يشبه عيناه النارية_بنت ال.....
ثم نغز كتفيه بغضب_بقى كل ده يحصل وأنا معرفش.
تعالت ضحكات "حسام" بسخرية_وانت فايق لحد ببلاويك السودة دي..
ثم استقام بجلسته قائلاً بجدية_سيبك بس دلوقتى من اى حاجة ، المهم ترجع البيت عشان "ريهام" وسيبلي أنا الموضوع دا..
إبتسم "فريد" ليتطلع له بهدوء_مش عارف من غيرك كنت عملت أيه..
تعالت ضحكات "حسام" بمرح_ كنت ضعت وإتشردت ومين حياته تكمل من غير حوس الزيني هاهاها...
=إنزل...
تفوه بها "فريد" بعدما فتح باب السيارة المجاور له ليدفشه بغضب_غور...
" حسام" بمرح_لا كدا يا سي فهمي مأحنا كنا كويسين!...
رمقه بنظرة نارية فانحني "حسام" ليطل من شرفة السيارة ليقول بدموع ذائفة_كدا تخدني لحم وترميني عضم، طب هروح فين دلوقتي أنا وإبنك اللي في بطني...
أهون عليك يا راجل بعد العشرة دي كلها...
قاد "فريد" سيارته بغضب ليهوى حسام أرضاً حينما اختل توازنه، تراجع للخلف قليلاً ليكون أمامه فقال بسخرية_إحتفظ بيه تذكار يا خفيف..
وغادر "فريد" لينهض "حسام" لسيارته هو الأخر بسيل من الضحكات على حديثهم المرح...
أما هناك على الجانب الأخر فكانت تأن بدموعها، تشعر بأن الحياة قد أقسمت على تلقينها دروساً من العذاب والأنين كأن العالم أصبح فارغ من حولها ولم يبقى لها سواها ولكن هل سيتمرد قلبه القاسي لأجلها؟!..
********________*******
#عذاب_قسوته....
#الفصل_التاسع....
عاد "فريد" للمنزل فصعد للأعلى وهو يرجوا الله أن تصفح عنه خطيئته ليبدأ حياته معها من جديد، يود أن يخطو معها من جديد ،فهو أدرك أن قلبه يخفى حبٍ إليها ، بداخله وعداً قاطع بأن يعوضها عما عانته معه ولكن عليه أن يجعلها تسامحه اولا على ما جناه فى حقها فى بادئ الأمر، كاد بتسلق الدرج ولكنه إنتبه لوالدته التي تحاول إرضاء الصغيرة الباكية بشتى الطرق، فأسرع إليها بلهفة _مالها "عهد"؟!
رفعت الحاجة "زينب" رأسها بتفحص_أمال فين "ريهام" أنا بستانكم من ساعتها وبحاول أسكتها لحد ما ترجعوا هي مش بتسكت غير معاها..
أجابها "فريد" بذهول_هي "ريهام" مش فوق؟!!..
تطلعت له بصدمة _لاا مش فوق أنا مفكرة أنها معاك من ساعتها..
ختمت ملامحه بالحزن ليزورها الشكوك فقالت بغضب_أوعى تكون زعلتها عشان كده سابت البيت ومشيت ؟
خرجت الكلمات متلعثمة لتصرخ به بغضب _ليه كدا يا "فريد" ليه كدا يابني؟!..
ثم صاحت بصوتٍ متأثر للغاية_ دي تعبت وإستحملت كتير وفوق كل ده كانت بتحبك وبتحب بنتك كأنها بنتها بالظبط وأديك شايف "عهد" مش بتسكت غير معاها وعماله تبكى ومش راضية تسكت....
قطع صمته أخيراً قائلاً بيأس _كان غصب عني .
أجابها بألم وقلبه يعاني، حملت الصغيرة وتوجهت للأعلى لتستدير له بملامح يشوبها الغضب من تصرفه قائلة بحدة_لأول مرة أزعل منك ،إنت مكنتش كده أبداً ، مش عارفه إيه اللي غيرك كدا؟!
أجابها بضيق_يا أمي إفهميني .
أشارت له الحاجة "زينب." بحزن_مش عايزة أفهم حاجة،لما تبقى ترجعها بيتها تاني يمكن يبقى في كلام بينا
وتركته وصعدت للأعلى فلم يحتمل البقاء أكثر فجذب مفاتيح سيارته ليتوجه سريعاً لمنزلها .....
**********
أحب والد "فاطمة" "حسام" فأخبره بأن منزله يرحب به بأي وقتٍ يشاء، طافته السعادة فجعلت قلبه العاشق على وشك الصراخ بهوس الجنون..
**********
طاف بسيارته دون أن يحدد وجهته فوجد ذاته أسفل منزلها، يعلم بأن الوقت متأخر للغاية ولكنه لم يتمكن من محاربة قلبه بالاعتذار لها، صعد" فريد" للأعلى فطرق الباب ليجيبه والدها بعد وقتاً ليس بطويل فقام بصوت يغمره النوم_ مين ؟!
تنحنح "فريد" بحرج _.أنا "فريد" يا عمى .
أسرع بفتح الباب قائلاً بلهفة_خير يابني في حاجه؟
أجابه بهدوء_أنا أسف إنى جيت فى وقت متأخر زى ده بس أ...
قطعه بصوتٍ يجاهد للحديث _"ريهام" بنتي كويسة؟
أدرك بأن تخمينه صحيح فلم تأتي لوالدها!!،؛ فأسرع بالحديث_ كلنا بخير انا بس كنت معدي من هنا ، فقولت أطلع أطمن عليك ، وأشوفك لو كنت محتاج حاجة .
إبتسم بود وهو يشير له بالدخول _والله فيك الخير يا ابنى ، أدخل .
جلس على الأريكة ببسمة يرسمها بالكاد ليبادر بأسئلته عن أخباره فقال ببسمة ساخرة_اهو زي مانت شايف بقضي يومي بالطول وبالعرض واغلبه يقضيه بالمطبخ..
تعالت ضحكات "فريد" قائلاً بمرح_ لا خف ش
من دخول المطبخ كدا مش هتعرف تقوم من مكانك...
لم يتمكن من كبت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث _ يجزيك يابني...
ثم قال بجدية _والله البت "ريهام" دى بنت حلال وربنا عوضها..
ثم تنهد بألم حينما عاد للماضي _أنت متصورش يا ابنى هى تعبت قد إيه مع الزفت طليقها ده منه لله..
وأستند بجذعيه على الاريكة بحزن_صراحة انا اللي غلطان وغصبتها على الجوازة دى ، هى مكنتش بتحبه ولا عايزاه ، بس أنا كنت مصمم انها تتجوز بعد ما فسخت خطوبتها من إبن عمها وأنت عارف الناس مش بتبطل كلام جوزتهاله وندمت للأسف طلع بني آدم زبالة ، كل يوم يصبحها ويمسيها بعلقة وتجيلى وشها وارم من الضرب وجسمها مزرق .
وأنا كمان إيه ؟ باجي عليها وأقولها إصبرى ومفيش بنت عاقلة تسيب بيت جوزها .
لغاية مفيوم يا ابنى الجيران أتصلوا بيا وقالولى إلحق بنتك ، كان هتموت فى إيديه ، ورحت لحقتها سايحة في دمها أخذتها على المستشفى وفضلت فترة تتعالج من الكدمات دا غير العلاج النفسي ..
وزفر بغضب فأنحنت ملامح وجهه كأنه يرى التجربة القاسية التي مر بها من جديد _وقدمنا بلاغ فيه وإتحبس فرفعنا عليه قضية وطلقها منه لله حسبى الله ونعم الوكيل فيه .
ثم تطلع له ببسمة سعادة_بس الحمد لله ربنا قدر ولطف وأهو عوضها براجل شهم وابن حلال زيك كده ولعلمك المرة دي مأجبرتهاش سبتها تختار وأختارتك أنت..
أنصت إليه "فريد" جيداً والألم يعتصر قلبه على ما مرت به وما أقترفه بها فقد كان أسوء منهم،شعر بأن ليس هناك فرق بينه وبين هذا الهجمي الذى تزوجته بل قد يكون أشد قسوة منه،نهض عن مقعده ثم إستدار ليزيح دمعات عيناه التي هبطت حزناً على من سكنت الفؤاد فنهض والدها هو الأخر قائلاً بأستغراب _أيه يا ابنى قمت ليه ؟
أجابه دون النظر إليه _ الوقت أتأخر جداً ...
قال الآخر بحزن _طب خليك قاعد معايا شوية، أو حتى أستنى أعملك حاجة تشربها.. .
أكتفي ببسمة بسيطة _لا ملهوش لزوم ، معلش وقت تانى ، أنا لازم أنزل دلوقتى..
وتركه "فريد" وهو في حالة لا يرثى لها فكاد أن ينشق قلبه قلقاً عليها لا يعلم إلى أين ذهبت ولا كيف حالها فكيف له بالصمود أذاً...
إستند على سيارته ليتمتم بخفوت والألم يلمع بعينه _ أليقها بس وأنا هعوضها عن كل اللي شافته معايا ومع الحيوان دا.
وتوجه بسيارته في معظم أرجاء المدينة لعله يجدها فى أحد الطرقات ولكن للأسف لم يجدها فرطم المقود بيديه بغضب لا مثيل له_هتكون راحت فين بس ؟...
طافه فكره بأن تكون صدمتها سيارة وهي بطريقه لوالدها، مجرد التفكير بالأمر جعل جسده ينتفض خوفاً فاستدار بسيارته ليبحث في المشافي ومركز الشرطة ومع كل مكان كان يخطو به كان يستمع لصراخ قلبه المتألم ليشعر بألم يساوره لأول مرة حتى أنه لم يشعر به حينما توفت من ظن أنها من سكنت قلبه فربما الأن علم ماذا تعني له؟!!
*************
بالمشفى...
ذهب "حسام" ليطمئن على حالة العم "صابر" بعدما علم أن حالته صارت مستقرة وقد تم إستجوابه من الشرطة فبناء على ذلك تم القبض على "منى" التى بدورها إعترفت على "فؤاد" وتم تصريح النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله ،ليجدوا بمنزله ملف القضية ،فتم توجيه الأتهام له بإنه خلف صفقة الحديد المغشوشة ، فبدوره أدلى بإعترافه على صديقه "سليم" حتى لا يتحمل القضية بمفرده لذلك ، تم إغلاق قضية "زين العابد" بعدما تقدم للمحكمة ما يكفي لأسقاط هذا الأتهام عنه وتم إتخاذ الأجراءات اللازمة لإخلاء سبيله وبراءته مما نسب إليه..
*************
لم يجد فريد فائدة من البحث ، فلم يعثر عليها فى اى مكان ، فاضطر إلى الرجوع إلى منزله يجر بقايا الخيبة ويكاد الندم والحسرة يفتك به، ولج ليلقي بذاته على أقرب مقعد والأنهاك يستحوذ على معالم وجهه فيجعله كمن كبر أعواماً في بضعة دقائق، إقتربت منه والدته بلهفة_ها يا "فريد" طمني...
أجابها بحزن يسبقه بلهجته_"ريهام" مرحتش عند باباها ، ودورت عليها فى كل مكان ملقتهاش ، ومش عارف هى ممكن تكون فين ؟
لطمت صدرها بيديها _يا حبيبتى يا بنتى ليكون جرالها حاجة ؟
زفر بألم _ ربنا يستر ، أنا قلقان عليها أوي...
تطلعت له بنظرة مطولة ثم قالت بغموض_دلوقتي قدرت تحس بيها!، بعد ما خلاص خسرتها!..
رفع عيناه لها قائلاً بنبرة إنكسار_حرام عليكِ يا أمي أنا مش ناقص ، كفاية اللي أنا فيه .
إجتازها الألم لما قالته فأقتربت منه لتربت على كتفيه بحنان _معلش يا ضنايا ، أن شاء الله هترجع من نفسها وربنا يصلحلكم الحال .
همس بصوتٍ خافت يطوفه الأماني_ يارب يا ماما يارب
أشارت له بهدوء_أطلع ارتاح شويه ، والصبح إن شاء الله يكون ربنا فرجها من عنده.
أكتفي بأشارة بسيطة من رأسه ثم توجه لغرفته بثبات يعاكس نيران هذا القلب، إرتمي بثقل جسده على الفراش ليصدح هاتفه برنين رفيقه، أخرج هاتفه ليرفعه لوجهه بثبات فأستمع لصوته الساخر _إيه يا باشا ، ده أنا مردتش أتصل ، وقلت اسيبك تأخد راحتك مع الحنين والأشواق...
أجابه بغضب _وهو طول مأنا شايف خلقتك هيجيلي شوق وحنين أزاي؟!
"حسام" بصدمة_هببت إيه تانى ؟ خربتها وقعدت على تالها ، مانا عارفك قفل وغشيم..
زفر بسخرية _هو أنا لحقت أعمل حاجه أنا رجعت ملقتهاش اصلا فى البيت ومش موجودة عند باباها ولا فى اي مكان..
"حسام" بأستغراب _غريبة جداً...
أجابه بصوتٍ يطوفه الجراح_هتجنن مش عارف بجد أعمل أيه ؟
أسرع بالحديث بعد سماع صوته المتأثر بما حدث _هتلقيها بأذن الله هي ممكن كانت محتاجة فترة تبعد فيها مش أكتر وأكيد هترجع تاني...
إبتسم بسخرية_بعد اللي عملته معتقدش..
زفر "حسام" بغصب_دايماً على طول كدا على العموم من النجمة هكون عندك ، ندور عليها مع بعض وإن شاءالله نلاقيها .
"فريد" بحزن _ياررب يا حسام..
**************
فتحت عيناها بجفن ثقيل للغاية، لم ترى من أمامها سوى أشباح الظلام تندمس تدريجياً حتى سطع الضوء فتسلل بخفة لعيناها، وقعت نظراتها على الفتاة التي تجلس بجوارها فقالت "راتيل" ببسمة هادئة_أحسن دلوقتي؟.
إبتسمت "ريهام" مشيرة إليها بخفوت وهي تمرر أصابع يديها على يدها التي تغلفها الشاش الأبيض على أثر الكسور المبرحة التي لحقت بذراعها، حملت "راتيل" حقيبتها قائلة ببسمة هادئة_أنا مضطرة أنزل لشغلي بس هحاول ارجع بدري مش عايزاكي تتعبي نفسك عشان دراعك وأنا كلها ساعتين وهجيب الغدا وأنا رجعة
إبتسمت "ريهام" بوهن على تلك الفتاة البريئة التي قذفها الله بطريقها لتنقذها من الهلاك بعدما قررت إنهاء حياتها، هوت الدموع على وجهها حينما تذكرت ما كان سيحدث بها حتما حتى أن "راتيل" تعاطفت معها للغاية، أنفضت عن ذاتها تلك الأفكار المتزحمة التي تغلفها بطبقات من الاحزان، فتحملت على ذاتها لتنهض عن الفراش لتتجه للحمام الملحق بالغرفة، حملت قطرات المياه بين أصابعها لتسكبها بقوة على وجهها لتزيل ذكرياته الأليمة، رفعت عيناها للمرآة المعلقة أمامها لترى أمامها شتات إمرأة لماتها الأحزان وتربص بها الأنين لينثر من تبقى من ألام بداخل قلبها الهزيل.
أشاحت بوجهها سريعاً عنها ثم خرجت هروباً من رؤية هذا الضعف الذي يذكرها بما مر من حياتها، أنهت الرواق الطويل فوقفت تتأمل الشقة من أمامها، وجدتها في حالة من الفوضى العارمة حيث يطوف بها علب الطعام الجاهز وملابس مبعثرة بكل مكان فيبدو أنها تعيش بمفردها، تحملت "ريهام" على ذاتها لتبدأ رحلتها بتنظيف المنزل بيدها السليمة، عانت بعض الشيء ولكنها حاولت كثيراً حتى تخرج ذاتها من التفكير به،إستعانت بالله وقامت بالترتيب بقدر ما إستطاعت حتى مر الوقت سريعاً فلم تشعر به إلا حينما ولجت "راتيل" حاملة أكياس الطعام، تصنمت محلها بأنبهار من جمال المنزل وترتيبه البلدي للغاية فأقتربت منها قائلة بصدمة ساخرة_هو أنا دخلت شقة غلط ولا أيه ؟
تعالت ضحكات "ريهام" قائلة بصعوبة بالحديث _لا هي ،بس كانت محتاجة ترتيب مش أكتر .
"راتيل" بحرج_أنا فعلاً كنت مبهدلاها من قلة الوقت، تكليف بالنهار وشغل باليل فى المستشفى.
ثم قالت بحدة_بس ليه تتعبى نفسك وأنتِ تعبانة أصلا ، وكمان بإيد وحدة ، أنتِ جبارة صراحة ، ماشاءالله عليكِ.
أجابتها ببسمة هادئة _ولا تعب ولا حاجة، أنا كنت بسلي نفسي عشان الوقت يمر .
إبتسمت "راتيل" بخبث_ سي "فريد" وحشة ولا أيه ؟
تبدلت ملامحها للحزن حتى أن دموعها إنسابت دون توقف فأقتربت منها سريعاً قائلة بمزح لأسعادها_ما كنا كويسين وبنضحك ، قلبتيها غم ليه تانى ؟
رسمت البسمة على وجه "ريهام" فقالت بحزن_اللي وحشتنى بجد هى "عهد"، متصوريش قد إيه بحبها ؟ ، شغلة تفكيري جداً مش عارفة هي عاملة أيه ؟، أكيد مغلبة ماما "زينب" عشان مش بتسكت غير معايا، بس أعمل إيه ؟ الظروف هى اللي أجبرتنى إنى أعمل كده .
ربتت "راتيل" على كتفيها بحزن_معلش ، بكرة إن شاء الله الأمور تظبط وترجعى تخديها فى حضنك .
إبتسمت "ريهام" بسخرية_مستحيل اللي انكسر يتصالح في يوم من الأيام انسى أني أرجعله...
" راتيل" بمرح_طب عينى فى عينك كده .
وضعت عيناها أرضاً بحزن فهي تعلم بعدم مقدرته على إتخاذ مثل ذا القرار...
إقتربت منها "راتيل" قائلة بسخرية _شوفتى أهو أنتِ حبه بيرفرف بالقلب وشوية والعيون هتطلع قلوب حمرا
تعالت ضحكات *ريهام " فقالت بعدم تصديق_ .أنا مش عارفة أنا حبيتك وأخذت عليكي بسرعة كدا أزاي؟.
قالت " راتيل" ببسمة ألم _يمكن عشان مرينا بنفس التجربة ونفس الألم..
تطلعت لها "ريهام" بأهتمام _مش فاهمه تقصدي ايه؟..
وضعت الطعام على الطاولة بهيام بماضيها العسير مع طليقها فجلسوا يتناولون الطعام سوياً لتقص لها "راتيل" عن حياتها المؤلمة التي قضتها مع طليقها حينما أضاع عمره على تناول المحرمات والخمر والمخدرات حتى أنه لم يكتفي بذلك بل كان يسرق مالها ومتعلقاتها وحينما إكتشفت الأمر كاد بقتلها وقضت لها أيضاً رحلة كفاحها لتقبل عائلتها بطلاقها المحتوم، إستمعت لها "ريهام" بحزن على ما مرت به فحقاً أصبحنا بمجتمع أصبح يلعن المرأة المطلقة بصورة مريضة حتى أنه يهاجم من لم يحالفه الحظ بالزواج!!!
***********
رفع "حسام" هاتفه ليطلبها حينما شعر بأنه بحاجة للحديث معها فأبتسم بمكر حينما وجد حجته.... .
أتاه صوتها الرقيق قائلة بخجل _السلام عليكم..
أجابها ببسمة واسعة _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا بطوطة..
تمتمت "فاطمة" بغضب _برده " بأيجاز وهروب زوجته، أنصتت له بتركيز ثم قالت ببسمتها المهلكة _متقلقش هعرف اوصلها..
ضيق عيناه بأستغراب_أزاي؟..
أجابته بهدوء _في جروبات حريمي عددها كبيير جدا بيساعدوا بعض في أي حاجة أنا بس عايزة صورة ليها وأنا أنزلها وأكيد أي حد شافها هيدلنا على أقله حتى نطمن أنها بخير..
أجابها بشك _وتفتكري هنوصلها؟..
أجابته بتأكيد _أكيد وممكن فى دقايق ،كل بيت حالياً بقى فيه نت فيمكن اللي شافها أو قاعدة عنده يبلغنا بمكانها.
."حسام" بجدية_ ربنا يجمعه بها..
قالت ببسمة بسيطة لرؤية جديته تمحي مرحه بالأقات التي تناسبها
***************
إاتصل "حسام" بفريد وأبلغه الأمر ، فأسرع "فريد" بأرسال صورتها لفاطمة التي وضعتها بالجروبات التي تجمع أكثر من مليون إمرأة حتى يتم الوصول إليه مسرعاً..
بمنزل "راتيل"...
أنتهوا من تناول الطعام فقالت "راتيل" بمرح_الحمد لله أقوم بقى اعملنا كوبيتين شاى فى الخمسينة كده.
تعالت ضحكات "ريهام" قائلة بسخرية_.والله أنا خايفة متطلعش فى الخمسينة وتطلع فى العشرينة وبطنى توجعنى.
"راتيل" بغضب _بقى هو كدا؟ .
أجابتها "ريهام" بتأكيد _اه كده، فخلينى أنا اعمله احسن
أسرعت "راتيل" بالحديث_..بس عشان دراعك.
أجابتها بلا مبالة _لا دى حاجة سهلة متقلقش.
وبالفعل ولجت للمطبخ لتعد الشاي تاركة "راتيل " منغمسة بهاتفها لتصعق حينما كانت تتصفح الفيسيبوك إذ بصورة "ريهام" أمامها على أحد الجروبات الخاصة بالسيدات فقرأت محتوياته لتشرد من جديد ولكن تلك المرة بعزيمة لعودتها لمن أختاره قلبها!!
*****_______*******
انتظروني في اخر جزء تفاعلوووا
وتابعوني على صفحتي الشخصيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق