البارت التاسع
قطه متوحشه
منه محمد
اتسعت عيناها وهي تحملق بالفراشة المرسومة على ظهرها… ايقنت انها صاحبة الهدية التي غضب لأجلها… شعرت بالألم يعتصر قلبها فتلألأت عيناها بالدموع لأنها تأكدت الآن ان المدعوة هند هي من تسكن قلبه لا احد سواها.
ارتدت ملابسها على عجلة وعادت ادراجها للمخيم… جلست على جذع احدى الاشجار وبعد لحظات انضم اليها ادم قائلاً
-الليله عندى خطوبه واحد صحبى ...وياريت تيجى معايا
اخذت ترمقه بحيره ثم اجابت ببرود
-طبعا هاجى...الا اخبار الحرامى ايه ..لسه معرفتهوش هو مين؟؟
-للاسف لا....بس انا هقوم بكل جهدى عشان امسكه
روبي بسخريه لاذعه-بس هند مش مضايقه زيك...دى نسيت الامر ببساطه
-انتى جايه عليها اوى على فكره ...انتى مشوفتيش كانت فى حاله عامله ازاى وهى
بتستنجد بيا...
بنبره تريقه مخفيه-ايوه شوفت..ده احنا بقينا صحاب..دى حتى اعتذرت لى..
رفع حاجبيه مستغرابا
-بجد؟!مش قولتك دى بنت طيبه
كانت كل كلمة يقولها لها بمثابة خنجر ينغرز بقلبها وهي تراه يدافع عنها ويجدها كالملاك الطاهر… وهي بنظرها ليست سوى شريرة.
-بكره هروح انا والصبى بتاعى عندى شغل مهم هنجزوه وارجع بعد اسبوع
انتفضت ساخطه
-وانت هتسبنى هنا لوحدى...انا بقي رافضه هاجى معاك
اعترض بنبره حازمه
-مش هينفع تيجى معانا..انا مش هنزل فى فندق
اجابته بعناد
-مش مهم..بس مش هبقى هنا لوحدى
طمأنها بنبره هادئه
-مش هتكونى لوحدك..مارينا وامى وابويا ..معاكى اه ومتنسيش صحبتك هند.....
ضاقت عيناها واشتد تمردها
-قلتلك مش هفضل لوحدى..مش هفضل لوحدى
بحزم-انتهى النقاش فى الموضوع ده
نهض وابتعد عنها متجاهلاً احتجاجها.… شعرت بالانزعاج لأنه دائما ينتهي حديثهما بجدال عقيم… وواضح ان ادم قد اصابه الملل من كثرة شكواها وتمردها وخير دليل هروبه منها دون ان يعطها فرصة لتعبر عن رايها…
في المساء ارتدت روبي احد الفساتين التي قدمتها لها هند … اخبرتها انها ستبدو فاتنة به… يكشف عن ذراعيها ويظهر القليل من مفاتنها.
جعدت شعرها وجعلته مسترسلاً على كتفيها… فور ظهورها تفاجئ الجميع برؤيتها بهذا الفستان الفاضح… تجهمت ملامح وجه ادم وهو يراها بهذا المنظر وشعر باحراج كبير … اقترب منها بخطوات ساخطة محاولاً تمالك اعصابه
-جبتى الفستان ده منين؟!
اجابته ببرأه
-عجبك؟
امسك بذراعها بقسوه واخذها بعيدا عن الانظار...وقال بلهجه محذره وعيناه تلمع بغضب عارم
-غيريه حالا..عامله زى الرقاصه....😏
دار حول نفسه وتابع بانزعاج شديد
-انتى ليه بتعملى كده..انتى بتحسى بمتعه وانتى بتعملى كده؟!!حاجه تقرف
قضبت حاجبيها باستياء شديد
-انا مقصدش...انا كنت مفكراه....
قاطعها بقسوه
-مفكراه!
والنبى عشان خاطر ربنا بلاش تعملى الامور دى كفايه احراج من طريقه لبسك.
طأطأت رأسها بأسى
-خلاص حااضر هغيره
اارتدت روبي فستان اخر وعادت لإستكمال الحفل… تفاجأت ب ادم يراقص هند … اهتز بدنها واستعر قلبها ناراً وهي تراه قريباً منها جداً.
اخذت تخطو بعيدة عن الحفل دون ان تدرك… سرعان ماجذبها اصوات غريبة خلف احدى الخيم… اقتربت بخفة لتسمع بوضوح
-يلا ورينى البضاعه بسرعه .
تردد الشخص الاخر
-هنا؟!!
شجعه قائلا
-ايوه هنا..الكل مشغول فى الخطوبه ومحدش هيشوفنا متقلقش
خفق قلبها وهى تسمع مايجرى...كان هذا ياسر النمس وهو يخطط لشئ ما..لم ينتبه انها سحقت على شئ ما اصدر صوت.
-مين هناك؟
شحبت ملامح وجهها وهي تهرع هاربة منهما…انضمت للحفل وقلبها يكاد يقع من شدة الخوف… اخذت نفساً عميق وحاولت ان تهدأ ضربات قلبها المتسارعة… سرعان ماجفلت وهي تستدير لترى من وضع يده على كتفها.. كاد قلبها يقع لوهلة
-ادم؟
تعجب من تصرفها فلمح الخوف والقلق تغمر عيناها
-مالك ؟ شوفتى عفريت
تعلثمت فى الاجابه
-ولا حاجه..ولاحاجه...انا بس تعبانه...امتى هتخلص الحفله دى؟
اقترب منها وقال بهدوء
-لسه بدرى ايه مش هرقص معاكى عاوز انول الرضا برقصه ؟
رفعت حاجبيها مستغربه طلبه
-لا...انا تعبانه ومليش مزاج يسمح بالرقص
وفجأه لمحت هند تشير اليها بالحضور...قالت على عجاله
- عن اذنك وقتى .
بعد لحظات كانت امام هند وهي تناولها علبة زجاجية
-ده الى وعدتك بيه خدي معلقه واحده قبل النوم وهتلاقى نتيجه ترضيكى
برقت عيناها بسعاده بالغه
-شكرا ليكى...مش عارفه اكأفأك بأيه؟!
-دى هديه جوازك..وحذارى تعرفي حد عنه...وخبيه فى مكان امين
-حاضر
---------------------------
فى اليوم التالى كانت روبى واقفه امام ادم تتوسله البقاء
-انتى خايفه
امتدت راحه يده ليمسد على شعرها مطمئنا
-مارينا هتاخد بالها منك مش عاوزك تقلقى
ركب سيارته وبقيت روبي تحدق به بلهفة… انها تحتاج لحضنه بقوة قبل ذهابه… شغل محرك سيارته فصاحت بصوت مرتفع وهي تخطو نحوه
-ادم
فتح باب السيارة واتجه نحوها وهم بأحتضانها بقوة واخذ يشم رائحة عطرها بشغف لذيذ وهو يهمس بأذنها
-مش هتاخر هرجعلك على طول
بعد مرور اربعة ايام على غياب ادم … كانت روبي طوال هذه الفترة وهي نائمة قليلاً ماتستيقظ حتى انها لاتتناول شيء اخذ جسدها يزداد نحولاً… ووجهها اصبح شاحب كالاموات.
فتحت عيناها بتثاقل فور رؤيتها مارينا قربها جالسة
-ياربى يا روبى انت صحتك مش كويسه من يوم ما اخويا سافر وانتى فى النازل ..انتى تعبانه بسبب غيابو؟
اجابتها بنبره واهنه
-مش عارفه .ايه الى بيحصل معايا
-هجبلك سلسبيل هتعرف حالتك
فور خروج مارينا تمددت على جانبها الايمن وعادت لتنام مجدداً…
قالت سلسبيل وهي تفحص عيناها
- غريبه..انا عمرى ما شوفت زى حالتك ...العروسه هتفارق الحياه فى اى لحظه ده جسمها فاقد الكتير من السوايل
-هتفت مارينا بعنف
-مستحيل ارجوكى اعملى اى حاجه اخويا مش هيتحمل فراقها...
- للاسف مفيش بأيدى حاجه اعملها وانقذها...خلى ادم يجى عشان يشوفها ويودعها
ذهب سيد لرؤية ادم واخباره عما يجري مع روبي… كما طلبت منه زوجته مارينا… اعترضت روبي بصعوبة
-انا بخير..ادم هيزعل لو شافنى بالحاله دى
سرعان ماهتفت منزعجه
-حاسه بجسمى بيتحرق ...مارينا حاسه بحر جامد اوى ارجوكى ساعدينى.
اخذ جسدها يتصبب عرقاً بغزارة… ساعدتها على خلع ملابسها وصنعت لها الكثير من الكمادات ولكن دون جدوى بقيت الحرارة على حالها.
يبدو ان ادم لم يتأخر في العودة…
صاح بصوت مرتفع
-فين روبى
شحبت ملامح وجهه وهو يراها بهذه الحاله ...اردف بقلق شديد
- ايه الى جرالها.
أجابته مارينا بحسره -
-مش عارفه يا خويا ..ارجوك اعمل حاجه.
كانت روبي فاقدة للوعي تماما ولكن بأمكانها سماع ألاصوات من حولها … وضع ادم يده على جبينها وصاح متذمراً
-ليه اتأخرتى عشان تقوليلى...يارب اعمل ايه؟..لازم اعمل حاجه..دى حرارتها عاليه جدا؟انا هاخدها المستشفى...
اخذ يبحث عن فستان ما ليساعدها على ارتدأه وفجأة سقط شيء اسفله انحنى ليتناوله ثم اخذ ينظر اليه بغرابة
-ايه ده؟؟ّ!
هزت مارينا راسها باقتضاب
-معرفش....؟!
فتج العلبه وقربها من انفه...سرح بفكره لبرهه ثم قال
-معقول تكون اخدت من العلبه دى..دى منتهيه الصالحيه.
تناولت سلسبيل العلبة من يده واخذت تفحص محتواها باصبعها سرعان ماجفلت مرتعبة
-ياربى دى اعشاب سامه تقتل الانسان بالبطيئ.
صعق ادم فور سماعه كلام سلسبيل … بينما كانت هند تستمع واخذ وجهها يتلون بعدة الوان.. ولكنها تمكنت ان تقول
-معنى كده انها بتحاول الانتحار..وليه عاوزه تموت نفسها؟
قاطعت سلسبيل كلامها
-ده مش وقت تحليلك...لازم دلوقتى ننقذها باسرع وقت!
قال ادم بعصبيه
-ارجوكى اعملى اى حاجه وانقذيها
طمأنته بنبره هادئه
-عندى اعشاب بتقضى على السم...ولكن ادعى ان جسمها يستفاد منها...لان السم بقالو فتره بيتجسد فى كل خلاياها ..الامر محتاج لمعجزه
قامت المدعوةسلسبيل بغلي هذه العشبة… ثم اجبرت روبي ان تتناولها رغماً عنها… كان ادم يدور حول نفسه بتوتر وقلق شديدين قرب العربة. والديه بالقرب منه وهم يحاولون تهدأته ومواساته قالت والدته بهدوء
-يابنى متقلقش سلسبيل ست ذكيه وان شاء الله هتبذل كل مجهودها لانقاذها
قال موبخا نفسه
-كل ده بسببى مكنش لازم اسيبها لوحدها وامشى..امى انا قسيت عليها كتير.
سرعان ماجفل واستداره فور سماعه صراخ
اخته مارينا الذي صدر من داخل العربة
………… ..
نفس اللحظة خرجت سلسبيل من العربة والأسى يغمر محياها... تنهد ادم بأسى وتعجل الأجابة منها
-ايه الى حصل؟ّ
طأطأت رأسها بخيبه امل...ثم علت شفتاها ابتسامه مريره وهى تقول
-اسفه يابنى ..مراتك مش بتستجيب للعلاج..انا عملت اقصى جهدى ...روح يا بنى ودعها
تجمدت ملامح وجهه وسرعاان ما انقبض قلبو وهو يهتف بعنف
-ده مستحيل ..روبى مش هتموت ..هى قويه اكتر مما تتخيلوا
ربتت على كتفه مواسيه
-خليك قوى
اخذ نفساً عميقاً وحاول تهدأة ضربات قلبه المتسارعة مدعياً القوة والثبات... دخل العربة كانت لاتزال فاقدة الوعي ومارينا قربها تجهش في البكاء... ثم ازداد نحيبها فور رؤيتها اخاها
-ادم ..روبى بتموت..لا يا ادم لاااااااااااااااااااااااااااا
سرعان ماارتمت على صدر اخاها واخذت تبكي... وضع يده على ظهرها وعيناه تحملق بروبي الراقدة دون حراك
-روبى مش هتموت ..روبى عنيده وقويه ومش هتسمح للموت انو ياخدها منى
جذبت نفسها منو واخذت تحملق به بصدمه....كانت صدمتو اكبر مما توقعت وكأن كلامو مجرد هلوسه وهذيان
-ادم كفايه..ارض بقضاء ربنا
اقترب منها ليجلس قرفصاء ثم تناول يدها قائلا بثقه عاليه
-مش هتموت انا متأكد
حملها بين ذراعيه وخطى بها خارج العربه...كادت مارينا ستلحق به
فاستوقفتها سلسبيل
-سبيه لوحده معاها...هو بس مصدوم
الجميع كان متيقن من موتها... اما هند تراقب كل مايجري من بعيد وهي تتدعي ارتداء ثوب الحزن والأسى عليها
-دى لسه عروسه صغيره...ياعينى ربنا يرحمها
كانت مارينا ترمقها بريبة غير مصدقة نواياها... ولكنها سرعان ماتسائلت من اين ستأتي روبي بهذا الشراب... هل من الممكن ان تكون هند وراء ذلك... ولكن العلاقة بينهما متوترة ويستحيل ان تثق بها اذن من هو هذا الشخص؟
حملها ادم بذراعيه القويتين وتوجها بها نحو البحيرة... متذكراً كلام جدته عندما كان صغيراً مياه هذه البحيرة علاج لكل مرض... كان يركض بها ويسارع الزمن بخطواته الواسعة... توقف امام البحيرة ونزل بها حتى غمرهما المياه .
-روبى فوقى..فوقى..ارجوكى ..اتوسل اليكى.
غطس بها في عمق البحيرة... سرعان مافتحت عيناها وتمردت من بين ذراعيه... اسرع بها هو الاخر ليجعلها تستقر فوق السطح... شهقت بعنف فور تنفسها الهواء.. قال ادم بسعادة بالغة
-الحمد لله ..كنت متأكد
فتحت عيناها بتثاقل وقال بصعوبه
-ادم انت ...رجعت امتى؟
احتضنها بحنان وقال مؤكدا
-ايوه يا روح، ادم ياقلب ادم، ياحياه ادم، رجعت عشانك..عشانك انتى بس..حاسه بايه دلوقتى..؟!
- حاسه انى جعانه اوى
حملها مجددا وغادر بها من البحيره..وقال للجميع وهو يحاول التقاط انفاسسو
-روبى مامتتش...دلوقتى هى احسن الحمد لله.
التف الجميع حولهما وهو يتحمدون السلامة لها... كانت روبي متعلقة برقبته... .اما هند فور رؤيتها ل روبي تغيرت ملامح وجهها وسرعان ماحاولت تصنع السعادة وهي تقول
-الحمد لله انك بخير ..الف حمد لله على سلامتك يا حبيبتى
ادم-عايزه تاكل..جعانه
بعد ساعه كانت روبى تجلس وتتناول طعمها بنهم شديد...قاطعها ادم بمرح
- براحه كأنك بقالك ايام مكلتيش
توقفت روبى عن تناول طعامها واجابت عابسه
-مش عارفه ايه الى جرالى....بس الى متأكده منه وقتى انى همسح كل الاطباق دى كلها
ضربته مارينا على كتفو بخفه
-سيب البنت تكمل اكلها..دى محتاجه ترد عافيتها
نظرت لنفسها بازدراء
-انا بقيت وحشه اوى
داعبها ادم بمرح
-انتى لسه جميله..متقلقيش بسبب الموضوع ده
وافقته والدته بابتسامه واسعه
-ادم عنده حق انتى لسه جميله جدا زى ما تعودنا نشوفك...ودلوقتى عن اذنكم انتم محتاجين للراحه
قالت مارينا بهدؤ
-من دلوقتى وصاعد..هتكون الخيمه دى بيتكم الجديد...العربيه محتاجه تنضيف وتعقيم
فور خروج عائله ادم ...وضعت الصنيه جانبا وقالت
-الحمد لله شبعت
-وانا افتكرتك هتمسحى كله..انا كنت بهزر..
- لا بس انا عايزه انام
اقترب ليجلس قربها وقال بنبره دافئه
-انا اسف للى حصل...انا قسيت عليكى كتير وانتى متستهليش منى كده
رفعت حاجبيها غير مصدقه كلامه..فقالت بجديه
-انت فاهم ان انا مش جميله بنظرك و.....
قاطعا بلطف وهو يحدق بعيناها
-روبى ..انتى جميله وجدا
تسارعت نبضات قلبها وتوردت وجنتاها خجلاً... اشاحت وجهها بعيداً عنه... ولكنه سرعان ماامسك بذقنها برقة وادار راسها نحوه
-انتى الى خلتينى اعمل معاكى كده..حبك لشخص تانى.
-انا......
همس وهو يضع يده على فمها بنعومه
-كفايا كلام صدعتينى
احتضنها بحنان ودفن رأسه بشعرها الرطب مستمتعاً برائحة عطرها... سرعان ماشعرت بالخدار... دون ان تدرك اصبحت زوجته بمعنى الكلمة.
ابتعد عنها وتعابير الصدمه تغمر محياه....وقال من بين انفاسو الاهثه
-ليه كدبتى ؟
جذبت الغطاء حتى ذقنها واجابت بفتور
-عن اى كدبه بتتكلم؟ّ
هتف بانزعاج شديد
-كل الوقت ده بتقولى ليكى حبيب.وانتى لسه عذراء...ليه عملتى كده...!!
انزلقت دموعها بحرقه
-مش لاى سبب
ارتدى ملابسه على عجله فاردفت بحده
-بتعمل ايه..انت رايح فين...
تجاهل كلامها وخرج . غاضب
بينما هى تابعت بأسى
ادم رد عليه...ادم متسبنيش ارجوك
بعد مرور اسبوع اصبحت العلاقة بين روبي وادم مغلفة بالبرود والتجاهل ونادراً ماكانت تراه فهو يقضي اكثر وقته في الصيد بعيداً عنها... كانت روبي تجلس قرب البحيرة وحيدة عندما قاطع خلوتها صوت هند
-انتى مش كويسه بقالك فتره
رفعت راسها نحوها واجابت بنبره غير مباليه
-مفيش حاجه..انا بس عندى صداع بسيط
تنهدت هند بأسى وهى تنضم الجلوس قربها
اناعارفه ايه الى مضايق ...انا مريت بالتجربه دى قبلك
رفعت روبى حاجبيها باستغراب
-تقصدى ايه..؟!!
-ادم..شخص انانى مبيحبش غير نفسو..كتير وعدنى بالجواز وكل مره بيخلف الوعد ...ارجوكى متضايقيش من كلامى..انتى بنت جميله ورجاله كتير يتمنوا الارتباط بيكى.
-هو عمل معاكى كده؟!
انزلقت دموعها بألم وانكسار
-ممكن تسأليه عن ده..
سطتت لبرهه ثم تابعت بحزن مصطنع
-ومش كده وبس ..ده حصل الى اسؤء من كده
قضبت روبى حاجبيها باستغراب وقالت
-تقصدى ايه...ايه الى اسؤ من كده
شهقت باكيه واجابتها
-صحبتى نور ماتت بسببه..او بالاحرى هو الى قتلها..
شحبت ملامح وجهه كالاموات وابيضت شفتاها فهتفت ساخطه
-لا مش مصدقه ادم يستحيل يأذى حد
-لأ اذى ..صحبيتى راحت ضحيه افعاله الدنيئه..ووهمها انو بيحبها وبعدين اتخلى عنها بكل سهوله..كل القبيله عارفه بالكلام ده...استغلها ابشع استغلال ..خد الى عاوزه وهجرها زى القطعه الرخيصه.
-لو الى بتقوليه صحيح ازاى هو حر طليق
اجابتها موضحه
-الحياه هنا تختلف عن المكان الى بتعيشه فيه..هنا الشرطه والحكومه متقدرش تدخل بينا...لان لو ده حصل هيستغلونا وممكن يهجرونا من غير رحمه.
كادت روبى تقول شئ..ولكن صوت مارينا قاطع حديثهما وهى تقول
-روبى بتعملى ايه عندك..كنت بدور عليكى
تابعت كلامها وهى تحدق ب هند بريبه
-كنتم بتتكلموا عن ايه قبل ماأجى
نهضت روبى وتصنعت الارتياح وهى تتناول منه الصغيره ،الجميله،العسل (بشكر فى نفسى شويه) روبي تحدثت بمرح
- انتى يا ملاك يا صغنن...انا بحسدك يا مارينا
احتضنتها وقبلتها بشغف شديد ..قالت مارينا وهى تربت على كتف روبى وتحدق بهند
-اظن مش هتنسنى كتير ..عشان يبقى عندك زيها مش كده يا هند
نهضت هند حانقه
-متفرحيش كتيريا مارينا...اخوكى ادم مش هيشوف النعمه دى ابدا
ثم تابعت خطاها مبتعده عنهما بعصبيه..بينما قالت مارينا باستغراب
-تقصد ايه بكلامها...؟ّّ!!!
- معرفش ...تعالى نرجع
في مساء اليوم التالي كانت روبي متمددة في فراشها على جانبها الايمن ....وهي تفكر بكلام هند هل يعقل ماتقوله عن ادم حقيقي… ولكن ليس هناك مايؤكد كلامها…الكثير من الافكار السوداء راودتها… ولكنها بذلت جهوداً جبارة كي تطرد هذه الافكار… سرعان ماشعرت بالنعاس ولكن صوت حركة مريبة خلف خيمتها ايقظها.
انتابها فضول قاتل لتعرف مايجري… نهضت على عجلة ولحقت صوت الخطوات المبتعدة نحو البحيرة…. توقفت في مكانها فور سماعها صوت ادم الغاضب
-انا حذرتك تبعدى عنها؟
اجابته هند بسخريه لاذعه
-انت خايف عليها منى ...خايف لكشفك ادامها
كان بأمكان روبى رؤيه ظلها معا....امسكها من كتفيها بقسوه وصاح محذرا
-انا هقتلك لو مبعدتيش عنها...
كادت روبي فقدت وعيها لوهلة دون ان تستمع لباقى حديثهما… ولكنها افاقت و تمكنت ان تستند بجسدها على جذع الشجرة… وهي تضع يدها على فمها لتكتم صرخة ألم وانكسار… ثم اخذت تسير مبتعدةٍ بخطوات متهالكة.. والالم يعتصر جسدها بشدة.
-------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق