المقدمه :
ترددت كثيراً جداً في الكتابه عن هؤلاء العظماء ، أنعقد لساني ، وتحير فكري وقلمي ، وقفت أنظر إلي هؤلاء الرجال الفرسان من أي الجوانب أتحدث عنهم
وقد عجز نطقي أمامهم ،
أنهم منارات تضئ القلوب ، أنهم قمم شامخه ، وجبال راسخه
من أنا حتي أملاء عيني منهم ؟
حاولت كثيراً الكتابه عن هؤلاء الأبطال ورسمة لهم صوراً لكلما هاجمني الشوق اليهم أنظر إلي ذكراهم العطره
لقد رسم لنا التاريخ صورة الصديق وكانت صورته هي الصدق في أروع واسمي صوره وأبهي حلله
حقاً لقد تجسد الصدق في الصديق ! والصديق في الصدق !
ولقد رسم لنا التاريخ صورة الفاروق وكانت صورته هي العدل في أبهي وأروع وأسمي وأجمل صوره
حقاً أني حائره من أي جانب ابداء
فذلك البراء الذي يبحث عن الموت غير عابئ بنفسه كل ما يهمه هو الشهاده
وعجبت كل العجب بتضحيته لأخاه لم يهمه تلك النار التي أحرقت يده فأصبحت رمادا كان كل همه هو أنجاد أخاه
وذلك سلمان الفارسي رجلاً يبحث عن الحق
وذلك جعفر بن أبي طالب أبو المساكين ذو الجناحين
أبو حذيفه وسالم مولاه رفقاء الحياه والموت
أسامة بن ذيد الحب بن الحب ... سنعرف الكثير والكثير عنهم سنتحدث عن أسما وأبهي صفاتهم لنعرفهم ونظل نذكرهم دئما وابدا .
البراء بن مالك الأنصاري
رجلاً يبحث عن الموت
لم يكن الموت لدي البراء هو النهايه !
لم يكن الموت لديه هو الهروب من أزمات الحياة الصعبه وهمومها ، أجل ف الحياه بها مواقف صعبه وازمات لا تعد ولكنه لم يكن من هؤلاء الناس الذين هم فاقدون حقيقة الإيمان ، أنما كان الموت لديه مطهرا للروح من الحياه الدنيئه أنه رحله إلي العالم الأخر
أنه الطريق للوصول إلى الملك القدوس التي تشتاق اليه النفوس وتشتعل بمحبته القلوب وتسبح بحمده العقول !
أنه الذهاب إلي حياة الخلد الحياه الباقية حيث سعادة النفس وطمئنينه وراحة القلب وسكينة وهدوء الروح
فالنفوس الأنانية التي تحب الحياة الدنيا هي أبعد ما تكون عن الحق
لقد وهبت لهم الحياه كما وهب لهم الخلود إلي أخر الزمان
وإن راحلوا عن الأرض بأجسادهم فقد بقيت ذكراهم العطره
لقد حرصوا علي الفناء بأرواحهم فكتب لهم البقاء
كيف كانوا تلاميذ محمد صلى الله عليه وسلم
من الذي كان يتمني الموت في كل المعارك ويحزن اذا لم ينالها أنه البراء ♥
لقد كان البراء يبحث عن الشهادة في كل معركه لا هم له سواء الحصول عليها ، وكان يرجوا الله أن لا يحرم منها ، وكان علي ثقه أن الله لن يحرمه منها " انها الثقه واليقين في الله عز وجل "
وحينما كان جالس مريض بمنزله اذ دخل عليه أخاه أنس رضي الله عنه يزوره ، ونظر اليه نظره متوجعه خشي أن يأتيه الموت علي فراشه
ففهم البراء ما يجول بفكر أخيه فقال له
- أترهب أن أموت على فراشي ، لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة منفرداً !!.
أنظروا حقا إلي الثقه في الله عز وجل أنه مريض يتالم من يراه يقول أنه سيموت وخاف أخاه عليه أن يموت في فراشه... فيقوله له البراء ... لا والله ما كان الله ليحرمني منها .. عنده ثقه ان ربه هيحقق له امنيته بان يموت شهيداً حقاً يا براء هنيئاً لك جنة الخلد
أنه يبحث عن الشهاده في كل معركه لا يرمي بنفسه إلي أعداه كي يقتلوه ويموت شهيداً ، وأنما كان يدخل المعارك أسدا لا يشبع من لحومهم ولا يرتوي من دمائهم ، ومع ذلك لا يهمه ان يقتلوه أبداً وليس هناك ما ياكد ذلك غير قتله يوم اليرموك 100 الف شخصاً لوحده
وأن تعجب كل العجب يوم الحديقه !
يوم أن خرجت جيوش أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، لقتال المرتدين من العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتوجهت جيوش المسلمين إلي اليمامه لقتال المرتدين من أصحاب مسيلمه الكذاب وقد كانوا اقواء المرتدين وأكثرهم عددا فقد أجتمع لمسيلمه الكذاب من قومه وحلفاءه أربعون الفا لم يكونوا يتبعوا مسيلمه الكذاب عن أيمان وتصديق لما جاء به أنما لرفضهم أن يدينوا لرجل من قريش كأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأيضاً لأن دعوة مسيلمه قد وافقت اهواءهم حيث رخص لهم كثيراً من الشهوات والمحارمات ، مع التخفف من العبادات والصلوات ، في سبيل ذلك قاتل هؤلاء بكل استماته لباطلهم
والتقي المسلمون بجيوش مسيلمه
وكان أول جيش للمسلمين خرج لقتال الاعداء بقيادة عكرمه بن أبي جهل وقد ابلي بلاء حسناً هو ومن معه ، غير أن قوي الكفر كانت أشد مما كانوا يظنون فانهزم عكرمه
وقد أظهر المسلمين في تلك المعركه بطولات عظيمه : فهذا ثابت بن قيس يحفر حفره وينزل فيها إلي نصف ساقيه ويبقي ثابت في موقفه يجالدهم حتي خر سريعاً شهيداً
وهذا زيد بن الخطاب اخو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ينادي في المسلمين " أيها الناس عضوا علي أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدماً
ولكن أين فتي الموت في كل ذلك ؟
عندما انهزم عكرمه فأرسل له الصديق جيشاً بقيادة خالد بن الوليد جمع فيه أحسن الصحابه من الانصار والمهاجرين ومن ضمنهم البراء بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
والتقي الجيشان في أرض اليمامه فما إلا زمن يسير حتي تغلغل اصحاب مسيلمه في جيش المسلمين واقتحموا خيمة خالد بن الوليد فاقتلعوها من جدورها وأسروا زوجته لولا ان أجارها واحد من بني حنيفه
أيقن حينها المسلمين أنهم أمام عدو لدود يحرص علي الباطل فيعود الناس لعبادة غير الله تعالى وقد أظهر المسلمون بطولات عظيمه في تلك المعركه فكان البراء يبحث عن الموت
ولكن أي موت يريد ؟
إنه يريد موتا تكون فيه هلاك اعدائه ونجاة إخوانه .
لقد كان خالد بن الوليد قائد تلك المعركه ورأي حرص أعداه علي النصر ففكر بأن لن ينتصر علي هؤلاء سواء من يحرص على الموت
وهنا التفت خالد إلى البراء وقال له
" إليهم يا فتي الأنصار "
وهنا التفت البراء لقومه ييئسهم من الدنيا ويقطع الأمال عنها ويرغبهم في الاخرة
فنادي بأعلي صوته ، وينطلق حديثه من فؤاد يملأه اليقين في الله فقال
" يا أهل المدينه ... لا مدينه لكم اليوم...
أنما هو الله ثم الجنه " فقد كان شعار البراء "الله ثم الجنه"
وهنا أجتمعت الهمم كلها نحو غاية وحده وهتف الجميع " الله ثما الجنه "
وحمل المسلمين حينئذ علي أصحاب مسيلمه حملة صدق ... ففروا هاربين معتصمين إلي حديقه لهم سميت بعد ذلك بحديقة الموت
وظلوا معتصمون بالحديقه مصرون على كفرهم يملأهم الغرور بحديقتهم وأسوارها العاليه وثقتهم ان المسلمين لن يستطيعوا ان يقتحموا الحديقه ، لكن هيهات فأنهم لا يعلمون فتي الانصار الذي يبحث عن الموت أنهم مطمئنون داخل حديقتهم تملكهم الغرو بأن لن يستطع أحد أقتحام قلعتهم بأسوارها العاليه وحراثهم الذين يحمون الباب ونبالهم الذين يمطرون عليهم به ومن يستطيع أقتحام ذلك ..فذلك جعل قلوبهم مطمئنه وبالهم مرتاح ،، فأصبحوا يرشقون في صدور المسلمين بالنبال من فوقها حتي أمطروا عليهم بوابل من السهام
- فمن الذي يستطيع أن يخترق تلك الالاف من السهام دون ان يتازي ؟،
واذا نجا فكيف له ان يقتحم الباب الكبير الثقيل ويفتحه وأيضاً مئات الرجال ستصرعونه لا محاله قبل الوصول إلي بابها ؟
ولكنهم نسيوا ان هناك فتي الموت البراء
نظر البراء إلي سور الحديقه ففرحت نفسه بشده لقد وجد فرصته للشهاده وموت لا محاله له .
ونادي البراء في قومه وقال : يا قومي ضعوني علي ترس وارفعوا الترس علي الرماح ثم اقذفوني إلي الحديقه قريباً من بابها فإما ان استشهد ياما سافتح لكم الباب .
وفي لمح البصر جلس البراء علي الترس وقد كان ضئيل الجسد ورفعته عشرات الرماح فألقته في " حديقة الموت " قريباً من بابها بين الالاف المؤلفه من جند مسيلمه فنزل عليهم نزول الصاعقه ، فما زال يصارعهم أمام باب الحديقه ويعمل في رقابهم السيف حتي قتل عشره منهم وفتح الباب وهو به بضع وثمانون جرح من رمية سهم أو ضربة سيف
فانطلقوا المسلمين الي حديقة الموت يقتحمون بابها وفاجئوا مسيلمه الكذاب ومن معه فاعملوا فيهم السيوف حتي قتلوا منهم قرابة عشرين الف
وحمل البراء بن مالك جريحاً وأقام بمداواته خالد بن الوليد وظل يعالجه بنفسه شهراً كاملاً حتي شفاءه الله
لم يكن فرح البراء بالنصر أكثر من حزنه علي فوت الشهاده ولكن ستأتي معركة وراء معركه ولن يخيب الله رجاء البراء
حقاً لا أجد كلمات توصف ذلك المغوار الذي جعلهم يرمونه الي حديقة الموت ليس خائف من مواجهة كل تلك الألوف وحده بضع وثمانون جرح فيك يا براء غير عابئ بألمك كل ما يهمك هو فتح الباب لأخؤانك حقاً أنه بطل مغوار وفتي الموت ... أجل أنه يريد الموت ! وكذلك موت اعدائه فقد كان يدخل الحرب غير خائف او عابئ بهم كل ما يهمه الله ثما الجنه ... ظل يقتل بهم ك الأسد الجائع لا يشبع من لحومهم ولا يرتوي من دمائهم ولا يهمه ألمه كل همه هو الله ثم الجنه
- وفي يوم فتح تستر من بلاد فارس مجيئ اليوم المشهود والوقت الموعود ، لقد حان رحيل المحب إلي بلاد حبيبه !
وفي هذه المعركه أختبئ الفرس في قلعه عظيمة ثما لجأوا إلي حيله دنيئه ، حيث عمدوا إلي خطاطيف من الحديد الفولاذي المحمي بالنار الشديده يقذفوها من فوق الاسوار فيغرزونها في جسد من شاءوا من المسلمين
وشاء الله تعالى أن تنال الخطاطيف من أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخي البراء ، فما كان للبراء أن يدع أخاه تلتهمه خطاطيف اعداءئه التي تصهر الاجساد ، لم يهمه نفسه ان يقتل او يجرح فقد كل همه انقاذ اخوه من تلك النيران التي في جسده لا يبالي بنفسه أهم أخاه وينقض البراء علي تلك الخطاطيف كالصقر لا يبالي بحرارتها وكيف له ان يشعر بالنيران وقلبه يتأكل وجعا من منظر أخوه فيمسك بالخطاف ويخرجه من جسد أخيه لا يهمه نفسه لا يشعر بحرقة النار التي تنصهر بيده لتصبح رمادا
وينجح البراء ويستخلص اخاه انس من خطاطيف أعدائه ويعجب المسلمين من ذلك العجب ولكنهم يعجبون أشد من ذلك حينما يلتفتون إلي يدي البراء يجدون عظمتين متفحمتين أما اللحم فقد انصهر وسقط ولم يشعر البراء في ذلك لأنه لم يكن له هم سؤ تخليص أخيه ،،، أخبروني ماذا بينه وبين الله كي لا يشعر بيده التي أصبحت رماداا ؟
ما أعظمك من أخ يا براء حقاً ! فلا يوجد في زمننا هذا متلك لقد أصبح الأخ يكره ويقتل أخاه من أجل مصاري وما شابه ، لقد أصبحنا يا براء في زمن تغلل في قلوبنا الكره والانانيه والايثاره والخداع والجشع والطمع ... وها أنت ذا تضحي بحياتك لأجل أخوك يا ليت يوجد اخؤات مثلك فلك كل عشقي يا براء ف عشقتك دون أن ارارك حقاً لا أجد كلمات توصف ذلك المغوار الذي جعلهم يرمونه الي حديقة الموت ليس خائف من مواجهة كل تلك الألوف وحده بضع وثمانون جرح فيك يا براء غير عابئ بالمك كل ما يهمك هو فتح الباب لأخؤانك حقاً أنه بطل مغوار وفتي الموت أنه لأسد حقاً .
لقد بلغ حرص البراء على الموت وبحثه عنه واستهانته به بالحياه أن خافه أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" على إخوانه المسلمين ، وكان يحذر منه كل الحذر . نعم لقد كان يحذر منه قادة الجيوش ألا يؤمروه على سرية من سرايا الجيش ، ولا يولوه أمر المسلمين في معركه ، لا لشجاعته وفروسيته ولا لطعن في دينه ، ولكن لحرصه على الموت واستهانته بالحياه في سبيل الله .
وهل وجد الشهيد خيراً من نفسه يجود بها ؟
الشهيد هو الذي علم أن روحه ليست ملكه وأنما ملك لله سبحانه وتعالى ، وعلموا أن النفس أمانه متي شاء الله أخذها ، لقد وهبت لهم الحياه مراراً وقد وجبت لهم الخلود لآخر الزمن فهم أن رحلت أجسادهم عن الأرض ، فقد بقيت ارواحهم الطاهره معطره ، وأحاديث أمجادهم علي مر الزمان ، يتقوي بها الضعيف
ويحي بها الإنسان لقد حرصوا هؤلاء الصحابه علي الشهاده ، وحرصوا على الفناء فكتب لهم البقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق