أعلان الهيدر

أحدث المواضيع

السبت، 24 أبريل 2021

الرئيسية علمني شيخي

علمني شيخي

 

علمني شيخي(10)

( والذين يُؤتونَ ما آتَوا وقلوبهم وَجِلة )

يا ولدي..

إنّ لله عِباداً وِجهَتُهُم الآخرة وبوصلتهم السماء، تراهم يعملون الخير راجينً فيه وجه الله، ثم يتولونَ إلى الظل، يبكون ويستغفرون خوفاً ألا تُقبلَ أعمالهم، وطمَعاً برحمة ربهم! 

قلوبهم وجِلة، وعيونهم دامعة ( أنّهم إلى ربّهم راجعون)!

يا ولدي إنها قلوبٌ حيّة، أدركت معنى(ولكنه ينظُر إلى قلوبكم وأعمالكم) فصار نقاء القلب غايتها، وصفاء الفؤاد مبتغاها! 

هم أدركوا يا ولدي أنّ هذه المُضغة هي مكانُ نظرِ العليّ! متى رأى فيها صدقَ العبد فتحَ له أبواب البرّ لينهلَ من خيريّ الدنيا والآخرة!


يا ولدي..

إنّما النجاة بأن تنشغلَ بنفسك عن الخلق..

تُهذّب مساعيها، تُعاتِب تقصيرها، تُعاقب تَجاوزها، وتُجازي إحسانها! 


إنّما النجاة بأن تراقب قلبك..

فتصلح منه ما مزّقته يد الغفلة والشهوة، وتحرس فيه مداخل الشيطان وحديث النفس!


يا ولدي..

( قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً .....

الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً)! 


إنّ الخسارة الحقيقة، أن تعمل وتَسعى في الحياة الدنيا فتظُنُّ أنّك أحسنت عملاً، وأتقنت سعياً، وتَغفل عن شِركٍ خَفيّ وهوىً متَّبع، واختلاطٍ للنوايا، وانتظارٍ للمدح ومقتٍ للذمّ، فيلتفتُ قلبك عن مراد الله من أعمالك  إلى مراد نفسك! فيُصبحُ همّك رضى الناس عنك، ورأيهم في أعمالك! فتزيد بالعمل والسعي إذا أُثني عليك، وتُنقِص إذا تمّ ذمُّك!


يا ولدي..

قيل ( من شهِد في إخلاصه إخلاص، فإخلاصُه يحتاج إلى إخلاص)!

إنّها رحلةٌ لن تنتهي، وإنّ المسير عند السالكين يحلو بعلاقَةٍ خاصّة بين العبد والربّ! يرجو بها وجه الله، فيمضي بين خوفٍ ورجاء! 

إنّ الصادقَ لَيحْرِص على إخفاء عباداته أكثر من حِرص الناس على إخفاء ذنوبهم! وإذا دعاه داعي البذل لإبداء صدقاته من مالٍ أو قول أو عملٍ لغايةِ تشجيع الغير أو الاقتداء ، استغفرَ الله عُقب عمله، وسارعَ بعملِ خيرٍ خفيٍّ يُبقيه في واحة النجاة..


تلك الواحة التي تَصلُ إليها بعد تضرّعٍ وطَلب من الله أن يجعَلك ممن يريدون وجهه في أعمالهم، من وهبوا لله أعمارهم فنادَوا ( إن صلاتي ونُسكي محياي ومماتي لله ربّ العالمين) 

تلك واحةٌ تروي من مائها عطشك فيزداد بذلك ظمأك، وتبقى لذّة الطمأنينة تحثُّك على أن تروي قلبك أكثر، وتزيد من أعمال السرّ أكثر!


بُنيّ..

(فمن كان يرجو لقاء ربّه

فليعمَل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربّه أحداً) 

إنهُ لقاءُ المُحبين..

من اشتاقوا فتاقوا 

من علِموا فعملوا،،،

فساروا بقلوبهم،،

حتى وصلوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.