- أنت هتتجوزيه بجد!
- عندك حل تانى!!
- تحبى واحد وتتجوزى واحد تانى ياحنان!
- الحب مش كل حاجه ، ما انا حبيته ومشى!.
- تقومى تتجوزى أخوه!
- ماما قالت لازم البس بسرعه الناس مستنيه برا.
- حنان بصيلى..
- فتحت الدولاب ودخلت راسى كلها فيه كأنى كنت عايزه يدارى وشى لانى لو بصيت في وشها هعيط!
- بُصيلى بقولك.
- اخدت نفس طويل وخرجت راسى.. لقيته! ، يلا نطلع بقى!
لبست وطلعت واول ما خرجت حسيت ان الكل بيبصلى. ضغطت ع ايد نورا وبصيت في الأرض ، مكنتش عايزه ارفعها لو رفعتها دمعتى هتنزل عيونى والدموع فيها هتبان ، هشوف نظره غريبه بتوصلى من عيونهم وانا مش عايزه أشوفها.
أحيانا الناس بتلومنا ع اخطاء غيرنا ، بنكون الضحيه وفي نفس الوقت بنتلام!، البنت دايما بتتلام ع كل حاجه بتحصل ليها والمفروض تتحمل ، إنما الولد عادى.، عايشيين في مجتمع غريب!.
- أمضى هنا يا بابا؟
- أه يا حبيبتى.
مضيت وكنت حاسه بيه ، كان قاعد جنبى.، معرفش ليه اتحمل وحط نفسه في الموقف دا ، معرفش ليه قبل ع نفسه الحال دا، من كام ساعه كنا بنحضر عشان أبقى مرات أخوه ودلوقت بقيت مراته!.
- لو عايزه تعيطى عيطى.
- كل دا أكل!، انتو عاملين وليمه ولا إيه!
- انتى كاتمه في قلبك ليه؟، مش هتستفادى حاجه!
- أنا جعانه اوى.، انتو بعتوا أكل عندهم ليا صح، ولا هروح وهيجوعونى هناك!
- حنان!!
- بصيتلها ومديت شفتى بحزن.. حنان جعانه.
وقتها ماما دخلت وقالت انه مستنينى برا هوا ومامته عشان نروح ، يعنى هروح هناك من غير ما أكل، بالله فيه حد يوم كتب كتابه يكون جعان كدا!، هوا انا متجوزه عشان أجوع!، هما قالوا اللى بيتجوزوا بياكلوا أكل حلو وبيتشبرقوا، انا مبتشبرقش ليه، هوا انا انضحك عليا ولا إيه!!
طلعت ومامته اخدتنى بالحضن وطبطبت عليا حسيته إنها بتعتذر ليا من حضنها ، بس هعمل إيه بإعتذراها طيب! ،
وهوا كان واقف جنبها حتى مقدرتش ارفع عينى وابصله.
وصلنا البيت وكنا طالعين ع السلم انا وهوا ومامته دخلت شقتها وقفت قدام شقتنا!، او شقته هوا ومقدرتش اتحرك ، مش كان المفروض ادخل هنا ومكملش كمان دور!، مش كان الاحق انى ادخل الشقه اللى اخترت كل ركن فيها بدل ما اروح شقه مشوفتهاش ولا مره حتى!.
- متقفيش.، لسه كمان دور.
- رفعت عينى فيه لأول مره.. هوا أخوك عمل فيا كدا ليه؟
- خلينا نتكلم فوق، اطلعى بس..
- عيونى دمعت.. كنت استاهل اتساب يوم كتب كتابى! ، استاهل اللى أخوك عمله فيا دا!
- أنا أسف ليكى والله.
- قعدت ع طرف السلم وربعت ايدى وحطيت عليها راسى. واتكلمت وانا بعيط... انا عمرى ما فتحت قلبى لحد وفتحته ليه كنت بسمعه وبقف جنبه دايما ، كنت ببذل كل جهدى عشان أخليه فرحان دايما.، عمرى ما اتخيلت انى اتحط في الموقف دا.، واتحطيت فيه بسبب أخوك..
- مد إيده.. حنان يلا نطلع ، امى هتسمعنا.
- بصيت لايده وسندت ع طرف السلم وقومت وطلعت قبله دخلنا الشقه وحسيت انى مخنوقه، دى مش شقتى.، مش دى اللى حلمت بيها، حتى مش دا الشخص اللى كنت بتمناه!
- انتى أكيد تعبانه، ادخلى نامى هنا، نقلنا شويه حاجات من تحت لهنا وبكرا هنكمل ، نامى وكل حاجه هتعدى.
سابنى وطلع.
هيا هتعدى فعلا!، لما تشوف أحلامك وحياتك اللى بنيتها في يوم وليله بتتدمر قدام عينك يبقى هتعدى؟
كنت بقيس الفستان وفرحانه ، كنت بدور وكل خمس دقايق اروح ابص في المرايه واتأكد انى فعلا لابسه الفستان، وكتب كتابى بكرا.
- لفيت وانا واقفه قدامها.. شكلى حلو.
- إبتسمت.. قمر اللهم ما بارك.
- طيب صورينى بقى عشان ابعتها لأحمد.
- هوا مش جاى كمان شويه!
- اه صح يبقى هوريهوله..
قطع كلامنا صوت الجرس..
- اتنططت من الفرحه.. جيه يا نورا جيه.. روحى افتحيله ع ما أظبط الطرحه وأطلعله.
كنت بعدل الطرحه لما هيا دخلت وكانت ملامحها متغيره.
- الطرحه اتعدلت صح؟
-......
- نورا انتى ساكته كدا ليه ، ضحكت.. مذهوله من جمالى صح؟
-......
- طيب خليكى ساكته كدا وانا هطلع لاحمد واجيلك.
كنت طالعه ولسه هفتح الباب بس وقفت لما هيا اتكلمت..
- احمد مش جاى يا حنان.
- مش جاى! اه تلاقيه عنده ضغط شغل ومعرفش يجى مش مشكله.
- هوا مش جاى خالص.
- ضحكت.. ليه هيبات في الشغل طول العمر؟
- لا عشان هوا هرب مع بنت وقال انه بيحبها.
- فضلت ساكته لفتره وبعدها ضحكت جامد.. لا والله نكته حلوه منك بس مش تقوليها تانى عشان مزعلش منك.
- حنان مبهزرش
- مبتهزريش يعنى إيه؟
وقتها ماما دخلت وكانت بتعيط.
- ايه دا بتعيطى ليه انتى كمان.، مالكوا يا جماعه قلبتوها نكد ليه كدا الله!!
- حظك قليل يابنتى ، ربنا يصبر قلبك.
- ماما انتى بتقولى ايه انتى كمان!!
- أقلعى الفستان يا حنان أقلعيه.
أقلعه!!، أقلعه ازاى؟، وعشان إيه، احمد هيرجع هوا بقاله كام شهر متغير بس هوا من ضغط الشغل صح!، لا هوا محبش، مكنش بيخونى لا ، احمد مش وحش للدرجه دى!، مستحيل يخون ثقتى!، دا انا بشوف الدنيا بعيونه ، معقول هونت عليه يعمل فيا كدا!
البيت اتقلب.بعد ما كان كله زغاريت وفرح اتقلب ل عزا وكله أخد ركن وساكت وانا قاعده مش عارفه اعمل ايه حتى مش عارفه اعيط!
مامته وصلت وكان معاها المأذون قلبى رفرف ورجعله الامل ورجع اتكسر تانى واتجزع لما دخل وراها مصطفى مش أحمد!
- كتب الكتاب هيحصل ومفيش حاجه هتتلغى.
- بس أحمد مش هنا!
- هتتجوزى مصطفى!
احنا بنبنى حياتنا ع شخص وبنتخيل معاه حياتنا مينفعش في ثانيه نشيل الشخص دا ونحط مكانه شخص تانى ويطلبوا مننا نتقبله، مفيش عقل يستوعب اللى بيقولوه دا!!.
بس بابا استوعبه ووافق، وافق عشان مينفعش يكون كتب كتابى متحدد ويتلغى قبلها بكام ساعه، الناس هتقول إيه؟.
حياتى اتلغبطت ، بقت مختلفه موجوده مع شخص عمرى ما كنت اتخيل انى اتجوزه ولا عمرى بصيت ليه حتى!.
قعدت يومين وانا مش بشوفه او مش عايزه أشوفه ، كان المفروض ابقى فرحانه دلوقت وأكون بهزر مع أحمد ليه حياتى اتقلبت كدا، هوا انا ليه اتقبلت اتجوزه، مش أخوه مسيره يرجع؟، هنعيش مع بعض في بيت واحد ازاى؟
كنت بسمع مامته وهيا بتسال عنى كل يوم وهيا بتطلع لينا الاكل وهوا يقولها نايمه ، ويسألها عن اخوه.، وتقوله متعرفش عنه حاجه لسه، ولما تنزل انا أقعد أعيط بعدها..
كنت نايمه لما الجرس رن بس محدش فتح قومت من مكانى بصعوبه وروحت فتحت ولقيتها نورا!.
اترميت في حضنها وعيطت.
- انتى كويسه!
- انتى شايفه إيه؟
- شايفه إنك لازم تبقى كويسه.
- بعد كل اللى حصلى يا نورا!
- هتفضلى تعيطى لإمتا يا حنان؟، لحد ما تموتى يعنى؟ ، انتى مش شايفه نفسك بقيتى عامله ازاى؟، وعشان مين ، عشان واحد عايش حياته انسان مستهتر بيوعد ومبيوفيش وبيخلى غيره يتحمل ، انا لحد دلوقت مش مستوعبه ازاى مصطفى وأحمد اخوات!
- أحمد طيب و....
- لسه يا حنان؟، لسه بتدافعى عنه!.
- انتى ليه بتكلمينى كدا؟، انا فيا اللى مكفينى.
- مش انتى لوحدك.، فكرتى في اخوه اللى حياته وقفت فجأه بسبب اخوه ، انا لحد دلوقت معرفش ليه ضحى بنفسه.
- بصيتلها وسكت..
هوا ليه فعلا وافق.، ليه وقف جنبى.، كان ممكن يسيبنى.وميتجوزنيش ، معقول همه الناس هتقول إيه عنى بسبب أخوه؟
نورا مشيت وانا فضلت قاعده ع الارض وسانده ع السرير وبفكر وفوقت لما سمعت صوته اول مره يكلمنى او يدخل الاوضه حتى!
- مش جعانه؟
- رفعت عينى لقيته قدامى ، واقف وساكت وبيبص حواليا ومبيبصش ليا ، هوا ليه عمل في نفسه كدا بجد!
- مش هتاكلى يعنى؟
- ليه عملت في نفسك كدا؟
- وانا عملت إيه!
- اتجوزت شخص مبتحبوش ليه!
- الموضوع عدى وخلاص ، المهم تاكلى؟
- بس انا من حقى أعرف!
- اتنهد تنهيده طويله معرفتش افسرها وبعدها اتكلم...
امى طلبت منى ولو كنت رفضت كانت هتتعب وانا قلبى مش هيتحمل يشوفها تعبانه.
- طيب ليه تتحمل كل دا؟
- إبتسم... ما انا ياما إتحملت متركزيش ، المهم هتأكلى؟
لما ملاقش رد منى، طلع من الاوضه من غير ما ينطق وانا لسه ببص عليه.
كان غريب فعلا و مش شبهه.، كان ساكت وأحمد عمره ما كان ساكت ، كانت ملامحه هاديه مش حلو زى أحمد بس ملامحه هاديه مقبوله تدخل القلب ببرائتها.
طلعت وكان قاعد ع السفره وماسك راسه وباصص للاكل وساكت.
كان باين عليه مهموم.، وقتها نسيت همومى ولقيتنى بقرب منه وبسأله ماله!
معرفش ليه بس كان شكله غريب ، عمرى ما حبيت أشوف حد حزين ، حتى لو انا حزن الدنيا كله إتجمع في قلبى وشايفه حد حزين ببقى عايزه أخفف عنه.
- مالك؟
- جيتى ليه؟، هتأكلى؟
- سالتك مالك؟
- اليوم كان متعب بس ، انتى كويسه!
- مش عارفه.
- مع الوقت هتتأكدى ان كل حاجه حصلت ليكى كانت خير.، مع الوقت كل حاجه هترجع طبيعيه ، انا عارف ان اللى انتى فيه صعب ومن حقك تعيشى حياه طبيعيه ، وعشان كدا شوفى حابه تخلصى من دا كله إمتا وانا هقف جنبك وهقول ان انا اللى مش مرتاح وكل واحد يروح لحاله ووقتها ربنا هيعوضك
-......
- عن إذنك انا هنام عشان عندى شغل.
للمره التانيه يسيبنى ويمشى وانا أقعد استغرب وافكر في جمله نورا ، ازاى دا اخو احمد!، ازاى دا أخوه بجد.، يعنى دول اتربوا نفس التربيه ، وعندهم نفس العيله؟ ، دول كانوا بيتعاملوا مع بعض!، طيب ازاى؟
عدى يومين وإحنا مبنتعاملش مع بعض.، مجرد كلام خفيف نطمن بس إننا لسه عايشين!.
حسيت انى عطشانه شوفت الساعه كانت اتنين ، خرجت عشان اجيب مايه بس وانا راجعه سمعت صوت.، سمعت صوته!، كان بيعيط ، قربت من الباب وانا خايفه ، كان كلامه مش مفهوم ومكنتش سامعه غير كلمه يارب انا تعبت.
رجعت الاوضه وقعدت مكانى وانا للمره المعرفش الكام عقلى بيقول دا اخو احمد ازاى؟.
خطوبتى من أحمد كانت سنه ونص ، أحمد كان حلو اى بنت تتمناه ، كان حلو شكلاً ، انا اتبهرت بشكله وحسيت انه اختارنى من وسط كل البنات كلهم ف ازاى ارفضه، كان فيه عيوب ، بس كنت بحاول اغيرها، زى إنه مبيصليش ، وكنت بحاول معاه وكان بيستجيب وكلها كام يوم ويرجع زى الاول كنت بتعب معاوهوا، كنت حابه تعبى دا ، كنت حابه اغيره للاحسن.
بس ليه مصطفى مش شبهه!
كنت قاعده ومخى بيجيب كل ذكرياتى مع احمد ولما رفعت عينى لقيته واقف وبيفتح الباب.
- أنت رايح فين؟
- نازل أقعد مع أمى شويه.
- هوا انا ممكن أنزل معاك؟
- رفع حاجبه بإستغراب.. لو انتى عايزه تعالى.
قومت ونزلت معاه مكنتش عايزه اقعد لوحدى وأسيب نفسى لتفكيرى لانى تعبت، بجد تعبت.، وانا بفكر فى شخص.، مفكرش لمره واحده قبل ما يجرحنى!.
أول ما نزلت مامته اخدتنى بالحضن، ست طيبه ، تشبه لأمى كتير، وكانت من الاسباب اللى خلتنى أحب أحمد.
- إنتى مش زعلانه منى يابنتى صح!
- وأزعل منك ليه؟
- بسبب اللى إبنى عمله، إنتى طيبه وفرحت لما أحمد طلب منى اننا نتقدم ليكى وكنت مفكره إنه هيتغير ع إيدك ، بس كلام مصطفى صح اللى فيه طبع مبيغيروش ، متزعليش منى يابنتى.
- إبتسمت.. مش زعلانه.
بسببه العيله كلها حاسه انها مذنبه اخوه اتجوزنى، وامه مبتفوتش فرصه غير لما تعتذر منى.وعن افعاله.، هوا ازاى عنده عيله حلوه كدا ومطلعش حلو زيهم!.
تانى يوم نزلت ليها وفرحت جداا لما شافتنى وفضلنا قاعدين مع بعض وبنساعد بعض ونتكلم.
- انا جيت يا ست الكل.، وكمان جيبتلك الكنافه اللى بتحبيها.
كان داخل وبيضحك وانا أول مره اشوفه بيضحك واول ما شافنى وقف مكانه.، هوا شاف عفريت ولا إيه!
- دا النهارده يوم الهنا ولا إيه!
- قرب منها وباس إيدها.. عامله إيه النهارده يا ماما.
- طبطبت ع كتفه.. الحمدلله يا حبيبى.
- أخدتى الادويه؟
- وأخدها ليه وحنان هنا!، كتر خيرها معايا طول النهار وخلتنى أضحك ومحتاجتش ل دوا انا حتى نسيت انى تعبانه.
كنت واقفه ومستغربه اللى هوا دا انا اللى نازله ليكى عشان مفكرش ومحزنش!، تقومى انتى قايله كدا!، يعنى هيا كمان كانت محتاجه نفس الحاجه!.
كان بيتعامل مع مامته حلو اوى.، كانت عينها بتطلع قلوب وهوا بيهزر معاها وبيأكلها.، اللى هوا بيتعامل كدا مع مامته امال اللى هيتجوزها هيتعامل معاها ازاى!
ثوانى..
اي دا هوا متجوزنى؟؟؟؟
مامته دخلت تنام وانا طلعت في البلكونه بتاعتهم اخدت نفس كبير وطلعته وانا ببتسم.
- شكرًا انك نزلتى لأمى النهارده.
- التفت لقيته واقف وماسك كوبايتين شاى بالنعناع.
- اخدت منه واحده.. انا اللى كنت محتاجاها عشان كدا نزلت.
- لسه مش راضيه بكل اللى حصلك؟
- هوا سهل إنك تنسى حد بتحبه؟
- كنتى بتحبى أحمد اوى يعنى!
- أنت شايف إيه؟
- ليه؟، عمل إيه خلاكى تحبيه؟
- سكت شويه عشان أفكر ، كان حلو اى بنت تتمناه، كلامه حلو كمان مش شكله بس و....
- هبا دى أسباب؟.
- نعم؟
- انا عمرى ما حبيت قبل كدا ، بس انتى متخيله ان دى اسباب تحبى شخص عشانه؟، يعنى هوا لو مكنش شكله حلو ولا كلامه مكنتيش هتحبيه؟.
- سكت ومعرفتش ارد.، انا بحبه للاسباب دى.ولانه اختارنى ما بين الكل ، كلامه بيدل إنى مبحبوش ، بس انا بحبه.
كلامه خلانى ارجع افكر تانى ، كنت عايزه أسال حد هوا كلامه فعلا صح، يعنى دا مكنش حب؟.
لقيتنى بتصل ع شخص لما بتوه بروح ليه.
- حنان انتى كويسه؟
- الناس بتقول ازيك ، يا نورا اتعلمى مش كدا!
- ازيك؟، حبيبتى الساعه واحده!
- وإيه يعنى؟، اقفل يعنى؟
- عايزه تسالى عن إيه؟
مستغربتش لانها دايما بتكون فاهمه اللى هقوله قبل ما اتكلم.
- إيه هيا أسباب الحب.
- الحب ملوش أسباب ، انتى بتحبى الشخص لانه كدا.، لانه حببك فيه ، بترتاحى معاه.بيفهمك بتبقى فرحانه معاه لانك بتحبيه فاهمه!
- وعشان شكله حلو؟
- دى شكليات لما تحبى حد من شكله يبقى انبهار مش حب.
- الانبهار ممكن يدوم كتير.
- اه لحد ما تلاقى نفسك بتكتشفى حاجات كان لازم تبقى موجوده وانتى مركزتيش فيها وركزتى بس في حاجات غريبه زى الشكل.
- وإنتى كلتى إيه النهارده؟.
إحساس ان عمرك كله تكون عايش في وهم انك بتحب شخص وفجأه تلاقى نفسك مش بتحبه وبتحب صفاته مش الشخص نفسه دى حاجه غريبه!، كنت دايما بتخانق معاه لانه مش بيصلى ومبيقربش من ربنا، انا أقل حد ممكن يتكلم في الدين بس بجاهد.بس هوا كان واقف ، حتى الفروض مبيعملهاش!، ع عكس مصطفى اللى بيصلى قيام، وكل فرض بيصليه في الجامع وبيبر بأمه، إختلاف كبير مكنش ينفع اتغاضى عنه.
كنت واقفه قدام البوتجاز بسخن الاكل ع النار وبفكر لسه في الكلام.
- الأكل!!.
- بصيت عليه لقيته اتحرق... انا أسفه والله مكنش قصدى.
- عادى متتاسفيش ممكن ناكل أى حاجه في البيت.
بيعاملنى بلين.، مبيلومنيش.، بيتناقش معايا بهدوء ، الصفات اللى لازم تكون موجوده في الشخص اللى بنحبه، مش الصفات اللى كنت شايفاها فى أحمد خالص!
كان واقف ومتوتر وكل شويه يجى قدام الاوضه ويمشى تانى.
- وقف قدامه... فيه إيه؟
- هاا.. لا مفيش.
- امال بتلف حوالين نفسك ليه؟
- أصل يعنى، اصل..
- ضحكت.. مصطفى مالك؟
- طلع من ورا ضهره كيس.. ماما قالت انك قولتى إنك بتحبى الحاجات دى يعنى، وقولت اجيبهالك اقصد هيا قالتلى أجيبهالك، ممكن تاخديهم؟
- أخدتهم منه وهوا إبتسم ونزل يصلى.
كان جايب كل حاجه انا قولتها كانه كان بيسمعنا وقتها ، لما نزلت ل مامته عشان ناكل مع بعض.
- هوا مين اللى جايبلك الحاجات دى يابنتى!
- بصيت ليه.. واحد كدا.قال ان مامته هيا اللى قالتله هاتهم ليها.
بص ليا وضحك ، كنت عارفه ان مامته مقالتش ليه حاجه وهوا اللى سمعنا وجابهم!، وحقيقى فرحت لانه حاول يفرحنى وأحمد مكنش بيبذل المجهود دا، انا اللى كنت دايما بحاول معاه، عشان كدا لاول مره احس انى فرحانه.
عيله غريبه، محستش بغربه وسطهم ولا إنى بعيده عن أهلى بضحك واهزر معاهم كانى مع أهلى.، حياه حلوه بينهم ، حلوه اوى.
- هيا البسله عامله كدا ليه؟
- شكلها حرانه وعايمه ع الوش تاخد نفسها!
- هوا انتى مبتعرفيش تطبخى؟
- فشر، مين قال كدا، بعرف أعمل الرز.
- بس!!
- أنت عايز اعرف أعمل حاجه كمان؟، قد إيه الانسان طماع!!
اخدها وظبطها وكانت جميله بس انا اللى عملتها في الاول يبقى انا اللى عملتها!
- اتعلمت تعمل الاكل ازاى؟
- ماما دايما كانت بتبقى تعبانه وانا اللى بعمل الاكل.
- وأحمد!
- دايما عايش في ملكوت لوحده.
- ينفع تعلمنى؟
- والمقابل؟
- انت عايز إيه؟
- ممكن تعمليلى شاى؟
- اه ، ثوانى ويكون قدامك.
روحت عملت الشاى وانا متحمسه اوى انه يعلمنى.
- هاا حلو؟
- انتى عملتى ل مين شاى قبل كدا؟
- ل بابا مره ومن يومها مطلبهوش.
- ماهوا لازم ميطلبوش.
- نعم؟
- لا مفيش، هعلمك من غير مقابل.
كل يوم كان بيعلمنى حاجه ومن وقتها واحنا بقينا قريبين من بعض لما بيجى من الشغل بنقعد مع مامته لحد ما تنام ونطلع ويعلمنى.، انا بتعلم بسرعه وعمرى ما شليته.
- الكمون بقى..
- ماشى..
- الكمون يا حنان، دا الكمون الطم؟
شليته مره بس!... مرتين؟، امممم اعتقد أكتر.
بقينا نهزر اكتر ونضحك اكتر وأكتر.
- انا قولتلك جربى تكوى حاجات بسيطه عشان تتعلمى.، انتى كويتى كل حاجه في البيت!
- ألاه!!، مش عشان اتعلم؟
- اتعلمى بس مش للدرجه دى ، دا انتى ناقص تكوينى انا كمان.
- رفعت المكوه في وشه.. فكره حلوه، يلا.
- رجع ل ورا.. يلا إيه؟، استهدى بالله كدا!
- قربت منه وانا بضحك.. يلا بجد
- حنان!!
- جريت وراه وانا بضحك.. تعالا يا مصطفى انا هكويك بس!
عارفين معنى انك عايز الليل يخلص عشان تشوف شخص!
انا بقيت اكره الليل عشان هوا بيدخل ينام ويسيبنى حقيقى، ووقت الشغل بيكلمنى بس بكره وقت الشغل كمان، انا عايزه طول النهار نبقى مع بعض ، بضحك وببقى مرتاحه وانا معاه ، ببقى مرتاحه لدرجه كبيره.
كل يوم بنفذ اللى بيعلمه ليا في اليوم اللى قبله.ولما بعمل حاجه حلوه بيجيبلى حاجات حلوه ، بحس إنى طفله لما بفرح وبلاقى معاه حاجه ليا بس اتعودت ع تعامله معايا وهوا كدا.
كنت واقفه مع مامته في المطبخ وبنفذ اللى علمه ليا إمبارح لحد ما سمعت صوت الباب وهوا بيتقفل سيبت المعلقه وطلعت اجرى وانا فرحانه انه أخيرا رجع بس.....
بس وقفت لما ملقتهوش هوا، مكنش مصطفى كان أحمد!!.
- إزيك يا حنان!
- لقيت نفسى برجع خطوه ومبتكلمش
- قرب خطوه. أنا عارف إنك زعلانه منى بس غصب عنى.
- بعدت نفس الخطوه وانا لسه ساكته.
- هيا اللى كانت بتلف حواليا وانا مقدرتش أقاوم.
-........
- حنان انتى سمعانى؟
- حنان!!!
- بصيت للصوت لقيته مصطفى جرى عليا.وشدنى ورا ضهره.
- إيه اللى رجعك يا أحمد!
- مش عيب تتجوز مراه اخوك الكبير؟، فين الاحترام يا محترم!
- وانت عندك الاحترام انك تسيب البنت اللى وعدتها بالجواز وتمشى قبل العقد بكام ساعه!
- انا حر.واعمل اللى انا عايزه.
- على صوته.. لا انت مش حر.، ارحمنا بقى يا أخى.، ارحمنى وارحم امك من اعمالك وخليك راجل لمره واحده بس في حياتك!
- انت ازاى تكلم اخوك الكبير كدا.
" ساب ايدى ومسكه من الجاكت بتاعه "
- انا أكلمك زى ما انا عايز انت فاهم!، انت إيه اللى رجعك أصلا!
- عشان أخد البنت اللى انت اخدتها منى.
- أحمد!!، البنت اللى بتتكلم عنها دى مراتى! ، لو اتكلمت عنها كلمه وربى يا أحمد ما هرحمك.
" كان شكله غريب ، حسيته انه اتحول مليون درجه ، كان باين ع وشه الغضب، اول ما مامته طلعت وشافتهم سابه ومسك إيدى.وطلعنا فوق ، كان باين عليه انه مش بخير، دخل الاوضه وقفل الباب ، فضلت واقفه قدام الاوضه وبعدها فتحتها ودخلت قعدت جنبه ع السرير كان صوت تنفسه عالى وباصص للفراغ وساكت "
- مصطفى انت كويس؟
- من غير مقدمات لقيته ميل راسه ع كتفى واتنهد وسكت.
كان ساكت وانا مسالتهوش بس بعدها بفتره بدأ يتكلم
- تعرفى إنه من وهوا صغير كدا، احنا اخوات بس انا و هوا مش شبه بعض، هوا أحلى من بكتير تعرفى ان عمرى ما عرفت انه أحلى منى غير من الناس!، انا مقتنع اننا كلنا حلوين وكلنا طيبين ، هوا كان طيب بس الناس اللى غيرته، كانوا بيهتموا بيه ويقربوا منه عشان شكله ، ومن وقتها بقى مغرور ، وكل حاجه بيتمناها كانت بتجيله ، لحد ما وصلت لوقت انه لو اتقاله لا يقلب الدنيا، كان دايما بيزعق ل ماما وانا أقف ليه واطيب بخاطرها، انا مش بكرهه بس كل حاجه وحشه حصلت في حياتى ، كان هوا السبب فيه، مرض أمى وموت بابا.، المشاكل اللى مبتخلصش كل حاجه...
سكت وبعدين كمل كلامه..
تعرفى الحاجه الوحيده اللى عملها حلوه هيا إيه؟
- إيه؟
- إنه مجاش كتب الكتاب وانا اللى اتجوزتك.
- سكت ومكنتش عارفه ارد.، كان قلبى بيدق ومكنش وقته خالص ، بس لقيت ايدى بتتمد وبتطبطب عليه ، وحمدت ربنا في سرى إنى اتجوزته ، انا عمرى ما كنت هحس بنفس الاحساس دا لو كنت مع اخوه، انا مينفعش أقارن بينهم أصلا.
- رفع راسه وبص ليا.. هوا انا لو قولتلك متنزليش تحت تانى هتوافقى؟
- مش انت جوزى؟
- إيه السؤال دا؟
- جاوب بس..
- اه.
- يبقى كل حاجه تقولها لازم اسمع كلامك فيها.
- مينفعش اجبرك ع حاجه بحجه انى جوزك ياحنان!
- وانا مكنتش هنزل أصلا يا مصطفى!
لطيف في تعامله وكلامه، وفي مشاعره وحتى في غيرته انى انزل واقابل اخوه ، انسان زى دا ميستحقش اى حاجه من الحياه غير إنه يتحب.، دا يا سعدها وهناها اللى يحبها مصطفى والله.
وانا حبيته عشان يحبنى ويبقى يا سعدى وهنايا مش عشان مش هقدر ابعد عنه لا....
سمعت كلامه ومبنزلش يمكن مكنتش طايقاه بعد ما سمعت كل حاجه من مصطفى وكان هوا اللى بينزل يطمن ع أمه ويطلع.
في يوم فضلت قاعده مستنياه يرجع، بس سمعت صوته وهوا تحت فتحت الباب لقيته بيتخانق مع أخوه واحمد كان صوته عالى، خوفت ع مصطفى نزلت بسرعه وكانوا لسه بيتخانقوا.
- اهى نزلت اهيه وانا هخليك تطلقها.
- أحمد متختبرش صبرى وابعد عنها.
- لا مش هبعد هيا كانت ليا وهتفضل ليا.
- اللى بتتكلم عنها دى مراتى يابنى.
- بس بتحبنى أنا.
- وقتها مصطفى سكت وبص ليا ، هوا مبيتكلمش ليه! ، ليكون مفكر ان اخوه بيفكر صح!.
- احمد قرب منى.. حنان اتطلقى منه وانا هتجوزك.
- كنت باصه ل مصطفى وهوا ساكت.
- حنان انا...
- انت أنانى ، انت أكبر شخص انانى شوفته في حياتى.
- نعم!
- انت عمرك ما حبيتنى دايما كنت عايز يبقى عندك كل حاجه.، وانا عمرى ما حبيتك كنت منبهره بحاجات فارغه متخلنيش اقدر اعيش معاك ، انا مش فاهمه انت كدا ليه، هتفوق من اللى انت فيه امتا؟، باباك مات، ومامتك ماشيه بالعلاج!، مش حاسس انك بوظت عيله ب انانيتك!، انت مفكر ان مفيش حد زيك؟، كلنا حلوين، ربنا مخلقش حد وحش، بس مش كلنا حلوين من جوا ، والاهم اللى جوا مش اللى برا،.
تعرف...
انت صعبان عليا اوى، صعبان عليا وانت شايف الدنيا بعينك السطحيه دى ومفكر انها صح، وللاسف في يوم هتفوف متأخر وتعرف انك غلط وان كل حياتك غلط حتى انت نفسك غلط.
انا اول مره أحس انى عايشه كان مع أخوك.، لاول مره افهم يعنى إيه حب، اخوك خلانى احبه من غير اى مجهود منه!
انت مش زى اخوك ليه؟
وقتها مامته كانت واقفه ولما خلصنا لقيتها ع الارض.، كلنا جرينا عليها ونقلناها المستشفى ، طول الطريق كان أحمد ماسك إيدها جامد .، وكانوا كلهم قلقانين حتى هوا.
اول ما الدكتور خرج ، جرى عليه اول واحد.
- ماما كويسه يا دكتور!
- اه بس مش قولتلكم تبعدوها عن الحزن؟
- هنبعدها يا دكتور، وعد هنبعدها.
- نقدر ندخل ليها؟
- اه.
جرى ودخل الاوضه واحنا وراه. قعد ع الارض ومسك إيدها وكان بيعيط ، يمكن اول مره اشوفه بيعيط.، او يمكن هوا اول مره يعيط اصلا!.
- أنا أسف يا أمى، انا أسف والله حقك عليا، انا بحبك والله فوقى انتى بس وانا مش هزعلك تانى ابداا، متسبنيش زى بابا، والله هتغير بس فوقى.
وقتها فتحت عينها وهوا ضحك.
حسيت انه فاق واخيرا يمكن اكتشف دا متأخر بس المهم انه فاق وبقى كويس!.
روحنا كلنا وانا طلعت انا ومصطفى. ، كنت فرحانه جدا، ان كل حاجه بقت كويسه، كنت قاعده لقيته واقف وباصص ليا ومبتسم.
- انت بتبصلى كدا ليه؟
- معجب!
- بتهزر بعد كل اللى حصل النهارده!
- انا مش فاكر النهارده غير حاجه واحده بس.
- وإيه هيا؟
- ابتسم.. انك قولتى انك بتحبينى!.
- انا!!، انا قولت كدا؟، امتا دا؟
- تعرفى انى كمان بحبك اوى.، وبحب وجودك جنبى وضحكتك ولطفك وبرائتك وكل حاجه فيكى، غيرتى حياتى.، شكلى هفضل أحمد ربنا إن أمى قالتلى اتجوزك ، يمكن دى أحسن حاجه عملتها في حياتى.، انا عمرى ما شوفت حد زيك كدا يا حنان بجد.
- يلهوى نسيت البسله!
- شوف بقولها إيه وهيا بتقول إيه!.
- علفكره عملتها حلوه، اجيبلك تدوق!
- لا انا عايز أسمع حاجه زى اللى قولتها تحت.
- مش عايمه علفكره ولا بتاخد نفسها!
- مش عايز بسله أنا ، انا عايز أسمعها بس.
- اعملك شاى؟
- ياربى!، خلاص مش عايز اسمع حاجه!.
- بالنعناع طيب!، تعالا بس!.
ضحكت.. بحبك خلاص.
" سلامًا على من هان عليه كسرقلوبنا، وعناق لك لترميم كسرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق