أعلان الهيدر

أحدث المواضيع

الاثنين، 26 أبريل 2021

الرئيسية رواية وجع الحب كامله

رواية وجع الحب كامله

 الفصل الأول 

        💔 وجع الحب 💔

                       




(اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم) 


         دائما ماتبهرنا جمال الورود ورائحتها ، فتجذبنا نحوها بتلقائيه ، ولكن دائما ما ننسى انه من الصعب الحصول على كل ما نريده  ، فللورود اشواك ، واذا اردت قطفها فعليك تحمل اشواكها .....

في مطار القاهره الدولي ، تهبط الطائره المحمله بالركاب ، ومن بينهم بطله قصتنا ورد  

استووووووب 

(ورد محمد المسيري ،23 سنه سافرت مع والديها الي ألمانيا قبل 17 عام لعمل والدها في احد الشركات العالميه لصناعه السيارات ، توفت والدتها بعد بضعه سنوات من سفرها ، ليتزوج والدها بعد فتره من مساعدته والتي كانت تحمل الجنسية المصرية ، ظنا منه انها ستعوض ابنته  عن فقدان والدتها ، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فكم عانت ورد من زوجه ابيها ، فهي امرأه متسلطه  طامعه للاستيلاء على ثروته  ، كثيرا ما حاولت ان تتخلص من ابنه زوجها ورد ، حتى يخلو لها الامر ، وتستطيع ان تستغل زوجها دون عواقب ، ايقن ابيها ذلك في الفتره التي سبقت وفاته ، فقام بتحويل كل ثروته قبل وفاته الي نقود ووضعها في احد البنوك بأسم ورد ،  وما ذاد الامر تعقيدا ملاحقه اعمامها اللذين في صعيد مصر لها ايضا ، لتأتي فاره الي مصر هروبا من زوجه ابيها ، والاختباء عند خالها ، لعله يحميها من هذه الاطماع   )


باااااااااااك

      خرجت ورد من صاله الاستقبال متجه الي خارج المطار ، للبحث عن سياره اجره واذا بها تصطدم بحائط بشري ...

ورد بغضب :مش تفتح وتبص قدامك يا خينا انت

-------- :معلش اصل نظري علي قدي مش بشوف الحشرات......

ورد: مين دي الي حشرات انت مطلعتش اعمي بس دانت طلعت غبي وقليل الأدب كمان

------ : لمي لسانك يابت انتي ، لولا اني شاكك انك ممكن تكوني واحده ست كنت ضربتك

ورد: تصدق انك قليل الادب ، وشكلك ملقتش الي يربيك ....

------: وانت شكلك بتخبطي في مخاليق ربنا بدوري علي زبون ، بس انتي مش نوعي المفضل ، انا بستنضف مبصش للحشرات 

رفعت يدها حاولت صفعه الا انه امسك يدها بقوه قبل ان تنزل الي وجه ....

-------: ايدك يا حلوه لتوحشك. 

ورد: ااااه ..... اااه سيب ايدي يا حيوان 

-------: مش قبل ما اربيكي يا روح امك علي الي عملتيه .. 

       تأملته هي بغيظ وحقد ، ابتداءا من عينيه  التي تحولت الى السواد  القاتم ،  لجسده الذي ينتفض من شده الغضب... 

    بالتأكيد هو سيقتلها ، وسيستحل دمائها ، فهو أشبه برجال العصابات ، ولكن مهلا الناس في كل مكان  لن يستطيع ان يقتلها الان ، لايبدو عليه انه سيتهور ويفعلها ، لتتصنع الشجاعة ثأرا لكرامتها المهدوره امامه ، حاولت ان تخفي فيها زعرها من هيئته التي ارعبتها ، لتقول بثقه 


-: انت مفكر نفسك بالحركات دي هتبقي راجل ، بالعكس كل الناس الي واقفه تتفرج دي ، شيفاك عيل ،يا عيل...


     لتخرج لسانها بحركه طفوليه منها ، مما ذاده غضبا وحقدا عليها ، فقد تملك الغضب منه ، وها هو قد وصل الى زروته ، فمن هذه حتى تستطيع ان تقف امامه وتتحداه ، لم يستطيع ان يغفل عن اهانتها ، وخصوصا انها اهانته امام اصدقاءه ، و مساعديه  في مكان عمله فكيف سيتطلع الي وجوههم ان لم يستطيع ان يرد على اساءتها له ، لو لم تكن امرأه لكان اقتص منها وقتلها في الحال ، ولكن كيف سيعاقبها على فعلتها الشنيعه في حقه ، وكرامته التى اهدرتها أمام الجميع ، لم يشعر بنفسه وهو يسحبها بقوه ويدفعها داخل السياره ، لم يأبه لمقاومتها ، وصوت استغاثتها ، لم يستطيع ان يتدخل احد وينقذها من براثنه ، فهي من جنت على روحها ، تستحق ان يفعل بها ما يشاء ،حدث ذلك في لحظات  ثم ركب جوارها  ،و أمر السائق بالانطلاق ....


بعد وقت


     وصل الي قصره ، ظلت هي تتأمل المكان من حولها برعب وهي تبحث عن مخرج ، لكن كان القصر ذو الأسوار العاليه كان كفيلا ان يزيدها رعبا ، ترجل من السياره ، لتنزل هي خلفه سريعا محاوله الهرب ، امر هو احد الحراس بوضعها  في غرفه القبو الى ان ينظر في امرها..... 

وبالفعل امتثل الحارس لأمره ، ولم يهتم لصراخها وبكاءها ،  حملها بخفه الريشه بين زراعيه الغليظه وما ان فتح باب القبو حتى دفعها  بقوه الي الداخل ، ثم اوصد الباب خلفه باحكام ، ارتطمت بالأرض بقوه بعدما دفعها ، حاولت الوقف مره اخرى متجاهله الالم الذي لحق بها .......

تحركت هي داخل الغرفه بزعر  ، تلتفت يمينا ويسارا تبحث عن مخرج فلا يوجد بالغرفه  سوى نافذه موصدة بالحديد ، بحثت عن اى شئ تحاول ان تفتحها ولم تجد ، كان الظلام الذي يحيط بالمكان اكثر رعبا وفتكا بها وما زاد الامر تعقيدا هو ان القدر لم يكن في صالحها ، فقد داهمتها أزمه الصدر واحتاجت الي البخاخ حتى تستطيع ان تنظم انفاسها ، كان البخاخ  بحقيبتها التي سقطت اثناء مقاومتها له قبل ان يدفعها داخل السياره في المطار ، طرقت الباب عده مرات تستنجد باي شخص يساعدها لكن ما من مجيب ، جلست على الارضيه خلف الباب وهي تبكي وتصارع الاختناق الذي سيطر عليها ، حاولت ألا تستسلم لتلك الغيمه التي تحاوطها ، الا ان الامر كان اشبه بالاختناق الي ان سحبتها الغيمه فلم تري بعدها سوى الظلام... 


بعد مرور  ساعه 

اخبر احد الحراس  باطلاق سراحها فيكفي ذلك لتأديبها، وعندما دلف الحارس الي الغرفه وجدها ممده علي الارض ووجها شاحب اللون ويميل الي الزرقه ، ليتفحص نبضها ليجده ضعيفا ، تجمدت الدماء في عروقه ليذهب سريعا الي داخل القصر لاخبار سيده بما حدث لها.... 

الحارس : لقيتها واقعه على الارض وباين عليها بتموت ..

انتفض هو من مجلسه وقبض علي ياقه قميصه قائلا بغضب 

-: انطق حد عملها حاجه ...... 

ليرد الحارس بخوف:  ابدا ولله انا قفلت عليها زي ما قولتلي ،ومحدش قرب من الاوضه الي هي فيها ، بس هي نبضها ضعيف ممكن نلحقها لو راحت المستشفى بسرعه.... 


اسرع هو الي غرفه القبو ، حملها سريعا الي السياره ، ليأخذها الى اقرب مشفى.... 

بعد نصف ساعة 

وقف  امام غرفه الكشف بعد ان اخذها الطبيب الي الداخل ليتفحصها ، ليخرج الطبيب بعد دقائق. 

الطبيب بعمليه :  الانسه كان عندها مشكله فالتنفس ، وتقريبا جتلها الازمه ومكنش معاها العلاج بتاعها ، انا علقتلها محلول وفيه ادويه موسعه للشعب الهوائيه ، لازم هتفضل علي جهاز التنفس لبليل ممكن تخرج بكره الصبح 

هز رأسه للطبيب متفهما ثم قال : يعني هي بقت كويسه ....

رد الطبيب: ايوه الحمد لله لحقناها في اخر لحظه... 

   تنهد بارتياح ، فبذلك قد ازاح هذه الغمه من على صدره ، لا ينكر انها تستحق القتل ، ولكن ليس بيده لن يلوث يده بدمائها ، عندما احتجزها في القبو اراد اخافتها ليس الا ، هز رأسه للطبيب عندما طمئنه بتحسن حالتها ليترك الطبيب ويغادر دون ان يتفوه بكلمه ، تعجب الطبيب  من تجاهله ولا مبالاته ، لينصرف الاخر ليتابع  عمله ........


          ✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳✳   


  في فيلا شريف الانصاري 

       وقف شريف يستند على عصاءه ، ويبدو عليه الغضب ، وهو يوبخ ذلك الحارس الذي يقف امامه.... 

شريف :  ازاي ملقتوهاش ، الطياره مفروض وصلت من  أربع ساعات ....

محمود : ولله يا باشا انا رحت بنفسي استقبلها ... واستنيت لما كل الي كانوا عالطياره خرجوا ....

شريف :انا هتجنن دي البنت متعرفش اي حد في مصر تروحله وكانت مأكده عليه اني ابعتلها عربيه .. انت تطلع دلوقتي عالمطار وتفحص قوأم السفر بتاعت النهارده ، وأعرفلي هي وصلت امتى بالظبط ، ربنا يستر ، يارتني كنت رحت بنفسي استقبلها ...

محمود : اهدى بس يا باشا هتروح فين يعني اهدي عشان صحتك 

شريف بتفكير : انا عاوزك تسافر الصعيد تدور عليها

محمود :صعيد ايه بس يا باشا ، الي هتروحه 

شريف : ماهي طالما مش باينه يبقى اهل ابوها اكيد خطفوها ، وانا عمري ما هسبهلهم ، ده ابوها وامها موصيني عليها ، وانا عمري ما اخلف وعدي ، ده كفايه انها من ريحه الغاليه اختي الوحيده 

ثم اجهش بالبكاء وهو يخرج صوره من درج المكتب ينظر اليها ويبكي ...

محمود : اهدى بس يا باشا الانفعال مش كويس عشان حضرتك ، وانا همشي دلوقتي ومش هرجع غير بيها ....

      بعد دقائق انصرف محمود بينما جلس شريف على كرسي مكتبه ، وهو يرجع ظهره الي الخلف ليسترجع ذكرياته مع اخته الوحيده التي كان يعشقها ......

        استوووووووب

( شريف الأنصاري ، في اواخر العقد الخامس من عمره ، يعاني من مرض بالقلب ، خال ورد الوحيد ويحبها حبا جما ، يرى بها اخته ناهد التي افتقدها منذ ان فارقت الحياه ، لديه ولد وحيد يسمى عمر )

                 ************    

   في المستشفى


     افاقت ورد بعد وقت لتتأمل المكان حولها ، بدء من المحاليل المتصله بها ، وجهاز التنفس الموضوع عليها ، لتعلم انها بالمشفي ...

     حاولت النهوض ولكن شعرت بتراخي جسدها ، لتظل دقائق مستكينه قبل ان تدلف الممرضه للأطمئنان عليها 

الممرضه : حمدلله عالسلامه 

ورد : الله يسلمك ،هو انا جيت هنا ازاى..

الممرضه : في واحد جابك هنا ومشي ، بس مسبش ليكي اي بيانات ، ودورت معاكي علي اي اثبات شخصيه للأسف ملقتش ، ياريت تملي الورقه دي ببيناتك عشان الاجراءات بتاعت المستشفىى 

ورد بتعب : ماشي بس انا مش قادره اكتب همليكي وانتي اكتبي.... 

      املت على الممرضه المعلومات اللازمه عنها،  لتتحدث الممرضه معها قائله 

-: لو سمحتى كفايه عليكي كلام ، وخليكي علي جهاز التنفس لغايه بكره ...

     هزت ورد رأسها  وهي تعيد جهاز التنفس علي وجهها مره اخرى ، فقد شعرت بالاختناق وعدم انتظام تنفسها ، حقنتها الممرضه ببعض الحقن ، لتغوص في نوم عميق بعد لحظات قليله .....

                  *************************


      جلست علي كرسيها المعتاد في الشرفه الخاصه بغرفتها تحت ضوء القمر تتناول قهوتها ، ثم استعدت لفتح الرساله الاولى لتقرأ محتواها والتي كانت مكتوب بها 

         " إلين يا اجمل نساء العالم ، وحشتيني كتير ، كل يوم بيفوت عليه بشتقلك اكتر، بشتاق لعنيكي الي مليانه حب وحنيه ، تكفي العالم كله ، انا سفري كان غصب عني سامحيني ، بس عشان اقدر اكون نفسي وارجع نتجوز ، كل يوم هكتبلك جواب ، انا عارف اني قديم ، بس الجواب هيبقى فيه ريحتي الي ديما هتفكرك بيه وذكرى حلوه تكون معاكي لما اوحشك ،متنسيش هستنى منك الرد ، بحبك يا اجمل بنت شافتها عيني 

                                  حبيبك / أدم  "         

تنهدت بحب بعدما احتضنت الرساله ، ثم طوتها ووضعتها في المظورف الخاص بها ....

------- -:   لسه أعده بتقري جوباته ..

كان هذا صوت أمل اخت إلين ...

دمعت عين إلين لتقول بحزن 

-: فات شهرين ومبعتش حاجه ، وكل ما أتصل بيه مش بيرد عليه ..

أمل : تلاقيه مشغول او عنده شغل   

الين : ده حتى تليفونه مقفول ، ده عمره ماعملها ، من ساعه ما سافر من 3 سنين

أمل  : أقولك علي حاجه ومتزعليش

الين : لا متقوليش ، انا مش ناقصه وجع قلب 

أمل  : انتي عارفه رأيي من ساعه ما سافر فجأه من غير ما يقولك ، وانا شايفه انه.....

قاطعتها الين وهي تبكي 

-: خلاص يا أمل متكمليش.......

استوووووووب 

( الين يوسف ، 23  سنه  ، كانت  تربطها علاقه حب بينها وبين زميلها بالجامعه ادم ولكنه كان يسبقها بثلاثه سنوات ، تعرف عليها عن طريق احد اصدقاءها ، احبو بعض كثيرا ، سافر منذ ثلاثه سنوات بعد تخرجه ، للعمل باحد الدول الاجنبيه من اجل تكوين مستقبله حتى يليق بها ويعود ، ويتزوجها )

   

،،،،،،،،،،، وجع الحب

                  روني محمد 

( اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم )    

     رأيكم في أول بارت ؟ وياترا ورد هتكون حكايتها ايه مع رجل العصابات الي كان خاطفها ، ولما تقابله تاني هيحصل ايه ؟؟؟   

وايه سر ادم وبعده عن الين ؟؟؟؟


الفصل الثاني 

              💔 وجع الحب 💔

                         روني محمد 

( لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين) 


تنهدت بحب بعدما احتضنت الرساله ، ثم طوتها ووضعتها في المظورف الخاص بها ....

------- -:   لسه أعده بتقري جوباته ..

كان هذا صوت أمل اخت إلين ...

دمعت عين إلين لتقول بحزن 

-: فات شهرين ومبعتش حاجه ، وكل ما أتصل بيه مش بيرد عليه ..

أمل : تلاقيه مشغول او عنده شغل   

الين : ده حتى تليفونه مقفول ، ده عمره ماعملها ، من ساعه ما سافر من 3 سنين

أمل  : أقولك علي حاجه ومتزعليش

الين : لا متقوليش ، انا مش ناقصه وجع قلب 

أمل  : انتي عارفه رأيي من ساعه ما سافر فجأه من غير ما يقولك ، وانا شايفه انه.....

قاطعتها الين وهي تبكي 

-: خلاص يا أمل متكمليش.......

ليقاطع كلامهم صوت رجولى قائلا 

-: مالك يا لي لي زعلانه ليه ، البت أمل دي هي الي بتخليكي تعيطي كده !!

كان هذا صوت والدها يوسف 

أمل بمرح : وانا مالي يا لمبي ، انا معملتش حاجه

مسحت الين دموعها سريعا لتقول 

-: مفيش ، ده بس الهوا هو الي خلا عنيا تدمع ..

يوسف : الهوا بردو ، ماشي هعمل نفسي مصدقك... المهم انا عاوز اتكلم معاكي في موضوع ، ياريت تسبينا لوحدنا يا أمل ....

أمل بمرح : كده يا چو عاوز توزعني... 

يوسف : لا حبيبتي انا بس عاوز انفرد بالقمر ده شويه... 

أمل : ماشي اذا كان كده امشي انا عشان مبقاش عازول.... 

  خرجت أمل ثم اكمل حديثه قائلا 

-: بصي يابنتي انا مش هعشلكم العمر كلو 

الين بلهفه : بعد الشر عنك يا بابا ربنا يديك الصحه 

يوسف : الموت علينا حق يا بنتي ، ومحدش ضامن عمره . 

     اقتربت هي منه لتمسك يده وتقول 

-: مالك يا حبيبي حاسس بايه 

يوسف : انا كويس يا حبيبتي ، بس نفسي اطمن عليكم قبل ما اموت ..

الين بحزن : تاني يا بابا انت بتخوفني ليه ؟

يوسف : اسمعيني يا بنتي ، انتي من وانتي عندك 17 سنه ياما كان بيتقدملك ناس ، وكنت برفض عشان لسه صغيره ، ولما بقى عندك 20 سنه ، قولت اعرض عليكي الموضوع لقيتك بترفضي ، قولت ماشي عشان دراستك ، انما دلوقتي انتي خلاص اتخرجتي مبقاش ليكي حجه ..

الين : بابا انا ...

يوسف : اسمعيني يا بنتي للأخر ، في رجل اعمال اسمه ياسر العمري متقدملك ، واما سألت عليه لقيته ،،،  انسان محترم وخلوق ، ومفيش احسن من كده 

الين : بس يا بابا انا كنت 

يوسف : ريحيني يا بنتي ، انا مش هضغط عليكي ، خليها فتره خطوبه لفتره حددوها سوا ، وفالفتره دي اتعرفوا على بعض وافتحى قلبك ،اديله فرصه (ثم أكمل بتحزير) واعملي حسابك ، انا مش هقبل بأعذار تانيه ، لو كان في حد تاني في حياتك ، وكان راجل وشاريكي ، مكنش اتأخر انه يجي ويدخل البيت من بابه ..

الين بدموع : انا كنت بس

قاطعها يوسف قائلا بحزم : الموضوع منتهي ، انا خلاص اتفقت مع الناس وجايين بكره او بعده بالكتير ..

      نهض يوسف واتجه الي داخل الشقه ، ولم يسمح لها بالنقاش حتى لا يلين لها قلبه ، فمنذ وفاه والدتها كان دائما هو الأب والأم ، ولم يقسو ابدا عليهم 


،،،،،،،،،،، وجع الحب 

                    روني محمد  


  في فيلا شريف الأنصاري 

      يجلس شريف في الحديقه يتطلع الي الفراغ امامه ، ويبدو عليه الانهاك والتعب ، ليقاطع شروده قدوم عمر ابنه 


عمر : مالك يا بابا من ساعه ما رجعت وانا شايفك قلقان ، زي ما يكون مستني حاجه او في حاجه قلقاك.... 

شريف : معلش يابني نسيت اقولك حمدلله على سلامتك .

عمر : ولا يهمك ، المهم سلامتك انت ، ها ايه الي مضايقك 

شريف : ورد ،،،، ورد بنت ناهد اختي رجعت مصر ، والمفروض انها هترجع على هنا قبل  ما أهل ابوها يعرفوا ، بس من ساعه ما وصلت وهي اختفت ،، مش لقينها ....

عمر :  وايه يعني لو أهل ابوها عرفوا ..... وبعدين ما يمكن نزلت عند حد من صحابها او معارفها ...

شريف : لا متعرفش حد هنا ، دي مسافره بقالها اكتر من 17 سنه ، ده لولا اني كنت بزورهم لما بسافر ألمانيا ، مكنتش هتعرفني انا كمان ...

عمر : طب ما ممكن تكون راحت تزور اهل ابوها 

قاطعه شريف قائلا : لا اهل ابوها ايه ، دول بالذات انا خايف منهم لو عرفوا انها جت مصر مش هيسبوها ..

عمر : ليه يعني ، هي كانت عليها طار 

شريف : لا بس ابوها الله يرحمه قبل ما يموت كتب كل حاجه باسمها ، وهو عنده ورث كبير فالصعيد ، فالكل عاوز يستولا على الورث ده ....

عمر : اه .... فهمت ،،، طيب متقلقش انت يا بابا وانا هكلم واحد من الرجاله يروح يدور يشوفها فين ...

شريف : هو انا هستناك ،،، انا قلبت الدنيا عليها مش موجوده ، انا بعت كام واحد يشوفها راحت الصعيد ولا لأ بس لسه موصلوش ...

    قاطعه صوت الهاتف الارضي للفيلا ليلتقطه عمر سريعا  ليرد ..

-: الو 

-----: ايوه ،، لو سمحت ممكن اكلم الاستاذ شريف 

  عمر : لحظه واحده ......في تليفون عشانك يا بابا شكله حد من الشغل.... 

       التقط شريف الهاتف سريعا ليرد على المتصله ، ليتجهم وجهه شريف قليلا وتظهر ملامح القلق والخوف على وجهه ،، طالعه عمر بفضول ، الي حين انتهى شريف من اجراء مكالمته ، وما ان وضع السماعه حتى التفت اليه قائلا

-: لقيتها الحمد لله ..

عمر : هي مين دي الي لقيتها ...

شريف : بنت خالتك ناهد الي كنت لسه بقولك عليها ...

عمر : طيب الحمد لله ، قولي هي فين وانا اروح اجبها ، وليه مجتش على هنا الاول..

شريف : مش عارف ، الي فهمته من الممرضه الي كلمتني ، قالت انها كانت تعبانه وراحت المستشفي.. 

عمر : ها قولي طيب علي عنوانها وانا اروح اجبها ولا هي هتعد هناك في المستشفي ولا ايه ...

شريف : لا خليك انت ، انا هروح وأخد محمود معايا 

عمر : طيب يا بابا الي يريحك ، لو احتجتني في حاجه كلمني ..

شريف : ماشي يابني ...

    صعد عمر الى غرفته ، وما ان اغلق الباب وخلع قميصه ورماه باهمال على السرير واتجه الي الحمام ، استوقفه صوت الهاتف ، ليخرجه من جيب بنطاله ، ويتطلع الي اسم خطيبته الذي يزين الشاشه ليرد قائلا 

-: وحشتيني 

ملك : يا سلام ، وحشتك ازاي وانت مفكرتش تكلمني من ساعه ما رجعت ...

     جلس علي السرير ورجع بظهره الى الخلف ليتنهد قائلا 

-:  غصب عني يا لوكا ولله كنت مشغول ...

ملك : لا انا بردو زعلانه منك يا عمر 

عمر بحب : وانا ميرضنيش زعلك يا روحي ، قوليلي اجي اصلحك دلوقتي .. 

ملك : لا  متجيش ، انا هستناك نروح خطوبه نيره باليل ..

عمر : اده اخيرا نيره هتتجوز 

ملك: لا دي خطوبه 

عمر : هي مش لسه كانت خطوبتها الشهر الي فات 

ملك : اه ماهي فركشت ، وهتتخطب النهارده 

عمر : دي بتغير فالعرسان ولا الفساتين 

ملك : بس بقي يا عمر متنساش انها بنت خالتي  .

عمر : يا سيتي واحنا مالنا المهم في القمر بتاعي لوكا حبيبتي لسه زعلانه مني ؟؟

ملك : لو مش عاوزني ازعل بجد متتاخرش عليه النهارده فالفرح ....

عمر : هو لازم انا يعني !!

ملك بغضب : عمررررر .... انت كل مره تضحك عليه ومتجيش وتسيبني اروح لوحدي بجد لو مجتش المره دي انا هزعل منك ...

عمر : لا وعلي ايه الطيب احسن ، انتي عارفه مبحبش جو الحفلات والدوشه ده ، المهم عوزاني اجيلك الساعه كام ؟

ملك : عدي عليه علي 8بالضبط ، 8 وخمس دقايق همشي وهيبقي في زعل كبير بينا ....

عمر بتأفف: ماشي يا ملك مش هتأخر ، سلام بقي عشان الحق انام ساعتين قبل ما اجيلك ....

                      استوووووووب 

( عمر شريف ابو النصر ، شاب في اوائل الثلاثينات يعمل طيار ، يحب عمله لأبعد الحدود ، حاول والده كثيرا اقناعه بترك هذا العمل ليدير شركات والده بدلا منه ، الا انه رفض بشده لتحججه بانه لا يحب  التجاره والبزنس ... فهو يحب دائما ان يكون كالطير ، يطير حيث يريد ولا يمكث في بلد واحد لأكثر من شهر  )

       بااااااااك

             ~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~~

        وصل شريف الي المشفى ، وقابل ورد بلهفه ، قائلا 

-: كده  يا ورد تقلقيني عليكي 

ورد : ولله يا خالو غصب عني ..

شريف : احكيلي ايه الي حصل ووصلتي للمستشفي ازاي ...

        قصت ورد ما حدث لها ومقابلتها لذلك المجهول وخطفها وحينما افاقت وجدت نفسها بالمشفى ، غضب شريف من ذلك قائلا 

-: متقلقيش يا ورد انا مش هستريح الا لما اجيبه ..

ورد : خلاص يا خالو سيبو لربنا ، بكره ربنا يحسبه على الي عمله ..  المهم دلوقتي انا حاجتي وشنطي وورقي حتى تليفوني كل حاجه سبتها فالمطار ، لو تبعت حد يدور عليها ، يارب تكون موجوده ...

شريف : مش مهم اي حاجه فداكي ، اهم حاجه اني اطمنت عليكي ، كل حاجه تتعوض ...

ورد : ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبي ، ياريت بردو زي ما قولتلك ابعت حد 

شريف : ماشي يا حبيبتي ، انا هروح اتكلم مع الدكتور واخليه يجي يكشف عليكي قبل ما نمشي 

ورد :مالوش لزوم ، انا الحمد لله بقيت كويسه ..

شريف : يا بنتي طمني قلبي وخلاص 

       خرج شريف من الغرفه وهو يتعكز علي عصاءه  ليذهب لغرفه الطبيب المتابع لحالتها ، ويطلب منه المجئ حتي يفحصها ويتأكد من سلامتها قبل الخروج من المشفى......

     وبعد دقائق عاد الي غرفتها مره اخرى بصحبه الطبيب ، وفحصها مره اخرى وطمأن شريف عليها قائلا 

-: انا هكتبلها على ادويه هتمشي عليها ، الي جانب البخاخ الي لازم يكون ملازمها على طول عشان منين ما تحس ببوادر الازمه ، تاخد منه على طول ان شاء الله هتبقى كويسه...... 

شريف : شكرا ليك يا دكتور تعبناك معانا... 

دكتور : لا ولا تعب ولا حاجه ده واجبي بعد اذنك.... 

    خرج الطبيب وبعد دقائق استعدت ورد للخروج برفقه خالها ، لياخذها عائدين الي منزله....     

         ~•~•~•~•~•~•~~•~•~•~•~•~•~•

في منزل الين 

      يجلس كلا من إلين وأمل ويوسف حول مائده الطعام ، الذي لم يخلو من هزار امل المعتاد ، ليقطع يوسف حديث الفتايات قائلا 

- : جهزوا نفسكم النهارده هيجي ياسر العمري هو وولدته عشان يتقدم لالين .....

       وقفت الين بعد ان تجمعت الدموع بعينيها ، لتندفع الي غرفتها تبكي وتخرج ما يؤلم صدرها ...

   لتحزن أمل لحزن اختها قليلا لتقول 

-: ليه يا بابا كده ، انت عمرك مجبرتنا على حاجه  ..

يوسف بضيق: عشان ده لمصلحتها ، انا دلعتكم كتير وبسبكم تختارو براحتكم ، انما طالما مش عارفين مصلحتكم اختار لكم انا ...

     ثم نهض تاركا الطعام ، واتجه الى غرفته ، فلم تيأس أمل واتبعته الي هناك ، وقبل ان يغلق الباب وقفت وهي تعقد زراعيها امام صدرها  لتقول 

-: بس عالاقل موضوع مصيري زي ده ليها حريه الاختيار.....

يوسف :  منا سبتها براحتها تختار ، كام سنه وهي بترفض وبتتحجج لكل عريس بيجي ، فهميني انتي ليه ، فالاول قولت دراستها شغلاها ، طب اهي خلصت مجاش ليه الي مستنياه ....

       جحظت عينيها للحظات قبل ان تقول بتلعثم 

-: مستنيه ..... مستنيه مين يعني. ..... لا مش مستنيه حد ...

يوسف بخبث : ماشي طالما مفيش حد يبقى توافق على ياسر والجزمه فوق رقبتها ، وبلغيها لازم تقابل النهارده الناس كويس ، وتفرد وشها ، بلاش الحركات بتاعه البنات دي انتي فهماني ....

أمل بخيبه امل  : حاضر يا بابا الي تشوفو حضرتك ......

     داخل غرفه الين 

  بعد تن دلفت الي غرفتها تبكي ، وهي تتذكر حبيبها أدم ، لتتذكر شيئا وتقوم سريعا لدولابها  ، واحضرت الصندوق الذي يحمل ذكراياتها مع ادم.... 

      فتحت الين صندوق اسرارها ، لتلتقط رساله أدم الثانيه ، وتفتحها 

" الين حبيبتي وحشتيني ، انا لسه بدور على شغل ، ادعيلي من قلبك ،الغربه صعبه اوي ، أول ما هلاقي شغل اول حد هيعرف انتي ، بحلم بيكي كل يوم معايا ، نفسي نعيش مع بعض العمر كلو ، كل ما بحس بيأس بفتكرك ، يرجع الامل جوايا من تاني ، اوعى تنسيني يا لي لي ، هستنى جوابك الي بيصبرني على فراقك ، خلي بالك من نفسك ..... 

               حبيبك / ادم ....

   احتضنت الخطاب وهي تبكي بانهيار ، اشتياقها له يزداد يوما بعد يوم ، تمنى نفسها دائما بعودته ، ولكنه قد اختفا منذ شهرين وهي لم تعرف عنه شئ ولا تستطيع الوصول اليه ، كيف لها ان تخمد ثوران والدها ، وهو يريد تزويجها لأخر ....

كيف لها ان تخبره بحبها لشخص ، كل ما فعله حتى الان هو كلام ووعوده بالزواج ، حينما يعود ، ثلاث سنوات مرت عليها كالدهور ، وهو لا يعود .....    

      ........... 

ياترا مين هيكون ياسر العمري وحكايته ايه ؟

وايه سر اختفاء ادم لاكتر من شهرين ؟؟؟

الفصل الثالث 

          💔 وجع الحب 💔

                       روني محمد 

( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )

    

         في المساء 

     تقف تلك الفتاه الشقراء  ذات العيون الزرقاء ، امام منزلها ، ترتدى فستانا من اللون الزهرى وتطلق شعرها يتمرد بانسيابيه على ظهرها ، نظرت في ساعه يدها وتأففت بضيق لتقول 

-: كده يا عمر تتأخر عليه ساعه بحالها ، انا غلطانه اني استنيت كل ده ، ماشي يا عمر لو مكنتش وريتك . 

  قاطعها صوته الرجولى الاجش قائلا 

-:  توري مين يا لوكا سمعيني كده تاني كنتي بتقولي ايه!! 

     انتفضت هي ،لتضع يدها فوق قلبها قائله بلهاث

-:حرام عليك يا  عمر خضتني ...

       اقترب هو منها ، لتتراجع الي الخلف خطوه ، وهي تحتضن حقيبتها امام صدرها وكأنها درع يحميها ،ليقول وهو يتصنع الجديه 

: سمعيني كده تاني ، هتوري مين!!

  تصنعت هي الامبالاه لتقول 

-: ولا حاجه ، انا كنت بكلم نفسي اصلا .

عمر : مجنونه يعني !

ملك بغيظ : ماشي يا عمر هي دي وحشتيني بعد الغيبه دي كلها ، انا غلطانه اني استنيتك كل ده ، انا ماشيه ..

     حملت طرف فستانها بيدها وهي تتجه الي سيارتها ، وتضرب الارض بقدمها بغيظ ، تخطاها سريعا وهو يقف امامها يمنعها من استكمال طريقها للسياره  قائلا 

-:  وحشتيني يا لوكا ، ايه الحلاوه دي كلها ، انا مقدرش على زعل القمر ده ، ما تفكك من الحفله والدوشه دي وتعالى نسهر في اي مكان ...

ملك : لا ، انت عارف نيره زي اختي ومش هينفع اسيبها في يوم زي ده ، وكفايه اني اتأخرت عليها ....

عمر بتهكم : تتعوض الخطوبه الجايه يا روحي ، ماهي بقيت بتتخطب وتفركش كل شهر تقريبا ...

ملك بغيظ : ده نصيب ، هتعمل ايه يعني نصيبها كده ..

عمر :  ههههههه دي خلصت على نص رجاله المحروسه ، وداخله عالدول المجاوره ..

     ضربته ملك في صدره بغيظ لتقول 

-: وليك نفس تهزر كمان ، طب وسع من طريقي عشان انت اخرتني ....

     تأفف بضيق ، ثم امسك يدها واتجه بها الى سيارته ، واجلسها ، ثم التف حول المقود ....

    بعد دقائق داخل السياره 

ملك بفضول : امال فين هديتي... 

   تصنع عمر اللا مبالاه وانشغاله بالقياده قائلا 

-: ملحقتش اجبلك هديه المره دي يا لوكا سامحيني... 

ملك بضيق : كده يا عمر انت مبقتش تحبني زي الاول... 

عمر : منا كل مره بسافر برجع بجبلك هدايا ، مجتش من مره... 

ملك : انت عارف يا حبيبي ، ان الهدايا دي بتبقى تذكار منك من كل بلد سافرتها من غيري عشان تفكرني بيك وانت مسافر ، بس انا بجد زعلانه ، كنت افتكرني باي حاجه... 

عمر: انا ميرضنيش زعلك يا حبيبتي ، اوعدك اننا لما نتجوز هخدك وألففك العالم كله ، مش هنسيب بلد غير لما نزورها سوا ...

         وضع يده في جيب جاكيته وأخرج علبه مخمليه وقدمها لها.

عمر بحب : اتفضلي يا حبيبتي  ، لو هو ده الي بيثبتلك اني بحبك ، فانا بموت فيكي .. 

     تهللت اساريرها لتلتقط العلبه سريعا وتفتحها بلهفه ، لتجد سلسال صغير وبه قلب مرصع بالألماز يزين المنتصف بأسمها "ملك"... 

       اقتربت منه لتحتضنه وتقبله وتقول 

-: شكرا يا حبيبي حلوه اوي ، انا بحبك اوي يا ميرو ......

عمر : ميرو!! انا بقول بلاها الخطوبه دي وتعالي نعمل حفله لينا عالضيق ، لينا انا وانتي وبس... (وغمز لها) 

ملك بتحزير : عمررررررر

عمر : خلاص انا غلطان انا كنت عاوز أقولك ميرو بيحبك قد ايه ، بس خلاص انتي الخسرانه...

         استووووووب 

( ملك  فتاه جميله في اواخر العشرينيات ، شقراء ذات عيون زرقاء كأمواج البحر ، تحب عمر كثيرا ،  تعرفت عليه في احد الحفلات ، لتظل تلاحقه من مكان الي اخر ، حتى وقع في حبها ، واستسلم لها ، ليعلنوا خطبتهم بعد شهور قليله )


           ******************      

في فيلا شريف 


     دلفت  ورد برفقه شريف في احد الغرف التي يبدو عليها الطابع الانثوي ، لتتجه الى السرير تجلس عليه وهي تتأمل الغرفه بسعاده ليجلس جوارها شريف قائلا 

-: دي بقي هتبقى اوضتك ، من ساعه مانتي بلغتيني برجوعك مصر  وانا جهزتها عشانك ، لو حبيتي تغيري فيها اي حاجه على زوقك  براحتك ، قوليلي وانا هعمل اللازم ... 

ورد : جميله اوي يا خالو ، شكرا ليك ، مكنش فيه لزوم لتعبك ده ...

شريف بحب : دانتي بنت الغاليه يا ورد ، انتي مش عارفه امك كانت غاليه عندي ازاي ، وانتي من ريحتها فغلاوتك متقلش عنها ابدا ...

ورد : انا عارفه يا خالو ، ربنا ميحرمنيش منك ...

شريف بحب : عارفه يا ورد ناهد مكنتش بس اختي الوحيده ، لا دي كانت بنتي ، لما قررت تسافر مع ابوكي كنت حزين اوي بس قولت اسيبها تشوف سعادتها فالمكان الي بتحبه ، وكنت بزورها من الوقت للتاني ، اما بقى لما تعبت وبعديها بفتره صغيره ماتت ( ثم اكمل بدموع ) حسيت ان روحي هي الي ماتت ، انا لغايه دلوقتي مش مصدق موتها ، بعد بفكر كتير واقول لنفسي انها مسافره واكيد هترجع ، كنت بسافر عشان اشوفك واملي عنيه منك ، تعرفي يا ورد انك فيكي كتير منها نفس ملامحها البريئه والجميله ، مسبتيش منها حاجه نظره عنيها ، جنانها ، رقتها .... 


       اقتربت منه تحتضنه ، لتنساب الدموع من عينيهم ، لتذكرهم والدتها المتوفاه ...

     ليبتعد هو عنها بعد ان مسح دموعه ليقول 

-: نامي وارتاحي يا حبيبتي دلوقتي ، احنا لسه هنعد مع بعض كتير ونتكلم في كل حاجة ، انا هكلم حد دلوقتي من الشغالين يجبلك الاكل هنا ...

    لتبتسم له ، وهي تهز رأسها بالموافقه .....


      اعتدلت على السرير ، لتأخذ وضع النوم ، ليقوم هو بدثرها بالغطاء جيدا ، وهو يبتسم لها بحب ، فقد اعادت الحياه بداخله مره اخرى..... 

    

           ~•~•~•~~•~•~•~•~•~•~••~•~•~

       احيانا نظل كالعالقين بين السماء  نشعر حينها بتوقف الانفاس ، فيتوقف القلب معه ، تبدو لنا الحياه بلا نكهه ، تنساق اقدامنا الى المجهول ....

      كانت  الين تجلس بين الجميع شارده بعيدا كل البعد عن احاديثم ،،، يجلس ذلك العريس المزعوم امامها ، يسرق نظراته منها بين الحين والاخر ، بينما تجلس والدته بمنقارها المدبب تتفحصها بتعجرف و نظرات حاده ......

     تبادل ياسر الحديث مع والدها في امور شتى بينما هي لم تشترك معهم في اي حديث ، الا حينما تقوم والدته باطراء عليها سؤال وكأنها في مكتب تحقيقات ، لتجيب ببضع الكلمات وتعاود الصمت مره اخرى ، الى ان شعرت بالاختناق منهم وكأن المكان قد نفذ منه الهواء ،لتنهض وتتجه الى غرفتها ، بعد ان استأذنت بالانصراف ، لعلها تجد هواءا تتنفسه بعيدا عنهم .....

       بعد قليل 

سمعت اباها يتبادل السلامات بينهم ويودعهم بكل ترحاب وسرور ، عزمت هي على الاستكانه في سريرها وتصنع النوم قبل ان يأتي اليها والدها ويعنفها ، لم تفوت لحظات  الا ووجدت باب غرفتها يفتح بعنف ، ويقف والدها يطالعها بنظرات قاتله ليقول 

-: هي دي مقبلتك للضيوف الي جاييين بيتك ...

     

   لم تستطع تصنع النوم فأباها بالتأكيد كشفها ،  اعتدلت هي من مجلسها لتقول بلا مبالاه 

-: منا اعدت معاهم اهو زي ما طلبت اعمل ايه تاني ..

يوسف : بوزك الي قدامك شبرين ، ولا كلامك مع الست والدته الي من تحت الضرس ، وبالاخير تقومي بكل قله زوق وتسبيهم وتدخلي اوضتك ، ابقي قابليني لو بصوا تاني في وشك ....

الين بهمس: احسن بردو ...

يوسف بغضب : اعملى حسابك ، انتي هتتجوزي ياسر العمري ورجلك فوق رقبتك ، وفتره الخطوبه مش هخليها تعدي ال6 شهور ، فكري كده واعقليها ، الي بتعمليه ده مفيش منه فايده ، وفالأول ولا فالاخر مش هتتجوزي غير ياسر بس هو يوافق ....

الين بدموع : ليه كده يا بابا انت عمرك مغصبتنا على حاجه تقوم تغصبنا عالجواز ...

يوسف : انا دلعتكم كتير ، وده سبب الي انتي فيه ده دلوقتي ، ياسر حد محترم وخلوق ، ومش هيتعوض لو ضيعتيه من ايدك ...

      خرج وصفع الباب خلفه بقوه ، فلم يترك لها المجال لتعترض ....

    بينما هي احتضنت وسادتها ، وظلت تبكي بقهر حتى غلبها النوم.... 

          ~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~

في فيلا ياسر العمري 


         تجلس تلك السيده المتصابيه والمتسلطه تضع رجل فوق الأخرى بتعجرف ، يبدو عليها اشتعال نيران الغضب داخلها ، يجلس ياسر في الكرسي المقابل لها لا يبالي بغضبها الذي لا سبب له من وجهه نظره لتقول وهي تضغط على اسنانها 

-: البنت دي متنفعناش يا ياسر ، انا مربتاكش العمر ده كله وتعبت فيك عشان تيجي واحده زي دي تمسح بكرمتنا الارض ومتعملناش اعتبار كده ...

استغرب هو من حدتها ليقول 

-: مالها يا امي هي كانت عملت ايه ؟

نازلي بغيظ : يعني ما شوفتش قله زوقها لما قامت وسابتنا قاعدين ...

ياسر : طب ما هي استأذنت قبل ما تقوم وبعدين احنا مشينا بعدها على طول ...

نازلي : بردو مكنتش مفروض تعمل كده ، ولا بوزها الي كانت اعده مصدرهلنا ، هي كانت تطول واحد زيك ، انا مش عارفه ايه الي عاجبك فيها مانا ياما جبتلك بنات احلا منها كتير وبنات عائلات راقيه ، اشمعنى دي ...

ياسر بنفاذ صبر  : النصيب يا امي انا مش هتجوز غير الين ، فمتتعبيش نفسك وتكرهيني فيها ... حاولي تحبيها ومطلعيش فيها عيوب الدنيا ، الين كويسه بس يمكن هي عشان مش اخده علينا او مكسوفه عملت كده.... 

نازلي بغضب : يعني مش فارق معاك اهنتها لينا ...

ياسر بحده : بصي انا عارف نيتك في كل مره بطفشي فيها اي عروسه بفكر فيها ، بس المره دي انا هتمسك بالين حتي لو اخر يوم في عمري مش هسيبها ، دي بالذات انا حطيت عيني عليها ومش هسيبها غير لما تكون مراتي ...

نازلي بتلعثم  : انا ... انا يا بني ميهمنيش غير سعدتك ، ومش عاوزه غير مصلحتك ، كان نفسي تختار واحده تحبك وتخاف عليك ، مش عوزاك تغلط غلطتي باختياري لابوك ، اه لو مكنتش ملك اتخطبت ، فضلت اقولك تعالا اخطبهالك بس انت فضلت تأجل لغايه لما راحت من ايديك.... 

ياسر : انسي يا ماما زمان ده عدى وفات مش عاوزين نفتح في الي فات المهم في الي احنا عايشينه دلوقتي ، اما بقى بالنسبه لملك فهي اتخطبت وبتحب خطيبها وانا طول عمري بحبها زي اختي عمري ما هعتبرها غير كده ....

        ثم نهض واندفع خارجا من الغرفه ومن الفيلا باكملها ، يحب والدته كثيرا ، ولكن مالا يحبه هو معاملتها له وكانه طفلا صغيرا يحتاج دائما الي توجيهها ، الي جانب انها كانت طول الوقت تتدخل في اختياراته وتنتقدها ، وكل ما يهمها هو الثروه والمظهر الاجتماعي ....

               استووووووووب 

( ياسر العمري رجل اعمال  في منتصف الثلاثينيات ، وحيد والدته نازلي هانم ، حاولت كثيرا ان تقرب بينه وبين ابنة صديقتها ملك ، ليتزوجها ظنا منها انها هي من تناسب عائلته،، ولكن ملك خذلتها حينما قررت ان ترتبط بشخص اخر ، ولكن نازلي لم تيأس وستظل خلفها الي ان تفسد خطبتها وتتزوج بياسر )

           ~•~•~•~•~•~~•~•~•~•~•~•~

في اليوم التالي 

           هبطت ورد درجات السلم بخطوات محسوسه لتتجه الي غرفه الطعام ، بعدما ارسل اليها شريف احد الخادمات لكي تأتي وتتناول الطعام معهم ...

     دلفت الي الغرفه ، لتجد شريف يجلس بانتظارها على رأس المائده ، بينما عمر يجلس ويواليها ظهره ، ابتسم شريف لها ، ووقف يستند بيده على السفره ، لتقترب منه سريعا تمسك يده الاخرى وتحتضنه بحب ابوي ، إلتفتت لذلك الجالس وهي تبتسم بخجل ..

ليقول شريف : اعرفك يا ورد على عمر ابني ...

وما ان التفتت حتى جحظت عينيها وتلاشت ابتسامتها وحل محلها الزعر والصدمه ، شهقت بخوف وهي تتراجع للخلف و تضع يدها على فمها تكتم صرختها..... 

                    

ليه ورد خافت من عمر ؟ وهل هو نفس الراجل الي خطفها ولا لأ ؟

وادم والين مصيرهم ايه ؟

طب نازلي هانم هتقدر تفرق بين عمر و ملك ، وياسر يبفوز بيها ؟؟

الفصل الرابع 

           💔  وجع الحب 💔

                      روني محمد 

(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )


         وما ان التفتت حتى جحظت عينيها وتلاشت ابتسامتها وحل محلها الزعر والصدمه ، شهقت بخوف وهي تتراجع للخلف و تضع يدها على فمها تكتم صرختها..... 


         وقف الاخر وتفاجأ بها ايضا ، ليضحك بملئ فاه قائلا

-: كويس اننا طلعنا قرايب عشان انا ملحقتش اخد حقي منك... 

       لتلتقط السكين المخصصه للطعام ، وترفعها نحوه قائله بتحدي 

-: دانت بتحلم ، لو كنت فاكر ان مجيك هنا هيخوفني لا انسى دانا اقتلك ، واشرب من دمك... 

         ليمسك شريف السكين ويضعها على المنضده ، ثم يسحب ورد لتجلس امام عمر على الجانب الاخر من السفره ، ليقول 

-: ممكن افهم بقى في ايه ؟

    ظل الاثنان يحملقان ببعضهما ويتبادلان نظرات الوعيد بينهم ، لتقطع ورد الصمت قائله 

-: خالو اتصل بالبوليس بسرعه هو ده الراجل الي خطفني وكان عاوز يموتني... 

   رفع عمر حاجبه من اتهامها له ، ولم تكتفي بذلك وتطلب من والده ان يطلب الشرطه... 

   نظر شريف الي ابنه بحده ليقول 

-: ايه الكلام الي ورد بتقوله ده يا عمر ، انت فعلا خطفتها وكنت هتموتها.. 

عمر : دي كدابه ، واحده جايه ترمي بلاها عليه ، تلاقيها بتعمل الحركات دي عشان ليها غرض تاني... 

شريف بحده : عمررررررررر 

تجمعت الدموع في عينيها لتقول 

-: ولله يا خالو مش بكذب ، هو ده الي خطفني..

امسك شريف يدها مطمئنا لها ليقول بحب ابوي

-: مايمكن واحد شبه... 

  ابتسم هو بتشفي لها لتقول 

-: لا يا خالو انا متأكده ، وبالأماره هتلاقي عضه انا عضتهاله في دراعه ، لما كان بيدخلني العربيه غصب عني... 

   مسك شريف زراع عمر ثم شمر عن ساعده ، فلم يجد شيئا ، ثم التقط الاخر وفعل مثل الاول ، ليجد اثار اسنان على زراعه ....

ورد : شوفت يا خالو اهوه ، اثار العضه اهيه

وضع عمر يده مكان العضه ليقول بألم

-: دي كلبه مسعوره عضتني لما كنت مسافر، والحمد لله لحقوني بالمصل المضاد قبل ما اتصعر... 

ورد بغيظ : تصدق انك قليل الادب ومش محترم ، انا كلبه يا سواق البهايم.. 

عمر بحده : تصدقي انك قليله الادب وعاوزه تتربي ، وتستهلي انك تتحبسي زي الكلاب لغايه لما تموتي... 

شريف :بااااااس ولله كويس الكلام ده انتو مش عاملين ليه اي احترام خالص ، قموا اضربوا بعض احسن... 

ورد بخذو : انا اسفه يا خالو ، هو الي استفذني... 

عمر : مانت شايف يا بابا طوله لسانها الي عاوز قطعه... 

      طالعته هي بنظرات شرسه ، تتمنى لو تنقض عليه وتخنقه بيديها لعلها ترتاح من ذلك المتعجرف.... 

شريف بحده : اتفضلوا افطروا وبعد الاكل انتم الاتنين قدامي عالمكتب ، لما نشوف ايه حكايه الهبل الي بتعملوه ده .... 

      بدأ الاثنان في تناول الطعام ، وهما ينظران لبعضهما بكره  وفي  داخلهم يتوعد كلا منهم للأخر بالجحيم ، وكأنه يخبره ان مصيره الموت لا محاله وعلى يديه .... 

         ~•~•~•~•~•~•~~•••~•~•~•~•~

        عند الين

      حبيسه الذكريات ، كيف لي ان اتخيل عالمي بدونك ، اعيش على ذكراك ، اذكر ملامحك التى فات عليها سنوات ، قد تكون تغيرت ، ولكن احمل منها ما قد يصبرني على البعاد الي ان يحين اللقاء.... 

كانت تجلس على كرسيها المفضل في شرفه غرفتها ، وتتناول قهوتها الصباحيه ، وتضع جوارها صندوقها الثمين لتفتحه وتلتقط الرساله الثالثه وتقرأها 

     " وحشتيني يا لي لي كتير ، وحشني حبك وشكلك وحشتني ملامحك ، الي مش مفرقاني في احلامي ، انا بطمنك اني الحمد لله لقيت شغل بمرتب كويس ، وكمان اتصاحبت على مجموعه من المصريين ، كانو بيتجمعوا في كافيتريا بتاعه واحد مصري ، الغربه هنا صعبه اوي بس الي بيهونها عليه ، اني هرجع واتجوزك يا لي لي ، سامحيني انا مش بقدر اتصل عليكي كتير لان المكالمات هنا غاليه اوي ، وبعدين المكان الي بشتغل فيه ممنوع اخد معايا الموبيل ، اول ما الامور تتظبط معايا بوعدك اني هتصل عشان اسمع صوتك الي واحشني اوي ، خلي بالك من نفسك.... 

                         حبيبك / أدم             "

     تنهدت هي بحب وهي تقبل الرساله قبل ان تطويها وتعيدها داخل الصندوق ، وقد غزت الدموع وجنتيها اثناء قراءتها رسالته ، تشعر بتسارع نبضات قلبها المفتور ، ولكن كيف لها ان تتخلص من هذه الزيجه ، كيف تستطيع ان تقنع والدها برفض زواجها من ياسر ، كيف لها ان تخون حبيبها ادم ، طال غيابه لاكثر من شهرين ولم يرسل لها خطابا او حتي اتصالا يطمئنها عليه ، اخبرتها احدى صديقاتها ، انه من الممكن ان يكون قد تزوج من اجل الحصول علي الجنسيه ،كما يفعل الكثير لكنها كانت عندها ثقه كبيره به ، نفضت الفكره من رأسها سريعا ، ولكن سرعان ما تعود الي حيرتها ، اذا كان لم يتزوج ، اذا فاين هو طيله هذه المده كيف لا يحدثها ، او يسأل عنها ، اتصلت به مئات المرات ولكن لا يجيب ، الي ان اغلق الهاتف في احد المرات ومن وقتها لم يفتح...... 

فتحت موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتجد اخر صوره له منذ يومين نشرها احد اصدقاءه على صفحته ، وهو يبتسم بسعاده برفقه مجموعه من الأصدقاء ....

     كاد عقلها ان يجن من كثره التفكير ، ليقطع شرودها صوت امل لينتشلها من دوامه افكارها التي لا تنتهي قائله 

-: الين تعالي كلمي بابا عاوزك.... 

الين بحزن : ماشي يا امل جايه ، متعرفيش هو عاوزني ليه ؟

    رفعت امل كتفيها وهي تذم شفتيها قائله 

-: علمي علمك  ، هو قالي روح نادي اختك ، سألته ليه قالي لما تيجي هتعرفي  ....

  ورد : طيب وسعي كده هروح اشوفه .....

      وقفت الين لتتجه الى الغرفه حيث ينتظرها ابيها. 

              ~•••~•~•~•~•~•~•~•~

في غرفه المكتب فيلا شريف 

        يجلس شريف خلف المكتب  ، وامامه جلس كلا من ورد وفي مقابلها عمر وهما يتطلعان لبعضهما بكره ... 

جلسا وكأنهما في تحدي ،تأهب كلا منهما للاخر استعدادا لبدء المعركه ، منتظرين اشاره البدء ،حتى ينقض كلا منهم على الأخر.. 

شريف : ممكن افهم بقى ايه الي حصل ، ومش عايز طوله لسان... 

عمر ببرود : معرفهاش ، واحده وبتتبلا عليا... 

طالعته بغيظ لتقول 

-: انا عاوزه امشي يا خالو مش هعد هنا تاني مع واحد همجي زي ده.... 

عمر بغضب : انا همجي ولا انتي الي بتمشي ترمي بلاكي عالناس... 

ورد بغضب : بلايا...  انا....  ليه مش انت الي خطفتني وكنت عاوز تموتني... 

عمر : ياريتك كنتي موتي وارتحت اهو عالاقل مكنتش شوفت وشك ده تاني.... 

شريف بغضب : باااااااااااااااس ، اسكتو..... فهمني انت يا عمر ايه الي حصل... 

ارجع عمر ظهره الي الخلف عاقدا زراعيه امام صدره ويضع رجل فوق الأخرى قائلا ببرود 

-: وانا فالمطار لقيتها ماشيه تتخبط في مخاليق ربنا ، كانت بتشقطلها واحد تقريبا ، وبعدين لقيتها راميه نفسها عليه ،وعمله نفسها تعبانه ومش عارفه ايه.. 

رحت اخدتها اكسب فيها ثواب وودتها المستشفى سبتها ومشيت.... 

      كادت هي ان تجن من كلامه ، حاولت التحكم بنفسها بأقصي الحدود حتى لا تنقض عليه وتخنقه .... 

شريف بحده : عيب لما تقول علي بنت عمتك كده ، وبعدين انا عارف تربيتها كويس ، فالحوار ده ميدخلش عليه... 

عمر : ولله انا قولت الي عندي ، وهو ده الي حصل... 

ورد : متتعبش نفسك يا خالو انا حكيت لحضرتك كل الحقيقه ، واظن انت مش هترضالي اعد مع واحد همجي وكداب زي ده في بيت واحد ، انا هلم هدومي وهعد في اوتيل لغايه لما اشتريلي شقه.. 

عمر بهمس : الباب يفوت جمل.... 

       فهمت هي ما يقول لتغتاظ اكتر وتهب واقفه ، لتنصرف ليوقفها صوت شريف قائلا 

-:  استني يا ورد ، انتي مش هتمشي من هنا ده بيتك قبل مايكون بيتي ، احنا الي ضيوف عندك.... 

عمر بغيظ : سبها براحتها يا بابا... 

شريف : عمررررر ، اسكت واعتزر لبنت عمتك حالا... 

عمر بتحدي : انت يا بابا على عيني وراسي ، بس مش عمر الأنصاري الي يعتزر لواحده ست ،(ثم اكمل باستهزاء وهو يطالعها من أعلاها لأسفلها ) ده لو كانت ست اصلا.... 

ورد : اندفعت تخرج من الغرفه قبل ان تسمع اهانتها اكثر من ذلك.... 

     ليفكر شريف قليلا قبل ان يدعي المرض ويمسك قلبه بوهن قائلا 

-: اااه...... يابني حرام عليك عملت كده ليه ، انا خلاص فاضلي شويه واموت ، سبني امتع عيني بيها قبل ما قابل وجه كريم ، دي من ريحه الغاليه ، انت عارف انا كنت فرحت بمجيها ازاي ، عاوز ليه تحرمني منها.....

    ثم هوى ليجلس على الكرسي ، يدعي المرض ، وهو يضغط بيده فوق قلبه... 

   اندفع عمر نحوه يتفحصه ، وهو يمسك بيده الاخري يفركها برفق..... 

عمر بلهفه : بابا انت كويس 

شريف وهو مازال يضع يده فوق قلبه قائلا 

-: روحلها يا عمر طيب خاطرها ، ماتخلهاش تمشي انا مش قادر اقوم.. 

عمر : يا بابا طيب طمني عليك... 

شريف بتمثيل : انا هاخد حبايه تحت اللسان اهو وهبقي كويس ، اوعي تسبها تمشي يا عمر ، هموت لو حد من اهل ابوها لاقاها وعمل فيها حاجه.... روح يابني طيب خاطرها ومتخلهاش تمشي ....

عمر بنفاذ صبر : حاضر يا بابا مش هتمشي ، انا هتصرف  ..

    خرج عمر من المكتب متجها الي اعلا بعدما سأل عليها احدى الخادمات وعرف انها بالغرفه... 

    ليطرق الباب عده طرقات قبل ان يفتحه بقوه.... 

ليجد الغرفه خاليه ، وحقيبه سفر كبيره موضوعه على السرير ، فيبدو انها حزمت امتعتها وقررت الرحيل ، سمع صوت الماء المتدفق ياتي من الحمام لينتظرها قليلا بجوار النافذه يتطلع الي الفراغ امامه.... 

    بعد قليل 

خرجت هي من الحمام ترتدي منامه بيتيه لا تتعدى الركبه بحمالات رفيعه ، تمسك فوطه صغيره تجفف شعرها  ، التفت هو ليتكلم معها وينهي الصراع بينهم وما ان التفت حتى حبس انفاسه للحظات وهو يتأملها بهذا الشكل ، جمالها لم يكن عادي بل كان حد الفتنه ، بدءا من شعرها الذي تتمرد خصلاته المبتله على رقبتها لجسدها الممشوق ل.... 

لم يكمل تأمله لها لسماعه صوت صراخها بعد ان فزعت عندما وجدته بغرفتها ، ليقترب منها سريعا يكبلها بين زراعيه ، ويكتم فمها باحدى يديه ، بينما هي حاولت ان تقاومه بضراوه الي ان وقعا الاثنان على الارض ، هو على ظهره وهي فوقه، فتح شريف باب الغرفه ليتفاجئ  من منظرهم..... 

         ••••••••••••••••••••••••

     عند الين 

  دلفت الي غرفه والدها لتلبي ندائه لها لتقول 

-: ايوه يا بابا حضرتك بعتلي... 

يوسف : تعالي اعدي يا الين... 

جلست هي في الكرسي المجاور له ، وهي تنصت له باهتمام ليقول 

-: انتي عارفه يا بنتي انا عمري ما غصبتكم على حاجه مش عاوزنها ، بس في موضوع جوازك ده بالذات انا شايف مصلحتك الي انتي مش شيفاها وماشيه ورا وهم ، انا لما حبيت امك زمان جيت لغايه بابها واتجوزتها ، مفضلتش معلقها بيه وخلاص  .. الي بيحب حد بجد بيجي يدخل البيت من بابه...  واحنا لسه فيها لو في حد انتي مرتحاله انا معنديش مانع اقابله واشوف ظروفه ايه ولو طلع انسان كويس انا مش هقف قدام سعادتكم.. 

الين بامل : بس هو مسافر... 

يوسف : يكلمني عالاقل فالتليفون ، وانا هفهم منه بطريقتي و هسأل عنه وساعتها هعرف اذا كان هو كويس ولا لأ.... 

   وقفت هي لتحتضن ابيها قائله 

-:شكرا يا بابا انا فرحت اوي انك هتدينا فرصه... 

يوسف : بس علله ميخيبش ظني ويطلع بيلعب بيكي ، (ثم أكمل بتحذير)  بس لو طلع مش كويس هتنسي الموضوع ده نهائي وهتبقى صفحه واتقفلت.... 

الين : لا يا بابا ادم حد كويس وانا واثقه انه مش هيخيب ظنك..... 

          انطلقت الي غرفتها مسروره ، لتلتقط هاتفها تحاول الاتصال به ، لتخبره بما قاله والدها ، ولكن كان كالعاده مغلقا ، ولا تستطيع ان تتواصل معه....

(اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم) 

             

                  

عمر وورد هيكون ايه مصيرهم ، هيفضلوا زي القط والفار ولا للقدر رأي أخر ؟

وحدوته أدم والين الي فيها لغز اختفاء أدم هيكون نهايتها ايه ؟

الفصل الخامس 

                💔 وجع الحب 💔

                      روني محمد 


( لا اله الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) 


في فيلا شريف 

     دلف شريف مسرعا الي غرفه ورد بعدما سمع صوت صراخها ، ليجدهم كالأتي ,,

عمر ممدد على الأرض و ورد فوقه مرتديه ملابس بيتيه خفيفه على الرغم من انها محجبه.....

شريف بحده : ممكن اعرف انتو بتعملو ايه بالظبط... 

    انتفضت هي لتنهض وتبتعد عنه ، لتبحث عن اسدالها وترتديه ، وبعد ان احكمت اغلاق حجابها قالت 

-: وانا خارجه من الحمام لقيت الهمجي ده في اوضتي ، وكان عاوز يخنقني ،كتم بوقي وانا بخلص نفسي منه وقعنا عالأرض ، شوفت يا خالو عشان تعرف اني عندي حق انا لازم امشي من هنا في أقرب وقت .... 

  وقف عمر يهندم ملابسه قائلا بتحدي 

-: كدابه يا بابا كالعاده ، انا جيت اعتزر لها زي ما حضرتك طلبت مني لقيتها بتشدني لجوه الاوضه ، وعاوزه حاجات كده استغفر الله العظيم ، طبعا انت مربيني و عارف اخلاقي قولتلها عيب انتي بنت عمتي وفي مقام اختي مينفعش الي انتي بتعمليه ده فلقيتها راحت صرخت لما انا رفضت وقالت انها هتتبلا عليه واهو حضرتك جيت بنفسك وشوفتها لابسه ايه ، وقال ايه راحت لبست هدومها اول ما انت دخلت .. 

       رفعت سبابتها امام وجهه وقد تمكن منها الغضب قائله 

- : تصدق انك قليل  الادب ،ومش محترم ، بانا هبصلك انت !! انا ابقى غلطانه لو اعدت في البيت ده دقيقه واحده معاك ، دانا عندي استعداد ارجع ألمانيا انشالله اموت ولا اعيش معاك في بيت واحد.... 

عمر : اولا صوبعك ده يا حلوه لأكسرهولك ، ثانيا لسانك الي عاوز قاطعه ده تلميه شويه ، ثالثا لو عاوزه تمشي مع ألف سلامه المركب الي تودي ، ولا عوزاني اوصلك!

   جلس شريف بوهن وتعب على الكرسي خلفه وامسك رأسه ليقول باجهاد 

-: انا خلاص تعبت من مشاكلكم الي مبتخلصش ، انا مش حمل المناهده وتعب القلب ده ، اعمل حسابك يا عمر ورد لو مشيت من البيت انا هكون قبلها وانتي يا ورد ا.... 

       قاطع كلامهم صوت طرقات الباب لتدلف الخادمه وتدعى سناء قائله بعمليه 

-: شريف بيه في ناس عاوزين حضرتك تحت....  

شريف : ناس مين مقلوش هما مين ، وعاوزين ايه ؟

سناء : لا ..بس هما لابسين لبس صعيدي و  قالوا عاوزين حضرتك ضروري...

شريف : طيب روحي شوفيهم هيشربوا ايه وانا نازل وراكي... 

   خرجت سناء ، ثم وجه كلامه لورد قائلا 

-: انسي يا ورد انك تمشي من هنا امك الله يرحمها كان ليها نص الفيلا دي يعني احنا الي ضيوف عندك مش انتي ، شيلي الشنطه دي من هنا مش عاوز اشوفها تاني وأجلي كلام فالموضوع ده دلوقتي لغايه لما اشوف مين الناس الي تحت دي.... 

ثم غمز لعمر ووجه كلامه له قائلا 

-:وانت يا عمر  خف هزارك التقيل ده علي بنت عمتك ، دي ملهاش حد غيرنا ويلا بينا ننزل نشوف مين دول  .... 

     عقدت زراعها امام صدرها قائله بتحدي

- : لا ليه ربنا ، الي مبينساش حد ، وربنا قادر ياخدلي حقي...  

عمر بنفاذ صبر : يلا يا بابا ، انا خلاص صدعت ومبقتش طايق نفسي..... 

شريف: ورد اهدي كده واعقلي ، وخليكي هنا ، وانا هنزل اشوف الناس الي تحت دي وهجيب عمر ونيجي نصالحك.. 

   كاد عمر ان يعترض الا ان يد والده التي سحبته قد اوقفت الكلام بحلقه.... 

       خرج الاثنان من الغرفه ليتجها الى اسفل ، وما ان دلفا غرفه الصالون ، حتى تفاجأ كلا من عمر وشريف  رجلان بملابسهم الصعيديه ....

      جلس شريف بوهن على اقرب كرسي له بعد ان  عرف هويتهم.... 

فهو كان على معرفه بكبيرهم من قبل ، وكذالك فهو يشبه كثيرا اخاه والد ورد !!

      

عمر : ايوه خير ممكن اعرف مين حضراتكم... 

كبيرهم ويدعى حافظ :  احنا چايين ناخد الامانه الي عنديكم ...

عمر بعدم فهم : امانه ايه ؟

حافظ : بنت اخوي محمد الي جاعده اهنه ، احنا عرفنا انها جات من السفر على اهنه..... 

   نظر كلا من عمر وشريف الي بعضهم ، ليبتلع شريف غصه في حلقه قبل ان يتكلم ويقول

-: اتفضلوا طيب نتكلم الاول ، ونشرب حاجه... 

حافظ :احنا سلمنا وشربنا ما نجصش الا ناخد بنت خوي ونعاود جبل المغرب..... 

شريف : ميصحش يعني انتو جايين من سفر ولازم تعدو تخدو واجبكم... 

سالم (ابن حافظ) : متشكريين جوي ، بس زي ما والدي قال لازم نعاود جبل المغرب ، انت خابر الطريق زين من هنا للبلد مش أقل من 6 ساعات ....

شريف : يا بني الكلام اخد وعطا ، انت ضفنا ولازم تاخد واجبك وانتو سيد من يعرف الاصول صح ولا ايه يا حج حافظ؟

حافظ :عداك العيب يابن الاصول كلكم واجب... 

     نادى شريف على سناء وطلب منها تجهيز طعام الغداء للجميع ، وما ان خرجت سناء حتى جلس الجميع واخذوا يتبادلون الحديث بينهم 

شريف : امال انتو عرفتوا ان ورد وصلت مصر ازاي ، دي يادوب مكملتش يومين... 

سالم :من الرجاله الي انت بعتهم يدوروا عليها عندينا ، ناس من البلد قطرتهم وجم قالولنا انك انت الي باعتهم... امال ورد مجتش ليه علي عندنا... 

شريف : وهنا ولا هنا ايه هنا بيتها ، وهناك بيتها بردو ، وانا كنت هسيبها يومين ترتاح وكنت هاجي بنفسي انا وهي واخليها تسلم عليكم ...

حافظ : وادينا احنا سبقنا ، نادي عليها بقى عشان اشوفها... 


شريف : حيث كده ، انا كنت عاوز اطلب منك ايد ورد لعمر ابني ، هما مخطوبين من زمان ، و ورد كانت راجعه عشان يكتبوا الكتاب ويتجوزوا... 

عمر بصدمه : نعم!!!!! 

حافظ : ازاي احنا معندناش علم بالكلام ده ....

     ضغط شريف بيده على كتف عمر حتى لا يعارضه وقال 

-:  دول مخطوبين من ايام المرحوم محمد كانت ورد هناك لسه مخلصتش دراستها ، فاكنا مأجلين موضوع الجواز لغايه لما ترجع مصر ، وامر ربنا نفذ ، ويشاء ان محمد يموت قبل ما يطمن عليهم....

حافظ :  وهي فين ورد ، احنا عاوزين نشوفها... 

شريف : هروح اجبها واجي ، تعالا يا عمر اتسند عليك... 

استووووب 

( حافظ المسيري ، عم ورد الاكبر ، جاء برفقه ابنه سالم ، ليصطحبها ويعود بها الي بلدهم ، بعدما علم بوصولها الي مصر عن طريق رجال شريف الذي ارسالهم للبحث عنها أثناء اختفاءها) 

         باااااااك

      خرج عمر برفقه والده ، وهو يحاول ان يكتم غضبه ليدخله والده الي غرفه المكتب ، ويطلب من سناء ان تنادي لورد  حتى تلحق بهم على غرفه المكتب... 

     اوصد عمر الباب خلفه ثم التفت الي والده الذي يجلس خلف المكتب وقال 

-: ممكن افهم ايه الكلام الي انت قولته قدام الناس ده.... 

شريف : اظن انت عارف ان اعمامها طمعانين فيها عشان ورثها زي ما حكيتلك قبل كده ، ولو مكنتش قولتلهم على موضوع الخطوبه والجواز ده ، كانو هياخدوها ومش هقدر امنعهم ومش بعيد يقتلوها عشان ياخدو الورث كله.... 

عمر : بصرف النظر عن انها تستاهل القتل الا ان البلد فيها قانون مش سايبه يعني... 

شريف : فالصعيد مفيش حاجه اسمها قانون ، هما ليهم قوانينهم الخاصه بيهم ...

     دلفت ورد الي الغرفه ليقول عمر باستهزاء 

-: تعالي اعدي دانتي روحك بقت في ايدي يا حلوه... 

     تجاهلت هي كلامه لتتجه الي شريف وتقف جانبه وهي تقول 

-: حضرتك بعتلي يا خالو ، في حاجه... 

شريف بحزن : اعمامك يا ورد عرفو انك هنا.. وجم عشان يخدوكي....... 

   شحب وجهها وتراجعت الي الخلف ، وهي تضع يدها على فمها لتقول بدموع 

-: وانت هتسبهم ياخدوني يا خالو ؟

وقف شريف ليحتضنها بحنان ابوي قائلا 

-: عمري ما هفرط فيكي يا ورد انا روحي ردت فيه لما شوفتك ، دانتي من ريحه اغلا الناس عليه... 

عمر بسخريه : انتي مش كنتي من شويه هترجعي لالمانيا اهي جتلك فرصه  تروحي الصعيد اقرب... 

    نظرت له وعينيها مليئه بالدموع لتقول

-: خلاص يا خالو انا هروح معاهم والي يحصل يحصل... 

شريف : لا يا ورد ، ده لو فيها موتي عمري ما هسيبك تروحي معاهم.... 

عمر : طب ايه مش هنخلص من الدراما دي عشان الناس الي اعده بره .......

مسحت ورد دموعها  لتقول 

-: طب هنعمل ايه يا خالو... 

عمر بتشفي : احنا عملنا خلاص ، وكلها شويه ونسمع خبرك ان شاء الله ... 

      نظرت لعمر بكره ، ثم وجهت كلامها لشريف قائله 

- :  انا مش فاهمه حاجه ....

عمر : بابا قالهم انك خطبتي والمفروض انك راجعه مصر عشان نتجوز ....

جحظت ورد عينيها لتقول 

-: صحيح الكلام ده يا خالو... 

هز شريف رأسه ، ولم ينطق بكلمه ، لتقول ورد بغيظ 

-: طيب انا مش موافقه عالحكايه دي وشكرا يا اخ انت مستغنيين عن خدماتك 

عمر : يا بنتي انتي تطولي ، انا اصلا موافقتش... 

شريف : اسمعيني يا ورد مفيش حل غير ده ، هياخدوكي يا ورد ومش هقدر امنعهم ،، ارجوكي يا ورد وافقي... 

عمر بنفاذ صبر : انت بتترجاها ليه انت عارف اني بحب ملك هروح اقولها ايه انا خطبت وهتجوز عليكي كمان.... 

شريف : انت عارف رأيي في موضوع ملك من البدايه ، وبعدين ده جواز صوري قدام اعمامها ، وممكن متقولش لملك مش لازم تعرف... 

عمر : هو مش انت قولت خطوبه بس ، جواز ايه الي بتقول عليه!! 

شريف : دول صعايده ، انت مفكر انهم هيسبوها اعده معاك في بيت واحد وانتم مخطوبين ، لازم هيعجلوا بكتب الكتاب ، وبعدين هما مش هيسبوها غير لما يتاكدو انها بقيت في عصمت راجل ، الي هو انت ، ساعتها هينسوا موضوعها نهائي وهيرجعوا بلادهم ومش هيسألوا فيها ،، وانتو تتجوزوا كام شهر وبعدين يا سيدي ابقوا اطلقوا ولا متطلقوش براحتكم ، واتجوز ملك بعد كده براحتك... 

     وجه عمر نظراته اليها يتفحصها بعينيه ويفكر  ..

شريف : مفيش وقت للتفكير يلا عشان الناس الي مستنايانا بره ايه رأيك يا عمر هتصغر ابوك وتطلعني عيل قدام الناس ولا هتوافق وتتجوزها.... 

عمر بضيق : ماشي يا بابا انا موافق عشان خاطرك... 

شريف :وانتي يا ورد 

ورد : .......

عمر : انت لسه هتاخد رأيها هي كانت تطول.. 


شريف : خلاص يلا يا عمر قدامي روح للناس وانا جي وراك انا وورد ...

خرج عمر واقترب شريف من ورد قائلا 

-: متخافيش يا ورد ، عمر اكتر حد في الدنيا دي هيحافظ عليكي ، هو اه عصبي شويه ،  بس صدقيني ، هو الي هيقدر يحميكي منهم ومن مرات ابوكي ،ميغركيش الحركات الي بيعملها معاكي دي ، بس هو ساعه الشده مش هتلاقي ارجل ولا احسن منه يقف في ضهرك ويحميكي انا كبرت ومش هعيشلك العمر كله ، فمش هقدر اطمن عليكي غير مع عمر.... 


ورد : بس يا خالو ، عمر ده بيكرهني وبيتبلا عليا ، ومش بعيد ياخد موضوع الجواز ده حجه عشان يقتلي من غير ما حد يشك فيه.... 

شريف : هههههههههه لا مش للدرجه دي.. ميغركيش شويه الحركات الي عملها معاكي ، بس هو فالاصل راجل وعمره ما هيفرط فيكي ، وبعدين احنا نخلي جوازكم كام شهر وبعدين ارتاحتو كملو مرتحتوش خلاص ، وبعدين ده شغال طول الوقت ، مش بشوفه غير كل فين وفين ،يعني مش هتشوفيه فالكام شهر الي هتتجوزيه فيهم اربع خمس مرات على بعض ، وافقي بقى خليني اروح للناس الي مستنيه برا دي ... 

ورد بمضض: اوك يا خالو موافقه.... 

       ابتسم شريف لنجاح مخططته ليحتضنها قائلا 

-: مبروك يا مرات ابني....... 


  ~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~

الفصل السادس 

               💔 وجع الحب 💔

                      روني محمد 

( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) 


بعد يومين 

            عند الين

تجلس الين كعادتها في شرفه غرفتها وتحمل بيدها صندوق اسرارها لتفتحه وتقرأ الرساله الرابعه 


" الين يا اجمل نساء العالم وحشتيني ، وحشني ملامحك وكلامك وحشني صوتك ، انا قبضت اول مرتب ليه فكرت وقلت لازم اجبلك هديه تفكرك بيه ، هتلاقيها فالظرف ( كانت الهديه عباره عن سلسال  رقيق من الذهب الابيض به ورده لتضغط بمنتصفها لتخرج اوراق الورده ، مكتوب علي احداها ادم والاخرى الين ، وباقي اربع اوراق فارغه )، عارفه انا سبت باقي الورده فاضي ليه عشان هنحفر عليه اسامي ولادنا ، بتمني انك تلبسيها متقلعهاش ابدا ، قريب هكلمك واطمنك عليه ، متنسينيش يا الين... 

                     حبيبك / ادم.                 "

        تنهدت هي وقد ملئت الدموع عينيها ، تمسك بيدها الخطاب وباليد الاخري السلسال الملتف حول عنقها تتحسسه لتقول بحب 

-:  عمري ما هنساك يا أدم

     لتتذكر شيئا وتمسك بهاتفها تتصل به مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى ، يعطيها مغلق دائما.... 

        تعيد الرساله الي الصندوق ، ثم تنهض وتضعه داخل خزانتها.... 

بعد قليل 

      دلفت امل الي غرفتها  ، تحمل بيدها كوبان من القهوه ، لتعطي الين احداهما وتأخذ هي الاخر لتقول 

-: انا قلت انتي مشربتيش قهوه النهارده قلت اعملك واحده معايا... 

الين : فعلا كنت محتاجاها جدا ، حاسه اني دماغي هتنفجر..... 

امل : سلمي أمرك لله ، هتعملي ايه بابا مستني ردك النهارده... 

الين بحزن : تليفونه مقفول  ، ومش معايا حتى عنوان بيته الي هنا ، ولا حتى اعرف حد من قرايبه ، هموت من القلق....  


امل : بت انتي لسه مش فاهمه ، تليفونه مقفول ومش بيرد على رسايلك عالواتساب او الفيس بوك ، ولقتيه منزل صور ليه مع اصحابه ومبسوط ، يبقى ايه بقى افهمي....

           

الين : لا ادم مستحيل يعمل كده ، ادم بيحبني ، مستحيل يتخلا عني او يسبني، وبعدين الصوره دي مش هو الي منزلها ده واحد من أصحابه... 

امل بغيظ : أمال تسمي ايه بقى الي بيعمله ده ، تقدري تفسريلي ايه الي خليه كل ده مبيسألش عليكي ، بيبعتلك جواب كل فين وفين ، وحتى دي كمان قطعها ، طب من ساعه ماسافر متصلش بيكي عشر مرات على بعض ...

الين بتبرير : المكالمات هناك غاليه... 

أمل : طيب مبيردش عليكي ليه لما انتي الي بتتصلي بيه... 

الين : انا عارفه دماغ ادم .... ادم من الرجاله الي مستحيل يقبل اني اصرف جنيه عليه او يغرمني فلوس بسببه ، الموضوع ده حساس بالنسبه ليه ، طول فتره معرفتي بيه كان مستحيل يخليني اعزمه حتى علي كوبايه شاي ، كان هو الي بيتكفل بكل حاجه ، مهما كان مش معاه فلوس مش بيخليني اصرف جنيه حتى..... 

امل : مش مقتنعه بصراحه ، ده اوفر اوي  ..

الين بنفاذ صبر : امل مضيقنيش انا عارفه ادم ايه كويس وهفضل احبه لغايه اخر يوم في عمري... 

امل : انا غلطانه انتي حره ، وفكري وشوفي هتقولي لبابا  ايه عشان هيكلم ياسر يجيب الدبل 

        انتهت الين من كوب قهوتها لتضعه امامها على المنضده ، وتستند برأسها للخلف ، تفكر ماذا ستخبر والدها ، وكيف ستقنعه بانهاء زواجها من ياسر........


             ****************

    

في فيلا شريف 

      يصعد شريف على السلم مستندا على عصاءه ، متجها لغرفه ورد ليطرق الباب ويدخل ، بعد ان سمع صوتها تدعوه للدخول.... 

     اقتربت ورد منه تقبله ما ان رأته لتقول. 

-: طلعت بنفسك ليه يا خالو ، انا كنت خلاص نازله  .....

شريف بحب : طلعت اشوفك اتأخرتي ليه ...

ورد : انا خلاص جهزت الشنط ولبست ، بس فاضل الطرحه ، كنت بلبسها ونازله على طول... 

شريف : انا عاوزك تتأكدي يا ورد الي هنعمله ده لمصلحتك قبل اي حاجه 

ورد : عارفه يا خالو ربنا ميحرمنيش منك ابدت،،،.. 

فلاش بااااااااااااك

قبل يومين 

      دخلت ورد الي الغرفه التي يوجد بها عمها ، لتسلم عليه ، ويسألها بشأن خطبتها فتؤكد كلام خالها ، بانها هي وعمر مخطوبان منذ فتره طويله ، قبل وفاه والدها ، وانها جاءت مصر من اجل اتمام الزواج ، كان عمر يراقبها بتسليه ، فهي الان روحها بين يديه  كما يظن  بكلمه منه يستطيع ان ينهي حياتها ،  ولكن ما يمنعه من فعل ذالك هو والده ، يخاف من رد فعله ، وخصوصا انه يرى فيها اخته ناهد كما قال........

ليقول حافظ بجديه : خلاص طالما هتتجوزوا يبقى الفرح عندنا فالصعيد وسط اهلنا وناسنا ، الاصول بتجول اكده ، ولا ايه جولك يا شريف بيه.... 

شريف بتفكير : هو في قول بعد قولك يا حج ، الي تشوفه اعمله.... 

عمر باعتراض : بعد اذنكم كلكم انا مش ناوي اعمل فرح هو كتب كتاب وخلاص ، فملوش لازمه الصعيد ، هو مأذون هيجي وساعه بالكتير وكل حاجه تخلص... 

حافظ : ايه الي بتچوله ده.... دانت ولا كأنك بتكلم في چوازه دي لو حته أرض بتشتريها هتاخد وقت اكتر من اكده.... 

شريف بتصحيح : لا هو ميقصدش ، اصلو هو وورد كانوا متفقين انهم مش هيعملوا فرح ، وكانو هيسافروا يعملوا شهر عسل في  بلاد برا ،، انت عارف بقى تحكمات شباب اليومين دول (ثم حاول تغيير مجرى الكلام ليخفف من حده الموقف ليقول)  امال انت عيالك اسمهم ايه ....

حافظ :خالد وسعيد وده سالم  ، عموما الاصول متزعلش ، و يسافرو او ميسافروش  ميخصناش ، احنا لينا الي بتنا يتعملها احسن فرح تتكلم عنه مصر بحالها ، دي ولا مطلجه ولا ارمله عشان تدخل سكيتي.... 

       كاد عمر ان يرد الا ان نظره والده اخرسته ، ليرد شريف عليه قائلا 

-: طبعا عندك حق  ، احسن فرح يتعمل لست البنات ...

حافظ :  حيث كده الاسبوع الچاي كتب الكتاب والفرح مع بعض... 

شريف : على بركه الله... ان شاء الله هنكون عندك بعد يومين انا والعروسه وعمر يبقى ياخد اجازه من شغله ويحصلنا... 

       وجه سالم انظاره لعمر وهو يطالعه بكره وحقد ليقول 

       

-: معرفناش يعني العريس بيشتغل ايه... 

عمر ببرود : طيار.. 

سالم : طيار من الي بيسوج الطيارات يعني... 

عمر بتهكم : اه وساعات موتسيكلات كمان... 

        نظر شريف بحده الي عمر ، فهو يعلم ان عمر على وشك ان ينفجر في وجههم ويضيع كل شئ ليقول 

-: معلش يا أبو سالم اصل عمر بيحب يهزر 

    لتطرق سناء الباب وتخبرهم بان الغداء جاهزا وتدعوهم لتناول الطعام ، لينهض الجميع ويتجهوا الي غرفه الطعام ، بينما عمر انتظر بالاخير ، وقبل ان تخرج ورد ، شدها سريعا واغلق الباب لتستند عليه وهو يحاصرها لتشهق هي من فعلته لتقول بخوف 

-: ايه انت عاوز ايه ، يخربيتك عمي يشوفنا... 

عمر : بصي بقى يا حلوه من النهارده ، لسانك الحلو ده تحطيه بؤقك والا هقطعهولك ، وطول مانتي على ذمتي مسمعش غير نعم وحاضر ، ياما هطلع دلوقتي واقول لعمك ده كل حاجه واخليه يقتلك ونخلص ، انتي الي زيك ده خطر عالبلد أساسا ..... 

       نظرت له بكره لتقول 

-: انا مش هرد عليك ، ويا سيدي متشكرين مستغنيين عن خدماتك ، لو مفكر اني لما تتجوزني تبقي بتنجيني من الموت لا بالعكس انا شايفه ان العيشه معاك هتبقى الجحيم الي ابشع من الموت.... 

لينظر لها بتحدي قائلا : اهلا بيكي في جحيمي .....

      لتنظر له بسخريه قائله

-: تصدق خوفت ، بس انا عندي فضول اشوف جحيمك ده شكله ايه ،اه نسيت انك تضربني مثلا ، ولا تحبسني ولا هتعذبني ، صدقني انا مريت بالاصعب من كده فمش فارقه.... 

      تفاجأ هو من ردها الذي ألجمه ، لم يتخيل انها كانت تعاني كل هذه المعاناه ليخفف من حصارها ويتركها تذهب للحاق بهم وهو من خلفها...... 

      بااااااك 

      سافر كلا من شريف وورد الي الصعيد ، للاستعداد لمراسم الزواج ، بينما عمر ظل لينتهي من اعماله ثم يلحق بهم في يوم العرس..... 

            وجع الحب 

                       روني محمد 


( يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك) 


       " ألم الاشتياق يقتلني ، ابحث عنك في كل وجه اراه ، حياتي بدونك اصبحت كالكهف المظلم ، تعال لتنير عتمه اشتياقي ، لتسندني وقت ضعفي ، لتحبني في انكساري ووحدتي ، حبيبي ادم ، لم امل يوما من مخاطبتك ، حتى ان لم اجد ردا ، اثق بحبك كثيرا ، انتظر مهاتفتك  بفارغ الصبر .

                         حبيبتك / الين "

       ضغطت على زر الارسال ، لترسل الرساله لعله في هذه المره يفتح هاتفه ويقرأ رسائلها..... 

بعد قليل 

         وقفت واتجهت الي غرفه والدها ، الذي دعاها ليعرف ردها ، طرقت الباب ودخلت بعد ان سمح لها بذلك ، لتقول 

-: حضرتك بعتلي يا بابا محتاج حاجه... 

يوسف : يعني مش عارفة عاوزك ليه ؟

الين : يا بابا انا محتاجه وقت ، ادم عنده ظروف وقافل تليفونه ومش عارفة اوصله... 

يوسف : وده ملفتش نظرك لحاجه ، ان الي انتي مستنياه ده وهم ومينفعش... 

الين بدموع : يا بابا انا واثقه في ادم انه بيحبني ....

يوسف بحده : اظاهر اني كنت غلطان في تربيتكم ، واتساهلت معاكم كتير ، ووثقت فيكي زياده عن  اللزوم ، اعملي حسابك ، ياسر ومامته هيجوا بكره ولا بعده ويقروا فتحتك ونتفق عالخطوبه ، ومش عاوز اسمع منك كلمه اعتراض  ، والموضوع الي انتي بتفكري فيه ده تنسيه خالص ، وانا هعتبر مسمعتش حاجه من كلامك ده.... 

          تراجعت هي الى غرفتها بعد ان فقدت كل اسلحتها لاستعتطاف والدها ، لنذوي داخل غرفتها وتبكي بقهر على فقدان حبيبها..... 


        **********************

       جلس ليراقب تلك الجميله باستمتاع ، وهي تقفز برشاقه لتلتقط الكره ثم تضربها بقوه لتطير بعيدا ، فيضربها الخصم وتعود اليها مره اخرى ليلتقطها المضرب ويقذفها مرات ومرات الي ان انتهت بفوزها ، تهللت اساريرها وهي تقفز فرحه بفوزها لتسلم علي خصمها وتتجه الي حبيبها الذي يجلس بانتظارها تحتضنه وتقول 

-: شوفت وشك طلع حلو عليه..... 

عمر بحب : مبروك يا ملك عقبال النهائي.. 

ملك : بقولك يا ميرو انا عوزاك معايا في مشوار 

عمر : عيوني ، مشوار ايه... 

ملك برقه : عوزاك تشتري معايا هدوم... 

عمر : انتي مبتزهقيش يا ملك ، انتي مبتلحقيش تلبسي الهدوم الي بنشتريها... 

تتصنع ملك الحزن قائله 

-: كده يا موري ، انا بحبك تشاركني اي حاجه بعملها حتي لبسي و مجوهراتي بحبك انت الي تختارهملي على ذوقك.... 

عمر : مش قصدي يا حبيبتي ، احنا من زمان مقعدناش مع بعض ، وكنت محتاج اتكلم معاكي في موضوع  ...

ملك : ماشي يا عمر يلا بينا نتغدا ونتكلم واحنا بناكل وبعدين نروح نشتري الحاجات الي محتجاها ايه رأيك.... 

عمر باستسلام : ماشي الي تشوفيه..... 

بعد قليل 

      جلس الاثنان يتناولا الطعام ، ليقطع صمتهم عمر قائلا 

-: بقولك يا ملك ، ما تيجي نحدد ميعاد الفرح ونتجوز ...

ملك : ما حنا متفقين يا عمر ان الجواز بعد سنتين من خطوبتنا... 

عمر بضيق : وفات سنه يا ملك ، وانتي عارفه اني مش محتاج اني اكون نفسي ، والفيلا جاهزه ،  مش فاضل بس غير اننا نختار العفش ولوازم الفرح.... 

ملك : احنا محتاجين نفهم بعض اكتر ونقرب من بعض اكتر وزي ما قولت يادوب سنه فاتت ، مش بشوفك فيها غير كل شهر مره ولا مرتين لما بتنزل اجازه ، وبعدين يا عمر ده جواز يعني هنعيش مع بعض العمر كله مش بالسهوله دي.... 

عمر : ملك هو انا ليه حاسس انك متردده من ناحيه موضوع الجواز ده ...

ملك بتلعثم : متردده ، انا ،، لا طبعا ، انا واثقه اني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك... 

عمر : امال ايه الي يأجل موضوع الجواز طالما احنا الاتنين بنحب بعض وواثقين من ده.... 

      حاولت هي تغيير مجرى الحديث لتقول 

-: طب يلا بينا عشان يادوب نلحق نشتري الحاجات الي اتفقنا عليها ، وانت تلحق طيارتك..... 

       وقفت تمسك بحقيبتها وتتجه الي السياره تتنتظره حتى

الفصل السابع 

       💔  وجع الحب 💔

                         روني محمد      


         كادت تشعر  بالاختناق وهي تراهم يقرأون الفاتحه وكانها ع روحها لا لزواجها ، نظرت بوجه والدته فلمحت نظره شفقه لها لما هي مقدمه عليه ، وكانها تتوعد لها بانها ستذيقها من العذاب ألوانا ، تجاهلت نظرات تلك العجوز المتصابيه فيكفيها ما بها من ألم ، فلم يكن هناك أسوء من عذاب قلبها المسكين و زواجها بشخص لا تحبه ، وكأنها تحكم على روحها بالاعدام .... 

       افاقت من غفلتها على اقترب ياسر منها ، جاذبا يدها نحوه برفق ليلبسها خاتم الخطبه ، شعرت حينها بانه حبلا يلتف حول عنقها يخنقها ، نظرت لذلك الخاتم بتمعن تشعر وكأنه جمر يحرق أصبعها لتتسرب هذه النيران داخل جسدها لتصل الي قلبها ليتمزق الى اشلاء ،سحبت يدها سريعا من بين يديه ، وكأن يديه اشواك تجرح يدها لتنزف ألما ، اخذت ترفرف باهدابها عده مرات حتى تمنع دموعها من الانزلاق وتبدو ضعيفه امام الجميع  ، ولكنها حاولت جاهده الا تخرجها خوفا من رد فعل ابيها الذي ينظر لها بوعيد ، وهو يرى الصراع الدائر داخلها... 

كيف له ان يرها تتعذب هكذا ويتركها كالغريق في بحر حالك الظلام دون مساعده ؟

كيف يرمي بها الي المجهول ؟

        تشعر و كانها ذبيحه تساق لشاريها لا لزواجها ..

ماذا سيحدث ان تم هذا الزواج ولم تحب ياسر ؟

     نفضت هذه الفكره سريعا فيكفي ما بها من ألم ، فبالتاكيد ستحاول ان تنهي هذا الامر مع ياسر قريبا ، فهو رجل مثالي ستتمناه اي فتاه ، فبالتأكيد لن يوافق ان يربط مصيره بها ، وهي مازالت تحب شخصا اخر.... 

    رتبت أمل على يدها بخفه لتداعبها قائله بهمس 

-: فوكيها شويه يا لولوي الا العريس يطفش من اول يوم... 

    رمقتها الين بنظرات ناريه ، جعلت امل ترجع الى كرسيها وهي تهز رأسها بيأس من تصرفات اختها..  

بعد وقت 


انصرف...  ياسر ووالدته وباقي المدعويين ، حيث لم يحضر سوى ياسر ووالدته وبعض الأصدقاء المقربون من الجهتين.. 

أرادت طوال الوقت ان تصرخ وتبكي وتعترض ولكن ما اخافها هو خساره ابيها فهو لم يسمح بحدوث ذلك... 

  

ذهبت الي غرفتها داعيه الله ان ياخذها قبل ان تزف الى جحيمها .....

           ****************

عند ورد 

        اسدل الليل ستائره ،اختفت الاضواء رويدا رويدا لياتي الظلام يكتسح المكان ، الا من نور القمر الذي ينير هذه العتمه ليذكرها دائما ، ان الامل لم ينتهي للتذكر ما حدث معها قبل مجيئها الي مصر 

فلاش بااااااك 

       كانت تجلس في غرفتها تقرأ كتابا ، لتجد الباب يفتح بقوه وتندفع زوجه ابيها نحوها المسماه بسهر ، ويبدو على ملامحها الشر والوعيد....

ورد بخضه : في ايه يا سهر خضتيني ، بتفتحي الباب كده ليه.... 

سهر بغيظ :  مانتي اعده هنا ورايقه ولا على بالك... 

ورد : اهدي بس وقوليلي في ايه... 

سهر : انتي هتستعبطي يا بت ، يعني مش عارفة  ، تلاقيكي مطبخاها مع ابوكي وعارفه الفلوس فين... 

ورد :  فلوس ايه الي بتتكلمي عنها ، مانتي عارفه بابا اتعرض لازمه ماليه قبل مايموت وخسر كل فلوسه ....

سهر بصوت عالي : اه دي الخطه الي انتو راسمنها مع بعض ، عشان تطلعوني من المولد بلا حمص ، انا اتجوزت واحد اكبر مني ب 15 سنه عشان لما يموت اورثه وفالاخر يضحك عليه ويطلع بايع كل حاجه قبل ما يموت ومديكي الفلوس ، ايه مفكرني عبيطه ولا مختوم على قفايه... 

ورد بدموع : حرام عليكي سبيه في حاله انا معرفش اي حاجه عن الفلوس كل الي اعرفه انه خسر فلوسه كلها.... 

     انقضت سهر عليها  تقبض على شعرها بقوه ، وهي تقول بصوت اشبه بفحيح الافاعي 

-: الفلوس الي مخبينها انا هعرف اجيبها كويس ، حتى لو وصلت اني اقتلك..... 

ورد بخوف : ولله يا سهر لو اعرف ان بابا عمل كده عمري ماكنت هوافق 

        في اليوم التالي 

    تسللت وهربت من المنزل ومنها الي احد الفنادق وحدثت خالها وأخبرته لكي تستنجد به ، ليخبرها ان ابها قد حول كل امواله الي مصر باسمها وانه كان سوف يسافر اليها ليأتي بها تعيش معه ، لتسبقه هي بحجز الطائره وتأتي الي مصر ، هربا من بطش تلك الأفعى المسماه بسهر 

        بااااك 

        مسحت دموع عينيها لتذكرها ما حدث ، وتدعو الله الا تعود إلى هناك ... 

           ***************

في فيلا ياسر العمري 

  

       بعد انتهاء حفل الخطبه ، اصرت نازلي على الانصراف والعوده الي المنزل برفقه ابنها ياسر ، كانت عينيها تتوهج عالجمر من شده الغيظ ، تضغط على اسنانها بقوه ، وما ان دلفا سويا الي الفيلا  حتى ألتفت لياسر ، وهي تفرك يديها بقوه لتقول بغضب 

-: انا مش عارفه ايه الي عجبك فالبتاعه دي ؟

تجاهل ياسر كلامها ، ليتخطاها جالسا على الكرسي ، مما اشعل النيران داخل صدرها ، لتقترب منه وتقف امامه قائله بغيظ 

-: بقى البتاعه دي هتبقى مرات ياسر العمري ،ده منظرها النهارده أكنك انت اقتلتلها قتيل ، ولا مهتميه وحاطه مكياج زي باقي البنات ،لا ولابسه طرحه وفستان مقفول كان شكلها بيئه أوي قدام الناس ، دانا كنت في نص هدومي وانا بعرفها على قرايبنا .. 

   وقف ياسر عازما للصعود الى غرفته ليقول بلا مبالاه 

-: لما تبقى مراتي ابقي لبسيها على مزاجك...

نازلي بغيظ : استنى متطلعش ، فهمني البت دي مش نوعك انت متمسك بيها على ايه ، ومتقولش بحبها لاني سألت وعرفت انك لسه متعرف على ابوها من أقل من شهر...

رجع ياسر ليجلس على الكرسي مره اخرى ، تطلع الي والدته التي تقف امامه ليقول 

-: اعدي وانا هحكيلك على كل حاجه ، عشان لما تعرفي هتفرحي وتتمني ان الجوازه دي تتم النهارده قبل بكره ....

              *******************

   في اليوم التالي      

            دلفت أمل الي غرفه الين ، لتوقظها ولكن وجدتها مستيقظه جالسه على السرير ، بجوارها صندوقها المفضل ، تستند بظهرها الي الخلف بوجه شاحب وعيون منتفخه ، عقدت أمل زراعيها امام صدرها قائله 

-: لحد امتي هتفضلي كده ؟

      نظرت لها الين بعيون دامعه ، ثم اشاحت بوجهها الي الجانب الاخر... 

امل بحده : هتفوقي امتي يا الين من الي انتي فيه ؟

الين بدموع : عاوزين مني ايه خلاص انا نفذت الي انتم عاوزينه ، حتى التليفون الي كان ممكن اوصله بيه ، بابا اخده مني سبوني في حالي بقى..... 

       ضمت الين ركبتها الي صدرها ووضعت وجهها عليها لتبكي بقهر وحزن .......

     جلست أمل جوارها ، وضعت يدها على ضهرها محاوله للتخفيف عنها قائله 

-: يا الين صدقيني ياسر انسان كويس ، اديله فرصه ، وانتي عارفه بابا عمره مكان ظالم ولا قاسي علينا ...

الين :.......

أمل : اديله فرصه يا الين ، لو ليكو نصيب هتحبيه واكيد هتكملوا مع بعض  ، ولو ليكي نصيب في أدم لو الدنيا كلها وقفت قصادكم مفيش حاجه هتمنعكم ... 

رفعت الين رأسها لتنظر لها بأمل قائله 

-: صعب يا الين مش هقدر انساه ، هتعامل ازاي مع ياسر وانا حاسه اني طول الوقت بخون ادم ... 

امل :دي مش خيانه يا الين ، ادم ولا جوزك ولا حتى خطيبك عشان تخونيه ، وبعدين انا مش بقولك انسيه ، ده مش زرار هتدوسي عليه ، تناسي يا الين ، يعني الصندوق ده مبقاش ليه لازمه في حياتك ، ابني ذكريات  جديده مع ياسر ، تبقى بدل ذكريات ادم... 

الين : لا صعب مش عاوزه.. 

امل : يبقى هتفضلي عمرك كله تعيطي وانتي اعده كده جنب الصندوق ده ، تقري جوباته ولو حصل في يوم وانتي وياسر سبتوا بعض ، وادم رجع بابا عمره ما هيوافق عليه ...

الين بدموع : تعبت ، تعبت اوي يا امل.. 

امل : بايدك كل حاجه تتغير ، زي ما قولتلك ، فكري كويس وهتلاقي ان كلامي صح ، بابا لو دخل ولاقكي اعده بالمنظر ده هيهد الدنيا ومش بعيد تلاقيه حدد ميعاد الفرح مع ياسر ، وتلاقي نفسك بدال مانتي مخطوبه لواحد مبتحبهوش ، لا متجوزاه كمان .... انتي عارفه بابا دماغه ناشفه ومبيحبش العند.... 

الين :  طب والعمل ، اعمل ايه يا امل... 

امل : زي ما قولتلك تناسي ، شيلي الصندوق ده من قدام عينك ، وادي لياسر فرصه واسمعيه ، مقولتلكيش حبيه ، يمكن متتفهموش مع بعض ،  ويمكن تتفهموا الله اعلم النصيب فين ، المهم دلوقتي قومي اغسلي وشك واتوضي وصلي  ركعتين استخاره ، وأدعي ربنا بالي فيه الخير ليكي وسبيها على ربنا.. 

      اغمضضت الين عينيها بقوه لتقول بأمل 

-: يارب انت عارف وحاسس بكل الي  جوايه ، يارب لو ادم فيه خير ليه رجعه بالسلامه ويبقى من نصيبي ، لو شر نسيهوني ، وابعد عني اي حاجه تفكرني بيه... 

     ابتسمت امل واحتضتنت اختها لتقول 

-: يارب يا حبيبتي يارب.... 

          ***************************

         جلس بانهاك ، بعد عده ايام من العمل المتواصل ، حاول خلال هذه الايام ان يهرب من احساسه بالذنب تجاه حبيبته ، حاولا مرارا وتكرارا ان يخبرها بما هو مقدم عليه ولكن في كل مره يتلجم لسانه ولا يستطيع النطق..... 

      تنهد بضيق وهو يضرب الكرسي بيديه ، وهب واقفا صاعدا الي غرفته ليستبدل ملابسه ، ويذهب اليها يخبرها قبل زواجه من ورد  ....

              بعد وقت 

     وقف بسيارته امام باب فيلتها ، ليخرج هاتفه ويتصل بها ليأتيه الرد بعد قليل 

ملك : ميرو حبيبي فينك.. 

عمر : انا قدام الفيلا.. 

ملك بفرحه : بجد يا ميرو ، طب ادخل بسرعه.. 

عمر : لا مش هينفع ، يلا انا مستنيكي نتعشا سوا... 

ملك : ماشي يا عمر عشر دقايق وهكون عندك... 

بعد وقت 

    خرجت ملك مرتديه فستان من اللون الازرق مجسم عليها يكاد يكون جلدا اخر لجسدها ،  باكمام طويله ،  يصل الي بعد ركبتها بقليل ،ترفع شعرها بتسريحه تظهر جمال عنقها ، لتظهر ذلك الوشم الذي مرسوم باحترافيه على كتفها صعودا الى عنقها ، وكان على شكل افعى 🐍... 

      تأملها عمر  باعجاب وهو يراها تقترب منه ،كان واقفا مستندا على سيارته ، ليسحب يدها بخفه يقبلها بحب ، ثم يسحب يدها ويفتح لها باب السياره ، وما ان دخلت حتى اغلق الباب بهدوء ، ثم ألتف ليركب خلف المقود...... 

             ****************************

      حملها لتمتطي الفرس خلفه ، شعرت معه بشعور مختلف ، نظراته كانت مختلفه لم تستطيع تفسيرها ، امسكت بقميصه حينما انطلق بالفرس يتجول بين الحقول ، كانت سعيده وهو يمشي بهواده تتأمل الحقول الغناء وكأنها قطعه من الجنه ، حياتها اختلفت  تماما ، تشعر الان بالسكينه والاستقرار.، الا ان الأمر لم يدوم فبعد وقت اذدات سرعه الفرس ، ومعه اذدات دقات قلبها المرتعب لتقرع كالطبول لتقول بزعر 

-: ياسر هدي السرعه شويه ، انا خايفه... 

      وكأنه اصم لم يستمع لها ، ومع اذدياد سرعته ، يذداد بكائها وهي ترجوه بان ينزلها بأمان ، لكن دون جدوى ، اخذت تضربه بيدها على ظهره وهي ترجوه بان يتركها ، حتى توقف الفرس فجأه لتقع علي قدمها امام الفرس ، اخذت تبكي وتبكي وهي ترى الفرس يقترب منها وهي تتراجع الي الخلف بزعر وعيني ياسر قاتمه حالكه كسواد الليل وكأنه لا يمت للبشر باي صله ، اختفت الحقول من حولها وتبدلت بنيران تحرق كل شئ ، وقفت بصعوبه حاولت الهروب ، ولكنه حاصرها ،لتقع مره اخرى تتأوه من ألم قدمها ، ارتفع صهيل الحصان وهو يرفع قدميه قبل ان ينزل عليها فهي بالتأكيد هالكه لا محاله ، اغمضت عينيها بقوه مستسلمه لمصيرها ، دقيقه اثنان ثلاثه لم يحدث شئ ، فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها  في غرفتها ، نائمه على سريرها تتصبب عرقا ، حمدت ربنا انه كان كابوسا وليس حقيقه....  

       تواقعتكم عن السر الي ياسر مخبيه ؟

وهل أدم لو رجع الين هتواجهه ازاي ؟

طب ايه هيحصل لو عمر مرحش الفرح ، وياترا سالم ابنه عم ورد هيكتب عليها ولا لأ ؟

الفصل الثامن

           💔 وجع الحب 💔

                       روني محمد 


( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم لا تقبض روحي إلا وأنت راض عني)

      

        ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

       بعد يومين 

         اليوم هو اليوم المنتظر لتتويج العروسين ، تعالت طلقات النيران في كل مكان  ، والاضواء والزينه في كل ناحيه ، فتعتبر عائله المسيري (عائله ورد) من اكبر عائلات الصعيد ، صعد شريف الي غرفتها ليطمئن عليها وبعد ان دلف الي الداخل ، تجمعت الدموع في عينيه حينما رأى طلتها بفستانها الأبيض ،فكانت تشبه الأميرات ، وما ذادها جمالا حجابها الذي جعلها كالبدر في تمامه ، استأذن الفتيات التي يجتمعن حولها ليتركانهما بمفردهما....

بعد خروج الفتايات 

اقترب منها بخطوات بطيئه يمسح دمعه فاره من عينيه ، وهو يطالعها بعيون حزينه ، لاحظت ورد وجهه المتجهم... 

ارتمت ورد بين احضانه لتقول 

-: مالك يا خالو مكشر ليه كده ، انت محسسني ان انا هتجوز بجد ، وبعدين دانا هعيش معاك في بيت واحد ، يعني هبقى في وشك ليل ونهار... 

    تنهد بضيق بعدما ابعدها عن احضانه قليلا لينظر اليها  متسائلا وهو يبدو عليه القلق 

-: هو عمر مكلمكيش خالص امبارح ولا النهارده ؟

       انكمشت ملامحها للتتحول الى الدهشه. 

ورد بقلق : لا ، اصلا هو مبيكلمنيش وانا مش معايا رقمه أصلا ... وبعدين مش هو المفروض يكون وصل من الصبح... 

    جلس شريف ، بعد ان خارت قواه قائلا 

-: بتصل بيه من امبارح مش بيرد ، ولغايه دلوقتي لسه موصلش... 

     جحظت عينيها بذهول لتجلس جواره وهي تمسك يده تستمد منها الامان وهي تقول بتردد

-: يعني ايه .... يعني هو ممكن ميجيش ؟

شريف  بسرعه : لا  لا عمر راجل ميعملهاش لا يمكن يصغرني ، اكيد في حاجه اخرته ، بس انا متاكد انه جاي... 

    ضربت ورد بيدها على ركبتها لتقول 

-: وافرد مجاش ، هعمل ايه انا فالناس الي بره دول ممكن يقتلوني لما يعرفوا ان العريس هرب مني يوم الفرح ....

     لم تكمل جملتها ليطرق الباب ويدخل حافظ قائلا 

-: فين ولدك يا شريف بيه ، الخلج كلياتهم بيسألو عليه والمأذون وصل من بدري... 

     نظرت ورد الي شريف و امتلأت عينيها بالدموع ، ليقول شريف 

-: بالطريق بالطريق ، على وصول ، انت عارف الطريق بياخد اكتر من 6 ساعات على ما يوصل وبعدين ده المغرب يادوب لسه مأذن لسه بدري يا حج حافظ ..... 

حافظ : هو مش المفروض يوصل من اكتر من 5 ساعات ، ايه الي يأخره كل ده ، انا مش عاوز فضيحه وسط الخلج... 

شريف : فضايح ايه بس يا ابو خالد انا قولتلك على وصول ، لسه بدري عالفرح الليل لسه طريل .. 

حافظ : بدري من عمرك يا شريف بيه ، المأذون عنده فرح تاني وعاوز يمشي ، ومعندناش مأذون غيره فالبلد ، احنا هنستناه كمان ساعه ، لو مجاش ورد هينكتب كتابها على ولد عمها ولدي سالم... 

ورد : ازاي يعني هو انا لعبه ، بتحدفوها من ده لده... 

    اقترب منها حافظ وهو يتوعد لها بنظرات ناريه ليقول 

-: امال مفكره ايه عاوزه الخلج تتحدت ( تتكلم)  علينا بكلام ماسخ ، وتجول عريسها طفش ليله دخلتها ، ومش بعيده يجولوا انه خد غرضه وهج..

     رفعت سبابتها امام وجهه لتقول بغضب 

-: ايه الي انت بتقوله ده هو انا ايه جاموسه بتبيعو وتشتروا فيها ، ولو عمر مجاش يلا بالسلامه المركب الي تودي ، وابنك ده خليهولك انا مش هتجوز ، ولو عاوز تقتلني يلا مش همنعك ... 

    رفع يده ليصفعها ، لتترنح قليلا قبل ان تسقط على الفراش خلفها ، تبكي بقهر ومراره، وقف شريف مستندا على عصاءه أمام حافظ قائلا 

-: ايه الي انت عملته ده يا حافظ ، عيب ميصحش تضربها وانا واقف... 

حافظ : اظاهر ان تربيتها الخواجتي نستها ازاي تحترم الكبير.. 

شريف بغضب : بس ده ميدلكش الحق تضربها كده... 

حافظ : اضروبها ولا كسر عضمها حتى انا عمها وليه الحق اني اجتم رقبتها كمان ...

أمسك شريف زراعه قائلا بغضب 

-: انا ماموتش يا حافظ عشان تمد ايدك عليها ، انا قولتلك ابني فالطريق ، عمر راجل لا يمكن يتخلا عن بنت عمته ، ولا عني... 

حافظ بغضب : انا جولتلك ساعه واحده لو مجاش هينكتب كتابها علي ولدي سالم.. 

      وقبل ان يعترض شريف او يرد عليه ، خرج حافظ صافعا الباب خلفه بقوه ، انتفضت هي لتجلس على السرير تبكي بقهر ، ربت شريف علي ظهرها بحنو قائلا 

-: متخافيش يا ورد انا مش هسمح ان ده يحصل ابدا، لو فيها موتي مش هسمحلهم يأذوكي ابدا .... 

               وجع الحب 

                        روني محمد ،،،،،


         كانت الشمس تميل الي الغروب مسرعه ،كأنها تستحث الليل المظلم على الوصول ، جلست هي على الشاطئ تراقب امواج البحر العاتيه التي تتسارع للوصول الي الشاطئ ، تولد الموجه من داخل البحر كبيره ، لتصل الي الشط صغيره ، لتنسحب بهدوء وتعود الي الداخل لتبدأ رحلتها مره اخرى ، كان البحر الهائج امامها يذكرها بالصراع الدائر داخلها ....

          قاطع شرودها صوت رجولي اجش قائلا 

-: ممكن القمر يسمحلي اقعد معاه ولا مشغول بالنجوم.... 

     ابتسمت هي وهي تلتفت له قائله 

-: اتفضل يا ياسر ، شكرا انك جيت  ...

ياسر : شكرا ايه يا الين ، احنا مفروض نعد الاعده دي مع بعض من زمان ، وبصراحه انا مصدقت اول مالقيتك كلمتيني لغيت كل مواعيدي وجيت جري ...

   تنهدت فهو قد صعب الامر عليها اكثر لتقول 

-:  احنا فعلا كان لازم نعد مع بعض قبل كده عالاقل نشوف دماغ بعض ونفهم بعض اكتر بس... 

قاطعها ياسر : انا عارف اني استعجلت ، بس صدقيني انا راجل عملي جدا ، وحبيت ان يبقى الارتباط رسمي الاول واي حاجه تانيه هتيجي واحده واحده... 

الين بتردد : بس...  مش  ده الي انا اقصده ، انا اقصد ان يعني ممكن تكون انت كان عندك مشاريع ارتباط قبلي او انا ، او مثلا احنا مش متوافقين ،او ....

قاطعهم مجئ النادل ، ليطلب كلا منهم مشروبه ، وبعد انصراف النادل عاد ياسر بحديثه معها قائلا 

-: بصي يا الين ، انا عارف انك ممكن تكوني مش بتحبيني لا وممكن كمان تكوني مبطقنيش ، بس ده ميمنعش اني احاول ، لو ادتيني فرصه اكيد هتلاقي فيه حاجه مختلفه ، زي مانا شايفك ديما مختلفه......

      تطلعت هي الي عينيه اللامعه ، لتحاول الهروب من نظراته ، فالأمر ذاد صعوبه عليها لتصمت للحظات ، عاد النادل  مره اخرى وقدم لهم المشروبات ، وبعد انصراف النادل ابتلعت الين غصه مريره بحلقها لتقول بخزن 

-: انا يا ياسر كنت مرتبطه بشب... 

قاطعها ياسر : مش عاوز اعرف حاجه عن الي فات ، انا يهمني الي جاي... 

الين : بس  الموضوع مهم و... 

ياسر : لا يا الين ، الي فات ده يخصك انتي بس ، ميخصنيش ، انا الي يهمني الي جاي ، ادي فرصه لعلاقتنا ، وانا مش بجبرك على حاجه ، بالعكس ليكي مطلق الحريه فكل حاجه ، بس ياريت من غير تسرع وتحكمي عليه من غير ما تعرفيني كويس.... 

      زاد الامر تعقيدا فكانت تظن ، انها تستطيع ان تنهي هذا الامر مع ياسر ولكن ها هو يزداد الامر سوءا وتعقيدا..... 

      عادت تنظر الي البحر مره اخرى لعله يساعدها لانهاء الصراع الدائر داخلها ،، بينما هو ظل يتأملها بنظرات غامضه راسما على وجهه ابتسامه شيطانيه ، يدور بداخله افكار كثيره يرتبها ليحصل علي مراده وكل ما كان يخطط له.....

             

             •••••••••••••••••••••••••


    ظل شريف محتضنا ورد وهي تبكي ، وتنتحب فهي لم تحب عمر ووافقت بالزواج منه هروبا من اعمامها وبطشهم ، ظنت ان الحياه ابتسمت لها بعدما كانت تعاني منذ وفاه والدتها..... 

ولكن الان عمر قد تخلا عنها وهي سوف تساق الي سجانها مرت الساعه بلمح البصر ليفتح حافظ الباب مره اخرى وهو يأمر ورد بان تتبعه للوصول الي المأذون ، رفضت واعترضت بقوه هي وشريف ، تجاهل حافظ ذلك رمقها بنظرات ناريه كادت ان تحرقها ، ليمسكها بقوه ، ويدفعها خارج الغرفه بوحشيه وسط اعتراض شريف الذي لم يستطيع ان يلحق بهم لتعثر قدمه وسقوطه ، فهو لم يستطع ان يسحبها من يده القاسيه ، دفعها حافظ امامه حتى تنزل الي اسفل بخطوات متعثره ، الي ان وصلت الي غرفه المكتب..

           ولج حافظ الي المكتب ، ساحبا ورد خلفه بالقوه ، تفحصت هي الغرفه بعيون منتفخه من أثر البكاء ،و تحول أسفل عينها الي السواد الحالك ووجها من بقايا المكياج التي كانت تتزين به ، وطرحتها المهمله التي خرجت منها بعض خصلات شعرها ، رأت ذلك الرجل المسن الذي يجلس خلف المنضده وامامه دفتر كبير يحملق له ، ويمسك بيده قلما يدون به مراسم الزواج ، يجلس جواره سالم  يتفحصها بوقاحه من راسها الى اخمص قدميها ، وتظهر على وجهه ابتسامته سمجه ، طالعته هي بنظرات مقززه من هيأته ، وهي تريد ان تبصق في وجهه ، ولكنه يفوقها قوه فبالتأكيد سينهال عليها بالضرب المبرح ، فاقت على  صراخ سيده  ياتي من خلفها تنوح وتبكي وهي تقول 

-: اكده يا سالم هتتجوز عليه ، هتجبلي ضره لا ياسالم اياك تعملها عشان خاطري يا سالم... عشان خاطر عيالك يا سالم.... 

   نهض سالم ليدفعها خارج الغرفه بعنف ، وهو يتوعد لها قائلا 

-: اقفلي خاشمك ده وغوري من اهنه ، وكلمه تانيه هسمعها لهكون مطلقك دلوقتي... 

     التفتت ورد اليها ترمقها بنظرات شفقه ، ثم التفتت للمأذون لتقول 

-: انا مش موافقه عالجوازه دي لو حضرتك هتكتب الكتاب ده الجوازه دي هتبقى باطله وانت الي هتشيل الذنب ....  

قاطع كلامها صفعه قويه جاءت من سالم لتترنح قليلا قبل ان تسقط ارضا ، ليجذبها حافظ من طرحتها لتقف مره اخرى قائلا 

-: امضي اهنه من سكات ، خلينا نخلص ( وهو يشير الي دفتر المأذون) 

     امسكت القلم بايدي مرتعشه، حتى ان الدموع قد احجبت الرؤيه عنها ، وقبل ان تزيل هذه الصفحه بتوقيعها ، حدث ما ليس فالحسبان..... 

          

عمر مجاش ليه ؟ تفتكروا يكون رجع في كلامه ؟

الفصل التاسع

              💔 وجع الحب  💔

                            روني محمد 


( اللهم اني اعوذ بك من الحزن والفقر وغلبه الدين وقهر الرجال) 


     وقبل ان تزيل ورد الورقه بتوقيعها سحب القلم من يدها ، لتتفاجئ به يقف بشموخ جوارها ، بهيئته القابضه للأرواح يتطلع لسالم بوعيد ، جاذبا ورد خلفه وعينيه تحولت الي لون الدم ، وهي تطلق وحوش من اللهب ، كور قبضته حتى برزت عروقه ليقول بغضب 

-: ايه الي بيحصل هنا ده ، انتو بتعملو ايه ؟

      نظر له سالم بغيظ ، ليقول 

-: الشيخ خلاص كتب الكتاب ، انت اتوخرت جاوي والناس كلت وشنا ، ثم نظر لورد المختبئه خلفه بتسليه ، يلا مفضلش غير أمضتك يا عروسه... 

    امسكت ورد بعمر تحتمي به وهي ترتعش من الرعب وكأنه درع يحميها ، ليدلف شريف وهو يلهث من التعب ، وضعا يده على صدره يتنهد براحه حينما رأى عمر يقف امام سالم وخلفه ورد تتشبث به ، اقترب منه وهو يستند على عكازه قائلا 

-: ايه الي اخرك كل ده يا بني... 

       نظر الي والده ، ثم امسك بورد ، ليدفعها برفق تجاه والده ، ثم اقترب من سالم ، وسدد له لكمه اوقعته ارضا ، انتفض حافظ حينها ليقول بغضب 

-: جرا ايه يا ولد جاي متوخر وبتضرب ولدي كمان... 

      اقترب عمر خطوه من حافظ ، يرمقه بنظرات قاتله ليقول 

-: ابنك باعتلي ناس تقطع الطريق عليه ، عشان مجيش ،،، وطبعا ينقذ هو الموقف ويتجوزها ، هي دي خطتك ال***** مش صح ؟...

   سالم بكذب : محصلش كداااب... 

عمر : واحد من الكلاب الي انت باعتهم أر عليك لما لقاهم كلهم اضربوا وقالي كده ، وبعدين هنروح بعيد ليه انا جبتهم معايا متربطين بره ، ابقي اختار رجاله تعرف تقوم بالمهمه مش شويه نسوان ...

      نكس سالم رأسه ، هربا من نظرات الجميع ، التي كادت ان تقتله ،،،

     امسكه عمر من ياقته ليرفعه من الارض ، ينظر داخل عينيه بشراسه ، ويقول 

-: متخلقش الي يقف قصاد عمر الانصاري او يمس حاجه تخصه ..

     ثم باغته بضربه من رأسه ، ليقع الاخر ارضا ينزف من انفه .....

  نظر عمر الي حافظ بوعيد قاتل  الذي تلجم لسانه بسبب افعال ابنه الذي قد خربت كل شئ ليقول 

-:  الي ليكو عندي كتب الكتاب وهاخد مراتي وابويا وهنمشي من هنا ، وشكرا على حسن الضيافه الي مشفنهاش.... 

حافظ : يا ولدي ميصحش الناس هتقول علينا ايه... 

عمر : وانت مفكرتش الناس كانت هتقول ايه لما عملتو الخطه القذره دي انت وابنك ،ملييش فيه ، انا هاخد الماذون ده ، ونطلع نكتب الكتاب بره قدام الناس كلها وبعدين هاخد ورد وابويا ونمشي من هنا مش هنعد ساعه تانيه...  ويبقى كده عداني العيب.... 

    وضع شريف يده على كتف عمر قائلا 

-: عداك العيب يابني ، يلا بينا ، يلا يا شيخنا  هنكتب الكتاب فالساحه الي بره.... 

     خرج الجميع شريف وحافظ وسالم والمأذون ، بينما وقفت ورد مزهوله مما حدث ، لاحظ عمر وجهها الملطخ باثار المكياج وشعرها الذي تمرد خصلاته خارج الطرحه ، ليميل عليها قائلا بهمس 

-: دانتي لو قاصده تسرعيني ، مش هتلطخي وشك كده... 

نظرت له بغيظ ثم استكمل قائلا بهمس

-: روحي اغسلي وشك ده ، وحضري شنطتك خلينا نمشي...

    رجع حافظ اليه قائلا 

-: يابني انت بردو ميرضكش الناس تتكلم علينا، انا ولله ما كنت اعلم بالمصيبه الي سالم وحل نفسه فيها... 

عمر : ملييش فيه ابنك الي عمل كل ده ، روح حاسبه بدال مانت واقف تتكلم معايا... 

       ثم خرج عمر واتبعته ورد وشريف ، ليخرج عمر وشريف لعقد القران وتصعد ورد الي غرفتها لتلملم اشيائها وتنظف وجهها وتلحق بهم.....

            ΦΦΦΦΦΦΦΦΦΦΦΦΦΦΦ

       وجع الحب 

                      روني محمد 


    بعد اسبوع

      عاد عمر ، ورد وشريف الي منزلهم ، وسافر عمر لعمله في اليوم التالي ، لم يستطع ان يخبر ملك بامر زواجه من ورد ، باعتبار انه مجرد عده اشهر وسينفصلان ، وكأن شيئا لم يكن...... 

       أما الين فقد اخفت صندوق الرسائل الخاص بأدم ولم تعد تقرأها او بمعنى اخر حاولت تجنب ذكرياتها مع ادم ، وفي خلال هذا الاسبوع قابلت ياسر عده مرات حاول هو جاهدا ان يظهر الجانب المشرق ليرسم لها خطوطا عريضه نحو مستقبل رائع تتمناه اي فتاه خالي من اي ألم ، اما هي فانجرفت قليلا مع الطيار ، حاولت ترك صندوق الماضي ، لتوارب بابها قليلا ، فربما يستطيع ياسر ان ينسيها الم الماضي.....

          

          في فيلا شريف 

    يجلس كلا من شريف وورد يشاهدون احد المسرحيات القديمه ، ويمسك كلا منهم طبق كبير من الفشار ،، تتعالا اصوات ضحكاتهم بين الحين والآخر ...

شريف : امال عمر مكلمكيش يا ورد قالك هيجي امتى... 

ورد :  لا وهيكلمني ليه ، اصلا معهوش رقمي... 

شريف : ليه يا ورد ، طب وانتي مبتتصليش ليه تطمني عليه... 

ورد : وانا اطمن عليه ليه هو كان من بقيت عيلتي... 

     ضربها شريف بخفه على مؤخره رأسها قائلا 

-: من بقيت عيلتك!!!  انتي عبيطه ده جوزك يا ورد... 

ورد : ولله حكايه جوزي دي مش بلعاها ، وبعدين دا هما كام شهر وكل واحد يروح لحاله... 

شريف بضيق : ليه يا ورد بتقولي كده ، ما تحاولي تقربي منه ، صدقيني عمر حنين وراجل لو لفيتي الدنيا مش هتلاقي زيه... 

   ألتفتت له ورد لتضيق عينيها وهي تقول. 

-: انت بترسم على ايه يا شيرو انا مش عاجبني نبره صوتك كده ، انت قولتلي قبل كده ان الجواز هيبقى شهور مش أكتر ودلوقتي بتقولي قربي انت ناوي على ايه بالظبط ، وبعدين عشان اقطع الي في دماغك ده انا وعمر مبنطقش بعض من الاساس ، وبعدين هو خاطب وبيحب خطبته .......

شريف : بس يا ورد ...

ورد : مبسش انسي يا شيرو.... 

      

قاطعهم عمر :  شيرو.....  انت بقيت شيرو يا بابا ...

ورد بخضه : خضتني يا شيخ ياريت كنا افتكارنا مليون جنيه... 

شريف : حمدلله عالسلامه يا حبيبي ، لسه انا وورد كنا جايبين في سيرتك... 

     نظر الي ورد ، التى تجنبت النظر اليه وادعت انها منتبهه لمشاهده التلفاز ليقول عمر وهو يجلس جوار ابيه

-: وانا اقول كنت شرقان ليه ، اتاري ، طب كنت جايبين في سيرتي بتقولوا ايه ؟

شريف بكذب : ورد كانت لسه بتسألني عليك ، وكانت عاوزه رقم تليفونك عشان تكلمك... 

     جحظت عينيها لتقول 

-: ايه الي انت بتقوله ده انا قولت كده امتى ده... 

     نظر عمر لها بانتصار ثم قال 

-: طيب انا هقوم اغير هدومي وانام عشان هلكان ، بقالي يومين منمتش....  تصبحوا على خير....

     شريف : وانت من اهله يا حبيبي ، روح وانا هخليهم يطلعولك الأكل فوق.... 

   هز رأسه بالموافقه ، قبل ان يصعد الي غرفته..... 

ورد بغيظ : ايه الى انت قولته ده يا خالو ، انت بتحرجني ليه كده هو انا كنت طلبت منك رقم ولا حتى سألتك عليه... 

     تجاهل حديثها ليقول

-: يلا قومي حضري العشا وطلعيه لجوزك... 

ورد : نعم!!! ، وانا مالي خلي سناء تطلعوله.... 

شريف : سناء مشيت ، الساعه بقيت 11 وانتي عارفه اخرها 9

ورد بضيق : يوووه ، وانا مالي  ياكل ولا ما يكلش انا مالي 

شريف بتمثيل الحزن : ماشي يا ورد ، انا هروح احضرله العشا واطلعه ، ومتشكر يا سيتي مش هطلب منك حاجه تاني.. 

     اندفعت ورد وسبقته الي المطبخ وهي  تركل الارض بقدمها قائله 

-: خلاص يا خالو خليك انت انا هروح اتزفت واطلعله الأكل 

   بعد وقت 

   صعدت ورد الي غرفه عمر وهي تحمل صينيه صغيره بها طعام ، طرقت الباب عده مرات ولكن لم تجد رد ، لتفتح الباب بهدوء ، لتدخل رأسها الي الغرفه تنظر يمينا ويسارا تبحث عنه ، فلم تجده ، سمعت صوت الماء يأتي من الحمام ، لتقرر ان تدخل بحزر لتضع الصينيه ، وتخرج سريعا ، ولكن استوقفها ما لم يكن بالحساب ، وهو انقطاع التيار الكهربي ، صرخت بقوه حينما قطعت الكهرباء ، لعنت نفسها في سرها كثيرا ، انها لم تجلب الهاتف معها ، مدت يديها امامها تتحسس الظلام وهي تبحث عن الباب ، اصطدمت يدها بجسم صرخت سريعا ولكن فاجئها هو بوضع يده فوق فمها لتسمع صوته الأجش قائلا 

-: انتي بتعملي ايه هنا ؟

ازاحت هي يده من فوق فمها لتقول بتلعثم 

-: انا  .. كنت جايبه ، الصينيه..  انا عاوزه اطلع مش لاقيه الباب..... 

عمر : ما تطلعي هو انا ماسكك ، وبعدين صينيه ايه دي ؟

ورد: خالو قالي اطلعلك اكل.. 

عمر : طيب خديها معاكي انا اكلت قبل ماجي... 

ورد بغيظ : تصدق انا غلطانه ، هي دي كلمه شكرا ..

عمر : شكرا ، واتفضلي بقى عشان عاوز ألبس هدومي... 

   تراجعت خطوات الي الخلف وهي تشهق وتضع يدها فوق فمها لتقول 

-: وانت واقف قدامي من غير هدوم... 

عمر ببرود : ولله انتي الي صرختي ، رحت طالع بسرعه من الحمام ، ملقتش الا الفوطه قدامي... 

ورد : يعني...... (هزت رأسها بعنف و قالت)  الباب فين انا عاوزه اطلع ...

     امسك يدها ، لتشعر بقشعريره تجتاح جسدها ، اوصلها الي الباب لتخرج سريعا ، واغلق الباب خلفها ، وقفت تستند برأسها على الباب قليلا قبل ان يعود التيار الكهربي لتهرول سريعا الي غرفتها....


             ________________________

     ما أصعب الخيانه ، حينما تأتيك من  الذين كنت تظن انهم أوفياء بل انهم اخر من يعرفوا هذه الكلمه ، كلمه مكونه من خمسه احرف كفيله بقتل انسان ، قتل احلام ، اماني ، ايام طويله عاشها لبناء احلام من ضباب ، لم يصدق حينما رأي صورتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك برفقه ياسر العمري ، ما أصعب الصدف التعيسه !!، التي تاتيك على غفله ، فمن بين رجال العالم ، تختار ياسر العمري لترتبط به رأي صورتهما وهو يلبسها ذلك الخاتم باهظ الثمن ، شعر بخنجر طعن بقلبه لينزف ألما ، لم يصدق ذلك ، اخذ يتأمل صورتها مرارا وتكرارا فربما قد يكون اختلط عليه الأمر ، ولكن كل مره يراها و يتحقق يتمزع قلبه الي أشلاء ، فتح صندوق الوراد لرسائلها ، يجد عشرات الرسائل الخاصة بهما ، لم تذكر انها سترتبط او انها مرغمه على الزواج بأخر ، كل ما في الامر انها كانت قلقه عليه وتذكره كل مره بحبها له ، كيف استطاعت ان تفعل به هذا ، تملكه الغضب ليمسك بهاتفه ليرفعه وينوي قذفه في الحائط ، ولكنه تراجع في اخر لحظه ، لتذكره شيئا ناظرا الي هاتفه ويمرر يده على الشاشه ، فيبدو انه يتصل بشخص ما ، ليأتيه الرد بعد دقائق 

-: حبيبي ، انا ولله عارف اني مقصر معاك ، المهم انت عامل ايه دلوقتي... 

رد ادم باقتضاب قائلا : الحمد لله ، بقولك انت لسه العرض بتاعك موجود... 

-: طبعا يا ادم انت عارف انا مش هلاقي احسن منك ولا حد اثق فيه زيك.... 

هز ادم رأسه بالموافقه قائلا 

-: تمام هخلص حاجتي وخلال يومين هكون عندك... 

-: وانا هكون بانتظارك..... 

     اغلق ادم الهاتف وهو يفكر كيف سينتقم منها ، ومن سنين العمر التي ضاعت هباءا عليها..... 

          

أدم والين مصيرهم ايه ؟

وايه هي القرابه الي بتربط أدم بإلين ؟

الفصل العاشر و الحادي عشر 

💔 وجع الحب 💔

روني محمد 

(يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )


في الصباح 

استيقظ كلا من ورد وعمر علي صوت صياح وجلبه ياتي من خارج العشه ، هب هو واقفا ، بينما هي جلست تهندم من ملابسها ، اشار لها بان تعدل من حجابها الذي قد وقع منها اثناء نومها ،احكمت غلق حجابها مره اخري ، ثم خرجا سويا .. ليجد مجموعه من الرجال إلتفوا حولهم ، ويبدو على ملامحهم الشر 

حاول التحدث معهم ، ولكنهم لم يعطوه فرصه ، لينقض عليه احد الرجال يحمل بيده عصاه ، رفعها فالهواء ليسقطها باتجاه عمر ، وفي اقل من الثانيه دفع عمر ورد الى الخلف ، ليتفادا تلك العصا قبل ان تسقط عليه فتسقط بعيدا عنه ، ثم دفعا الرجل بقوه بعيدا عنه ليسقطه ارضا ...ثم تلاه رجلا اخر يحمل بيده فأس صغير ، أسرع عمر نحوه ليضربه بقدمه ليكون مصيره كالاول ، ومن ثم الثالث والرابع ...

وهنا اراد ان يحسم الامر بعد ان خارت قواه.... 

عمر بلهاث : اسمعوني انا مش جي اسرقكم انا عربيتي عطلت عالطريق ... وكنت عاوز حد يدلني اروح اصلحها فين ، او حتي ميكانيكي يجي معايا يصلحها ..

رد احدهم قائلا : مين الحرمه الي معاك دي ؟

كانت ورد تختفي خلف ظهره ، وتمسك بقميصه مرتعبه من هيأتهم ونظراتهم المميته .

ليرد عليهم : دي مراتي 

ليقول الاخر : وايه يثبت ، انت جيت تنجس ارضنا ولازمن تنجتل انت وهيا ...

ليرد سريعا : بقولكم مراتي ، واكيد باين من هيأتنا ولبسنا اننا مش من بلادكم ...

ليقول الاخر : معاك الجسيمه

ليفكر للحظات قبل ان يقول : معايا صوره منها ....

اقتربت ورد من اذنه لتهمس بخوف : هما عاوزين القسيمه ليه ؟

عمر بهمس : اسكتي انتي دلوقتي ، عشان انا علي اخري ...

اخرج لهم من جيب بنطاله الخلفى، محفظه تحتوي علي بعض الاوراق ، ثم اخرج صوره القسيمه ، وبعد ان رأها الجميع بدا الحشد يختفي تدريجيا 

احد الرجال : جولنا بجه لما هي مرتك ايه الي يخليك تبات اهنه ...

عمر: احم ... مانا قولت العربيه عطلت بينا عالطريق ، ومشينا ندور علي عربيه تنقلنا او ميكانيكي يرجع معانا يصلحها ...

رجل اخر : تعالا معايا وانا اشوفلك ميكانيكي 

عمر : طيب قولولي الاول من صاحب الارض دي.. 

رد احدهم قائلا 

-: انا 

وضع عمر يده في جيب بنطاله ليخرج بعض النقود ، ثم اعطاها لذلك الرجل قائلا 

-: الفلوس دي حق المبيت في ارضك وحق التفاحتين الي اكلناهم من شجرتك... 

الرجل : خلاص يا ولدي اعتبرها واجب ضيافه.. 

عمر : لا يا حج شكر ليك... 


ثم ذهب عمر باتجاه الرجل الاخر ومن خلفه ورد ، حتي التفت لها عمر وجدها تمشي ببطئ وتبتعد عنه رويدا رويدا ، رجع لها وامسك برسغها وجذبها بجانبه وقال بحده : بطلي بقي تمشي زي السلحفه خلينا نروح في يومنا الي مش معدي ده ..

ورد : اعمل ايه مانت مركب في رجلك عجل ، وانا بصرحه اعصابي سابت من الي شوفته النهارده ، بس انت صح ماشي ومعاك صوره القسيمه ليه ؟

عمر : كنت واخدها احتياطي ، عشان لو حد من اعمامك فكر يعمل اي حركه نقص ولا حاجه ، واهي جات بمصلحه ، الناس دي لو مكنوش شافوا القسيمه ، كانوا قتلونا ، التار ولا العار يا ولدي.. 

ورد : هههههههههه ، لا وانا الي كنت هقوله سامحني يا يابا هو الي غواني... 

عمر : هههههههههه غويتك ويابا ، امشي امشي قدامي ، قال ايه وضحكوا عليه وقالولي انك عايشه في ألمانيا... 

ورد : (Ja, natürlich habe ich siebzehn Jahre meines Lebens in Deutschland verbracht)

الترجمه 👈👈( نعم بالتأكيد فقد قضيت سبعه عشر عاما من عمري في ألمانيا) 

عمر : بردو تلاقيكي حافظه الكلمتين دول بالعافيه ... 

ورد : اده انت فهمت ؟

ضربها بخفه على راسها ليقول 

-: انتي ناسيه اني طيار ولازم اكون عارف لغات ، انا بعرف اتكلم 5 لغات غير العربي... 

ورد : وااااو ، طب ما تعلمني.. 

عمر : ورد امشي قدامي مش ناقصين عطله.. 


بعد قليل 

وقف الرجل وقال لهم : ركب مرتك واركب 

عمر باستفهام : نركب فين ؟

الرجل : اهنه ....👈 وهو يشير الي عربه يجرها حمار ( عربيه كارو )

لم تستطع ورد ان تكبت ضحكتها ، وظلت تضحك حتي ادمعت عينيها بينما هو ينظر لها بغيظ ..

عمر بغيظ : هو مفيش مواصله تانيه ، او ممكن نمشيها 

الرجل : لأ مفيش ، وعشان تمشي مش أقل من تلت ساعات وانا ماجدرش لازمن أعاود قبل المغرب ، ها ايه جولك هتركب ولا ايه..

ورد : هنركب هنركب يلا يا كابتن عمر 

عمر : الله يخربيتك اسكتي بدال ما اكسرلك سنانك ، اتفضلي ازفتي اركبي 

ورد : شلني ، العربيه عاليه عليه 

عمر : بقولك يا حج ، معاك حبل؟

الرجل :لا ليه يابني ؟

عمر: كنت عاوز اربط بهيمه تجر العربيه بدل الحمار 

ورد بغيظ : وبهيمه ليه ماحنا معانا بدل الحمار اتنين ...

عمر بغيظ: وخدتي الكلام ليه علي نفسك ، انا اقصد بهيمه تانيه 

الرجل بنفاذ صبر : يلا بجا يابني شهلو عشان ارجع قبل المغرب ...

حاولت هي ركوب العربه عده مرات ولكن فشلت لتقع بالاخير علي الارض ، ليضحك الاخر بشماته ، اقترب منها و مد يده لها ليساعدها ولكنها تجنبت يده ، نظرت له بغضب ... ووقفت مره أخرى وقالت وهي تنفض التراب عن ملابسها : شكرا كتر خيرك . انا هركب لوحدي .....

عمر بغيظ : انا غلطان..... اتفضلي وريني...

حاولت مره اخري عده مرات ، الا انه شعر بنفاذ صبر الرجل الي ان اقترب منها ورفعها لتجلس علي العربه ، ثم جلس هو الاخر جوارها ، وانطلق الرجل نحو وجهته .....


       🎆🎆🎆🎆🎆🎆🎆🎆


           علي احد الصخور الكبيره الموجوده بالقرب من ساحل البحر في مدينه الاسكندريه عروس البحر المتوسط ، نرى ذلك الذي يجلس يشاهد الأمواج المتسارعه ، لتصطدم بالصخور ، محدثه رزاز من الماء ينتشر في الهواء ، لتنسحب هذه الامواج لداخل البحر وتعود مره اخرى ، كثيرا ما كان يأتي الي هنا للأختلاء بنفسه ، بعيدا عن مشاكله وهمومه قبل سفره ، فنظراته للبحر الهائج امامه كفيله ان تجعله يفيض بما فيه ، وكأن البحر يرسل ، له رساله مع كل موجه ليقول له كن صامدا مثلي، عاد منذ ايام لم يستطع ان يحدثها ، كلما تذكر انها خانته وخطبت لرجل اخر ، يشعر بنفاذ الهواء من حوله وكأنه يختنق..... 

اخرج هاتفه ليقوم بالاتصال بشخص ما ليأتيه الرد بعد قليل 

أدم : ازيك يا ياسر انا أدم ... 

ياسر :أدم.... حمدلله عالسلامه ، جيت امتى؟

أدم : لسه واصل من يومين.... 

ياسر : تمام ، ها اوعى تكون غيرت رأيك ، هتيجلى امتى ؟

أدم : لا يا ياسر ، انا معاك ، امتى تحب نبدأ الشغل... 

ياسر : من بكره لو تحب ، انت عارف انا بقالي سنين بتحايل عليك تشتغل معايا.... 

أدم : كنت غبي يا ياسر. ، المهم بكره هعدي عليك فالشركه ونتفق... 

ياسر : تمام وانا هنتظرك...... 

اغلق ياسر الهاتف ، وهو يبتسم ابتسامته الشيطانيه ، فأخيرا استطاع ان يحقق حلمه ، وهو ان يجعل ادم صاحب المبادئ ، والاخلاق ان يعمل معه، وينتقم منه لما حدث زمان بسببه .... 

قاطعته نازلي قائله 

-: مالك فرحان كده ليه ؟ مين كان بيكلمك ؟

ياسر بانتصار : ادم....  ادم العمري 

نازلي بصدمه : أدم ،،،،،، وده ايه الي فكره بيك ، احنا مش كنا ارتحنا منه ايه اي رجعه تاني... 

ياسر : قابلته بالصدفه قريب لما كنت مسافر ، وعرضت عليه يرجع مصر ويشتغل معايا... 

نازلي بحقد : وتلاقيه رفض كالعاده ، ده وش فقر... 

ياسر : لا وافق...  

نازلى : طب وايه غير رأيه ، ما أنت من زمان بتعرض عليه يشتغل معاك  وهو كان بيرفض ؟...  

ياسر بحقد :  الدنيا اتقفلت في وشه هناك ، انا بعت ناس تسرق بضاعه تساوي ملايين من المخزن الي كان شغال فيه ، انا فكرته هيتسجن وأفش غليلي منه ، بس طلع صاحب الشغل ابن حلال ، وسابه يمشي بس حجز على كل الفلوس الي كان محوشها ،،،،

نازلي : طول عمرك دي دماغك تتاقل بالدهب ( ثم أكملت بكره) زمان ابوك فضل عليه بنت حته موظف فقير بيشتغل عنده ، وراح اتجوزها من ورايا ،مكنتش استنضف حتى اشغلها عندي خدامه ، بس هقول ايه ابوك كان نفسه حلوه ولما عرفت وواجهته بدال ما يصلح غلطته ويرميها فالشارع  مكان ما جت ، لا راح مطلقني انا بنت الاكابر والحسب والنسب ،فضل عليه واحده من الشارع متسواش ، لا وجي يقولي انا خلفت منها مش هينفع اسيبها... 

ياسر : خلاص يا نازلي هانم جه اليوم الي كل واحد لازم يدفع تمن غلطه..... 

       نظر امامه بشرود ، وهو يتذكر كيف كان والده يعامله باهمال ، ولا يسأل عليه ، بينما كان ابنه المحبب والمفضل هو ادم ، الذي كان دوما جانبه ، كان يدلله ويشتري له الالعاب والهدايا ، بينما ياسر كان وحيدا لم يهنو باحضان والده ، ليقرر الانتقام من الجفاء الذي قد خلفه والده ، بان يحطم هذا المسمى بادم ويجعله ...... 

  ( ملحوظه : أدم يبقى اخو ياسر من الاب 😨 والي هيسال ازاي ألين معرفتش انهم اخوات فده هيبان فالحلقات الي جايه ) 

     كل الناس الي ظلمت أدم وقالت عليه اتجوز احب اقولك ربنا يسامحكم ، طلع مظلوم😢 ...

والناس الي شافت ان ياسر ملاك بجناحين واحسن من ادم فاحب اقولكم انه غلب الشيطان نفسه ،

الفصل الثاني عشر 

💔 وجع الحب 💔

روني محمد 

( لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ،، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه) 


بعد اسبوع اخر 

تنهد عمر بقوه ، بعد ارهاق دام لشهور ، حاول هو جاهدا انا يحارب ذلك الشعور الذي نما بداخله، طيله هذه المده وقد احتلت كيانه قبل قلبه ، ارقت منامه ، اشعلت فتيل العشق داخل ضلوعه ، حاول جاهدا ان يطفئ هذا اللهيب الذي يتوهج يوما بعد يوم ، ولكن شراره الحب اضاءته مره اخرى ، وكأنها لعنه اصابت روحه ، لينتشله من صوت اهاته ، صوتها العذب الذي يعزف على اوتار قلبه العاشق التي قد اذابته وهي تتغنى باسمه كسنفونيه تعزف من اجله فقط 

ورد : عمر... 

ألتف لها يطالعها بعيون هائمه قائلا 

-: تعالي يا ورد في ايه.؟.. 

تعجبت هي من هدوئه التي لم تعتاد عليه ، وعيونه التي تلمع وهي تطلع اليها باهتمام ، لتقول 

-: انت تعبان ولا حاجه.... 

وضعت يدها على جبينه تتحسس حرارته لتقول 

-: مانت كويس اهو ، امال مالك... 

نظر لها بغيظ قائلا 

-: عاوزه ايه ؟؟

ورد : ولا حاجه ، جيت اقولك ان المقشه قصدي ملك مستنياك تحت ....

وقف عمر يطالعها بغيظ ، حاول ان يتفرس مشاعرها تجاهه ليقول 

-: انتي بس متغاظه عشان احلا منك وأرق ، هي دي البنات مش جعفر الي قاعد قدامي ليل نهار... 

ورد بغيظ : جعفر ، اه ما أنا نسيت ان السهوكه والنحنحه ، هي الي بقيت بتجيب نتيجه معاكم ، انتو الرجاله كده ميملاش عينكم غير التراب ، عموما اهي عندك تحت اشبع بيها... 

انطلقت هي الي غرفتها ، حاولت هي جاهده ان تمنع دموعها من ان تسقط امامه ، وما ان اغلقت باب الغرفه ، حتي اطلقت العنان لدموعها الحبيسه ان تنطلق ، استغربت هي من حالها ، لتقف امام المرآه ، تتحسس قلبها الذي ينبض بعنف ، وذلك الشعور الذي ينمو داخلها يوما بعد يوم ، على الرغم من انها تعرف حبه لملك ، وانه ليس من حقها ان تفكر به ، الا ان هذا الشعور دائما ما يسيطر عليها ....

عند عمر 

استغرب هو من رده فعلها ، دائما ما يحاول جر شكلها ، وهي تقابله دائما بالمواجهه ، ليس بالانسحاب ليرفع كتفيه ، ويزم شفتيه ، متجاهلا ما حدث لينزل لتلك التي تنتظره بالأسفل.... 

بعد قليل 

دلف عمر الي الغرفه التي تمكث بها ملك بانتظاره ، وما ان رأته حتى اقتربت منه سريعا تحتضنه وتقبله برقه ، لتقول 

-: كده يا عمر متسألش عليه طول الفتره دي كلها ، ولا تفكر تصالحني ....

قابلها الاخر ببرود ليقول 

-: عاوزاني اعمل ايه ، لما اكون مكلمك فالتليفون ، وتقوليلي اعده عند نيره فالبيت ، وبعدين اتفاجأ بيكي ماشيه فالشارع وداخله ديسكو.... 

ملك بتلعثم : ما انا ... اعتزرتلك ،،، وقولتلك غيروا رأيهم وقرروا يسهروا هناك ، وبعدين انا كنت هعد شويه صغيرين وهمشى على طول...

عمر : ومكلمتنيش تقوليلي ليه ؟

ملك : عشان مكنتش هترضى يا عمر 

عمر : مانتي عارفه اني مبقبلش انك تروحي اماكن زي دي شرب ورقص، ورغم كده روحتي من ورايا ..

ملك : ولله انا كنت ناويه اقولك ، وبعدين هما قالولي هنعد شويه صغيرين وهنروح علي طول 

عمر :ملك انتي مش ملاحظه انك بقيتي تكدبي كتير عليه ، حتى لبسك الي كذه مره اقولك غيريه مفيش نتيجه ، ديما عريان وقصير ، كأنك بتستعرضي جسمك قدام الناس... 

ملك : وده من امتى بقى ، مأنت من ساعه ما عرفتني وانا لبسي كده ،حتى كمان كنت كتير بتنزل تشتريه معايا ايه الي اتغير.... 

جلس عمر على الكرسي ليحاول ان يبرر ما يقول 

-: من زمان مكنش عاجبني وقولت اسيبك براحتك بكره نغيره واحده واحده... 

اقتربت ملك بميوعه لتجلس علي يد الكرسي الجالس عليه حتي التصقت به وتلف يدها حول عنقه قائله بدلال 

-: مالك بس يا ميرو ، انت بقيت متغير ليه الفتره الأخيره.... 

نفض هو يدها بعيدا عنه ثم نهض مبتعدا عنها ليقول بنفاذ صبر 

-:مفيش يا ملك ، انتي عارفه انا مبحبش الاسلوب ده..... 

اغتاظت هي من رفضه الغير مبرر لتقول 

-: هو في ايه يا عمر انت مبقتش طايقلي كلمه ليه ، حتى لما بقرب منك بتبعدني.... 

عمر : فيه ان الي انتي بتعمليه ده حرام ، ومينفعش تقربي مني كده غير لما نبقى متجوزين او حتى مكتوب كتابنا عالأقل .... 

جلست ملك على الكرسي محاوله بان تتحكم بغضبها حتى لا تخسره لتقول 

-: ماشي يا عمر لو ده الي هيريحك فانا موافقه... 

عمر بصدمه : موافقه على ايه بالظبط ؟

ملك : موافقه اننا نتجوز... 

اغمض عمر عينيه بضيق ، لم يشعر بالسعاده كما ظن بالماضي ، طالما كان يلح عليها بتعجيل أمر الزواج ، لكن الأن شعر بانها ابعد ما يكون عن رغبته.... 

ملك : سكت يعني مردتش عليه... 

عمر : هقولك ايه يعني ، ما انا ياما كنت بتحايل عليكي نحدد ميعاد جوازنا وانتي الي كنتي بتأجلي ،،

ملك بنفاذ صبر : واديني بقولك اوك موافقه ، المفروض تكون مبسوط ولا انت ليك رأي تاني... 

عمر باستسلام : ولا رأي تاني ولا تالت ، حضري نفسك من بكره هننزل نختار العغش ونرتب للوازم الفرح. 

ملك بفرحه : صحيح يا عمر ، انا هبقى اسعد انسانه فالدنيا ، انت مش عارف انا بحبك قد ايه..... 

تصنع هو الابتسام ، بينما داخله يشعر بغصه تؤلم قلبه ، ولكن ملك لم يكن لها ذنبا ، فليس بعد كل هذا الوقت يتركها ، لمجرد انجذاب او هوس ظاهري شعر به تجاه ورد ، نفى بداخله حبه تجاه ورد ، ليؤكد انه لم يكن حبا ،،،

بل ان حبه لملك هو الذي قد استعمر قلبه ، وسينسى كل شئ بمجرد زواجه من ملك ، اما ورد فقد اقترب موعد انفصالهما، فبالتأكيد ستختار حريتها على ان تظل جواره وهو متزوج بأخرى ....


••••••••••••••••••••••••••••••••• 


اما بالنسبه لالين استطاع ياسر ان يغرقها في بحر اهتمامه ، كان دائما البلسم لاوجاعها ، فقد مر على خطبتهما اكثر من شهر حاول هو فيه ان يملأ فراغات قلبها المسكين ، على الرغم من انها واجهته ، بانها كانت تحب شخصا اخر الا انه طلب منها فرصه اخيره ليثبت لها انه هو من يستحق حبها ، وانه سيغدقها حنانا لم تراه مع اي شخص اخر....

استطاع هو بكلامه المعسول وخداعه ، ومكره ان يجعلها تتناسا ادم ، الذي لم تعرف عنه شيئا حتى الأن ، لم تعلم انها ليس الا مجرد اداه للأنتقام ليلعب بها حتى يتسنى له من خلالها هزيمه اخيه... 

اما ادم فقد بدأ بالفعل العمل مع اخيه ، في شركته ، التي هي بالاصل شركه ابيه ، وقد استحوذ عليها ياسر بعد وفاته ، ليعلن امام الجميع ان اباه قد كتب له كل شئ بيع وشراء ، وان ادم وامه لا يملكون شيئا في هذه الثروه ، عرض ياسر عليه العمل معه براتب مثله كمثل اي موظف ، وافق ادم حتى يستطيع ان يستكمل دراسته وحتى يستطيع ان يعالج والدته التي اشتد عليها المرض بعد وفاه ابيه ، فبعد عده شهور احتاج بعض الاموال لان والدته كانت بحاجه لأجراء عمليه جراحيه ، وذهب الي ياسر ليقترض منه بينما ياسر قابله بالرفض ، وحينما تاخرت والده أدم على اجراء العمليه ، كان الموت هو أسرع اليها ليخلصها من الألم ، حزن واكتئب كثيرا ، ومع ذلك استكمل العمل معه ليتفاجأ بعد شهور أخرى ان ياسر يعمل بصفقات غير مشروعه .... 

ليقرر ادم ان يبتعد عن اخيه ، ويرفض ان يعمل معه بعد تخرجه ويسافر حتى يكسب قوته بالحلال بعيدا عن طرق اخيه الغير مشروعه والملتويه ، ولكنه هاهو قد عاد خالي الوفاض بعد ان خسر سنين عمره هباءا ، حتى إلين التي كانت بمثابه كنزه الثمين خسرها ، لتمل من انتظاره ، وتفكر بالزواج من غيره ، ولكن من حظه التعيس ان ما ستتزوجه هو اخيه ياسر..... 

•••••••••••••••••••••••••••

في اليوم التالي 

كان شريف جالسا في الحديقه بعد ان انهى فطوره ، ينتظر مجئ ورد بقهوته ...

ورد : صباح الأناناس على اغلى الناس ... صباح الفل على حبيب الكل ... 

شريف : باس باس انتي ولا بتوع الانتخابات ، انتي اتعلمتي الكلام ده فين ؟

ورد : الله يا شيرو مش بدلعك ، وارفع من معنوياتك ، وانا شيفاك سنجل كده ، الا قولي يا شيرو وانت اعد سرحان كده كنت بتفكر في مين ؟

شريف : انا مبقاش في حاجه شغلاني غيرك يا ورد ...


ورد : ليه انا مالي اهوه يا خالو منا زي الفل... 

شريف : ورد انا عاوز اسألك سؤال بس تجاوبيني بصراحه 

ورد : اسال يا خالو وهجوبك بصراحه.. 

شريف : انتي بتحبي عمر ؟

تلجم لسانها للحظات فلم تستطيع. ان تجيبه لتقول 

-: انت بتسألني السؤال ده ليه ، انت عارف ان عمر بيحب ملك وملك بتحبه.. 

شريف : ملكيش دعوه بعمر وملك انا بسألك سؤال محدد بتحبيه ولا لأ ؟

حركت رموشها عده مرات قبل ان تقول 

-: لا مش بحبه 

شريف : كدابه . انا كده عرفت الاجابه 

ورد : يووه بقى يا خالو انت ديما كاشفني كده ( ثم أكملت بخيبه أمل) مش هتفرق كتير كوني اني بحبه ولا لأ... 

شريف : لا هتفرق يا ورد ، هتفرق انك تعافري وتحاربي عشان تنولي حبه ده ، عارفه عمر مش بيحب ملك ولا حاجه عمر مبهور بشكلها الملون بس ، ملك دي عامله زي العلبه الي متزينه وشكلها حلو اوي من بره بس لما تفتحيها هتلاقيها فاضيه... 

ورد بمرح : تصدق يا شيرو انت عسل ما تتجوزني انت وخلاص... 

شريف : هههههههههههه بطلي لماضه ، انا عاوزك تفكري كده وتخلي عمر يتجنن عليكي ساعتها هيعرف انه ماشي ورا وهم مش حب ...

ورد بحزن : وانا يعني هعمله ايه يا خالو ، هو مش صغير ويعرف يفرق كويس بين انه بيحب ملك فعلا ولا لأ ، وبعدين انا واثقه انه حتى مبيطقنيش انت مش شايف كل ما يشوفني يجر شكلي ، دانا خايفه في مره يتهور و يقتلني ... 

شريف : مين قال كده ؟ انا شايف ان عمر بيتخانق معاكي كتير عشان يحارب الشعور الي جواه ما بين انه بيأنب نفسه عشان ملك وبين حبه ليكي الي بيتولد جواه .. 

ورد : وانت بقى عرفت الكلام ده ازاي ،اشرب قهوتك يا خالو ، نبقى نشوف الموضوع ده بعدين... 

شريف بجديه : مفيش بعدين يا ورد انا عاوزك تسمعي كلامي... 

ورد باستسلام : امري لله ، عاوزني اعمل ايه ؟

شريف : اولا بطلي الطرحه الي بتلبسيها ادامه دي عمال على بطال ده جوزك مش حرام ، وبعدين اعده كده لابسه مقفل وطويل ، انتي مبتشفيش ملك بتلبس ايه ، ولا معاملتك معاه الي ولا كأنك واحد صحبه... 

ورد : اده يا خالو الي انت بتقوله ده وانا الي كنت فكراك مؤدب وعلي نياتك ، انت عاوزني اغريه 😉

شريف : ولله انا عارف اني بكلم نفسي ، انتي يعني عجبك لما نلاقيه داخل علينا وفايده ملك وبيقولنا انه اتجوزها... 

ورد : خالو بالله عليك سيبني بس افكر فالموضوع ده وهبقى ارد عليك... 

هز شريف رأسه يمينا ويسارا فقد يأس من اقناع تلك المتمرده....

الفصل الثالث عشر 

             💔    وجع الحب  💔

                         روني محمد 

   كان شريف يجلس مع ورد في الحديقه  يتبادلون الحديث ، بشأن علاقه ورد بعمر ،  وبعد قليل لمحت ورد عمر يقترب منه فطلبت من شريف ان يتوقف عن الحديث حتى لا يسمع عمر حديثهم 


      لحق بهم عمر ليجلس جوار والده قائلا 

-: عامل ايه يا بابا ، وايه اخبار الشغل معاك.. 

شريف : الحمد لله بخير ، مش ناوي بقى يا عمر تسيب شغلك ده وتيجي تشيل عني الحمل شويه ، يا بني انا كبرت ومبقتش قادر اخلي بالي من الشغل زي الأول... 

عمر : كبرت ايه دانت لسه شباب ، دانا كنت بفكر اجوزك.. 

ورد : هههههههههه ، اده هتجبلي ضره يا شيرو من أولها... 

عمر : دا على اساس ان هو الي جوزك مش انا.. 

     نزلت هذه الكلمه على مسامعها ، لينبض قلبها بشده ، اكتفت بالصمت بينما استكمل عمر كلامه قائلا 

-:  انا كنت جي عشان اقولكم اني انا وملك خلاص حددنا فرحنا الشهر الجاي... 

     شعرت ورد بخنجر حاد قد شطر قلبها لنصفين فتصنعت  الجمود ، حتى لا يلحظ عمر ذلك ، راقب عمر رد فعلها ليصيب بخيبه أمل ، فظن انها قد تحمل ولو جزء بسيط من المشاعر تجاهه.. 

شريف بغضب : انت ازاي تحدد فرحك من غير ما تاخد رأيي

عمر : ودي فيها ايه انا خاطب ملك بقالي   سنه وكام شهر وكنا قايلين ان الجواز قريب وكده ولا كده كنا هنتجوز ، يعني الموضوع مش فجأه ولا حاجه.. 

شريف : طب و ورد انت... 

قاطعته ورد : انا ايه يا خالو كده كده احنا كنا مفروض خلاص هنطلق ، عمامي هديو من ناحيتي ، وبعدين انا مش هقولهم اني اتطلقت... 

شريف بحزن : طب فكر تاني يا عمر ، انت متأكد ان ملك دي هي الي هتأمن عليها تشيل أسمك وتربي ولادك... 

عمر بضيق : اه يا بابا انا بحبها 

    كانت هذه الكلمه بمثابه القشه التي قسمت ظهر البعير ، لتهب ورد واقفه ، وهي تقول 

-: انا هطلع اوضتي عشان في تليفون مهم كنت عاوزه اعمله ، بعد اذنكم... 

       انطلقت مسرعه للداخل ، بينما شريف ظل ينظر لها بحزن الى ان اختفت ليقول لعمر 

-:  فوق يابني ملك دي للفرجه بس مش دي الي تشيل اسمك وتحافظ على عرضك... 

عمر بنفاذ صبر : بابا  لو سمحت الي بتتكلم عليها دي هتبقى مراتي مينفعش تقول عليها كده وبعدين انا اخدت قراري ، ياريت تحترمه ، وتقدر اني خلاص كبرت بقيت راجل مسئول عن تصرفاتي.... 

      هب وقفا هو الاخر ليركب سيارته ، وينطلق بها خارج الفيلا بأكملها ، لا يعلم وجهته ، يشعر بالحزن ليس من كلام والده ، ولكن كان يأمل ان تحمل له ورد ولو بصيص من المشاعر ......

            

بعد اسبوع 

          تعرض شريف لوعكه صحيه شديده دخل بسببها المشفى ، لعده ايام ، قام عمر على اصرها بتأجيل موعد الزفاف الى اجل غير مسمى ، واضطر ان يأخذ اجازه طويله من عمله   حتي يباشر عمل والده ، الي حين ان يستعيد والده عافيته ويستطيع ان يقوم به بنفسه.....

      رغم خروج شريف من المشفي منذ ايام الا انه مازال قعيد الفراش ، كانت ورد تهتم به كثيرا ، لم تهمله يوما ، حتى انها معظم الوقت تنام جواره ، اما ملك فقد تذمرت كثيرا بسبب تأجيل موعد الزواج لتشعر بان الامور تخرج عن سيطرتها ، وان عمر لم يعد يهتم بها..... 

      لتفكر كثيرا كيف لها ان ترجعه لاحضانها مره اخرى ،فهي تشعر ان ظهور ورد في حياته قد قلب الكافه ضدها ، على الرغم من عدم معرفتها بزواجه من ورد حتى الان ، الا انها عزمت على التخلص منها بمجرد اتمام زواجها من عمر  ......

            •••••••••••••••••••••••••

     عند الين 

      تجلس الين برفقه ياسر ينتظرون اخيه وصديقته لتناول العشاء .... 

الين : غريبه يعني اول مره تقولي انك عندك اخوات ، مجاش ليه فالخطوبه ؟؟. 

ياسر بخبث :هو اخ واحد مفيش غيره ومقولتلكيش عشان مجتش الفرصه اما بقى مجاش ليه في خطوبتنا عشان كان مسافر  ولسه راجع ، وبعدين هو اخويا من ابويا مش شقيقي يعني.... 

الين : اه عشان كده... 

ياسر : تحبي تشربي حاجه قبل مايجو ولا نستنوهم... 

الين : لا مفيش داعي ، لما يجوا نتعشا كلنا سوا الاول..... 

     بعد قليل 

        دلف ادم الي المطعم ، ممسكا بيده فتاه بملابس تكشف جسدها اكثر ما تستر ، ليقترب من الين وياسر ، ليبتسم ياسر له ويشير له بالاقتراب وهو يقول 

-:  اهو ادم جه اهو 

     اقترب ادم من الطاوله الجالسين عليها ليقول ياسر ببرود وتعلو ثغره ابتسامته شيطانيه 

-:  اعرفك يا الين ، بادم العمري اخويا....  وانت يا ادم اعرفك بالين خطيبتي..... 

التفتت الين بجسدها نحوه وهي تبتسم برقه  ولكن سرعان ما شحب وجهها كشحوب الأموات واختفت ابتسامتها ليحل محلها الصدمه ،تفاجأت بأدم يقف جوارها بطلته التي قد أوقفت قلبها ، تلجم لسانها من الصدمه ، لم يستطيع عقلها ادراك ما حدث ، لتسقط بعد لحظه غائبه عن الوعي... 

     بعد وقت 

    استيقظت الين ترفرف بعينيها ، وهي تلتفت حولها تتأكد ان ما رأته كان حقيقيا وليس سرابا ، لتجدهم يلتفوا حولها بقلق ، يطالعها أدم بعيون قلقه ، بينما اقترب ياسر منها وامسك بيدها ، لتسحبها سريعا قبل ان تقول وهي تبكي 

-: انا ،،، عاوزه أمشي ، لو سمحت يا ياسر سيبني أمشي ... 

    نظر ياسر لها ، ولآدم وعيونهما المتعلقه ببعضهما ليقول بتمثيل وهو يدعى القلق 

-: مالك بس يا الين ايه حصلك ، تحبي اوديكي مستشفى ، قوليلي طيب حاسه بايه ؟

الين بدموع :  مفيش انا بس مصدعه شويه ، انا همشي... 

ياسر : طيب اهدي بس يا الين انا هروحك يلا بينا ...

    سحبت حقيبتها سريعا ، دون النظر الى أدم ، ثم انطلقت لخارج المطعم ، بينما نظر ياسر الى ادم معتزرا عما حدث وهو يذم شفتاه ويرفع كتفاه ، وكأنه يجهل ما بها ، ليلحق بها بعد ثواني ويصطحبها الي المنزل .....

          ****************

     

       توالت الأيام وتعددت المقابلات بين ادم والين في وجود ياسر ، كان ادم يتجاهلها تماما وكأنه لم يعرفها من قبل ، بل تفاجأت هي به يحضر فتاه تسمى نيره في كل مره يأتي لمقابلتهم وكأنه يتعمد اغاظتها كما تفاجأت به يخبرها انها خطيبته منذ ايام ، كانت تتحجج لياسر كثيرا لترفض  الخروج ولكن مع اصراره تخرج ، متلهفه لرؤيه حبيبها أدم ، التي طالما اشتاقت اليه ،لم تستطع ان تخمد حبها له او ان تنساه كما ظنت ، لم يستطع ياسر بان يملئ ثغره من قلبها لان ادم احتل كيانها بالكامل ، كيف له ان يتحول كل ذلك ؟ اين كان من قبل طيله الشهور الماضيه ؟ تود ان تنفرد به وتسأله وتبرر له ماحدث ، ولكن لم يكن هناك فرصه لذلك ....

    أمل : وبعدين يا الين هتعملي ايه ؟

الين بدموع : مش عارفه يا أمل ، مش عارفه ... قلبي موجوع ،، موجوع أوي ، حاسه اني محبوسه في اوضه وعماله تضيق عليه نفسي بيروح ، مبقتش قادره استحمل , ما بين اني مخطوبه لواحد مبحبهوش ومش هقدر احبه ، والي مفروض كان حبيبي شيفاه عايش مع خطبته ومعيشها احسن عيشه ، بموت وانا بتخيل نفسي المفروض ابقى مكانها  ....

أمل : اهدي بس يا الين ، ولله اكيد ربنا هيحلها من عنده ..

الين : ونعم بالله ، بس مبتتحلش ، قوليلي كده هتتحل ازاي ، بابا شايف ان ياسر هو الزوج المثالي الي مفيش منه ، ومش راضي حتى يديني فرصه اعبر عن مشاعري ، ولا ادم الي شيفاه طول الوقت بيثبتلي  اني كنت ولا حاجه .. 

ثم اكملت بنحيب بعدما تعال صوت بكاءها وهي تحتضن اختها  قائله 

-:انا كنت ولا حاجه ، كل الحب الي حبتهوله ده كله كان ولا حاجه ، قلبي الي بيتعذب كل ما بشوفه ، ده بالنسبه له ولا حاجه ، انا كل يوم ببص في مرايتي وقول امتى بقى الحياه دي هتنتهي ، كلمه بموت دي قليله ، كل ما بيقرب ميعاد الفرح ، كل ما بحس ان قرب الموت مني ، بس الموت راحه ، لكن جحيم ياسر عمره ما هيكون راحه ....

أمل ببكاء : اهدي يا الين اهدي ، انا هروح اتكلم مع ادم واحكيله 

قاطعته الين وهي تبتعد عن احضانها لتقول 

-: تقوليله ايه ، اني لسه بحبه ، وانه داس عليه في اقرب فرصه ، ولا تستني لما تسمعي منه اني مجرد وهم في حياته ... اسكتي يا امل سبيني ، انا عندي اعيش مجروحه بس معش من غير كرامه ...

أمل بدموع : خلاص يا الين يبقى لازم تسيبي ياسر ، ما هو مينفعش تبني حياتك مع ياسر وانتي بتحبي اخوه ، كده انتي هتظلمي ياسر ملهوش ذنب... 

إلين :طب اعمل ايه ؟.... انتي شايفه بابا متمسك بيه ولا كأنه اخر عريس فالكون... 

أمل بحزن : بابا خايف على مصلحتك يا ورد ، بس لو اتكلمتي معاه وحكتيليه على الي حصل ، اكيد مش هيوافق بالوضع ده... 

الين بأمل : تفتكري؟

امل : طبعا ، بس زي ما هتسيبي ياسر مش هيبقى في آدم ...

     اغمضت الين عينيها وهي تتنهد بحزن قائله بدموع 

-: خلاص كده كده خلاص كل الي بيني وبين آدم انتهى....

         ***********************

في شركة ياسر العمري

    يجلس أدم على الكرسي امام المكتب ، بينما ياسر يجلس خلف مكتبه ، وبيدهم بعض الأوراق ، يتابعون بعض الأعمال.... 

  ادم : امال انت تعرف الين من امتى ؟

ياسر بكذب : يعني تقريبا من سنه ،،  كنا مأجلين موضوع الخطوبه لغايه ما تخلص دراستها .....

ادم : بس انا حاسس انها ديما حزينه كده ....

ياسر بكذب : اصل باباها كان رافضني عشان فرق السن بنا كبير وكده بس وافق من كتر ما بنضغط عليه ، كنا عاوزين نحدد الفرح بس هو ديما يأجل... 

أدم بحزن : لا حددوا ألف مبروك ، انتو الاتنين تستاهلوا بعض... 

ياسر بخبث : الله يبارك فيك عقبالك ، امال نيره ايه اخبارها معاك... 

     ضحك بسخريه ليقول 

-: متفرقش كتير عن الين ،،، كويسه أوي ،، يلا بعد اذنك انا هروح مكتبي  عشان اترجم كام ايميل واطبعهم  قبل الاجتماع... 

      هز ياسر رأسه وهو يتطلع لأخيه صاحب القلب المفتور باستمتاع.......

الفصل الرابع عشر 

                💔 وجع الحب 💔

                             روني محمد 

  

  غريب الحب مين فاهمه 

       مابين اتنين بيتفارقوا 

            وبين اتنين بيتفاهموا 

                 في حد الحب ده سرقه

                        وحد الحب كان وهمه..... 

    والفرص التانيه بنستناها 

           واهو بنصلح غلطات 

                  بعد ما عدنا الحسابات 

                        حتى ولو مش قاصديين ....


      "اكتفيت.....  اكتفيت منك جراح وألم ، كانت البدايه هو سفرك الي فاجئتني بيه ، حتي معتطنيش فرصه اني اودعك ، حملتني ذنب مش ذنبي ، انك مسافر علشاني ، وانا مطلبتش منك ده ، انا كنت راضيه بحياتي معاك ايا كانت ، كنت حابه اننا نبني بيتنا سوا باقل حاجه ونكبرها بردو سوا ، انت سافرت عشان تعيشني في مستوي كويس ، وبعدين عملت ايه ، استنيتك 3 سنين ، كانوا بالنسبالي 30 سنه كنت بتعذب وانت بعيد عني ، كنت بصبر نفسي واقول معلش ، بكره يرجع وننسى الوجع والألم ، اتقطعت اخبارك لأكتر من 3 شهور ، مفكرتش حتى تطمني عليك ، لقيت ياسر شاب كويس وبابا كان معجب بشخصيته جدا ، وانه مكافح وغيره.... 

    فالبدايه كنت رافضه ارتباطي بيه ، لاني بحبك بس بعد وقت وانتظارك طال ، بابا قالي كلمه عمري ماهقدر انساها " لو كان بيحبك كان جه خبط على بابك ، مكنش سابك وانتي لا طايله سما ولا طايله أرض " ، فعلا انت لو و كنت بتحبني يا ادم كنت جيت خطبتني عالاقل قبل ما تسافر وتهرب من ايه معرفش ، كنت ضمنت وجودي جنبك عالاقل ، انما انت استسهلت انك كنت ديما بتلاقيني ، لما تبطل تسأل انا كنت بسأل ، لما توحشني اتصل اسأل ، ترد بجفا وتقولي انتي كمان وحشتيني بس لازم تقفلي عندي شغل... 

   قلبي اتوجع كتير كتير اوي ،  انا خلاص مبقتش عاوزه حاجه من الدنيا ولا منك ، انا فوقت عارف فوقت امتى لما شوفتها في حضنك ، عرفت اني فعلا مكنتش حاجه ، انا كنت وهم ، كنت موهومه بحبك ، شكرا عالدرس الي اتعلمته واهو محدش بيتعلم ببلاش "

    ضغطت على زر الارسال ، وأرسلت الين الرساله على حساب ادم على الفيس بوك ، ثم اغلقت حسابها ، واغلقت هاتفها.... 

  لأول مره منذ سنوات تشعر بالراحه ، فهي استطاعت ان تقول ما حاولت التغافل عنه لسنوات ...

أمل : حاسه بايه يا الين ؟

الين : اول مره احس براحه كده ، واجهته يا امل ، انا كنت عايشه موجوعه بسببه ، وعمري ما كنت خاينه ، هو الي خاين.... 

أمل : الين انتي قلبك مجروح عشان كده بتقولي كده... 

الين : لا يا أمل انا اتعلمت الدرس ، وكويس اوي ، آن الآوان اني افوق بقى لنفسي ، وابص لمستقبلي ، انا كنت موقفه حياتي عليه ، حياتي كانت عباره عن اني مستنياه.... مستناياه يرجع وهو لا كان حاسس... 

أمل : الين انتي اتغيرتي اوي ، ايه يعني تجربه وعدت وكلنا اتعلمنا... 

الين : عندك حق  اتعلمت كتير أوي ، المهم انا من بكره هدور على شغل ، انا لازم يكون ليه كارير الحياه مش حب وجواز وخلاص ....

أمل : اده انتي عقلتي كده ليه... 

الين : يعني انا كنت مجنونه ...

أمل : تقريبا كده... 

الين: بقى كده طب خدي دي بقى 

قذفتها بالوساده ، لتتفاداها الاخرى بمهاره....    


       *******************

   

    في ياسر فيلا العمري 

          تحديدا في غرفه المكتب 

     يجلس ياسر على كرسيه الوثير ، ويستند بظهره الى الخلف ، يدخن سيجارته بشراهه ، وهو يمسك هاتفه يتحدث لشخص ما

-: جبتلك المعلومات الي طلبتها.. البنت طلعت هنا في مصر ، والي هتتفاجئ بيه انها تطلع قريبه حد تعرفه.. 

ياسر : اخلص ، وهات من الأخر ، انت عارفني بحب الكلام على طول مليش فالألغاز... 

-: منا هقولك اهو كل الحكايه اني عارف انك هتتفاجأ زي مانا اتفاجأت ، البت طلعت اعده في بيت عمر الانصاري..... 

ياسر باستغراب :عمر الانصاري!!!!  ليه هي تقربله ايه ؟

-: تبقى بنت عمته ،، خد المفاجأه الكبيره بقى... 

    ضحك ياسر بملئ فاه ، ليقول 

-: اخر مكان فالدنيا كان ممكن نلاقيها فيه ( ليكمل حديثه قائلا بفضول) كمل كمل مفاجاءتك كترت اوي 

-:  عمر متجوزها فالسر !!! 

ياسر بصدمه : ايه ازاي ؟

-: الي عرفتوا انها طلع عندها ورث كبير فالصعيد ، واهل ابوها كانو هيجوزوها لواحد من عندهم عشان الورث ده ، فعمر اتجوزها عشان يبعدهم عنها ، كحمايه يعني.... 

ياسر بتفكير : ده الموضوع كده باظ خالص... 

-: ولا باظ ولا حاجه ، هو متجوزها عالورق بس كام شهر وهيطلقوا ، والدليل على كده انه كان محدد فرحه على ملك خطبته ، بس أجله.... 

ياسر : انت متأكد من الي انت بتقوله ده ؟

-: اه متأكد ، واحده من البنات الي شغالين عندهم هي الي جيبالي الكلام ده ، يعني ثقه.... 

ياسر : ماشي اقفل انت دلوقتي ، ولو في جديد بلغني.... 


-:مدام سها هتفرح أوي ، تحب اكلمها انا اقولها ولا هتقولها انت... 

ياسر : لا بلاش سها دلوقتي تعرف حاجه ، هنلاقيها نازله مصر وهتكشف كل حاجه ، خليني كده افكر ازاي اعرف اخدها من بيت عمر.. 

-:ماشي زي ما تحب ، انا بلغتك وعملت الي عليه ، المهم متنساش الحلاوه 

ياسر : لا مش هنسا ابقى عدي عليه بكره ، هديك الشيك الي اتفقنا عليه سلام 

       اغلق الهاتف وهو يفكر كيف يستطيع ان يصل اليها فهي الان اصبحت داخل عرين الاسد ، لابد من حيله  لكي يخرجها ..... 

                   •••••••••••••••••••••••••••••••

       كان عمر في غرفه المكتب الخاصه بالفيلا يراجع بعض الاعمال ، استمع الي طرقات الباب ليأذن للطارق بالدخول فكانت ورد ، لتطل برأسها من خلف الباب قائله 


- : ممكن اتكلم معاك شويه لو مش مشغول ؟

   استغرب هو من نبرتها الهادئه ، التي لم يعتاد عليها ليرد عليها باهتمام قائلا 

-: اتفضلي يا ورد ، لا مش مشغول ولا حاجه 

جلست ورد على الكرسي امامه لتقول 

-: ممكن نعمل هدنه ؟

عمر : هدنه ده ليه هو احنا في حرب ؟

ورد : اه احنا طول الوقت بنتخانق وعاملين زي القط والفار ، وخالو مش مستحمل خناقنا ، وهو بقى تعبان مش قادر... 

عمر بتفكير : اممممممم، صح عندك حق بس انتي و لسانك الطويل ده ، الي بتستفزيني وبتخليني ببقا عاوز امسك في زماره رقبتك... 

ورد بغيظ : سيبك من لساني ولسانك دلوقتي ، من هنا ورايح اعتبرني اختك الصغيره ، اديني فرصه ولما اعمل حاجه غلط فهمني براحه مش لازم كل حاجه شخط وشتيمه... انا عشت عمري كله وحيده مكنش عندي اخوات ، ولا حد كان بيقولي اعملي ايه ومتعمليش ايه ، فاكيد خنقاتي معاك مش من فراغ ، معلش استحملني شويه يا عمر... 

عمر : ماشي يا ورد ، ولو مسمعتيش كلامي اعمل فيكي ايه.. 

ورد بتفكير : اممممم ولا حاجه  ، انت مفكر انك كده هتهددني ، انا بكلمك بهدوء واقولك معنديش اخوات واستحملني وانت بتفكر فالعقاب... 

غمر بغيظ : اللهم اغزيك يا شيطان ، انتي يابت مش جايه وعاوزه الصلح ، يبقي تسمعي كلامي ، وتقولي حاضر ونعم... 

ورد : ماشي يا عمر انا موافقه عشان بس مش  عاوزه خالو يسمعنا بنتخانق ...

ابتسم عمر لها ، فشخصيتها تغيرت الي النقيد اثناء هدوئها الذي لم يعتاد عليه ليمد يده لها بالسلام ويقول 

-: ماشي يا ورد ، وانا هصبر عليكي للاخر لما نشوف... 

ورد : طيب يا عمر ، انا هسيبك تكمل الي كنت بتعمله وهطلع اشوف خالو لو عاوز حاجه... 

      خرجت ورد من غرفه المكتب بينما هو ظل ينظر في اثرها ويبتسم ، لا يستطيع ان يفسر شعوره الان نحوها ، هل هو اعتبرها مسئوله منه كأخت له فعلا ، ام انه شيئا اخر ، هز راسه بالرفض سريعا ليؤكد لنفسه انه لم يحب سوى ملك ، ولا يستطيع ان يجرحها ، وان ما يشعر به تجاه ورد لم يتعدى الشعور بالمسئوليه..... 

        

        **********************

     استيقظت ورد في اليوم التالي على صوت جلبه تاتي من خارج غرفتها ، لتقوم وتغير ملابسها ، وتخرج من الغرفه ، لتجد الفيلا امتلأت بالكثير من العمال ، الذين يتجولون في الفيلا بحريه ، استغربت كثيرا لتهبط الدرج وهي ترى الفيلا واثاثها قد انقلب رأسا على عقب ، لتبحث عن خالها ، او عمر لتستفهم منهم ما يحدث ، لتجد عمر يقف مع رجل في احد الغرف ، ويبدو عليه انه يشرح له شيئا ما ، لتقترب منه.. 

ورد : عمر... 

    ألتفت لها ليطالعها بابتسامه ساحره ، جعلت قلبها ينبض بقوه ، ليقترب منها وهو يسحبها الي احد الزوايا قائلا 

-: صباح الخير 

ورد : صباح النور ، هو ايه الي بيحصل هنا بالظبط... 

عمر : مفيش  بابا حب يعمل شويه تجديدات بالفيلا  فجاب العمال يشيلو كل العفش القديم وهنغير الديكورات ، لو عاوزه حاجه معينه قوليلي وابلغ مهندس الديكور يعملها ... 

  قاطعهم شريف قائلا 

-: اعملي حسابك يا ورد انك هتعدي مع عمر في اوضته لازم نفضي كل الاوض النهارده ، انا كلمت سناء تنقلك حاجتك وهدومك هناك..... 

ورد : نعم!!!!  ... ازاي بس يا خالو هعد معاه ازاي في اوضه واحده... 

شريف : فيها ايه يعني يا ورد ، ما هو جوزك يعني مش حرام ، وبعدين كلها يومين تلاته وترجعي اوضتك تاني... 

      انصرف شريف قبل ان تجادله اكثر من ذلك ليظل عمر يطالعها بابتسامة ماكره ، فيبدو انه يخطط لشيئا ما ....

       صعدت الي غرفتها مره اخرى وهي تركل الأرض بقدميها من الغضب.....


الفصل الخامس عشر 

                 💔  وجع الحب 💔

                               روني محمد 

  

   ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) 

عند الين 

    تجلس الين في غرفتها ، تبكي كعادتها ، وهي تتذكر كل ما مر عليها ، فهي لم تتحمل ان تبقى هكذا ، وهي تشاهد أدم طول الوقت مع غيرها لتقرر ان تحدث اباها بالحقيقه ، فهو بالتأكيد سيتفهم وضعها.... 

     خرجت من غرفتها قاصده غرفه ابيها، لتطرق الباب برفق ، وتدخل بعد ان سمح لها بالدخول ، كان يجلس علي المقعد المجاور للنافذه ويرتدي نظارته الطبيه ويقرأ كتاب ، وما ان رأها حتي نزع نظارته ، واغلق الكتاب ووضعه جواره وقال 

-:تعالي يا الين.... 

   اقتربت الين منه وجلست في الكرسي المجاور له بعد ان قبلت يده احتراما له ..

يوسف : شكلك عاوزاني في حاجه مهمه ، ها قولي على طول في ايه ... 

الين بتردد : بابا  انا سمعت كلامك واديت فرصه لياسر زي ما طلبت مني ولقيت انه هو حد كويس ومحترم واي بنت تتمناه ، بس..... 

يوسف بحده : بس ايه ، اظن مش محتاج اعتراض ، ومتقوليش انك مش بتحبيه والكلام الفارغ ده... 

اغمضت الين عينيها بحزن ثم فتحتها لتقول 

-: لا يا بابا ،مش هقول كده ، انا فعلا مش بحبه ولا عمري هحبه طول منا شايفه ادم قدامي 

يوسف بغضب : يعني ايه انتي بتتحديني... 

الين بدموع : لا يا بابا ابدا انا مقدرش اعمل كده ، بس  ادم طلع يبقى اخو ياسر... 

     صمت لثواني حتى يستوعب ما قالت ليقول 

-: اخوه ،، ازاي ؟ ياسر مقلش ان ليه اخوات.... 

الين بحزن : اخوات من الاب ، ادم كان مسافر عشان كده محضرش الخطوبه ، الا كان زمانا عرفنا من زمان... 

يوسف : وبعدين ايه العمل ؟

الين : انا جيت وقولتلك يمكن ألاقي عندك الحل... 

     تنهد يوسف بضيق قبل ان يقول 

-: كده بقيت واضحه ، انتي مش هينفع تكملي مع ياسر وانتي بتحبي اخوه صح ؟

هزت الين رأسها بالموافقه ثم اكمل يوسف كلامه قائلا 

-: وبردو مش هينفع ترتبطي بادم عشان ياسر اخوه  !!

  صمتت ولم ترد وهي تبكي بصمت.. 

يوسف بحده : حضري الشبكه بتاعته عشان حجته لازم ترجعله النهارده قبل بكره.... 

     انصرفت هي الي غرفتها سريعا ، تشعر بانها اصبحت كالطير حره طليقه دون قيود.... 

                              ••••••••••••••••••••••••••••

في المساء 

   يجلس ياسر في احد المطاعم  ، يتناول عشاءه وعلى وجهه ابتسامه خبيثه يتذكر مخططته للايقاع بورد ، ليس عليه سوى التنفيذ ، قاطع هذا الشرود دلوف ملك ، لتجلس على الكرسي المقابل له قائله 

-: نعم!!!!  متصل وعاوز تقابلني ليه ؟

ياسر : الناس بتدخل تقول مساء الخير  ..... اهلا ،،، ازيكم ،،،،، مش بتقول متصل ليه ، دانا بعتلك حتى عايزك في مصلحه... 

ملك بحقد : اااه ، مانت عارف مفيش بنا مصالح ، خلاص فركش.... 

ياسر : ليه يا لوكا كده تزعليني منك نسيتي حبك الاول ....

ملك بنفاذ صبر : عاوز ايه يا ياسر خلصني ، لو حد شافنا وراح قال لعمر الدنيا هتبوظ اكتر ماهي بايظه ، خلصني وهات من الأخر.... 

ياسر : ما هو انا عايزك بخصوص عمر ...

ملك : لا انسى مش هقدر اخد منه اي قرش اليومين دول بالذات عمر مبقاش زي الاول ، بقى مركز اوي معايا.... 

ياسر : انتي تعرفي انه متجوز ورد بنت عمته ؟

ملك بصدمه : ايه!!!  ايه الكلام ده ،، لا ده مستحيل ؟

ياسر : ده الي اتوقعته بردو انك متعرفيش ، والا كنتي قولتيلي... 

ملك بغضب : ياسر انت ناوي على ايه اوعى تكون دي  لعبه من ألاعيبك ، انا هتجوز وعمري ما هرجعلك... 

      نظر لها ياسر نظرات استخفاف وقال 

-: لا يا ملك اطمني انا اكتر واحد في الدنيا دي عاوز عمر يتجوزك ، لانه بصراحه يستاهل ياخد البقايا الي زيك 

ملك بغضب : ياااااسر لو ملمتش نفسك انا هقوم امشي!!! 

ياسر ببرود : زعلتي ليه يا حلوه ، هي مش دي الحقيقه ، ولا انتي نسيتي الي فات ، ده حتى شقه اسكندريه تشهد بده....  

     كورت يدها بغضب ، وهي تكتم غيظها لتقول من بين أسنانها 

-: خلصني يا ياسر عاوز ايه ؟

ياسر بابتسامه شيطانيه : ايه كده اتعدلي ، ورجعي لوكا حبيبتي ، المهم سي روميو طلع متجوز بنت عمته....

ملك بغيظ : فهمني بس ايه موضوع الجواز ده ، دانا هروح اطينها فوق دماغه هو والبتاعه دي ...

ياسر : لا تبقي غلطانه وهتضيعيه من ايدك  ...

ملك : امال انت عاوزني اسكت ، الزفته دي من ساعه ما جت وانا حاسه ان عمر متغير معايا ، حتى الفرح حدده وكانت الدنيا تمام ، اتفاجأ بيه لغاه عشان والده تعب ، كانه بيتلكك ....

ياسر بتفكير : طب والي يخلصك من الي اسمها ورد ، هتعمليله ايه ؟

ملك بفرحه: بجد يا ياسر لو ده حصل ، ليك عندي هديه حلوه... 

ياسر : لا مش عاوز هدايا... 

ملك : امال عاوز ايه ؟

ياسر بخبث : ليله من بتوع زمان ...

ملك بابتسامه مصطنعة : خلصني بس انت منها ، ونشوف هنعمل ايه.... 

ياسر : بصي يا سيتي، اول شئ لازم تعرفيه ان جوازه منها عالورق لسه بس ، والدليل انه حدد معاكي ميعاد الفرح ، يعني في نيته انه يتجوزك ، ثاني شئ هو متجوزها عشان يحميها هي وفلوسها ، دي واحده مليونيره ، كلو طمعان ياخد الفلوس دي ، فاتجوزها كام شهر لغايه ما العيون تبعد عنها.... 

ملك بتفكير : يعني حته الجربوعه دي تطلع معاها الفلوس دي كلها.... 

ياسر : المهم دلوقتي ، انا عاوزك تدخليني بيت عمر ، عزومه بقى او حفله  ، المهم تتصرفي ، لازم يبقى ليه كلام معاها.... وانا أوعدك اني ابعدها عن طريقك خالص... 

ملك : وده هعمله ازاي  ..مانت عارف عمر ما بيطأقش ....

ياسر : انا ميهمنيش عمر ، انا عاوز اشوف ورد ، انا راقبتهم ، لقيتها اعده طول الوقت فالفيلا مبتخرجش  ،، ولما بتخرج مبتبقاش لوحدها.... 

ملك : مش فاهمه بردو هعمل كده ازاي ؟

ياسر : هقولك يا سيتي ، اعزميها عالعشا في اي مكان ، بحجه انكم محتاجين تتعرفوا على بعض اكتر.... 

ملك بسخريه : لا صعبه دي،، احنا مبنطقش بعض ،، تقولي اعزمها ، مش ممكن توافق ، وبعدين لما تيجي تقابلنا وعمر يعرف هيبقى حوار فاكس اوي ومفهوم.... 

ياسر : خلاص اعزمي عمر معاها ، اهو مش هيجي في باله انك مخططه لده ، وهو موجود.... 

ملك : مش عارفه بقى هفكر ....

ياسر : مفيهاش تفكير لازم تسمعي كلامي لو عاوزه ترجعي عمر لحضنك...... 

ملك بتفكير : ماشي طيب قولى بقى هعمل ايه..... 

  ياسر : بصي يا سيتي...... 

 

      *********************

في فيلا شريف 

    فات يومين على بدا العمال في اعمال الترميم والنقاشه ، كرهت ورد مكوثها في غرفه عمر لا تستطيع النوم معه في مكان واحد ، تظل مستيقظه حتى وقت متأخر من الليل ، وحينما تتأكد من تعمقه بالنوم تذهب الي الفراش وتنام ، بعد ان تتأكد من وجود فاصل بينهم.... 

  اما عمر فقد اغتاظ منها بشده لا يعلم السبب ولكن  لا يريد هذا الجفا والبرود الذي يشعر به تجاهها ، ليستيقظ في احد المرات ويتعجب من كونها مستيقظه قبله على الرغم من سهرها لوقت متأخر من الليل ، مهما يظل يتحرك حولها لا تطالعه ، حتى انها لم تخلق معه حديث من الأصل ، تملك الغيظ منه للحظات ، فهو يحب شجارها المعتاد ، يشعر باشتعال شراره بداخله لا يعلم مصدرها ليفكر في حيله يجعلها تتمرد عليه وتشاكسه كعادتها... 

كانت ورد جالسه فوق السرير ، وتستند بظهرها الي الخلف ، تتصفح الانترنت عن طريق هاتفها ، وتمسك المبرد الخاص بتهذيب اظافرها ، وهي تتجاهله تجاهل تمام اقترب منها عده خطوات ....

           

رفع حاجبه ليقول بتحدي 

-: طيب بعد كده اصحا من النوم ألاقي فطاري جاهز وهدومي وجزمتي قبلهم ...

لتقول بعدم اهتمام وهي تمسك المبرد وتهذب اظافرها :  ده من ايه بقى ان شاء الله ،.... 

ليضرب الفراش بكفيه ، لتنتفض هي فزعه ويقول بصوت عالي 

-: مشوفتكيش  قومتي تجبيبلي الفطار وتجهزيلي هدومي ...

   استغربت هي من فعلته وصوته الذي شق سمعها 

    لتنهض سريعا وهي تركل الأرض بقدميها بغيظ ، وتخرج من الغرفه وتأتي بعد قليل ومعها سناء تحمل صينيه الطعام ، لتطلب منها وضعها على المنضده وتذهب ....

     بعد خروج سناء دخلت الي غرفة الملابس ، وجاءت بقميص من اللون الابيض ومعه بنطال من اللون الاسود معلقين على شماعه، وتضعهم على السرير ، اما هو كان يراقبها عبر المرأه وهو يقف يجفف شعره ليقول 

-: الجزمه مش هقول كلامي تاني ،،

    تأففت هي لتدخل غرفه الملابس وتعود مره اخرى ترمي بحذاءه على الارض امام قدميه  ....

    ليغضب هو من فعلتها ، فيقترب منها وهو يقبض على فكها بقوه قائلا 

-:الي حصل ده لو اتكرر متزعليش من رده  فعلى 

    لتنفض هي يده بعيدا عنها قائله ببرود 

-: يامي يامي يامي خفت انا كده ، انا سمعت كلامك وجبتلك الاكل والهدوم عشان اريح دماغي مش اكتر .....

عمر: يعني مش همك ، ومش خايفه من عقابى...

ورد بتحدي وهي تضع يدها في خصرها قائله بتحدي 

-: لا مش خايفه ، واعلى ما في خيلك اركبه ...

ليباغتها بهجومه عليها يكبلها بين زراعيه ، هامسا اما شفتيها ، حاولت هي التخلص من اسره ولكنها فشلت 

عمر : متزعليش بقى من الي هعمله ، دلوقتى

ليقترب منها اكثر يقبلها بعنف، وبعد وقت ابتعد عنها ، لينظر الي عينيها ، التي تهرب منه ، وهو يفك اسرها ليواليها ظهره ويقول 

-: انا عاوزك تغلطي معايا كتير عشان انا حبيت العقاب ده اوي ..

  كانت هى مصدومه من فعلته ، لم تتخيل ان يمتلك الجراءه لفعل ذلك ،، لتتحرك لا اراديا الي الفراش ، وتنام وتغمض عينيها وتدثر  نفسها جيدا بالغطاء حتى انها حجبت وجهها الذي اصطبغ بالحمره ، دون الرد عليه ....

   ليبتسم هو فقد شعر بشعور لم يجربه من قبل ، ليضع يده على قلبه ليهدأ من ثورته ونبضاته المتسارعه .....

          *******************

بعد اسبوع 


في وقت متأخر من الليل ، فقد تخطت الساعه الثالثه بعد منتصف الليل ، كان عمر عائدا من أحد سهراته ، وهو يترنح قليلا ، رأته هي من شباك غرفتها ، التي ما ان سمعت اصوات المفاتيح بالاسفل ، حتي انتبهت واتجهت الي النافذه لتعرف مصدر الصوت ، فقد كان هو يحاول وضع المفتاح في المكان المخصص له ، ليفشل في ذلك ، لتقع المفاتيح منه ليلتقطها مره تلو الاخرى ، لتهم هي بالنزول ، لتفتح له قبل ان يستيقظ خالها ويجده بهذا الحال المزري ..

  بعد قليل 

    فتحت له الباب ، ثم دلف الاخر يترنح ، ليقع وينهض مره اخرى ، حتي هي اغلقت باب الفيلا ، ثم حاولت ان تسنده قبل ان يقع مره اخرى ،،

   ساعدته هي الي ان وصل الي غرفته ، وجلس علي السرير ، وما ان همت بالخروج حتى اوقفها........

الفصل السادس عشر 

💔 وجع الحب 💔

روني محمد 


في وقت متأخر من الليل ، فقد تخطت الساعه الثالثه بعد منتصف الليل ، كان عمر عائدا من أحد سهراته ، وهو يترنح قليلا ، رأته هي من شباك غرفتها ، التي ما ان سمعت اصوات المفاتيح بالاسفل ، حتي انتبهت واتجهت الي النافذه لتعرف مصدر الصوت ، فقد كان يحاول وضع المفتاح في المكان المخصص له ، ليفشل في ذلك ، لتقع المفاتيح منه ليلتقطها مره تلو الاخرى ، لتهم هي بالنزول ، لتفتح له قبل ان يستيقظ خالها ويجده بهذا الحال المزري ..

بعد قليل 

فتحت له الباب ، ثم دلف الاخر يترنح ، ليقع وينهض مره اخرى ، حتي هي اغلقت باب الفيلا ، ثم حاولت ان تسنده قبل ان يقع مره اخرى ،،

ساعدته هي الي ان وصل الي غرفته ، وجلس علي السرير ، وما ان همت بالخروج حتى اوقفها هو قائلا 

-: اعمليلي قهوه عاوز افوق

تركته هي واتجهت الي المطبخ ، ثم اعدت القهوه وعادت بها الي غرفته ، وبعد ان فتحت الباب وجدته نائم على السرير وقميصه ملقى على الارض باهمال ، ويمسك رأسه بكلتا يديه ، ويأن في خفوت ، لتقول 

-: عمر انت كويس ؟

كان صوت انفاسه عاليه فاجابها بصوت متقطع ويبدو عليه الانهاك

- : تعبان .... تعبان اوي يا ورد 

ورد بقلق : طب انا عملتلك القهوه ، اشربها وهتبقى كويس 

نهض عمر ليجلس على السرير ، اقتربت هي بخطوات محسوسه ، تمد يدها بفنجان القهوه ، ليقول هو 

-: تعالى اعدي جنبي شربيني ..

توترت هي من هيئته ابتداءا من شعره المشعث وصدره العاري لتبتلع لعابها بصعوبه قائله 

-: لا اشرب لوحدك انا هرجع اوضتي وأنام 

شدها هو من يدها برفق لتجلس جواره ، ليقول لها

-: انتي خايفه مني ؟

هزت هي رأسها بالرفض

عمر : انا مش سكران انا مبشربش ولا عمري شربت ، بس مش عارف ايه الي جرالي من ساعه ما شربت العصير ...

مدت يدها بفنجان القهوه امام شفتيه ليرتشف القليل ثم قالت 

-: عصير ايه ، وانت كنت فين ؟

عمر : كنت سهران مع واحد من العملا الي لسه عاملين معاه شغل جديد 

ورد : وبعدين 

عمر : اتعشينا ، وطلبت عصير ، وهو طلب قهوه ، بعد ما شربت العصير محستش بالدنيا غير وانا ...

ورد بفضول : انت ايه .....

اخذ منها فنجان القهوه ليشربه دفعه واحده ، وينهض ليدخل الحمام متجاهلا لها ....

عمر بتعب : روحي نامي يا ورد بعدين نتكلم 

وما ان اغلق باب الحمام خلفه حتى سمعت صوت ارتطام قوي بالأرض ، لتفتح الباب سريعا ، وجدته يفترش الارضيه وهو غائب عن الوعي 

حاولت كثيرا ان توقظه ولكن دون جدوى ، حتى انها حاولت حمله الي السرير ، ولكن ثقل جسده بالنسبه لجسدها الصغير لم تستطع ان تحركه الا بضع سنتيمترات ، لتلتقط الهاتف سريعا متصله بالاسعاف ، قبل ان تخرج الي الشرفه وتصرخ مستنجده باحد الحرس الخاص بالفيلا صعد محمود سريعا ، ليحمله ويضعه على السرير ، وهو يحاول ان يوقظه ، ليستيقظ شريف على صوت عربه الاسعاف ويخرج مستندا على عصاءه ، داعيا الله الا يكون اصابهم مكروه.... 

حمله رجال الاسعاف ، بينما كانت ورد تبكي بهستريا خافت كثيرا من فقدانه ، قلبها لم يتحمل ما حدث ، شعرت بروحها تسحب من جسدها بالبطئ .. 

اصرت ان تركب معه داخل عربه الاسعاف ، بينما لحقه شريف ومحمود بسياره اخرى... 

بعد وقت 

وصلت سياره الاسعاف الى المشفى ، اخذه الاطباء سريعا وقاموا باسعافه ، ليخرج الطبيب بعد قليل 

شريف بلهفه :حالته ايه يا دكتور طمنا ...

الدكتور بعمليه : الحمد لله لحقناه في اخر لحظه ، القلب كان في حاله صعبه 

كاد شريف ان يقع ،، وهو يتراجع للخلف ، وقبل ان يختل توازنه سندته ورد وجلس على الكرسي 

شريف : قلب ،،،، قلب ايه ،،، ده عمره ما اشتكا منه !!!

الدكتور : ممكن يكون تعرض لأجهاد شديد ده الي خلاه كده ، بس انا شاكك في حاجه... 

شريف بدموع : حاجه ايه طمني يا دكتور أرجوك... 

تنحنح الطبيب باحراج ، وهو ينظر لورد ثم قال 

-: هو كان بيتناول نوع من المنشطات او المخدرات 

شريف : لا لا لا انا ابني رياضي ... عمرو ما كان زي شباب اليومين دول الي بشربوا الحاجات دي ، ده عمره ما شرب حتى سيجاره 

لتتذكر ورد ما قاله لها حول العصير لتقول وهي تبكي 

-: هو قالي انه تعب من ساعه ما شرب العصير ، واغما عليه تقريبا وصحا لاقه نفسه في مكان تاني ....

شريف : عصير ايه ومكان ايه يا ورد احكيلي ، متقلقنيش... 

ورد ببكاء : مش عارفه ، انا مفهمتش حاجه ، هو قالي كان قاعد مع عميل من الشركه وشرب عصير وبعدين اغمى عليه وأما صحا لقا نفسه في مكان تاني... 

الدكتور : عمتا انا عملتله تحاليل شامله ، وهنعرف ايه السبب الي وصله للحاله دي ...

شريف بقلق : ياريت يا دكتور ، وطمنا اول ما النتيجه تطلع ، انا عاوز ادخل اشوفه... 

الدكتور : طبعا اتفضل بس بلاش اجهاد ولا كلام كتير ، وياريت الزياره متذيدش عن عشر دقايق ....

هز شريف رأسه بالموافقه وهو يستند على ورد ليدلف الي غرفه عمر ليطمئن عليه..... 


••••••••••••••••••••••••••••


تعرض والد الين الي حادث سير اثناء عودته من زياره صديقه بالقاهره ، لتصطدم بسيارته شحانه كبيره وهذا الحادث قد أودى بحياته ، ليترك هاتان الفتاتان بمفردهما يواجهان قبح العالم من حولهم.... 

بعد عده ايام من انتهاء مراسم العزاء ، كان ياسر طوال هذه الأيام لم يفارقهما يوما ، شكرته الين وأمل على ذلك... 

وذات يوم كان ياسر يزورهما كعادته ليطمئن عليهما ، فطلبت منه الين ان يتحدثا سويا ، وافق وسار خلفها حتى دخلت الى غرفه الجلوس ليقول 

-: خير يا الين عوزاني في ايه ؟

الين : اتفضل يا ياسر و قولي تشرب ايه الاول ؟

جلس ياسر أمامها علي الاريكه ، لتجلس هي علي الكرسي المقابل له ، وهي تفرك يديها في توتر بالغ ، بينما امل تقف على باب الغرفه تستمع الي حديثهم باهتمام... 

ياسر : شكرا يا الين مش عاوز حاجه، قولي بقى قلقتيني في ايه... 

الين بامتنان : انا مش عارفه اشكرك ازاي على الي عملته معانا ووقوفك جنبنا في الفتره دي.... 

ياسر : لا شكر على واجب ، انا معملتش غير المفروض كان يتعمل... 

الين بتردد : ياسر.... انا كنت.... عاوزه اقولك على حاجه ، بس أرجوك تقدر موقفي ومتصعبهاش عليه.. 

انكمشت ملامحه ليقول 

-: في ايه يا الين اتكلمي على طول ؟

الين : احنا اتخطبنا لأكتر من 3 شهور تقريبا حاولت فيهم اني اقرب منك ، وانا عارفه انك أحسن حد في الدنيا ، كنت بتسعى ديما تكون جنبي وترضيني ، بس..... (ابتلعت لعابها بصعوبه قبل ان تكمل حديثها ) انا مش قادره اعتبرك غير اخ او صديق وليه فضل كبير عليه عمري ما هنساه... 

ياسر بحده : يعني ايه ؟

تنحنحت الين قبل ان تقول 

-: احنا مش هينفع نكمل مع بعض يا ياسر ، مش عيب فيك ، لا ابدا... انت بجد احسن راجل فالدنيا ، ومليون بنت تتمناك ، بس انا الي مش هقدر أكمل.... 

لم ترى فى عينيه سوى الظلام ، لتبتلع غصه في حلقها وهي تنظر له في ثبات منتظره رده فعله ، التي من الواضح انها لا تبشر بالخير 

نهض من كرسيه ليقترب منها عده خطوات ، ووقف امامها بهيبته ، وضعت يدها على خاتم الخطبه تحاول خلعه من يدها ، شهقت برعب حينما وجدت يده الغليظه تقبض على اصابعها بقوه تمنعها من خلعه ، حاولت هي افلات يدها ولكن دون جدوى ، شدها بيده الأخرى بقوه لتقف امامه ، ليقول بصوت أشبه بالفحيح 

-: مش ياسر العمري الي يتساب يا بت *****

ورفع يده وهوى بها فوق وجنتها ، صرخت من شده الألم ، لتتراجع الي الخلف وتهوى علي الكرسي ،فأقتحمت أمل الغرفه سريعا لتطمئن على اختها وهي تقول 

-: في ايه يا الين ااا.... 

ابتلعت باقي الحروف في حلقها عندما رأت اثار يده على وجهها ، جذب ياسر الين من طرحتها ، وقفت تبكي وهي تحاول ان تتخلص من يده ، اندفعت امل تجاهه تضربه وتحاول ان تخلص اختها من براثنه ، ولكن دون جدوى ، ليمسك أمل بيده الأخرى دافعا بها نحو الحائط لتسقط على الأرض تتأوه وتبكي.... 

ثم اقترب بوجهه الغاضب من الين حتى لفحت انفاسه الساخنه وجهها... 

ياسر بغضب : عاوزه تسبيني أنا ياسر العمري عشان كلب زي ده ، مفكره انه هيبصلك ولا يعبرك ، انتي ولا حاجه ، فاهمه ولا حاجه ...

ثم دفعها بقوه ناحيه أمل ليسقطا الاثنين معا مره أخرى ، وكانت كلا منهم تحتضن الاخرى وتبكي بهلع خوفا من بطش ذلك المجنون ...

سار بالغرفه يمينا ويسارا دون هواده ، فكان أشبه بالثور الهائج ، ركل الكرسي بقدمه بقوه ليسقط على ظهره ، بينما كان صدره يعلو ويهبط واكنه في سباق للعدو ، وانفاسه التي كانت تكاد ان تحرق الغرفه بل المنزل بأكمله... 

اقترب من امل عده خطوات لينزعها من حضن اختها ، ممسكا بزراعها بقوه حتى كاد ان يعصره في يده ، بينما هي حاولت بكل ما اوتيت من قوه ان تدفعه بعيدا عنها ، ولكنه لم يتحرك قيد انمله ، ليقول بصوت شيطاني مميت 

-: عقلي اختك وخليها تنسى الي بتفكر فيه ، مش ياسر العمري الي يتساب عشان كلب زي آدم... 

ثم دفعها بقوه لتسقط مره أخرى ، حتى كاد ان تنقطع انفاسها من شده البكاء ، اما الين فقد فقدت الوعي قبل قليل ، فلم تتحول صدمتها به وما تحول اليه ليصبح وحشا كاسرا ......


•••••••••••••••••••••••••••••••••

الفصل السابع و الثامن عشر 

             💔 وجع الحب 💔


( يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك) 

     يجلس كلا من ياسر وملك في احد المطاعم على شاطئ البحر ، بمدينة الاسكندريه ، ويبدو على ياسر ملامح الغضب ، بينما ملك ترسم البرود على وجهها 

ملك ببرود : نعم بعتلي ليه ومخليني اجيلك هنا ليه ؟ اعمل حسابك لو فكرت تهددني تاني انا مش هسكت ؟

ياسر بغضب : ايه العك الي انتي زفتيه ده ؟

ملك : عك ايه مش فاهمه؟

ياسر بحده : مل________ك متعصبنيش ، انتي فاهمه كويس اقد ايه ؟

ملك بدلال وهي تمسك يده قائلة 

-: ايه بتغيري يا بيضه !!

    نفض هو يده بعيدا عنه ، لينظر لها بنظرات قاتله ، وهو يتفحصها باشمئزاز قائلا 

-: لا يا روح امك انا بقيت اقرف منك ، بس الي انتي عملتيه مع عمر بوظ كل حاجه... 

ملك بخبث : ولا بوظ  ولا حاجه  ، عمر هيتجوزني في اقرب وقت عشان يداري على الفضيحه... 

ياسر : وانتي مفكره عمر بالغباء ده عشان يصدق الحوار السخيف الي انتي عملتيه ده.. 

ملك بغيظ : امال كنت عاوزني اعمل ايه ، وانا شيفاه بيضيع مني ، لا ومتجوز كمان من غير ما يقولي ، طبعا مكنتش هسبهلها كده واطلع من مولد بلا حمص.. 

ياسر : اه تقومي مأجره واحد يشربه حاجه وينام يصحا يلاقي نفسه في حضنك ، لا برافو  طلعتي عندك ذكاء خارق... 

ملك : لا مش كده ، انا فهمته ان أنا كمان اتخدرت وفوقت معاه ، ولقينا نفسنا بالوضع ده ، وكلها يومين وهبعتله الصور الي اتصورتله وهو معايا ، وهخلي حد يهدده بنشر الصور  في مقابل مبلغ مالي ... 

ياسر : يا سلام يعني هتساوميه عالجواز 

ملك : لا يا ذكي ، انا هقوله اني اتبعتلي نفس الصور والي بعتلي عاوز فلوس ، فأكيد هيفكر انه يعجل بموضوع الجواز عشان يمنع الابتزاز ده ، وكده اكون ضربت عصفورين بحجر منها ضمنت جوازي من عمر ومنها اتخلصت من الي اسمها ورد... 

ياسر بغيظ : مانا كنت هخلصك منها ، بس قولتلك تعرفيها عليه ، وساعتها كنت هرمي شباكي عليها ، واسبلك عمر يخلالك الجو معاه.. 

ملك : مضمنكش يا ياسر ، فاكر زمان لما خلعت ، وقولتلي انا مش بتاع جواز ، لا يا ياسر انا هتجوز عمر وهخليه يطلق الي اسمها ورد دي ، وبعدين انا واثقه ان عمر بيحبني وميقدرش يستغنى عنى... 

ياسر : ماشي يا ملك براحتك ، وهنشوف مين الي هيضحك فالاخر... 

ملك : هههههههه انا طبعا ، سلام بقى يا بيبي عشان ألحق ارجع القاهره..... 

     سحبت حقيبتها واسندتها على زراعها ، لتتغنج في خطواتها وهي تتجه الي خارج المطعم ، بينما ياسر ظل ينظر في اثرها الى ان اختفت عن ناظريه وهو يتوعد لها بالهلاك على يديه..... 

       **********************

في اليوم التالي 

    اصطحب شريف الين وامل معه عائدين الي القاهره ....

     جلس شريف في الكرسي المجاور للسائق. بينما أمل والين جلسوا في الكرسي الخلفي للسياره ، بعد ان حزموا امتعتهم ، و وضعوها في الصندوق الخلفي للسياره بمساعده السائق.... 

     تنهدت الين براحه وهي تحتضن اختها ، فهي ظنت انها قد تخلصت من ياسر الى الابد ، فهو لم يستطيع ان يجدها طالما هي في كنف عمها شريف الذي وعدهم بألا يتخلا عنهم  ، مهما حدث .....

بعد وقت 

   وصل الجميع الي فيلا شريف ، بحث شريف عن ورد وعمر لتخبره سناء انهما ذهبا سويا الى الشركه ، ابتسم لها ، فقد نجح مخططه ليجمعهما سويا ، فقد اصر على عمر وضغط عليه حتى يأخذها معه الي الشركه ويجعلها تتولى بعض الاعمال ، وعلى الرغم من رفض عمر ذلك وافق علي مضض امتثالا لكلام أبيه...


       فاق من شروده على صوت سناء وهي ترحب بالضيوف ، اعترز لهما على شروده وطلب من سناء ان ترافقهما الي غرفتيهما ، الي حين يعودا عمر والين ويعرفهم عليهم ، اتجهت سناء برفقه الفتاتان ، الي الغرفه التي جهزها شريف لهم من قبل..... 


      كان شريف عازما على الاتجاه الى غرفته حتى ينال بعض الراحه ، لتزيل عنه عناء السفر ، الا ان استوقفه صوت محمود الحارس الشخصي له قائلا 

-: شريف بيه..  الظرف ده جه عشان عمر بيه ، في واحد جه سلمه عالبوابه ومشى... 

شريف : مقلش بخصوص ايه ؟

محمود : لا مقلش حاجه... 

شريف : طيب هاته ، وروح انت شوف شغلك... 

      اخذ شريف المظروف من محمود ليفتحه وهو يتطلع له بفضول ،وما ان فتحه حتى فغر فاه من الصدمه..... 


            *******************


      كان  جالسا خلف مكتبه يراقب تلك التي تجلس امامه ويبدو انها منشغله بقراءه روايه ما ، فهو يعرف كم هي مهووسه بقراءه الروايات ....

    فاق من تأمله عندما طرق باب الغرفه ودخلت السكرتيره بعد ان اذن لها قائله 

-: الوفد الالماني جاهز في انتظارك ، وانا رجعت ورق الصفقه زي ماحضرتك طلبت ، وهيكون جاهز في الاجتماع ...

رد عليها قائلا : خلاص روحي انتي 5 دقايق وهحصلك علي اوضه الاجتماعات ...

     استاذنت السكرتيره وانصرفت

ورد : انا مش عاوزه اعطلك روح شوف اجتماعك وانا هفضل اعده هنا ، هستنا خالو لما يجي ...

عمر : ماشي  . .... عموما انا مش هتأخر  ساعه بالكتير والاجتماع هيخلص ،، ياريت ملإقيش بتلعبي في حاجه هنا ولا هنا وتبوظي الدنيا.. 

ورد بغيظ : ليه هو انت جايب بنت اختك تفسحها ،،، يلا يا موري طريقك اخضر ، يلا يا بابا ورانا روايه عاوزين  نخلصها ، بقولك صح خليهم يجبولي عصير انا من ساعه ماجيت هنا محدش سالني أكل ولا اشرب ،انتو بخلا ولا ايه... 

      نظر لها يتأملها بصدمه ليقول 

-: انتي ازاي بقالك 17 سنه عايشه في ألمانيا  ، دانتي يا شيخه لو من حواري ألمانيا مش هتبقى كده.... 

تجاهلته هي لتلوح له بيدها ، لينصرف بينما هي خلعت معطفها ، وجلست بارياحيه علي الكنبه ، وهي تكمل قراءه الروايه ، وقف يتأملها للحظات قبل ان يتركها ويذهب للأجتماع ، وعقله وقلبه معها ، كيف استطاعت ان تستحوذ عليه ببساطتها وتلقائيتها .... 

     بعد ساعتين 

دلف عمر الى مكتبه يبحث عنها ، ليجدها مستكينه ممدده على الأريكه ذات الغطاء الجلدي ، وضع هاتفه والملفات التي بحوزته على المكتب بهدوء حتى لا يوقظها ، ثم أوصد باب المكتب بعد ان كان مفتوحا بعد دخوله ، ليقترب منها بخطوات محسوسه ، ليجدها على وضعها كما تركها ، فكانت تحتضن  بكلتا يديها ذلك الكتاب الصغير ، ويبدو انها قد غفت وهي تقرأه ، جثا على ركبتيه بالقرب منها ، واقترب منها متأملا ملامحها عن قرب بدايه من شعرها الذي تمرددت بعض خصلاته من خلف الحجاب لملامحها البريئه الجميله ، مد يده يتحسس وجهها برفق ، تململت في نومها ما ان لامست يده بشرتها لتتحدث بكلمات غير مفهومه ، قرب اذنه من فمها حتى يتبين ما تقوله ليشعر بالقشعريره تجتاح جسده بسبب انفاسها الدافئه بالقرب منه ، اغمض عينيه ليستمتع بهذه اللحظه ، فوجدها تقول وهي تهذي باسمه 

-: عمر....  انا....  بحب

    قاطعه صوت الهاتف ، ليجدها تحرك جفنيها وتفتح عينيها سريعا ، بينما هو نفخ بضيق وهو يقف مبتعدا عنها متجها الي المكتب ليلتقط هاتفه ، وينظر به ليجد المتصل لم يكن سوى ملك ، اغمض عينيه بضيق ليتجاهل اتصالها في بدايه الامر ومتظاهرا امام ورد بانشغاله بقراءه بعض الأوراق ، وقفت ورد وعدلت من وضعها ورتبت ملابسها ، ثم مطت زراعيها لتتجه الي عمر الذي يجلس خلف المكتب لتقول 

-: انا شكلي نمت وانا بقرا الروايه ، انت جيت امتى ؟

عمر : لسه جاي 

ورد : هو خالو مجاش ؟

عمر : لأ 

    رن الهاتف مره اخرى ليلتقطه ويصمت صوت الرنين ، ويضعه علي المكتب مره اخرى... 

    تطلعت ورد اليه بنظرات متعجبه ، لتتجاهل الامر سريعا وهي تقول 

-: طيب كلم خالو شوفو هيجي ولا لأ انا جعت وعاوزه اروح اتغدى ...

عمر : انا همضي علي كام ورقه  ، عشر دقايق بكتير هننزل ونروح نتغدا 

     صدح صوت الهاتف للمره الثالثه ، تأفف عمر بضيق وهو يضغط علي اسنانه ليلتقطه ، وهو عازما على تلقينها درسا ...


      لمس الشاشه بيديه ليرد ، قائلا بغضب 

-: خييير عاوزه ايه ؟

      جاهدت ملك حتى تجعل نبره صوتها هادئه لتقول

-: ايه يا عمر مش بترد عليه ليه... 

  تطلع عمر الي ورد الواقفه امامه وهو يتأمل نظراتها السائغه ليقول باقتضاب 

-: مكنتش فاضي كان عندي اجتماع... 

ملك بغيظ : طيب وامبارح وأول بردو كان عندك اجتماع  ...

عمر بغضب : عاوزه ايه يا ملك انا مش فاضي.. 

      شعرت ملك انها اذا تمادت معه فبالتأكيد سوف تخسره لتقول بتمثيل وهي تدعي الحزن 

-: كده يا عمر بعد الي عملته معايا مبقتش طايقني ولا عاوزني ، طب انا ذنبي ايه ؟

عمر بحده : مل_____ك  انتي عارفه كويس ان مفيش حاجه حصلت.... 

ملك : لا يا عمر حصل ، انت الي مش فاكر...  وانا الي امنتلك وافتكرتك بتحبني أهيئ ....... أهيئ ، انا هموت نفسي يا عمر لو معجلتش بموضوع الفرح.... 

    اغلق عمر الهاتف ، فيكفي ما به من صراع قد احتدم فعقله مشوش تماما لا يستطيع ان يتذكر ما حدث في تلك الليله المشئومه... 


فاق من شروده على صوت ورد قائله 

-: مالك يا عمر في ايه ؟ انت متخانق مع ملك ؟

رد عمر باقتضاب قائلا

-: مفيش 

     تفاجأ كلاهما باقتحام شريف المفاجئ ، وهو يمسك بيده مظروف ، ويبدو على ملامحه الغضب ، وقف عمر ليقترب من ابيه ، وهو يسأله بقلق

-: في ايه يا بابا ؟ ايه  الي حصل ؟

شريف بغضب : في اني فعلا معرفتش اربيك ، في اني لأول مره في حياتي اندم على حاجه ، وهي ثقتي فيك ...

     اقتربت ورد من شريف فهي لم تراه بهذه الهيئه من قبل فقد وصل غضبه الي الذروه ، وكان جسده ينتفض بشده من شده الغضب لتقول 

-:اهدى بس يا خالو وقولي ايه الي حصل... 

      ألقى شريف المظروف في وجه عمر ثم قال وهو يتطلع له بغضب 

-: انا كنت فاكرك راجل محترم ، وكنت مشيلك مسئوليه كبيره وفكرتك قدها ، شوف اخرت عمايلك ومشيك ورا الزفته الي روحت خطبتها وصلك لأيه  .....

     التقطت ورد المظروف من الأرض ، لتفتحه وما ان مدت يدها داخله ، لتخرج ما به حتى شهقت ، وهي تضع يدها فوق وجهها ، ليقع المظروف على الأرض ، وتقع كل الصور منه تفترش الأرضيه.... 

   فلم تكن هذه الصور غير صور ملك برفقتها عمر وهما في وضع مشين....

الفصل التاسع عشر 

          💔 وجع الحب 💔

                     روني محمد 


      فاقت ورد من صدمتها على صوت أرتطام قوي بالأرض ، لتزيح يدها ببطئ من اعلى وجهها لتجد شريف يفترش الأرض ، وعمر بجانبه يصرخ برعب ليتصل احد ما بالاسعاف ، دلفت السكرتيره سريعا الي الداخل ، لتتصنم حينما رأتهم بهذه الحاله ، صرخ بها عمر سريعا حتى تستدعي الطبيب الخاص بالشركه الي حين وصول الاسعاف..... 

      جلست ورد علي الارض بجوار شريف تبكي ، وهي تمسك بيده تحتضنها ، تحدثه على امل ان يفيق ويستمع لها..... 

      لم تستطع ورد ان تتخيل حياتها بدونه ، فهو اصبح لها الامان والملجأ بعد ان فقدت كل شئ ، طالما عوضها عن فقدان ابيها وامها ، فكان دائما السند حينما تخلا عنها الجميع.... 

بعد وقت 

     وصل الجميع الي المشفي ، واسرع رجال الاسعاف بادخال شريف الي المشفى ليجد بانتظاره اكبر الاطباء  المتابعين له.... 

    اخذه احد الاطباء الي غرفه الفحص وبعد وقت خرج ليطمئنهم على حالته ...

     كان عمر يقف جوار ورد التي لم تتوقف عن البكاء وما ان رأى الطبيب خارجا من الغرفه ، حتى اقترب منه سريعا ليسأله بلهفه قائلا 

-: طمني يا دكتور بابا عامل ايه ؟

نظر لهم الطبيب وتحدث بأسف 

-: جلطه بالقلب ، ودي للمره التانيه ، ادعوله لو ال48 ساعه الي جايين عدوا على خير وحالته استقرت هيقدر يعدي الازمه باذن الله... 

     لم تستطع ورد ان تدرك هذه الصدمه ، فلم تشعر بقدميها الهلاميه ، لتسقط فاقده للوعي.... 

   اما عمر انتفض بزعر حينما وجدها بهذه الحاله ، ليجلس جوارها ويرفع رأسها وهو يصرخ بالطبيب ليساعده 

الطبيب : هاتها بسرعه عالاوضه دي ...

   و هو  يشير الي احد الغرف الفارغه  ، حملها عمر سريعا وهو يتجه بها الي الغرفه لتساعده احد الممرضات في وضعها على السرير ، اقترب منها الطبيب ليفحصها سريعا ، تحت نظرات عمر المتلهفه ، انتفضت كل ذره في كيانه ، لم يشعر بالخوف في حياته كما شعر هذه اللحظه ، كيف له ان يتحمل فقدان والده وحبيبته ، فهو أيقن وتأكد ان ورد لم تكن سوى حبيبته فقلبه الذي ينبض بعنف حتى كاد ان يصم اذناه لم يحب هذا الحب لأحد من قبل.... 

   انتبه على صوت الطبيب يحدثه قائلا 

-: اطمن هي بس اتعرضت لاغماء نتيجه صدمه عصبيه ، وطبعا من الي حصل ، انا عطيتها حقنه مهدئه هتخليها نايمه اطول وقت ممكن ، على الاقل نبعد عنها اي انفعال في الوقت الحالي ......

     هز عمر رأسه للطبيب ، وهو لم يشيح بنظره بعيدا عنها ، ليخرج الطبيب  ، بينما جلس عمر  جوارها ، ولأول مره ،اخذ يبكي كالطفل الصغير الذي فقد أمه، يشعر وكأنه تائه بلا مأوي ،في يوما واحد كاد ان يفقد ابيه وحبيبته..... 


        *********************

كان ياسر كالثور الهائج ، يسير بلا هواده في ارجاء الغرفه ، يحدث ذلك الرجل الذي يقف امامه مطأطأ رأسه قائلا 

-: يعني ايه تسبها تمشي معاه ؟

عامر : مكنتش هقدر امنعه ياخدها ، ده معاه حرس لو حد وقف قدامهم يفرموه... 

ياسر بغضب : وانت ايه عيل صغير ؟ مش هتعرف تقف قدامهم ، امال انا مشغلك ليه ؟

عامر : مش قصدي يا باشا بس انا قصدي ان الكتره تغلب الشجاعه ، وانا لو كنت دخلت قصادهم كانو هيغلبوني ومكنتش هعرف اقطرهم ، وامشي وراهم واعرف هما رايحيين على فين...  

ياسر بغضب : واتزفت عرفت ؟

عامر : في فيلا شريف الانصاري الي فالقاهره... 

          انتفض عامر في وقفته حينما رأي تحول ياسر ، الذي اخذ يزأر كالاسد وهو يدفع كل شئ امامه وهو يعنفه ويسبه قائلا 

-: غور من وشي ومشفش وشك تاني هنا ولا فأي شغل يخصني ..

عامر : يا باشا انا خدامك وغلطه ومش هتتكرر... 

ياسر بصياح : برااااااا

     قبل قليل 

كان آدم متجها الي مكتب ياسر ليحصل على توقيعه على بعض الاوراق ، وما ان فتح باب مكتبه سمع صوت صياحه وتعنيفه لعامر فرجع الي الوراء ، وهو يوارب الباب ويستمع اليهم بانصات حتى قص عامر له كل ما قد حدث..... 

    وما ان سمع صوت ياسر وهو يخبر عامر بالخروج ، اغلق الباب مره اخرى وابتعد عن الباب ، وتظاهر انه مشغولا بقراءه الاوراق.    

   وما ان خرج عامر حتى ترك الاوراق على مكتب السكرتيره ، وطلب منها ان تدخلها لياسر وتحصل هي علي توقيعه عليها ، اما هو انصرف مهرولا خلف عامر حتى يحصل على باقي القصه منه....... 

         

    بعد وقت 

كان عامر يمشي وهو يركل الارض بغضب ، طالما حمل عن سيده الكثير من الأعباء ، وشاركه في الكثير من اعماله الدنيئه ، لينتهي به المطاف مطرودا وكأنه لا يسوى شيئا.. 

     كان آدم يراقبه من بعيد وهو يسير بخطى ثابته حتى لا يلفت الانظار ، حتى وصل عامر الي موقف الاتوبيس الذي يركبه يوميا للوصول الي منزله ، اسرع آدم للحاق به ، وصعد خلفه ، وجلس على المقعد المجاور له، وهو يبتسم فهو الأن قد خطى الدرجه الأولى من السلم لتحقيق مبتغاه .... 


          •••°•••°•••°•••°•••°•••°•••


       يجلس عمر جوار ورد النائمه ، يحتضن كفها بين كفيه ، ويقول بألم 

-: صدقيني يا ورد مظلوم .... انا مش عارف الي حصل ده ازاي ومين وراه ؟.... اوعي يا ورد تتخلي عني...  انا بحبك يا ورد ....

     حركت جفنيها ، شعرت برجفه في جسدها ، حينما سمعته يخبرها بحبه لها فظنت انها تحلم ، فتحت عينيها فلم تضح الرؤيه لها فقد كانت الرؤيه ضبابيه ، لتبربش بعينيها عده مرات ، حتي تتضح لها الرؤيه ....


       اما عمر فحينما رأها تحرك جفنيها ، لمس وجهها بيدها ، يشجعها على الاستيقاظ وفتح عينيها، وبعد ان اتضحت الرؤيه ...


       نظرت الي عينيه ، ولم تستطع الحديث لتجهش بالبكاء ، شعر هو بثقل الكلمات التي تقف بحلقها ، ليقترب منها رويدا رويدا خوفا من رده افعالها الشرسه ، وما ان اقترب ، حتي ارتمت بين احضانه تبكي بمراره، لف زراعيه حولها ليعطيها الأمان ، اخذت هي تبكي لوقت لا تعلم مدته ، بينما هو تركها لتخرج ما يؤلم صدرها لعل البكاء قد يهدئ روعها ،وما ان هدأت قليلا وانتبهت على حالها ، فابتعدت عنه قائله

-: انا اسفه ..

   بينما هو ابى خروجها من احضانه ، يستمتع بكل لحظه بقربها ، فكان من الصعب عليه  ترويضها ، فها هي قد اتت لتميل الي صدره بخنوع ، فلابد له ان يستغل هذه الفرصه لعلها تشعر بما يجيش به فؤاده .....

       بعد وقت  

    شعر عمر بتراخي جسدها ، وانتظام انفاسها فقد ذهبت في نوم عميق ، ليخرجها من احضانه ببطئ ، ويسند راسها بالوساده ، ابتعد عنها بصعوبه بالغه ، لكي يذهب ويطمئن على حال والده ، الذي اخبره الطبيب ان حالته مازالت مستقره حتى الأن ، ولابد من وجوده في العنايه المشدده ، حتي يتأكدوا من تعافيه.. ....

     لقد جفا النوم عينيه ، ظل طوال الليل مستيقظا يفكر ، هل من الممكن ان تكون ملك وراء ذلك ؟..... رفض الفكره لأنها بالتاكيد لم تفضح نفسها بالصور ، اذا من الذي تجرأ وفعل ذلك ، وخاصه انه بحث كثيرا عن ذلك العميل الذي كان ساهرا معه في ذلك اليوم المشئوم ولم يجده ، وبعد فرز كاميرات المراقبة الخاصه بالمطعم ، تأكد ان هذا الرجل هو من وضع له المخدر بالعصير ، اثناء انشغاله باجراء مكالمه هاتفيه ، وبعدما فقد عمر الوعي ، بعث برجاله ليحملوه خارج المطعم ، ومنها الي الفندق..... 

     في اليوم التالي 

  دلف عمر الي غرفه ورد ليطمئن عليها بعد ان اطمئن على حاله شريف ، ليجدها مستيقظه ، وجالسه على الفراش.... 

  عمر :   حمدلله عالسلامه 

ورد بتعب : الله يسلمك ، خالو عامل ايه ؟ انا عاوزه اروح اشوفه ....

     حاولت نزع الابره المغروسه في زراعها تمدها بالمحلول ، ليمسك عمر يدها سريعا وهو يقول 

-: اهدي بس يا ورد ، انا لسه جاي من عنده والدكتور طمني عليه.... 

ورد بدموع : طيب انا عاوزه اشوفه... 

عمر : ماشي يا ورد ، هخليكي تشوفيه ، بس مش دلوقتي عشان الدكتور مانع عنه الزياره.... 

ورد : قولي يا عمر متخبيش عليه هو خالو كويس ؟

عمر : ولله يا ورد كويس الدكتور قالي بكره هيخرجه من العنايه ، وهجيبهولك ياستي يعد معاكي هنا ...

ثم حاول تغيير مجرى الحديث ليقول 

-: مش عاوزه حاجه اعملهالك ؟؟

ورد : لا شكرا... 

جلس امامها على السرير ، ليمسك يدها قائلا 

-: عاوز اتكلم معاكي يا ورد في الي حصل 

سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها ، لتخفض بصرها ، وتهرب بعينيها بعيدا عنه لتقول 

-:  انت مش محتاج تتكلم او تبررلي حاجه ، كده كده كنا هنطلق ، فمفرقتش دلوقتي من بعدين ..

عمر: ومين قالك اني هطلقك ، انا بحبك يا ورد وعمري ما هسيبك.... 

ورد : وانا عمري ما هسمح بالوضع ده ، انا مقبلش ان شكلي قدام الناس ، يقولو ان جوزي اتجوز عليه ..

عمر : ومين قالك اني هتجوز عليكي ...

ورد : امال بعد الي حصل ده ، هتتخلا عنها ومش هتتجوزها ...

عمر : بصي يا ورد ، انا متأكد اني معملتش معاها حاجه ، مهما كنت واخد منشط او مغيب لازم افتكر ولو جزء بسيط من الي حصل ،، وانا مش فاكر خالص ، كأني نمت وصحيت ولما صحيت انتي شوفتي حالتي ،،،

ورد : انا مش فاهمه حاجه 

عمر : بكره تفهمي ، بس الي عاوزك تعرفيه ، ان انا معملتش حاجه معاها ، اما بقى هي عملت كده ليه فده الي لازم اعرفه ....


       ________________________


       عند ملك 

كانت ملك تمسك بهاتفها وهي تغدو الغرفه ذهابا وايابا ، تنظر الى الهاتف ، كل ثانيه تقريبا ، طال الوقت ولم يتصل ، فهي قد تأكدت من وصول المظروف الى الفيلا ، وخروج شريف به من الفيلا بعد دقائق وهو متجهم الوجه.... 

    عزمت هي على الاتصال به ، وتخبره بباقي خطتها ، طالما هو لم يتصل ، تجاهلها في بدايه الامر ليرد بالأخير باقتضاب قائلا 

-: نعم!!! 

     كانت بارعه في تمثيل دور الضحيه وهي تبكي وتقول 

-: ألحقني يا عمر انا اتفضحت.... 

عمر باستغراب : في ايه ؟.... ايه الي حصل ؟

ملك بدموع : الصور ..... الصور يا عمر في حد صورنا واحنا مع بعض وبعتلي الصور.... 

    زفر انفاسه بضيق ، فقد زادت الطين بله ، ليقول 

-: اهدي كده ، وقوليلي مين ده الي جابلك الصور ، اوصفيلي شكله ايه ؟

ملك بضيق : شكله زي اي واحد ، وبعدين ده ساب الظرف مع الامن ومشى.... 

عمر : طيب يا ملك اقفلي دلوقتي وانا هتصرف.... 

ملك بغضب : تتصرف ايه يا عمر احنا لازم نتجوز في اقرب وقت ، انا  مش هستنا لما صوري تملا الجرايد ولا مواقع الانترنت.... 

عمر : اهدي بس يا ملك ، انا لازم اعرف مين الي ورا الموضوع ده... 

ملك بضيق : اتصرف يا عمر المهم اننا نتجوز الاول وبعدين اعرف براحتك... 

عمر : ماشي يا ملك اقفلي دلوقتي وهبقى اكلمك تاني عشان مع بابا فالمستشفى.... 

    اغلقت ملك الهاتف وهي تفكر ، هل من الممكن ان يعلم عمر انها هي من وراء هذه اللعبه ، ولكن لا يهم فهي بالتأكيد لم تخطئ بشئ وسيصر اباه ان يتزوجها لعدم تعرضهم للفضيحه.... 

         **********************

الفصل العشرون 

💔 وجع الحب 💔

روني محمد 


أغلق عمر الهاتف مع ملك و فكر مليا ، قبل ان ينطلق سريعا الي الفيلا يراجع كاميرات المراقبه ، وبالفعل وصل الفيلا بعد وقت ، وبسؤال الحرس عرف الوقت الذي وصل به هذا الرجل ليتفحص شكله بإمعان ، وما جذب انتباهه ، انه كان يركب دراجه ناريه ، وقد أوقفها بعيدا عن الفيلا قليلا ، ليأتي الي الفيلا ويوصل هذا المظروف ثم يبتعد مره اخرى ، واقفا بعيدا يراقب الفيلا من بعيد ، وبعد دقائق خرج شريف مهرولا وبيده الظرف ، وركب سيارته وانصرف سريعا..... 


اما ذلك الرجل فقد راقب شريف حتى انصرف ، ثم ذهب الي دراجته وركبها منطلقا بها بعيدا ....

فكر عمر قليلا ، ليتذكر ان ربما قد التقطت بعد الكاميرات الموضوعه على البنايات المجاوره اي شئ يستطيع ان يصل من خلاله لهذا الرجل او حتى صوره واضحه له ، وبالفعل ظل يتجول من بنايه لأخرى حتى حصل على اقرب صوره له ودراجته الناريه ، والتي كانت لحسن حظه تحمل ارقاما مروريه ، دون الأرقام سريعا ، ثم انطلق للخارج ، ليعرف من هو هذا الرجل..... 


*********************

ذهبت كلا من الين وأمل لزياره شريف في المشفى ، وأبدو انزعاجهم وحزنهم على ما قد حدث له ، ليطمئنهم شريف انه بخير ، بعد ان عرف ورد عليهم ، فقد كانت ورد وعمر على علم من قبل ان شريف مسافرا الى الاسكندريه لاحضار تلك الفتاتان بنات صديقه الوحيد...... 


كانت ورد ملازمه لشريف منذ انتقاله للمشفى ، فطلب منها شريف ان ترجع الى الفيلا بصحبه الفتاتان ، رفضت بشده ، لكن مع اصراره اخبرته انها ستذهب لبضع ساعات لتغيير ملابسها والعوده مره أخرى اليه.... 


بعد وقت وصلت الفتايات الي الفيلا ، لتخبرهم سناء سريعا بان هناك شخصا ينتظر الين بغرفه الصالون ، استأذنتهم ورد لتصعد الى غرفتها سريعا أما الين وأمل فقد ارتعدت اوصالهم خوفا من ان يكون ياسر هو من كان في انتظارهم ، تشبثت كل واحده منهما بالاخرى ، ليتجها سويا الي الغرفه ، اطمئنا قليلا ، لوجود عمر معه ، فقد سمعا صوت عمر ياتي من الداخل ، دلفت الين ومن خلفها امل ، لتتفاجأ بوجود آدم..... 

قبل نصف ساعه 

عاد عمر الي الفيلا لتبديل ملابسه بعد ان اجرى عده مكالمات هاتفيه لبعض اصدقاءه العاملين بالمرور ، ليتعرف على صاحب الدراجه الناريه ، الذي اوصل المظروف الى الفيلا ....

تفاجأ بوجود آدم ، وقد اخبرته سناء انه ينتظر الين ، ليجلس معه الي حين عوده الفتايات ، اخذا يتبادلون الحديث معا الي حين جاءت الين والتحقت بهم...... 

الين : احم.... السلام عليكم 

آدم و عمر : وعليكم السلام... 

الين : ازيك يا عمر... ازيك يا آدم..... 

آدم : الحمد لله 

عمر : الحمد لله ...... طيب بعد اذنكم ، انا هطلع اغير هدومي عشان عندي مشوار ، طبعا مش محتاجين اني اقولكم ان البيت بيتكم ....

ابتسمت الين له وهو يمر من جانبها يتخطاها صاعدا الي غرفته ، لتتبعه أمل الي الخارج ، تاركه باب الغرفه دون ان تغلقه.... 


جلست الين في الكرسي المقابل له لتقول 

-: جيت ليه يا آدم ؟

آدم : يعني مش عارفة انا هنا ليه ؟...... انا هنا عشانك يا الين... 

أغمضت عينيها بقوه وفتحتها لتقول بحزن 

-: جيت متأخر..... متأخر أوي يا آدم.... 

آدم : لا يا الين لازم تسمعيني... 

الين : تاني يا آدم اسمعك.... ما أنا ياما سمعتك عملت ايه ؟... فوقت علي صدمه عمري .... ( ثم اكملت بدموع) كل ما اتخيل نفسي ، وانا طول الوقت مستناك ........ مستنياك تكلمني ........ مستنياك تسمعني ...... مستنياك ترجعلي .. 

آدم : الين انا....... 

قاطعته قائله 

-: لا يا آدم انا الي هتكلم مش انت... جه الوقت الي لازم تسمعني فيه........ انا مخنتكش يا آدم انا استنيتك 3 سنين من عمري ، كل يوم فات عليه كنت ببني احلام وأماني ، وأصبر نفسي انك هترجع..... 

اطلقت العنان لدموعها وهي تقول 

-: بابا كان زي أي اب في الدنيا عاوز يطمن علي بنته ، وياسر جه رسمله احلام ورديه ، وانه شاب مثالي مفيش منه ، طبعا بابا ضغط عليه كتير عشان اوافق ، طلبت منه يديني فرصه ، قالي موافق ، حكتله عنك قالي خليه يكلمني ، وكلمتك كتير وبعتلك رسايل أكتر ، وانت ولا كنت هنا ، اتخطبت لياسر منكرش انه ضحك عليه ووهمني بشخصيته خياليه وانه راجل مفيش منه .....

بس اول ما عرفت انه اخوك قررت اني لازم ابعد مكنش ينفع اكمل معاه ....

وبعد وفاه بابا كلمته وقولتله اننا لازم نسيب بعض ، لقيت نفسي قدام شخص تاني وكأنه اتحول لواحد تاني انا معرفوش ، قام وضربني وضرب أمل ، ولقيته بيقولي انه خطبني بس عشان ينتقم منك ....... 


تنهدت وهي تمسح دموعها لتقول 

-: انا كنت لعبه في ايده ، ولعبه كمان في ايدك ، كل واحد اتسلى بيها شويه.... 

لم يشعر آدم بتلك الدموع التي غرقت وجهه ليقول 

-: لا يا الين انتي عمرك ما كنتي لعبه انا مشاعري من البدايه عمرها ما تغيرت ، بالعكس انا كل يوم بيفوت كنت بحبك اكتر ، كنت بصبر نفسي انا هرجع وهعيش معاكي.... 

انا عارف ان ظروف سفري المفاجأ كان غلط ، بس انتي لو تعرفي انا كنت عايش ازاي وقتها هتقدري ده...... 


*********************

عند عمر 

استبدل عمر ملابسه بأخري ، ومر على غرفه ورد للأطمئنان عليها ....

طرق الباب عده مرات ولم تجيب ، ظن انها قد نامت ، فهي كانت مرافقه لوالده طوال الوقت ولم تحصل على النوم الكافي ، استدار ليتجه نحو الدرج المؤدي الي اسفل ، لكنه تصلب مكانه حينما سمع صوت صرختها ، ليعود مهرولا الي غرفتها....

فتح الباب سريعا ، فوجد الغرفه فارغه ، ثم اتجه الى الحمام ليطرق عليه بقوه و هو ينادي عليها ، سمع صوت انينها وبكائها ، لم يفكر و في ثواني قد فتح الباب سريعا ، ليجد الكثير من قطع الزجاج تفترش الأرضيه ، وتجلس ورد على حوض الاستحمام تمسك قدمها ، وقد تلونت الارضيه بلون الدم ...

اقترب بزعر مما رأه ، ليمسك بها وهو يقول

-: ورد في ايه انتي كويسه ؟

كانت تبكي وهي تعتصر عينيها من الدموع وهي تشير الي قدمها.... 


سحب المنشفه سريعا واخذ يمسح الدماء عنها ، حتى تضح له رؤيه قدمها وما بها من جروح ، حمد الله في نفسه ان الجروح كانت بسيطه ، ولكن ورد كانت تخاف من رؤيه الدم ، وهذا ما سبب في انهيارها ... 


لم تشعر بنفسها ، سوى باختلال توازنها واختفاء الهواء من حولها ، وتسرب اللون الأسود الى عينيها ، لتسقط فاقده للوعي ، و قبل ان تسقط ، كانت يد عمر الأسبق اليها ، ليحملها سريعا ، الي خارج الحمام ، وضعها على السرير وحاول افاقتها ، فلم تستجيب ، 


حينها لمح حجابها على الكرسي المجاور للسرير ، التقطه سريعا ليلفه بشكل عشوائي ، يغطي شعرها ، وكانت ترتدي فستانا طويلا يصلح الخروج به ، حملها ليخرج بها من الغرفه ومن الفيلا بأكملها ، متجها الي أقرب مشفى...... 

*******************

عند آدم وإلين 


زفر انفاسه ببطئ وهو يستعيد ذكرياته الأليمه ، التي طالما كان يحاول الهروب منها ليقول 

-: بابا اتوفى وانا كنت في تانيه جامعه قبل ما اعرفك ، كنا عايشين في مستوي كويس والحمد لله مكنتش شايل هم حاجه ، كنت ابنهم الوحيد وكان طبعا طلباتي كلها مجابه ، فجأه بابا مات ، وكل حاجة حلوة راحت ، الحياه اتقلبت 180 درجه ، بعد الوفاه باسبوع ، لقيت ياسر بيعلن قدام الكل ان بابا كتبله كل أملاكه قبل ما يموت بيع وشرا ... طبعا كانت صدمه ، بس مكنش في ايدينا حاجه انا او امي عشان نعملها ، فضلنا نصرف من الفلوس الي كانت بأسمنا فالبنك ، بعنا العربيه ، حتي الفيلا الي كنا عايشين فيها ياسر أخدها لأنها كانت بأسم بابا ، نقلنا في شقه صغيره في مكان شعبي ، اتغيرت حياتي للنقيض ، كانت صعبه اوي ، اشتغلت شغلنات كتير عشان اقدر اكمل تعليمي وقولت لازم ابدأ وكون نفسي بنفسي ، وعشان اعمل كده لازم أخلص جامعتي ، كل شغلانه مكنتش بعد فيها اكتر من اسبوع ، والدنيا اتقفلت في وشي تاني ، ملقتش حد فاتحلي دراعاته غير ياسر ، رحتله وشغلني معاه ، وكان مرتبه الحمد لله مكفي مصاريفي انا وأمي ...


تسللت ابتسامه عذبه الي ثغره وهو يقول 

-: وقتها قابلتك يا الين ، حسيت ان الدنيا رجعت تضحكلي من تاني ، انا كنت باخد منك الأمل الي ببني بيه بكره ....

بس الدنيا زي ما بتورينا الحلو منها لازم تلسعنا بمرها ، ماما تعبت جامد وكانت محتاجه تعمل عمليه ، رحت لياسر يساعدني رفض يديني فلوس ، لفيت على معارفنا ، وعلى ما جمعت فلوس العمليه ، كان الموت أسرع ليها.... 

مسح بأصبعه دمعه عالقه في اهدابه ليقول بحزن 

-: رجعت تاني للصفر ، بعد ما كان عندي أمل ، بقيت حياتي كلها احباط واكتئاب ، بس وقوفك جنبي هو الي قواني ، عشان اقدر اكمل....... 

لغايه لما خلصت جامعه ، ولقيت فرصه السفر ، كان لازم اسافر مكنش ينفع اكمل شغل مع ياسر ، وسافرت .... سنه... اتنين... والتالته كنت خلاص راجع ، فجأه حصلت كارثه ، المخزن الي كنت مسئول عنه اتسرق ، وكان فيه بضاعه بملايين ، اتسجنت 3 شهور ، كانوا اسوء فتره في حياتي ، كنت حاسس اني خلاص مش هشوف النور تاني ، بس صاحب الشغل كان عارف اني مظلوم واعتبر الي حصل كان اهمال مني ، فخرجني من السجن ، بس للأسف اخد كل الفلوس الي حوشتها ، تعب وصبر ال3 سنين الي فاتو راحوا عالأرض..... 

كنت هرجعلك يا الين ، هرجعلك وهاجي اتقدم لباباكي ، حتي وانا مش معايا فلوس الدبله ، بس كنت هحكيله ظروفي والي مريت بيه فالغربه ، عمري ما فكرت اتخلا عنك ، بس اتفاجأت بصور الخطوبه الي ياسر منزلها معاكي ، طبعا كانت صدمه ، ومحستش بنفسي غير وانا نازل مصر ولقيت ياسر بيعرفني على نيره صديقته ، وخلاني خطبتها ، انا كان هدفي اني اضايقك ، واخليكي تحسي بالنار الي جوايا.... 

الين : مفكرتش اد ايه انا كنت بموت ، وانا كنت ضحيه ليك ولأخوك ، انت مريت اه بظروف سيئه كتير ، مش هقولك انا مريت بالأسوء ......لأ انا كنت هقدر ده وهحس بيك لو كنت جيت حكتلي ، كنت تتكلم يا آدم ، الحياه كانت بنا مشتركه ، مش المفروض ان الواحد يشيل الشيله لوحدو..... 

آدم : انا طول عمري كنت وحيد مكنش عندي حد احكيله ، او اقوله ايه الي واجعني ، امي كانت اقرب حد ليه وراحت ، وانتي كمان لما رحتي مني قلت خلاص الدنيا وقفت ، كنت عامل زي العروسه اللعبه واي حد يحركها زي ما يحب..... 

************

الفصل الحادي والعشرون 

           💔  وجع الحب  💔

                           روني محمد 

( اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم) 


عند عمر و ورد 


     بينما هو يقود سيارته عائدا الي المنزل وهي تجلس جواره ، لتتذكر شيئا ، فتنظر في مرآه السياره ، تصرخ قائله 

-: عاااااا ، انت ازاي تسيبني كده ...

       انتفض هو من صرختها ليوقف السياره فجأه قائلا 

-: في ايه يا ورد بتصرخي ليه؟ ...

ورد : شايف وشي ، حرام عليك ، انا عارفه انك قاصد ..

عمر : يادي اليوم الي مش معدي ، وريني وشك .. 

      امسك ذقنها ليلفه اليه وهو يفحصها بعينيه قائلا 

-: ماله ماهو كويس اهو ، دانا قولت قرصك تعبان ولا حاجه ، يا خربيتك قطعتيلي الخلف ...

ورد ببكاء : وانا اقول الممرضات كانت عماله تبصلي وتضحك ليه  ، طبعا مانا كنت شبه البلياتشو 

     ادار هو محرك السياره ولم ينطق بكلمه ، فهو قد فاض به الكيل وعلى وشك قتلها ....

ورد : انت ممسحتليش ليه وشي وسيبني كده ...

   مسح وجهه بضيق ، وجاهد حتى يتحكم باعصابه ، ولا يستدير لها ويخنقها ....


ليقول وهو يضغط على اسنانه : مالو وشك يا ورد عادي مفهوش حاجه 


ورد : سايبني كده رمش ورمش والكحل سايح ووشي كلو بايظ ومتلحوس كده  . 


عمر بغيظ : معلش المره الجايه لما يغما عليكي هبقى اشوف رموشك في مكانها ولا لأ واتأكد من الكحل ساح ولا مسحش...


      وضعت يدها في خصرها والتفت له قائله بغيظ 

-: ده انت بتتريق بقى..  

عمر بنفاذ صبر : اه بتريق وكلمه كمان، هولع فيكي وفي العربيه ، واخلص منك .....


          صمتت هي حينما ابصرت عينيه التي لا تبشر بالخير ، والتي تمتلئ بنيران الوعيد التي ستحرقها ، لتلتفت الي النافذه بعيدا عنه بعد ان نظفت وجهها الملطخ من اثر المكياج ....

     لتعود اليه بعد قليل قائله بدلع

-: موري ،  عاوزه اطلب منك طلب 

      ابتسم هو ليطالعها بهيام ، فهي تستطيع ان تخمد ثورته في لحظات لتستبدلها بحب وعشق ....

عمر : اتفضلي

ورد :  في محل ايس كريم قريب من هنا ممكن تجبلي منه ؟

   ابتسم عمر لها قائلا 

-: احلى ايس كريم هيجي بس يارب تبطلي جنان.. 

     قاطعهم صوت هاتف عمر ، ليلتقطه عمر سريعا ، ليرد سريعا بعد ما عرف هويه المتصل وهو صديقه بالمرور الذي سيخبره عن صاحب الدراجه الناريه ليرد قائلا 

-: ها عملت ايه ؟

......: اسمه سيد جمال عبد الناصر هتلاقيه ساكن في ******* هبعتلك عنوانه بالتفصيل في رساله ، مع باقي المعلومات الي عرفت اجبها.... 

عمر بامتنان : شكرا يا طارق.. 

طارق : لا شكر علي واجب ، لو احتجت اي حاجه انا فالخدمه.... 

عمر : انا عارف ولله من غير ما تقول... 

طارق : تمام تؤمرني باي حاجه.. 

عمر : لا شكرا ، بس متنساش تبعتلي الرساله... 

طارق : لا مش هنسى هبعتها حالا سلام.. 

عمر  : سلام 

     اغلق عمر الخط وهو مازال منتظر وصول الرساله ، لتصله الرساله بعد ثواني ، قرأها ثم اغلق الهاتف ، ووضعه امامه علي التابلوه ، بينما كانت ورد تشاهده وتحمل ملامحها الكثير من الدهشه لتقول 

-: رساله ايه دي يا عمر ؟

عمر : بعدين يا ورد هحكيلك ، بس معلش انا هوصلك للبيت بسرعه دلوقتي ولازم أمشي عشان ورايا مشوار مهم... 

      ضيقت ورد عينيها لتقول 

-: انت بتهرب....  ومش عاوز تجبلى الايس كريم صح ؟

     حك عمر طرف ذقنه ليقول 

-: لا بصي انا مش مركز دلوقتي غير في حاجه واحده بس هو اني اوصلك وبعدين اروح مشواري ، لو عاوزه تتخانقي خلينا باليل لما ارجع... 

ورد : عمر انت رايح تقابل ملك ؟

عمر بضيق : لا يا ورد .... مش رايح ويلا انزلي بقى احنا وصلنا.... 

     ثم غمز لها ثم اكمل 

-: ولا عوزاني اشيلك 

ورد بغيظ : لا شكرا انا هنزل لوحدي ...  وعلى فكره انا مش مرتحالك وشما ريحه ملك فالموضوع... 

عمر : شما ؟؟ ... سلام يا ورد

      نزلت ورد من السياره وهي تمشي بحزر على قدمها المصابه ، تابعها عمر بعينيه حتى اختفت في الداخل واغلق الحرس البوابه.... 


      انطلق عمر بالسياره حتي يصل الي العنوان المدون بالرساله الخاص بالمدعو "سيد جمال " صاحب الدراجه الناريه.... 


      ********************

عند الين وأمل 

     صعدت الين الى غرفتها لتجد أمل بانتظارها ، وما ان دخلت واغلقت الباب ، وقفت امل لتتجه اليها وهي تقول 

-: ها طمنيني يا الين عملتي ايه ؟ 


الين بحزن : خلاص يا امل كل شئ انتهى..... 


    زمت امل شفتيها لتقول بحزن 

-: ليه يا الين ده آدم كويس غير ياسر خالص... 


     فكت الين حجابها ، وهي تتجه نحو الدولاب وقالت 

-: كويس بقى مش كويس ميخصنيش... 


امل : ازاي بس ، ده باين عليه بيحبك ، انا سمعت نص كلامه على فاكره وباين عليه فعلا مظلوم ، ميستحقش منك كده.... 


      سحبت الين ملابسها من الدولاب ، لتغلقه وهي تتجه الي المرحاض وقالت 

-: لو سمحتي يا أمل انا قررت هبدأ حياتي من أول وجديد ، مش عاوزه افكر في الي فات ولا عاوزه الي يفكرني بيه ، واعملي حسابك ، انا كلمت سمسار يدورلنا على شقه هنا فالقاهره ، ولما عمو شريف يخرج من المستشفى نبقى ننقل فيها.... 

      ثم دلفت الي المرحاض واغلقت الباب ، قبل ان تعارضها أمل ....


بينما امل نفخا في ضيق لتقول لنفسها 

-: ماشي يا الين براحتك ، بس مظنش انك هتنسي آدم بالسهوله دي.... 


        **********************

 

           ولجت ملك الي داخل النادي ، وهي تتغنج بمشيتها ، أرتدت فستانا من اللون الاسود القصير والذي يبرز مفاتنها بسخاء ، رفعت شعرها الى اعلا ، لتظهر جمال عنقها ، وارتدت عقدا من الألماس قد اشتراه لها عمر من قبل.... 

     تذكرت حينما اتصل بها عمر قبل ساعه ، ليخبرها بانتظاره لها في النادي ، لتسرع في اللحاق به ، فهي قد علمت انه بالتأكيد اتصل بها كي يحدد معها موعد الزفاف  فبالتاكيد سيعجل به خوفا من الفضيحه.... 


      كانت تسير بخيلاء وسط اعضاء النادي وخصوصا الرجال الذين كانوا مبهورين بجمالها الفائق عن المعتاد ، طالما كانت تغير منها الكثير من الفتايات ، ومنهم من حاولوا كثيرا تقليدها في مظهرها وملابسها ، ولكن لم يستطيعوا ان ينالوا حب عمر ....


       تسللت ابتسامه خبيثه الى ثغرها وهي تتذكر كيف استطاعت ان توقعه في شباكها ، وهي تلاحقه من مكان لأخر حتى استسلم لها وطلب الزواج منها ..... 


    لمحت عمر يجلس فالمكان المخصص لهم ، لتقوم بشد فستانها الي اسفل وهي تخرج مرآه صغيره من حقيبتها ، للتأكد من مظهرها الخارجي ، الذي طالما استطاعت  من خلاله ان تجذب عمر اليها ، وتجعله دائما ما يحب لقاءها..... 


       لم تعلم انها كالحلوى الرخيصه بلا ثمن ، لا يعف عليها سوى الذباب ، مستمتعين بحلوها فقط ، بينما من اراد ان يمتلكها لا يذهب سوى للحلوى الثمينه التي لم تترك نفسها للذباب.... 


     كان عمر يلوم نفسه كثيرا ، كيف استطاع ان ينخدع بها لذلك الحد ، لماذا لم يصدق والده ويستمع اليه ؟ ، كانت تتلون امامه كالأفعى ، وهي تبخ سمها به ، فأصبح مغيب يمشي وراء اهوائه ....


    قطع شروده طرق على منضده ، فلم تكن سوى ملك التي تطرق بأظافرها على المنضده ، بعد ان جلست لتقول 

-:الي واخد عقلك يا حبيبي ، رحت فين... 


     لف بكرسيه ليكون في مواجهتها ليقول بسخريه

-: بفكر في اكبر مقلب اخدته في حياتي..  


   شحب وجهها لتقول 

-: في ايه يا عمر ايه الي حصل ؟


    قبض على زراعها بقوه ليقول 

-: بأنا وحده ***** رخيصه زيك مفكره انها هتضحك عليه.... 


   التفتت حولها بزعر خوفا من ان يسمعه احد ويفضح امرها ، لتحاول ان تفلت يدها من قبضته وهي تقول وهي تبتلع ريقها بصعوبة 

-:  ااااه .... ااااه سيب ايدي..... عمر انا معملتش حاجه..  انا... 


قاطعها هو قائلا 

-: انتي واحد زباله متستحقش انها تشيل اسم عمر الانصاري ، الحمد لله ان ربنا كشفك ، الزفت  ألي أسمه سيد ألي بعتيه بالصور اعترف عليكي يا حلوه من أول ألم... 

 

    نفض يده بقسوه بعيدا عنها ،  لتجحظ عينيها لتقول بتلعثم

-: كدب....  لا  ... كدب...  محصلش انا معملتش حاجه ....


عمر : ما أنا قلت ممكن تكون مظلومه والواد بيتبلي عليكي ، ولا حد يكون زقه عليكي ، بس الي متعرفهوش يا حلوه انه سجلك المكالمات الي كنتي بتتفقي معاه فيها هو وصاحبه ( ثم أكمل بسخريه) العميل الي بعتهولي الشركه ...

    نظر لها  بإحتقار وهو يتطلع لها من اعلاها لاسفلها ليكمل حديثه قائلا 

-: وال ****  واخد نسخ من الصور عنده وناوي يساومك عليهم اشربي بقى.... 


    وقف وهم لينصرف ، أمسكت ملك يده وهي تبكي وتتوسل اليه قائله 

-: ارجوك يا عمر متسبنيش ،انا عملت كده عشان بحبك ، لما عرفت انك اتجوزت ورد كنت هموت ، ملقتش حل غير ده ، ارجوك يا عمر سامحني... 


عمر بقرف : اسامحك....  اه انسي ، ربنا بس الي بيسامح ، انتي الي جنيتي على روحك لما فرتي في نفسك ، زيك زي اي واحده فالشارع..... 

     ثم باغتها بنزع العقد الملتف حول عنقها ، ليدفعه أرضا قائلا باحتقار 

-: انتي أرخص من انك تلبسي العقد ده ، كنت جايبهولك لما كنت مغشوش فيكي وفاكرك أصلي مش فالصو ، طلعتي ارخص حتى من التراب الي بدوس عليه...... .. 

     

        مشى وتركها ، وهي تبكي وسط نظرات الجميع من حولهم ، منهم الشامتين ومنهم الذي يتأكله الفضول لمعرفه السبب ، فتحت ملك حقيبتها سريعا ، لتلتقظ نظارتها ، الشمسيه وترتديها سريعا ، لتحجب عينها عن الناس ، لتنصرف سريعا من النادي ، مطأطأه الرأس فيكفي ما فعلته بحق نفسها.... 

    بعد قليل 

جلست ملك في سيارتها خلف عجله القياده ، لتفكر فيما ألت اليه الأمور ، وقد وضعت نفسها في مأزق لن تستطيع ان تتخلص منه ، فلو سيد هددها فعلا بنشر الصور فقد تفضح امام المجتمع كله ، لم يكن امامها سوى الاتصال بمن تظن انه سينقذها ، ولكن هل سيدفع بها الى الجحيم ام لا...... ؟


(اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين)

الفصل الثاني والعشرون 

              💔 وجع الحب 💔


(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )

(لا حول ولا قوة إلا بالله) 


    جلست ملك خلف عجله القياده ، تفكر فتلك الجريمه الشنعاء التي ارتكبتها في حق نفسها ، لا طالما كانت تفعل ما يحلو لها فالخفاء ، دون ان يدري بها احد او يكشف أمرها ، وفالنهايه كانت ستتزوج عمر ، لتطمس من خلاله الماضي وعلاقاته العابره..... 


      كيف ستواجه المجتمع ، وخصوصا تلك الطبقه المخمليه التي هي منها ، والتي كانت دائما ما تتعامل مع الجميع بالعلو والتكبر ، كيف تستطيع ان ترفع رأسها بينهم ، اذا فضح أمرها ، لتفكر مليا لتجد ان الوحيد الذي سيخلصها ، من هذا البئر المظلم الذي قد سقطت به هو ياسر ، رفعت هاتفها على اذنها ، بعد ان ضربت باصابعها الشاشه عده مرات ليأتيها الرد بعد وقت... 

ياسر بخبث : يا ترا ايه الي فكرك بيه ، مش انتي قلتي انك مش عاوزه تعرفيني تاني ؟

    

     اغمضت عينيها بقوه لتفتحها وهي تقول بحزن مصطنع

-: انا عمري ما اقدر استغنى عنك يا ياسر ، دانت أول حب في حياتي.... 


   ابتسم بسخريه ليقول 

-: ههههههههه أول حب!!!  اه منا عارف...... لا انا بصراحه مستغربك ، لوكا مالك حبيبتي انتي سخنه.... 

ملك : ياسر انا واقعه في ورطه ومحتجالك أوي جنبي... 


    ابتسم بخبث ليقول 

-: هي الحكايه كده بقى..... وانا الي فكرت اني وحشتك.... 

ملك بكذب : وحشتني طبعا يا ياسر ، بس انا بجد محتجاك جنبي... 

ياسر : لا انا كده قلقت ، انا مش متعود عليكي كده ، ايه يا لوكا هو حبيب القلب زعلك ولا ايه ؟.... ما أنتي مبتفتكرنيش غير وانتي زعلانه معاه ....

ملك بنفاذ صبر : خلاص يا ياسر انا هقفل مش  عاوزه  منك حاجه... 

ياسر بلهفه : لا استني خلاص قوليلي ايه الي حصل ؟


   قصت ملك له كل شئ وما فعله عمر معها ، وما اخبره بها حول الصور و احتفاظ المدعو سيد بها وانه سيهددها بها لاحقا ....

ياسر بضيق : ما انا قولتلك يا ملك ، متتصرفيش من دماغك ، وانتي الي روحتي ورطي نفسك في مشاكل منتيش أقدها ، وفالأخر ولا طلتي عمر ولا غيرو  ..


ملك : خلاص بقى يا ياسر ، اخر مره ومش هكررها ، المهم خلصني من الورطه دي بأي شكل.... 

ياسر : امممممممم ، طب والمقابل؟

ملك : الي انت عاوزه هعملهولك... 


ياسر : ماشي يا ملك اعملي حسابك تيجي تعدي معايا اسبوع في شقه اسكندريه ، وانا هخلصلك الموضوع ده.... 


ملك : اسبوع بحاله ، طب وهقول لمامي ايه ؟

ياسر بسخريه : انتي هتغلبي يا ملك ، هي يعني أول مره ، قوللها اي حاجه ، المهم عاوزك تكوني عندي بكره.... 

ملك باستسلام : ماشي يا ياسر..... 


     اغلقت الهاتف وهي تقول لنفسها 

-: اخلص بس من القرف ده ، وهبقى اشوف هخلص منك ازاي.... 

  

       أدارت السياره وانطلقت بها ، بعد ان اطمئنت انها ستتخلص من كوابيسها التي تلاحقها ، و كيف ستعمل جاهده حتى تنصب الشباك لعمر حتى يقع في فخها من جديد ، فهي لم يستعصى عليها احد من قبل ، وكما استطاعت بالماضي ان تجعله رهن اشارتها ، فستفعل كل ما بوسعها حتى تستعيد ثقته بها........ 


        ***********************

في اليوم التالي 


     خرج شريف من المشفى ، بعد ان استعاد عافيته ، اخبرته أمل والين برغبتهم في الانتقال لمنزل أخر ، رفض شريف بشده ، ولكن مع اصرارهم واقف على ان يكون هذا المنزل بالقرب من فيلته..... 

    خرجت الين بمفردها لتبتاع بعض الأشياء لتجهيز منزلها الجديد ، أما امل فظلت بالمنزل لانها شعرت بالاعياء الشديد ، نتيجه ارتفاع درجه حرارتها..... 


       ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان ، فقد ظنت ان ياسر قد نسى امرها ، ولن يطاردها طالما هي ابتعدت عنه ، للتفاجأ به يعود ويقف امامها الصياد المتربص لفريسته..... 


      هزت الين رأسها بالرفض بعد ان اتسعت عينيها برعب ، وهي تراه يقترب منها ، وقد شحب وجهها كشحوب الأموات ،تناولت بيد مرتجفه هاتفها من المقعد المجاور ، تحاول ان تستنجد بأدم فهو الوحيد الذي يستطيع انقاذها من براثن ذلك المفترس ...

  

        آدم الوحيد الذي خطر ببالها حينما رأته يقترب منها ، اغلقت اقفال الابواب سريعا ، لتحاول وضع المفتاح في المكان المخصص له ، بايدي مرتعشه ، وقبل ان تتحرك بسيارتها... 


     صرخت بعنف عندما سمعت صوت طلقات الرصاص يخترق زجاج السياره ليسقط الزجاج جوارها كحبات اللؤلؤ ، مد يده سريعا ليفتح الباب ، وهو يجذبها خارج السياره بعنف ، حاولت مقاومته كثيرا ، وهي تصرخ مستنجده بادم ، لكن ياسر كان أشبه بالأسد المنقض على فريسته ، قبض على حجابها بقوه سحبها بعنف الي خارج السياره ،ليلقيها بعنف على الارض ، ليقبض على زراعها بقوه ، صرخت هي بألم من قبضته الفلاذيه ، التي كادت ان تهشم زراعها ،ليحملها ويضعها داخل سيارته بقوه ، وهو يقول 

-: ايه مفكره ايه هتتصلى بحبيب القلب يجي يلحقك مني ...

الين ببكاء : ارجوك يا ياسر سيبني ابوس ايدك سيبني .... انت عاوز مني ايه ؟

     تأملها ياسر بنظرات وقحه وهو يركب جوارها داخل السيارة قائلا 

-: هتعرفي لما نوصل... 

      حاولت فتح الباب مرارا وتكرارا ، وهي تصرخ مستنجده باي شخص ، ليوقف السياره فجأه ، ويقبض على فكها بقوه كادت ان تهشمه ، ليضغط على الزر المجاور للكرسي جوارها ، يرجعه الي الخلف ، ليجثو فوقها  وهو يمزق مقدمه فستانها قائلا بوقاحه 

-: لو سمعت صوت منك تاني ، هعمل الي انا عاوزه هنا وقدام الناس وهو بالمره اخلى الناس تتفرج ...

      شهقت بدموع وهي تحاول ان تزيحه من فوقها ، وهي تلملم فستانها ، ليعود الي كرسيه ، وهو يطالعها بابتسامته الشيطانيه ، بينما هي تطالعه بكره....... 


        *********************

في شقه الاسكندريه 


       جلست ملك على كرسيها الوثير الموجود في غرفه النوم ،وهي تهز ساقيها بعصبيه مفرطه ، رفعت اصابعها وهي تقربها من فمها لتقضم اظافرها من فرط توترها... 

  فتحت حقيبتها لتلتقط علبه السجائر الموجوده بها ، ومعها القداحه ، لتخرج سيجاره وتشعلها ، لعلها تنفث بها غضبها... 


    التقطت هاتفها لتتصل بياسر للمره التي لا تعلم عددها ، فهو حدثها واخبرها بأنه سيتخلص من هؤلاء الاوغاد ويعود اليها ليبدأ لياليهم الماجنه سويا....  واخيرا سمعت صوته قائلا 

-: ايوه يا ملك ، بتتصلي كتير ليه ، ما انتي عارفه مشغول في ايه... 

    ابتلعت ريقها بتوتر وخوف لتقول 

-: عملت ايه ؟

ياسر بخبث : عيب عليكي ، انتي مش واثقه فيا ولا ايه ؟

ملك بتوتر : مش كده ، انا بس قلقانه يكونوا هربوا ولا حاجه... 

ياسر : لا انا خلاص اخدت كل حاجه منهم ، وادتلهم درس مش هينسوه بقيت حياتهم... 

ملك بفرحه : بجد يا ياسر... 

ياسر :  جد الجد يا عيون ياسر ، المهم انا جي حالا ، عاوزك تدخلي تاخدي شاور وتجهزي كده ، الليله دي هتكون ليله مش هتنسيها في حياتك كلها.... 

ملك : ماشي .... ماشي....   سلام ....

     اغلقت الخط ، وأطفئت سيجارتها وهي تتنهد بارتياح ، فاخيرا قد انزاح هذا الحمل الذي اطبق على انفاسها..... 


       ثم نهضت واتجهت الي المرحاض للتتجهز لهذه الليله المشئومه ، والتي ستدفع ثمنها طيله حياتها .....


    بعد وقت 

خرجت  من الحمام وهي تلف المنشفه حولها ،  لتجده يجلس على السرير عاري الصدر ، في البدايه ، لم تتحقق من ملامحه ، لانه كان يواليها ظهره ويتصنع انه منشغلا بشيئا ما، و مع انخفاض ضوء الغرفه كانت الرؤيه ضبابيه ، اقتربت هي منه ، لتحتضنه من الخلف وهي تغازله ، ولكن سرعان ما تسربت البروده الي اطرافها ، حينما استدار بوجهه لها ، فلم تجده ياسر بل كان ذلك الرجل الذي يدعى " سيد جمال " صاحب الدراجه الناريه.... 

    شحب وجهه كشحوب الاموات ، وهي تنتفض مبتعده عنه ، ليمسكها الأخر قبل ان تفر منه... 

لتقول بخوف : انت ايه الي جابك هنا ، ابعد عني.... 

سيد بصوت اشبه بالفحيح 

-: جيت ادوق العسل ، الي بدوقيه لكل الناس ، مجتش عليه يعني... 


ملك بغضب : ابعد عني يا حيوان ، انا هقتلك ، ياسر جي دلوقتي ، وهيموتك لو لقاك هنا  ..

سيد : هههههههه  ياسر باشا هههههه ماهو الي باعتني يا مزه ، يلا بقى مضيعيش وقت... 

     حاولت هي فك حصاره عليها  و لم تستطع ، ليدفعها تتمدد على السرير وهو يجتو فوقها ....

ملك : انت كداب ، ياسر مستحيل يعمل كده. 


    تفحصها سيد بعينين زائغه ، وجسدها العاري امامه ، ليقول 

-: امال انا عرفت منين انك هنا يا حلوه ، ماهو  الي مديني مفتاح الشقه ، يلا بقى خليني اتبسط شويه.... 

   

      ليهجم عليها يقبلها بعنف ، وبعد دقائق اندفع باب الغرفه بقوه ليدخل مجموعه من الرجال ويبدو عليهم انهم من الشرطه 


الضابط : لفهولي يا بني فالملايات وهاتهم عالبوكس ....

سيد : يا باشا انا مليش ذنب هي الي غويتني....

كانت ملك في حاله ذهول مما حدث ، تشعر وكأنها تحلم بكابوسا تتمنى ان تستيقظ وتفيق منه...... 

فاقت مش شرودها علي صوت احدهم وهو يقول

-: يالا يا ختي قومي قدامي ، انتي لسه هتنحي.... 

    مد يده ليجذبها لتقول هي بدموع ممتزجه بالغضب

-: ابعد ايدك عني يا حيوان ، انا معملتش حاجه ، هو الي جه واعتدى عليه ، انا معملتش حاجه ، ولله انا بريئه.... 


امين الشرطه : جرا ايه يا *****انتي هتعمليهم عليه ، هو كل واحده **** زيك تعمل عملتها وبعدين تيجي تقولنا معملتش حاجه ، ايه كلكو شرفا يا ******.....


ملك بغضب : اخرص يا حيوان ، انا اشرف منك ومن الي خلفوك... 


      صفعها بقوه ، و امسكها من شعرها ليقول وهو يتطلع لها بوقاحه 

-: دانتي ايامك معانا هتبقى اسود من السواد 

    ليطالعها من اعلاها لاسفلها وجسدها الظاهر امامه وهو يقول 

-: بس بصراحه طلعتي جامده وتستهلي ، يلا يا حلوه ورانا شغل مش فاضينلك ....


      بصقت هي في وجهه ، وهي تلملم الملائه عليها  ، هم هو لينقض عليها ويضربها مره اخري ليعود الضابط مره اخرى ليقول بحده 


-: خلص يا امين مجبتهاش ليه وحصلتنا ؟

امين الشرطه : حاضر حاضر يا باشا وراك اهو ، جايين علي طول ....اتفضلي يا ختي قدامي ، لولا بس دخول الباشا انا كنت عرفتك مقامك.... 


    كان ذلك هو مصيرها المحتوم ، فهي من شكلت نهايتها  بيديها ، فقد سلكت طريق الشيطان ، وانساقت خلف غرائزها وشهواتها كالحيوانات ، وتعاونت مع ابليس على ذلك..... 

لتنال عقابها المحتوم..... 


      اما ياسر فقد ابتسم حينما اغلق الهاتف ، بعد ان اخبره امين الشرطه ان كل شئ سار وفق الخطه التي وضعها ، ليضحك ضحكته الشيطانيه ، فاخيرا تخلص منها ، ليتفرغ لتلك الجميله التي تحتضن جسدها وهي تنظر اليه بذعر......

الفصل الثالث والعشرون والأخير 

                    💔 وجع الحب 💔 

                                 روني محمد 


        ( اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم )

       

     

  هز الشيخ رأسه ، وبدأ كلامه قائلا 

-: ان الحمد لله نحمده ، نستعين به ، ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا ، فمن يهديه الله فلا مضل له ،  ومن يضلل فلا هادي له ، بسم الله واااااااا

   قاطعه صوت ياسر الأجش قائلا 

-: خلصنا يا شيخنا انت لسه هتخطب... 


      انزعج الشيخ من أسلوبه الفظ ليقول 

-: يابني الجواز مش ورقتين وخلاص ، لازم نبدا بالدعاء وذكر الله عشان ربنا يبارك ، ويرزقكم بالزريه الصالحه... 


ياسر باستهزاء : ان شاء الله ، بس خلصنا واكتب الكتاب عشان لسه ورانا سفر.... 

الشيخ باستسلام : براحتك يابني ...

      أمسك الشيخ الاوراق التي كانت بحوزته ، ثم قام بتدوين أسماء العروسين ، واخذ يتأكد من الصور المرفقه لهما ، وما ان نظر الى الين الجالسه ، ويبدو على وجهها الشحوب ، وقد كست الدموع وجنتيها ، وهي تفرك يديها في خوف ليسرع قائلا

-:هي العروسه موافقه يا بني ؟

ياسر : هتفرق معاك ؟

الشيخ : طبعا ، من شروط الزواج الصحيح قبول العروس.. 


  اعتدل ياسر في جلسته واعتلا ثغره ابتسامه خبيثه ، لينظر اليها بتوعد قائلا

- : أسألها يا شيخنا هو انا يعني هتجوزها غصب!! 


     التفت الشيخ اليها ، وحدثها بجديه قائلا 

-: انتي موافقه يا بنتي ؟

   وزعت هي انظارها بينه وبين الشيخ ، وهي ترى عينيه مليئه بالجحيم ، وتتوعد بالهلاك ، جاهدت نفسها كثير لتتفوه بالرفض ، ولكن سرعان ما تذكرت ما قد يفعله لها ولأختها أمل 

فلاش بااااااااك

   أمسكها ياسر من زراعيها واخذ يهزها بعنف وقربها منه ليقول 

-: المأذون هيجي كمان ساعه ، فكري كويس في مصير اختك الي هخليها تحصل ابوكي قريب.. 

الين بدموع : حرام عليك انا عملتلك ايه عشان تعمل كل ده.. 

ياسر بغل : انا انتقامي مش منك ، انا عاوز احرم حبيب القلب منك ، لما يشوفك مراتي وفي حضني  ساعتها هبقى مبسوط وانا شايف كل حاجه بتروح من ايده... 


      تحولت نظراته الى اخرى ليضحك بهستيريه ، وهو يدفعها بعيدا عنه ، ليتوقف بعد دقائق فجأه قائلا 

-: لو المأذون جه وفكرتي ترفضي ولا تعملي حاجه كده ولا كده ، جثت اختك هتوصلك النهارده.... 

    ثم خرج من الغرفه صافعا الباب خلفه ، لتجلس الين علي الأرض ، تحتضن ركبتيها وهي تبكي ، وتتدعو الله ان يخلصها منه.... 

    باااااااااك 

   فاقت على صوت الشيخ الذي ينادي عليها قائلا 

-: ها يا بنتي قوليلي رأيك موافقه ولا لأ ؟

الين بحزن : اااا م

   قاطعها صوت اجش تعرفه عن ظهر قلب قائلا 

-: استنى يا شيخنا مفيش جواز.. 

     انتفض ياسر من مكانه وهو ينظر لأدم بوعيد قائلا 

-: انت ايه الي جابك هنا  اطلع براااا


    لم يكمل كلامه ، لانه تفاجأ برجال الشرطه يلتفون حوله ويقيدونه ، وياخذونه الى خارج الشقه ، وهو يحاول ان يتملص منهم وهو يقذفهم بالسباب واللعان ، ليقترب آدم منه قائلا 

-: متفكرش ان البوليس جاي ياخدك عشان جوازك من الين الي غصب عنها ، تؤ تؤ لا ده عشان انا سلمتهم الورق الي يدخلك السجن مدى الحياه ، عارف ورق ايه .... الصفقات المشبوهه الي كانت بتم وكنت مفكر اني مكنتش واخد بالي وشركات غسيل الأموال ان ليك اسهم كبيره فيهم ، على تزوير أمضه بابا واستيلاء على املاك الغير..  وغيرو وغيرو....  عموما متقلقش هبقى ابعتلك عيش وحلاوه..... 

 

  جن ياسر من اتهامات آدم له ليقول 

-: لا ده كداب ، محدش يصدقه... 

الضابط : كل حاجه عندنا موثقه بالأدله والاوراق ، يلا يابني خده عالبوكس... 


   ثم أشار الضابط للعسكري بالانصراف ، وبعد ان خرجوا ، استدار الضابط الى آدم ليقول 

-: لولا الشرفاء الي زيك ، عمرنا ما كنا هنقدر نقبض على ياسر والي زيهم ، انا بشكرك بنيابه عن الجميع.. 

آدم : أحم..   لا شكر على واجب.. 


انصرف الضابط بعد ان انهى عمله بالقبض على ياسر ....

     لمح آدم الشيخ قد لملم أوراقه ليقول 

-: انت رايح فين يا شيخنا 

الشيخ : ماشي يابني ما خلاص العريس طلع مايعلم بيه ألا ربنا الحمد لله ان ربنا نجاكي منه يا بنتي... 

آدم : ومين قالك ان هو العريس ، انا عمري ما كنت هسمح انه يتجوزها... 

    تطلع آدم لإلين بحب ليقول 

-: ايه رأيك يا الين ، موافقه 

       كانت الين فى ذهول تام مما رأته وسمعته توا ، ولكن افاقت على صوت حبيبها العذب وهو يسألها عن رأيها لتهز رأسها بخجل... 

  ليبتسم الشيخ وهو يفتح دفتره مره اخري وهو يقول 

-: برفاء والبنين ان شاء الله ، ولكن اين وكيل العروس ؟


   دلف شريف الي وهو يمسك بطاقته في يده ويرفعها امام الشيخ وهو يقول 

-: انا وكيلها يا شيخنا ابدا يلا مضيعش وقت.... 


     كادت الين ان تقفز من فرط سعادتها....


      فلاش بااااك

      عندما علمت أمل باختفاء اختها الين ذهبت الي أدم وقصت له عما تعرفه بخصوص ياسر وانتقامه ، لتتضح الصوره امام أدم ويطمئنها بعوده اختها سالمه ، ليتركها أدم سريعا ويذهب الى الشرطه ، ويبلغ عن ياسر ويقدم لهم كل الأدله التي تدينه..... 

    باااااك 

   فاق الاثنان على صوت الشيخ وهو يقول 

-:  بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ، بالرفاء والبنين ان شاء الله 

      

             *************

في اليوم التالي 

     اندفعت ورد الي غرفه المكتب الخاصه بشريف ، وهي تثور من شده الغضب  لتقول 

-: بص يا خالو انا زهقت ، ابنك ده ميتعشرش ، انا عاوزه اطلق..


      جاء عمر من خلفها ليقول 

-: لا يا شيخه وانا الي ماسك فيكي بأيدي واسناني يلا هكسر وراكي ميت قله


كادت ان تنطق الا ان اوقفها خالها ، ليقول بحزم 

-: عاوزين تطلقوا انا معنديش مانع ، اطلقوا بس جبولي حفيد الاول ..

ألتمعت عين عمر واخذ يتفحصها بوقاحه قائلا : انا معنديش مانع ، وجاهز كمان  من دلوقتي ...

ورد بتلعثم :انت قليل الادب ....... انا مش ممكن...... انا مش هوافق على حاجه زي دي

عمر ببرود : خلاص براحتك... 


     خرج من المكتب متجاهلا لها متجها الي الدرج ، استوقفه صوتها الغاضب 

   ورد بغضب : طلقني يا عمر انا بكرهك بكرهك 

قالتها ورد بتلعثم وهي تتراجع الي الخلف ، ومع كل خطوه ترجعها هي الي الخلف ، يتقدم هو منها يرتسم على وجهه ابتسامه شيطانيه ، لتتفاجأ به يحملها سريعا بين زراعيه ، ويتجه بها الى اعلى ، لتحاول هي التخلص من قبضته ، لتقول 

-: عاااااااا ، نزلني بقى، انت ايه معندكش دم انا مش عاوزه اعيش معاك طلقني ، لو عندك دم طلقني.... 

      لم يكترث لها وكأنه لم يسمع شيئا ، ليتجه الي غرفته ، حاولت هي التخلص منه لكنه احكم حصاره عليها ، وما ان دخل الي الغرفه ، حتى دفعها لتسقط على السرير ، لتقول بغيظ وهي تعقد زراعها امام صدرها 

-: ممكن اعرف انت مش عاوز تطلقني ليه... 

التفت الي الباب ليغلقه بالمفتاح ، ويضعه في جيب بنطاله قائلا ببرود 

-: مليش مزاج اطلقك دلوقتي... 


       وقفت هي لتنظر له بغيظ ، وهو يبادلها بنظرات بارده لتقول 

-: طب افتحلي الباب عشان ارجع اوضتي... 

        خلع قميصه ورماه على السرير باهمال ، ثم اتجه الى المرحاض ليقول ببرود 

-: لا ، انتي هتنامي معايا هنا 

      ظلت تركل الارض بقدميها وهي تخلع حجابها وتلقيه باهمال وتقول لنفسها 

-: بقى ياربي يوم ما اتجوز  ، اتجوز البارد عديم الاحساس ده 

عمر من خلف الباب : سمعك على فكره ، كلمه كمان وهطلعك اعرفك عديم الاحساس ده بيعمل ايه..... 


ورد بتأفف :  مبخفش على فكره.... 

       خرج بعد دقيقه ، وهو عاري الصدر ويلف فوطه حول خصره ، ليقترب منها وهي تتراجع الي الخلف بخوف 


عمر : عيدي كده الي كنتي بتقوليه من شويه... 

ورد بخوف : اانا....  انا مقولتش حاجه ، ده كان التليفزيون ، مش انا... 


   اقترب اكثر ليحاوط خصرها بيديه ويشدها لتلتصق بصدره اكثر ، ليقول 

-: قلبتي قطه دلوقتي.... 

    لم تستطع ان تنطق بحرف ، لتتعالا انفاسهم المضطربه ، ليجد نفسه تلقائيا يميل اليها ليقبلها برقه ، ثم يبتعد عنها سريعا يواليها ظهره بينما هي تفاجأت من فعلته ، لتقول بتلعثم 

-: انت قليل الادب ، وانا مش هعد هنا معاك تاني..... 

استدار هو لها ، ليقول

-: اعملي حسابك انا مش هستحمل لسانك الي عاوز قطعه ده كتير

وضعت هي يدها في خصرها قائله بتحدي 

-: هتعمل ايه يعني.... 


عمر وهو يقترب منها : تعالى واقولك هعمل ايه.....

      لينقض عليها يحملها وهو يتجه بها الي الفراش ، كانت تقاومه ، الى ان استكانت بين احضانه ، ليشعر بها تبادله حبه واشتياقه لها..... 

      كان يجاهد نفسه منذ ايام الا يقترب منها ، خوفا من ان تكون لا تبادله نفس الشعور ، الذي نما داخل ضلوعه.... 

       ابتعد عنها بعد فتره يتأمل وجهها الذي اصبغ بالحمره ليقول 

-: ورد انا بحبك ومش عاوز اسيبك ، ادينا فرصه نقرب بيها من بعض ، انا عارف ان جواكي احساس ميقلش عن الاحساس الي حاسه نحيتك.... 

      تفاجأ بها تحتضنه وتلف يدها حوله قائله 

-: والنبي يا شيخ ممتحولش وخليك حلو كده ورمانسي ، انا كنت قربت يجيلي جفاف في مشاعري بسببك... 

       ضحك هو بملئ فاه  وهو يتأمل يدها الملتفه حوله ليقول 

-:  جفاف في مشاعرك ، اوعدك ان من النهارده مش هتشوفي الجفاف ده تاني..... 

     ليغوصا معا في بحور العشق ، التي قد دفعتهم امواجه غارقين به دون نجاه.... 

                                    تمت بحمد الله

( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.