البارت ١٢
قطه متوحشه
في نفس اللحظة استدارت روبي فآنتفضت مرتعبة وهي ترى رياض امامها وعيناه تفيض بالحقد والعدائية
- رياض!
ارتسمت عند زواية شفتيه ابتسامة هازئة
- مفكرة نفسك ذكية يا ملعونة يا بنت الملاعين
تراجعت مبتعدة عنه وقالت متلعثمة وقلبها يكاد يقع لهول الصدمة
-انا... انا...
وفجأة انقضى عليها ليمسك شعرها بقسوة وهو يقول من بين اسنانه
- انتي خدعتيني !يا سفلة يا مجرمة انطقي فين المخفية تقي؟
- تقي؟آه معرفش هي فين؟!!
-انتي كدابة...انطقي خبتيها فين يا بنت الابلسة؟
هتفت بعنف
- معرفش..معرفش سيب شعري اوعي راسي بتوجعني
بنفس اللحظة خرج توفيق الكيلاني من الباب السفلي وتفاجأ بهما
- اية الي بيحصل هنا؟
ارتبك رياض فور رؤيته اياه... ابعد روبي بشيء من العنف وهو يقول بحدة
- توفيق بيه الملعونة دي حاولت تهرب ومش كدة وبس لا كمان خفت البت تقي
تجهمت ملامح توفيق الكيلاني فصرخ به
-ازاي يحصل ده وانا معرفش..ازاي اتجرأت وداريت عني كل ده؟
- سيد توفيق ارجوك سامحني انا افتكرت اني هقدر اسيطر علي الوضع من غير ما حضرتك تعرف
صاح به مزمجراً
-مخصوم من مرتبك شهرين...ودلوقت خدها واجبرها انها تعرفنا مكانها فين؟!
فور امساكها صرخ بها بانفعال
- والله لقتلك لو مقولتيش عن مكان البت تقي..... بسببك خصم مرتبي ياكلبه!
كان يجذب شعرها بعنف وهو يدفعها امامه للنزول... لم تستطع روبي تكتم غيظها اتجاهه
- والله تستاهل ده انت مجرد عبد عند سي توفيق والي حصل من شويه آكد كلامي .
دفعها على الجدار وهو يقول بغضب عارم
- مش هخليكي تشوفي النور بعد دلوقت...هخليكي تتمني الموت
وفجأة وجدت نفسها مرمية في احدى الغرف المظلمة... اغلق الباب عليها بعنف... انتفضت مسرعة نحو الباب وصوت صراخها يكاد يخترق الجدران
-افتح لي الباب... رياض يا مجرم بلاش تسبني هنا
سرعان مالامست قدميها بعض الرطوبة ولم يكن سوى مياه رميت من اسفل الباب... اخذت تدور حول نفسها بحنق شديد
-آه يا مجرمين سفلة... عملتوا ايييية
قضت روبي الكثير من الوقت واقفة وغير قادره على الجلوس حتى... بسبب الرطوبة التي غمرت المكان... ازداد ظهرها تشنجاً وساقيها ألماً.
استسلمت روبي اخيراً واجبرت نفسها الجلوس على الارض الرطبة.... كادت تغفو عندما شعرت بدخول احدهما... اتسعت عيناها وهي ترى المدعوة روكا تخطو نحوها... قالت روبي متلعثمة
- بتعملي اية هنا؟
اخذت ترمق روبي بنظرات غريبه تدعو للريبة... قالت بابتسامة خبيثة مليئة باللؤم والاستحقار
-روبي... روبي.. روبي...اممممممممم يبقي انا هنا بسببك بقي!
اخذت المرأة تقترب من روبي... بينما صرخت بها
-ابعدي عني..
....
وقف آدم متخفياً... .يراقب منزل توفيق الكيلاني وتبين له انه محاط بعدد كبير من الحراس ويستحيل دخوله... وفجأة لمح دخول شاحنة كبيرة للمنزل... كانت محملة بصناديق شراب.
سرعان ماخطر في باله خطة حتى يتمكن من الدخول...
فتحت روبي عيناها بصعوبة وجسدها يكاد يتمزق من شدة الألم... لمحت روكا تخرج من الغرفة وسماع حديث رياض
-اية الي حصلها ..انتي قتلتيها؟
طمأنته بابتسامة خبيثة
- لا ما تقلقش لسا حيه ...بس هي بنت جامدة متوحشه جرحتني بضوافرها بنت المؤذية ..
كانت روبي تغمض عييناها وتفتحهما بتثاقل...اقترب منها هو الاخر واجبرها على النهوض... بينما هي كانت تترنح يمينا ويسارا.... قال بحدة
-ودلوقت انطقي فين البت تقي ؟
اجابته بصعوبة
-ارجوك سبني معرفش فين هي؟
دفعها على الجدار بعنف وقال متوعداً ً
-هديكي مهلة لحد الصبح والا خليت رجالتي يغتصبوكي من غير رحمة
دفعها بعيداً عنه فسقطت على الارض متهالكة... ثم اغلق الباب بعصبية وبقيت روبي وحيدة تعاني الألم والانكسار... لم تعد تشعر بجسدها المرتجف.
تمكن آدم ان يتعرض لسائق الشاحنة ويرميه مكبلاً فاقداً للوعي بين الغابة... اخذ الحارس ينظر ل آدم بريبة
-فين عتريس... وانت تطلع مين؟
اجاب وهو يحاول ان يخفي وجهه بنظارته وقبعته الواسعة
-اصله تعبان ومقدرش يجي انا هنا مكانه فيه مشكلة؟
تردد الرجل في بادئ الامر ثم قال بلهجة حازمة
-آه.. لا مفيش مشكلة... افتحو البوابة
بينما كانوا الرجال منهمكين في تنزيل الصناديق قال آدم للحارس
-آسف عايز ادخل الحمام
-ادخل للبيت وهتلاقيه ع ايدك اليمين
لم ينتظر طويلاً حتى اصبح داخل المنزل... كان المنزل هادئ سرعان ماسمع صوت انثوي ساخر.. لمح امرأة ترتدي ملابس فاضحة تهبط درجات السلم الحلزوني.
- هتوحشني كتير اوعي تنسي الهدية
اجابها هو الاخر مداعباً
-مش هنسي يا حلوة
اختبئ آدم خلف احد الاعمدة... فور رؤيته لها تختفي عن الانظار... خرج واخذ يسير بخطى حذرة... .ارتقى درجات السلم وعيناه تتقلب في كل اتجاه... تسلل صوت المدعو توفيق قرب مسامعه يتحدث عبر الهاتف.
كان الباب مفتوح وتوفيق مندمج في الحديث عبر الهاتف... لم يلاحظ دخول آدم واغلاق الباب خلفه... وضع السلاح عند رقبته وقال بلهجة مهددة
-اقفل التليفون
استجاب لطلبه دون تردد وهو يقول بنبرة مرتبكة
-انت مين؟ودخلت هنا ازاي؟؟
استدار آدم ليصبح امامه والشرر يتطاير من عيناه
-فين روبي؟
- روبي مين ؟
صرخ بوجهه
-روبي مراتي هي فين؟فين خبتها؟.
-انا اصلا معرفش عن روبي دي حاجة انا اصلٱ مش فهمك
وضع ادم السلاح عند جبينه
-مش هيكون صعب عليا آنهي حياتك برصاصة واحدة! اطلب من رجالتك يجبوها دلوقت هنا
بخوف جَلي-حاضر حاضر هعمل كل الي انت عايزه بس ابعد سلاحك عني
ادم بتهكم- لا ياحلو اتصل الاول بحراستك انهم يسيبوا المكان ..او بالاصح اديهم اجازة صدقني هيكون الامر ممتع بالنسبة ليهم
تجهمت ملامحه واجابه حانقاً
-لامقدرش اعمل كدة الامر مش بالسهولة دي
احتدت نظرات آدم نحوه وهو يوجه السلاح ويسحب الامان
-ومش صعب برضه اني انهي حياتك في تكه!
تدفقت الدماء لوجهه هلعاً
-طيب ..طيب هعمل الي انت عايزه
وفعلاً اتصل برجاله وطلب منهم الرحيل وبدورهم تفاجأوا بهذا الأمر ولكن سرعان ماراق لهم ذلك اجازة وشراب وتسلية الأمر لايحتاج لتفكير... مما ازعج المدعو توفيق واصابه اليأس.
بعدها اتصل برياض
-هات لي روبي حالا لبيتي
تردد رياض قائلاً
-بس يا توفيق بيه
اشتعلت براكين الغضب بداخله وصرخ به منفعلاً
-اعمل الي بقولك عليه من غير نقاش ... والا هطردك يابهيم
ابعد سماعة الهاتف عنه وكأن صوت سيده يكاد يخترق اذنيه مجيباً
-حاضر تحت آمرك
بعد هذه المكالمة قطع سلك الهاتف وقام بربط يديه باحكام
-هتعمل اية؟!
صاح به ادم بصوت شبيه بالفحيح
-اخرس مش عايز اسمع صوتك!
قضى آدم وقته في مراقبة الوضع خارج المنزل خلال النافذة الذي بدى اكثر اماناً بالنسبة لهُ...
قال توفيق بنبرة مهددة
- انت مفكر نفسك ذكي والله لادفنك مكانك .
استدار على عقبيه واجابه بنبرة صارمة ممزوجة بالسخرية
- انت خلاص انتهيت يا سيد توفيق.. بلاش تدي وعود مش هتقدر تنفذها
اشتعلت نيران الغضب بداخله وهو يحاول فك رباطه
-هتندم لانك تخطيت حدودك معايا
وفجأة سمعا صوت خطوات قادمة... وضع يده ليغلق فمه وصوب السلاح نحو الباب... بدى متأهباً لاي حركة... انفتح الباب فكان المدعو رياض يمسك بروبي التي بدت في حالة مزرية... وقفت لبرهة عاجزة عن تصديق ماتراه عيناها....انسلت من بين قبضة رياض القوية واسرعت نحوه بسعادة بالغة
- آدم
تنهد آدم بارتياح فور رؤيته لها... ازداد الوضع صعوبه تفجرت بداخله العديد من المشاعر المتناقضة... ودون ان يدرك انزل سلاحه جانباً متناسياً وجود الد اعدائه.
كانت خطوات بسيطة وتصل لآدم الذي فتح ذراعيه ليستقبلها... ولكن بدلاً من ذلك دوت رصاصة... اخترقت جسد روبي لتسقط بين ذراعيه فاقدة التوازن وهي تتمتم بصوت كالصدى
-آدم
اسرعت يده لتلتقط خصرها النحيل... وبيده الاخرى اطلق العنان لسلاحه ليسقط رياض على الارض فاقداً للحياة... بقي آدم مشدوهاً مماحدث وغاضباً من كل ماحوله.. غاص قلبه ثم اطلق صرخة مدوية
-روبي.... روبي.... (صرخ آآآآآه
سرعان مااصبحت تحت ذراعه وحاولت فتح عيناها بصعوبة وهي تقول بنبرة تكاد تختفي
-آدم... انا
انحنى راسها جانباً دون ان تكمل كلامها... بينما قال آدم متالماً وعيناه تفيضان بالدمع والحمرة
- انتي عملتي اية... روبي حبييتي ارجوك بلاش تموتي.. روبي...لاااااا
###
توقعاتكم روبي ماتت ونفارقها بلسانها المتوحش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق