رُويَ أنَّ امرأةً مِن أسرةٍ فَقيرةٍ أرادت أن تُحفِّظَ ابنها القرآنَ فأرسَلَتهُ إلى قريةٍ بَعيدةٍ لهذا الغرَض! وصلَ الغلامُ إلى المعلِّم فوجدَ حَلَقَةَ تحفيظِ القرآنِ مُكتملةً، فقالَ لهُ المُعلِّمُ: إرجع يا بُنيَّ فلا مكانَ لكَ فيها!
حَزنَ الغلامُ وانطلقَ إلى قريتهِ عائِداً مكسورَ الخاطرِ فأدرَكهُ اللّيلُ في الطّريقِ فاستندَ إلى جذعِ شجرةٍ ونامَ، فرأى رسولَ اللهِ صلّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ في منامِهِ فأخبرهُ بما حدثَ له! فقالَ له رسولُ الله صل الله عليهِ وسلّم: ارجع إلى المُعلِّمِ وقُل له: يقولُ لكَ النبيُّ حَفّظنِي القرآن!
قالَ لهُ الغلامُ: قد لا يُصدِّقني!
قالَ لهُ رسولُ الله في منامهِ بأمارةِ زُمَراً زُمَراّ.
استيقظَ الغلامُ وعادَ مُسرعاّ إلى منزلِ المُعلِّمِ حتّى قرعَ عليهِ البابَ فجراً، ففتحَ لهُ المُعلِّمُ وقالَ: لِمَ عُدتَ يا بُنيَّ؟! قالَ لهُ الغلام: يقولُ لكَ رسولُ الله صلّ الله عليهِ وسلّم حَفّظني القرآنَ بأمارةِ زُمَراً زُمَراً !
فبكى المُعلّمُ حتّى اخضلَّت لحيتهُ، واستقبلَ الغلامَ وأكرمهُ وجعلَ لهُ مكاناً في حلقةِ القرآن!
سألَ الغلامُ المعلّمَ قائلاً: يا معلّمي ما قصَّةُ زُمَراً زُمَرا؟!
فقال له المعلِّمُ: رأيتُ النبيَّ صل الله عليه وسلَّمَ في المنامِ فسألتُهُ كيفَ يدخلُ أهلُ القرآنِ الجنَّةَ؟! فقالَ لي: زُمَراً زُمَرا.
وقفةٌ معَ آيةِ { وسيقَ الذين اتّقوا ربَّهم إلى الجنَّة زُمَرا }
يقولُ الإمامُ مُعلِّقاً على هذهِ الآية: ” يأبى اللهُ أن يُدخلَ النّاسَ إلى الجنَّةِ فُرادى، فكلُّ صُحبَةٍ يَدخلونَ الجنَّة سَويّاً، وكذا أهلُ القرآن ”.
فابحثوا إخوتي وأخواتي لأولادكم عمّن يكونوا معهم في الدّنيا على الخير والبرّ والطاعةِ، ليكونوا زُمَراً معهم يوم القيامة.
اذا اتممت علق بما طاب لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق