رواية عذاب قسوته بقلم آية محمد و أم فاطمة الفصل السابع
ينكسر المظلوم ويشكو بها من ظلمه إلى الرحمن، فكيف يبيت المرء ظالماً ويغمض له جفن والله ضدّه؟ ألم يعلم بأنهَ الله عزوجل بقادر على أن يسحقه ؟
لم تدرك "منى" بعد حديثها مع "فؤاد" بالمكتب بعد خروج كل الموظفين أن هناك من إسترق السمع لحديثها وكان العم "صابر" (الذي يقدم المشروبات بالمكتب )
تراجع للخلف بغضب حينما علم بأنها فعلت ذلك برب عملها فعزم على الرحيل وإخبار "حسام" بالأمر فأسرع للخروج من المكتب ولكنه توقف حينما تعثر بالطاولة الجانبية لباب الغرفة لتسقط المزهرية أرضاً وتتحطم بصوتٍ جعلها تنتبه لما يحدث بالخارج فخرجت لترى ماذا هناك، تطلعت له بصدمة من أمرها فقالت بأستغراب_أنت لسه مروحتش يا عم "صابر"؟..
أجابها بتلعثم_ ها... لا ماشي أهو يا بنتي .
إرتباكه جعلها تتيقن بأنه إستمع لحديثها على الهاتف لذا وبلا تردد حملت المزهرية الموضوعة لجوارها لتهوي على رأسه بقوة،فانفجرت الدماء ليسقط أرضاً والدماء تتناثر منه،أصيبت بالهلع فور رؤيتها للدماء،ففررت هاربة على الفور،وأثناء خروجها مسرعة من بوابة العمارة، كان "حسام" قد وصل إليها، فاصطدم بها ولكنها لم تهتم حتى لرؤية مع من علقت بل أسرعت بالهروب يخوف..
تمتم "حسام" بأستغراب_مالها المجنونة دى متسربعة على إيه ؟
ثم أكمل طريقه للأعلى بضيق_أهو دا اللي نقصني مجانين بالمكتب كمان!...
وما أن توقف المصعد حتى صعق محله حينما وجد باب المكتب مفتوح فتمتم بغضب_يا نهار أزرق، هى المجنونة دى سابت كمان الباب مفتوح، لا أنا حاسس إن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل ؟..
وأسرع للداخل بتأهب لرؤية ما الذي جعلها تهرول هكذا؟!
بمنزل "فريد"
تحولت نظراته للهيب كاد بأن يحرقها وهي تتأمله بنظرات خوف، تراجعت للخلف خوفاً منه فجذبها إليه بالقوة حتى صرخت ألماً قائلة برجاء_ سيب إيدى،حرام عليك .
صاح بوعيد _ هو أنتِ لسه شفتى منى حاجة، دأنا هدفنك هنا.
"ريهام"بصدمة_ليه أنا عملت إيه لكل دا!، إذا كان على نفسى، فخلاص أخر مرة هتشوفنى من غير طرحة وعباية صدقني مش هعمل كده تانى بس سبني..
تعالت ضحكاته بسخرية_لا عفيفة ومحترمة أوي..
تحولت نظراتها للصدمة فقالت والذهول يكاد يقطع أنفاسها_محترمة غصب عنك وعن اللي يتشددلك..
لم يتمالك ذاته ليهوى على وجهها بصفعة قوية سالت على أثرها دمائها، إحتصنت وجهها ببكاء وعين تجحظ صدمة لعودة الماضي من جديد، ترى طليقها أمام عيناها، الماضي يعاد من جديد ولكن تلك المرة بفارق بسيط بأنها كانت تنبذ طليقها أما الأن فهي أحببته!...
جذبها من خصلات شعرها الطويل لتقف أمام عيناه بدموع تشق وجهها كالشلالات، همس بصوت كأبواب الجحيم_صوتك لو على عليا تاني ورحمة أبويا لأدفنك هنا يا زبالة...
صرخت ببكاء ويدها بمحاولات مستميتة لتحرير قبضته عن يدها_أما أنا زبالة أتجوزتني لييه؟!..
رمقها بنظرة ساخرة لصاحبها كلمات كالخناجر_كنت مغفل لما وفقت على أي واحدة إختارته أمي من غير ما أسأل عليها لا وحظي وقعني مع واحدة أوسخ من العاهرات بتاجر بشرفها لعاشقها وهي على ذمة أكتر من راجل.
جخظت عيناها فكادت بأن تنفجر من هول صدماتها لتصرخ بقهر _أخرس قطع لسانك أنت واللي يفكر يخوض في عرضي.
صرخت ألماً حينما عاد صفعها من جديد ليخرج هاتفه ليقرب وجهها المنصاع لقبضة يديه من شاشته قائلاً بغضب مميت هو يتأمل معالم وجهها الشاحبة_متحاوليش تبرري أن الصور مزيفة لأن دا شغلي...
رفعت عيناها له بصدمة فأستكمل حديثه ويديه تكاد تخلع شعرها من الجذور_صوتم راح فين؟!... مش سامح منشطت المحاضرات بتاعتك عن العفة والاحترام!، طب بلاش قوليلي أنتِ أيه المسمى لوحدة كانت متجوزة وبتخون جوزها مع عاشق وبعد طلاقها بدل ما تألم وتتجوز الكلب دا فضلت تتجوز تاني عشان تداري على وساختها وتكمل علاقتها بالحيوان دا...
رفعت عيناها إليه بدموع فقالت بهمساً منخفض كأنها تسارع للحياة أو لعدم تحملها لتلك التهم البشعة _اللي في الصورة دا إبن عمي وك...
قطع كلماتها ببسمة ساخرة _جبتي التايهة..
ثم ضغط بكل قوته لتكبت شهقات ألمها ولكن تلون وجهها يوحي بشدته فقالت بصوتٍ هادئ رغم ما تمر به من آلام نفسية وجسدية لتقول بثبات وعيناه تتطلع له بسكون أثار تعجبه_علاقتي إنتهت معاك من اللحظة اللي شكيت فيا بس أنا مستحيل هسبب جرح لولدي بكلامك دا عشان كدا هضطر أبررلك الحقيقة اللي أنت مش حابب تعرفها...
إنصاع لها بذهول من هدوئها المفاجأ رغم تعبيرات وجهها التي خانتها فأستكملت حديثها_الشخص اللي بالصور دا مش ابن عمي وبس لا كان خطيبي وكنا هنتجوز، بس أنا مقدرتش أتحمل طباعه وتحكماته في فترة الخطوبة عشان كدا بابا فسخها..
ثم إبتسمت بألم_أما الشخص اللي وصلك الكلام دا عني فأنا واثقة أنه طليقي اللي للأسف كانت حياتي معاه شبه السجن بس الفرق الوحيد هو أن المسجون بيعيش حياة شبه كريمة أما في السجن اللي عيشت فيه كان كله ضرب وإهانة لحد ما خلاص جبت أخرى وقولت كفايا هعيش لنفسي من غير أي إرتباط...
تطلع لها بثبات فنظرت له بعمق قائلة بدموع_لحد ما إتقدمتلي انت وشوفت "عهد" قررت أخالف وعدي وأرجع أعيش من أول وجديد ودلوقتي مش عايزة الحياة دي، مش عايزاها..
قالت كلماتها الأخيرة ببكاء حارق، رفع يديه ليضربها على الأخرى لتصدر صوتاً مسموع قائلاً بسخرية_تصدقي أن الحوار دخل عليا، مسبوك صح والمفترض عليا أني أصدقه مثلاً..
أستعادت جزء من قوتها لتصمد قليلاً _مستعدة أثبتلك أن كلامي هو الصح بس عندي شرط...
رمقها بنظرة مميتة لتكمل بدموع يحومها القوة الزائفة_تطلقني بعد ما أثبتلك أني بريئة..
إبتسم بسخرية_هو أنتِ كنتِ حاطة في دماغك أني ممكن أسيبك على ذمتي يوم واحد بعد حقيقتك دي!...
أغلقت عيناها بقوة تحتمل كلماته ولكنها لم تتمكن من ذلك فصرخت به بجنون _حراام عليك متظلمنيش أنا مش بالقذارة دي وقولتلك هثبتلك...
تطلع لها طويلاً ثم قال بهدوء_فين الأثبات بتاعك دي..
ألتزمت الصمت لدقائق كانت تكبت بهما دمعاتها جيداً لتجاهد بالحديث قائلة بوجه يشع إنين وقهر لتهوي دمعاتها مع كلماتها كأنه يعزيها فقالت بضعف_قرب مني وأنت هتعرف..
لم يفهم مغذى حديثها الا أنها تريده، تطلع لها مطولاً يستوعب كلماتها أما هي فقالت كلماتها وعيناها تفترش الأرض بدموع عزتها ولكن هذة الحقيقة الوحيدة لأثبات عفتها حينها سيعلم لما يبغضها طليقها هكذا، تردد كثيراً مما زار تفكيره ولكنها كانت صريحة إليه، حطم الصمت فيما بينهم حينما إقترب منها لينسجم معها حتى بات روحاً واحدة فكان ببدأ الأمر يظنها خدعة منها ولكن ما حدث جعله كالنار المشتعلة، إقترب منها فهامت عيناه بها فأنسجم معها بعالم لم يظن بأنه سيسلكه ذات يوم، سمحت له بالأقتراب فكاد بالأعتراض ولكنه إنحاز لعواطفه...
تبلدت حواسه حينما علم الان حقيقة لا غبار لها بأنها مازالت عذراء فكيف لأمراة فاسقة بأن تظل نقية بعد ما قدم له، لا يعلم أيشعر بالسعادة لكونه أول رجلاً يمسها أم بالذنب لم أمن به من كلماتٍ مسيئة عنها؟!...
تركته هائم الفكر وجذبت ملابسها لتهرول لحمام الغرفة تبكي ما شاءت فمن ظنت بأنه من أختاره القلب وتحملت قسوته أصيح أسوء من طليقها اللعين، بكائها كان متقطع كحال قلبها الأحمق الذي ظن بأنها ستتمكن من قلب القاسي، فتحت المياه لتملأ البانيو حتى تساقطت المياه أرضاً لتلقي بذاتها بداخلها بأنكسار حتى إبتلعت المياه جسدها الهزيل بين أحضانها، أما بالخارج فطل على طرف الفراش يجمع الخيوط ببعضها لتزداد حمرة عيناها غضباً حينما علم بأنه وقع في الخندق الذي حفره له طليقها اللعين.
علم الأن لم كان يضربها ليلاً ونهاراً فكان يريد إخفاء بتر رجولته حينما يستخدم ذراعيه عليها، حتى هو أصبح أبشع منه حينما إتهامها بأعز ما تملك!، إتهامها وهو يعلم بأنها من كانت تود التقرب منه؟!، إتهامها وهو يعلم بأن حبه يكمن بقلبها؟!، إتهامها وهو يعلم بأنه إذا أراد الأقتراب منها يوماً ما لما كانت ستمنعه قط!...
ذبح فكره ما تبقى بعتابه فنهض يبحث عنها مسرعاً، طرق باب الحمام ليخرج صوته المنكسر_ممكن تخرجي نتكلم شوية؟..
صعدت على سطح المياه ببكاء حارق وهي تستمع لصوته، خرجت من المياه ثم جذبت ملابسها لترتديها على عجلة من أمرها خشية من أن يدلف للداخل، أنهت أرتداء ما بيدها ثم حررت الباب لتجده يقف أمامها بنظرات حزينة، أشاحت بعينها عنه ثم أكملت طريقها للغرفة لتجذب من خزانتها فستان طويل للغاية باللون الأسود ممزوج بزهرات بيضاء، واخرجت حجابها فأقترب منها بأستغراب_رايحة فين؟!..
رفعت عيناها إليه ببسمة ساخرة رغم دمعاتها الكثيفة التي تهبط رغماً عنها _أظن أنك لسه فاكر شرطي كان أيه؟..
ذبح قلبه حينما تذكر ما طلبته وتذكر كلماته اللعينه ليسرع بالحديث_بس أنا مش هطلقك يا "ريهام"..
أجابته ببسمة الم_وأنا لا يمكن هفضل معاك يوم واحد بعد إتهامك دا...
إقترب منها بحزن محاولاً جذبها لأحضانه _ أنا آسف كان غصب عني..، انا مش عارف قولت كده إزاى ؟ سامحيني الغضب عمانى، ومكنتش حاسس أنا بعمل إيه ؟
تطلعت له "ريهام" بقهر _أسامحك!، أسامحك على إيه ولا إيه ؟، أنت طلعت شبه طليقى بالظبط مفيش حاجة تفرق بينكم غير البدلة يمكن هو عمره ما شك فيا أو مداش لنفسه فرصة يشك لأنه كان قايم بالواجب كل ما يفكر أنه مريض مكنش قدامه حد غيري عشان يطلع جنانه عليه وأنا مشتكتش وقفت جانبه وقولتله يتعالج وأنا معاه بس رفض ودفعت أنا نتيجة الرفض دا...
ثم رفعت عيناها أليه بدموع لا حصى لها _أنت بقيت نسخه منه كلكم زي بعض بتحبوا تمارسوا قوتكم برفع أيدكم على الأضعف منكم...
وضع عيناه أرضاً بألم لتكمل حديثها ببكاء_صدقني بعد كلامك وأسلوب دا قتلت الحب اللي كان جوا قلبي ليك بجد مش عارفة اشكرك أزاي على خدمتك دي لأنك سهلتلي البعد...
رفع يديه على وجهها يقربها منه بقوة_بس أنا حبيتك يا "ريهام"..
أغلقت عيناها بقوة لتعتصر قلبها فقالت ببكاء_مبقتش تفرق خلاص، تطلقني أرجوك لو فعلاً حاسس بالذنب طلقني..
تأثر بكلماتها فتحررت أصابع يديه المحكمة لوجهها، أدرك إنه إرتكب خطأ كبير لا تصححه كلمات، فحسم أمره بأن يتركها لبعض الوقت حتى تلملم جراحها ثم يحاول مجددًا محادثتها، ارتدى ملابسه ثم غادر المنزل .
أما هى فأخذت تبكى وتنتحب بصوتٍ مرتجف مما أصابها حتى أنها لعنت قلبها التى أحبه يوماً؛ فرفعت برآسها نحو السماء تناجى ربها قائلة بصوتٍ منكسر_يارب الرحمة يارب، تعبت واتعذبت كتير اوووى، سامحنى على قلة صبرى، بس خلاص معدتش قادرة، اتظلمت كتير اوى، هفضل كده لغاية إمتى، سامحنى يارب وانجدنى من اللي أنا فيه ده .
وتحملت على ذاتها لتقبل بالصلاة حتي يغفر لها الله سوء ظنها به مع الدعاء أن يشملها رحمته ويرفع عنها هذا البلاء الذى تعيشه .
ثم أرتدت ملابسها وعزمت على الخروج من هذا البيت بلا عودة، فيكفى ما حدث لها به
ولكن إلى إين ؟
بعدما تحققت من بعدها الكافي عن العمارة التي بها المكتب رفعت "منى" هاتفها بأصابع مرتجفه لتطلب "فؤاد" الذي أجابها على الفور بغضب لا مثيل له _أنا مش قلتلك متتصليش بيا تانى، أنتِ إيه مبتفهميش! .
أسرعت بالحديث برعب _مش وقته يا باشا ألحقنى، عم "صابر" سمع المكالمة اللي تمت بيني وبينك وكان عايز يبلغ "فريد" وحسام بس أنا قتلته معرفش أزاي أرجوك ساعدني انا عملت كل دا عشانك أنت..
جحظت عيناه بصدمة _أنا قلتلك إقتلي! أنتِ هتلبسينى جريمة معملتهاش !
"منى" بصراخ_..مهو غصب عنى يا باشا، سمعنى وانا بكلمك فخفت يفتن عليا انا وانت فقلت اتخلص منه عشان محدش يجيب سيرتك كده ولا كده .
صاح بغضب_تقومى تقتليه، أنتِ اكيد مش طبيعية
( ويوم يعض الظالم على يديه، يقول يلتنى لم اتخذ فلانا خليلاً لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان عدواً مبينا )
قالت ببكاء_أنت لازم تساعدني..
أجابها بحدة_أنتِ مجنونة بجد،وعيزانى أعملك إيه ؟ انتِ عملتيلى خدمة وانا عطيتك مقابلها، ملكيش عندى أكتر من كده، إتصرفي فى مصيبتك لوحدك،انا مليش دعوة، بس واللي خلق الخلق لو فكرتى تجيبى سيرتى معاكِ هكون دفنك مع اللي قتلتيه ده.
ثم أغلق الهاتف فى وجهها، فبدئت بلطم وجهها متسائلة ذاتها بصدمة_أنا إيه اللي عملته فى نفسى ده، انا اللي جبته لنفسى، خنت الأمانة ومشيت ورا طمعي ونفسى الأمارة بالسوء، وأدى النتيجة، ضعت ضعت ..
إقترب من المكتب ليستمع انيناً خافت يخرج متقطع من صوتٍ يعرف صاحبه جيداً، فأسرع ليجد العم "صابر" غارق فى دمائه، جحظت عيناه بصدمة؛ فأقترب منه صارخاً بذهول_ مين اللي عمل فيك كدا وليه ؟
أجابه "صابر" بصوتٍ ضعيف للغاية_ "منى "
ضيق عيناه بذهول _ "منى"!، وهتعمل كده ليه ؟
قال بصوت يكسوه الألم_عشان سمعتها بتتكلم في التلفون مع واحد إسمه "فؤاد" وبيتكلموا عن الملف المسروق فكنت هنبهك يابني...
لمعت عيناه بالشرار حينما أكتملت أمام خيوط ما حدث فأخرج هاتفه ليطلب الإسعاف على الفور قائلاً بوعيد_ وقعتهم مني سودة، بس نطمن عليك الأول..
وبالفعل نقلته الإسعاف للمشفى سريعاً اما "حسام" فجلس على مكتبه بشرود فينا حدث فكيف لتلك الفتاة بالخيانه والقتل لأجل مبلغ بخس من المال، كيف لها أن تبيع قيم وأخلاق تربت بهما بمنزل رجل بسيط؟!..
ثم إبتسم بعشق حينما تذكر كلمات "فاطمة" بأن ما حدث ربما يكون الخير من الله فهمس بأعجاب_دماغك عالية يا بطوطة، أهو لولا الملف إتسرق مكناش هنعرف مين اللي ورط "زين" فى القضية، وكدا بسهوله هنعرف نخرجه منها...
وأخرج هاتفه ليتصل بها بوجهاً يطربه مشاعر العشق والهوس لياتيه صوتها فأبتسم قائلاً بلهجة مرح_إزيك يا بطوطة، عاملة أيه؟ .
زفرت "فاطمة" بنفاذ صبر_مفيش فايدة فيك، يا مستر "حسام" كدا عيب وبعدين أنا مش أخت حضرتك عشان تتساهل معايا فى الكلام كده .
تعالت ضحكاته بمكر _اتساهل أممممم طب لو قولتلك أنا بحبك يا بطوطة هيكون إسمه إيه ده، هتقيمى عليا الحد ؟
إتسعت عيناها خجلاً وفرحاً فى آن واحد، فهى أيضا لا تخفى إعجابها به من الوهلة الأولى، لزمت الصمت فقال بسخرية_إيه سكتى يعنى ؟، طيب لو بحبك دلوقتى مضيقاكي، ممكن نأجلها لبعد كتب الكتاب ولا أنتِ إيه رأيك ؟
أجابته بتلقائية دون أن تحسب كلماتها فكانت بوضع لا تحسد عليه_ يفضل.
تعالت ضحكات "حسام" بعدم تصديق على كلماتها التي تبرز برائتها وعفويتها فقال بخبث_يعني موافقة تجوزيني ؟
أجابته "فاطمة" بحرج _أنا قولتلك موافقة ؟!
ضيق عيناه بسخرية_لا أبداً،لمحتي بس .
ثم قال بجدية_ أنا هقفل وأنتِ تبعتيلي رقم السيد الوالد على طول عشان أكلمه ونتفق على معاد اجيب عيلتي و"فريد" ونيجي نطلبك...
تلون وجهها بالاحمر القاتم فقال بمرح حينما تخلت عن مشاكستها _أنا هكلمه واقوله جوزني بطوطة ويفضل ننجز بالموضوع عشان أنا منحرف وعايز أستقر
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فأغلقت الهاتف ثم بعثت له برقم والدها، لتلقي بذاتها على الفراش بفرحة وهيام به وبكلماته الساحرة، فكم أرادت زوجاً هكذا ومن الله عليها به لتذق الان دفوف العشق المصون ولكن ربما هناك قلوبٍ تعاني رغم أن كأس العشق موحد ولكن أوجاعه تختلف و آنينه قاسي يقتل المشاعر بداء لعين لا دواء له سوى الألم!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق