البارت السادس
قطه متوحشه
تستأنف نظرأ لطلبكم
اخذ الاطفال يتسابقون خلف سياره ادم ومنهم من يمسك بالنافذه...كان ادم حينها يقود ببطئ..اما روبي استمتعت برؤيه الاطفال وسماع ضحكاتهم الرنانه.
استدارت روبي نحو ادم وسألته باستغراب وحماس :كنت بتعيش هنا ؟
اجابها بنبره جاده
-نعم سيده اليأس
.............................
المنطقه التي كانوا يعيشون بها افراد قبيله ادم....تحيطها الاشجار العاليه...مما ساعدت ذلك علي حجب اشعه الشمس القويه عنهم..هناك الكثير من الخيم والعربات متوقفه..اوقف ادم سيارته قرب احدي الخيم وقال-تقدري تنزلي
كانت روبي مندهشه لما تراه فلم يسبق ان رأت الغجر وحياتهم عن قرب ....كان قبل لحظات الجميع منشغل اما الان توقف اكثرهم ونظرات الفضول والاستغراب تغمرهم.
وقفوا النساء يتهامسن فيما بينهم وهم يحدقون بروبي ...شعرت روبي ببعض الاحراج وحاولت تجاهل العيون المحدقه بها قدر المستطاع.
كانت النساء ترتدي الفساتين الفضفاضه والزكرشه..ويتدلي من اذانهم حلقات فضيه كبيره..اما شعرهم الاسود الحريري تجعد علي شكل خصل لينسدل علي اكتافهم.
اقترب بعض الرجال من ادم وقاموا بتهنئته والقاء التحيه عليهما...همست روبي ساخطه
-انت بتحاول تهني جايبني هنا بالشكل ده.
طمانها قائلا": متقلقيش اختي مارينا هتكون تحت امرك
وفجأه خرجت امرأه ورجل من احدي الخيم فسارع ادم لهما وهم ياحتضانهم وتقبيل جبين المرأه..عرفت روبي ان هؤلاء والديه.
قال ادم وهو يجذب ذراع روبي..فخفق قلبها بشده وتدفقت الدماء لوجنتها..تسائلت في سرها لما تصبح في حاله كلما لمسها ..سرعان ما عادت للواقع وهي تسمع صوت ادم
-ابويا امي..اعرفكم علي مراتي روبي
اشرقت ملامح المرأه وهي تتمعن النظر لوجه روبي.
-اه...بنت مهاب...انتي شكله كتير
وافقتها روبي
-اه ده فعلا.الكل بيقول كده
قال والده بسعاده بالغه
-احسنت الاختيار يابني...مراتك جميله جدا"
قالت والدته:انتم اكيد تعبانين من السفر...تعالوا عشان ترتاحوا
وفجأه قاطع حديثهما شابه سمراء تبدو حامل من بطنها المكوره وهمت بازاحه الجميع عن روبي
- تعب ايه ...منوره يا عروستنا....انا بستناكي بفارغ الصبر
اقترب ادم من اخته ليعانقها بحنان
-اه يا غلباويه ..ازيك...وايه اخبار ولي العهد امتي هيشرفنا.
وضعت مارينا يدها علي بطنها وقالت
-خلاص هانت.....
امسكت مارينا بذراع روبي وقادتها قائله
-عن اذنكم دلوقتي....هخطف العروسه منك للحظه
ابتسم ادم وقال
-براحتك يا ختي
لاول مره تراه روبي يبتسم من قلبه...لقد زادته ابتسامه جاذبيه...وبينما كانت تسير معها كالبلهاء..لمحت شابه سمراء واقفه قرب احدي الخيم.....عاقده ذراعيها حول خصرها...وترمقها بنظرات مليئه بالحقد واللؤم.
سرعان ما التفتت نحو مارينا التي بدت سعيده ولطيفه معها
-انتي متأكده انك عروسه جديده؟!
ادخلتها لاحدي الخيم واردفت وهي تمعن النظر ل روبي بحيره
- بصي مش عاوزه اشوفك لابسه اللبس ده..ده شبه لبس الرجاله
اخذت روبي تنظر لنفسها بآسي
-ايه ده انا شبه الرجاله
- متهتميش بكلامي ..انا بتكلم كتير
ابتعدت عنها وبعد لحظات اخرجت فستان....فضفاض محاط صدره بالدانتيل الكريمي قالت مارينا وهي تعرض الفستان ل روبي
-ده يا قمر فستان جوازي....كنت رفيعه زيك...لكن دلوقتي زي مانتي شايفه برميل ..ومبقاش يدخلني ..هيبقي تحفه عليكي
ترددت روبي
-لكن ده فستانك انتي....ومش هقدر اقبله
-اعتبريه هديه جوازكم....ودلوقتي كفايه كلام وسبيني اظبطك...هخليكي قمر ...وادم اخويا يتلوح.
تنهدت روبي بأسي وقالت في سرها (اخوكي ده حته تلج ومفيش حاجه تأثر فيه ابدا)😂
انهمكت مارينا في تجهيز روبي التي بقت صامته ولم تتفوه بشئ..كادت تصنع المكياج عندما دخل طفل صغير قائلا
-مارينا....سيد جه من الصيد
توقفت مارينا وقالت
- ماشي يا صلاح انا جايه حالا"
- انا هروح اجهز الاكل وهرجعلك ع طول اوعي تتحركي من مكانك
-حاضر ...اتفضلي
كانت روبي شارده بافكارها وفجأه قاطعها صوت انثوي
-انتي بقي عروسه ادم.
التفتت روبي لصاحبه الصوت فكانت نفس المرأه التي كانت تنظر لها بعداء
-مين انتي ؟
اقتربت منها وهي تجيب بابتسامه ماكره
-انا !لا الموضوع محتاج لفتره طويله عشان تعرفي انا مين....لكن هريحك انا بنت عم ادم..هند
امتدت روبي لتصافحها ولكن هند تجاهلت ذراعها الممدود...سرعان ما انزلت روبي ذراعها وقالت بعفويه
-انا سعيده جدا..عشان اتعرفت عليكي
قطبت هند حاجبيها وقالت بفظاظه
- وانا ميسعدنيش اني اتعرف عليكي اطلاقا
دخول مارينا المفاجئ اوقف هند في مواصله حديثها....قالت مارينا حانقه فور رؤيتها
-بتعملي ايه هنا يا هند
اجابتها بابتسامه كريهه
-كنت بتعرف علي مرات اخوكي الجديده
هتفت مارينا ساخطه
-ملكيش دعوه بيها...امشي حالا
رمقت الاتنان بكراهيه واضعه ذراعيها حول خصرها وفور خروج هند...قالت مارينا متسائله
قالتلك حاجه ..الافعي دي...اياكي تصدقي اي كلمه تقولها....
تسائلت روبي في سرها...ماسر هذه العدائيه بينهما ولم اتهمتها مارينا بالكذب...لابد انهم يخفون عنها امر ما.
اجابتها روبي بهدوء
-متكلمتش في حاجه
اردفت روبي فور سماعها صوت غناء وموسيقي في الخارج
-ايه الاصوات دي؟!
دي حفله بمناسبه جوازكم....ودلوقتي خلاص خلصنا....اخويا هيتجنن..هينهبل بيكي😜
روبي كانت تنظر لنفسها في المرآه شارده وهي مدركه انها لن تجذب ادم فهو بليد المشاعر
قاطعت مارينا حبل افكارهاوهتفت
-مالك انا حاسه انك مش سعيده..انتي فيه مشاكل بينك وبين اخويا؟
اجابتها روبي وهي تبتسم بمراره
-ابدا اخوكي ده جوهره..احنا بنموت في بعض..واستحاله نتخانق ابدا .......؛انا بس اهلي وحشوني
تنهدت مارينا بارتياح
-اه معلش بكره هتتعودي علي فراقهم . ودلوقتي تعالي معايا
امسكت بذراعها وسحبتها في الخارج ..التفت الجميع نحوها وتعالي صوت الموسيقي واغانيهم ....؛اما ادم كان واقف قرب مجموعه من الرجال ومنهمك في الحديث معهم....توقف عن الكلام فور رؤيتها ...همست مارينا بأذن روبي
-مش قولتلك هينهبل بيكي...شوفتي ازاي متنح ليكي......عارفه كل البنات هيحسدوكي عليه...اياكي تسبيه ليهم.
تنهدت روبي بأسي
-ما ظنش
لم تسمع مارينا ما قالته....لانها اسرعت نحو اخاها وسحبته ليقف قربها ...وهي تقول
-ودلوقتي دور تقسموا العيش بينكم
لم تفهم روبي ماقالته ولكنها سرعان ماشعرت بيد ادم وشكها بدبوس بابهامها تذمرت
-اي بتوجع
طمانها قائلا
-ده مجرد تقليد بسيط ومتخافيش مش هتموتي من نقطه دم
نظرت له بعداوه:متخلف
قال لها بلهجه مهدده وهو يبتسم رغم عنه
-مش هتردد لحظه واحده..وهضربك قدمهم ..وبعدين هاخدك للعربيه ..ها هيعجبك كده
سرعان ماتبدلت ملامحها واخذت تبتسم للجميع وهي مجبره علي تناول كسره خبز...
قال بابتسمه عريضه
-ايوه كده خليكي مطيعه.
انتابها غضب عارم وتمنت صفعه لتمحي ابتسامته ونبره الاستهزاء التي تمتزح بكل كلمه يقولها. ولكن ستبدو زوجه سيئه امام الجميع لهذا تمالكت اعصابها .
بعد لحظات وجدت نفسها بين ذراعيه وهو يقول
-انا متاكد انك هتبدليني رقصه
ضاقت انفاسها ...كان قربه الشديد منها هكذا ولمسه ذراعيه حول خصرها ...وقبضته التي تمسك يدها الصغيره..تكاد تفقد وعيها من فرط الشعور الذي استعر اوصالها ولكن رغم ذلك جاهدت كي تبدو قويه امامه متصنعه تعابير الجمود
بعدها انضم الجميع وشاركوهم الرقص...الا المدعوه هند كانت واقفه تحدق بهما والشر يتطاير من عيناها لم تفهم سر هذه النظرات .
وفجأه قاطع رقصتهما تلك الغجريه الغامضه بنبره اكثر نعومه ودلال لم تعهدها روبي
هند بنعومه-تسمحلي بالرقصه ..اظاهر ان عروستك مرهقه
قلب ببصره بين روبي وهند متسائلا
- الكلام ده صح انتي بجد تعبتي؟
كادت تود ان تقول لا...ولكنها وجدتها فرصه ان تتنفس وتبعد عن ذراعيه..
-ايوه يا ادم...هستريح شويه.
جلست روبي تراقب رقصهما معا كان يبدو متحمسا ؛وهي الاخري تهمس باذنه بين الحين والاخر..والابتسامه تكاد تشق وجهه من فرط سعادته...سرعان ما شعرت بكره شديد نحوهما وتمنت ان يسقطا.
قطع حبل افكارها صوت مارينا الغاضب
-ازاي تسمحي انها ترقص معاه.
روبي بنبره غير مباليه:دي بنت عمه ومفهاش حاجه لما ترقص معاه...انتي بتكرهيها ليه للدرجه دي؟!
قالت مارينا بحنق شديد
-عاوزاكي تعرفي حاجه دي حيه وممكن تاخده منك.....دي هيمانه في حب ادم
-عادي تتنيل تاخده
قطبت مارينا حاجبيها باستغراب
-انتي قلتي ايه؟!
-قلت ايه....توترت روبي وهي تجيب.متهتميش انا بس تعبانه......
وفجأه........
اختفى الاثنان من امام نظرها .. .فانزعجت واخذت تبحث ببصرها عنهما... قالت بدون وعي منها
-ياترى راحوا فين كده؟
بعد لحظات ظهر الاثنان... كان ادم يبدو متوتراً على غير عادته... اما هند فكانت في قمة سعادتها... تسائلت في سرها "ماذا حدث بينهما... هل يعقل انهما.. لا مستحيل... وان يكن فهو لايهمني " شعرت روبي بالملل فالجميع كانو منهمكين في الرقص والغناء... الا هي جلست كالتمثال...
قالت ل مارينا
-مش هقدر اكمل السهره...تعبانه اوى وعاوزه انام ..هنام فين ؟
-وافقتها مارينا
-انتى فعلا شكلك تعبانه..ومحتاجه راحه..ادم لازم يشوفك فى احسن حالاتك..واكيد انتى مبتخجليش منه دى رابع ليله ليكم مع بعض..
اعلنت روبي في سرها"ان اخاكى لم يقبلني حتى... جميع الرجال اخبراني ان لي شفتان مغريتان تذيب قلب اقوى رجل... الا ذلك المتشرد البغيض... ولكن ذلك افضل لي " كانت روبي تواسي نفسها بهذا الكلام فهي تشعر بجرح كبير في كرامتها... ماالذي ينقصها كي لاتبدو جذابة وجميلة بنظره... ربما هي نحيفة ولكنها تملك مقومات جمالية تاسر قلوب الرجال.
------------------------------
قالت روبي بابتسامة مصطنعة
-فعلا انا وادم زوجين بمعنى الكلمه
توقفوا قرب احدى العربات المزينة باهتمام بالغ.. مرسوم في احدى جانبيها صورة لرجل داكن والجانب الاخر لامراة باللون الاحمر... فتحت لها الباب وقالت
-ارتاحي هنا لحد ما يجى ادم .. هتلاقى هنا كل الى تحتاجيه... غيري هدومك والبسى قميص نوم ويكون لونه احمر ... الاحمر هيخليكى جميله ياجميله ... والدتي هتعملك مشروب خاص... بعد شويه هتجبهولكم.
فور دخول روبي العربة... خلعت حذائها وتمددت في السرير وغطت في نوم عميق... رغم الاصوات الصاخبه في الخارج.
فتحت عيناها بتثاقل ولايزال النوم يداعب اجفانها... صوت ادم مع اصدقاءه في الخارج وقرب العربة ايقظها منزعجة... وفجأة شعرت به يفتح الباب... واحد اصدقاءه يخاطبهُ بنبرة ساخرة
-انت رايح فين ياصاحبى دى السهرة لسه في اولها؟
-اانا بعتذر ليكم بس انا تعبان جدا ومحتاج انام
صاح به صديقه الثاني محتجاً:انت مجنون ده عريس جديد ولازم يبقى مع عروسته دلوقتى ..يلا يا رجاله نمشى كفايه ازعاج للعرسان
القى التحية عليهم ثم اغلق الباب وهو يدخل قائلاً
-اسف صحيتك ؟
اجابته متذمرة:هو انا اصلا عرفت انام من مزيكه حسب الله ..وبعدين انت ايه الى جابك هنا اصلا..
تنهد بعدم ارتياح وهو يجلس و يخلع حذائه
-انتى جالك زهايمر ..نسيتى ان احنا متنيلين متجوزين والاصول اكون معاكى هنا
اعتدلت فى جلستها وردت بسخريه
-ايوه بس هنا مفيش مكان ليك....وانا مش هسمحلك تنام جانبى
نظره ،نظره قاسيه
-وانا محبش انام جنبك..لتبهتى عليه بيأسك سيده اليأس ،لكن عندك حل تانى...
تغيرت ملامحها وتمنت صفعه لطريقة كلامه الفظة معها... من يحسب نفسه ليقلل من شأنها... فقالت بتحدي وهي ترمقه بازدراء
-وانا محبش برضه زيك...انا مش عاوزه حد يلمسنى غير حبيبى
انتفض قريباً منها ليمسك عنقها بخشونة... والشرر يتطاير من عيناه الزرقاوان التي زادت قتامة وقسوة
-انا مش حذرتك قبل كده ماتنطقيش اسم غير اسمى...حبيبك ده تنسيه...انتى دلوقتى مراتى وانا مقبلش تجيبه سيرته قدامى الا لو حضرتك مستغنيه عن عمرك
تسارعت انفاسها وارتعدت فرائضها ولكن رغم ذلك قالت بنبرة متألمة
-انت بتخنقنى....اوعى هموت
ابعد يده عنها لاشعورياً وقال بعد ان تمالك اعصابه
-لو كان الامر بأيدى...مكنتش هنا معاكى فى الليله الهباب دى......
لم تستطع ان تكتم مادار بخلدها
-هند مش كده.....عاوز تقضى معها الليله طبعا
قال بنبرة غير مبالية
-ملكيش دعوه احب اقضيها مع مين؟
لاتعرف بماذا شعرت بعد اجابته هذه وكأن ناراً حامية لسعت قلبها فأبت ان تكتم غيضها
-اظاهر عجباك اوى
اجابها ببرود... وكأن سوطاً اصاب وجهها
-تنكرى انها جميله
تلألات عيناها بالدموع وشعرت نحوهما بكره شديد... ولكنها بذلت جهوداً جبارة كي لاتسقط رغم ماعانته من جرح كبير في كرامتها... قالت بابتسامة مريرة
-وانا بقى القبيحه..للدرجه دى بتكرهنى
استند بجسده على العربة وقال بلا اهتمام
-انا مبكرهش حد
استغلت هذه الفرصة لتسمح لدموعها الحارقة بالانسياب بغزارة... بنفس اللحظة سمعت صوت والدته وهي تقول
-ادم ... ابني افتح الباب
اسرعت روبي بمسح دموعها براحة يديها التي لم يلاحظها ادم... والذي بدوره ارتبك فور سماعه والدته... قال بعجلة وهي يفتح ازرار قميصه
-غيري هدومك حالا
فتحت فاهه متعجبة من طلبه
-نعم!!!
القى قميصه جانباً واخذ يحدق بها ويقول بنبرة تهكم
-مستنيه ايه اخلصى ... ... والا امى هتشك فينا
-وانتى عاوزنى اقلع وانت واقف؟!
تنهد بنفاذ صبر وهو يدير ظهره لها... اخذت انفاسها تضيق وهي ترى جسده العاري... لكم تتوق ان تلمسه... ولكنها سرعان ماوبخت نفسها لتفكيرها المتهور. لقد نسيت امر الاربطة... حاولت فكها ولكن دون جدوى اصيبت ذراعيها بالتشنج... الحاح والدته اجبره ان يخلف وعده ويستديرنحوها وجدها لاتزال في فستانها فصاح بها
-نهار اسود... انتى لسه مغيرتيش؟!
هتفت به ساخطة
-نهار اسود عليك ... مش عارفه افك الرباط بتاع الفستان
وفجأة شعرت به خلفها وهم بابعاد يديها واسرع بفتح الاربطة ولم يعطها فرصة لتعترض... سرعان ماوجدت نفسها بحمالة الصدر امامه... وضعت يدها لتستر نفسها وهي تقول بعصبية..
-انت ازاى تتجرأ..
شعرت بكف يده تكتم انفاسها وهو يقول بلهجة محذرة
-وطى صوتك... انا حتى مبصتش عليكى ... وبلاش والنبى دور البت الخجولة قدامى.
اختطف احدى القمصان وناولها اياه واردف بحزم
-اتنيلى البسيه بسرعة
ارتدته رغماً عنها امامه... وهي تشعر بالم يعتصر قلبها... هل يحاول اتهامها بأنها تتدعي دور الخجل... انها حتى لم تقبل رجلاً في حياتها... ربما هي متهورة وطائشة ولكنها ذكية في جنس الرجال... ربما اغرمت بالخاين كريم ولكنها حمدت الله انه لم يتجرأ من الاقتراب منها.
تنفس الصعداء ثم فتح الباب لوالدته وهو يقول بابتسامة دافئه
-خير يا امي؟
ناولته كوب كبير وقالت وهي تنظر بفضول للعروسان... سرعان ماابتسمت بارتياح
-ده مشروب خاص بيزود من الخصوبة خلى عروستك تشربه..بالف هنا...
-شكرا امي
قالت روبي بابتسامة امتنان
-شكرا ليكى
تناولت روبي الكوب منه وقالت والدته بهدوء
-انا اسفه لو عملتلكم ازعاج
امسكت روبي بالكوب وتناولته دفعه واحدة دون ان تفهم فائدة هذا الشراب... يكفي ان طعمه راق لها.
فور ذهاب والدته اغلق الباب خلفها... ثم استدار نحو روبي التي انهت للتو من تناول المشروب... ترك بعض الاثر حول شفتيها...
حدق بها مستغرباً
-انتى شربتيه ؟
اجابت بعفوية
-ايوه... طعمه جميل هو معمول من ايه؟
-انتى غبية للدرجه دى ... ازاى شربتيه بالسرعه دى
تجهمت ملامح وجهها
-تقصد ايه ؟ هو مضر؟
علت شفتاه ابتسامة ناعمة
-لا مش مضر... لكن بينشط الخصوبه عند الست عشان تخلف اطفال بصحه كويس
لم تتمكن ان تكبت ضحكتها
-ده اسمه غباء ... ده مشروب عادي... نجيب اطفال طب ازاى هيحصل الموضوع ده... اذا كنت.....................
وهنا توقفت عن اكمال جملتها وهي تشعر بحرج كبير... وسرعان ماتغيرت نظراته لتتفحصها من فوق حتى اسفلها... لم تنتبه ان القميص انحسر حتى فخذيها... احمرت وجنتاها خجلاً... وبيد متوترة تمكنت ان تسحب القميص للاسفل... وهي تقول بصعوبة
-انا عاوزه اغير ا القميص. ده .. عشان...
اكمل كلامها بجرأة
-مغرى... بس انا مش شايف كده..فامن الناحيه دى اطمنى
كان كلامه كوقع السهام والسكاكين تضرب بمشاعرها... فتهوى كسيرة وجريحة القلب... اسرعت لتقول وتنقذ بعضاً من كرامتها
- مش مريح... ده الى اقصده
جذب قميصه وقال بلطف
-خلاص البسى ده هيبقى اريح
كانت تود ان ترفض ارتداء قميصه ولكنها اخذت منه مرغمة... ليست في وضع يسمح لها بالرفض... قميصه افضل من قميص فاضح.
ارتدت القميص على عجلة وقالت متسائلة
-وانت... هتلبس ايه؟!
- متشغليش بالك
-
تمتد بالسرير وقال وهو يحدق بها
-مش هتناامي؟
كانت تشعر بتعب ونعاس شديدين... بما انه ليس مهتم بها كما يدعي لاضرر من النوم قربه... فور تمددها قربه التصق جسده بها... فاخذت الحرارة تسري بجسدها وكان لهيباً لسعها... تنحنت بجسدها بعيداً عنه بمقدار اصبعين فقط.
اما هو فيبدو انه نام ملئ جفنيه واضعاً احدى ذراعيه فوق راسه... في بادئ الامر انهمكت في ايجاد مسافة بينهما الى ان غلبها النعاس دون ان تدرك.
------------------------
في صباح اليوم التالي افاقت روبي وهي تشعر بنشاط وحيوية شديدين...سرعان ماانتبهت انها نائمة على صدره دون ان تدرك وهو الاخر يحضنها بذراعه.
كان ساكناً ولم تصدر منه اي حركة... بل انه غارق في النوم... رفعت راسها قليلاً فاصبح وجهه قريباً... انتابها شعور ورغبة قوية ان تقبل هاتان الشفتان... الشفتان التي لم تسمع منهما سوى التفوه باقسى الكلام... اما الأن فبدت لها مغريتان حد الجنون... ورائحة انفاسه تكاد تسحرها.
خفق قلبها بشدة... اغمضت عيناها بشدة كارهة هذه الشعور... انها الآن قريبة منه بشدة... بامكانها رؤية تقاسيم وجهه الحادة عن قرب... لاول مرة تدرك انه كان وسيماً جداًْ حاجباه الكثيفان مرسومان بدقة... رموشه الطويلة تحاصر عيناه بغزارة... وانفه المستقيم الذي يشبه الاستقراطيين وكانه منحوت بملامحه.
سرعان ماتذكرت المشروب الذي تناولته هو من زرع بها هكذا مشاعر... وفجأة تحركت جفنيه ببطئ... فكادت تنتفض بعيدة عنه... ولكنه تمكن ان يحاصرها بذراعه القوية ليجعلها تصبح ممددة قربه وهو يميل براسه نحوها قائلاً بنبرة استفزاز
-حاسه بأيه؟
تلعثمت في اجابتها
-انا.... قصدى...
كان صدرها يعلو ويهبط من شدة التوتر... فاختنفت الكلمات في حلقها... بينما كان بأمكانها رؤية مشاعر التلذذ والانتصار تغمره قال بنبرة دافئة
-انتى مالك ... ايه المشروب عمل مفعول معاكى ؟
انه يعذبها بل يقتلها بكلامه..... انه متوحش واناني يجد متعة في تعذيبها واهانتها... لاتعرف كيف انتابتها قوة لتبعده عنها فيرتطم راسه بحافة المقعد. ........
ياتري ايه الي هيحصل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق