القائمة الرئيسية

الصفحات

حارس المقبرة بقلم الكاتب وليد محمد حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه

 حارس المقبرة بقلم الكاتب وليد محمد حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 




حارس المقبرة بقلم الكاتب وليد محمد حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 


أسمى ٱكرم، ٱكرم التهامى، وبلاش تسألنى، وتقولى ٱنت منين ؟ لأنى هقولك، أنا من بلاد الله الواسعة' ولو سألتنى عن عمرى هقولك، سنين كتير، مبقتش قادر أعدها, لإن العمر عمره ما كان بيتحسب بسنين أتعاشت، لا والله أبدا، العمر بيتحسب بالتجارب و الحكايات اللى النفر مننا عاشها، و لو حسبتها كده فأنا سنين عمرى كتير قوى، ، وده لأنى عشت و سمعت و شفت حكايات كتير عن الجن و العفاريت و المساخيط كمان، وزى ما ٱنتم شايفنى دلوقت، بقيت كهل،عجوز بدفن بيضا و شوية شعر أبيض باقين لى فوق راسى و شنب لونه بيدى على اللون ٱصفر من تدخين السجاير و الجوزة و خلافه، و لو بصيت على وشى حتلاقى، تجاعيد و ندوب كتير و خطوط حفرها على وشى الزمن بأختصار، بقيت زى لوحة فنية رسمها و أبدع فيها الزمن بريشة الأيام،

و وقع عليها بأسمه .

_و أول حكاياتى اللى هحكيها لكم دلوقت، وقت لما كنت عامل من عمال المقابر، كانت حياتى و أكل عيشى من الشغل مع الأموات، لأن وقتها كانت مهنتى لمؤاخذة تربى، لحاد يعنى، وده كان من زمان قوى، من زمن الزمن يعنى، و مهنة التربى دى كانت المهنة اللى وعيت عليها من صغرى، لأنى كنت وارثها كابر عن كابر، من جد الجدود يعنى، و بلاش تفتكروا أنى هحكيلكم عن أشباح و عفاريت الأموات اللى كانت بتطاردنى وأنا نايم بليل فى وسط المقابر، رغم عيشتى وسط الأموات دول،حسب أيامها كان سكنى و عيشتى ف حوش كده، وسط مقابر الأموات، لكنمان مش بيحصل أبدا وأصادف فى يوم وأشوف شبح و لا عفريت لميت بيطلع لى وأنا نايم فى الحوش ، أو وأنا بلف وبمشى فى الطرقات الضيقة وسط المقابر، للحراسة و الأمن يعنى، كنت فى الوقت ده لسانى شاب صغير، قلبى جامد، حديد، كنت مش بخاف أبدا لا من المقابر ولا الأموات اللى ساكنين فيها، عشان كده كنت دايما بسأل نفسى سؤال كان بيلح على دماغى؟ وكان السؤال ده هو

( ليه المقابر كانت و مازالت بترتبط أرتباط وثيق بالأشباح و بالعفاريت اللى بسببها بتخلى الناس يدوبك يسمعوا أسمها يجيلهم شعور بالخوف و الرعب و الهلع من مجرد، ما يسمعوا بس كلمة مقابر ؟! ) .

_ و كمان ليه السؤالين دول دايما بيشغلوا عقول الناس،من قديم الأزل و لدلوقت كمان،

و السؤال الأول بأختصار كده بيقول ( هو بجد الأموات بيصحوا بليل و بيمشوا فى مواكب و ف طوابير ورا بعض بين طرقات المقابر الضيقة ؟ )ن أما السؤال التانى بأختصار برضه بيقول (هو بجد أرواح الأموات بتفضل تحوم بليل حولين المقابر ؟ )

و الأجابة على السؤالين دول هما وبأختصار شديد برضه( طبعا لا وألف لا كمان،لأن بالمنطق كده و بالعقل كمان، اللى بيموت عمر ما روحه بترد لجسمه تانى و يفضل قاعد ف قبره لغاية يوم البعث و الحساب، يوم القيامة يعنى، و أرواح الأموات بتبقى فى عالم البرزخ عند ربها اللى خلقها، و بتكون يا أما فى الجنة و النعيم، أو فى العذاب و الجحيم، وومش بيكوت فى أتصال بينا و بين أرواح الأموات غير حاجة واحدة بس، المنام، فى الأحلام يعنى) .

بعد المقدمة الطويلة دى و الكلام الكتير اللى قلته ده، يفضل نفس السؤال، ليه الناس عموما بتخاف من المقابر و سيرة المقابر، والسبب وده أعتقاد شخصى منى، بيكون الخوف من الشياطين، مش قصدى شياطين الجن، لأن النوع ده من الشياطين دول، بيبقى مقدور عليهم، عشان كده أنا قصدى شياطين الأنس، اللى هما بيبقوا من أسوأ أنواع الشياطبن .

و حكايتى مع شياطين الأنس دول، تبتدى لما كنت ف ليلة من ذات الليالى، فى الليلة الغابرة دى، وقتها كنت زى عادتى كل يوم بتمشى وسط المقابر بليل، لأن ده كان الروتين اليومى بتاعى اللى بعمله بليل كل يوم قبل ما أدخل الحوش عشان أنام، و ده طبعا كان لزوم الأمن، و لحراسة المقابر من اللصوص و النباشين، اللى كانو بينبشوا المقابر و بيبعوا الجثث أو بقايا الأموات للطلبة بتوع كلية الطب، يعنى العضم، الهياكل العظمية و خلافه . ساعتها فى الليلة دى وأنا بتمشى بليل و الدنيا مضلمة و مفيش غير نور القمر اللى كان بيبعت بصييص ضعيف من الضوء بينور طريق المقابر، فجأة لمحت شبح كده كان ماشى فى وسط المقابر، كان قصادى بس كان بعيد عنى شوية، كان شكله شبح غامض لشخص أو بنى أدم ماشى بيتسكع كده وكان بيمشى بمشية مريبة وغريبة،

بين طرقات الجبانة، وقتها طبعا اللى جه ف بالى على طول أنه واحد من نباشى القبور، أو من لصوص المقابر، عشان كده سرعت خطوتى و مشيت تجاهه و لما قربت منه وقفت، و ف ىشجاعة، أيوة ف شجاعة، أصل الشغل فى الجبانة بيموت القلوب ، عشان كده قلت بصوت عالى

_ أقف مكانك أنت يا جدع أنت، و قولى مين أنت؟ و عايز أيه ؟ و أيه اللى جابك هنا و أيه اللى دخلك أرض الجبانة السعادى ؟

بعد ما قت كده،ساعتها حسيت من غير مبالغة، أن شعر راسى وقف و أتجمد الدم ف عروقى، ساعة لما لقيت الشخص المريب و الغامض ده بيلف ناحيتى بهدوء، و بيبص لى بنظرة بشعة عمرى ما هنساها ف حياتى، كانت ملامحه جامدة، و مش باين عليه أى خوف أو أنفعال، و لقيته بيقولى بكل هدوء و هدوء غريب و مريب كمان

_ تعالى بس و أعزمنى على كوباية شاى ف الحوش اللى أنت ساكن فيه هنا، و بعد كده نتكلم شوية و هفهمك و أشرح لك كل حاجة .

بصيت له وفعلا كنت حاسس بالخوف بسبب شكله البشع ده،وملامح وشه الجامدة اللى مش باين فيها أى أنفعالات، كمان من منظر العباية السودة اللى كان لابسها، ساعتها زاد خوفى و رعبى منه، لما أبتسم أبتسامة خبيثة و كريهة و مقبضة للنفس، وقتها حاولت أدارى خوفى منه و أظهر بمظهر الشجاع و اللى مش خايف منه، و كشرت كده، وحاولت تكون ملامح وشى جامدة زيه و قلت له .

_ أنت أصلا مين، و عايز منى أيه، و كلام أيه ده اللى أنت عايز تقلهولى يا راجل أنت، هو أنا أعرفك من أنهى داهية ؟

رد عليه بنفس أبتسامته المريبة دى و قالى

_ أسمع كلامى و عمرك ما هتندم، هقولك على عرض لو وافقت عليه هيغير حياتك كلها، هتتبدل عيشتك من الشمال لليمين ، أسمع كلامى، و أهدى كده، و أعزمنى على كوباية الشاى اللى قلت لك عليها، و أسمع العرض اللى هعرضه عليك، و أنا واثق أنك مش هترفضه أبدا .

ساعتها قلت لنفسى ( أعمل أيه بس فى الكائن المتطفل ده، أطرده من المقابر و أخلص منه، و بعد كده أبلغ البوليس عنه الصبح لما النهار يطلع، و لا أسمع كلامه و أشوف عايز منى أيه ؟ ، و كنت و اثق أن الشخص الغريب ده أكيد كان من لصوص المقابر و عرضه ليا هيكون سرقة الجثث معاه و بيعها لطلبة كلية الطب و المكسب بالنص، و لا هيدينى نسبة من بيع الجثث و بقايا الأموات )، بس معرفش أيه خلانى ساعتها أنسى كل ده و أسمع كلامه و أخده معايا الحوش اللى ساكن فيه فى المقابر، وكمان عشان أعزمه على كوباية شاى زى ما طلب منى .

مشيت أنا وهو وسط المقابر، من غير حد مننا يفتح بؤه ويتكلم كلمة واحدة، كنا ماشين ساكتين، كنت كل شوية أبص له، على الضوء الضعيف، ضوء القمر، كنت كل ما أيص له كنت وقتها بلاقى نفس الأبتسامة البشعة على وشه .

المهم بعد كده، وصلنا الحوش اللى كنت ساكن فيه، ودخلت الحوش ودخل ورايا، و على أول كرسى لقاه قعد و بص لى وهو بيقول

_ أعملنا الشاى بسرعة و بلاش تغيب عليا، عشان العرض اللى هعرضه عليك عرض مغرى جدا، فرصة عمرها ما بتيحى للواحد مننا غير مرة واحدة فى العمر، مرة واحدة وبس .

بصيت له و مردتش على كلامه، و روحت أعمل الشاى زى ما طلب .

عملت الشاى و أديته كوبايته و بدأ يشرب الشاى، و أستغربت لما لقيته بيشرب الشاى و هو ساكت مبيتكلمش، لدرجة أنى أتخنقت من سكوته و قلت له ف حدة

_ ما تقول بقى فى ليلتك اللى شبهك دى، أنت مين و عايز أيه، و عرض أيه اللى هتعرضه عليه، يا عم الشبح أنت ؟! .

بص لى من غير أهتمام و أخد شفطة من كوباية الشاى بصوت عالى، و بعد كده قال بهدوء و كان بينطق كل كلمة لوحدها .

_ 10 تلاف جنية، ده غير علاج الحاجة والدتك فى أكبر المستشفيات

الخاصة، و شقة صغيرة و محندقة عشات تعيشوا فيها، بدل الحوش اللى أنت عايش فيه اللى شبه جحر الفيران ده، و بدل الأوضة اللى أكلتها الرطوبة و اللى أجرتها لأمك بعد ما العيا زاد عليها، مع أن الحوش ده أرحم من الأوضة اللى عايشة فيها أمك و كمان مش قادر تدفع أيجاها حتى .

كنت ببص له و أنا فى قمة الذهول، عشان كده سألته بأستغراب

_ طيب قولى أنت مين،؟ و عرفت كل ده منين؟ أنت مين قول أحسنلك لأن خلاص صبرى بدأ ينفد و قمت و قربت منه فى أنفعال و كنت فعلاخلاص ناوى أمسك فى خناقه، وأضربه كمان .

لقيته بص لى بصه أأقل حاجة أقدر أوصفها بيها، بأنها أبشع بصة شفتها ف حياتى، خلت الدم يتجمد ف عروقى، و لقيتنى برجع تانى و أقعد على الكرسى اللى كنت قاعد عليه، و أنا ساكت تماما . و ربعت أيديه زى التلميذ اللى قاعد فى الفصل و خايف من الميس بتاعته .

بعد فترة سكوت دامت لكام دقيقة كده، وقتها كان خلص خلص كوباية الشاى، و حطها على الأرض و قالى

_ أنا أقدر أعرف اى حاجة و كل حاجة، ف الوقت اللى أنا عايزه، و عرضى عليك، حقيقى و بجد و كل اللى أنا عاوزه منك تساعدنى فى اللى كنت جى عشانه .

بصيت له و كنت هموت من الغيظ، و كنت لسه مربع أيدى، صراحة من الخوف منه، و قلت له

_ بس ممكن تفهنى بس أقدر أساعدك أزاى فى اللى أنتى جيت هنا عشانه .

رد عليه و ظهرت على ملامح وشه كل الجدية، و قال بصوت أأقرب لصوت فحيح التعابين،

_ مازر، المارد الصغير

بلعت ريقى بصعوبة و قلت له فى ذهول

_ مين ؟ قلت أيه ؟

بص لى و قال و بنفس صوت فحيح التعابين

_ المارد الأحمر الصغير مازر بنى غيلان، عايز أحضره، و لو ساعدتنى فى تحضيره، هتتغير كل حياتك، أمك هتتعالج و هتخف من مرضها اللى حير الأطبا، و أنت و هى هتعيشوا فى حياة تانية خالص، سيبكوا من حياة الفقر و البؤس اللى موتت أبوك ناقص عمر .

بصبت له ف بلاهة و أنا فاتح بؤى على أخره

_ مازر مين و غيلان أيه بس، أنا مش فاهم حاجة،

ولسه هكمل كلامى، لقيته قاطعنى فجأة و قام من مكانه و صرخ فيه و قال بصوت عالى و كان بيتلفت و يبص ف كل أتجاه ف الحوش

_ السماح، أعفو عنه فهو جاهل ميعرفش أنتم مين، سامحوه، و بص لى وقال

_ أتكلم بأدب بدل ما تتأذى من مازر و بنى غيلان، أنت متعرفش هما دول مين ؟

بصت له و أنا فعلا مكنتش فاهم حاجة و قلت بصوت يدوبك يقدر يسمعه من الخوف

_ طيب عرفنى أنت مين و عايز أيه وأقدر أساعدك أزاى، قول بدل ما أفطس منك بسبب جو الرعب اللى أنت معيشنى فيه ده، ساعتها مش هتلاقى حد يساعدك، هكون مت منك يا عم الراجل الغامض بسلامته أنت .

عجبته الكلمتين اللى قولتهم دول و كأنى قلت نكتة، عشان كده لقيته قعد يضحك، ضحك بصوت عالى جدا ، و مع ضحكه ده، كان فتح بؤه على الأخر و بانت سنانه و أنيابه الصفرا المشمئزة واللى كانت مخيفة فى نفس الوقت، و بعد ما خلص ضحك قال

_ دى فرصة عمرك، الفرصة اللى بتيجى للإنسان مرة واحدة بس ف حياته، لا مش كده و بس، دى كمان مبتحيش لأى أنسان، بتيجى بس للامه دعياله و قلبها راضى عنه .

سمعت منه كده و لما جيت اتكلم قاطعنى و قال, و كان صوته كده زى فحيح التعبان بلظبط ،

_ أسمعنى كويس قبل ما تقولى ردك، أنا بيك من غيرك هنفذ اللى ف دماغى، و اوعى ما توافقش على عرضى، لأنك أنت لسه متعرفنيش، و لا تعرف أنا مين، و أقدر أعمل فيك أيه كمان، ها تقولى بقى ... هتقولى ايه ؟ .

بصيت له و كلى خوف من منظره و من كلامه، و قلت

_ بس اللى يتطلبه منى ده كفر بالله، عايزينى أكفر يعنى.!

بعد ما قلت له كده، لقيته بيبص لى فى عينيه بكل تركيز، وهو بيقولى

_ مين اللى جاب سيرة الكفر دلوقت، يا واد يا عبيط أنت، جتك خيبة بصحيح، قال كفر قال، ده كل اللى. ...

و قبل ما يكمل كلامه قاطعته و قلت له ف تحدى .

_ أيوة كفر بالله، أستغفر الله العظيم، أيوة ده كفر يا عم الشبح أنت .

ساعتها بص لى بصه كلها أنذار و وعيد و غيظ منى كمان و قال فى لهجة اللى صبره نفذ خلاص

_ أسمع بقى ومتضيعش وقتى معاك، العشر آلاف جنيه هيبقوا عشرين الف، و أمك هتتعالج ف اكبر مستشفى أستثمارى فى البلد كلها، ده غير الشقة، قلت أيه ؟

رديت بسرعة و قلت

_ طيب ايش ضمنى لو وافقت هتنفذ و عدك ليه، تدينى الفلوس و تعالج امى، وكمان تجبلى الشقة اللى قلت عليها، مش يمكن بعد ما أنفذ اللى انت عايزه منى، تخلى بيه، و ساعتها القاك زى فص ملح ودأب و لا أعرف لك طريق جرة ،

بص لى بصة رعبتني بجد، رعبتنى و خلت جسمى كله يرتعش و يتهز كمان، و ده كان بسبب شدة جحوظ عينيه، و نظرته المخيفة ليا، كمان بسبب ابتسامته الغامضة اللى معاها ظهرت بروز أنيابه و سنانه المصفرة المشمئزة، و ساعتها قال، و كان بيتك على كل حرف فى كل كلمة بيقولها

_ أفهمنى كويس و ركز فى كل كلمة بقولها، و بدأ فى الكلام

_ كل اللى أنا عايزه منك تساعدنى ف تحضير المارد الأحمر الصغير مازر بن غيلان، هو ده كل هدفى، لأن اللى يقدر يحضره، و يكون من خدامه، هيعمل عمايل مستحيلة هينفذ كل طلباتى و رغباتى، مع أن مازر مارد صغير لسه، لكنه من الجن الأحمر، أقوى أنواع الجن، و عشان أطمنك هنفذ كل وعودى ليك قبل ما تساعدنى فى تحضير مازر بن غيلان، الفلوس و الشقة، كمان علاج أمك، كل ده قبل ما تساعدنى، ها قلت أيه ؟

وقتها بلعت رأيى بصعوبة، و هقول يعنى أيه أدام عرض مغرى زى ده !، طبعا وافقت و قلت له

_ موافق، أنا معاك و اللى يحصل يحصل بقى .

بعد ما قلت له كده، بص لى بنظرته المرعبة دى وهو بيقولى

_ بس خلى بالك لو نفذت وعدى ليك، و أنت خليت بيا، و مسمعتش كلامى و نفذت كل كلمة هقولهالك، أنت عارف وقتها هعمل معاك أيه؟!.

سكت شوية و بص لى بنظرة عمرى ما شفت نظرة زيها ف حياتى، نظرة كانت مزيج من الرعب و الخوف و البشاعة، و رجع صوته زى فحيح التعابين تانى وهو بيقول

_ أنت متعرفش لسه أنا مين أنا ساحر قديم، تحت أيدى و طوع أمرى، أقوى الشياطين و مردة الجن، لو خليت بيا و منفذتش وعدك ليا، يبقى بتفتح علىك و على أمك هى كمان باب من، أبواب جهنم .

لما كان بيقول كده، وقتها كنت مش قادر أبلع ريقى من الرعب اللى كنت حاسس بيه، عشان كده رديت عليه وأنا بترعش من الخوف

_ موافق ياعم، نفذ أنت بس وعدك بس الأول و أنا معاك ف كل حاجة .

و أنتهى بينا الكلام على كده، وبعد ما سلم عليا و مشى بين طرقات المقابر، وقتها كنت واقف على باب الحوش و بتابعه بنظرى و هو ماشى بعبايته السودة الفضفاضة دى، و فجأة و هو ماشى بين طرقات المقابر، أختفى ، أه و الله العظيم أختفى و معدش ليه أثر و كأنه فص ملح و داب ف كوباية مية، ساعتها قعدت أفرك عينية بأيديه الأتنين و من الخوف جريت على باب الحوش ولما دخلته، قفلت الباب ورايا بسرعة و رميت نفسى على السرير، و غطيت نفسى بالبطانية، وقتها كنت تسمع صوت أنفاسى، وصوت دقات قلبى اللى كان عاملة زى صوت دقات بندول الساعة .

فى الوقت ده كنت مش عارف اللى حصل ده كان حلم و لا علم و لا تهيؤات من شكل المكان و كمان منظر المفابر المقبض للنفس، لكن حلم و لا كابوس أزاى بس، ده علم و الله العظيم علم، وساعتها روحت ف النوم، و لما صحيت أتأكدت أن اللى حصل ده مكنش حلم و لا حتى كابوس كوبيتين الشاى اللى شربتهم أنا و الضيف الغامض ده بتاع ليلة أمبارح كانوا موجودين ف نفس المكان اللى سبيتهم فيه أمبارح، مكنتش عارف أستعجلت على موافقتى أنى أساعد الساحر ده و لا أيه بلظبط، بس هعمل أيه يعنى اللى حصل حصل بقى .

و مر النهار و لما دخل الليل و قربت الساعة على نص الليل قلت أدخل الحوش أنام و أريح شوية، فجأة و أنا نايم، سمعت صوت لحد بيتنفس، أنفاس بنى أدم، شهيق و زفير، فتحت عينى و أنا ف قمة الرعب و الخوف، وقتها من شدة الخوف اللى كان مسيطر عليه، مكنتش قادر أتحرك من على السرير، ساعتها أتجمدت ف مكانى، بقيت عامل زى التمثال أو الصنم، فجأة كده سمعت صوت ضحكة و أيد بتهزنى و صوت الراجل الغامض ده بيقول .

_ أصحى، فوق ، متخفش أنا جيت عشان أنفذ وعدى ليك .

ساعتها اتنفضت من مكانى و نطيت من على السرير و وقفت على أرضية الحوش و أنا بصرخ و بصوت كله خوف و رعب, و كنت وقتها بقول،

_ أنت دخلت هنا أزاى ياعم أنت، دخلت أزاى و أنا بنفسى قافل الباب بالترباس، و أمبارح بليل أختفيت فجأة و أنت ماشى ف وسط المقابر، أنت أيه و لا مين ؟ فهمنى، أنت أنس و لا جن ؟

فضل يضحك بصوت عالى، و سكت شوية و بعد كده أتكلم بصوته المخيف ده و قال

_ مش قلتلك أنا مين أنت نسيت و لا أيه ؟!، و رجع يضحك تانى .

بعد كده قال ف كل جدية .

_ سيبك من ده كله و تعالى نتكلم ف الجد، و دخل ايده ف جيب عبايته السودة، و طلع كيس كبير، مش عارف أزاى كان الكيس الكبير ده قدر يدخله جوا جيب عبايته،بعد كده حدف الكيس على السرير و قال

_ دول العشرين ألف جنيه، عدهم ، كمان معاهم ف الكيسة عقد الشقة، و الست والدتك أتنقلت من ساعة لأكبر مستشفى خاص و هتتعالج و هتبقى زى الفل، قوم و عد فلوسك و شوف عقد الشقة و كمان هتلاقى ورقة مكتوب فيها عنوان المستشفى، سكت شوية و بص لى نظرة كلها تهديد و وعيد، و قال

_ كده أنا نفذت وعدى، و الدور جه عليك تنفذ وعدك أنت كمان .

و قتها كنت قاعد مربع على السرير و بعد الفلوس، كانت فلوس كتير جدا دول كانوا 20 ألف جنية بحالهم، ده أنا لو شفت الورقة أم عشرة جنية مصححة يغمى عليا، بعد ما عديت الفلوس و شفت عقد الشقة الجديدة، و الورقة المكتوب فيها عنوان المستشفى اللى بتتعالج فيها أمى، وقتها نسيت كل حاجة و عدلت نفسى على السرير و قلت .

_ كده أنا معاك و ف طوعك، ومن أيدك دى لأيدك دى .

و قتها مد أيده و سلم عليه و قال

_ يبقى تحضر نفسك من بكره هجيلك ف نفس الوقت ده و أبدأ أعلمك الشغل و أدربك على مهام شغلك معايا و اللى هتعمله بلظبط .

قال كده و التفت و أدانى ضهره وراح على باب الحوش و خرج منه خرج من باب الحوش اللى أنا قافله بالترباس، عدا من الباب المقفول، كأنه طيف، أو شبح .

زى ما قالى، تانى يوم كان عندى ف الميعاد الى أتفقنا عليه، و بدأنا الشغل، أو بدأ يدربنى هعمل أيه بلظبط و المطلوب منى، ساعتها بدأ الكلام وقال،

_ فى الأول كل اللى محتاجة منك تدورلى على قبر و يكون مهجور، أو ميكنش حد أدفن فيه قريب، عايزه فاضى و يكون فيه بقايا جثث أموات، يعنى هياكل عظمية، عضم، جماجم و كده يعنى و تانى حا..... .

قبل ما يكمل كلامه قاطعته و قلت

_ من النحيادى متقلقش فى ترب كتير قوووى، مبيجيش ليها زباين من زمان، أموات يعنى، و أكيد هتكون عمرانة بعضم الأموات و هياكلهم كمان

وقتها لما سمع كلامى ده، أبتسم و قال

_ عظيم كده، يوم الخميس الجاى، فجر يوم الجمعة هننزل فيها، لكن قبل ما ننزل القبر اللى أنت هتختاره ، و ينفع نقضى فيه غرضنا، لازمك الأول علام و تدريب، عشان هنعرف هتعمل أيه بلظبط و دورك هيكون أيه معايا و أنا و أنت جوا القبر .

و مضيعش وقت و بدأ يعلمنى و كان أول درس ليا، لما قالى

عظيم كده، يوم الخميس الجاى، فجر يوم الجمعة هننزل ف القبر، لكن قبل ما ننزل القبر اللى أنت هتختاره ، و ينفع نقضى فيه غرضنا، لازمك الأول علام و تدريب، عشان هنعرف هتعمل أيه بلظبط و دورك هيكون أيه معايا و أنا و أنت جوا القبر .

و مضيعش وقت و بدأ يعلمنى و كان أول درس ليا، لما قالى

_ الخوف، أياك و الخوف لو خفت و أحنا جوا القبر ساعة مايظهر المارد المقصود، هتتأذى و هتأذينى معاك، خلى قلبك حديد .

رديت عليه بسرعة و قلت

_ يعنى واحد مولود مع الأموات، و عاش عمره كله ف الجبانة وسط المقابر، و مش عايز قلبه يبقى حديد .

ساعتها بصلى بأبتسامة رضا و قال

_ و ده اللى أنا واثق منه، بس خلى بالك ف اليوم الموعود و لما يظهر لينا المارد الأحمر الصغير، أياك، أياك تخاف، ساعة لما يظهر سبنى أنا أتعامل معاه، أتفقنا كده على أول و أهم حاجة .

طمنته و قلت

_ لا متخفش على محسوبك عمره ما هيخاف و هو معاك .

و أنتهى بينا الكلام على كده، و بدأ ف تدريبى على المطلوب منى و انا معاه ف القبر، وقتها كان بيجيب 3 أغصان شجر جافة، و و بيحطهم على الأرض و يكون بيهم شكل مثلث، بعد كده كان بيرسم جوا المثلث ده بقلم فحم، أشكال و رموز غريبة، أشكال كده تشبه الحروف اللاتينية، و كان بيرسم كمان رمز النازية الصليب المعكوف و نجمة داود السداسية، دول بقى الشكلين أو الرمزين اللى كنت بعرفهم، بعد كده بدأ يردد كلام غريب عبارة عن همهمات لتعاويذ و طلاسم، و طلع من جيبه أزازاة كان فيها مجرد مية عادية، مية من الحنفية يعنى، بعد ما طلع الأزازة دى من جيب عبايته برضه و أدهالى ف أيدى ، قال

_ و أنت قاعد قصادى كده و مربع على الأرض، هتكب نقطة نقطة من المية اللى ف الأزازاة ف وسط المثلث ده بلظبط، نقطة نقطة، من غير أستعجال .

و نفذت كلامه كنت بكب نقطة نقطة من أزازة المية، وقتها كان مغمض عينيه و بيتمتم بكلامه اللى مكنتش فاهمه، و ده كان التدريب الأخير، و فهمت منه اللى عملناه هنا هنعمله ف القبر بس مع وجود أختلاف أكيد، فهمت منه أن أغصان الشجر اللى عمل منها المثلث دى هتكون من العضم الموجود ف القبر و المية اللى هكبها، هتبقى مزيج من دم الفيران و الغربان، و قت ما هنعمل كده حيظهر لينا مازر بن غيلان المارد الصغير، اللى هيحقق كل أحلامنا، و اللى هنطلبه منه هينفذه ف الحال، حاجة كده زى الفانوس السحرى أو مصباح علاء الدين .

و أتدربت كويس، و فهمت منه هعمل أيه بلظبط و ف اليوم الموعود، ليلة الخميس وفجر الجمعة، نزلنا القبر اللى أخترته بعناية و كان فيه كل المواصفات المطلوبة،

قعدت أنا و هو ف وسط القبر مربعين على الأرض قصاد بعض، و على ضوء لمبة الجاز اللى أخدناها معانا عشان تنورلنا ف الضلمة، بدأ يشتغل، عمل المثلث من عضم الأموات اللى كان موجود ف القبر و بدأ يرسم رسوماته أو رموزه الغريبة دى، و ف نص المثلث بظبط، حط جمجمة بشرية كانت موجودة مع العضام ف القبر.

بدأ يردد همهمات غريبة كانت وقتها عبارة عن تعاويذه و طلاسم، و بدأت أنا أكب الدم اللى كان مزيج من دم الفيران و الغربان ف وسط المثلث بلظبط، فوق الجمجمة، زى ما قلى كنت بكب الدم نقطة نقطة، و فجأة حسيت و كأن زلزال ضرب القبر اللى كنا موجودين فيه، زلزال رهيب، و رياح قوية و دخان أسود كثيف كان بيخرج من وسط المثلث ده، كان القبر بيتهز بقوة و كأنه هينهار فوق دماغنا، و فجأة و على ضوء لمبة الجاز، ظهرت لينا، جنية، أيوة حنيه، كانت على هيئة واحدة ست شكلها أأقل حاجة يتوصف بيه أنه كان ف منتهى البشاعة، كانت قصيرة كأنها قزم، ، شعرها منكوش، و كان ليها أنياب بارزة زى أنياب الديب، و كانت عينيها منظرها بشع، كأن بيخرج منها جمرات من نار، من . من .. من نار جهنم، وسط كل ده بصت الجنية للساحر و قالت له

_ أنت عايز من مزار أبنى أيه ؟ عايز تسخره لخدمتك، عايز تستعبده و يبقى من خدامك، لا و ألف لا مزار بن غيلان من قبيلة الجن الأحمر و مفيش ساحر أنسى يقدر يسخره، و أنا أمه و جيت عشان أنتقم منك و تكون نهايتك على أيدى .

وقتها كان الساحر قاعد زى الصنم لا بيهش و لا بينش، لا صوت و لا حركة، و كان مركز نظره ف الجنية أم مزار بن غيلان ، و فجأة ألتفتت و يصت عليا، ساعتها أول ما عينى جت ف عينيها، خفت ، حسيت ساعتها أن خلاص هيغمى عليا و هفقد الوعى، من بشاعة شكلها و من نظرة عينيها الرهيبة،، و كانت أخر حاجة بسمعها قبل ما أفقد الوعى و أغيب عن الدنيا تماما، صوت صرخات الساحر الرهيبة، كانت صوت صرخاته، صوت صرخات واحد بيتعذب أشد أنواع العذاب، كانت صرخاته كأنها صرخات جيه من أعمق أعماق الجحيم، و دى كانت أخر حاجة بسمعها، و بعد كده فقدت الوعى تماما .

مكنتش أعرف قد أيه مر من الوقت و أنا مغمى عليا و فاقد الوعى، لما رجعلى و عيى تانى، و لقيت نفسى نايم على سرير ف مستشفى، وقتها كنت نايم و دراعى الشمال متجبس و رجلى الشمال متجبسة هى كمان، و مرفوعة على حامل موجود ف بداية السرير، ساعتها كان ف هيصة و دوشة، ناس كتير و بوليس، و سط كل الهيصة دى سمعت صوت بنت بتقول

_ أيوه يا فندم باين عليه فاق خلاص .

لما بصيت ناحية الصوت لقيتها ممرضة، عرفت وقتها أنى أكيد موجود ف مستشفى، ساعتها أستغربت لما لقيت طباط شرطة كتير، ملتفين حولين السرير اللى كنت نايم عليه، و كان معاهم ناس لابسة مدنى ،عرفت بعد كده أنهم من محققين من النيابة، جايين يحققوا معايا ف اللى كنا بنعمله انا و الساحر ف القبر و ف عز الليل، وقتها عرفت منهم، أن كان فى ناس مات لهم ميت و جم المقابر عشان يتفقوا معايا أفتح القبر بتاعهم و أجهز كل حاجة لمراسم الدفن يعنى، ساعة لما ملقونيش ف الحوش بتاعى بدأوا يدوروا عليا وسط المقاير و بالصدفة شافوا قبر مفتوح، و كان فيه دخان أسود طالع منه و صوت أنين مكتوم، صوت واحد بيتوجع و بيتألم، بلغوا الشرطة طبعا، و لما حضر رجال الشرطة، لقونى أنا و الساحر جوا الفبر، وقتها لقوا الساحر ميت، كان فاتح عيتيه على أقصى أتساعها و كان بتطل من عينيه نظرة كانت مزيج من الرعب الخوف و الفزع، و الألم و كان كل عضام جسمه مدغدغة، كأن بلدوزر عدا على جسمه أكتر من مرة و حطم كل عضامه و حولها لعضام مطحونة أشبه بالتراب، و لقونى طبعا معاه، كنت لسه ما زالت على قيد الحياة لكن نصى الشمال بس، دراعى و رجلى، مكسورين، و عضمهم متحطم و مهشم تماما، وقتها نقلونى على المستشفى و الراجل الغامض ده أو الساحر على المشرحة، و عشان كنت فاقد الوعى، أستنونى لما يرجع لى وعيى، و ساعة ما رجعلى الوعى من تانى بدأوا التحقيق معايا، و أعترفت بكل حاجة حصلت من ساعة ما قابلت الساحر لليوم اللى لقونى فيه أنا و هو جوا القبر، بعد كده حولتنى النيابة للمحاكمة بتهمة الدجل و الشعوذة و التعدى على حرمة الأموات، و حكمت عليا وقتها بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات و دخلت السجن و لبست البلدلة الزرقة، بسبب لحظة شيطان، و بسبب شهوة حب المال، دخلت السجن و ماتت أمى من الحزن عليا، و كمان قالولى النار شبت فجأة و من غير سبب ف الحوش بتاعى اللى كنت ساكن فيه ف المقابر، و حرقت كل حاجة حتى الكيسة اللى كان فيها الفلوس و عقد الشقة الجديدة، كنت عارف أن ده كان أنتقام أم مازر بن غيلان، المارد الأحمر الصغير، حتى الحوش اللى كنت عايش فيه وسط المقابر راح منى هو كمان،

كل شئ راح، لأن ف لحظة سمعت كلام الشيطان و مشيت وراه، دلوقت بحاول أكفر عن ذنبى و أرجع لربنا تانى ب التوبة و الاستغفار و الصلاة و الصوم، يمكن ربنا يتجاوز عن ذنبى و يغفر اللى عملته.

و الحمد لله فاتت الأيام و الشهور و قضيت سنتين من فترة العقوبة و باقى سنة، محتاج دعواتكم عشان ربنا يغفرلى ذنبى و يهون عليه محنة السجن و يتم شفائى، و أرجع أمشى من غير عكاز، من فضلكم أدعولى، مش محتاج غير دعواتكم .

و بكده تنتهى أول حكاية من حكاياتى أنا عمكم أو جدكم أكرم التهامى، أو الغريب زى الناس ما بتحب تنادينى، لو عجبتكم حكايتى الأولانية و عايزين تسمعوا منى حكايات تانية، أكتبولى ف الكومنتات .

وبكده تنتهى حكايتنا أنهاردة  من القصص المؤلفة، كتبها / وليد محمد،

تمت

تعليقات