Chapter 9
رغم محاولاتهم عدم معرفة فرح ما حل بيوسف لكن عودتها المفاجأة إلى القاهرة مع خالد جعلتها على علم بكل
شىء حيث دخلت إلى منزلهم لتجده خاويا لتخبرها الخادمة عما حدث فانطلقت مع خالد مسرعة إلى المستشفى
و فور أن وصلت لتجد والدها يجلس خارج غرفة يوسف فنظر اليها متفاجئا
- فرح ؟! أنتى ايه اللى جابك ؟ مين اللى قالك ؟
- ازاى يا بابا متقوليش حاجة زى دى ، كان لازم أبقى جنبه
عاتبته و الدموع تنهمر على وجهها منذ وفاة والدتها و هى حلت محلها في حياة يوسف و منه و رغم ابتعاد
يوسف عنهم لكنها كانت دائما الأقرب له ليتوجه خالد نحوه و سأله
- هو أخباره ايه دلوقتى يا عمى ؟
- زى ما هو يا خالد ، الدكاترة هنا بيقولوا إن الأمل ضعيف في انه يرجع يمشى تانى
سماع تلك الكلمات جعل فرح تنهار و تبكى بقوة عندما حاول خالد تهدأتها
- بابا أنا عايزة أشوفه
- مش هينفع حالته النفسية مش مستحملة عايزاه يشوفك و انتى في الحالة دى
كان والدها محقا في كلامه حاولت التماسك فلم تقدر فكلما حاولت أن توقف الدموع في عينيها وجدتها تنهمر
أكثر جلست على الكرسى و جلس خالد بجوارها ممسكا بيدها
- اهدى يا فرح ، إن شاء الله هيبقى كويس ، خلى أملك في ربنا كبير
لم يكن أمامها الا أن تتعلق بالأمل في شفاؤه يؤلمها أن تقف عاجزة تشاهد أخاها يتألم و لا تستطيع مساعدته
احساس العجز قاتل حقا حين تقف تشاهد من تحب يتألم و انت لا تستطيع مساعدته
أما ملك فقد كان الشيطان ينصب لها فخا يحطم به كل أحلامها الوردية و حياتها الهادئة فقد قررت نهلة المضى
قدما في خطتها الجنونية ، اتصلت بخالتها تطلب منها أن تحضر لها احدى فساتين ملك و رغم معارضة فريدة
لذهاب ملك الا أن نهلة استطاعت اقناعها فوضعت فريدة سماعة الهاتف من يدها و نادت ملك
- ايوه يا ماما
- عارفة فستانك الكريمى طلعيه عشان نهلة بنت خالتك عايزاه هأبعتهولها مع ياسر
أومأت ملك برأسها قبل أن تقترح
- طيب ما أروح أنا أوديه و اقعد معاها شوية ، أنا زهقانة و نهلة بتسلينى و هنبقى في البيت
نظرت اليها فريدة بابتسامة ذات مغزى و سألت
- انتوا متفقين مع بعض و لا ايه ؟ هى لسه قايلالى ابعت الفستان معاكى
- لا و الله يا ماما
أومأت الأم برأسها قبل إن تجيب
- خلاص بعد العصر روحى وديه ليها بس متتأخريش
نظرت ملك إلى والدتها مبتسمة و عادت إلى غرفتها تبحث عن الفستان متحمسة لتذهب لابنه خالتها
جلس ياسر في كافيتريا الجامعة في انتظار منه التى لم تنهى امتحانها إلى الآن لكنه جلس قلقا في انتظارها تجذبه
بعفويتها و جنونها معها يتوقع الكثير حرة منطلقة بلا قيود إن أرادت شيئا تحركت للحصول عليه تستطيع التعبير
عن مشاعرها دون تكلف أو تصنع ، يريد أن يكون مثلها عفوى منطلق بلا حدود معها تشعر انك تمتلك العالم
لكنها بعد حادثة يوسف تغيرت هادئة صامتة و حزينة لا يلومها لكنه يريدها أن تعود إلى هذا الاشراق مجددا ، مر
الوقت و لم تحضر بعض لكنه جلس في انتظارها
خرجت إيمان مع صفا بعد أن أديا أول امتحاناتهم كانت إيمان سعيدة فقد استطاعت الإجابة على جميع الأسئلة
- السؤال الثانى كان بايخ أوى
نظرت إيمان إلى صفا مستنكرة
- يا بنتى الامتحان كان مياه انتى اللى قلبتى الفصل ده و قلتى مش جاى و انا قلتلك
- افضلى كده قطمينى اهو الحمد لله عدى و خلاص
ابتسمت اليها إيمان قبل إن تتلاشى ابتسامتها لسماع صوت
- عملتوا ايه يا بنات ؟
التفتا ليجدا سعد خلفهم ابتسم إلى إيمان ابتسامة خبيثة بينما حاولت أن تتملك هى اعصابها و ظلت صامتة بينما
أجابت صفا
- الحمد لله ، يلا يا إيمان اتأخرنا
همتا بالذهاب عندما أمسك سعد بذراع إيمان فنظرت إليه غاضبة بينما احتفظ بإبتسامته المستفزة على وجهه
- الامتحان بتاع المادة بتاعتى آخر الاسبوع ، ذاكرى كويس
غادر سعد بعد هذا التهديد الواضح تاركا إيمان في قلقها تعلم أن سعد لا ينوى خيرا على الاطلاق لكن عليها أن
تتجاهل هذا التهديد و تركز على الاختبار و كفى ، ظلت شاردة عندما ربتت صفا على كتفها
- متخافيش
ابتسمت اليها إيمان متظاهرة بطمئنينة تمنى بها نفسها
جلس محمود في مكتبه بوكالة العطارة فوالده يلقى على عتقه الكثير مؤخرا عندما قطع الهدوء صوت الشجار
داخل محل العطارة ليترك مكتبه في الأعلى و يتجه إلى أسفل ليرى ما يحدث
- في ايه يا سعيد ؟
تستمر القصة أدناه
صاح غاضبا لتلتفت هى إليه فصمت على الفور كمن صعقه الب رق جمالها متوحش حقا عيون واسعة سوداء كالؤلؤ
برموش طويلة جارحة بيضاء البشرة بخدود متوردة و فم مرسوم كأنها لوحة فنية ذاتها زينتها جمالا و بينما هو غارق
في تفرس ملامحها التى أربكته أجابه سعيد العامل
- عايزة ترجع الحاجات اللى خدتها أول امبارح و احنا قلنا لها البضاعة لا ترد و لا تستبدل فضلت تزعق و تعمل
غاغة
نظرت إلى سعيد غاضبة و صاحت
- غاغة في عينك ما تحترم نفسك هو أنا جاية اشحت منك
نظر محمود اليها مبتسما تشبه القطة البرية المتوحشة
- هدى نفسك يا آنسة ......
- قمر
قدمت نفسها إليه عندما اتسعت ابتسامته "قمر" ما كانت لتدعى سوى قمر فعلا فقد سطع نورها في المحل
- سعيد ، اعمل كل اللى الآنسة عايزاه ، دى زبونة المحل
ابتسمت إليه قبل أن ينصرف من أمامها ، صعد إلى مكتبه و اقترب من النافذة ليراها تغادر تخطو كع زال و هى
تسير بخطوات واثقة جميلة كرياح هوجاء في ليلة صيفية حارة ، جمال أخاذ يحبس الأنفاس حاول ابعادها عن
عقله و جلس يكمل عمله و قد تذكر هاجر فالتقط الهاتف و طلب رقمها لتجيبه في قلق
- الو ، ايوه يا محمود في حاجة ؟
- ايه يا هاجر دخلة المخبرين دى وحشتينى قلت أكلمك
ضحكت هاجر منه قبل أن تجيب
- مش عوايدك يعنى
- اهى بقت عوايدى
أجاب مبتسما عندما سمعها
- على العموم متتأخرش انا حضرت الغدا و متنساش و انت جاى تجيب عيش و لبن لان بتاع اللبن مجاش
زفر محمود غاضبا
- حاضر
أغلق الهاتف غاضبا يشعر انه أخطأ عندما اتصل بها ليخبرها عن اشتياقه اليها باحثا عن كلمات حب من زوجته2
لكنه كلما مر الوقت يشعر انه أخطأ في الزواج منها مشاعرها باردة لا يشعر معها بالحب الذى طالما سمع عنه من
اقرانه عبارات الغرام و الاشتياق كل منهم تعرف إلى العديد من الفتيات و قصص حب كثيرة بينما هو انكب على
عمله و تزوج زواجا تقليديا اعتقد انه سيعيش معها تلك القصص ليفاجأ بحياة روتينية للغاية جال بخاطرة ماذا إن
كانت قمر المتمردة الشرسة زوجته لكانت الحياة معها مختلفة تماما ، تلاعب الشيطان بعقله فاستغفر ربه و عاد
تستمر القصة أدناه
إلى عمله
وصلت ملك إلى منزل خالتها و قد رحبت بها نهلة لتخطو إلى الشرك دون إن تعلم شيئا لكنها لاحظت أن المنزل
خالى تماما فسألت ببراءة
- هى خالتو فين ؟
- نزلت عند طنط نادية و هى بقى اما بتقعد معاها انسى ، بس انتى وحشتينى يا ملوكة
- انتى أكتر يا نهول ، اتفضلى الفستان اهوه قيسيه عشان لو في حاجة هتتظبط
أمسكت نهلة بالفستان ثم التفتت إلى ملك
- أعملك حاجة تشربيها اول
ذهبت نهلة تحضر عصيرا لملك ترددت قليلا قبل أن تضيف قطرات من المنوم إليه لتمضى في خطتها ، عادت
إلى ملك ووضعت العصير أمامها
- اهى يا ستى الفراولة اللى أنتى بتحبيها ، اشربى بقى لحد ما اقيس و ارجعلك
أومأت ملك برأسها و دخلت نهلة إلى الغرفة ، القت بالفستان على السرير و اتصلت بأحمد تخبره أن يحضر
على الفور و ظلت تراقب ملك التى بدأت تشعر بثقل في عينيها كانت تغيب عن الوعى تدريجيا و مهما حاولت
أن تقاوم لم تستطع إلا أن تقع في تلك الغيبوبة و ما هى دقائق حتى وصل أحمد ليجدها على الأريكة و نهلة
بجوارها ، ظل ينظر اليها كانت بريئة بحق ، لا يمكنه أن يفعل هذا بها و قد رأت نهلة التراجع بعينيه فتساءلت
مستنكرة
- ايه هترجع في كلامك و تسيبها لغيرك ؟!
نظر إلى ملك قبل أن يحملها بين ذراعيه ليسقط حجابها عن رأسها و اتجه بها إلى داخل الغرفة ووضعها بالسرير
عاد ياسر إلى منزله و الضيق باديا على ملامحه فمنه غادرت دون أن تتصل به لكنه فور أن دخل إلى المنزل رن
هاتفه و كانت منه فالتقطه و سألها
- انتى فين يا بنتى ؟ أنا فضلت مستنيكى كتير
- Sorry يا ياسر بس و الله نسيت و رجعت على المستشفى ، متزعلش
ابتسم قبل أن يجيب و هو يضحك
- أنا استحالة ازعل منك يا مجنونة
فوجىء بوالدته تحدق به غاضبة فأنهى المكالمة سريعا
- معلش يا منه هأكلمك تانى سلمى لى على عمى و يوسف
أغلق الهاتف و حاول تجاهل نظرات والدته النارية له و سألها عن ملك
- هى ملك فين ؟
- عند خالتك و بعدين بقى في موضوع منه ده
اتجه إلى غرفته متجاهلا حديث والدته لكنها تبعته
- أنا مش قلت لك تبعد عنها ، منه حاجة و احنا حاجة تانية ، دى بنت مجنونة و طايشة
- ماما انا مفيش بينى و بين منه حاجة ، دى مجرد بنت عمى بس كده
أخبرها كذبا ليستريح من المحاضرة التى ستلقيها والدته على مسامعه يحب منه و سيخطبها فقط عندما تتحسن
الظروف فليأجل المواجهة قليلا و رغم إن والدته لم تقتنع بكذبته الا انها غادرت غاضبة تحاول الاتصال بملك
التى تأخرت لتجد هاتفها مغلقا
بدأت ملك في استعادة وعيها تدريجيا، ظلت تحدق بسقف الغرفة و السرير الذى تنام عليه ، شعرها منسدل على
الوسادة ، التفتت لتجد أحمد بالغرفة ، نظرت إلى ملابسها و الفوضى التى حاقت بها لم تحتاج إلى وقت كبير
لتفهم الأمر ، طغت الصدمة على ملامحها أما هو فقد نظر اليها حائرا
- ملك ، أنا بحبك ... بحبك أكتر من نفسى ، انتى اللى اضطرتينى اعمل كده
نظرت إليه و قد تسارعت أنفاسها تشعر انها تختنق و قلبها يخفق بقوة ، تساقطت دموع عينيها فمد يده يمسحها
لتتراجع في رعب
- ملك احنا هنتجوز ، انتى كده ملكى ... عمرك ما هتكونى لحد غيرى ، أنا مكنتش عايز أذيكى بس انتى اللى
خلتينى اعمل كده لما فضلتيه عليا ، أنا مش هسيبك ، احنا هنتجوز
نظرت إليه بقهر و خوف شديدين دموعها تنهمر بغزارة هى لم تؤذيه يوما ليسلبها كل شىء
- أنا منتقمتش منك أنا بس .... انتى دلوقتى مش هينفع تكونى لحد غيرى
شعرت أن قدماها لم تعودان تحملانها كادت أن تسقط لكنها اندفعت إلى خارج الغرفة لتجد نهلة أمامها ، نظرت
اليها بعيون دامعة ، اجتمع بها قهر العالم ، سألت في ضعف و دموع عيناها تتساقط
- ليه ؟ حرام عليكى
هزت الكلمات نهلة كثيرا و هى ترى الحال الذى بدت ملك عليه ، التقطت ملك حجابها و خرجت مسرعة من
الشقة ، وقفت تعدل من ملابسها و أحكمت حجابها حول رأسها قبل أن تغادر و هى لا تستطيع التوقف عن
البكاء تشعر أنها ضائعة تماما ، تائهة كمن سقط في بئر فارتطم رأسه ليغرق و هو غير قادر على المقاومة او حتى
الموت ، وصلت إلى المنزل و قد حاولت أن تتجنب والدتها لكنها لم تستطع فقد دخلت لتجد والدتها في
انتظارها
- اتأخرتى ليه يا ملك ووشك مخطوف كده ليه ؟؟
حاولت ملك أن تتمالك نفسها و ابتلعت دموعها فهى لا تستطيع ا،خبار والدتها
- أبدا بس عايزة أنام و دماغى بتوجعنى شوية
اتجهت إلى غرفتها و ارتمت على السرير تبكى خائفة لا تعرف ماذا ستفعل تخشى اخبار والدتها و ماذا إن وصل
الأمر لمحمود و ياسر او والدها سيقومون بقتلها و العار و الفضيحة ستلاحقهم جميعا إلى الأبد حتى أمير لا
تستطيع اللجوء اليه ظلت تبكى بلا هدف حتى غابت عن الوعى تماما
Chapter 10
في المستشفى دخلت فرح إلى يوسف الذى استيقظ ليجدها بجواره ممسكة بيده
- فرح ؟!
- حمد لله على السلامة يا روح فرح ، ياريت كنت أنا بدالك يا حبيبى
نظر اليها دون أن يجيب فمسحت على رأسه قائلة
- كلمنى يا يوسف ، حاسس بايه ؟
- الكلام مفيش منه فايدة يا فرح ، لا هيغير حاجة و لا هيصلح حاجة
ربتت على يده و ظلت صامتة عندما دخل خالد
- ايه يا ابنى خضيتنا عليك ، إن شاء الله تقوم بالسلامة
أومأ يوسف برأسه و نظر إلى فرح
- انا عايز أنام
نظرت إليه قبل أن تغادر هى و خالد فور أن خرجت انهارت باكية فهى ترى أخيها الوحيد ميت حى ، رفع خالد
وجهها إليه لتبكى بشدة و ترتمى على صدره تبحث عن مواساة فلم يتردد و أحاطها بذراعيه يواسيها و يهدأ من
روعها عندها حضر ابراهيم و رآهما فتجمد مكانه حبيبته بين أحضان غيره لا يهم صفته او ما يمثله اليها فالغيرة
التى اشتعلت بداخله لم تعترف بأى شىء ، اتجهت منه ناحيته فابعد ناظريه عن فرح و خالد و سأل عن عمه
- بابا مع تيم و الدكتور بيجهزوا ورق يوسف للسفر
أومأ برأسه قبل أن يغادر و الغيرة تأكله قلبه يشتعل حتى إن كان زوجها فهى حبيبته قلبه لا يعترف به الا غريما
خطف حبيبته منه ، يحاول جاهدا أن ينساها لكنه لا يستطيع
تأخر الوقت و ملك لم تستيقظ بعد فدخلت والدتها اليها و نادتها لتوقظها
- ملك قومى يا حبيبة ماما
لم تجيبها كان وجهها شاحب بشدة فمدت والدتها يدها تتلمس جبهتها لتجد حرارتها مرتفعة بشدة
- ملك ، ملك
فتحت عيناها بصعوبة و نظرت إلى والدتها و هى تتمتم
- ماما ، أنا آسفة قولى لأمير أنا آسفة
ظلت تتمتم في غيبوبتها حينما نادت والدتها على ياسر ليتصل بالطبيب و بالفعل اتصل بالطبيب الذى اتى ووقع
الكشف عليها
- أنا كتبت لها خافضات الحرارة دى و هتحتاج تحليل دم عشان نعرف سبب الحرارة لان أنا مش شايف اى
سبب عضوى و التحاليل هتأكد أكتر
أومأ ياسر برأسه و أوصل الطبيب إلى الباب و ما إن فتحه ليجد والده الذى تساءل قلقا
- خير يا ياسر ؟ في ايه أمك مالها ؟
- مش ماما دى ملك سخنة جدا ، الدكتور بيقول حمى بس مش عارف السبب ، أنا هنزل أجيب لها الدوا و
أشوف حد يعلق لها المحلول
انصرف ياسر ليحضر الدواء بينما دخل والدها ليجد والدتها بجوارها تضع لها كمادات المياه الباردة و هى غائبة
عن الوعى تماما
تقلبت نهلة في سريرها و قد جافا النوم عينيها نظرة الضعف و القهر في عيون ملك الدامعة تطاردها و كان حال
أحمد أسوأ فقد جلس يتذكر نظراتها و دموعها ينظر إلى صورتها و يعتذر منها كثيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق