Chapter 17
عادت منه إلى المنزل مرهقة فهي لم تعتد أن تقسم وقتها بين الكلية و العمل و لكنها كانت سعيدة ، لا تعرف
سببا لسعادتها هو فقط شعور غامر بالسعادة ، أمسكت بهاتفها لتجده على الوضع الصامت و قد وصلها الكثير
من الاتصالات التي لم تجيب أيا منها ، فقرت تصفحهم لتجد العديد من المكالمات من ياسر ... ياسر !! لقد
نسيت موعدهم تماما و لا بد انه غاضب منها فحاولت الاتصال به مرات عديدة لكنه قرر رد الصاع لها و لم
يجيب ، حزنت لانه لا يجيبها فهي تجاهلته و هو أتى اليها معتذرا فأرسلت إليه تلك الرسالة "أنا آسفة يا ياسر
بجد انشغلت جدا و نسيت معادنا ، متزعلش منى بقى" شاهد رسالتها و لم يرد فهي دائمة التجاهل له و هو دائم
التودد اليها فليتبادلا الأدوار قليلا ليرى إن كانت ستهتم هي الأخرى أم لا ، لكن منه كانت حزينة فعلا لأنها
أغضبته و ظلت تبحث عن طريقة تصالحه بها لكنها قررت أن تنتظر و ترى كم سيظل غاضبا منها فكلاهما يختبر
صبر الآخر
تقدم إبراهيم إلى الداخل و هو ينظر إلى خالد بغضب بينما خالد لا يعرف سببا لذلك الغضب المتقد بعيني ابن
عم زوجته هو لا يدرى شيئا عن حب إبراهيم لفرح و لا يعلم إن إبراهيم يعتبره عدوا و رغم دهشته من هيئة
إبراهيم لكنه قرر الترحيب به ربما أتى بشأن ذلك الاتهام الذى أخبرته به فرح مسبقا
- أهلا يا إبراهيم اتفضل
- أنا مش عايز اتفضل ، أنا جاي بس أقولك إن الجيات أكتر
نظر إليه خالد بدهشة قبل أن يتساءل
- جيات ايه ؟! أنا مش فاهم اى حاجة ؟
- انت مش هتبطل تمثيل
صاح إبراهيم لتتقدم فرح مدافعة عن زوجها
- خالد ملوش دعوة بأى حاجة
- استنى انتي يا فرح ، ايه يا إبراهيم ؟ في ايه ؟ تعالى اقعد و نتكلم
نظر إليه إبراهيم متهكما هو مقدما لن يقتنع بكل الأعذار التى سيسوقها له فقد حدد موقفه باتهامه و انتهى الأمر
و لكنه جلس مستمعا رغم أنه اصدر الحكم مسبقا
- فرح قالت لي على الأخبار اللى وصلت لك و أنا حقيقى مش فاهم انت ليه مصمم إن ده حقيقي رغم إن
الظابط صاحبك ملقاش حاجة و البلاغ كله على بعضه طلع بلاغ كيدي
نظر إبراهيم إلى فرح معاتبا غاضبا منها لإخبارها لخالد ثم أعاد نظره إليه
- ما هو انت أخدت حذرك بعد ما الأخبار وصلتك
ابتسم خالد واضعا قناعا من البرود يواجه به ذلك المشتعل غضبا أمامه
- عيلة الصياد اسمها معروف و أظن لو الحاج عبد الرحمن عنده شك مكانش دخل الشراكة من الأول و لا أنت
بتشكك في حكمه
ارتبك إبراهيم أمام هذا الواثق ، يعلم انه لا يحمل دليلا على اتهامه سوى رغبته في أن يكون الأمر صحيح لكن
الأمر الذى قتله حقا كانت نظرة فرح لخالد لأول مرة يرى تلك النظرة بعينيها ، هي حتى لم تنظر إليه بكل هذا
الوله ، لم يلمح العشق صافيا بنظراتها قبلا ، القلق من أن يجرح إبراهيم مشاعره بأى كلمة ، نظرتها له باتت
خاوية لا تحمل شعورا أو ربما حملت له تحذيرا بألا يتجاوز أكثر مما فعل
- خليك واثق يا خالد إني هأوصل للحقيقة
- أنا متأكد من كده
أجابه خالد مبتسما ليندفع إبراهيم خارجا و فرح تتنفس الصعداء ذلك اللقاء ضغط على اعصابها لكن خالد تعامل
بمنتهى الهدوء ، توجهت نحوه معتذره لذلك الحزن البادي على وجهه
- أنا آسفة يا خالد ، بجد أنا متوقعتش إن إبراهيم هيصدق الموضوع للدرجة دي بس أنا مصدقاك وواثقة فيك
ابتعد عنها و جلس ينظر إلى الأرض ، بدا هادئا دبلوماسيا أمام إبراهيم ، استطاع تضييق الخناق عليه و إثبات أن
الأمر محض إفتراء لكن أمامها هي الأمر مختلف ، شعر بيدها تمسك بيده فرفع وجهه اليها و قبل أن تقول أى
شىء كان هو من يتحدث
- أنا كذاب يا فرح ، إبراهيم عنده حق
صدمتها جملته و ظلت تستمع إلى اعترافه كاملا
- بعد ما انتي واجهتيني و كنت فاكرك بتهزرى ، اتصدمت أوي و قعدت أفكر جبتي الكلام ده منين لكن كان في
شك جوايا واجهتهم و طلع كل الكلام صح ، عيلتي بتشتغل في تجارة المخدرات و لما وجهتهم يحيي قالها لي
على بلاطة كل الفلوس اللى عندك و شقتك و عربيتك و كل حاجة من تجارة المخدرات ، انا مكنتش أعرف يا
فرح و الله ما كنت اعرف ، بس انا اللى قلت لهم على الظابط ، أنا مش مثالي و مقدرش أشوف جدي مسجون
حتى لو هو غلطان ، هو اللى رباني بعد موت أبويا و أمي
ظلت فرح تنظر إليه و قد ران صمت طويل بينهما هي لا تصدق ما يخبرها به ، الصدمة بادية على ملامحها
تحاول استيعاب ما يخبرها به من حقائق كارثية
- فرح أنا مقدرش أكذب عليكي و لو أنتي مش عايزة تكملي معايا احنا ....
قبل أن يكمل وضعت اصابعها على شفتيه تمنعه من الكلام
- أنا مقدرش أسيبك يا خالد ، أنت روحي حد يقدر يسيب روحه
تستمر القصة أدناه
- حتى بعد اللى عرفتيه
- أنت ملكش ذنب هما بيعملوا ايه ؟ انت مش زيهم ؟
- فرح أنا عايز اسيب لهم كل حاجة الشقة و العربية و كل الفلوس اللى في البنك هنعيش على مرتبي من الجامعة
و بس ... هتقدري يا فرح تعيشى عيشة مختلفة تماما
أومأت برأسها قبل أن تحتضنه
- طول ما انت معايا مش عايزة أى حاجة تانية
احتضنها بقوة يريد أن يزرعها بين ضلوعه رغم رغد العيش و الحياة المترفة التى عاشها لكنه لطالما افتقد الحنان
منذ وفاة والدته و هو لم يتجاوز العاشرة فقد والديه في اقل من عام ليجد نفسه وحيدا لم يعرف الحب سوى من
عينيها ، فرح التى حملت سر فرحه ، أهداها إليه القدر ليعوضه عن كل ما مر به في حياته من ألم
تمر الأيام و هي تمني نفسها أن تراه و لكنه لم يظهر كل القصور التى بنتها في الهواء هدمتها رياح البرودة التى
اجتاحتها بغيابه ، جلست في المدرج غير منتبه لانتهاء المحاضرة عندما اقتربت منها صديقتها رشا
- اللى واخد عقلك يتهنا به
نظرت إليه غاضبة قبل أن تزفر في ضيق
- اسكتي يا رشا مش نقصاكي
- ايه يا نهول ، انتي وقعتي و لا ايه ؟
تنهدت بعمق و هى تتذكره و سرحت بخيالها تتذكر كل تفاصيل الصدفة التي جمعتهما
- وقعت أوى يا رشا بس أنا بس اللى وقعت
- لا انتى تحكي لي اسمه ايه و بيشتغل ايه و عرفتيه منين و اتى و قالك ايه ؟
- ايه كل ده ؟
- تعالى نروح الكافيتريا نشرب حاجة و تحكى لي
أومأت نهلة برأسها و سارت مع صديقتها تخبرها عن يحيي و عن اعجابها به
- هموت يا رشا من ساعة ما شفته ، هأتجنن مش عارفة أعمل ايه
ظلت رشا تضحك من صديقتها المجنونة فرفعت نهلة كشكولها و همت أن تضربها به عندما لمحته متجها نحوها
فتجمدت مكانها و تركزت نظراتها عليه هل جنت أخيرا و أصبحت تتخيل وجوده أم انه كان هو فعلا ، لا انه هو
بالفعل ، جمعت أغراضها بسرعة و رشا تشاهدها
- مالك يا مجنونة ؟
- يحيي داخل على الكافيتريا ، اوعى تبصى
قامت نهلة من مكانها و سارت بجواره كأنها لم تنتبه له عندما ناداها فالتفتت كأنها تفاجأت بوج وده
- يحيي ، فرصة سعيدة ، ايه اللى جابك عندنا في الجامعة ؟
ابتسم يحيي لتلك اللعبة التي تلعبها فهو كان يراقبها منذ دخوله و يعلم انها رأته لكن قرر أن يجاريها و يشعرها
تستمر القصة أدناه
أنها هي المتحكمة
- جاي عشانك
- عشاني ؟!
تعجبت عندما اقترب منها
- أصلك وحشتيني ، هو أنا موحشتكيش ؟
ابتسمت نهلة بشقاوة و أجابت
- و توحشني ليه ؟
اتسعت ابتسامة يحيي فاللعبة تسير كما خطط لها تماما
- لا وحشتك و عنيكي بتقول كلام أكتر من كدا كمان
- يا سلام واثق انت من نفسك أوي
غمز اليها بعينه قبل أن يمسك يشبك أصابع ايديهما معا ، لمسته لاصابعها جعلت القشعريرة تسرى في جسدها ،
ارتجف قلبها لكنها حاولت إخفاء الأمر
- ايه رأيك نتغدا سوا
أومأت برأسها و سارت معه و قد نسيت رشا التى كانت تراقب الموقف كله و هى تبتسم من صديقتها المجنونة و
تتساءل متى تعيش هى الأخرى ذلك الجنون اللذيذ
جلس أمير بغرفته حائرا كلما حاول أن يخطى حبه لملك منعه قلبه ، كيف ينزعها منه و هى تشبثت بكل قطعة في
داخله ، يلوم نفسه هو من سمح لحبها أن يتغلغل في داخله حتى تسربت إلى روحه و لم أصبحت جزءا منها ،
انتزاعها من داخله مؤلم يشبه الموت ، لم تقدم له سببا مقنعا سوى انها يجب أن تتركه ، اخرجته من أفكاره
طرقات على الباب فالتفت لتدخل إليه الحاجة هداية
- ايه يا ولدي هتفضل حابس نفسك في أوضتك كتير ؟
- أنا مش حابس نفسي و لا حاجة
ابتسمت إليه و هى تجلس على الأريكة
- هتضحك عليا يا واد ، ده أنا اللي ربيتك ، بص يا ولدي النصيب مفيش حد بيمنعه و أنت و ملك مهما كان
اللى بينكم نصيبكم مش مع بعض ، سيبها يا ولدي خرجها من جواك
نظر اليها صامتا ، هو يتنى أن يخرجها من داخله لكن حبها أصبح خنجرا مغروزا بقلبه و لا يقوى على انتزاعه
- أنا بفكر أخطبلك ، تعرف ريم بنت الحاج عبد الرحيم القناوي ، ما شاء الله عليها متعلمة و أخلاقها متتخيرش
عنك
- بس أنا .....
قاطعته قبل أن يكمل
- شوفها الأول قبل ما تديني رد ، متنزعش واحدة الا واحدة يا ولدي
غادرت الحاجة هدية و تركته لعاصفة الأفكار برأسه هل هى محقة فعلا هل لن ينزع حب ملك من قلبه ، حب
أخرى ... حب أخ رى و هل يقوى قلبه على عشق أخرى و كيف و هو لم يعد ملكه فليحاول استعادته لربما نجح
تستمر القصة أدناه
في التخلص من هذا العذاب
اليوم لم تكتب على حسابها على موقع الفيس بوك سوى جملة واحدة
"احذر من أدمن الوجع و احترفه حتى أصبح لعبته المفضلة"
كانت بداية الوجع خطبتها لأحمد بمنزلهما ، كانت في حجرتها تقف مع الجميع و على وجهها ابتسامة كأنها
اسعد انسانة على وجه الأرض تعجبت منها نهلة ، هى أول مرة تراها منذ ذلك اليوم و لم تتوقع أن تراها مبتسمة و
سعيدة هكذا هى تعلم كم أحبت ملك أمير و أنها لم تكن تحب أحمد يوما ، ماذا حدث لا تع رف و لكنها قررت
أن تتوقف عن التفكير فلتدعهم و شأنهم أما هاجر فقد كانت قلقة جدا بشأنها انتهزت فرصة انشغال الجميع و
اقتربت منها
- ملك انتى كويسة ؟
لم تشاء ملك أن يسألها أحد هذا السؤال هى تدعى القوة و تستعد للانتقام تذكر حالها سيضعفها سيجعلها تبكى
و تنهار و هى لا يمكنها أن تنهار قبل أن تشاهد انهياره ، فقط ابتلعت دموعها و اتسعت ابتسامتها
- أنا تمام يا جوجو متقلقيش
غادرت مبتعدة عن هاجر التي لم ينطلي عليها هذا القناع الذى ترتديه ، لم تصدق انها جلست بجوار أحمد و
ارتدت شبكتها ووضعت خاتمه باصبعها و هى مبتسمة ، هو الآخر تفاجأ بكل ما حدث لا يصدق انها هى حقا من
تبتسم و تتحدث مع الجميع
ظلت منه تراقب ياسر حتى ذهب إلى الشرفة ليجيب أحد أصدقاؤه ، التفت ليجدها أمامه
- ده انت مطنشني خالص
لم يجيبها فالتفتت لتنصرف عندما امسك بيدها
- أنا برضه اللى مطنش ؟!
سألها معاتبا عندما رفعت وجهها إليه
- طيب و الله اتلبخت في الشغل ، حقك عليا بقى
ابتسم اليها فبادلته هى الأخرى الابتسام و ظلا صامتين ينظران إلى بعضهما حتى سمع صفيرا فتمتم غاضبا
- الله يحرقك يا سمير
التفت يجيبه قبل أن يعود بنظره مرة أخرى فيجدها غادرت فأمسك ببعض الحجارة كانت بالشرفة و القاها على
صديقه غاضبا من انه قطع تلك اللحظة بينه و بين جنونه الشقية
انتهت الخطبة و دعا محم ود العروسين للعشاء فاتجه محمود و هاجر و أحمد و ملك للعشاء في أحد المطاعم
الفاخرة و ظل الجميع يتحدث ما عدا أحمد الذي ظل صامتا ينظر إلى ملك التى تمازح أخوها و زوجته طوال
الوقت دون أن ينطق بأى شيء فقط يبتسم لضحكاتها
- هييه نحن هنا يا أخ
تستمر القصة أدناه
مازحه محمود فالتفت إليه مرتبكا فضحك الجميع منه حتى ملك
- ما تسيبهم يا محمود
- طيب قومى
أمسك محمود بيد هاجر و جذبها ليجلسا على طاولة أخرى و فور أن ابتعدا تبدلت ملامح ملك تماما
- ملك
ناداها لتجيب ببرود
- أفندم
- انتى لسه زعلانة مني
ابتسمت متهكمة قبل أن تجيب
- زعلانة ؟! هو انت فاكر انك ضربتنى قلم و لا سرقت منى فلوس ، أنت سرقت حياتي
- أنا بحبك يا ملك
- و ايه كمان ؟
سألت متهكمة تسخر من مشاعره فصمت لا يعرف بما يجيب ينظر اليها و هى تسخر من مشاعره و تدوسها
بقدميها
- أنا مجبرة انى اتجوزك و أنت مجبر أنك تعيش معايا و أنت عارف إني مبحبكش و عمرى ما هأحبك ... أنا
بكرهك و بكره وجودك حوليا و بكره إني شيفاك قدامى و بكره نفسي بسببك
تعلم جيدا انه يحبها و قررت أن تستخدم حبه سلاحا تقتله به و قد نجحت فاليوم الذى طالما تخيله ، يوم
خطبتهما تحول إلى أسوأ كوابيسه تتردد كلماتها في عقله تؤرقه فلم يستطع النوم ليلا انتظر طوال تلك السنين
ليسمع كلمه حب واحدة منها فصرحت انها تكرهه ، فليتركها اذا .... لكنه لا يستطيع تركها ربما ستحبه فما
حدث لم يكن سهلا لييصبر قليلا فقط
بعد عدة أيام ترك خالد الشقة و السيارة و كل شىء لجده ، ظل يبحث كثيرا عن شقة و لكنه فشل فاقترحت فرح
أن يقيما بفيلا والدها لفترة رغم انه رفض في البداية لكنه تنازل تحت الحاح شديد منها و ها هى عادت إلى منزل
والدها و جهزت حجرتها لتقيم بها هي و خالد ، رحب بهم والدها كثيرا و فرحت منه للغاية حتى يوسف الذى لم
يعد يصرح بمشاعره لأحد لكنه ارتاح لوجود فرح بالقرب منهم لكن خالد ظل محرجا من اقامته بمنزل حماه حتى
أن فرح لاحظت الأمر ، فقد كان يجلس بالحديقة شاردا عندما وضعت فرح يديها على عينيه و همست
- ماله حبيبي سرحان في ايه ؟
أمسك بيدها و قبلها قبل أن يجلسها بجواره
- مفيش يا قمر بس بفكر شوية
- في مين ، اعترف ؟
قالت ممازحة عندما فرض ابتسامة على شفتيه فأمسكت فرح بيده
- أنا عارفة انت بتفكر في ايه بس صدقني يا حبيبي انت كده بتفكر بحساسية أنا مرتاحة أوى هنا ، أنا جنب
تستمر القصة أدناه
يوسف و منه و بابا و أنت عارف هما كلهم هنا بيحبوك ازاى يا ابني انت سحرتنا كلنا ، ده حتى يوسف اللى
مكانش طايق جوازنا بقى بيعتبرك في مقام أخوه و منه بقت هتطير من الفرحة
- يا حبيبتي أهلك هما أهلى و انا و الله بعتبر منه و يوسف زى اخواتى و عمي أنا بعتبره في مقام بابا بس الناس
هتقول ايه عايش في بيت حماه و هو اللى بيصرف عليه
نظرت إليه فرح بدهشة رغم اعجابها بعزة نفسه و كرامته
- انت حساس أوى و إن كان على كده يا سيدى نبقى نقسم مصروف البيت و لو إن عمري ما عرفت لبيتنا
مصروف بس هأمسك انا مصروف البيت و أقسمه عشان خاطرك ، أنا نفسى انك تبقى مرتاح يا أبو أمجد
- ربنا يخليكي ليا يا فرح ... أمجد مين ؟!
تساءل عندما ابتسمت إليه و قد احمرت وجنتيها قبل أن تجيب
- بلاش أمجد ايه رأيك في إياد أو معتز ، ما هو أنا قلت للدكتور إنى عايزة ولد الأول
- انتى بتتكلمي بجد
أومأت برأسها فضمها إليه فرحا
- ألف مبروك يا أم أمجد
نظرت فرح إليه سعيدة و هى ترى السعادة بعينيه و هو يحادثها فقد تلاشى الضيق الذى كان على وجهه منذ قليل
لم تعرف متى عشقته إلى هذا الحد لكنها تعلم جيدا انه يستحق كل ذرة من ذلك العشق و أكثر ... تتذكر بكاؤها
عندما ارغمت على هذا الزواج كم كانت غبية لو علمت مقدار السعادة التى كانت في انتظارها لما ذرفت دمعة
واحدة
على الجانب الآخر كانت هاجر هى الأخرى تعيش أسعد أيام حياتها منذ أن تزوجت و محمود يعاملها كأميرة
اعادت ذلك إلى سعادته بحملها و لكنه هو من كان يعرف الحقيقة انه يشعر بالذنب و يشعر انه يخونها مجرد
تفكيره بامرأة أخرى يعدها خيانة لها فيعاملها جيدا كنوع من التعويض و يحاول جاهدا ابعاد قمر عن عقله و قلبه
لكنها اليوم كانت بالمحل و لم يكن عم محمد موجودا فحل هو محله في تغطيه الحسابات ليقابلها وجها لوجه ،
يواجه كلماتها الرقيقة و صوتها الموسيقى الحالم و هى تشكره بدلال قبل أن تغادر ، فيلعن نفسه و عقله آلاف
المرات
- محمود مالك يا حبيبي ؟
- مفيش يا حبيبتي بس شوية مشاكل في الشغل
جلست هاجر بجواره و مسحت على رأسه بحنان
- بعد الشر عنك من المشاكل ، احكى لى
تستمر القصة أدناه
نظر اليها و هو يشعر بالذنب من معاملتها الرقيقة تغيرت لا ينكر أصبحت أكثر حنانا و تفهما لم لم تكن كذلك
من قبل لربما ما كان ليفكر بأخرى
- يعنى البضاعة الجديدة العمال بيرتبوها في المخازن لقيت اصناف ناقصة لسه محتاجينها و التجار اللى عليهم
لينا فلوس مش بيدفعوها الا بالعافية و السوق نايم شوية
- إن شاء الله يا حبيبي ربنا هيكرمك و يرزقك برزق البيبى اللى جاى و أنا هأصلى و أدعيلك
- ليه و انتى مكنتيش بتدعي قبل كده و لا ايه ؟
سألها ممازحا عندما إلى عينيه
- و أنا عندى أغلى منك أدعى له
- طيب قومى اعملى لى شاي يا عاقلة انتى
أومأت برأسها و غادرت ليتنهد في ضيق يدعو الله أن ينزع الأخرى من صدره
معركة الصبر كانت معركة إيمان و يوسف الذى نفذت حيله تماما في تعذيبها و ارهاقها و فقد الأمل في أنها
سترحل و تتركه ماذا يفعل أكثر من جعلها تقلب الغرفة رأسا على عقب بحثا عن قلم رصاص أحمق بحجه انه
قلمه المفضل و هو لا يحب الرسم بدونه ، هو لم يعد حتى يمارس هوايته التي برع بها منذ الحادث و لدهشته
فقد وجدت إيمان القلم الذى أضاعه من قبل الحادث بشهور ، قلم رصاص قصير جدا و قديم لكنه كان ييحبه و
يبقيه دوما ضمن مجموعة اقلامه
- هو ده القلم اللى خليتنى ضيعت نص اليوم بدور عليه ؟
أومأ يوسف برأسه مبتسما عندما احمر وجهها من الغيظ ووضعت القلم على المكتب و اتجهت تمسك بكتبها
لتذاكر بينما هو وضع السماعات في اذنه يستمع إلى الموسيقى و يقلب بحاسوبه المحمول ، مضى الوقت و هى
تقلب الصفحات و تكتب دون أن تمل ، ظل يوسف يراقبها فلم تتغير حركاتها تكتب ملاحظاتها في الدفتر و
تأخذ رشفه من قهوتها ثم تعود للنظر في الصفحات مرة أخرى
- انتى مملة
رفعت رأسها إليه متعجبة
- بقالك أكتر من ساعتين قاعدة بتذاكرى ايه ما تفصلي
ضحكت إيمان من تعليقه
- لعلمك و أنا في ثانوية عامة كنت بذاكر مادة واحدة أكتر من ست ساعات متواصل
- nerd )حمقاء(
- idiot )غبي(
ردت إيمان بابتسامة ليضيق عينيه و ينظر اليها بغضب عندما عادت تنظر إلى كتابها لدقائق قليلة قبل أن تتركه
- و بعدين بما إن أنا مملة ليه ما تتصل باسمها ايه دى اللى كانت لزقالك ليل و نهار في الجامعة ، نرمين ، مش
تستمر القصة أدناه
كانت بتقول للجامعة كلها انكوا هتتخطبوا
فور أن نطقت بتلك الكلمات تبدلت ملامح يوسف و سيطر الضيق عليها ، التفت متجها إلى الشرفة لا يريد أن
يواجهها و هو يخبرها بما حدث
- نرمين سابتني و أنا مش بلومها ، هي عندها حق .... مين اللى هتربط نفسها بواحد عاجز
شعرت إيمان بالأسى على حاله و هى تسمعه يردد تلك الكلمات و نبرة الحزن التى شابت صوته رغم محاولته
اخفائها ، اقتربت منه ووقفت أمامه تواجهه فتحاشى النظر اليها
- لو حبيتك فعلا كانت فضلت معاك ، مشكلتك كانت هتبقى مشكلتها ، كانت هتحس بوجعك من غير حتى ما
تتكلم ، لو فعلا حبيتك كانت هتشوفك أحسن واحد في الدنيا حتى لو انت مش كده
نظر اليها و قد احتل عيناه حزن عميق فقد أدرك انها محقة في كل ما قالت فنرمين لم تحبه يوما ، لو أحبته
لوقفت بجواره و ما تخلت عنه
- إيمان ، روحي ... أنا خلاص مش عايز حاجة و شوية و هنام
أومأت برأسها و اتجهت إلى أسفل تشعر بالشفقة على حاله عندما استوقفتها فرح
- يوسف نام ؟
- ايوه و أنا قلت أروح
- دلوقتى ، طيب ما تباتى هنا انتي اوضتك جاهزة
- أنا عارفة بس يعنى قلت اروح احسن بدل ما اتقل عليكم
- تتقلى ايه يا بنتى ده انتى نعمة من السما من يوم ما جيتى و حالة يوسف بتتحسن
و بينما تتنافشان معا رن جرس الباب و فتحت الخادمة لتجد تيم بالباب فأخبرت فرح التى أمرتها بادخاله على
الفور
- تيم ازيك ؟
- ازيك يا فرح ، معل شانا عارف انى جاى متأخر بس لسه مخلص المستشفى و قلت اطمن على يوسف
أخبرها و هو ينظر إلى ايمان قبل إن يلقى عليها السلام فابتسمت له
- لسه إيمان بتقولى انه نام
لم تكد فرح تكمل كلامها حتى رن هاتفها برقم خالد فاستأذنت منهم و ابتعدت لتجيبه عندها انتهز تيم الفرصة
في الحديث لايمان منذ أن غادرت المستشفى و هو يفتقد وجودها تحجج برؤية يوسف ليأتي و يراها
- ازيك يا ايمان
- الحمد لله ، ازى حضرتك ؟
- كويس طول ما انتى كويسة
نظرت إليه بدهشة بينما ابتسم هو بحرج مرتبك فهو لم يتحدث إلى فتاة معجب بها من قبل ، هو لم يعجب بفتاة
من قبل كما اعجب بها
- عاملة ايه في المذاكرة ؟
- الحمد لله تمام
اجاباتها مقتضبة لا تترك له مجالا للحوار و هذا ما يعجبه بها هى ليست كغيرها مختلفة تماما
- أنا معجب بيكي اوى على فكرة
- نعم ؟!
- اقصد يعنى بتشتغلى و بتدرسى و مجتهدة شخصيتك فعلا تستحق الاعجاب
- شكرا
كاد أن يتحدث عندما عادت فرح بعد أن انهت مكالمتها و حضر عمه لتنسحب إيمان إلى الغرفة الخاصة بها
بعد أن رفض على مغادرتها بهذا الوقت هو الآخر ، توجهت إلى غرفة يوسف و فتحت الباب بهدوء لتطمئن عليه
فوجدته نائما ، اغلقت الباب و توجهت إلى غرفتها تكمل مذاكراتها
لم تتوقف محاولاته في اثبات تورط خالد حتى علاء نفسه ترك القضية بأكملها و اغلقها باعتبارها بلاغ كيدي فلم
يجدوا أى دليل لكن إبراهيم كان مصرا أن يدين عائلة الصياد و يكشف الأمر ، تحرقه صورة خالد و فرح معا و
اليوم فرح ملك ابنه عمه و عليه أن يكون موجودا ليقف يشاهدها بين يديه و معه مرة أخرى
رغم صعوبة القرار لكنه قرر الحضور فما كان ليترك أحدا ينعم بنشوة الانتصار عليه ، سيذهب إلى زفافها و يقف
أمامها مبتسما ، تأنق كأنه زفافه هو و اتجه إلى القاعة التى يقام بها الزفاف بأكبر فنادق القاهرة رغم معارضة ملك
لكن والدها و أخويها و أحمد أيضا اصرا على اقامة حفل زفاف ضخم ، كانت ملك بغرفة الفندق تستعد ،
الجميع يجهزونها و ضعت فستان الزفاف فشعرت أنه كفنها ، اختنقت بدموعها هى غير قادرة على القيام بالأمر
- اطلعوا برا ، برا
انتهزت فرصة غياب والدتها و طردت الجميع تشعر انها تختنق اتجهت إلى الشرفة عندما رأت سيارته تقف أمام
الفندق و ترجل منها ، اتجه إلى الداخل فوجدت ساقيها تجريان نحو البهو بينما اتجه هو إلى السلالم بحثا عن
القاعة ، كان يلتفت يمينا و يسارا عندما شعر بوجودها كما اعتاد فالتفت ليجدها تقف أعلى السلم و تنظر إليه
بعيون تتلألأ بالدموع و هى ترتدى فستان زفافها الأبيض بكامل زينتها ، كم ود أن يراها هكذا لكنه لم يتخيل يوما
انها ستتألق هكذا لتزف لغيره بينما هى وقفت تتأمله تماما كما تخيلته في تلك الحلة السوداء و ربطة العنق باللون
الأحمر القانى ، تلك الأزرار الذهبية بأكمام القميص الأبيض الناصع كقلبه تماما ، أرادت أن تجرى نحوه و ترتمى
بين ذراعيه ، نظرت إليه و هى تحاول جاهدة ألا تبكى و قد قرأ نظرة عينيها جيدا تلك النظرة التى لم تقل سوى
شيئا واحدا "خذني من هنا ، اخطفني و لنذهب بعيدا ، انقذني من هذا المصير" لكن صوتا واحدا أخرجها من
Chapter 18
التفتت ملك إلى تلك التي تناديها لتجدها هاجر فتجاهلتها و عادت تنظر إلى أمير لتفاجأ بفتاة ذات شعر أسود و
فستان سهرة تضع ذراعها بذراع أمير تتحدث إليه مبتسمة
- إنت روحت فين يا أمير
- مفيش يا ريم ، كنت بدور على القاعة
ابتسمت إليه ريم و أومأت برأسها فبادلها ابتسامة مجاملة وافق على خطبتها بدون تفكير فما كان ليظهر بزفاف
ملك دون أن يؤكد لها انه تخطاها و كانت ريم هي ضالته جميلة ، متعلمة و تعيش بالقاهرة مع أهلها و قد وافقت
عليه هى الأخرى بعد جلسة واحدة هو لا يدري أنها تحبه منذ مدة عندما كانت تأتي لزيارة البلد و تراه من بعيد
عندما تزور الحاجة هداية مع جدتها ، هي لا تدرى شيئا عن حبه لملك فقط تعلم انه تقدم لخطبة أخرى رفضته
لكن نظرة عينيه إلى العروس التي كانت تقف أعلى السلم أربكتها ، كانت نظرات وجع خالص لا تخطؤه عين ، إذا
ملك هى تلك الأخرى .. و لهذا أتى بها إلى زفافها ، كادت أن تغادر و تتركه لكنها لم تفعل بقيت و صمتت فإن
كان مجروحا سترمم هى ذلك الجرح ، ستنزع الأخرى من قلبه و تستقر هى لن تطلق على نفسها لقب أنثى حتى
تجعله ينسى نساء الدنيا كلهم د ونها هي
أما ملك فتجرعت صدمتها في صمت و لم لا ألم تكن هي من طلبت منه أن يتركها و يتزوج أخرى ، لم يؤلمها
قلبها إذا ، لم تقاتل الدموع في عينيها لتنزل و يحترق صدرها هي طلبت منه الابتعاد و البحث عن سعادته لكنها
لم تتوقع منه أن يستجيب بتلك السرعة ، هل تخطى حبهما بتلك السرعة ، يالقسوة قلوب الرجال !
- ملك
نادتها هاجر مرة أخرى فالتفتت إلى تلك الواقفة بجوارها
- ايه اللى خرجك من أوضتك ؟ انتى لسه مجهزتيش
- اتخنقت و كنت بشم شوية هوا
أجابت عندما نظرت هاجر إلى أمير الذى يسير مبتعدا و ذراعه معلقة بفتاة هى علمت أمر خطبته منذ أيام و
اخفت الأمر عن ملك فيكفيها ما تعانيه ، ربتت هاجر على كتفها
- الهوا ده هيتعبك يا ملك ، تعالى
سارت ملك بجوارها و هى تشعر بغصة في قلبها يكفى هذا لم تعد تحتمل ، توقفت و التفتت إلى هاجر و
دموعها تتساقط بغزارة ، فنظرت اليها هاجر مشفقة على حالها
- أنا بموت يا هاجر حاسة إن روحى بتطلع أنا مش عايزاه ، مش قادرة
نظرت اليها هاجر لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ، فات أوان التراجع ، الجميع بانتظارها العائلة و الأقارب و
الأصدقاء ، انسحابها الآن يعني فضيحة مدوية بكل المقاييس لن يسلم أحد من القيل و القال ، هي نفسها
ستدمر حياتها و لن تحتمل نظرا الناس و كلماتهم ، أمسكت هاجر بيدها و قررت أن تكون صوت العقل و إن
كان مؤلما
- معدش ينفع يا ملك كان من الأول دلوقتى هتضيعي نفسك و الكل معاكى ، حبيبتي أنا عارفة أنه صعب بس
انتى قدها
احتضنتها هاجر تربت على ظهرها و ملك تبكى حتى انتهت من بكاؤها و أخذتها هاجر إلى الغرفة لتعيد ترتيب
زينتها التى فسدت
- مالك يا ملك ؟
تساءلت والدتها في قلق فنظرت اليها مرتبكة عندما ابتسمت هاجر إلى والدة ملك و خالتها
- الهانم خايفة يا طنط ، عروسة بقى و متوترة
أجابت هاجر محاولة تلطيف الجو عندما أمسكت والدة ملك بيدها التي كانت باردة كالثلج و ظلت تتحدث معها
و تطمئنها و هاجر تستمع اليهم فارضة ابتسامة على شفتيها و داخلها يتمزق على تلك المسكينة
في القاعة كان الجميع بانتظار أحمد و ملك و نهلة تنتقل بين المدعويين كالفراشة ، ارتدت فستانا بلون البنفسج
الساحر عاري الكتفين به نقوشات فضية عند الخصر ، رسم الفستان قوامها الرشيق بعناية و تساقط شعرها الأسود
الطويل كشلال و قد جعلته تموجاته الطبيعية أكثر جاذبية ، زينتها التى اعتنت بها تماما جعلت منها أنثى بكل ما
تحمل الكلمة من معنى ، افتقد يحيي هذا الجمال الساحر منذ فترة فعلاقاته العابرة الفترة الماضية لم توجد بها
أنثى كنهلة ، اقترب منها هامسا
- لو قلت انك زى القمر ابقى ظلمت جمالك
التفتت نهلة مرتبكة من قربه منها
- يحيي ، خضيتنى ؟
- ليه هو في حد يجرؤ يقرب منك غيرى
ابتسمت بشقاوتها المحببة إليه
- لا انت و لا غيرك
- يا واد يا جامد
ضحكت لتطرب أذانه و ظلت تحادثه حتى تفاجأت بوالدتها تقترب منهم و تناديها فالتفتت مرتبكة فلاحظ
ارتباكها
- ماما
همست بتوتر فلم تتغير ملامحه سوى انه تمتم
- اثبتي ، احنا بنسرق و لا ايه ؟
تقدمت والدتها منهم ليبدأ يحيي بالكلام مبادرا
تستمر القصة أدناه
- أخت نهلة ؟
نظرت إليه نهلة بدهشة و هى تبتسم إلى نفسها مراوغ ، ضحكت والدتها و هي تقدم نفسها ليحيي و تتعرف إليه
و نهلة متفاجئة من ذلك الذى استطاع السيطرة على الأمر و قلبه لصالحه ، ابتسمت إلى نفسها و هى تشعر انه
يتسلل إلى قلبها فعلا اعجابها به يزداد في كل مرة تراه ابتسامه الواثق التى تعلو ثغره ، عيناه التى اخترقتها من
البداية و أناقته و غروره تشعر أنها مغرمة بأدق تفاصيله ، هذا المخادع يتسلل إلى قلبها في هدوء تام
بدأ الحفل فور دخول ملك ممسكة بيد والدها و أحمد ينظر اليها بتوتر ، تعجب لابتسامتها و لكنه فهم الأمر
انها تتعامل كيوم خطبتها تماما ، هي لا تبتسم له بل تكرهه ، انه يرى الدموع بعينيها و هي ليست بدموع فرح على
الإطلاق ، لم عليها أن تقتله و تحول أفضل أيام حياته إلى جحيم ، هو يعرف أنه خطؤه لكن إلى متى ستظل3
تعاقبه
نظر اليها يتأمل ملامحها و هى بجواره يخشى أن يمسك بيدها فتسحبها معلنة رفضها التام له ، فقط الكلمات
تدور برأسه " اه لو تعلمي كم أحبك يا ملاكي ، لو تعلمي عذابي و حيرتي ، حزنك يمزقنى و دموعك تقتلنى و1
رفضك يحيل حياتي جحيما لا مهرب منه ، أحب لدرجة الوجع فالحب الحقيقي هو ذلك الحب الموجع ، عشق
حد الموت " يحترق بحبها و هى تحترق بكراهيته و كلاهما يبتسم وجعا
جلست منه مع إبراهيم على نفس الطاولة ففرح في عالم آخر مع خالد و يوسف لم يحضر ووالدها انشغل مع
عمها و ياسر منشغل بأصدقاؤه فجلست هي صامتة تشاهد إبراهيم يشرب السيجارة تلو الأخرى و هو يراقب
فرح و خالد ، ظلت منه هادئة لفترة حتى انهى سيجارته الثالثة و وضع الرابعة في فمه لتخطفها منه بسرعة فالتفت
اليها و عينيه مشتعلتان كالجمر و لكنها لن تتراجع أمام هذا الغاضب
- ايه حريقة ، حرام عليك صحتك
لم يجيب فقط أمسك بمعصمها بقوة و احكم قبضته عليه قبل أن ينتزع السيجارة من يدها و يعيدها إلى فمه
بمنتهى الغطرسة و كأنها ذبابة قاطعته فأبعدها و عاد إلى ما كان يفعل ، تنظر إليه بحنق تريد خنقة و لكنها قررت
ألا تهتم فليختنق ذلك المغرور
اسوأ لحظة بالزفاف بأكمله عندما اضطرت أن ترقص معه فوضع يده على خصرها و لفت يديها حول رقبته و هى
تبتسم أمام الجميع و لكنها تموت في داخلها ، تخطو على أنغام الموسيقي الرومانسية و كأنها تخطو على قلبها
تستمر القصة أدناه
لكن الأسوأ لم يأتي بعد فقد قرر الجميع مشاركتهم الرقص فرح و خالد ، ياسر و منه حتى هاجر و محمود لكن
صدمها أمير الذى أمسك بيد ريم و اتجه معها إلى حلبة الرقص ليرقص معها و هو ينظر إلى ملك التى تعلقت
نظراتها به و تعلقت بأحمد أكثر و لا تعرف السبب بين قرب أمير ريم منه لترتكن رأسها إلى صدره كأنه يتحدى
ملك التى دفنت وجهها بصدر أحمد تهرب و لا تعرف من من و إلى من ؟ ، تعجب أحمد لتشبثها به تحيره و
تقسو عليه تجذبه و تدفعه بعيدا لكنه أغلق عينيه مستمتعا بكونها بين أحضانه
- بحبك
همسها بأذنها و هو يعنيها بكل ذرة في كيانه
أما هاجر فقد كانت تتابع الموقف كله من بعيد و يتنامى قلقها على ملك التي تتأرجح مشاعرها بقوة بين عاصفتين
قادرتين على الإطاحة بها ، من داخلها تدعو الله أن ينتهى هذا الحفل على خير ، و لكن أيهما الخير زواج
بالاكراه أم فضيحة و عار يلاحقها إلى الأبد
- مالك ؟
التفتت إليه هاجر مبتسمة
- و لا حاجة يا حبيبي بس افتكرت فرحنا
- اه يا ساتر هتقولي لى معملتليش فرح زى ده و كان يا دوب في بيت أهلي و .......
- بس ايه كل سوء الظن ده ، لا مش هأقول ... هأقول كفاية إنك معايا ، انه اليوم اللى جمعني بيك و خلاك
جوزى و حبيبي
- انتي كويسة يا هاجر ؟
أومأت برأسها مبتسمة قبل أن تهمس
- بحبك
- هتفضحينا و تضيعى هيبتنا
كادت أن تطلق ضحكة رنانة و لكنها كتمتها و هي تنظر إليه بحب كبير ، تشعر أنها محظوظة هى لا تعاني كما
تعاني ملك هي تزوجت بمن تحب حتى لو لم يعيشا قصة عشق قبل زواجهما لكنها أحبته منذ أول مرة رأته حب
عاقل رغم عناده و عصبيته و قلة رومانسيته لكنها أصبحت حتى تحب عي وبه
عاد الجميع إلى طاولاتهم و ظل خالد يحدق بفرح قبل أن يسألها
- فاكرة يوم فرحنا يا فرح ؟
- و ده يوم يتنسي برضو
أجابت بابتسامة خبيثة فضحك منها
- ماشي أنا غلطان انى سيبتك يومها و نمت على الأرض كان المفروض .....
- كان المفروض ايه ؟
- كان المفروض أنام على الكنبة ، الجو كان يومها ساقعة يا فرح و كان ممكن يجيلى برد
أمسكت بذقنه و هى تنظر إلى عينيه
تستمر القصة أدناه
- بعد الشر عنك يا عيون فرح
- ما تيجى نروح
غمز اليها بعينه فاحمر وجهها خجلا
- خالد ، اتلم
- خلاص اتلمينا
ضحكت منه فرح و هو يدعى الغضب لكنه لا يمكنه أن يغضب منها حقا إن كان هنالك شيء جيد بحياته مؤخرا
فهو هي بل هي أفضل ما حدث له على الإطلاق يكفى أن ينظر بعينيها فيرى نظرات العشق تتجسد ، في كل مرة
تنطق اسمه يشعر انه يسمعه للمرة الأولى ، فرح فرحته الغالية و زوجته و أم طفله القادم لا شيء يمكنه أن يفرق
بينهما أبدا
ظلت منه جالسة تتأمل ملك التى تبدو سعيدة على نحو غريب حتى انها لم تنتبه لمغادرة إبراهيم و جلوس ياسر
إلى طاولتها
- أخيرا خلصت من أصحابي
لم تجيبه فقط تحدق بملك و تتعجب في داخلها عندما لف ياسر وجهها إليه
- هاي ، انتى فين ؟
- ملك أختك غريبة أوى
- ليه يعني ؟
هزت رأسها متعجبة و القت نظرة أخرى على ملك التى كانت تبتسم و تعدل من تنورة فستانها
- أنا أعرف انها كانت بتحب أمير مش بتحبه و بس دى كانت بتعشقه
نظر اليها حانقا و قد احمر وجهه و نفرت عروقه بغضب قبل أن ينهرها
- انتى ايه اللى انتى بتقوليه ده أنا أختي محترمة و ملهاش في الحب و الكلام الفاضى ده
نظرت إليه منه في دهشة من ردة فعله الثائرة و عقدت يدها إلى صدرها قبل أن تسأله في تحدي
- بتحبنى ؟
- نعم ؟
- ايه صعبة ، بتحبني ؟
- أيوه طبعا
ابتسمت بسخرية قبل أن تكمل أسئلتها
- و أنا بحبك و لا لأ ؟
نظر اليها بحيرة شديدة كيف له هو أن يقيم مشاعرها
- هتفرح لو عرفت إنى بحبك و لا هأبقى في وجهة نظرك مش محترمة و بتاعت كلام فاضى ، أنا قلتلك انها
كانت بتحب أمير مقلتش انها كانت بتمشى معاه من وراكم و لا انهم عملوا حاجة غلط ، الحب مشاعر انسانية
ملناش تحكم بيها
ألقت محاضرتها عليه كماء بارد في شتاء ديسمبر و انصرفت غاضبة لتجلس على طاولة أختها و زوجها ، ضحك
خالد من مظهرها الغاضب ووجها شديد الاحمرار كحبة الطماطم
- مالك يا زعابيب أمشير ؟
تستمر القصة أدناه
- مفيش
أجابت بحنق لتضحك فرح هى الأخرى
- مالك يا كتكوتي حد خد الجاتوه بتاعك؟
- حلو أوى انتى هتستلمينى انتى و جوزك و الله أقوم
ابتسم خالد يحاول كتم ضحكاته
- و على ايه سمو البرينسس منقدرش نستغنى عنك طبعا ، سكتنا خالص اهوه و أدى الجاتوه كله كليه لوحدك
أمسكت منه بالشوكة و غرستها بقطعة الجاتوه بغضب و التهمتها تفرغ غضبها عليه بينما خالد و فرح يحدقان بها
يكتمان ضحكاتهما لتضحك هى فينفجر ثلاثتهم في الضحك و يستمر المزاح بينهم
جالسا بغرفته يحدق بالفراغ بعد أن فرغ من اللعب بهاتفه ، ملل قاتل و أين هى ممرضته العزيزة ، ابتسم بخبث
فهى الطريقة الوحيدة للتخلص من ممله ، فتح باب غرفته و اتجه بكرسيه إلى أسفل معانة شاقة لكنه اعتادها ،
نظر اليها ليجدها تتحدث على الهاتف
- ارحميني يا إيمان بقالك ساعة بتحكي لي يوسف عامل فيكى ايه ؟
- ما هو جنني يا صفا ، عامل من عذابى صنعه و أخيرا نام و هأقعد بقى أذاكر Anatomy
قاطع مكالمتها الهاتفية مع صديقتها متسائلا
- مين Anatomy ده ؟
التفتت لتجده هو فتنهدت و وجهت حديثها إلى صديقتها
- هكلمك تانى يا صفا
أغلقت الهاتف و التفتت إليه
- معذبك أنا ؟!
تساءل مبتسما فنظرت إليه بيأس و القليل من الذنب
- ايه رأيك نأخد هدنة ؟
نظر اليها و هو يفكر قبل أن يجيب
- موافق بس بشرط تعملى لى عشا عشان جعان
- انت اللى يشوفك ميقولش انك بتأكل كل الأكل ده
قالت و هى تتجه إلى المطبخ فتبعها
- أمور أنا صح ؟
التفتت اليه و رفعت حاجبيها باستنكار و لم تجيب
- على العموم انا مكنتش بأكل جدا بس العلاج ده بيخليني جعان
ها هو شعور الذنب يعاودها مرة أخرى ، نظرت إليه بدا كطفل شقى عنيد و عيونه تلمع بغرابة اليوم فابتسمت و
هى تسأله
- بتحب البيض بالبسطرمة
انتهز فرصة خروجها بمفردها من باب القاعة متوجهة إلى الحمام و تبعها ، ناداها فالتفتت
- عايز اتكلم معاكي ؟
- في ايه ؟
تساءلت بضيق عندما ألقى بسيجارته إلى الأرض و اقترب منها فابتعدت لتحفظ المساحة بينهم
تستمر القصة أدناه
- بتحبيه ؟
- إبراهيم بلاش نتعلق بحبال هتخنقنا
- بتحبيه ؟
أصر على سؤاله و نظرت إلى الأرض
- أيوه بحبه ، بحبه لدرجه إن أى شعور قبل حبه مكانش حب
نظر اليها مصدوما من إجابتها القاطعة هى قصدت أن تخبره أن إعجابها به لم يكن حبا مشاعرها تجاهه لا تقارن
بما تشعر به نحو خالد لكنه لم يقبل تلك الإجابة فجذبها من ذراعها
- و أنا يا فرح و اللى كان بينا
افلتت يدها من قبضته بعنف و نظرت إليه بغضب
- فوق يا ابراهيم احنا مكنش بينا حاجة ، ولاحظ انك بتكلم واحدة شايلة اسم راجل تانى و شايلة ابنه
صدماته تتوالى و هى لا تتوانى في اطلاعه على الحقيقة كاملة ، كادت أن تغادر عندما امسك بذراعها و لفها إليه
لتنظر للواقف خلفه بصدمة فالتفت ليجد تيم واقفا خلفه يحدق به غاضبا
غادرت فرح و نظر ابراهيم للأرض خجلا أمام أخيه الأصغر من تصرفاته الصيبيانية و تيم لم يتوانى في معاتبته
- مش كفاية بقى كده يا إبراهيم و لا ايه ؟
- قصدك ايه ؟
سأل إبراهيم بتوتر و لكنه باق على عناده
- قصدى انها متجوزة و كفاية تهين كرامتك أكتر من كدا ، انت بتعمل في نفسك كده ليه ؟ انت مبتحبهاش
للدرجة دى ، انت خايف تخسرها مش عايز تخسر بس فرح مش رقية ....
اتسعت عينا إبراهيم و داخله يشتعل غضبا و تقدم ناحية أخيه
- متنطقش الاسم ده تاني
- فوق بقى يا إبراهيم
صاح به تيم غاضبا لينصرف إبراهيم من أمامه مغادرا الفندق بأكمله و تيم يشعر بالأسى على حال أخيه ، ما كان
عليه أن يذكرها يعلم هذا جيدا
انتهى الحفل ووجدت نفسها تجلس بمنزله لا تشعر انه منزلها او انها تنتمي إليه ، ودعدتها والدتها و الجميع و
تركوهم بمفردهم تماما ، هو يجلس بالصالة مترددا لا يعرف أيدخل اليها ام يتركها ، هل ستغضب و ترفضه أم انه
لو ساق مبرراته لها و أخبرها بعشقه فربما تسامحه ، اتخذ قراره و خطا إلى داخل الغرفة ليجدها تجلس على
السرير فجلس أمامها
- ملك ، اعملك ايه عشان تسامحيني ؟ أنا مستعد لكل طلباتك و رهن اشارتك ... أنا مش طالب غير حبك يا
ملك ، كفاية عليا اشوف ابتسامتك تنور عليا حياتى
نظرت إليه ببرود شديد قبل أن تهتف
- اطلع برا
وقف ينظر اليها عندما صاحت به
- اللى خدته منى غصب عمرك ما هتخده مني بالرضا ، أنا اتجوزتك عشان احمى اللى حواليا لكن انا عمرى ما
هأحبك ، هأفضل اكرهك لحد آخر نفس فيا
لم يعد يحتمل أكثر فغادر و تركها لتتهاوى على السرير و هى تبكي
وقفت نهلة تنظر إلى نفسها في المرآة و تشعر انها أجمل مما سبق بدرجة كبيرة يتردد غزل يحيي بأذنيها فتهيم
عشقا بذلك المراوغ عندما اخرجتها والدتها من أحلامها
- نهلة ، انتى تعرفي يحيي الصياد قبل كده ؟
توترت نهلة و خشيت من الاجابة لكنها قررت أن تقص على والدتها الحقيقة و ليحدث ما يحدث
- قابلته مرة كان واحد بيعاكسنى و ضربه و شفته مرة تانية في الجامعة
توقعت أن تعنفها و تنهاها عن رؤيته لكن رد فعل والدتها كان مختلف تماما ، نظرت اليها بابتسامة
- انتى عارفة يا نهولة ده العريس اللى انا بتمناه ليكي مال و مركز و ابن ناس ... اوعى يفلت من ايدك
دهشت نهلة لكلام والدتها و لكنها كانت سعيدة فمباركة والدتها لعلاقتها بيحيي ست زيل عنها عناء اخفاء الامر
أمامها
جلس بالصالة بعد أن رفضته مجددا في كل مرة يؤلمه رفضها و بعد كل ما فعل لا يستطيع أن يجعلها تحبه لا زال
يتذكر ما حدث في ذلك اليوم بعد أن وضعها بالسرير و أغلق الباب ظل ينظر اليها يحبها يعشقها بجنون ، نظر
إلى شعرها الأسود الذى افترش الوسادة عيونها لازالت جميلة و هى مغلقة بشرتها كبشرة الأطفال وجهها يحمل
براءة انعكست من روحها كيف يمكنه أن يلوث تلك البراءة ، اقترب منها و طبع قبلة على جبينها قبل أن يهمس
في أذنها و هى في سباتها
- أنا مقدرش أذيكى يا ملك ، أنا بحبك
كان على وشك أن يخرج عندما تذكر انه إن تراجع سيتركها لغيره حينها قرر انه لابد لخطته أن تكتمل دون أن
يؤذيها عبث بملابسها و شعرها و جعل الأمر يبدو كما لو انه حصل على ما يريده منها عليه أن يقنعها و يقنع
حتى نهلة أن الأمر قد تم كما خططا لكنه لم يمسها قط ، يعاقب على ذنب لم يرتكبه ، لازال يشعر بالذنب ...13
يشعر بالهواء يختنق في صدره لظنها انه أذاها ، يتألم لدموعها التى جرحته ، نظرات الألم في عينيها جعلته على
استعداد أن يعترف لها لكن عندها ستضيع منه إلى الأبد ، يرضى بقربها حتى و هى كارهه فبعدها يؤلم أكثر
يا لك من عذاب يا ملاكي !!
Chapter 19
فتحت عينيها بإرهاق فى الصباح على قبلة زرعت على وجنتها فابتسمت اليه
- صباح الخير يا حبيبي ، هأخلي دادة سنية تحضرلك الفطار
كادت أن تغادر و تتناسى ألم جسدها و تلك الآلام التى تداهمها منذ ليلة أمس ، تفرض على وجهها ابتسامة
حتى لا تبعث القلق فى نفسه ، هي بالكاد نامت ليلة أمس فهي تعانى من الألم طوال الليل و لكنها فى بداية
حملها ، سمعت عن متاعب الحمل و ها هى تختبرها
- لا يا حبيبتى خليكى مرتاحة ، أنا هأطلع على الجامعة عندى محاضرتين هأخلصهم و أرجع اقعد معاكي
أومأت برأسها و طبعت قبلة برقة الفراشة على وجنته قبل أن يغادر الى عمله أما هي فتتدثر في فراشها و هى
تتمنى أن يسكن هذا الألم قليلا حتى تنعم بنوم هاديء
جلس بغرفة الأطباء منذ أن حضر الى المستشفى ، الهاتف بيده و محاولاته الفاشلة فى الاتصال بأخيه تنتهى
نفس النهاية الهاتف مغلق و لا يمكنه الوصول اليه منذ أن غادر ليلة أمس و هو لا يعلم عنه شيئا ، إبراهيم
يعاقبه لذكرها ، يعاقبه لفتح جرح لم يندمل بعد و لن يندمل ، لم عليه أن يكون أنانيا انه ليس جرحه وحده ،
هو أيضا يعانى ألم فقدانها ، هو أيضا يتألم هل يظنه نسيها فى خضم الحياة هو لم يفعل يعلم أنها سبب ألم
أخيه و وجعه و هو يتألم أكثر يتألم له و لأخيه و ها هو يعاقبه بالاختباء عن الجميع ليثير قلقه و خوفه من
فقدانه ، ببساطة لا معلومات عنه سوى اتصال ب والدته يخبرها أنه بمهمة ما و اختفى تماما بعدها .
صفا تراقبه من بعيد ابتسامته المميزة و اشراقه الصباحي المعتاد مهما كانت الظروف هو دائما مبتسم لكنه
صامت هادىء و التعب يحتل ملامحه بدرجة كبيرة يا ترى ماذا حدث لكل هذا الحزن ؟ لم حلت ملامح
اليأس مكان تلك الابتسامة التى تجعل قسم الطوارىء ليس بأسوأ مكان فى العالم بسببه هو و هو فقط ،
اتجهت نحوه فى محاولة لاستشفاف أى شيء أو ربما ظنت انه قد يحدثها و يفضى لها بما يضيق به صدره
- دكتور تيم ، أعملك قهوة
- لا شكرا يا صفا
رفع وجهه اليها ببطء و أجاب بنبرة هادئة غابت عنها مشاغبته المميزة التى تجعل كل من فى المشفى يعجب
به ، وقفت تنظر اليه لثواني أتسأله عما به ، هل سيعتبرها متطفلة أم مهتمة ؟ فى الحالتين سيكون موقفها سيئا
فلتنصرف و تدعو الله أن يصرف عنه هذا الهم ليعود سيرته الأ ولى
لم تستطع النوم طوال الليل منذ أن انتهى الزفاف لكن خطتها يجب أن تكتمل ، هاتفتها والدتها و أخبرتها أنها ستأتى إليهم بالطبع انه "يوم الصباحية" سخف ما بعده سخف ، ووجع ما بعده وجع ، وقفت أمام مرآتها تتزين و
تعدل من خصلات شعرها ، ارتدت فستانا أنيقا ووقفت تنظر لنفسها و لأول مرة تريد تحطيم المرآة الى أشلاء ،
غاضبة ، مجروحة ، تتألم و تعلم جيدا على من سيصب هذا الألم و الغضب ... هو يستحق ، خرجت من الغرفة
لتجده جالسا بالصالة فقط نزع معطفه و جلس يفكر بكل ما يحدث ، فور أن رآها وقف حائرا هل يحدثها ؟!
يصمت ؟! يتقدم نحوها؟! أم يظل مكانه؟! هو مرتبك مضطرب و هي واثقة تنظر اليه بعيون ثابتة لا تتزحزح ،
يخبرها الحقيقة ؟! نعم سيخبرها الحقيقة
- ملك ، أنا كنت عايزة أقولك .....
- أنا اللى هأقول مش انت ، التمثيلية اللى إحنا فيها دى شهرين تلاتة بالكتير و تخلص ... إنت عارف أنا
اتجوزتك ليه ؟ لو عليا الموت كان عندى أهون لكن أبويا و أمي و أخواتي ميستحقوش مني إني أخلى أى حد
يشمت فيهم و يحطوا عينهم فى الأرض ، شهرين و هنطلق
نظر إليها غاضبا يفكر كيف انه كان على وشك أن يخبرها بحقيقة كانت ستجعلها تتخلى عنه فورا ، هى لا تريد
سوى الخلاص منه و هو بكل بساطه كان على وشك أن يهديها مفتاح سجنه لتهرب و لا تعود مجددا
- أنا مش هطلقك
- لأ هتطلقني يا إما هأرفع قضية طلاق أو خلع
تتحداه و هو لم يعد يحتمل أكثر يكفى عبثا لم لا يمكنها أن تراه ، لم لا تفهمه
- إنتى ليه مش قادرة تفهمي ، إن أنا ....
- بتحبني
قاطعته ساخرة عندما اقترب منها و أمسك بذراعيها فانتفضت خوفا بينما هو ينظر الى سواد عينيها هائما فى
ملامحها فكلما نظر اليها كان كأنه يقع فى غرامها للمرة الأولى
- أنا مش بحبك ، أنا بعشقك ، الحب احساس بيسكن قلبك و ممكن ينتهي انما العشق حاجة تانية خالص
العشق بيسكن روحك ... العشق بيفضل حتى بعد ما بنموت
ترتجف ، تخاف ، ترتبك أمام كلماته و لا تتحرك من مكانها رغم أنها أرادت الهروب لكن نظرته إليها كانت نظرة
عاشق متيم جعلتها تتجمد مكانها أفلتها و اتجه الى الغرفة يبدل ملابسه فالجميع على وصول و لا يريد أن
يكشف سرهما امام أحد ، فتح الخزانة ووقف أمامها و عقله يكاد ينفجر ، لم ينم ليلة أمس ، رأسه يؤلمه و عقله
لا يكف عن التفكير و قلبه متعلق بمن تخطط للخلاص منه
تظن نفسها الصياد بينما هي الطريدة فقد فؤجئت صباحا باتصال هاتفى منه ، امسكت بالهاتف و قررت ألا
تستمر القصة أدناه
تتعجل فى الرد حتى لا يشعر أنها كانت بانتظاره حتى أجابت بهدوء و قلبها يقفز فرحا
- صباح الخير على أحلى عيون
- مش هتبطل معاكسة بقى
- مش لما تبطلي تحلوي الأول
هكذا هو يحيي دائما جاهز بالرد الذى يطرب اسماعها ، يؤلف قصائدا للحب و هو لم يعرف سوى حب نفسه و
رغباته فقط ، قادرا على جعلها تبنى قصورا من الرمال فيجرفها الموج بعيدا فور أن ينتهى منها و نهلة تسهل
الطريق له تماما
- على فكرة ماما معجبة بيك جدا من ساعة امبارح
ضحك فهو يعلم ما تخطط له الأم و الابنة جيدا و لكن خطته هى ما ستتم فقد احترف تلك اللعبة
- ما أنا خدت بالي و بعدين أنا المهم عندى إنتي يا نهولة ، إنتى و بس
الآن تشعر انها تطير من على الأرض هو يعترف أنها تهمه أنه يهتم بها ، هنالك من يحبها و تشغل قلبه أم انها
تتوهم
- بجد يا يحيي ؟
سألت كطفلة يعطونها لعبتها المفضلة التى لطالما أرادتها ، هى دوما أرادت الحب لكنها لم تظفر به مطلقا
- طبعا يا حبيبتي ، أنا من أول ما شفتك و أنا متلخبط ، عايز أشوفك كل دقيقة و كل ثانية ، عايزك دايما جنبي و
حواليا ، طيب تصدقي انى امبارح حلمت بيكى
- حلمت بايه ؟
سألته بابتسامة واسعة و هى تلقى بنفسها على السرير و تلعب بخصلات شعرها
- بعدين هأقولك بس للأسف أنا مضطر أقفل عندى اجتماع مهم ، هأشوفك بكرا
- هأحاول
- مفيش هأحاول ، هأشوفك
- حاضر
ها هو يأمر و ها هي تستسلم تماما ، تستسلم و هى مبتسمة ، تتنازل و هى راضية راغبة و لا تعلم إلى أى مدى
سيطلب مستقبلا و إلى أى حد ستتنازل لا تفكر و لا تهتم هي فقط سعيدة ، سعيدة للغاية ، هى مرغوبة ، هى لن
تصبح عانسا ، هى سيكون لها بيتا و ستكون أسرة و ستحيا سعيدة
- نهلة ، يلا عشان ننزل الأكل لأخوكي و مراته
- حاضر
صاحت و اتجهت للمطبخ بهدوء تتذكر كيف انها كانت لتقتل نفسها إن تم زواج ملك و أحمد دون أن تقابل
يحيي ، كانت لتموت من الغيرة لكن الآن لا يهم هي سعيدة و ستسعد الجميع
وصمل الجميع لتبدأ المسرحية على أكمل وجه ملك تعلو ثغرها ابتسامة و تتحدث مع الجميع كأنها أسعد من
تستمر القصة أدناه
على وجه الأرض و أحمد يستغل الموقف فجلس بجانبها و طوقها بذراعه و هى لا يمكنها أن تتململ أو تبعده
فهى لا تريد فضح أمرها هى العروس السعيدة المحبة و هو يخطف لحظات ق ربها لأنه يعلم جيدا ما سيحدث فور
مغادرتهم ، الجميع يلاحظ نظراته إليها ، والدتها سعيدة بذلك والدته تغار على ولدها و لسان حالها "من اولها
كده عرفت تسيطر عليه بنت فريدة"2
- بابا ، أعملك قهوة
- انتى عروسة يا ملك ، خليكي يا حبيبتى
- يا سلام و أنا اعملها لأغلى منك يا حبيبي
217
قالت و هى تقوم هربا من الجلوس بجوار أحمد ، و هو أيضا يعلم هذا جيدا لكنه لم يكن ليتركها
- ملوكة ، استنى أصلي غيرت مكان السكر إمبارح
صاح و هو يتبعها الى المطبخ فالتفتت اليه غاضبة و همست
- ايه اللى إنت بتعمله ده ؟
- ايه ، انتى مش قلتى نمثل قدامهم ؟
- متستعبطش
اقترب منها و أحاط خصرها بيديه يجذبها اليه
- أنا مش بستعبط ، أنا عاشق
تحاول الافلات منه و لكن لا جدوى حتى انقذتها نهلة بدخولها
- ملك ....
توقفت نهلة تشعر بالحرج و قد أفلت أحمد ملك و هو ينظر الى اخته يود قتلها قبل أن يغادر
- بتقولك طنط اعملى القهوة لعمو فى كباية مش فنجان زى عادتك
أومأت ملك برأسها مرتبكة و كادت ان تسقط الفنجان من يدها و هى تضعه على الطاولة فضحكت نهلة
- أومال يعنى كنتي عاملة زعلانة ما انتوا سمن على عسل أهوه
تعليق لاذع ألقته نهلة قبل أن تذهب فنظرت ملك إليها و الشرر يتطاير من عينيها ، قد آن أوان أن تدفع نهلة ثمن
ما فعلته ، عادت ملك بالقهوة و الجميع جالس يتسامر و ملك تخطط حتى حان وقت مغادرة الجميع و بقيت
نهلة تتحدث مع أخيها فخرجت ملك
- نهلة ممكن تساعدينى فى المطبخ أصله مكركب جدا
نظرت نهلة اليها غاضبة هل تريد منها ان تكون خادمتها ، اقتربت ملك من أحمد ووضعت يدها على كتفه
- حمادة ممكن تخليها تساعدنى
- نعم ؟!
متعجبا من طريقتها و مأخوذا بالطريقة التى تعامله بها الجميع غادر و نهلة تعلم ما بينهما فما الذى تفعله
- و حياتي
همست بأنوثة مغرية و نعومة لم يعتادها من قبل منها فلم يكن ليرفض أبدا
تستمر القصة أدناه
- معلش يا نهلة عروسة جديدة و انتى و ملك إخوات
- لا و الله ؟!
تتعجبت غاضبة و ملك تبتسم بشماتة فقد قررت جعل نهلة خادمتها الخاصة و الطريقة أسهل ما يمكن
قرر أن يغادر غرفته متجها الى مكتبة والده ، إيمان تثرثر كثيرا عن قراءاته المحدودة و هو لن يجعلها تتفوق عليه
فهى تحدته أن يقرأ كتابا مفيدا و قد قبل التحدى لكن استوقفه فى طريق فرح التى كانت تستند إلى خزانتها و
يبدو الألم على ملامحها فاتجه نحوها بكرسيه
- مالك يا فرح ؟
- مفيش يا حبيبي أنا كويسة
أجابت و قد رسمت على وجهها إبتسامة لا تريد أن تقلقه و لكن الألم كان واضحا على ملامحها و ظل يتزايد
- مفيش ازاى ده انتى وشك أصفر أوى و شكلك تعبان
جلست على السرير و قد أطبقت على الملاءة بقبضة يدها تحاول امتصاص الألم
- أنا كويسة يا يوسف ، متقلقش
- قومى نروح على المستشفى
فور أن نطق بجملته تذكر أنه لا يمكنه قيادة السيارة و هى أيضا لا تستطيع قيادتها و هى على تلك الحال ،
ضربته الحقيقة هو عاجز لكنه لم يمتلك الوقت للتأسف على حاله فالدماء التى سالت على قدمي فرح أربكته و
دموعها التى حاولت اخفائها لكنها لم تنجح
- أنا كويسة
قالت وسط دموعها بينما هو حائر هل يتركها و يحضر هاتفه للاتصال بوالده أو خالد أم يظل معها لكن الإجابة
أتت من حيث لا يدرى حيث دخلت إيمان الى الغرفة و قد وصلت للتو
- فرح ، مالك ؟
- إيمان ، خدينى على المستشفى
همست فرح بضعف شديد فأومأت إيمان براسها عندما أمسك يوسف برسغها حائرا
- هأخلى بالى منها متقلقش
استندت فرح الى إيمان التى حمدت الله على انها تعلمت قيادة السيارات من صفا التى أصرت على تعليمها
تحت بند "لا تعلمى متى ستحتاجين لقيادتها" و بالفعل ها هى تقود سيارة فرح الى المستشفى بعد أن أوصت
صفية الخادمة بأن تنتبه ليوسف الذى بدا متوترا و غاضبا الى اقصى حد
استمعت صفية الى صوت تكسير الأشياء الذى اعتادته فى نوبات غضب يوسف المتكررة منذ الحادث و هى
تعلم جيدا ألا تقترب من غرفته و هو فى هذه الحال غرفته منطقة محرمة
و هو ثائر الى أقصى درجة ، فقط فور أن سكن الصوت قليلا ، اتجهت الى الغرفة لتجده على الكرسى بالشرفة
تستمر القصة أدناه
كما اعتاد فأغلقت الباب بهدوء دون أن تلفت انتباهه
انهى محاضرته بالجامعة و خرج منها و هاتفه لا يتوقف عن الرنين برقم جده الذى يلاحقه و يحاول ان يصلح
الصدع بينهم ، يعلم أن جده لا يهتم لأحد لكن خالد مختلف لطالما كان مختلفا بالنسبة اليه حفيده الأكبر و بعد
وفاة والده إحتل مكانة أكبر فى قلبه لكن صدمته كانت كبي رة فى ذلك الجد الذى لطالما نظر اليه باحترام و هيبة
و مجددا عاد الهاتف الى الرنين كاد أن يغلقه لكنه رقم غريب فأجاب
- أستاذ خالد ؟
صوت أنثوي لا يعرفه فأجاب بجدية
- أيوه مين معايا
- أنا إيمان ممرضة أستاذ يوسف ، مدام فرح تعبت و أنا أخدتها على المستشفى و قلت لازم اتصل بحضرتك
- فرح! ، طيب انتوا فين أنا جاى حالا
ها هو يواجه المواصلات و الازدحام دون سيارته الفارهة و هو يريد أن يطوى الأرض طيا للوصول الى حبيبته و
قلقه يتصاعد عما حل بها فقد تركها صباحا و هي بخير ليصله ذلك الخبر عن وجودها بالمشفى
اتجه الى الجريدة فى محاولة يائسة لأن يجد أخاه لكنه لم يجد سوى منه التي كانت تبحث عنه هى الأخرى
- يعنى إبراهيم مش فى البيت من امبارح
هز تيم رأسه نافيا و تهالك على اقرب كرسي
- أنا قلقان عليه أوي يا منه ، أنا عارف إني غلطت لما جبت سيرتها
- سيرة مين ؟
تساءلت بفضولها المعتاد
- رقية
قالها بحزن شديد أما هي فتتذكر الاسم لكن لا تستطيع تذكر صاحبته لكن هو لم يبخل بالتفاصيل
- رقية توأم إبراهيم لكنها كانت شبه فرح نفس عنيها و ملامحها ، إبراهيم كانت روحه متعلقة فيها ، ماتت قدام
عنيه و بين دراعاته ، خبطتها عربية و هما بيجيبوا نتيجة الثانوية العامة ، من يومها و زى ما يكون مات معاها ،
حتى دخل اعلام و ساب كلية طب عشان خاطرها ، 71 سنة و هو مش قادر يتأقلم على الحياة من غيرها بس أنا
كمان حاسس إنى خسرته زى ما خسرتها ، أختى و أخويا هى ماتت و هو بقى عايش زى الميت لحد ما فرح
دخلت حياته ، ابراهيم محبهاش يا منه ، هو كان بيحب شبهها برقية بس لما حس انه هيتعلق بيها بعد عنها لكن
هو مش قادر يسيبها ، امبارح واجهته بالحقيقة .... أنا خايف عليه
سالت دموعها و هى تستمع الى معاناته و معاناة ابراهيم هو الآخر المتكبر المغرور الذى لايعلم أحد عنه شىء
تستمر القصة أدناه
- تعالى ندور عليه فكر ممكن يكون فين ؟ ايه المكان اللى هما مرتبطين بيه
ظل يفكر حتى اهتدى الى الأمر شقتهم بالاسكندرية قبل أن ينتقلوا الى القاهرة و بالفعل كان ابراهيم هناك ، نائما
بغرفتها ، ينظر الى صورها تشبه فرح كثيرا لون عينيها و شعرها و ضحكتها التى لم تفارقها يوما ، يتذكر يوم وفاتها
، كانت بالعمليات يحاول الاطباء انقاذها لكنه كان يعلم ان لا أمل قلبه يؤلمه ، يؤلمه لدرجة جعلته عاجزا عن
التنفس ، نصفه قد رحل شاركها كل شيء فرحلت و أخذت كل شيء ، أمسك ميدالية مفاتيحه التى تحمل نصف
قلب مكسور و اتجه الى درج مكتبها و أخرج الجزء الآخر ، هو نصف انسان ، نصف حي و نصف ميت ،
نصف روح مجروحة
كانت منه تحضر للسفر مع تيم عندما علمت بما حدث لفرح فاتجهت الى المستشفى لتجد والدها و خالد و
قد غادرت إيمان لتعود الى المنزل و تبقى برفقة يوسف ، الجميع حول سرير فرح التى فقدت طفلها و الجميع
يواسيها و هى تطمئنهم أنها بخير
- و الله يا بابا أنا كويسة متقلقش
أخبرته و هى تمسك بيده فمسح على رأسها بحنان ، صغيرته التى لطالما اتسمت بالقوة حزين جدا من أجلها
- أنا هبات معاكى
اقترحت منه فرفضت أختها رفضا قاطعا
- لا يا منمون روحى انتى يا حبيبتى عشان خاطر يوسف و بابا
- روحى انتى يا منه ، أنا هأفضل معاها
تحت الحاح فرح و خالد غادرت منه و فور أن غادروا ارتمت فرح بين أحضان خالد تبكى بمرارة فقدان طفلها
التى كانت تتمناه لتكتمل سعادتها
- أنا مش كويسة خالص يا خالد ، انا كان نفسى فى البيبى ده اوى و انت كمان كنت فرحان اوى ، أنا آسفة
بكت بمرارة و هو يمسح على رأسها بحنان
- يا حبيبتى ده قدر ربنا و بكرا ربنا هيرزقنا بولاد و بنات كتير
قبل رأسها و أبقاها بين ذراعيه حتى نامت فسمح لعبرة ان تغادر عينه هو حزين لفقدان طفلهم ، حزين من أجلها
لكن عليه ان يكون قويا و يكون مصدر قوتها فها هى قوية أمام الجميع ضعيفة أمامه تحتمى به و تلجأ اليه و ما
كان ليخذلها أبدا
دخلت الى الغرفة لترى الفوضى التى حلت بها هو عاجز و شعور عجزه يقتله ، القى بكل ما طالته يداه ووقفت
هي تنظر إلى الأشياء المبعرة فصاح بها غاضبا
- لميهم
أزالت آثار الفوضى الذى أحدثها ذلك الغاضب و رفعت نظرها إليه تجده يشع غضبا ، صدره يعلو و يهبط من
فرط توتره ، احكم قبضته على مقبض الكرسى يكاد يفتك به فاقتربت منه
- ممكن تهدا ، كده مش كويس عشانك
- فرح كويسة ؟
- البيبي نزل بس هى كويسة ، هي كانت لسه في الاول بتحصل كتير هتفضل تحت الملاحظة لحد بكرا إن شاء
الله
التفت و عاد ينظر إلى الشرفة لأول مرة يشعر بكل هذا العجز و هو يرى فرح أمامه تتألم و لا يستطيع مساعدتها
، عاجز ... عاجز بكل ما في الكلمة من معنى ، وقفت أمامه فرفع نظره اليها غاضبا ، عيونه تشتعل كالجمر
- أنت هتقوم و ترجع تقف على رجليك
ابتسم متهكما الجميع يخبره بأنه سيخرج من هذا السجن لكن الأيام تمر و هو حبيس عجزه ، يغلى في داخله
يصرخ ثائرا و لا يعرف للهدوء طريقا ، مالت الى الأمام ووضعت يديها على الكرسى الذى يجلس عليه ، تحدق
بجمر عينيه بثقة
- انت زى البركان اللى بيغلى و لازم هيجي له يوم و ينفجر ، مفيش حاجة تقدر توقفه و الكرسي ده مش
هيحبسك كتير
نظر إليها مندهشا من كلماتها يتساءل هل حقا هي محقة بما تخبره به أم انها كلمات تعنى حقا ما تقول
عازما على السفر الى الاسكندرية للبحث عن أخاه لم يخبر والدته بشيء فهو لا يريد فتح جرح قديم لكنه فتح
الباب ليجد إبراهيم أمامه ، دخل الى حجرته بهدوء و تبعه تيم الذى تمتم باعتذار
- أنا آسف
- إنت مش محتاج تعتذر ، انت عندك حق فى كل كلمة قولتها بس أنا مش قادر أعيش من غيرها
لازال غروره يمنع دموعه من السقوط لكن أخاه يشعر بوجعه و عزم أن يساعده مهما كلفه الأمر ، فهو لن يتركه
فريسه لحزن يستحوذ عليه منذ سنوات يبدله ، هو اختار ابعاد الجميع لكنه لن يستطيع أن يبعده بعد الآن
الأيام تمر و ملك على حالها أحمد يغدق عليها الهدايا و يتمنى رضاها و هى على عنادها مهما فعل لا يستطيع
الوصول اليها و لا أن يقتحم قلبها فما كانت لتستسم لمن حطم حياتها ستتركه فقط بعد أن تمر مدة مناسبة ، كل
ليلة تتأنق و تتعمد أن يراها بأجمل إطلاتها فتقتله شوقا قبل أن تغلق قفل باب غرفتها ليلا لن يقترب منها ، لن
تسمح له أبدا اليوم اتجه الى عمله فى هدوء و استيقظت هى تشعر بأنها مرهقة للغاية ، رأسها يؤلمها و لا تريد أن
تقرب الطعام بل أنها افرغت ما فى جوفها و اتجهت الى السرير لتنام مرهقة ربما تعانى من البرد ، اتصلت بها
هاجر لتتطمئن عليها فأتاها صوتها مرهقا
- مالك يا ملك ؟
- مش عارفة تعبانة و الله يا جوجو شكلى واخدة برد ، حتى مكلتش حاجة مفيش حاجة بتثبت فى معدتي
صدمت هاجر و ظلت صامتة لفترة
- رحتى فين يا جوجو ؟
- ملك ، انتى متأكدة انك مش حامل
صمتت فقد نزل الخبر عليها كالصاعقة ، لا لا يمكن هى أرادت أن تتخلص منه ، كل ما اقدمت عليه ان تكون
فترة معينة و ينتهى الأمر لكنها الآن قد تكون مرتبطة به الى الأبد
Chapter 20
لم تختبر يوما أن تكون آخر إهتمامات أحدهم ، مدللة أبويها سقطت في الغرام لتتحول أسعد أيامك إلى فراغ
قاتل ، تقضى الوقت مترددة في الاتصال به و انتظار اتصاله هو ، هل تحافظ على كرامتها أم تهدرها ؟ أو لم
تهدرها بالفعل بقبولها بمن يتعلق قلبه بأخرى ألم يقتلها بصمت و هو ينظر إلى الأخرى و يتمناها ، ألم ترضى أن
تكون مجرد إمرأة تشعل غيرة أخرى ، ألم تتغاضى عن نظرته للأخرى و هو يراقصها ، يتمنى أخرى بين ذراعيه و
لا يشعر بها هي ، تدور بغرفتها و السؤال يدور بعقلها ، لم فعلت بنفسك هذا ريم ؟ فليحترق الحب في الجحيم
إن كان ثمنه كرامتها ، إن كان عذابها ، قررت و لن تتراجع أو هكذا ظنت فبمجرد أن رن هاتفها باسمه فأجابت
على الفور
- ازيك يا ريم ؟
سؤال باهت و نبرة باردة كادت أن تنفجر به أين كان طوال الأيام الماضية لكنها لم تفعل فقط أجابت بهدوء
- الحمد لله ، إنت عامل ايه ؟
- كويس ، أنا قلت بس أطمن عليكي
يطمئن ! حقا غاب عنها كل تلك الأيام و قرر أن يطمئن بم تخبره انها كانت تنتظر اتصاله تترجى اهتمامه ، لن
تفعل أبدا لكن لسانها خانها و انطلقت جملتها في لحظة من اللاوعي
- أمير ، انت خطبتنى ليه ؟
صدمه سؤالها هو نفسه لا يعرف الإجابة لم قرر الارتباط بريم و قبلها و انهى كل شيء قبل زواج ملك هل ليثبت
لملك انه تخطاها ام ليثبت لنفسه أم أن بعد حبيبته تساوت كل النساء فريم كغيرها لا فرق عنده أبدا
- ليه بتسألي السؤال ده ؟
- مجرد سؤال
أجابت مرتبكة تلعن نفسها حمقاء فعلا حمقاء و هو الآخر قرر القاء الك رة بملعبها ليهرب من إجابتها
- أنتي وافقتي ليه ؟
صمت تام لا يمكنها الاجابة ، وافقت لانها تحبه ، لانها لطالما انتظرت أن تراه ، كانت تترك كل شىء و تقضى
إجازتها في البلدة لتراه مصادفة ، أحبته دون أن تعرف له اسما ، دون أن تحدثه ، دون أن تلتقي اعينهما ، قلبها
لم يدق قبلا ، هو الأول و هو الأخير لكنها لا تستطيع أن تبوح تخشى أن يقابل اعترافها جفاؤه فيتحطم كل شيء
- ريم ، احنا لسه بنعرف بعض ، أنا مش هأكذب عليكى احنا جوازنا تقليدى بس بإيدنا إننا نخليه قصة حب
نفتكرها بعد سنين
- صح
أجابت و هي مقتنعة قبلته بكل ظروفه التى حتى لم يخبرها بها لكنه يريد أن يحاول من أجلها و هي أيضا ستحاول ، هى تحبه ... حبها يستحق أن تخاطر من أجله
غريبة مشاعرنا نملكها و لا نملك مفاتيحها ، قلوبنا بيد غيرنا و مفاتيح سعادتنا و حزننا نهديها صاغرين و نبقى
أسرى سجن الشعور حزينة منزوية و بتسم في وجه الجميع لكنه يعلم جيدا ما يجول في صدرها ، هو من تسيل
دموعها على كتفه ، هو من تخبأ ضعفها بين ذراعيه و قد قرر ترك كل شيء من أجلها ، أخذ أجازة من الجامعة و
تفرغ لها تماما ، كانت تقف بالحديقة ترش الزرع بالمياه غير منتبهة عندما أحاطها بذراعيه فابتسمت قبل أن
تلتفت
- صباح الورد يا أحلى وردة
ابتسمت و طبعت قبلة على وجنته قبل أن تسأل
- هو انت مش رايح الجامعة النهاردة ؟
- لا النهاردة أجازة ، اليوم كله النهاردة ملكك ، أنا أخدت أجازة اسبوع ايه رأيك نطلع الغردقة
نظرت إليه تحاول أن تبتسم لكنها لم تستطع ، غريب أنها لا تستطيع أبدا تزييف مشاعرها أمامه ، تتصنع أمام
الجميع ، تبتسم تضحك و تدعى القوة أما معه فهى كتاب مفتوح يقرأ صفحاته بسهولة ، متى أصبح يمتلك كل1
هذه السيطرة عليها ، يفهمها بنظرة دون أن تتحدث
- خالد أنا كويسة ، كفاية اللى انت عملته عشانى طول الوقت اللى فات ، أنا بحبك أوى مقدرش أعيش من
غيرك
نظر إلى عينيها قبل أن يقترب منها فتراجعت إلى الوراء و همست
- منه جاية
التفت إلى منه القادمة نحوهم و على وجهها ابتسامة
- معلش يا جماعة مكنش قصدى ابقى عزول
- لا أبدا عزول ايه ، إنتي هادمة اللذات
ضحكت فرح منهم عندما ادعت منه الغضب و أشارت إلى نفسها
- أنا تصدق إني غلطانة إنى مقلتلهاش على المفاجأة
تقدم خالد نحوها ووضع يده على فمها ليمنعها من الكلام
- بس خلاص فضحتينا ، اسكتي
تركها لتتكلم مرة أخرى
- هتدفع كام و اسكت ؟
ظلت فرح تضحك من مزاحهم بينما توجه خالد إلى خرطوم المياة الملقى على الأرض
- أنا هأقولك كام يا منمون
و قبل أن تدرك كان يرشها بالماء و فرح تضحك من منه التى أصبحت مغطاه تماما بالماء و هى تتوعد خالد بأنها
ستنتقم بينما هو كان سعيدا برؤيته لفرح تضحك من قلبها و عيونها تلمع من جديد ، المرأة كالوردة تزدهر بالحب1
تستمر القصة أدناه
و الاهتمام و فرح وردته التى لن يهملها مهما طال بهم العمر
لعبة القط و الفأر ، شد و جذب و الجدال قائما لا ينتهى كأنهما في مناظرة أبدية لا تنقطع أبدا ، إيمان تتشبث
برأيها و يوسف يراها مجنونة تماما
- انتى اتجننتى صح ؟
- ليه هو أنا بقولك ايه ، إنت نجحت في كل مواد سنة رابعة ما عدا تلات مواد في الترم الثانى و الترم لسه
فاضل له شهرين و يخلص و انت حقوق يعنى تقدر تلحق تذاكر و تتخرج
جادلته فهى لا تريده أن يستسلم لهذا العجز و يغلق حياته على تلك الغرفة
- أنا استحالة أروح الجامعة بالشكل ده
- مع تحفظى بس أنا مش عايزاك تروح سهل جدا انك تذاكر هنا و أنا هأجيبلك المحاضرات ، بدل ما يروح
عليك السنة
نظر اليها غاضبا تلك الغبية المتعلقة بالأمل لم لا يمكنها إدراك الواقع ، هو لن يغادر هذا الكرسى بم ستنفعه
شهادة التخرج ، هل سيعمل بها ؟ سيقف بالمحكمة يدافع ؟! ياللسخرية هو لن يمكنه حتى الوقوف
- على فكرة حالتك دى مش نهاية العالم لكن لو إنت أضعف من إنك تحاول خلاص براحتك
ها هى لعبة البينج بونج مجددا قذفت بالكرة إليه لترتد إليها
- هتذاكري لي ؟
نظت إليه بغضب جدولها منشغل بين جامعتها و دراستها و جلسات العلاج الطبيعي معه و الاهتمام به و الآن
يريدها أن تتحمل دراسته أيضا
- موافقة
ارتسمت ابتسامة نصر على شفتيه بينما هي أرادت أن تجعله يتحرك من هذا العجز يخرج من تلك الحجرة و
يتابع حياته و ها هي بداية الطريق سيعود للجامعة مرة أخرى سيتابع حياته و تتمنى أن تراه يخرج من عجزه
تكاد تفقد عقلها أصبح الغثيان أسوأ و الارهاق يزداد و شبح ارتباطها بأحمد إلى الأبد ، حتى تلك الف رحة يسرقها
منها ، فرحة أول طفل ، أول شعور بالأمومة يطرق قلبها ... حول هذا الشعور الآخر إلى كارثة ، تنتظر ميعاد
الطبيبة بفارغ الصبر فهاجر ستأخذها إلى طبيبتها بحجة أنها تحتاج أحدا معها و محمود مشغول عنها و ها هى
تجلس بعيادة الطبيبة تفرك يديها في توتر شديد لم يمر على زواجها سوى اسبوعين حملها الآن سيكون كارثة
كبرى و ها هى الطبيبة تجرى فحصها و تترك ملك و تتجه إلى هاجر و هى غاضبة
- أظن يا مدام هاجر مكنش في داعى انك تكذبى عليا
تستمر القصة أدناه
- أكذب ؟!
سألت هاجر بدهشة لا تعرف عما تتحدث عنه الطبيبة شيئا و لكن ذلك زاد حنق الطبيبة
- طالما انتي جاية تطمنى على قريبتك كنتى قولى من الأول و على العموم يا ستى هى صاغ سليم زى ما بتقولوا
وقفت ملك تنظر اليها بصدمة قبل أن تصيح
- أنتي بتقولي ايه ؟
- بقول إن اللى انتوا عايزين تعرفوه من الأول يا آنسة ملك
- قصدك .....
قاطعت الطبيبة هاجر
- انتوا مخضوضين ليه ؟! ، أيوه يا ستى عذراء محدش لمسها
تبادلت ملك و هاجر النظرات في صدمة تامة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ظلت صامتة طوال الطريق و كلمات
الطبيبة تتردد بعقلها " آنسة ملك ، عذراء ، محدش لمسها" كيف ؟! و ليالي معاناتها ؟! و حبها الذي تخلت عنه
؟! و زواجها القسرى ؟! وجعها و ألمها ؟! الجحيم الذى احترقت فيه ؟! ر وحها التى ماتت آلاف المرات ؟! كان
الأمر خدعة ... محض خدعة سخيفة ، غبية ، حمقاء ، سلمت أمرها و حياتها كلها له بمنتهى البساطة
جلست على الأريكة بمنزل هاجر و هاجر تنظر إلى ملامحها الجامدة و فجأة انفجرت في ضحك هستيري
سرعان ما تحول إلى بكاء ، دموع لا تستطيع إيقافها متفاجأة ، سعيدة ، حزينة ، مخدوعة ، مجروحة ، ضعيفة ،
قوية ، تشتعل بداخلها ... احتضنتها هاجر
- اهدى يا ملك ، اهدى يا حبيبتى ، الحمد لله محصلش حاجة لكل ده
- ليه عمل فيا كده يا هاجر ، ليه ؟
تساءلت بحنق شديد تكاد تفقد عقلها لتصدمها إجابة هاجر
- بيحبك
- حب ايه يا هاجر ، أنا كنت بموت لو بيحبني مش هيشوفني بموت قدامه و يسكت مش هخدعنى ، هيتمنى
سعادتي حتى لو كانت على حساب تعاسته
صاحت وسط دموعها و نسيت تماما ان للرجال فيما يعشقون مذاهب و كان مذهبه الجنون ، جنون أحمق ،
أعمى ، جنون يقوده الى الندم ، جنون عاشق و هى قررت ان تكون جنونه
كلما تجاهلها كلما ازدادت تعلقا و هو يحاول جاهدا تجنبها بالفترة الأخيرة ، لكنه التفت ليجد نفسه وجها لوجه
مع رموشها الجارحة
- ازيك يا سي محمود
نظر اليها تثير أعصابه حقا لكنه ما كان ليفقد تلك الهالة المحيطة به من أجل أى أحد تنحنح بهدوء و وقار قبل
أن يجيب
- الحمد لله
- بقالى كتير بأجى المحل و مش بشوفك قلقت عليك لتكون تعبان و لا حاجة
تستمر القصة أدناه
تساءلت برقة و دلال يا الله كم يود أن تختفى من أمامه الآن و كيف يتمنى بقائها و قربها منه ، نظراتها جريئة
تدعوه لعدم التراجع ، تعد بالكثير فقط لو إتخذ الخطوة المناسبة لكنه متردد ، و هنالك من يراقب الموقف فقرر
فض اشتباك النظرات قبل أن تؤدى الى ما لا يحمد عقباه
- استاذ محمود ، الحاج عايزك على التليفون
انتبه الى العجوز الذى يحدثه ، عم محمد رباه منذ صغره منذ أحضره والده للعمل بمحلات العطارة و هو فى
العاشرة من عمره و اعتبره عم محمد مسئوليته ، أومأ برأسه و استئذنها ليغادر ، أما هى فابتسمت هو واقع
بشباكها ، متأكدة من الأمر تماما عيونه و ارتباكه أمامها مهما حاول إخفاء الأمر خبرتها بعالم الرجال تخبرها
عكس ذلك تماما
أما الأخرى مهما إدعت و حاولت أن تبدو عليمة ببحر الرجال فهى عكس ذلك تماما ، مراهقة صغيرة يسحبها
التيار نحو شباك الصياد الذى استقبلها بمكتبه فى الشركة ليبهرها بكل ماحولها مكتب فخم لشركة الاستيراد و
التصدير وليدة سنوات قليلة واجه محترمة لعمليات مشبوهة كما كانت وسامته واجهة تخفى الكثير ، قناع يخفى
الكثير ، أدخلها الى المكتب و أضاء اللمبة الحمراء لتبتسم سكرتيرته العليمة بأموره جيدا ، ألم تكن إحدى
ضحاياه و لكنها استمرت فى العمل معه ، طالما يغدق عليها المال فلا تبالي بدأت ضحية و انتهت جانية و
التفاصيل لا تهم كثيرا فلكل من دخلت الى حياة يحيي الصياد حكاية و لكل منهن نهاية مختلفة
- ايه القمر ده ؟ ، إنتى يا بت مش هتبطلي تحلوي كل مرة أشوفك فيها أحلى من اللى قبلها
كلماته ترضى غرورها و تشبع أنوثتها ، تدعي انها لا تؤثر بها و هي تفعل بها الأفاعيل
- يا ابنى انا الاسطوانات دى مبتكلش معايا
قالت و هى تجلس على المكتب و تضع قدما فوق الأخرى باغراء فتقدم نحوها يتفحصها بعينيه ، نظراته تربكها
لكنها تتماسك
- طيب قولى اللى يرضيكى
- أنا مقولش انت اللى المفروض تفهم من نفسك
ابتسم لها بخبث يعرف ما ترمى اليه زواج و ارتباط ، هل هى واهمة الى تلك الدرجة ، يحيي الصياد لا يوجد
بقاموسه الزواج أبدا
- أنا نفسى أكون معاكى النهاردة قبل بكرا ، انتى مش عارفة أنا مشتاق لك قد ايه
اقترب لتبتعد بحذر و تتجه نحو النافذة ، مراوغة و لكنه لا يطيق صبرا فهى جميلة بحق و لا تخفى جمالها و هو
تستمر القصة أدناه
يقدر الجمال ، وقفت تنظر من النافذة عندما أحاطها بذراعيه لتنتفض خوفا ، معجبة به لا بل تحبه لكنها لا تشعر
بالأمان معه
- أنا بحبك
يلقى على مسامعها كلمات عشق لا تمت للهوى بصلة فلا يحركه سوى الرغبة و كفى ، تململت و أفلتت من بين
ذراعيه محذرة
- يحيي ، أنا مبحبش الطريقة دى
جذبها من يدها و هو ينظر الى عينيها
- طريقة ايه ، انتى حبيبتي و انا مش قادر أبعد عنك
أفلتت يدها من يده محاولة أن تبدو قوية
- يبقى نتجوز
- ما احنا هنتجوز
أجاب و هو يقربها منه مجددا لو كانت بعض الوعود الهاوية ستجعله يحصل على مراده فلا بأس أبعدته عنها و
هى تهتف
- لما نبقى نتجوز
عنيدة و لكنه لن يستسلم و حان وقت تغيير الخطة ، تبدلت ملامحه لغضب و هو يتهمها
- انتي مبتحبنيش زى ما أنا بحبك ، لو بتحبيني كنتى هتبقي عايزة تبقي معايا زى ما أنا عايز أبقى معاكى
نظرت اليه مرتبكة هى لا تريد إغضابه
- أنا و الله يا يحيى بحبك
خرجت منها ببراءة مراهقة ساذجة ، ابتسم بداخله و قناع الغضب يحتل ملامحه
- بس ....
تحجرت كلماتها و لا تعرف ما تقول هل تخبره بأنها خائفة ، ضعيفة لا خبرة لديها ببحر الغرام و دروب العشق و
طرق الهوى تخشى أن تضل طريقها و لا يكون لها عودة
- بس مش واثقة فيا
- أنا ....
قاطعها بصرامة
- يلا عشان اوصلك على البيت عندى إجتماع مهم
صامت طوال الطريق لا ينظر اليها مطلقا و لكنه يعرف أنها تنظر اليه بتوتر تفتح فمها لتتكلم فتضيع منها
الكلمات لتصمت ثم تعاود المحاولة فلا تجروء على الحديث أمام الملامح الصارمة الغاضبة ، أوصلها الى المنزل
و ترجلت من السيارة ووقفت تناديه فلم يجيب و انطلق مبتعدا و هو يعلم أنه أطبق فخه عليها تماما ، المسألة
مسألة وقت لا أكثر و لا أقل
و بين رغبة لا تعرف طريقا للحب ، كان هنالك عاشق آخر يكتوى بنار عشق مجرد من أى شيء سواها و هى
الليلة تلعب بسلاح الشوق القاتل ، تزينت كأجمل عروس كعادتها كل ليلة لكن الليلة زادت زينتها أرادت ان تقتله
تستمر القصة أدناه
شوقا ، تعلم مقدار عشقه الجنوني ، مجنون لم تجد وصفا آخر بعد الحقيقة التى انكشفت أمامها اليوم ، أما هو
فقرر تغيير خطته لم يعد يطيق انتظارها فقد عادت من المطبخ لتجده بالغرفة التى جعلتها منطقة محرمة عليه من
زواجهم ، نظرت اليه بقلق و لكنها مرت بجانبه تتجاهله تماما عندما وقف أمامها قاطعا طريقها لتتراجع للخلف و
هو يتفرس ملامحها البريئة الرقيقة الى أقصى حد ، رائحة عطرها شوق قاتل ، ملمس شعرها المكتسي بسواد ليل
ساحر ، هي زوجته و هو هائم بها لكنها محرمة عليه بذنب عشقة ، كاد أن يقترب منها فانسابت الدموع على
وجنتيها تبكى بحرقة فاقترب منها قلقا
- ملك عشان خاطري متعيطيش
لم تجيب فقط تبكى و كفى و دموعها تقتله ، يشعر بحماقة جملته يريدها ألا تبكي من أجله و هى لا تبكى سوى
بسببه ،ألهذه الدرجة تكرهه و لا تريده و لكن لدهشته وجدها تستند الى صدره و تبكى ، تبكى و هى تتشبث به
، هل تريده أن يقترب أم يبتعد لم يعد يعلم ، اما هى فمشاعرها فى تخبط كبير تريد أن تصيح به لم فعلت هذا ؟
لم وضعتنى فى جحيم زائف ؟ عقلها يكاد يجن ، كانت وقتها ضعيفة و بلا حيلة و دون أدنى مقاومة ، كان قادرا
على وصمها بالعار طوال عمرها و جعلها ذليلة لكنه لم يفعل فجاءت إجابته قاطعة لكل أفكارها
- أنا عمرى ما هأجبرك على حاجة ، أنا كفاية عليا أنك قدامى
رفعت وجهها اليه ،لن يجبرها ؟! أى واهم هو ألم يجبرها على الزواج بخدعته و كذبه ، ألم يجبرها عن التخلي عن
أمير و أحلامها و حياتها الوردية ، إن لم يكن كل ذلك إجبارا ، قهرا فما هو الاجبار إذا ، مسحت دموعها التى
أفسدت زينتها تماما لكنه لا يزال يراها جميلة بذلك الكحل السائل على وجنتيها من أثر بكائها ، انتظرها حتى
غسلت وجهها و خرجت لتجده غادر الغرفة الى حجرة المكتب حيث ينام فأغلقت الباب و توجهت الى السرير
لتنام لعلها تشعر ببعض الراحة لكنها لم تفعل كلاهما غادر النوم عينيه هى تخطط لانتقام يشفي غليلها و هو يفكر
بطريقة يكفر بها عن ذنبه
منذ ذلك الشجار بزفاف ملك و علاقتهما متوترة بشكل كبير تكاد تكون مقطوعة لكن سهرة اليوم التى أصر
أصحابها على ان تحضرها بعد أن تغيبت عنهم كثيرا لن تكتمل بدونه فلتتنازل هي تلك المرة و تذهب اليه كما
فعل هو ، اتجهت الى كليته لتجده واقفا مع إحدى زميلاته يمازحها و الفتاة تضحك بصوت عال يبدو الانسجام
تستمر القصة أدناه
بينهما كبيرا تجاهلت منه الأمر و كادت أن تتوجه نحوه لكنها توقفت عندما نظر اليها و تجاهلها تماما فغادرت
غاضبة بينما التفت هو يراقبها و هى تبتعد عنه تعمد إثارة غيرتها و لكنها لم تغار فقط شعرت أنها غاضبة ، غاضبة
و كفى توجهت الى الجريدة فور أن دخلت تفاجأت بإبراهيم فابتسمت سعيدة لكن ابتسامتها تلاشت عندما
وجدته يجمع أغراضه
- إنت رايح فين ؟
- خدت أجازة بدون مرتب ، هأسافر اسكندرية
شعرت بفراغ كبير لا تعلم مصدره فور أن أخبرها انه راحل ، ستأتى كل يوم الى المكتب و لن تراه
- ليه ؟
- مخنوق يا منه ، مش عايز أفضل هنا
ألقى اليها بتلك العبارة و ذهب ، رحل فشعرت أنها تختنق تريد أن تذهب فأسرعت الى سيارتها و اتجهت الى
المنزل بسرعة و دموعها تتساقط دون إرادة منها ، دخلت الى المنزل متجهة الى حجرتها دون أى كلام حتى انها
لم تلقي السلام على فرح و لم تشاغب خالد كعادتها ، ارتمت على السرير تبكى عندما دخلت اليها فرح فألقت
بنفسها بين ذراعيها و فرح تربت على ظهرها و تحثها على التحدث فأخبرتها بما حدث مع ياسر و سفر إبراهيم و
ما علمت من أمر رقية كانت مرتبكة فى حديثها
- يعنى انتى زعلانة علشان إبراهيم و لا زعلانة من ياسر ؟
- مش عارفة
أجابت و هى تمسح دموعها عندما ابتسمت اليها فرح و هى تمسح على شعرها
- إبراهيم تعبان أوى يا فرح و أنا زعلانة اوى علشانه من وقت ما تيم حكى لى حكاية رقية اختهم و هو صعبان
عليا ، ابراهيم حس انه خسرك زى ما خسرها ... هو بيحبك أوى يا فرح
كان يجلس بالصالة قلقا من الحال الذى حضرتك عليه منه فهو يعتبرها بمثابتة أخته الصغيرة كونه وحيدا بلا أخوية
جعل من السهل أن يرتبط بعائلة فرح فقرر أن يصعد ليرى ماذا حدث لكنه فور أن اقترب من غرفة منه توقف
مصدوما مما سمعه
- منه ، أنتى بتقولي ايه ؟
- بقول اللى أنا شايفاه و عارفاه كويس من ساعة ما كنا فى البلد انتى الوحيدة اللى ابراهيم قرب منها و اتكلم
معاها ، كانت نظرات عنيكم بتقول كتير ، انتى كنتى رافضة جوازك من خالد عشان إبراهيم و هو كمان بيحبك يا
فرح
- بس يا منه
صاحت فرح مبتعدة عنها توليها ظهرها و هى تضع يديها بخصلات شعرها تفكر كيف وصل هذا الشعور لأختها
تستمر القصة أدناه
الصغيرة ، لا تنكر أنها كانت تكن مشاعر لإبراهيم لكنه لم يكن حبا مقارنة بما تشعر به تجاه خالد الذى اكتفى
بما سمع و غادر غاضب غيورا أخت زوجنه تواجهها بحبها لآخر ، هذا الآخر الذى يسعى بكل الطرق لتدمير
زواجهم ، ذلك الآخر الذى ابتعدت فرح عنه فى بداية زواجهم بسببه ، فرح أول من دخلت قلبه لم يكن هو أول
من مر بقلبها
- أنا محبيتش إبراهيم يمكن كان إعجاب أو مراهقة ... أنتى لسه متعرفيش الحب يا منه ، الحب حالة تانية
احساس بيستحوذ عليكى بيحول انسان غريب عنكم تماما لإنسان عارف كل تفاصيلك ... أنا عمرى ما حبيت
إلا خالد هو الأول و الأخير و أى أفكار تانية شيليها من دماغك
أومأت منه برأسها و هى تشعر بالارتياح تجاه اعتراف فرح لها بأنها لا تحب إبراهيم بل لم تحبه أصلا لكن جلسة
مصارحتهم كان لها ثمن لم يعرفه ايا منهم بعد
- يعنى إنت عايز ايه ؟
- مش عارف
كانت إجابة مبهمة توحى بكم تخبط فى مشاعره فهو لا يعرف ما يريد و لا لما أتى لملك و قص عليها ما حدث
مع منه
- انت بتحبها يا ياسر ؟
نظر اليها متفاجأ بسؤالها لا يستطيع تحديد مشاعره تجاه منه بعد
- مش عارف ، يمكن بس منه مختلفة عنى كتير بس انا بحب ابقى معاها ببقى مبسوط اوى و انا معاها
- بس تقدر تعيش من غيرها هتحس انك ناقصك حاجة بس عايش
أومأ برأسه ملك محقة هو يمكنه الحياة بلا منه يستمر بدون وجودها معه يفتقدها لكن ليس الى حد أن يتوقف كل
شيء من دونها
فى فجر اليوم التالى كان إبراهيم عازما على السفر الى الاسكندرية و تيم يحاول إثناؤه بكل الطرق لكنه مصمم لا
يعرف هل يريد أن يبقى بجوار رقية أقرب لها أم انه يريد أن ينهى تعلقه فهو أحيانا يشعر أنها تنتظره هناك بشقتهم
فى الاسكندرية سيدخل لتجرى اليه و تتعلق به و تجلس على الطاولة كما اعتادت تخبره عما حدث معها طوال
اليوم بينما هو يتناول طعامه و يدعوها بالثرثارة فتضحك و تستمر فى الحكي
- مينفعش تقعد هناك لوحدك ؟
- بس أنا محتاج كده
زفر فى ضيق عندما دخلت والدتهم فتوقفا عن الكلام فورا فهم لا يريدون أن يفتحوا جرح والدتهم أيضا لكنها
ابتسمت بعيون دامعة
- سيبه يا تيم يروح
نظرا اليها فى دهشة
تستمر القصة أدناه
- هو انتوا فاكرين انى مش عارفة اللى بينكم من يوم ما ابراهيم قالى انه فى مأمورية ، ده أنا أمكم يعنى عارفاكم
كويس و لا يمكن تكون فاكر انى مش حاسة بيك ابراهيم ، لا أنا حاسة باللى واجعك و دابحنى ، روح يا حبيبى
ربتت والدته على كتفه و هو يحاول جاهدا ألا يبكيها بينما خانت تيم عبراته و سقطت فمسحتها والدته مبتسمة
رغم ترقرق الدموع بعينيها هو ينظر اليها باعجاب شديد انها الأكثر جرحا و الأكثر صمودا
قرر ركوب الحافلة فهو لا يملك القدرة على قيادة سيارته كل تلك المسافة ، تلك الرحلة سمحت له بأن يفكر فى
كل ما حدث فرح و تعلقه الزائف بها لم يكن حبا هو يبحث عن من يملأ فراغ استوطن قلبه و كانت فرح هى
ضحية جرحه ، هو حاول تدمير زواجها بمنتهى الأنانية ، مدين لها باعتذار فقرر إرسال رسالة يعتذر منها ، رن
هاتفها بوصول رسالة و كان خالد بالقرب منه فنظر الى الهاتف ليجد اسم إبراهيم تردد فى فتح الرسالة لكنه فتحها
"أنا آسف أوى يا فرح على كل المشاكل اللى سببتهالك ، أنا هأخرج من حياتك تماما و اتمنى انك متزعليش
منى أنتى هتفضلى بنت عمى و ليكى معزة فى قلبى"
أراد أن يحطم الهاتف ربما حطم وجه إبراهيم إن كان أمامه ، غاضب ، حانق ، يشتعل من داخله يغلى ، احكم
قبضته على الهاتف قبل ان يلقيه على الأريكة و يلتفت ليجد فرح أمامه ، وجهه الأحمر و عيونه المشتعلة يعض
على نواجزه و عروقه نافرة لم تره هكذا من قبل دائما رقيق ، متفاهم لكن من أمامها شخص آخر رجل غيور يشك
، يغضب و يحمى كرامته بكل ما أوتي من قوة و سؤال واحد أربك الموقف بأكمله
- ايه اللى بينك و بين إبراهيم ؟
عاد الى المنزل مرهقا كل شيء يرهقه لكنه كان على موعد مع خبر لم يكن يتوقعه أبدا ، ففور أن دخل وجد
والدته و خالته و نهلة و ملك يجلسون معا فى جلسة لم يعتد أن يراها بمنزله منذ زواجه بملك ، وضع الأوراق
من يده و توجه نحوهم مبتسما
- ده ايه التجمع الجميل ده ، منورين و الله
- ده نورك يا حبيبي
أجابت خالته عندما ابتسمت اليه نهلة
- مش تقولى مبروك
- على ايه ، نجحتى استحالة ؟
تساءل متعجبا و هو يبتسم من أخته المجنونة
- لا هأبقى عمة
- عمة مين ؟
- ملك حامل
تستمر القصة أدناه
ضحكت والدته منه قبل أن تزف له البشرى لتتلاشى ابتسامته و تتجمد ملامحه فى صدمة تامة
وقف أمامها مطالبا بإجابة فورية لن يحيد عنها فقررت أن تقص عليه كل شيءحدث قبل زواجهم ، يكتوى بنار
غيرة ظن انه لن يعرفها مطلقا ، هى تنظر اليه فلا تجد ملامحه الحنونة بل قسوة و ثورة ، غضب يحتل كل كيانه
- الموضوع ميستاهلش أنا مفيش من ناحيتي حاجة
- و مقولتليش ليه ؟
- حسيت ان الموضوع مش مهم
لا يهم ! كيف لأمر كهذا أن تعتبره أمرا لا يهم
- مش مهم ، ابن عمك بيحبك من قبل جوازنا و بيدمر حياتنا و تقولي لي مش مهم
صاح بها غاضبا عندما انتفضت و وقفت أمامه
- خالد ، إنت مش واثق فيا
- إنتي خبيتي عليا يا فرح ، و أنا عمري ما خبيت عليكي أى حاجة مهما كانت و انتى عارفة
اقتربت منه و وضعت يدها على وجنته تنظر الى عينيه فلا ترى سوى غضب و غيرة
- عمرك ما كنت قاسي يا خالد
- و انتى لأول مرة تجرحى كرامتي
ابعد يدها و غادر غاضبا نادته فلم يلتفت ، تلوم نفسها ربما كان عليها إخباره لكنها لم تريد أن تثير غيرته ،
أرادت أن تنعم بتلك السعادة و الهدوء التى تعيشها معه و لم تتوقع أن قصة قديمة كهذه قد تحطم زواجها كيف
لخيال أن يحطم واقع !!
جرح كرامة الرجال و شرفهم لا يغفره سوى الدماء و الشرف لا يمكن التلاعب به و لكنها فعلت ، لا يعرف كيف
واتته القوة لينتظر حتى انصراف الجميع قبل أن يواجهها
- أنتى حامل ؟!
سأل مترددا يخشى إجابتها فابتسمت
- مبروك يا حبيبى
جذبها من يدها غاضبا و هو يحكم قبضته عليها
- ملك ؟!
- يا عيون ملك
أجابته تبتسم بتشفى أما هو فيموت غيظا هى تكذب بالتأكيد تكذب ، لا حل سوى أنها تكذب
- انتى كذابة ، بتلعبي عليا ؟
- أنت نسيت و لا بتستهبل ما أنت عارف اللى حصل بينا ، و على العموم دى نتيجة التحليل اللى أنا عملته عند
الدكتور ، ماما و طنط فرحوا أوى بالخبر الصراحة و أنا مكنتش متخيلة إنك هتزعل كده ، حد يزعل إن مراته
حبيبته حامل
ابتسامة تعلو ثغرها ها قد تبدلت الأدوار كذبة بكذبة و الباديء أظلم ، ينظر إلى نتيجة التحليل تحمل اسمها و
تاريخ اليوم ، النتيجة حامل ، قبض على الورقة قبل أن يلقيها أرضا سيقتلها ، لكن عليه أن يعرف أولا ، كيف
خانته ؟ متى ؟ من ذلك القذر الذى دنست شرفه معه ؟ ، وقف أمامها بالكاد يمنع نفسه عن تحطيمها عن قتلها و
الانتحار و هي تنظر إليه بعيون ثابتة و تحدي رهيب
- ابن مين ؟ انطقى ؟ انطقى بدل ما ادفنك مكانك
تهديده ووعيده لا يزيحها عن انتقامها قيد أنملة ، يعشقها و لن يستطيع أذيتها أبدا فليحترق بنار عشقه و نار
انتقامها
- ابنك
همستها بتشفى بحقد أسود و انتقام أعمى فليعانى كما عانت فليقتله كذبها كما قتلها كذبه
- أنا ملمستكيش ، محصلش
- لا يا راجل
ابتسمت بتهكم ها هو يصيح بحقيقة كانت لتنقذهما معا و لكن فات الأوان الآن ، هى تراه يحترق كما احترقت
، إقتربت منه همست في أذنه بهدوء
- إثبت
نظر اليها مصدوما ملك ... ملاكه من أين لها بذلك الجبروت كله ، كيف استحالت براءتها ووداعتها الى تلك
التي يراها أمامه
- نهلة كانت شاهدة على اللى حصل ده لو قدرت أصلا تقول لحد على اللى حصل
لم يشعر بنفسه إلا و قد ثبتها إلى الحائط يزفر في حنق شديد سيقتلها ، لو وضع قبضته عليها سينهيها و لا تنكر
هى الأخرى أنها و لأول مرة شعرت أنها تخشاه ، اغلقت عيناها خوفا فنظر إلى ارتجافتها و خوفها و لم يمتلك
سوى أن يسدد لكمة للحائط بجوارها لتسقط صورة زفافهما المعلقة على الحائط فنظر اليها ، هذا هو زواجهم ،
هذا هو عشقه لها زجاج مكسور يجرحه و هو لا يفلته و لن يفلته قبل أن يعرف من تجرأ عليه؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق