أعلان الهيدر

أحدث المواضيع

الخميس، 3 يونيو 2021

الرئيسية رواية وللقلب رإي آخر كامله علي نجوم ساطعه بارت 13 و 14

رواية وللقلب رإي آخر كامله علي نجوم ساطعه بارت 13 و 14

 Chapter 13


أخبرته الحاجة هداية أن ملك رفضت طلبه لم يصدق و هى تلقى على مسامعه تلك الكلمات ملك ترفضه و تقبل



بالزواج من غيره ، لم ؟ حبهما منذ الصغر و نظرات العشق التى لم تنقطع بينهما يوما بل وعدها له عندما تقدم



لخطبتها انها لن تكون لغيره ، أمسك بالهاتف و قرر الاتصال بها لكنه تراجع ، لا يمكن للحاجة هداية ان تكذب



هى أخبرته أنها سمعت من ملك بنفسها " يكفى أمير ... توقف عن الهراء ... هى لا تريدك ، و انت أيضا



ستنساها ، ستنساها و ان كانت الوحيدة التى احتلت قلبك منذ الصغر ، كرامتك فوق كل شيء حتى و ان كانت



ادمانك فستشفى لو انها لعنتك فستكسرها ، ستقف بزفافها و تنظر فى عينيها لتريها أنها لم تعد تعنى لك شيئا ،



لن تطأ قدمها قلبك بعد الآن " اتخذ القرار و أعلن الحكم بقلب مغدور و كرامة مجروحة



كان يومها الأول بالعمل و رغم انه كان مرهقا جدا حتى الآن و لكنها كانت سعيدة لأول مرة تعمل و تعمل بالطب



فهى في الاستقبال ترى الكثير من الحالات و المرضى ، هذا هو شغفها منذ الطفولة و ما كانت تحلم به فقد حان



وقت الاستراحة و توجهت صفا نحوها و هى لا تزال تنهى بعض الملفات الطبية



- انتى يا بنتى ما تعبتيش



- استنى بس يا صفا ، ارتب الملفات دى بس



كانت صفا مت رددة في أن تخبرها بما علمته صباحا لكن إيمان سبقتها فقد علمت بالأمر



- سعد شيلنى المادة و التحقيق خلص لصالحه



نظرت صفا اليها بدهشة فهى تخبرها بمنتهى البرود ، توقعت منها أن تبكى و تنهار فقد خسرت المنحة و لا تعلم



كيف ستدبر أمور دراستها



- و نويتى على ايه ؟



- الحل الوحيد المنطقى هأشتغل يا صفا



و قبل أن تنهيا حوارهم وجدا سيارة الاسعاف توقفت و أخرج المسعفون طفلا يتألم بشدة و كانت قدمه متورمة



فأسرعت إيمان نحوه بينما اتجهت صفا لاحضار طبيب العظام ، حاولت إيمان اجراء الاسعافات الأولية للطفل و



قد كانت ذكية و أجادت التعامل معه جيدا حتى أتى تيم الذى تفاجأ بوجودها و هى الأخرى تفاجأت لرؤيته



- انتى بتعملى ايه هنا ؟



سألها و هو يفحص الطفل فأجابت و هى تناوله المعدات



- النهاردة أول يوم تدريب ليا هنا



ابتسم تيم لها قبل أن ينظر إلى الطفل التى لم تكن حالته خطيرة فلم يحتاج سوى لجبيرة و سيكون بخير ، كادت


إيمان أن تنصرف لكن تيم طلب منها البقاء لمساعدته و التعلم منه فوافقت فهى تريد أن تتخصص في دراسة



العظام بينما تيم شعر بسعادة لرؤيتها شعور غريب هو لم يفتقدها منذ أن غادر القرية لكنه لازال يذكر عندما رآها



بالمحطة هنالك شيء مميز بها



الاحتياج شعور يتركك ضعيفا مهزوما ،الضغف يدمى و الهزيمة موجعة ، خسارته كانت فادحة لكن الخذلان كان



قاتله الحقيقى فهى قد خذلته عندما تخلت عنه لو كانت الظروف مختلفة لكان هو من تركها وراؤه و لم يلتفت



لكنه في أضعف لحظاته و يحتاجها بشدة ، التقط هاتفه و اتصل بها فكر كثيرا في أن ينهى المكالمة ، تذكر كم



كانت تشتاق للاتصال به و تحادثه طوال اليوم و لم يكن يمل قط و لكن أين هى الآن استمر صوت الرنين و



كرامته تصرخ به أن يغلق الهاتف لكنه يخشى الفقد فقد ساقيه و مستقبله و لا يريد أن يفقدها يبحث عن قوتها



ليوارى بها ضعفا يؤلمه ، أخيرا اتى صوتها عبر الهاتف



- ازيك يا نرمين ؟



- يوسف ؟!



ارتبك صوتها و هى تذكر اسمه هل نسيته لدرجة انها نسيت رقم هاتفه لكنه تابع



- ايه نستينى للدرجة دى



عاتبها ليزداد ارتباكها تبحث عن عذرا مقبولا لا تريد أن تخبره أنها انتزعته من حياتها و لم يعد له مكان بعالمها



المثالى



- لا طبعا ، أنا آسفة انى مكنتش بسأل بس مامى كانت تعبانة و انشغلت معاها حتى معرفش انك رجعت



- رجعت و العملية فشلت



أراد اخبارها ليرى ردة فعلها التى كانت باردة كعاصفة جليدية



- معلش إن شاء الله تبقى كويس ، معلش يا يوسف أنا مضطرة اقفل لان بابا بينادى



أغلقت الهاتف قبل أن تسمع اجابته حتى أراد ان يحطم الهاتف بين يديه يلوم نفسه على الاتصال بها الذى أذله



و يعود يلتمس لها العذر ربما ظروفها لم تسمح لها ان تكون بجواره فلا يجمعهم أى ارتباط رسمى ، أحمق



أمازلت تبحث لها عن أعذار ... نعم أبحث عن أعذار فأنا لا أستطيع تخيل اننى خسرت كل شىء ... يكفى



خسارة فليبقى شىء واحد على حاله فلتبقى هي



عادت فرح إلى المنزل و عقلها يكاد ينفجر تفكر بكلمات إبراهيم و لا تستطيع تصديقه أيعقل أن ما يقوله



صحيح خالد الرقيق المهذب ، أستاذ العلوم السياسية ما هو الا تاجر سموم ، لا يمكن لكن الشك نبتة شيطانية



تنمو بسرعة كبيرة ففور أن دخلت فرح سمعت خالد يتحدث مع يحيى



- يا يحيى افهم و فتح مخك ، انت هتروح تدى له الفلوس و تستلم منه الحاجة ، ماشى تمام بس عارف لو



تستمر القصة أدناه


اتغابيت زى المرة اللى فاتت كنا هنروح في داهية ، تمام



استندت فرح إلى الحائط و هى تحاول تحليل حديث خالد مع ابن عمه و ربطه بكلمات إبراهيم بدا الأمر منطقيا



، شعرت بالدنيا تدور بها و ساقيها بالكاد تحملانها فاستندت إلى الطاولة عندها لاحظها و قد رأى انعكاسها في



المرآة فارتبك و انهى المكالمة مع يحيى سريعا و اتجه نحوها و قد بدا عليه القلق



- فرح مالك يا حبيبتى ، انتى كويسة ؟



نظرت إليه فرح مطولا إلى نظرة القلق في عينيه ، تلك الملامح الرجولية التى بدا عليها الحنان و البراءة ، هل هو



بارع في التمثيل لهذا الحد ؟ سمعته يناديها مرة أخرى فأومأت برأسها بهدوء



- ايوه كويسة ، دوخت بس شوية تلاقيى بسبب انى مفطرتش



- لا أنا لازم أخدك لدكتور وشك أصفر أوى



أمسك بيدها ليجذبها لتقف لكنها هى من أوقفته و دهشه سؤالها



- خالد ، هو أنت خايف عليا بجد



جلس بجوارها ملامسا خصلات شعرها



- أنا بحبك يا فرح و حتى لو انتى لسه محبتنيش و لو جوازنا مجرد حبر على ورق فده مغيرش من اللى جوايا



حاجة ، انتي حبيبتى و مراتى و أختى و أمى و كل حاجة في حياتى



غادرت إلى غرفتها بحجة انها تحتاج للراحة لكن الراحة لم تعد تعرف لها سبيلا تسير في الغرفة جيئة و ذهابا ،



حائرة لا تعرف ما عليها إن تفعل ستواجهه ، نعم ستفعل ... يجب عليها ذلك ، اتجهت إلى الباب و خرجت إليه



بتصميم



- خالد



التفت إلى نداؤها و ترك جهاز التحكم من يده و لكنها فور أن نظرت إليه تراجعت و ضاعت كل قوتها و لم تعد



قادرة على المواجهة



- مفيش بس هأضطر أروح بيتنا بالليل منه هتخرج مع أصحابها و مش هأقدر اسيب يوسف لوحده



- عادى يا حبيبتى نروح انا فاضى بالليل و هأخدك انتى و يوسف و نخرج لان نفسيته وحشة



- انت عارف انه رافض يخرج



- سبيها عليا دى



استسلمت فرح و دخلت إلى المطبخ و هى لازالت تفكر تتمنى لو تستطيع التوقف عن التفكير لو أنها لم تقابل



إبراهيم اليوم و لم يخبرها بأى من هذا قد بدأت تنعم بحياة هادئة مع خالد ترسم لها خطوطا عريضة لمستقبل



تطلعت إليه فجاء هو ليمحو كل شىء



أما إبراهيم فقد جلس في الجريدة صامتا يدخن السجائر بشراهة و يتذكر تلك الكلمة التى القتها في وجهه قبل



تستمر القصة أدناه


أن تنصرف "زوجى" كلمة واحدة حملت الكثير ، كلمة جعلت من خالد مالكا لها و حاميها و مسيطرا على قلبها



و عقلها بينما هو غريب ، لا يحق له التدخل .... فرح فرحته الوحيدة في الحياة التى ظل يحبها في صمت تخبره



جليا انه لم يعد له الحق في التدخل بحياتها و ماذا إن كان كلام علاء صحيحا و خالد و عائلته يستغلون الأمر ،



سيثبت لها و للجميع حقيقة هذا الصلح و الزواج و سيستعيدها من بين يدي هذا المخادع و عائلته



أمسك بهاتفه و طلب رقمها فأجابت دون أن تعرف من هو لكنها فور سمعت صوته تجمدت مكانها كيف واتته



الجرأة أن يتصل بها بعد كل ما حدث



- ملك ، أنا أحمد ... أرجوكى متقفليش .... أنا آسف يا ملك ، أنا بجد بحبك أوى ، بحبك بجنون ، اتجننت



لما حسيت انك ممكن تكونى لغيرى



ظلت صامتة متجمدة مكانها لم تغلق حتى الهاتف فقط دموع صامتة تندفع من عينيها



- ملك ردى عليا قولى أى حاجة ، أنا موجوع زيك و أكتر ... ملك انتى هتبقى ملكة عمرى و حياتى طلباتك



كلها هتبقى أوامر عندى ، انتى عمرك ما هتلاقى حد يحبك قدى



تستمع إلى كلماته و هى تشعر أنها بغيبوبة لا تقوى على الحراك ، وقعت في شباك مجنون مهووس لينتهى أمرها



تماما لكنها لأول مرة تعرف هذا الشعور الكره ، تكرهه بكل جوارحها ، تكره رؤيته او سماع صوته ، تكره انها



تتذكره ، تكره الدنيا لانه موجود بها ، تكره حتى نفسها لم تعد ترى الا الكره أمامها



- أنا عمرى ما هأجرحك



- محدش بيجرح ميت



أجابت ببرود قبل أن تغلق الهاتف و هى تبتلع دموعها غصة تتجمع بحلقها و قلبها يؤلمها حقا يؤلمها لم يترك لها



خيارا ، أخرجت شريحة هاتفها و كسرتها لا تريده أن يصل اليها ، تشعر أنها قد جنت هى من وافقت على الزواج



منه بل ان والدها أخبرها ان الخطبة ستتم بنهاية الاسب وع لكنها تقسم أن تنهيه أن تحرقه بنار لن يعرف للخروج



منها سبيل ، انتزعها من جنتها فقررت أن تريه كيف يكون الجحيم



منذ أن استقيظت في الصباح و هى تشعر بارهاق كبير ربما هو دور البرد المعتاد الذى يطاردها ، تريد النوم و لا



تستطيع التركيز و لا تريد تناول الطعام فقط تريد أن تستلقى



- مينفعش يا هاجر لازم تكلى وشك بقى قد اللقمة و أصفر



- مش قادرة يا ماما ، حاسة انى مش قادرة أى حاجة تدخل معدتى



- لتكونى حامل



تستمر القصة أدناه


نظرت إلى والدتها في صدمة "حامل!" هل يعقل في أسوأ أيام حياتها و هى تفكر جديا في الابتعاد عن محمود



الذى لا يقدرها فيأتى هذا الخبر ليربك كل حساباتها لكن السعادة تحف قلبها لطالما كانت أحلامها بسيطة زوجا



محبا و منزلنا بسيطا و ابناء تعشقهم لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن



ها هى تخطو الى داخل المشفى بحثا عن تيم بعد شجار بسيط مع والدتها حثتها فيه على الذهاب الى تيم



بالمستشفى حتى تشغل باله و عقله و توقع به ليتزوجها و لكنها لم تقتنع بتلك النظرية هى لن تذل نفسها له و



تذهب الى محل عمله بما ستخبره



- أروح له ازاى يعنى ؟!



- هو انتى رايحة له شقته دى مستشفى يعنى مكان عام ، اتلحلحى و خليكى حِركة



و قد كان فقد استمعت الى والدتها و ها هى فى قسم الاستقبال لا تعرف ماذا تفعل فكرت فى التراجع و الخروج



لكنها لا تنكر أنها معجبة به و بامكانها ان تزيف مرضا ، توجهت نحو ممرضة الاستقبال وقتها و قد كانت صفا



- لو سمحتى دكتور تيم موجود ؟



- حضرتك مين ؟



ترددت فى الاجابة بما تخبرها أنها قريبته أم انها مريضة لديه فقررت أن الخيار الثاني أفضل فلو أخبرتها أنها قريبته



كان أولى بها أن تزورهم بمنزلهم



- أنا مريضة عنده كانت ايدى مكسورة



نظرت صفا الى يدها بشك فيدها تبدو سليمة و لا توجد جبيرة حولها



- بعد ما بقت كويسة لقيتها بتوجعنى و مش بعرف أمسك بيها حاجة



أومأت صفا برأسها و نادت على دكتور تيم ليأتى الى الاستقبال وقفت نهلة متوترة تفكر فى الرحيل عندما سمعت



صوته خلفها متجها ناحية صفا



- صفا ارحمينى أنا هنا من امبارح بالليل مش عارف أنام نص ساعة على بعض



- آسفة يا دكتور بس أعمل ايه فى حالة عايزاك



أشارت الى نهلة التى أرادت للأرض ان تبتلعها فقد كانت فى منتهى الخجل لا تعرف أين تذهب أو ماذا تقول ،



اقترب منها هامسا



- نهلة ؟! ايه اللى جابك هنا ؟ مالك ؟



نظرت اليه صامتة و ابتلعت ريقها قبل أن تنطق بصوت مبحوح



- ايدى اتجزعت و بتوجعنى اوى



كان يعلم انها حجة واهية و لكنه قرر مجاراتها فاتجها الى غرفة الكشف و أجرى الكشف على يدها التى كانت



سليمة تماما ، كانا بمفردهما فقرر أن يواجهها



- ايدك سليمة و زى الفل أهى مش هتقولى بقى ايه اللى جابك ؟



تستمر القصة أدناه


- ما أنا قلتلك



نظر اليها محذرا فأجابت بخجل و هى تنظر الى الأرض



- كنت عايزة أشوفك



نظر اليها حائرا هى مجرد فتاة متهورة قليلا لكنها تظل فتاة



- آنسة نهلة ده مكان شغل و أعتقد أن مش من المفروض و لا اللايق انك تيجى هنا لأن كده الناس هيفكروا



غلط و أنتى زى أختى



شعرت بحرج شديد و تلعثمت تحاول أن تخرج الكلمات من فمها و لكنها لا تستطيع فقط تساقطت دموع من



عينيها عندها شعر بالذنب لأجلها فناولها منديل عندما دخلت إيمان



- دكتور تيم كان فى ....



توقفت عن الكلام و هى ترى دموع نهلة و ارتباك تيم مما قد تظنه إيمان



- دكتور رمزى كان عايز حضرتك



أومأ برأسه و انصرفت إيمان بينما نظر هو الى نهلة غاضبا مما قد يظنه به العاملين بالمستشفى فنظرة إيمان لهما



كانت تقول الكثير من يراها تبكى هكذا فسيختلق ألف قصة ، غادرت نهلة و اتجه هو ناحية إيمان التى كانت



تقف مع صفا



- آنسة إيمان ، انتى تعرفى نهلة صح ؟



أومأت إيمان برأسها عندما استجمع شجاعته



- هى بس عندها مشكلة مع والدتها و أخوها و لجأت لى عشان أكلمهم



أومأت إيمان برأسها و هى فى دهشة لم يخبرها أو يبرر لها أى شىء فهو حر تماما فى تصرفاته



- حضرتك مش مضطر تشرح لى أى حاجة



ارتبك من ردها فهو لا يعرف لم أراد أن يخبرها و يبرر لها دموع نهلة هو لا يهتم بما يقوله الآخرين عنه ، إذا لم



يهتم بما تفكر هى به



- أنا بس قلت اشرحلك عشان انتى عارفة القيل و القال و الاشاعات بتنتشر بسرعة



انصرف من أمامها و هو يشعر بالحرج أما هى فتتعجبت منه لكن رد فعل صفا كان مختلفا تماما فقد ارتسمت



ابتسامة ذات مغزى على ثغرها



- مالك انتى كمان ؟



- مفيش



نظرت إيمان بدهشة الى صديقتها التى اتسعت ابتسامتها قبل أن تنصرف و هى تتعجب من حال الجميع اليوم



لم تتوقع فرح أن يستطيع خالد اقناع أخيها بأن يخرج من عزلته الاختيارية لكنها كانت سعيدة على موافقة يوسف



أن يأخذ تلك الجولة معهم بالسيارة و قد نسيت كل ما أخبرها به إبراهيم فهو بالتأكيد مخطىء تماما ، ظل خالد



يتحدث طوال الطريق مع يوسف و فرح و قد بدا يوسف متجاوبا معهم فبدأ بالحديث و الابتسام من نكات خالد



تستمر القصة أدناه


التى انهالت عليهم عندما رن هاتف خالد برقم يحيى فأجاب على استعجال "حاضر، ماشى ، تمام" مجرد كلمات



مبهمة لم تفهم منها فرح أى معنى و لكنها كانت كفيلة بإعادة الشك



- فرح



ناداها خالد لتنسحب من دائرة أفكارها و تنظر اليه



- رحتى فين ؟ ، أنا هنزل أجيب لنا أكل لان بصراحة جعان



أومأت برأسها و ترجل خالد من السيارة لتعود هى للسباحة بين أفكارها و يوسف يراقب الشارع عندما التقت



عينيه بعيني نرمين التى كانت برفقة شاب ما رآها ممسكة بيده و قد لف ذراعه الآخر حول خصرها ، انتبهت فرح



الى المنظر و الى الصدمة التى كست ملامحه عندما هربت نرمين من أمامه الى سيارة ذلك الشاب ، عاد خالد



ليجد الحال تبدل و قد ساد الصمت الموقف



- فى ايه ؟



- أنا تعبان و عايز أروح



أومأ خالد برأسه و قاد السيارة فى صمت عائدا الى المنزل ، فرح تفكر كيف تخفف عن يوسف ، تعلم مقدار



حبه لنرمين و أنه لن يحتمل تلك الطعنة الآن ، توقف خالد أمام المنزل و ساعد يوسف على النزول و الجلوس



على الكرسى المتحرك قبل أن يتجه ناحية فرح



- معلش يا حبيبتى أنا هأروح مشوار بسرعة



تركها خالد وسط أفكارها و رحل بينما هى أوصلت يوسف لغرفته ، بدا هادئا و صامت أكثر من المعتاد ، اقتربت



منه بهدوء و ربتت على كتفه



- متستاهلكش يا حبيبى



التفت اليها و الدموع تترقرق فى عينيه لكنها تأبى النزول ، ابتسم متهكما و الحزن يكسو ملامحه



- بتضحكى على نفسك و لا عليا ، هى مش غلطانة ، هى شابة و صغيرة ليه تربط مستقبلها بواحد عاجز ، ليه



تقضى حياتها كلها ممرضة و تدفن نفسها بالحيا مع واحد زى ، أنا بقايا انسان .... شبح .... أنا ميت يا فرح



- بعد الشر عنك يا حبيبي ، انت عايش



- ياريتنى ما كنت عشت ، الموت أرحم بكتير من اللى أنا فيه



- بعد الشر متقولش كده



احتضنته بقوة عندما نظر اليها ببرود و عادت النظرة الجامدة على وجهه مرة أخرى



- سبينى لوحدى ، عايز أبقى لوحدى



غادرت رغما عنها لتتركه بمفرده حانقا نظر الى الأدوية و ألقاها أرضا فهى بالنسبة اليه عديمة الجدوى ، لم يعد



لها أى أهمية فقد قضى الأمر و انتهت حياته على هذا الكرسى للأبد



عادت هاجر من عند الطبيبة التى أكدت شك أمها صباحا فهى بالفعل حامل بشهرها الثانى ، فرحت أمها كثيرا و



تستمر القصة أدناه


أخبرتها أنها ستخبر محمود لكنها رفضت بشدة أن تخبره فلا تريده أن يفكر أنها تتوسل للعودة اليه أو يعيدها



فقط بسبب الطفل ، كرامتها لن تحتمل الأمر أبدا ، دخلت الى غرفتها بعد أن جعلت والدتها تقسم الا تخبر أحدا



لكن أفكارها تتأرجح بين الموافقة و الرفض ، فلتمسك بالهاتف و تتصل به تخبره أنها اشتاقت اليه و أنها تحمل



بداخلها طفلهم و أن سعادتها ستكتمل بوجودهم معا لكن لا ... هو لا يريدها و لن تتذلل له ان أرادها فليأتى



اليها أما هو فقد كان يتقلب بسريره فى غرفته القديمة التى أصبح يقيم بها منذ أن علم الجميع بخلافه مع زوجته ،



الليلة يشعر انه يفتقدها كثيرا فكر فى الاتصال بها و معاتبتها على تركها للمنزل فليأمرها أن تجمع أغراضها و



تنتظره ليأتى و يأخذها الى منزلهم و ينهيا تلك المشكلة التافهة بعتاب رقيق لكنها هى الأخرى لم تتصل أو



تتحدث كأنها ارتاحت فى البعد عنه فليكن هو لن يتصل بها ان أرادت العودة فلتعد كان عناد كل منهما يكمل1



عناد الآخر



كان حفل عيد الميلاد صاخبا و منه تستمتع بوقتها عندما جذبها ياسر الى ساحة الرقص تفاجأت و هى ترقص معه



مبتسمة قبل ان تعود الى طاولتهما



- مكنتش اعرف ان الصعايدة اتطوروا أوى كده



- ايه فاكرة أخرنا يعنى التحطيب ، أنتى فكرتك غلط خالص



أخذت تضحك منه و هو ينظر اليها مستمتعا بالأجواء و الحياة المنطلقة التى تقدمها اليه ، سرعان ما اندمج مع



أصدقائها و أصبح جزءا من المجموعة تقدم أحد الشباب نحوه و أعطاه سيجارة ، أمسك بها ياسر يدخنها



باستمتاع مما اثار استياء منه



- ياسر دى سيجارة حشيش



- ما أنا عارف ، انتى فكرانى خفيف على فكرة مش أول مرة أشربها ، انتى مجربتيش قبل كده ؟



- لأ طبعا



اقترب منها مبتسما



- طب عينى فى عينك كده



نظرت اليه منه بغضب عندما نفث دخان السيجارة فى وجهها فأخذت تسعل قبل أن تنصرف غاضبة فجرى ورائها



- منه ، استنى



جذبها من ذراعها لتلتفت اليه و الغضب يحتل كل ملامحها



- عايز ايه ؟



- كنت بهزر متبقيش قماصة



- يعنى أنا اللى غلطانة ؟



- أنا اللى غلطان و آسف مش هأهزر معاكى تانى بس تعالى ندخل بقى



- لا أنا خلاص مودى باظ و عايزة أروح



تستمر القصة أدناه


استسلم ياسر أمام عنادها و انطلقا بسيارتها متجهين الى منزله



- رايحة فين ؟



- هوصلك



أجابت ببرود و هى لا تزال غاضبة عندما زفر فى ضيق



- اطلعى على بيتك يا منه ، أنا هأوصلك لهناك و بعدها انزل بعد ما اتطمن عليكى ، الوقت متأخر



- ما هو العرق الصعيدى موجود أهو



علقت متهكمة قبل أن تنطلق فى اتجاه منزلها و بالفعل أوصلها ياسر الى منزلها و ترجل عائدا الى منزله يفكر لم



غضبت منه فأصدقائها جميعهم على تلك الشاكلة هو أراد أن يندمج معها و مع الجميع ، أراد لفت انتباهها



فور أن عادت منه الى المنزل غادرت فرح مع خالد الذى لم يخبرها أين أختفى لمدة ثلاث ساعات ، كان الشك



يفتك بعقلها و لم تعد تفكر جيدا فور أن دخلا الى المنزل القت بحقيبتها على الأريكة و التفتت اليه غاضبة



- كنت فين يا خالد ؟



- فى مشوار



اجابة مبهمة لم تشفى غليلها فهى تريد أن تعرف تريده أن ينفى أو يؤكد الأمر لم تعد تحتمل هذا الصراع



- مشوار ايه ؟



- ايه يا فرح ، مشوار و خلاص حاجة خاصة بالشغل



- شغل ايه بالظبط ؟



- مالك النهاردة ، بتسألى كتير ليه ؟



أجاب سؤالها بسؤال قبل أن يتهرب منها و يتجه الى غرفة النوم فتبعته و الغضب يتنامى داخلها من ذلك المراوغ



الذى يتملص من اجابتها



- أنا مراتك



- طيب كويس انك ف اكرة بس الى الآن مراتى شفوى بس



طبع قبلة على وجنتها قبل أن يتجه الى الخزانة بحثا عن ملابس النوم



- خالد متلفش و تدور انت ليه مش عايز تقولى انت كنت فين ؟



التفت اليها مبتسما



- ايه غيرانة انى ممكن أكون كنت مع واحدة



رغم أن الفكرة وحدها صدمتها و تصاعد الغيرة فى قلبها من ذكر أخرى كانت لتفتك بها فى ثوانى ان رأتها أمامها



لكنها تجاوزتها و أخرجت ما فى جعبتها بسؤال واحد



- خالد انت بتتاجر فى المخدرات ؟!



رغم الجدية التى ظهرت على وجهها لكنه انفجر ضاحكا مما أثار حنقها



- انتى بتهزرى انا افتكرتك هتقولى بتخونى انما بتاخر فى المخدرات دى جديدة خيالك واسع يا حبيبتى



- ده مش خيال ، أنا قابلت إبراهيم ابن عمى النهاردة الصبح ، واحد صاحبه ظابط هو اللى قاله ان جدك و



عمك و ابنه و احتمال انت متورطين فى شحنة مخدرات كبيرة و ان الصلح و جوازنا كل ده جزء من خطة عشان



تخبوا التجارة دى وسط تجارة جدى



تلاشت الابتسامة التى كانت على وجهه و حل محلها الصدمة و سرعان ما تحولت صدمته الى خيبة كست كل



ملامحه



- و صدقتيه ؟



- انت كنت بتكلم يحيى الصبح و كنت بتقوله يجيبلك حاجة



هز رأسه بحزن قبل أن يتجه الى معطفه الملقى على السرير و يخرج منه علبة قطيفة ، فتحتها لتجد بداخلها سوار



ماسى



- عيد ميلادك بعد بكرة و كنت عايز أعملهالك مفاجأة ، كل سنة و انتى طيبة يا فرح



نظرت اليه بدهشة و لأول مرة ترى الحزن و الغضب بعينيه ، التقط معطفه و انصرف من أمامها و رغم أنها نادته



الا انه خرج من المنزل و تركها لا تعرف كيف تعتذر له



دخل ياسر الى المنزل و هو يفكر بما حدث مع منه ، وجد حجرة ملك مضاءة فاتجه نحوها كانت لا تزال تجلس



أمام حاسوبها فأعطاها الشريحة الجديدة التى طلبتها منه و كاد يخرج من الغرفة لكنه نظر اليها



- ملك، هو ايه اللى ممكن يخوف البنت من الشاب ؟



- انها متحسش معاه بالأمان تحس انه متذبذب ممكن يخونها أو يخدعها ، انها متشفش مستقبل معاه و تحس



انه مش هيتحمل المسئولية



أومأ برأسه قبل أن ينصرف الى حجرته لا يعرف ماذا عليه ان يفعل ليكسب ثقة منه



كانت هى الأخرى حائرة فى أمره رغم أنها تحب صحبته لكنها لا تعلم هوية مشاعرها تجاه او ان كان بامكانها أن



تثق به فهو هوائى و متهور ، تخلصت من أفكارها و قررت أن تتجه الى غرفة يوسف لتطمئن عليه ، دخلت الى



غرفته لتجده نائما ، فالتفتت لتخرج عندما لفت نظرها بقعة على الأرض أضاءت المصباح لتجدها بقعة دم ،



كانت الدماء تسير من رسغ يوسف المقطوع فصرخت منه منادية على والدها و هى تحاول افاقة أخيها



- يوسف ، يوسف رد عليا يا حبيبى



تركته و اتجهت مسرعة الى غرفة والدها و هى تبكى



- بابا الحقنى ، يوسف انتحر !!

Chapter 14


غادر الطبيب غرفة يوسف بعد أن استطاع بالكاد انقاذه و فور أن خرج اتجه على و منه نحوه



- الحمد لله عملتله نقل دم و بقى كويس بس كان لازم يتنقل المستشفى يا على



- أنا هوفر له كل اللى هو يحتاجه هنا يا رمزى ، أنا مش عايزه يفضل عايش جو المستشفيات ، فشل العملية



الأخيرة مأثر على نفسيته جامد



أومأ دكتور رمزى برأسه متفهما لموقف صديقه القديم ، يحاول مساعدته بكل الطرق لكن حالة يوسف صعبة للغاية



و الأمل في شفاؤه ضعيف



- أنا هأفضل معاه ليل و نهار مش هسيبه أبدا



قالت منه و هى تمسح دموعها و احتضنت والدها في خوف يرعبها شعور الفقد كثيرا منذ أن فقدت والدتها و هى



تشعر بخوف شديد من أن تفقد عزيزا لديها ، نظر رمزى إليها بالكثير من التعاطف قبل أن يرفض عرضها



- مش هينفع يا منه ، يوسف محتاج ممرضة تكون معاه عشان العلاج و تمرينات العلاج الطبيعى و كل ده ، انتى



مش هتقدرى على كل ده ، أنا هأبعتله ممرضة بس لازم تخدوا بالكم من حالته النفسية كويس



أومأت على برأسه قبل أن يشكر دكتور رمزى و يصحبه إلى الخارج بينما اتجهت منه إلى غرفة أخيها الذى كان



نائما فأمسكت بيده و نظرت إلى الضمادة المحيطة برسغه و المحاليل المعلقة بها ، أمسكت بيده و جلست



بجواره حتى غلبها النعاس قبيل الفجر بقليل



جافا النوم عينيها و أصبح السهر دربها لا تستطيع الهرب من أفكارها و لا من مشاعرها ، أصبحت الدموع سلواها



الوحيدة ، نظرت إلى الشمس و هى تشرق معلنة عن يوم جديد فابتسمت متهكمة و الدموع تتساقط من عينيها و



ماذا سيحمل اليوم الجديد لها سوى المزيد من التعاسة ، اشتدت قبضتها على الهاتف بيدها تتردد في الاتصال به



تشتاق لسماع صوته ، كان حلمها التى كادت أن تلمسه فانتزع منها نزعا بكل قسوة بل اجبرت على التخلى عنه ،



حسمت ترددها و اتصلت لتسمع صوت رنين الهاتف قبل أن يأتيها صوته



- سلام عليكم



حاولت الرد لكنها لم تستطع فقط تزرف الدموع و تحاول كتم شهقاتها ، أخطأت عندما ظنت أن سماع صوته



دواؤها لكنه جرح جديد و روحها لم تعد تتحمل جراح



- اتكلمى يا ملك



فاجأها بمعرفته لهويتها رغم انها تتصل من رقم جديد تماما ، لكن قلبه لم يكن ليخطئها أبدا ، شعر أنها هى من



تتصل منذ أن سمع رنين الهاتف ، حاولت الكلام ، حاولت أن تنطق ، أن تقول أى شىء لكنها لم تستطع ، لا



تقدر على شيء سوى البكاء ، أغلقت الهاتف و استندت إلى حافة الشرفة تمسكها بقوة ، روحها تدمي و لا



تعرف لها دواءا ، الموت أقل وطأة يا ملك لكنك لست قادرة حتى على الموت



- يارب



نادت بكلمة واحدة حملت كل معانى القهر و الظلم تستنجد برب البشر من ظلم بنى البشر ، تريد العون ، القوة



على مواجهة الأيام القادمة التى لا تتوقع بها خيرا أبدا ، ألم توافق على أن تزف إلى جلادها و قاتلها الذى كان هو



الآخر يكتوى بنيران رفضها و ألم تعذيبها فكلاهما يموت في صمت ، كلهما عذاب للآخر و كلاهما متمسك



بعذابه بعلاقة لا تحمل سوى الألم



قرر محمود أن يتجه إلى العمل مبكرا للهرب من والدته التى ستلقى على مسامعه محاضرة عن هاجر و انه يجب



أن يصالحها رغم اشتياقه اليها لكن كرامته و عناده يمنعانه ، هى لم تحدثه و لا مرة كأنها ارتاحت ببعدها عنه ،



اتجه إلى المحلات يفتحها بنفسه فلم يحضر أحد من العمال في هذا الصباح الباكر ، عندما رآها ، ظل يحدق



بها ليتأكد إن كانت هى حقا أم لا لكنه لا يستطيع أن ينسى تلك العيون بلون العقيق الأسود التى أكتست



بالكحل و الرموش الجارحة التى لا تخطئها عينه أبدا و كيف ينسى القمر ، ابتسمت إليه بخجل فبادلها الابتسامة



قبل أن تتهادى مبتعدة عنه بخوات ثابتة تعزف على طبول قلبه ، ظل يحدق بها قبل أن يصرف بصره مستغفرا



- استغفر الله العظيم ، كنت ناقصها دى كمان



في الصباح استيقظ يوسف ليجد نفسه مازال بين الأحياء ، كاد أن يلعن الحظ الذى حرمه حتى من الموت لكنه



نظر إلى تلك التى أسندت رأسها إلى سريره و لا تزال ممسكة بيده فشعر بالشفقة عليها ، ربت على كتفها



- منه ، منه



استقظت و نظرت إليه قبل أن تندفع الدموع من عينيها و تلقى بنفسها علي صدره لتحتضنه و تبكى



- كده يا يوسف ، عايز تسيبنى حرام عليك



مسح على رأسها بحنان قبل أن يجيبها بنبرة يائسة



- و أنا يعنى لو عشت هأعملك ايه ، أنا عبء يا منه



رفعت رأسها إليه و هى تنظر إليه بغضب امتزج بالشفقة



- اوعى تقول كده ، انت أخويا كفاية عليا وجودك في الدنيا ، أنا كنت هموت من القلق عليك امبارح



فرض ابتسامة على وجهه ليحاول ارضاؤها و التخفيف عنها عندما سمع خط وات تقترب من الباب فنظرا ليجدا تيم



يستأذن في الدخول ، فابتسمت إليه منه



- أهلا يا تيم ، تعالى ادخل



تستمر القصة أدناه


- أنا قلت لأم سعيد تحت متبلغكوش انى جيت قلت أطب عليكم مرة واحدة



اتجه نحوهم و جلس على كرسى المكتب المقابل للسرير



- ايه يا عم مالك ؟



نظر إليه يوسف دون أن يجيب و شعرت منه بالحرج فقررت الانسحاب



- أقوم أنا أجهز لان عندى معاد مع ابراهيم في الجرنال



- ابراهيم أخويا ؟!



- ايوه ما أنا هأشتغل معاه



- الله يكون في عونك



علق تيم ممازحا لتضحك منه قبل أن تنصرف و فور أن غادرت اقترب بكرسيه من السرير



- ايه يا يوسف ؟ مالك ؟



- يعنى مش شايف ، أنا خلاص موتى راحة ليا و للكل



- ايه اليأس ده ، دى مش نهاية العالم على فكرة ... في ناس حالتها أسوأ من حالتك بكتير و بتتحسن و بترجع



تمشى ، الموضوع محتاج صبر



كان على وشك الرد لكنه لم يفعل فليتحدث الجميع كما يريدون ليلقوا محاضرات عن الأمل و لكنه لا يصدق



يراهم جميعا كاذبون لم لا يخبروه الحقيقة انه سيقضى ما بقى من عمره حبيس ذلك الكرسى و تلك الغرفة ،



ستنهال عليه نظرات الشفقة من كل حدب و صوب ، سيصبو إلى أحلام لن يستطيع أن يحققها و مع كل ذلك



يطلقون عليها اسم حياة ، إن كانت تلك هى الحياة فما هو الموت اذا ؟!



غادر تيم غرفة يوسف و تركه يرتاح بينما منه كانت في انتظار قدوم والدها لاستقبال الممرضة لكنه قد تأخر في



اجتماع و بدت منه حائرة فهى الأخرى عليها اللحاق بميعادها مع ابراهيم و هنا تدخل تيم



- روحي انتى و انا هأستنى معاه لحد ما ترجعي و هأقابل الممرضة



- بجد ؟!



- لا بهزر



ابتسمت منه إليه شاكرة



- Merci اوى اوى يا تيم بجد ، أوعدك انى مش هتأخر



- متوعديش انتى متعرفيش ابراهيم ده ممكن ينزلك الساعة 5 الفجر في عز البرد و يقولك عندنا تحقيق في قاع



البحر و هنغطس



ظلت منه تضحك منه و مزاحه عن أخيه لكنها كانت ممتنة كثيرا لوجوده مع يوسف فغادرت مطمئنة



وقفت إيمان تستمع إلى عرض دكتور رمزى بعملها كممرضة لأحد المرضى المقربين منه و كيف انه يثق بها في



تلك الفترة الوجيزة التى عملت بها و بمثابرتها و اجتهادها و أن الامر سيكون مفيدا لها على الصعيد العملى و



دراستها ، هى أيضا تفكر في العائد المادى و المنحة ، غادرت بعد أن أخذت منه الورقة التى تحتوى على عنوان



تستمر القصة أدناه


المنزل "فيلا الفيروز" ، جلست شاردة بغرفة الممرضات عندما دخلت اليها صفا



- مالك يا مغلبانى؟



- دكتور رمزى عرض عليا اشتغل ممرضة عند ناس يعرفهم ، حالة paralysis و المرتب مغرى جدا هيقدر



يغطى مكان المنحة و مش هحتاج لحد



- و ايه المشكلة ؟



- يعنى احيانا هأحتاج أبات هناك و هأبقى ممرضة خاصة و انا معرفش الناس دول كويسين و لا ايه ؟



أخبرتها حائرة فالموافقة ليست أمرا سهلا رغم العائد المادى الكبير



- دكتور رمزى لو مش واثق فيهم مكنش قالك عليهم و لو مش واثق فيكى مكنش رشحك .. انتى عارفة هو



محترم قد ايه



أومأت إيمان برأسها لكنها مازالت مترددة فقررت صفا أن تريحها من تلك الحيرة



- بقولك ايه روحى جربى هتخسرى ايه يعنى ، لو معجبكيش الشغل امشى و سيبيه



أومأت إيمان برأسها و هى تفكر أن صفا محقة فهى لن تخسر شيئا



انعزلت في غرفتها منذ ما حدث بينها و بين تيم ، هى من أخطأت ، شعرت بالخزى كأنها ذهبت تعرض مشاعرها



فرفضها تشعر أنها رخيصة ، كيف لها أن تفعل ما فعلت هل أصبحت بهذا الرخص لتذهب هى إليه و هى من



كانت تتباهى بأن من يريدها سوف يأتى اليها زاحفا طالبا لنظرة رضا من عينيها لينتهى بها الأمر خانعة ذليلة وقفت



أمامه كتلميذه يعنفها و هى لا حول لها و لا قوة ، لم لا تجد حبيبا متيما و بينما هى على هذه الحال دخلت اليها



والدتها



- مش هتيجى معايا انا و خالتك و ملك عشان نشترى فستان الخطوبة ؟



- لأ



صاحت بحنق فتعجبت والدتها من أمرها



- مالك يا بت انتى بتزعقى كده ليه ؟



- سيبينى في حالى ممكن



رقت والدتها لحالها فاقتربت منها



- يا حبيبتى إن شاء الله ربنا يرزقك بابن الحلال



نظرت اليها نهلة غاضبة الآن تصبح رقيقة أليست هى من تلقى على مسامعها كلام يجرح أنوثتها ، هى من تنعتها



ب )العانس و البيت الوقف( و غيرها من الصفات ، هى من دفعتها للذهاب لتيم بل هى من جعلت الحقد ينمو



في داخلها فدبرت و حاكت الخطط ضد ملك تلك البريئة التى لم تؤذيها يوما ، أمام الغضب الصامت المتقد في



عيني ابنتها لم تتمالك أماني الا أن تغادر و تتركها تلعن نفسها و حظها و حياتها



أما ملك فقد تنقلت بين المحلات تنظر إلى الفساتين دون أن تختار أى شىء لا تعير ما يحدث حولها انتباها ،



تستمر القصة أدناه


خالتها و أمها تتحدثان و تتبادلان الضحكات و هى في عالم آخر ، تشعر أنهم يجهزون لجنازتها ، روحها معلقة



بين الحياة و الموت لا هى تشعر انها حية و لا ماتت و انتهى عذابها ، أفاقت على صوت والدتها



- ملك ، رحتى فين بقالى ساعة بكلمك ؟



نظرت إلى والدتها لا تعلم عما تتحدث فهى لم تسمع و لا كلمة ، ضحكت خالتها و قالت ممازحة



- سبيها يا فريدة عروسة و عقلها مش فيها



رسمت ملك شبه ابتسامة على ثغرها كانت كافية لاقناع خالتها لكن والدتها بدت حائرة تعلم أن ابنتها ليست بخير



أبدا لكنها لا تعرف السبب ، لمحت ملك المئات من الأسئلة بعينى والدتها فاتجهت نحو الفساتين تدفن نفسها



وسطهم في محاولة للهرب من والدتها



وقفت إيمان أمام باب الفيلا و هى تنظر إلى الورقة لتتأكد من العنوان ، اتجهت إلى الباب و طرقت ففتحت لها



الخادمة



- حضرتك مين ؟



- أنا الممرضة اللى دكتور رمزى باعتها



سمحت لها الخادمة بالدخول و قادتها إلى الصالون ، دخلت إلى هناك تنظر إلى الأثاث الفخم ، كان المنزل في



غاية الروعة و بينما هى تتأمل المكتبة سمعت صوتا خلفها فالتفتت لتفاجأ بتيم أمامها



- دكتور تيم ؟!



- إيمان ؟! انتى الممرضة اللى دكتور رمزى بعتها



أومأت برأسها فنظر اليها مبتسما و طلب منها أن تتبعه ففعلت ، اتجها إلى غرفة يوسف و هى تسأل نفسها من



يكون ذلك المريض ، ربما كان والد دكتور تيم لكنه لم يخبرها أن والده مريض و هى تعرف أخيه أيضا لكن كل



تساؤلاتها قد تلاشت فور أن طرق الباب فدخل تيم أولا و تبعته لتجد شخص يجلس على كرسى متحرك ينظر من



الشرفة و لم يعير دخولهم انتباها



- الممرضة وصلت



التفت غير مكترث ليصتدم بها وجها لوجه و لم تكن هى أقل صدمة منه ففور أن نظرت إليه شعرت أن قلبها يكاد



أن يتوقف أما هو فقد احتقنت الدماء في وجهه و صاح بها



- انتى ايه اللى جابك هنا ؟!



وقفت صامتة لا تقوى على الرد فقام تيم بالرد بدلا منها



- إيمان الممرضة الجديدة



لم يلتفت يوسف إليه بل ظل يصب جام غضبه على تلك التى مازالت تحت تأثير الصدمة



- ايه اللى جابك ؟ جاية تشمتي فيا ... تتفرجى عليا و أنا على الكرسى ده و مستنى مساعدتك تبقى غلطانة ، أنا



مش عايز مساعدة منك و لا من حد



صاح بها بينما هى لا تعرف ما عليها أن تفعل تريد أن تبكي أو تنصرف ، نعم تريد الخروج من هنا فهى لا تحتمل



تشعر أنها تختنق كليا و لكن قدماها مثبتتان بالأرض و لا تقوى على الحراك



- امشى ، طلعى برا



كأنه أطلق سراحها ففور أن نطقت بتلك الجملة انطلقت مغادرة للمنزل بأكمله و هى تبكى بمرارة و لا تستطيع



التوقف و لا عرف حتى سببا لتلك الدموع ، حاول تيم اللحاق بها لكنها كانت قد غادرت بالفعل فعاد إلى يوسف



يلومه على ما فعل



- ليه كده يا يوسف ؟



نظر إليه يوسف بعيون باردة قبل أن يلتفت و يعود إلى النظر من الشرفة مجددا و هو يفكر حانقا من بين كل



الناس بالعالم لم يكن هنالك سواها هى فقط ، لم هى بالذات ؟! لم عليها أن تكون الشاهد على ضعفه و عجزه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.