Chapter 7
نسائم الصباح كانت هادئة حتى صوت العصافير ، دخل ضوء الشمس الى الغرفة لتفتح فرح عينيها بهدوء تعتقد
أنها ستستيقظ بغرفتها و سريرها لكنها تفاجأت انها بمكان الآخر نظرت حولها لتتذكر ما حدث لكن خالد ليس
موجودا و لا الفرش الذى وضعته على الأرض ، اعتدلت لتقوم من على السرير تبحث عن خالد الذى شعر بحركة
فى الحجرة فدخل من الشرفة مبتسما اليها قائلا
- صباح الخير
- صباح النور
أجابت بحرج تنظر الى الأرض قبل أن تسأله
- هو انت شلت الفرش اللى على الأرض ؟
أومأ برأسه و قد اتسعت ابتسامته
- ايوه قلت بدل ما حد يجى يخبط علينا و نقوم بقى نلم بسرعة و نتلبخ زى الافلام العربى
لم تتمالك الا ان تضحك منه فضحك هو الآخر سعيدا قبل ان تتجه فرح الى الحمام فناداها لتلتفت اليه
- ضحكتك حلوة اوى
ابتسمت فى خجل قبل ان تتجه الى الداخل بينما هو وقف يفكر غريبة تقتحم قلبه بتلك السرعة ، حبها يخطفه
كأنه لم يرى غيرها من قبل تشعر بها كنسمة صيف هادئة ، ابتسم لنفسه و هو يحدثها "ستحبينى يا فرح ،
ستكونين لى ، عهد اقطعه على نفسى الا امتلك قبل ان تعترفى لى بحبك أولا "
فى منزل عائلة الهنداوى كانت فريدة تستعد للذهاب لفرح مع الحاجة هداية بينما منه جلست فى الحديقة تحاول
الاتصال بهاتف يوسف فلا تسمع الا ان الهاتف مغلق بدأ القلق يساورها فاتصلت بمنزلهم فى القاهرة لتجيبها
الخادمة و تخبرها انه لم يأتى بعد
- هيكون راح فين ؟
تساءلت بقلق و هى تمرر اصابعها بين خصلات شعرها عندما رأت ياسر متجها نحوها
- مالك مبوزة ليه ؟
نظرت اليه و القلق باديا على ملامحها
- يوسف نزل مصر امبارح متأخر و بكلمه تليفونه مقفول و لسه موصلش البيت
أقلقه الأمر هو الآخر فقد مر وقت طويل من المفترض ان يصل لكنه ابتسم اليها
- تلاقيه مع حد من اصحابه ، احنا ميتخافش علينا ، انتى عارفة لولا ان الحاج حسين مقفلها عليا كنت أقعد
باليومين تلاتة برا البيت ، حرية يا بنتى
ابتسمت منه و هى تهز رأسها مستنكرة قبل ان تعلق
- انت مجنون على فكرة
- ماشى يا ست العاقلين1
أجابها ياسر قبل ان تناديه والدته فترك منه تحاول مرة أخرى مع هاتفها لكنه نفس الرد زفرت بضيق و القلق
يعتصر قلبها شعور لم تستطع التخلص منه منذ الصباح
نزل خالد الى الأسفل لاستقبال أهل فرح و قد علت الزغاريد المكان فور نزول فرح التى ما ان رآها خالد تعلقت
أنظا ره بها فستانها الرقيق و زينتها الهادئة التى أضفت على وجهها جمالا حسدتها عليه نساء عائلتهم ، دخلت
الى مجلس النساء بينما جلس هو مع الرجال ، احتضنتها منه كأنها لم تراها منذ زمن عندما علقت فريدة ممازحة
- ده هى ليلة يا منه لحقت توحشك
- و الله يا طنط وحشتنى أوى فعلا
أجابت منه لتحتضنها فرح قائلة
- انتى كمان وحشتينى يا منمونة
جلست فرح بجوار جدتها التى راحت تقرأ تحصنها به خوفا من العين ، كانت منه تجد الأمر مضحكا أما فرح
فقد كانت سعيدة بهذا الجو العائلى مطمئنة البال تحمد الله ان خالد لم يكن كما تصورته بل انه يبدو عطوفا و
هادىء الطباع
تعجبت إيمان من ذلك الهدوء فهى توقعت عاصفة ، رد صاعق من يوسف على ما فعلته لكن لا شىء والدها لم
يطرد ، حياتها لم تنقلب رأسا على عقب ، حاولت تقصى الأمر من فتحية فكل ما علمت ان يوسف غادر الى
القاهرة ليلة أمس ، ازدادت دهشتها فقط غادر؟! كيف لم يخطط للانتقام منها على ما فعلت ، لكنها قررت ألا
تنتظر أحدا فقررت أن تجمع حاجياتها و تعود الى السكن الجامعى ، الاختبارات قريبة جدا و عليها تعويض ما
فاتها فليفعل يوسف ما يفعله ، هى لن تجلس تنتظر فها هى تقف على رصيف المحطة تنتظر القطار
كان تيم هو الآخر يحضر حقيبته للرحيل عندما اعترضت والدته
- هتسافر ليه ما تستنى يومين و هننزل كلنا
- مينفعش يا ماما ، أنا لازم أروح المستشفى بالليل ، انتى عارفة انها مستشفى خاص و دكتور رمزى مبيرحمش
أخبرها لتستسلم لا فائدة من جداله فهى تعلم انه عنيد و ان قرر لا يستطيع أحد إثناؤه عن قراره خاصة و ان تعلق
الأمر بمهنته التى يعشقها ، اتجه تيم الى محطة القطار ليجد وجها مألوفا أمامه ، كانت إيمان التى تعبت قدماها
من الوقوف فجلست على المقعد و التفتت لتجد تيم عرفته فور أن رأته و لكنها لم تحادثه و هو الآخر اكتفى
باختلاس النظر اليها من وقت لآخر و فقط
انصرف الجمع من منزل الصياد و بقى خالد جالسا مع جده
- ما تطلع يا ابنى لعروستك
أخبرته جدته عندما أومأ برأسه و هم بالذهاب عندها دخل يحيى متجها ناحية خالد عندما همس اليه خالد متسائلا
تستمر القصة أدناه
- أتأخرت ليه ؟ جبت اللى قلتلك عليه ؟
ابتسم يحيى قبل أن يعطيه مظروفا مغلقا
- اتفضل يا عريس
أخذ خالد الظرف و اتجه الى الغرفة مسرعا هم ان يفتح الباب لكنه تراجع فهو يخشى ان يركبها او تشعر ان
يقتحم عليها حياتها ، طرق على الباب لتفتحه فرح التى تفاجأت انه الطارق لكنها لم تخفى انها سعدت بالأمر
فهو يشعرها ان المكان بيتها و هو الضيف
- عاملك مفاجأة يارب تعجبك
أخبرها لتبتسم و تسأله على حياء
- مفاجأة ايه ؟
ناولها الظرف لتفتحه و تجد تذاكر حجز فى أحد الفنادق بشرم الشيخ لم يبدو على وجهها السعادة التى توقعها
بل علت الدهشة و الحيرة وجهها فقرر أنن يشرح لها الأمر
- بصى يا ستى ، احنا لو قعدنا هنا هنبقى تحت الميكروسكوب كل حركة لينا محسوبة ده غير ستات العيلة اللى
هيبقوا رايحين جايين و ستك جدة خالد اللى هو أنا يعنى من أول بصة فى وش القمر ده هتعرف انك مخبية حاجة
ده ان معرفتش منى انا شخصيا لأنى رغاى و مبيتبلش فى بقى فولة ده انا كنت خايف لنتكشف النهاردة و الشقة
فى مصر قدامها اسبوعين ، فأنا بعبقريتى المعهودة قلت اهو نروح نتفسح و نبعد قلتى ايه ؟1
ظلت فرح تفكر فى كلماته كان محقا فاليوم كانت تشعر بتوتر كبير و سيكون الأمر أسهل لو ابتعدا عن الجميع
لكنها لأول مرة تسافر مع شخصا لا تعرفه لكنها فكرت فى انه الآن زوجها شاءت أم أبت انه الواقع فأجابت
بهدوء
- اللى تشوفه
- ياربى على الهدوء ، قطة سيامى يا ناس ، طيب ما تكمليها خليها اللى تشوفه يا سى خالد هتبقى حلوة و الله
ضحكت فرح من طريقته تشعرها بألفة غريبة شخصيتة ودودة يشعر من يتعامل معه انه يعرفه منذ زمن
- أنت على طول بتهزر كده ؟
تساءلت عندما ابتسم اليها
- أقولك الحق لما بكون متوتر بس و أنا قدامك مش متوتر بس ده أنا متوتر و متلخبط و غرقان فى شبر ميه
كمان
نظرت اليه و قد احمرت وجنتيها خجلا و ازداد توترها راحت الكلمات من عقلها و لم تجد ردا سوى أنها قررت
ان تنسحب لتحضر الحقائب للسفر
جلست ملك أمام أبيها يخبرها ان هنالك من تقدم لخطبتها كانت سعيدة ترقص فرحا بداخلها ظنا منها انه يتحدث
تستمر القصة أدناه
عن أمير لكنه فور أن أخبرها باسم أحمد حتى تلاشت ابتسامتها و أجابت
- بس أنا مش عايزة اتجوز دلوقتى
- أمال هتتجوزى امتى؟ انتى قدامك حل من اللى اتنين يا أحمد يا أمير ، اختارى
نظرت الى والدتها ووالدها تشعر بحرج شديد ماذا عليها أن تقول لا تملك الشجاعة ان تخبرهم انها تريد الزواج
من أمير فأجابت بخجل
- أنا مش هتجوز أحمد
- و أمير ؟
سألها والدها عندما نظرت الى الأرض و قد شعرت ان وجنتيها تشتعلان خجلا و همست
- اللى حضرتك تشوفه يا بابا
ابتسم والدها الى والدتها
- كلمى الحاجة هداية يا فريدة و قولى لها إن قراية الفاتحة يوم الجمعة الجاية1
اتسعت ابتسامة ملك و شعرت بقلبها يرقص فرحا ، أخيرا ستجتمع بحبيب عمرها من تمنته منذ نعومة أظافرها لا
شىء سيفرقهما سيعيشان معا حياة سعيدة لا يعكر صفوها شىء
غادرت فرح مع خالد الى شرم الشيخ بينما جلس ابراهيم فى الحديقة ممسكا بأوراقه و قلمه اعتاد ان يكتب
شعرا أو قصصا قصيرة يهوى الكتابة و القراءة منذ صغره لكنه فجأة شعر انه فقد القدرة على الكتابة كما فقد
القدرة على البوح ، أصبح التعبير صعبا و الكلمات لا تكفى ، الحق ان يعترف الآن يشعر انه يحبها بمئات
المرات أكثر من ذى قبل ، يفتقدها كأنه لم يستشعر فقدانا من قبل ، هذا الفراغ الموحش الذى يأكل قلبه و يشق
طريقه الى روحه لم يكن ليتخيل انه سيشعر به فأمسك بالقلم مجددا و أخذ يخط بقلب مكسور "محرمة هى على
و محروم انا منها ، كم هو موجع هذا الحرمان ، أستشعره الآن و قد رحلت!! "
خلقت مخيلتها آلاف السيناريوهات السوداء كلما مر الوقت و هى تشعر بالقلق يأكلها كنار تشتعل فى داخلها
فقد دخل الليل ولازال هاتف يوسف مغلقا ، التقطت الهاتف فى محاولة يائسة لكن تلك المرة أتاها صوت
ليجيبها
كان على يجلس مع العائلة فى البهو يتحدثون فى هدوء عندما سمع الجميع صوت منه تصيح و هى تتجه الى
أسفل منادية والدها و الدموع تملأ عينيها
- مالك يا منه ؟
سألها بقلق لتجيبه وسط دموعها
- يوسف عمل حادثة كبيرة و فى المستشفى فى مصر
وقع الخبر على كالصاعقة على الجميع ليتجه على و حسين و معهم منه الى القاهرة بينما بقى أكرم و محمود و
تستمر القصة أدناه
ياسر فى البلدة لكن أكرم اتصل بتيم و ابراهيم ليعلمهما بالأمر ليكونا فى انتظار عمهم
عادت إيمان الى السكن الجامعى لتجد صفا قد عادت هى الأخرى سعدت جدا لرؤيتها و ظلتا يتسامران و
تحكى كل منهما للأخرى عما حدث حتى اخبرتها إيمان بما حدث مع يوسف فاتسعت عينا صفا فى دهشة
- ضربتيه بالقلم ؟!
أومأت إيمان برأسها فى توتر
- و طرقع يعنى و لا كان أى كلام
تساءلت عندما نظرت الى صفا التى كانت تضحك
- اضحكى يا اختى ، اضحكى
حاولت صفا التوقف عن الضحك
- ما انا اعمل ايه يعنى ده انتى جيتى تكحليها عمتيها بس عارفة هو يستاهل واد مغرور و طالع فيها
- أنا خايفة من اللى هيعمله
قالت إيمان بتوتر و ظلت صفا تطمئنها
- متخافيش محدش بيأخد الروح الا ربنا
بثت كلمات صفا طمأنينة فى قلب إيمان و ابتسمت الى صديقتها
- بس عارفة ده مش طرقع بس ده الخمس صوابع علموا عليه يستاهل كان حارق دمى ابن ال..... ابن الهنداوى
وصل الجميع الى المستشفى ليستقبلهم تيم
- يوسف فين ؟
سأل على بلهفة ليجيبه تيم محاولا انتقاء كلماته
- فى العمليات ، هما عملوا له عمليه امبارح أول ما وصل كان عنده كسر فى الضلوع و جروح متفرقة بس الحمد
لله المخ سليم لكن للأسف حصل نزيف داخلى من شوية و الدكتور اضطر يدخله العمليات تانى
انتظر الجميع و مرور الوقت قاتل بالنسبة اليهم فالدقائق تمر كالساعات و الساعات كأيام و اخيرا قطع انتظارهم
خروج الطبيب من غرفة العمليات فاتجه الجميع نحوه
- خير يا دكتور ، يوسف كويس ؟
سأل علي على أمل ان تكون الأخبار جيدة لكن وجه الطبيب لم يوحى بخير
- حضرتك والده ؟
أومأ على برأسه عندما تنهد الطبيب و أجاب
- يوسف حالته حرجة جدا احنا قدرنا نسيطر على الحالة ووقفنا النزيف بس اصابة العمود الفقرى كانت خطيرة و
أدت لكسر فى الفقرات و اصابة النخاع الشوكى و للأسف احتمال كبير انه يصاب بشلل فى الأطراف
بدت الصدمة على وجوه الجميع فلم يكن الأمر هينا ان يفقد شاب فى مقتبل العمر القدرة على المشى
- على العموم لما يفوق ان شاء الله هنقدر نقيم الموقف
أخبرهم فتهاوا علي على المقعد و قدماه لم تعودا تحملانه بينما جلست منه تبكى حاول عمها اكرم و ابراهيم
تستمر القصة أدناه
تهدأتها بينما جلس حسين بجوار على الذى ظل يردد بحسرة
- ابنى يا حسين ، ده وحيدى ، اللى كان هيشيل كل حاجة من بعدى1
ربت حسين على كتف أخيه
- اهدأ بس يا على ان شاء الله هيخف ربنا كبير
عاد تيم اليهم و جلس بجوار عمه
- الدكتور قالك مش هيمشى تانى صح
- لا و الله يا عمى هو بس الموضوع محتاج صبر لانه هيحتاج مجموعة عمليات عشان يحاول يخفف التجمع
الدموى ، ده غير الشظايا اللى صابت العمود الفقرى ، ان شاء الله خير ربنا كبير
أخبره تيم محاولا بث الأمل فيه لكن المصاب كان جلل و الأمل في شفاؤه كان ضعيف جدا
فى شرم الشيخ دخلت فرح مع خالد الى الفندق و استأجرا غرفة و ما ان دخلا اليها حتى استلقى خالد على أحد
السريرين بالغرفة و هو يقول
- الحمد لله أوضة بسريرين اهوه عشان اترحم من نومة الأرض
ابتسمت فرح اليه و اتجهت الى الشرفة تنظر الى البحر ليلا كان منظره رائعا و قد توسط القمر السماء بدرا عندما
قطع خالد خلوتها ليقف بجوارها
- فرح
ناداها لتلتفت فظل ينظر اليها صامت لا يجد كلمات يريد ان يخبرها انه يحبها يعلم انها لن تصدقه
- تيجى ننزل نتمشى
- دلوقتى ؟
قالت و هى تنظر الى ساعتها كان الوقت متأخرا عندما أومأ برأسه فوافقت هى الأخرى
- هأتصل بس ببابا و منه اطمنهم اننا وصلنا
ظلت تتصل لكنها لم تجد ردا عندما أخذ خالد الهاتف من يدها
- تلاقيهم ناموا
أخبرها و أمسك بيدها ليجذبها الى الباب و سارا معا و هى تنظر الى يده الممسكة بيدها بقوة يقتحم حياتها
بهدوء يعاملها كأنه يعرفها منذ زمن أما هو فقد كان سعيدا انها لم تسحب يدها من يده انها اشارة على انها تتقبله
اشارة بسيطة و لكنها افضل من لا شىء فان كان صيادا بحق فليتعلم الصبر
بدأ يفتح عيناه بهدوء ضوء الغرفة يؤذى عيناه فعاد يغلقها قبل ان يفتحها ببطء و ينظر حوله لا يعرف أين هو لكنه
رأى منه أخته فناداها بصوت مرهق ضعيف
- منه ؟
اسرعت منه اليه سعيدة انه استيقظ ، انهمرت دموعها فرحا عندما سألها
- ايه اللى حصل ؟
- انت عملت حادثة بالعربية
أخبرته عندما حاول الاعتدال ليجلس لكنه لم يستطع يشعر ان جسده كله يؤلمه ، اتكأ على يديه ليرتفع قليلا و
تستمر القصة أدناه
قد ساعدته منه
- انا حاسس ان رجليا مش حاسس بيها هو انا واخد بنج ؟
تساءل لتت وتر منه فهى لا تستطيع نقل الأخبار له
- أنا هأجيب الدكتور
انصرفت لتخبر والدها الذى كان جالسا مع عمها حسين و تيم ان يوسف قد استيقظ و قد أتى الطبيب و بدأ فى
فحصه قبل ان يلتفت الى تيم
- زى ما توقعت Paraplegia
بدا التوتر ظاهرا على وجه تيم بينما يوسف تساءل
- دكتور أنا مش حاسس برجلى و فى ألم شديد فى ظه رى
اتجه الطبيب نحوه فى هدوء
- يوسف انت طبعا مؤمن بربنا ، الحادثة أثرت على العمود الفقرى و للأسف ده سبب شلل سفلى
- شلل ؟!
تمتم يوسف غير مصدقا ظل الطبيب يشرح له الامر و ان هنالك الكثير من العمليات التى سيتم اجراؤها و ان
الطب يتقدم و ان عليه الصبر لربما عاد للسير على قدميه مرة أخرى لكنه لم يسمع سوى انه اصيب بالشلل
انتهت حياته و احلامه كلها تحطمت ظل صامت حتى خشى الجميع من صمته
- يوسف
نادته منه و هى تبتلع دموعها عندما نظر الى الجميع قبل ان يقول بهدوء قاتل
- سيبونى لوحدى
انصرف الجميع و تركوه ساكنا لكن داخله يغلى ثائر يريد ان يصرخ حتى يفقد القدرة على النطق لم يدرى سوى و
هو يدفع كل الادوية التى كانت على المنضدة بجواره الى الارض لتتحطم كما تحطم هو
أخبر حسين فريدة زوجته بما حدث عبر الهاتف و طلب منها ان تعود الى القاهرة بصحبة ياسر و ان تؤجل خطبة
ملك و بالفعل عاد الجميع فى الصباح التالى
- ملك حظها وحش خطوبتها اتأجلت و لسه فرح يا عينى لما تعرف اللى حصل لأخوها
قالت نهلة عندما نهرتها والدتها
- يا اختى اتنيلى على خبتك و يصعب عليكى حالك الأول اللى اتجوزت و اللى هتتخطب و انتى قاعدة كده زى
البيت الوقف قال صعبانة عليكى فرح اللى بتقضى شهر العسل مع جوزها و لا زعلانة على ملك ازعلى على
نفسك ده كان جايلها بدل العريس اتنين
حاولت نهلة السكوت لكن الامر كله يضغط على اعصابها فصاحت
- يعنى هى ملك و لا فرح أحسن منى ؟!
- ايوه احسن منك و الا مكانوش اتجوزوا و انتى قاعدة لحد ما هتعنسى و متلقيش اللى يبص فى وشك
انصرفت نهلة الى غرفتها غاضبة من كلمات والدتها تأكلها الغيرة من كل صديقاتها و اقرانها ، تنظر الى نفسها فى
المرأة فترى انها ليست أقل جمالا منهم بل تفوق بعضهن حسنا فيصيح بها عقلها لم أنا ، لم لا أتزوج مثلهن لم
على ان القب انا بعانس هل سأنتهى عانسا منبوذة وحيدة
أما فرح فقد استيقظت لتجد خالد نائما ، أمسكت هاتفها تتصل بمنه و والدها و يوسف فلا مجيب زفرت فى
قلق حين سمعت صوتا خلفها
- الجميل مكلضم على الصبح ليه ؟
- محدش فيهم بيرد و أنا قلقانة أوى
ابتسم اليها مطمئنا
- يمكن لسه نايمين ، تعالى بس نفطر و بعدها نكلمهم
بالفعل بدلت فرح ملابسها و اتجها الى المطعم فجلست تلعب بطعامها و القلق باديا على ملامحها فأخذ خالد
هاتفه
- أنا هأتصل بيهم أكيد هيردوا
- محدش هيرد ، انا فضلت اتصل أكتر من ساعة
قالت بيأس لكن خالد اتصل بوالدها الذى أجاب فنظر خالد اليها مبتسما قبل ان يقول
- ازيك يا عمى
- ازيك يا خالد و ازى فرح كويسة ؟
سأل على بنبرة حاول الا تبدو حزينة فهو لا يريد لفرح انت تعلم شيئا
- الحمد لله يا عمى ، هتكلم حضرتك اهى
التقطت فرح الهاتف و ظلت تحدث والدها و تطمئن على الجميع و قد ارتاحت لانهم بخير او هذا ما اخبرها به
والدها ، انهت المكالمة ووضعت الهاتف من يدها مبتسمة عندما نظر اليها خالد لفترة قبل ان يقول
- شكلك كان احلى و انتى مبوزة على فكرة ، انا بقول انكد عليكى ، ايه رأيك ؟
اتسعت ابتسامتها بسعادة
- أنا متشكرة اوى يا خالد
- لا شكر على واجب يا ستى ، على الله يطمر
- ايه ؟
تساءلت و هى تضحك عندما أشار اليها
- كلى يا فرح
أمسكت فرح بالشوكة و بدأت فى تناول طعامها و هى تختلس نظرات اليه و علت وجهها ابتسامة لا تستطيع
تفسيرها
فى الليل جلس أحمد فى غرفته مهموما بعد ان عاد من عمله و جلست نهلة معه يتحدثان عندما فاجأته بسؤالها
- انت بتحب ملك ليه ؟
نظر اليها و هو يفكر قليلا
- مش عارف مش لاقى غير انى بحبها ، بعشق كل حاجة فيها عنيها و ملامحها ، ضحكتها و حتى و هى مكشرة
، بحب براءتها و انها شبه الاطفال حتى دموعها بحبها
شعرت نهلة بالغيظ يتصاعد فى داخلها كانت تغلى فى غيرة لم لا يوجد شخص يحبها مثلما يحب أحمد ملك بل
يعشقها بجنون ، ابتسمت الى أحمد
- انا هأجوزهالك و هأخليها هى بنفسها اللى تطلب انها تتجوزك1
نظر اليها أحمد متعجبا لكن نظرات نهلة كانت واثقة مما تقوله
Chapter 8
بعد عدة أيام عاد إبراهيم لممارسة عمله في الجريدة و قد استدعاه رئيس التحرير فوقف أمامه يسمع وابلا من
التوبيخ
- إبراهيم يا ابنى ، أنت تعبتنى انت بتشتغل في الجريدة بالقطعة نقلتك من قسم السياسة عشان المشاكل
وديتكك قسم التحقيقات كنت هتقفل لنا الجريدة كلها و دلوقتى حتى القسم الفنى عامل فيه مشاكل
نظر إبراهيم إليه بضيق و حاول السيطرة على أعصابه و تساءل
- أنا مش فاهم ايه المشكلة يا ريس ؟
- الخبر اللى انت ناشره عن الفنانة اللى مسكوها بمخدرات
- ماله ؟
تساءل بلا مبالاته المعتادة عندما صاح به رئيس التحرير غاضبا
- ايه اللى ماله انت مش عارف دى على علاقة بمين و معارفها واصلة لحد فين
- و أنا مالى بيهم هى اتقبض عليها امبارح و فضلت في القسم لحد الصبح و ........
قاطعه رئيس التحرير متهكما
- و خرجت يا أستاذ و المحضر اتقطع
عندها قاطعه إبراهيم
- أنا معايا صورة المحضر
هب رئيس التحرير واقفا و الشرر يتطاير من عينيه
- إبراهيم ، أنا مش عايز وجع دماغ الجريدة هتنزل تكذيب و اعتذار انت متعرفش مين كلمنى بسبب الموضوع
ده النهاردة و أحسنلك متعرفش ده الظابط اللى مسكها اتنقل أسيوط احنا بقى هنروح ورا الشمس يا ابنى كل
عيش و سيبنا نأكل عيش احنا كمان بدل ما أنت مصمم تجيب ضرفها
ظل يستمع إليه دون اقتناع حتى انهى رئيس التحرير القاء خطبته العصماء عن الابتعاد عن المشكلات و "المشى
جنب الحيط" و كأن عمل الصحفى تحول إلى عمل ادارى ، أين هى مهنة البحث عن المتاعب التى كان يبحث
عنها و التحقيقات الكبيرة و قضايا الفساد الكبرى و كشف أوراق كل فاسد مفسد أحلام كانت تراوضه في كلية
الاعلام حتى اصطدم بالواقع في ساحة العمل
في المستشفى كان على و منه يتحدثان مع تيم عن حالة يوسف التى كانت كما هى و لا أمل في تحسنها في
القريب
- انا اتكلمت مع مستشفيات كتير في ألمانيا و الحمد لله قدرت أوصل لمستشفى في برلين بعت لهم التقرير
الطبى و الاشعة كل حاجة و دكتور "بيرند لوكاس" قبل الحالة ، ده واحد من اشهر جراحين الأعصاب في ألمانيا
أومأ على برأسه و هو يستمع إلى كلمات تيم و دب الأمل في قلب منه أن علاج أخيها أصبح ممكنا
- أنا هأدخل اشوفه
قال على عندما اوقفته منه
- هولسه نايم من شوية صغيرين قبل ما حضرتك تيجى بس حالته النفسية وحشة أوى
أخبرتهم عندما نظر اليها تيم و أجاب
- فترة و هتعدى هو صعب انه يتأقلم على الوضع بس إن شاء الله الدكتور في ألمانيا يكون عنده حل
- يارب
دعت و كلها أمل عندما التفت على إلى ابن اخيه
- احنا تاعبينك أوى معانا يا تيم
- متقلش كده يا عمى ، يوسف زى أخويا ربنا يقومه بالسلامة ، عن اذنكم
استأذن تيم و انصرف بينما جلست منه بجوار والدها عندما أتى ياسر نحوهم
- ازيك يا عمى ؟ يوسف عامل ايه ؟
- زى ما هو ، ادعى له
أجاب بنبرة حزينة عندما ظهر التأثر على وجه ياسر
- ربنا يقومه بالسلامة إن شاء الله ، منه ده جدول امتحاناتك عديت على الكلية جبتهولك هتبدأى الاسبوع الجاى
أومأت برأسها و أخذت الورقة من يده
- Merci يا ياسر ، تعبتك معايا
- تعبك راحة
أجاب ثم جلس يتحدث مع عمه و معها
كان الجميع يتابع الفيلم في هدوء تام بالسينما و قد تعلقت عينا فرح بالفيلم تشاهده هى الأخرى ، الأيام
الماضية كانت رائعة كأن خالد وضع على عاتقه برنامجا ترفيهيا كاملا لها و بالفعل كانت تشعر أنها سعيدة للغاية
معه لا تعترف انها أحبته لكنها لم تكره صحبته لم تكن كما توقعتها شردت تفكر كيف استطاع تبديد كل مخاوفها
ليصبحا صديقين و كفى لم يحاول مضايقتها او فرض نفسه عليها على العكس اعطاها مساحتها كاملة يعاملها
كأميرة فأصبحت تنظر إليه كفارس ، التفتت تنظر إليه تتفرس في ملامحه حتى انها لم تلاحظ انتهاء الفيلم ،
التفت خالد اليها
- بتبصى لى كده ليه ؟
ارتبكت فرح و ابتسمت بحرج
- لا أبدا مفيش
أمسك بيدها و خرجا من السينما كانت تسير مرتبكة عندما ناداها فرفعت وجهها إليه
- فرح يا حبيبتى ، متدخليناش أفلام تانى ده ابن البطل مات و مراته كانت حالتها مأساوية و هو كان متقطع ، ليه
كده يا فرح ده جزائى انى قلتلك اختارى فيلم ، تدخلينا فيلم هندى و احنا في شهر العسل هو صحيح شهر
عسل مع ايقاف التنفيذ بس مش للدرجة دى
ظلت فرح تضحك بينما ابتسم هو اليها و لأول مرة نظرت إلى عينيه و تعلق نظراتهما بهما لثوانى كانت عيونه
تستمر القصة أدناه
لامعة نظراتها قوية تحمل طيبة كبيرة ممزوجة بحب يشمل من حوله عندها أدركت مقولة إن العين انعكاس للروح و
روح خالد كانت تحمل الكثير من الحب أشعرها بالأنتماء و الأمان ، دفء غريب تحمله عيونه
- هتفضلى بصة لى كتير دى تانى مرة اقفشك فيها النهاردة ، خلى بالك الثالثة ثابتة
ابعدت فرح ناظريها عنه قبل أن تجيب
- يا سلام ، مغرور أوى مين قالك انى كنت ببصلك أصلا
أخبرته بنبرة متوترة تدافع عن نفسها بها
- اصلك متقدريش تبصى لحد تانى ، عنيكى الحلوة دى مش هتشوف غيرى يا بنتى إنتى وقعتى فريسة الصياد
تظاهرت بالغضب و انصرفت من أمامه ليتبعها و يلف ذراعه حول كتفيها
- انتى مش جعانة بعد النكد ده كله ، أنا هموت من الجوع
ابتسمت و لم تجيبه و هما يسيران إلى المطعم
عاد أحمد من العمل مترددا في الدخول إلى غرفة نهلة بعد الحوار الذى خاضاه ليلة أمس خطتها الجنونية التى
أخافته هو نفسه ، لمحت نهلة ظلا يقف أمام بابها ففتحت الباب
- ايه يا ابنى ، خضيتنى ؟!
قالت بينما بقى هو صامتا ففهمت نهلة هذا الصمت فسألته
- فكرت ؟
أومأ برأسه عندما اتسعت ابتسامتها
- ماشى يا ابو حميد يبقى بعد بكرة ننفذ اللى اتفقنا عليه و مبروك عليك ست الحسن
نظر اليها مضطربا قبل أن يذهب إلى غرفته عاصفة هوجاء تهب في رأسه لكنها الطريقة الوحيدة ، الحل السحرى
الذى سيجعل ملك ملكا له و فقط
رغم انها لا تصدق هذا الهدوء المحيط بحياتها مؤخرا في ظل اختفاء يوسف الذى لا تعرف لسه سببا إلى الآن
لكنها انكبت على مذاكرتها فالامتحانات اقتربت و عليها أن تحصل على درجات عالية لتستمر في الحصول على
المنحة ، تقدمت صفا نحوها ووضعت صينية الطعام على المكتب
- عملت لنا ساندوتشات بدل ما احنا هنموت من الجوع
تناولت إيمان واحدا و هى تقول
- أنا هموت من الجوع
ابتسمت اليها صفا قبل إن تقول
- أنا بقى عندى ليكى حتة خبر ، بابا كلم دكتور رمزى السعدنى صاحبه و عنده مستشفى خاص هننزل نتدرب
فيها انا و انتى في اجازة نص السنة و لو اثبتنا كفاءة ممكن ننزل أجازة الصيف كمان
ابتسمت إيمان في منتهى السعادة
تستمر القصة أدناه
- انتى بتتكلمى جد ؟!
- أمال بهزر يعنى يا إيمى ، بس بابا قالى انا كده واسطة و لحد كده و دورى انتهى اثبتوا انتوا بقى كفائتكم
احتضنتها إيمان في منتهى السعادة قائلة
- ربنا يخليكى انتى و باباكى يارب يا صافى
كانت سعادتها لا توصف بالحصول على أول عمل في حياتها ، أول خطوة لتحقق طموحها و ما تصبو إليه لتكون
كيانا مستقلا لا يعتمد على أحد حلم الطفولة الذى مازال يجرى في عروقها
جلست نهلة إلى العشاء مع والدتها بينما غاب أحمد عن المائدة فأتخذتها أمانى فرصة لتسأل نهلة عن تيم
- كلمتى الدكتور ؟
- دكتور مين ؟
تساءلت نهلة عندما نظرت اليها أمانى بغضب
-دكتور تيم يا خيبتى التقيلة ، الواد دكتور و عيلة الهنداوى على قلبهم قد كده فلوس خليكى قاعدة لحد ما يطير
منك ، عينى عليا و على بختى مايلة في كل حاجة مش منصوفة زى فريدة اتجوزت جوازة السعد و عايشة متهنية
حتى بنتها هتتخطب قبلك
زفرت نهلة بضيق قبل إن تقوم من مكانها
- انتى سايبانى يا بت و أنا بكلمك
صاحت بها والدتها عندما نظرت اليها بضيق
- أنا شبعت
أخبرتها قبل أن تدخل إلى غرفتها و تبدأ في البكاء تشعر انها حزينة قليلة الحظ تأكل الغيرة قلبها و الحقد يعمى
بصيرتها و قد وجدت ضحيتها التى ستحترق معها بنيران الحقد و الغيرة "ملك" التى كانت تجلس في غرفتها
ضائعة في روعة كلمات نزار قبانى التى وصلتها على هاتفها للتو
قُلْ لي – ولو كذباً – كلاماً ناعم اً
قد كادً يقتُ لُني بك التمثالُ
مازلتِ في فن المحبة .. طفلة
بيني وبينك أبحر وجبالُ
لم تستطيعي ، بَ عْدُ ، أن تَ تَفهَّمي
أن الرجال جميعهم أطفالُ
إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مهرج اً
قزماً .. على كلماته يحتالُ
فإذا وقفت أمام حسنك صامت اً
فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ
كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّ نَا
إن الحروف تموت حين تقال..
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبةُ .. وخُرافةٌ .. وخَيَالُ
الحب ليس روايةً شرقية بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ
لكنه الإبحار دون سفين ة
وشعورنا ان الوصول محال
هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَة وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلالُ ..
هُوَ هذه الأزماتُ تسحقُنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هُوَ أن نَ ثُورَ لأيِّ شي ء تاف ه
هو يأسنا .. هو شكنا القتالُ
هو هذه الكف التي تغتالنا
ون قَُبِّلُ الكَفَّ التي تَ غْتالُ
اتسعت ابتسامتها التى لم تستطع أن تمحوها من على وجهها عندما رن هاتفها فقفز قلبها فرحا و لتقطت الهاتف
ليأتيها صوته
- وحشتينى
ابتسمت بخجل و احمرت وجنتيها رغم انها لا تراه
- انت هتفضحنا على فكرة
قالت ليضحك منها قائلا
- ما خلاص اتفضحنا و اللى كان كان كله دلوقتى عارف إن ملك لأمير و أمير لملك و لولا اللى حصل ليوسف
ربنا يشفيه كان زمانا مخطوبين
تنهددت مستسلمة فهو محق و رغم كل كلمات العشق التى تختلج في صدرها لكن حياؤها يمنعها من إن تبوح
بها
- ساكتة ليه ؟
سألها لتجيب
- مش لاقية حاجة أقولها
- مش لاقية و لا مكسوفة ؟
سألها فلم تجيب ليجيبها هو
- أقول انا بحبك يا ملك ، يا أحلى حاجة في عمرى كله
شعرت بأن قدميها لم تعودا تلمسان الأرض شعور عارم يجتاحها تشعر أنها تحبه بجنون ، حب لو وزع على أهل
الأرض جميعا لكفاهم
- و أنا كمان ، تصبح على خير بقى لأن لو ماما جت قفشتنى هتبهدلنى
- و انتى من أهله يا ملاكى
أغلقت ملك الهاتف و هى في منتهى السعادة و اعادة قراءة الرسالة مرات عديدة حتى نامت و الهاتف بيدها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق