Chapter 15
كانت تتجول حوله فى المكتب تسأل عن كل شىء بدت بالنسبة اليه كطفلة شقية تعبث بالمكان و هو اعتاد
الهدوء و الرتابة حتى انه اصبح صديقا للملل ، أما هى فبدت كنار مشتعلة
- كل دى تحقيقات مكملتش ليه كده ؟
تساءلت عندما أجاب ببرود و هو يكتب دون ان ينظر اليها
- رئيس التحرير عايز كده
- و انت بتسمع كلامه ليه ؟
نظر اليها متجهما قبل ان يعود الى هدوءه و يجيب
- عشان ده خامس جرنال اشتغل فيه و مش عايز اترفد
ضحكت منه قبل أن تكمل تصفح الورق ثم عادت للحديث مرة أخرى لتقطع حبل أفكاره مرة أخرى
- بس التحقيق بتاع الاتجار بالاعضاء فى اطفال الشوارع و الملاجىء ده روعة
- اه كنت هتحبس بسببه
- بس .....
رفع رأسه اليها مرة أخرى غاضبا
- منه ممكن تسكتى لحد ما اكتب المقال
- sorry
اعتذرت و عادت لتصفح الورق بهدوء لكن يبدو انها انهت على كل الافكار بعقل ابراهيم فمزق الورق الذى
أمامه ، ورقة تلو الأخرى و منه تراقبه فى صمت تام قبل ان ينظر اليها فدفنت رأسها فى الورق تتحاشى النظر الى
ذلك الغاضب ، بينما هو زفر بضيق هذا ما كان ينقصه تلك الطفلة الثرثارة المدللة تقتحم مكتبه و حياته العملية
فى اسوأ الظروف
- منه انتى عايزة تشتغلى مصورة صحفية ليه ؟
- عشان المغامرة
أجابت و عيونها تلمع فنظر هو اليها دون ان يجيب و اتجه الى مكتبه يمزق باقى الأوراق بينما هى تراقبه فى
صمت و تكتم ضحكاتها فقد كان تيم محقا بكل ما قاله عنه
فور أن عادت إيمان الى المستشفى و رأتها صفا لاحظت عيونها المنتفخة من كثرة البكاء ، اتجهت فورا الى غرفة
الممرضات فتبعتها صفا
- إيمان ، ايه اللى حصل ؟
سألت بقلق لتنفجر إيمان فى البكاء فأجلستها صفا و جلست بجوارها تهدأ من روعها حتى هدأت قليلا و
قصت عليها ما حدث و رؤيتها ليوسف فى ذلك الكرسى
- يعنى انتي زعلانة عشانه ؟
نظرت اليها إيمان و هي تمسح دموعها
- مش عارفة انا اتصدمت أول ما شفته مصدقتش نفسي ، بقى ده يوسف اللى كان مش بيهمه حاجة فى الدنيا ،
هو ده المغرور اللى مكنش عاجبه حد زى ما يكون دنيته اتهدت فجأة شكله ضعيف و عاجز مهزوم أوى ... حتى
كل الزعيق ده كان زى ما يكون بيصرخ من كتر ما جواه موجوع ، شكله مكسور أوى يا صفا. مقدرتش استحمل
الموقف و لا الصدمة مشيت و لقيتنى بعيط و مش عارفة أوقف دموعى
- و نويتى على ايه ؟
- مش هأروح تانى ، مقدرش يا صفا .. مقدرش
- و فلوس الدراسة
- ربنا يدبرها
تنهدت صفا و ربتت على كتف صديقتها قبل أن تتركها و تعود لعملها بينما إيمان لا تستطيع ان تمحو صورة
يوسف من أمامها تشعر بالشفقة عليه بشكل كبير
بالكاد استطاعت ملك أن تقنع والدتها أن تذهب لزيارة هاجر متعللة انها ستحاول رأب الصدع و لكن هذا لم
يكن السبب هى أرادت شخصا تأتمنه على سرها لم تعد تقدر على الكتمان الذى أصبح يخنقها و يكتم على
أنفاسها على الرغم من ذلك جلست بالصالون أمام هاجر متوترة و صامتة تفكر هل تتحدث أم تسكت
- مالك يا ملك ؟
سألت هاجر لتسيل دموع ملك دون توقف ، تحاول جاهدة ان تتوقف و لكنها لا تستطيع
- بسم الله الرحمن الرحيم ، مالك يا بنتى ؟
ارتمت ملك بأحضانها و ظلت تبكى بحرقة و هاجر تحاول أن تهدأها ، رفعت ملك رأسها و نظرت الى هاجر
- هاجر ، أنا هأحكيلك على حاجة بس احلفى بالله ما حد يعرف لأن اللى هأقولهولك ده كارثة
روت ملك ما حدث لهاجر لتتركها فى صدمة شديدة لا تعرف ما عليها أن تقول أو تفعل فقط خانتها دمعة سالت
على خدها قبل أن تنظر إلى ملك قائلة
- متتجوزيهوش يا ملك
ابتسمت ملك و هي تختنق بدموعها
- و بابا و ماما و ياسر و محمود هأعمل معاهم ايه ، تفتكرى هيكون رد فعلهم ايه ، أقول لماما ايه ابن أختك
ضيع شرف بنتك الوحيدة اللى طول عمرك فرحانة بيها و لا بابا اكسره و هو في السن ده و محمود و ياسر
هيقتلوه و يترموا في السجن ، أنا مقدميش حل تانى ، صدقينى يا هاجر أنا مش عارفة انا قلت لك ليه يمكن لانى
اتخنقت و تعبت ، حاسة انى بموت بالبطىء و مش لاقية حل
نظرت هاجر اليها تشعر بالشفقة على حالها تعرف ملك قبل زواجها من محمود فتاة رقيقة مهذبة يتحدث الجميع
عن اخلاقها لو وضعت يدها على هذا الحقير و اخته الآن لخنقتهما معا
- اعملى عملية
تستمر القصة أدناه
اقترحت هاجر عندما هزت ملك رأسها رافضة
- اخاف ، أنا لا يمكن استحمل نظرة حد ليا ، نظرة الدكتور و الممرضة هيقولوا عليا ايه محدش بيفترض الكويس
كله هيفترض إن أنا بنت مستهترة و بغطى على فضايحى و أمير ، أمير ميستاهلش انى اخدعه ... أحمد بقى
قدرى و أنا كمان بقيت قدره
انهت ملك جملتها ووقفت تستعد للمغادرة
- أنا مش عارفة اقولك ايه غير انى هأكون جنبك يا ملك ، متخافيش
احتضنتها ملك و ربتت هاجر على ظهرها مواسية لها فمصيبتها كبيرة و حياتها تهدمت بالكادت تستطيع أن تلملم
شتاتها
- اقولك خبر حلو بس احلفى مش هتقولى لأخوكي
- قولي
- احلفى أول
- و الله ما هقوله ، اخلصى يا هاجر
ابتسمت هاجر محاولة للتخفيف عن ملك
- هتبقى عمة يا ست ملك
ابتسمت ملك سعيدة فهى تحب هاجر و تحب أخيها محمود أيضا كثيرا
- ألف ألف مبروك يا جوجو ربنا يسعدكم إن شاء الله و الخلاف الاهبل ده يخلص و ترجعوا بقى ، ايه
موحشكيش محمود و عصبيته
رسمت ابتسامة حزينة على وجهها و همست بحزن
- أنا اللى موحشتوش
- لا وحشتيه بس هو عنيد زيك
انصرفت ملك من منزل هاجر تفكر فيما قالته لها هاجر هل يمكنها أن ترفض أحمد ، أن تصلح الأمر و تتزوج
أمير و لا يدرى أحد بما صار معها لكنها تعود أمامها صورة هذا المجنون لن يصمت ربما فضح أمرهما معا لا أحد
يعلم إلى أى مدى قد يصل هذا الجنون الذى يسميه حبا
جلست إيمان شاردة بالاستقبال و لم تلاحظ دخول تيم و منه إلى المستشفى ، تقدمت منه منها
- ازيك يا إيمان ؟
- آنسة منه ؟!
نظرت اليها بدهشة لتبتسم منه ابتسامة متوترة
- إيمان ممكن اتكلم معاكى
اتجه الجميع إلى كافيتريا المستشفى ، إيمان تعلم جيدا سبب قدوم منه و تجهز اعذارها من الآن
- تيم حكا لى على اللى حصل من يوسف بس please يا إيمان انا عارفة إن صعب التعامل مع يوسف بس هو
حالته وحشة اوى و أنا فاشلة في التعامل معاه حتى فرح بتنجح احيانا انها تتعامل معاه و بعدها بتفشل ، احنا بجد
محتاجينك
نظرت اليها إيمان لا تعلم بم تجيبها فقد بدا عليها الصدق في كل ما تقول
تستمر القصة أدناه
- بس أنا مش عارفة إن كنت هأقدر و لا لأ
عندها تدخل تيم محاولا اقناعها
- غضب يوسف تجاهك النهاردة هو اللى خلانى اتمسك بيكى لان حالة الاكتئاب اللى هو فيها مخلياه مش
عايز يحس بأى حاجة مش عايز يبقى موجود لو استف زينا فيه اى مشاعر حتى لو غضب او تحدى ده هيكون مفيد
ابتسمت إيمان و قد فهمت ما يرمى إليه تيم
- يعنى حضرتك يا دكتور عايزنى ابقى ال boxing bag لمشاعره ؟
نظرت منه إلى تيم و هى تشعر أنهم فشلوا في اقناعها عندما ابتسمت اليهم إيمان
- موافقة إن شاء الله هكون موج ودة من بكرا الصبح
لم تصدق منه و تيم انها حقا وافقت ، هى نفسها لا تعلم لما وافقت فربما كان هذا أسوأ قرار اتخذته في حياتها
هى لم تكن تحتمل التواجد معه في مكان واحد و الآن ستلازمه طيلة اليوم تقريبا ، أى جنون هذا الذى دفعها
للموافقة لكنها فقط تعرف انه لو عرض عليها لأمر ثانية لوافقت أيضا
عادت ملك إلى المنزل لتجد محمود في انتظارها ظاهريا يعنفها لأنها تأخرت لكن الحقيقة انه كان يريد إن يعرف
أخبار هاجر و ما حل بها دون أن يسألها مباشرة
- انتى ايه اللى وداكى لهاجر ، أنا مش عايزها تقول إن انا اللى بعتك ؟
- أنا رحت أسأل عليها لانها تعبانة
حاول أن يبدو عدم اكتراثه للأمر لكنه فشل فسأل مرتبكا
- تعبانة مالها تلاقيها مجرد نزلة برد
ابتسمت ملك من داخلها و هى ترى ارتباكه و قررت أن تمضى في خطتها
- لا مش مجرد نزلة برد دى بقالها اسبوع في السرير و الدكتور مش عارف مالها و طلب اشاعات و تحاليل
أخبرته و انصرفت إلى غرفتها تركته حائرا يمسك بالهاتف و يتركه ، سيتصل ... لا لن يفعل ، كرامته اولا لكنها
الآن مريضة و الاصول تقتضى أن يسأل عنها ، كان مبررا كافيا ساقه لنفسه ليتصل بها
لم تصدق هاجر و هى ترى اسمه على شاشة هاتفها لم تفكر أجابت بسرعة
- ازيك يا هاجر ؟
لأول مرة تشعر انها اشتاقت لصوته ظلت صامتة تريده أن يتحدث مجددا فقد اشتاقت له أكثر مما كانت تتوقع
- مبترديش ليه ؟
- الحمد لله
- مش ناوية ترجعى بيتك ؟
سألها لتشعر بالغضب هل اخبرته ملك بأمر حملها و لذا يريدها أن تعود
- هى ملك قالت لك ؟
تستمر القصة أدناه
- قالت لى انك تعبانة
تنفست الصعداء و حمدت الله أن ملك لم تخبره عن الحمل ، اذا فهو يسأل عنها هى و عن حالها
- و هو انت كنت سألت ؟
عاتبته ليجيبها غاضبا
- و هو في حد قالك تسيبى بيتك ، انتى اللى عقلك صغير و بتكبرى الموضوع
صاحت غاضبة
- أنا يا محمود
- بقولك ايه خلصنا بقى و العيلتين اتفرجوا علينا بما فيه الكفاية و لا ايه ؟1
- محمود ، أنا حامل
تفاجأ بالخبر لكنه كان سعيدا جدا سيصبح أبا في غضون شهور قليلة في تلك اللحظة ادرك انه يحبها ، يحبها
كثيرا و يريدها هى فقط أن تكون أم اولاده
- طيب لمى نفسك بقى يا بت انتى و حضرى هدومك عشان أجى أخدك على بيتنا
- حاضر
أجابت مستسلمة سعيدة ارتسمت على وجهها ابتسامة لم تستطع محوها حتى انها هربت من نظرات والدتها التى
اشعرتها بالخجل ، اغلقت الهاتف لتعلق والدتها ممازحة
- اصطلحتى يا ختى
- المسامح كريم بقى يا ماما
- ربنا يسعدكم يا حبيبتى و يهدى سركم
أمنت هاجر على دعاء والدتها و اتجهت تحضر حقيبتها في منتهى السعادة و هى تدعو لملك أن تجد سبيلا
للخروج من ورطتها فقد كانت ملك هى من قربت بينها و بين محمود ولولاها لا تعرف إلى أين كان العناد سيصل
بهما
حل الليل و فرح لازالت تحاول الاتصال بخالد منذ أن غادر لكنها تتلقى ردا واحدا "الهاتف الذى طلبته مغلق"
لم تعد تحتمل القلق جلست تبكى لا تعرف ماذا عليها أن تفعل و بينما هى على هذه الحال وجدت باب الشقة
يفتح ، اتجهت نحوه لتجد خالد دخل و اغلق الباب خلفه فنظرت إليه معاتبه قبل أن تبكى صائحة
- حرام عليك يا خالد أنا كنت هموت من القلق
- ليه ؟
سأل ببرود قبل أن يتجه إلى غرفة النوم فتبعته لتجده يحضر حقيبته
- انت بتعمل ايه ؟
- احنا مينفعش نعيش مع بعض يا فرح
نظرت إليه في صدمة تحاول استيعاب ما اخبرها به و الدموع تتساقط من عينيها في صمت ، دموعها تقتله لكن
كرامته مجروحة
- فرح ، أنتى امبارح اتهمتينى اتهام بشع ، انتى مش واثقة فيا .... معرفش انا عملتلك ايه عشان تفقدى الثقة فيا
تستمر القصة أدناه
بالشكل ده ، من يوم ما اتجوزنا عملت حاجة تضايقك او تخوفك منى
هزت رأسها نافية و هى تشعر بالخزى و تأنيب الضمير كيف شكت به و جرحته و هو لم يسىء اليها يوما او
يجرحها ، أخطأت بحقه
- خالد ، أنا آسفة أوى بجد آسفة ، أنا كنت هموت من القلق عليك
- فرح أنا .....
قاطعته قبل أن يكمل
- أنا بحبك
نظر اليها مصدوما من اعترافها عندما اقتربت منه و القت بنفسها ين ذراعيه
- النهاردة اتأكدت انى بحبك ... بحبك أوى
همست و هى تلف ذراعيها حول رقبته
- فرح كده مش هينفع
قالها مبتسما لكنها تجاهلت تعليقه و نظرت إلى عينيه تتعلق بهما
- خوفى عليك ، رعبى من انك تسيبنى ، عرفت ساعتها انك جوزى و حبيبى و دنيتي كلها
نظر اليها صامتا لتهمس بحب
- أنا بعترف انى وقعت فريسة الصياد
اتسعت ابتسامته و قد رأى نظراتها العاشقة اليوم هى حقا زوجته ، ملكه ، يمتلك كل الحق الليلة لتكون فرح
فرحته ، تشتعل اليوم شعلة حبهما التى لن تنطفأ أبدا3
أوقف علاء السيارات التى تحمل بضاعة الهنداوى و الصياد و ترجل يحيى من السيارة متجها نحوه
- في حاجة يا حضرة الظابط
- معايا اذن بتفتيش العربيات دى
- ليه ؟
سأل يحيى مرتبكا عندما ابتسم علاء واثقا من انه سيجد المخدرات لكن امله قد خاب تماما عندما اعلنت القوة
المرافقة له انهم لم يجدوا شيئا فابتسم يحيى إليه ابتسامة المنتصر و غادر مع السيارات مستكملا طريقه بينما
علاء يكاد يفقد عقله
في اليوم التالى كان يوسف جالسا على الكرسى المتحرك ينظر من الشرفة عندما سمع باب غرفته يفتح فالتفت
ليجدها أمامه
- انتى غبية يا بنتى انتى ؟!
تساءل غاضبا عندما أخذت إيمان نفسا عميقا تحاول التحكم في أعصابها قبل أن تتقدم نحوه
- بص يا يوسف ، أنا و انت مجبرين على الوضع ده عاجبك و لا مش عاجبك مش ده المهم ، انت محتاجنى
عشان علاجك و انا محتاجة الفلوس عشان اعرف اكمل دراستى
- يعنى هتشتغلى عندى
تجاهلت تعليقه و ضمت يديها إلى صدرها في اصرار
- انتى بجد معندكيش اى إحساس ما تمشى
هزت رأسها نافية ببرود
- يعنى انتى مش ماشية ، ماشى
بدت نبرته متوعدة و لكن إيمان لم تهتم عندما طرقت منه الباب و دخلت
- ايه الأخبار ؟
- اعتقد اننا اتفقنا
أجابت إيمان مبتسمة ليقاطعها يوسف
- أنا ما اتفقتش
- على أى حال أنا عايزة مواعيد الأدوية و مواعيد جلسات العلاج الطبيعى عشان اظبطهم مع الجدول بتاعى
أومأت منه برأسها عندما تهكم يوسف
- أصل الهانم مشغولة أوى
تجاهلتا تعليقه ووقفتا يتحدثان عن ما تحتاجه إيمان و غرفتها التى اعدتها لها الخادمة لترتاح فيها و لكن كل ما
كان يشغل بال يوسف كيف سيتخلص منها يقسم أن يجعلها تفر من هنا و لا تعود مجددا
استيقظ خالد مبكرا بالكاد استطاع النوم ليلة أمس بينما فرح كانت بجواره تغط في نوم عميق ، قبل وجنتها قبل
أن يغادر السرير متجها إلى الشرفة و قد أخذ هاتفه ، اتصل برقم يحيى
- عملت ايه ؟
سأله بنبرة باردة عندما أجاب يحيى مبتسما
- متقلقش تمام الظابط ملقاش حاجة12
قبل أن يكمل يحيى كلامه أغلق خالد الخط و اتجه إلى الغرفة ينظر إلى فرح المستغرفة في النوم و على وجهها
ابتسامة بريئة ، توجه نحوها و طبع على وجنتها قبله لتفتح عينيها بتثاقل
- بحبك
أخبرها لتتسع ابتسامتها و تجيبه
- و انا بموت فيك
اتجه ملك إلى مخرج العمارة فقد كانت في طريقها إلى السوق لكنها توقفت فوق رؤيته يتوجه نحوها رغم دهشتها
لكنها كانت سعيدة جدا
- أمير !
- عايز اتكلم معاكى
Chapter 16
نظرت إليه ملك و قلبها ينبض بقوة تعلم جيدا فيما يريد الحديث سيسألها لما تركته ، سينظر في عينيها و لن
تستطيع أن تكذب عليه ، ماذا تفعل هل تذهب من أمامه ، نعم انه الحل الأمثل اهربى يا ملك ، التفت لتبتعد
عندما ناداها مرة أخرى
- ملك ، للدرجة دى مش عايزاني ، طيب ليه ؟
لا تريده ، كيف له أن يعتقد هذا و هو الشىء الوحيد الذى أرادته من تلك الدنيا ، لم ترغب في أى شيء بحياتها
سواه ، التفتت إليه و الدموع تنهمر من عينيها ، التفتت إليه و سارت معه مبتعدة عن منزلها
- انا جيت اكلمك عشان اسألك حاجة واحدة ، انتى مش عايزاني ؟
- أنا عمري ما اتمنيت غيرك
اقترب منها و لمس وجنتها بيده و هو ينظر إلى عينيها التى تحارب الدموع
- يبقي ليه ؟
- غصب عنى يا أمير و الله غصب عنى
نظر اليها حائرا لا يعرف ما بها عيناها تخفي الكثير لأول مرة لا يستطيع قراءة تلك العيون التى حفظها عن ظهر
قلب ، حائل غريب وضعته بينهما
- ملك ، أنا جيت أكلمك لوحدك ، عشان افهم منك ، أنا عايز افهم
ترددت هل بامكانها إن تفصح عن ذلك السر ، أن تخبره بما حدث ، لا لا يمكن أن تعري نفسها بهذا الشكل
أمام أى أحد ... تحاول و لكن لسانها لا ينطق
- أنا بحبك أوى ، أكتر من أى حاجة في الدنيا ، أنا فتحت عيني على حبك و عشان كده لازم تنساني ...
عشان خاطري انساني و انسى كل حاجة ، أنا مت يا أمير ، ملك اللى انت تعرفها ماتت
- في ايه يا ملك ؟
- الدنيا مبتديش كل حاجة ، حب و اتجوز ، اتجوز واحدة بتحبك أوى عشان تسعدك و أنا هأبقى مبسوطة و
انت سعيد
القت على مسامعه تلك الكلمات جعلته حائرا تحبه و تريد أن تتركه ، تعشقه و تريده أن يتزوج من أخرى و تتزوج
هى من آخر ، جذبها من رسغها غاضبا
- انتي بتلعبي بيا يا ملك فكراني عيل صغير ، بحبك و بعدين ابعد عني و سيبنى و كل واحد يشوف حاله ، لآخر
مرة بسألك عن السبب ؟
بقيت صامتة لا تقوى على الكلام ، لا تستطيع أن تتحدث ، ترك رسغها و هو يحدق بها غاضبا
- ماشى يا ملك ، انتي اللى اخترتي و أنا غلطان اني جيتلك ، مبروك يا عروسة
شاهدته يسير مبتعدا يخرج من حياتها إلى الأبد تشعر بقلبها يؤلمها لم يكن من اليسير عليها أن تتركه لكن بتلك اللحظة ولدت ملك جديدة تماما ، ملك مشوهة ، مجنونة ، انتقامية .... ملك جديدة تكره ضعف ملك القديمة
و قلة حيلتها ، ملك أقسمت على عذاب جلادها
افتقدها في تلك الأيام القليلة التى لم يكن بها معها يشتاق إلى جنونها و عفويتها و طفولتها ، قرر أن يأخذ زمام
المبادرة و يذهب اليها في كليتها خرجت من المحارة لتجده أمامها
- ياسر ، ايه اللى جابك هنا ؟!
- اعمل ايه مش عارف اتلم عليكى يا ست المهمة
أخبرها مبتسما لتبتسم له هى الأخرى بهدوء فهى لازالت متوترة منذ كانا في حفل عيد الميلاد
- انتى لسه زعلانة منى ؟
- و ازعل ليه ؟
أجابت ببرود عندما نظر إلى عينيها مبتسما
- يا منمون أنا عارفك كويس
حاولت ألا تضحك من طريقته و اسم الدلع الذى لا يناديها بها سوى والدها ، كان الاسم محببا لها كثيرا لكنها
أبت الا أن تشاكسه
- يا سلام محسسنى اننا متربيين مع بعض
- و أكتر كمان يا بنتى احنا ولاد عم يعنى دمنا واحد
- اه ده لو في دم أصلا
- نعم ؟!
ضحكت منه كثيرا من مظهره الغاضب ، ضحكاتها الطفولية ابعدت الغضب تماما عنه ، طفلة مشاغبة و فتاة
جميلة ، جميلة لدرجة انه لم يرى أجمل منها من قبل
- تتغدي معايا النهاردة ؟
أومأت برأسها موافقة
- لسه عندى محاضرة و بعدها هأعدى على الجرنال و نتقابل على الساعة 4 اتفقنا
- اتفقنا يا قمر
غمز لها بعينه قبل أن ينصرف و هى تبتسم لنفسها و تفكر في هذا المجنون المتهور لكن عليها أن تعترف جنونه
يقابل مشاغبتها و تهوره يتلاقى مع طيشها ليكونا ثنائيا رائعا
جلس فى مكتبه يتذكر ما حدث في البلد منذ عدة أيام ، عندما اتهمته فرح بتجارة المخدرات شعر بجرح كبير
لكنه لم يستطع اهمال الأمر ما كانت فرح أن تأتي بقصة كهذه دون دليل ، يحيي هو أول من جاء بخاطره يعلم
طباع ابن عمه جيدا فقرر استدراجه و لم يكن الأمر صعبا فقد اعترف له يحيي بكل شىء بمنتهى اللامبالاة أخبره
أن جده يعمل بتجارة المخدرات منذ فترة طويلة و أنه إرث العائلة فعمه متورط أيضا و ربما والده ، هو لم يجرؤ
على السؤال خوفا من الإجابة ، وقف ينظر إلى جده مصدوما
- خالد يا ولدي ، احنا مبنعملش حاجة غلط ... الحشيش و البانجو دول نبات زى أى نبات
تستمر القصة أدناه
برر جده موقفه تبريرا واهيا فوقف أمامه مصدوما لا يجد ردا مناسبا ، جده ذلك العملاق المهيب الذى طالما
احترمه ، الرجل المتدين الذى ذهب للحج أكثر من مرة ، كيف تحطم التمثال الذى بناه له هكذا في لحظة
واحدة ، انطلق خارجا من المنزل عندما تبعه يحيي
- خالد ، ايه في ايه بتعمل كل ده ليه ؟ ، ما هى تجارة زى أى تجارة ... أمال انت مفكر الفلوس دى كلها منين
أ وعى تكون فاكر الأرض اللى أبوك سبهالك هى اللى اشترتلك العربية الأحدث موديل اللى انت راكبها و الشقة
الكبيرة اللى انت عايش فيها و لا الاسورة الألماظ اللى جبتها لبنت الهنداوي كانت منها ، فوق يا خالد و احسبها
كويس
نظر إليه خالد باحتقار شديد ، هل المال مبررا لبيع السموم للبشر لإيذاؤهم و تدمير حياتهم فقط من أجل أن
نعيش في مستوى أفضل
- في ظابط بيدور وراكم و إبراهيم الهنداوى كمان ، الطريق ده نهايته واحدة يا السجن يا الموت
ابتسم يحيي بسخريه قبل أن يجيبه
- خليك مؤمن كلنا هنموت
لم يفق من تلك الذكرى الا على صوت طرقات على مكتبه فسمح للطارق بالدخول ليدخل يحيي ممازحا
- ايه يا دكتور ، مبتردش عليا ليه ؟
جلس على الكرسى أمام المكتب واضعا قدما فوق الأخرى يواجه نظرات خالد النارية له قبل أن يسأل غاضبا
- ايه اللى جابك ؟
- مفيش جدك يا سيدي باعتني أكلمك و أقنعك و أنا عندى الحل المناسب لإقناعك
أخرج يحيي من جيبه شيكا بمبلغ 1 مليون جنيه و قدمه لخالد
- ده نصيبك من العملية اللى فاتت ، جدك راجل حقانى ، كل عملية كان بيحطلك نصيبك منها في حسابك في
البنك ، ما انت ابن الغالي زى ما بيقول ، طب و الله و ما ليك ليا حلفان ... أنا اللى شايل الشغل ده كله فوق
دماغى و نصيبي قد نصيبك بالظبط بس تقول ايه ما انت ابن عمي بقى
نظر له خالد ببرود لا يعكس البركان الثائر في داخله كيف يمكن ليحيي أن يستسيغ جريمته بل و يعتقدون أنه
يمكن شراؤه أيضا هو صمت فقط لانهم عائلته لم يستطع الزج بهم في السجن
- اطلع برا
ابتسم يحيي متهكما من ذلك المثالى الذى لا يرى الدنيا على حقيقتها ، فليفعل ما يحلو له إذا بل انه سعيد
لابتعاد خالد عن عمل العائلة ليصبح هو وحده مخزن الأسرار و تنتقل له التجارة بعد وفاة جده ليتحكم فيها
تستمر القصة أدناه
بكاملها و بينما هو متجه الى سيارته لمحها قوام ممشوق ، تطاير شعرها الأسود الطويل بفعل الهواء فستانها الذى
لف جسدها بعناية و أبرز مفاتنها ، ظل يتأملها من رأسها الى أخمص قدميها ، يا لها من جميلة ، تقدم نحوها لكنه
يبدو أنه لم يكن الوحيد فقد لفتت نظره بجمالها شابا آخر ظل يغدق عليها عبارات الغزل و هى تتجاهله و كاد أن
يمد يده اليها ليتلقى لكمة قوية من يحيي ، نظرت نهلة الى ما يحدث فى دهشة لكن دهشتها تصاعدت عندما
جذبها يحيي من يدها بعيدا ، نظرت اليه و شعرت انها تعرفه من مكان ما لكنها لا تستطيع التذكر
- ينفع كده ؟
صاح بها و كادت ان تفتح فمها لتجيبه أو ربما لتوبخه لكنه أوقفها
- واحدة فى جمالك تبقى لوحدها و يتجرأ عليها كلب زى ده
سحبت يدها من يده التى كانت لاتزال ممسكة بها و نظرت الى الأرض فى خجل و قد احمرت وجنتيها من هذا
الغزل الصريح غير منتبهة لنظرات يحيي التى كانت تتفحصها بدقة ، اخيرا استجمعت شتاتها و أجابت بصوت
هادىء
- أنا متشكرة جدا
- لا شكر على واجب يا ستي
ابتسمت بخجل عندما سألها عن اسمها فأجابت بنفس الهدوء
- نهلة توفيق الديب
- يحيى مسعود الصياد
تذكرت نهلة الاسم جيدا و الآن تعرف أين رأته لقد كان موجودا بزفاف فرح ، انه ابن عم خالد
- انت ابن عم خالد ؟
- انتي تعرفيني ؟
- شفتك فى الفرح
- طيب بما اننا قرايب بقي يبقى لازم أوصلك مش معقول اسيبك كده فى الشارع
قبلت نهلة عرضه بأن يوصلها و يحيي سعيد بأن الطريق اليها ممهدا أكثر مما ظن ، تلك الجميلة لن تأخذ وقتا
طويلا حتى تصبح احدى حريمه و مغامرة أخرى تضاف الى سجل مغامراته الحافل
عاد محمود الى المنزل لتناول الغذاء و الاطمئنان على هاجر التى كانت تعاني الأمرين فى بداية حملها لكنه و
على عكس توقعها تماما بدا متفهما و لكن كان هنالك سبب آخر لعودته فهو يتحاشا اللقاء بقمر التى اعتادت أن
تأتى الى المحل كل يوم فقرر أن يأخذ بقية اليوم أجازة ليتحاشى الالتقاء بها ، دخل الى المنزل ليجده مرتبا بعناية
و هاجر جالسة على الأريكة مسندة رأسها الى الوراء فى استرخاء تام فاتجه نح وها
- ايه يا جوجو مالك يا حبيبتي ؟
تستمر القصة أدناه
صدمت للوهلة الأولى فلم تستطع الرد ما به هل هو مريض بل هل هو محمود من الأساس و هي لا تحلم ، لا انه
هو حقا من يلقبها بجوجو متبوعة بحبيبتي ، هل أصابه الجنون لكنها قررت ان تسايره
- الحمد لله يا حبيبى بس مرهقة شوية ، ايه اللى جابك بدري كده ؟
- زهقت من الشغل ، قلت أجي اقعد معاكي
نظرت اليه بدهشة أكبر ما الذى أصابه اليوم لكنها شعرت بأنها سعيدة للغاية ، هذا ما تمنت منذ زواجهما
- طيب هأقوم أحضرلك الغدا على لما تغير هدومك
قامت هاجر تضع الغذاء على السفرة بسرعة و هى فى منتهى السعادة و اتجهت الى غرفة النوم لتناديه
- محمود الغدا جا....
فوجئت به قد استغرق فى نوم عميق فسحبت الغطاء فوقه بهدوء و لأول مرة وجدت نفسها غير غاضبة من أنه نام
و تركها بعد أن أعدت الغذاء كعادته بل شعرت بالشفقة عليه فهو يتعب كثيرا بعمله ، قبلت جبينه و انصرفت من
الغرفة لتتركه يرتاح
منذ أن وصلت الى الجريدة و هى تراقبه يشرب السيجارة تلو الأخرى و يدور بالمكتب كالأسد المحبوس و
فضولها يقتلها لمعرفة ما به لكنها لم تنطق تعلمت ألا تسأله حتى لا تواجه انفجاره و لكن الفضول يقتلها
فاستسلمت لفضولها و سألت
- مالك يا ابنى فى ايه ؟
- يا ابنى ؟!
تعجب من طريقتها هو فى أوج غضبه فقد أخبره علاء انهم لم يجدوا شيئا تحطم أمله فى تحطيم زواج فرح و
خالد و استعادة فرح مرة أخرى و كانت منه هى ضحية هذا الغضب المتصاعد
- انتى بتكلميني ازاى كده هو انتى فاكرة انى عيل صايع من شلتك و لا بألعب معاكى فى الشارع
صاح بها لتنظر اليه بحرج شديد و لأول مرة تجد نفسها غير قادرة على الكلام ، هى من تجد لكل شىء رد لا
تملك الرد عليه فقط تمتمت باعتذار خافت و الدموع تتجمع فى عينيها
- أنا آسفة
اتجهت الى الباب لتنصرف عندما جذبها من ذراعها لتبكى أمامه ، هو لم يضعف أبدا أمام الدموع لكنها بدت
كطفلة صغيرة مدللة و حمقاء ، فضولية لكنها بريئة للغاية
- أنا اللى آسف بس الدنيا ملخبطة معايا أوى ، متزعليش بقى
مسحت دموعها و نظرت اليه
- خلاص محصلش حاجة
- و على العموم يا ستي عشان أصالحك هأخليكي تنزلى مع رأفت تعملي تقرير عن الزبالة فى الشوارع
تستمر القصة أدناه
لمعت عيونها فى حماس شديد و لكنها تذكرت انهم كانوا يحضروا لتحقيق عن العشوائيات
- طيب و تحقيق العشوائيات ؟
- لا ده هتنزليه معايا ، أنا أخاف عليكي تكوني لوحدك ، أروق بس دماغى و نعمله
- تمام ياريس
قالت مبتسمة و جذبت كاميراتها فى الاتجاه للعمل على الفور و قد نسيت تماما ميعادها مع ياسر الذى ظل
بانتظارها لمدة تقارب الساعتين و حاول الاتصال بها مرات عديدة فلم تجيب فانصرف غاضبا
عادت نهلة الى منزلها و هي تفكر بيحيي لم تدرك كم كانت هائمة بتصرفاته الرجولية عندما لكم ذلك الأخرق و
جذبها بقوة ليأخذها بعيدا ، وقفت تنظر لنفسها فى المرآة و هى تتذكر كلماته لها و غزله الذى ألقاه على
مسامعها ، بدا مهتما بها كثيرا هل يعقل أنها أخيرا وجدت الشخص الذي يتمناها ، بدا وسيما بملامحه الرجولية و
غموضه الغريب أعجبها ، غني و عائلته لها مكانة إجتماعية كبيرة ، أخيرا سترفع رأسها أمامهم جميعا ، ستخبر كل
من شمت بها أنها ربحت الجائزة ، ابتسمت و هي تلقي بنفسها على السرير، هائمة في أحلامها الوردية
عاد الى محل العطارة و ظل حتى غادر العمال يراجع الحسابات حينما سمع خطوات تقترب من مكتبه
- روح أنت يا عم محمد ، أنا لسه هراجع الحسابات
أخبره و هو ينظر الى الأوراق عندما سمع ضحكة رنانة جعلته يرفع رأسه الى الجميلة التى أمامه ، لم يصدق انها
تقف أمامه قوامها ملفوف بفستانها الأحمر القاتم الذى يماثل حمرة شفتيها ، شعرها الطويل الأسود يماثل كحل
عينيها ، كانت الفتنة تسير على قدمين
- عم محمد روح
- قمر ، انتي ايه اللى جابك هنا ؟!
تساءل و هو ينظر اليها تخطف أنفاسه عندما مالت الي المكتب
- جيت عشانك ، امشى ؟
تساءلت باغراء عندما ابتسم اليها
- لما انتي تمشى يبقى مين اللى يقعد يا قمر
- سي محمود
- يا عيونى
استيقظ من النوم و هو مازال يسمع ضحكاتها الزنانة ، مرر يده بين خصلات شعره و هو يتمتم مستغفرا هرب من
رؤيتها فطاردته فى أحلامه ، ألن يتخلص منها
- استغفر الله العظيم
غادر السرير متجها الى الصالة عندما رأته هاجر
- صحيت يا حبيبى
- ايوه ، هأخد دش و حضرى لى الأكل
كاد أن يغادر و لكنه التفت اليها
- هاجر ، قولي لي سي محمود كده
نظرت اليه هاجر بدهشة ما به اليوم يبدو غريبا و لكنها فعلت ما طلبه منها
- حاضر ، يا سي محمود1
- لا مش نافعة6
غادر لتنفجر هاجر فى الضحك من تصرفاته الغريبة طوال اليوم ، رغم غرابته لكنها كانت سعيدة لدرجة لم تعرفها
يوما منذ أن تزوجا
ست ساعات فى الجحيم ، هكذا كان حال إيمان ، التى اتجهت الى يوسف و هى تحمل القهوة فى يدها
- اتفضل
ما أن أخذ رشفة واحدة حتى صاح بها
- ايه ده دى سكر زيادة
- هو مش انت اللى قلت لى عايزها زيادة
- غيرت رأى
ابتسم اليها يستفزها و قد حاولت جاهدة المحافظة على ما بقى لها من هدوء فهو يتصرف كطفل مدلل و هى
المربية سيئة الحظ ، احضرت قهوة أخرى و تهالكت على الأريكة فى ارهاق شديد
- بتعملي ايه ؟
- أبدا قاعدة لحد ما انت تفكر فى حاجة جديدة تخلي بيها اليوم أنيل ما هو
نظرت اليها متعجبا
- أنتي مش معقولة ، يعنى مش ناوية تستسلمي
- بعيدا عن انى مرهقة .... جدا و ان حقيقى بفكر انى اخنقك بس لا مش هستسلم ما اتعودتش انى استسلم
نظر اليها بغضب تلعب دور طويلة البال حسنا لنرى كم ستصمد
- ايمان
- نعم
أجابت و هى ترى تلك الابتسامة المستفزة على وجهه و لمعة عينيه التى تنم عن فكرة جديدة
- رتبى لى السيديهات بتاعت المزيكا دى بالحروف الأبجدى و العربى لوحده و الانجليزى لوحده ، زى ما انتى
شايفه مش هطول الرف
نظ رت اليه تود خنقه فى الحال لتتخلص من ازعاجه و لكنها ما كانت لتتركه ينتصر عليها أبدا
يعلم ان ما سيفعله هو درب من الجنون لكن إبراهيم وجد نفسه واقفا أمام منزل فرح و خالد ، طرق الباب
ففتحت فرح التى تفاجئت بوجوده
- ابراهيم !
قبل أن يجيبها جاء خالد متسائلا
- مين يا فرح ؟
سأل ليقف إبراهيم أمامه وجها لوجه و فرح تنظر اليهما لا تعرف ماذا عليها أن تفعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق