Chapter 5
جلست ملك و نهلة فى غرفة الأخيرة تتحدثان عن زواج فرح
- مسكينة فرح صعبانة عليا
قالت ملك متأثرة عندما نظرت اليها نهلة
- يا سلام ليه يعنى ؟ يا بختها دى هتتجوز عقبالى يارب
قالت نهلة مبتسمة و هى ترفع يدها بالدعاء
- هى اى جوازة و السلام يا نهولة
- لا مش جوازة و السلام انتى مشفتيش الواد امبارح طول بعرض و اسمرانى و لا عينيه يا خرابى
ضحكت ملك من طريقة نهلة كانت النقيض التام لها لكن بالرغم من اختلافهما كانت تألف صحبتها
- ايه يا بنتى اللى انتى بتقوليه ده ، الراجل مقعدش الا خمس دقايق و بعدين فين غض البصر يا حلوة
- والنبى يا شيخة ملك اقعدى على جنب ، نفسى ربنا يوعدنى بواحد زى خالد ده ... أنا نفسى حد يحبنى يا
ملك و اتجوز و يبقى عندى بيت وأولاد بدل ما انا اتخللت كده
رقت ملك لأحلام نهلة البسيطة رغم طريقتها الجنونية فابتسمت لها
- ان شاء الله ربنا يرزقك الزوج الصالح اللى يسعدك يارب
- يارب يا اختى
قالت نهلة ممازحا عندما تفاجئت نهلة و ملك بأحمد يفتح الباب
- نهلة ، ماما كانت .....
قطع كلامه عندما لاحظ وجود ملك التى غطت شعرها بغطاء رأسها فورا ، كانت أول مرة يلمح شعرها الأسود
الناعم فلم يعتد رؤيتها سوى بالحجاب منذ زمن طويل
- آسف مكنتش اعرف ان معاكى حد
قال أحمد و عيناه معلقتان بملك التى كانت تنظر الى الأرض
- دى ملك مش حد غريب
قالت نهلة فأومأ أحمد برأسه و شعرت ملك بحرج شديد فقررت ان تنصرف و اتجهت الى الباب عندما استوقفها
أحمد ممسكا بيدها
- هو والدك مكلمكيش ؟
سألها عندما نظرت الى يده الممسكة بيدها شذرا فتركها على الفور
- كلمنى فى ايه ؟
تساءلت عندما أجاب بخيبة أمل
- لا مفيش هو هيبقى يقولك
انصرفت ملك من أمامه و هى تفكر فى تصرفاته الغريبة لكنها قرت الا تشغل بالها ان كان غريب الأطوار فهذا
شأنه هو ، لكن فضولها يقتلها لمعرفة ما يعنيه بأن والدها لم يخبرها ، يخبرها بماذا ؟
رغم وجود خالد لكن الشكوك لازالت تراوض الحاج عبد الرحمن ان أحدا من عائلة الصياد هو من أطلق الرصاص
عليهم و قرر مشاركة تلك المخاوف مع ولده حسين و حفيده محمود
- بس يا حاج لو كده ايه اللى يخلى خالد يأخد إبراهيم المستشفى ؟
تساءل حسين عندما ظهرت معالم الحيرة على الشيخ الكبير
- مش عارف يا حسين بس قلبى مش مرتاح ، هما هيجوا النهاردة يقروا الفاتحة و الفرح هيبقى الخميس الجاى ،
عايز حراسة جامدة على البيت و الولاد من غير ما حد يحس و انا هأعتمد عليك يا محمود يا ولدى
أومأ محمود برأسه حماية الجميع مسئولية كبيرة حمله اياها جده و عليه ان يثبت انه على قدر تلك المسئولية ،
ووسط تلك الأجواء المتوترة حضر جمعة الصياد مع أولاده و خالد و كبار البلدة لاعلان الخطبة و اتمام الصلح
- ألف سلامة على الغالى ولد الغالى يا حاج عبد الرحمن ، صدقنى مش هيهنا لى بال الا لما اعرف مين اللى
عملها
قال جمعة محاولا إبعاد التهمة عن عائلتهم بينما بدا التوتر واضحا بين يوسف و خالد من ناحية و تيم و يحيى من
ناحية أخرى ، مال تيم ناحية أخيه الجالس بجواره
- أنا مش طايق الواد ده
قال تيم عندما نظر اليه إبراهيم غاضبا فليتحلى الجميع بأخلاق الكبار رغم ان الجلسة كانت تضغط على أعصابة
و خالد الذى بدا ودودا جدا معه و هو لا يستطيع ان يبادله هذا الود فهو من سيسرق منه حبيبته لكنه تحمل
الموقف الى آخره و رغم التوتر السائد فى الجلسة انتهى الأمر فى هدوء ليعلن الجميع الزفاف يوم الخميس
القادم
-الفرح يوم الخميس !!
قالت فريدة بدهشة عندما أجابها حسين و هو يتكئ الى السرير فقد كان يوما مرهقا بكل المقاييس
- أيوه
- و انت ناوى تعمل ايه فى موضوع ملك ؟
سألته فهز رأسه حائرا
- مش عارف أمير طيب و غلبان و ابن حلال و أحمد راجل كده و هو اللى متحمل مسئولية أمه و اخته يعنى
يعتمد عليه ، بقولك ايه احنا نأجل الموضوع ملك لحد جوازة فرح ما تتم و تفوق بالمناسبة انتى عارفة ان البنت
يتيمة و اديكى شايفة جوازتها اللى لا كانت على البال و لا الخاطر ، انتواه تنزلوا مصر بكرة مع محمود تشتروا
كل اللى هى هتحتاجه
أومأت فريدة برأسها تشعر بالشفقة على حال فرح تلك المهذبة الرقيقة يعاندها الحظ مؤخرا بشكل كبير كأن
الجرح خط فى كتابها فلن تهنأ بفرحة فستان الزفاف
أما أمير فكان ساهرا فى البهو عندما رأى الحاجة هداية تتوجه نحوه
تستمر القصة أدناه
- مالك يا ولدى قاعد كدا ليه ؟
تساءلت عندما نظر اليها مترددا
- هى أم ملك مردتش عليكى ؟
سألها متوترا عندما ابتسمت اليه بحنان
- انت شايف جواز فرح و اللى حصل ، اصبر بس لحد ما جواز فرح يتم و بعدها هتمم موضوعك أنت و ملك
و ان شاء الله هتكون من نصيبك
ابتسم اليها أمير قبل أن يقبل يدها
- ربنا يخليكى يا حاجة
ابتسمت اليه هى الأخرى و هى تربت على كتفه تعتبره ولدها فهو اليتيم الذى ربته صغيرا بعد وفاة والده ، ابن
أختها الذى كان مقربا منها و قد كبر ليشبه أباه كثي را فى طيبته
*************
خلع محمود سترته و شرع فى تبديل ملابسه ليضع المسدس الذى يحمله على الطاوله فنظرت اليه هاجر بقلق
- انت شايل مسدس ؟
- ايوه
أجاب باقتضاب فازدادت حيرتها
- ليه ؟
تساءلت و هو يكره أسئلة النساء فهن يردن معرفة كل شىء
- مش شغلك يا هاجر
أجابها بصرامة ليشتعل غضبها سريعا
- يعنى ايه مش شغلى انت جوزى من حقى اعرف انت شايل مسدس ليه
- ليه يعنى ؟ حماية ، قتلت قتيل أو ناوى اقتلك مثلا
نظرت اليه بحنق
- هو انا مليش أى حقوق خالص عندك كده من يوم ما اتجوزنا
زفر محمود فى ضيق
- ييييييييييييه اسطوانة كل مرة ، انتى متتعبيش ، أنا سايبلك الأوضة كلها قبل ما افرج البيت كله علينا
صاح قبل أن يخرج مغلقا الباب بقوة خلفه بينما هى لم تجد سوى الدموع لم لا يمكنه ان يعترف انها قلقة بشأنه
و هنا قررت ان تحضر طرف آخر الى الموضوع فاتجهت الى جدته التى كانت تجلس فى الصالة و قد رأته يتجه
الى الباب غاضبا فنادته فى تلك اللحظة نزلت هاجر هى الأخرى ، حارت نظرات الجدة بينهم
- مالكم فى ايه ؟
تساءلت الجدة و كانت هاجر على وشك أن تخبرها لكن نظرة محمود التى أمرتها ان تصمت أخرستها و قد
فهمت الجدة الأمر
- اقعد يا محمود و احكى لى
قالت الجدة عندما تململ محمود لا يريد ان يقص على أحد شجاره مع زوجته المدللة فى وجه نظره
- اقعد يا ولد و اسمع كلامى
جلس محمود و أشارت الجدة لهاجر لتجلس هى الأخرى و بدأ محمود يقص ما حدث على جدته
تستمر القصة أدناه
- أنا تعبت كل حاجة تحقيق رايح فين ؟ و مع مين ؟ و ليه و عشان ايه ؟ متجوز وكيل نيابة
قال محمود فى غضب عندما قاطعته هاجر
- يا حاجة هو معيشنى برا حياته هو لو بيقولى مش هأضطر أسأل يعنى ذنبى انى قلقانة عليه ، ليه مش بيحس انى
قلقانة عليه
قالت هاجر و هى تبكى عندما نظرت اليه الجدة تلومه
- عاجبك كده ، فيها ايه لما تريحها و تقلل من قلقها عليك بدل ماتزعق قولها ، يلا قوم و سبنى معاها ... تعالى
يا بنتى اقعدى جنبى
انصرف محمود و جلست هاجر بجوار الجدة التى ابتسمت اليها
- انتى غلطانة يا بنتى
نظرت اليها هاجر بدهشة عندما أومأت لها برأسها
- اليوم كان طويل و محمود دراع ابوه و جده و تعب النهاردة كتير حتى لو عايزة تسألى عن حاجة اختارى الوقت
المناسب و الطريقة المناسبة يا بنيتى الست الواعية هى اللى تفهم جوزها و متبقاش عنيدة ، الرجالة بيكرهوا العند
، اسمعى كلامى الراجل زى العيل الصغير سايسيه1
ابتسمت هاجر الى الجدة و أومأت برأسها و قد استمعت الى نصائح الجدة باهتمام و ارتاحت فى الحوار معها
فى اليوم التالى اتجهت فرح مع منه و ملك ووالدتها فريدة لتشترى ما تحتاج من أجل الزفاف كانت فريدة ودودة
جدا معها و قد كانت فرح ممتنة لذلك فهى تعاملها كوالدتها بينما انشغلت منه مع ملك و ظل محمود فى
انتظارهم بالسيارة ، بدلت فرح الكثير من فساتين الزفاف تحت ضغط من منه التى لم يعجبها شىء أما فرح فلم
تكن تهتم هى لم تختار زوجها فهل ستهتم باختيار فستان الزفاف فليكن الثوب كباقى الأثواب لا يهم
- منه ، أنا تعبت انا قست فساتين المحل كله خلصينى
نظرت اليها منه بغضب قبل ان تقول ببرود
- لسه هنشوف محلات تانية
- يا حبيبتى لازم تختارى و أختك عايزه لك الحلو و لو ان كلهم حلوين عليكى و الله
قالت فريدة مبتسمة عندما أضافت ملك
- طبعا يا ماما ده كفاية العنين الخضرة شغل أجانب
ابتسمت اليهم فرح قبل ان تتجه لتجرب فستان آخر مع فريدة و بقيت منه تعبث بهاتفها عندما رأت ملك
صورتها هى و أمير التى التقطتها لهم منه
- ايه ده ؟ دى صورتى
قالت ملك بحرج عندما غمزت منه اليها بعينها
- ايه رأيك شغل عالى اهوه بس ايه يا بنتى النظرات دى ، يا جامد أنت
تستمر القصة أدناه
نهرتها ملك بخجل
- بس يا منه هتفضحينا
- نظراتك اللى فضحاك يا جميل
قالت منه ممازحة عندما عادت فريدة مع فرح التى كانت ترتدى فستانا آخر فهزت منه رأسها بعدم الموافقة
لتطأطئ فرح رأسها مستسلمة و تذهب لتجربة فستان آخر
وقفت نهلة تراقب تيم من بعيد و هو يجلس فى الحديقة تفكر فى طريقة للحديث معه عندما اقتربت منها والدتها
و اعطتها طبقا به كعكة
- روحى اديها له و اتلحلحى شوية بدل ما انتى خيبة كده
أومأت نهلة برأسها و اتجهت نحوه ، كادت ان تتعثر و تسقط و لكنها اعتدلت و اتجهت نحوه ووضعت الطبق
على الطاولة أمامه
- أنا خدت بالى أنك مفطرتش
قالت مبتسمة ليرسم ابتسامة مجاملة على وجهه
- شكرا يا ...
حاول جاهدا تذكر اسمها عندما أخبرته هى بابتسامة
- نهلة ، ده انت مش واخد بالك منى خالص
تفاجأ لجرأتها عندما جلست أمامه
- أنت دكتور صح ؟
أومأ برأسه عندما اتسعت ابتسامتها
- أصل أنا كنت عايزة اعرف انا تعبانة و لا لأ ... هو أنا ساعات بحس قلبى بيدق بسرعة لما بشوف حد معين و
بتوتر جدا و أحس انى دايخة لو بصيت فى عنيه تفتكر ده ايه ؟
ابتسم اليها تيم و هى تركز عينيها بعينيه
- نزلة برد خدى اسبرين و هتبقى كويسة
أخبرها قبل أن ينصرف فزمت ضفتيها و أسندت خدها الى قبضتها قبل ان تزفر غاضبة
- ماشى انا وراك و الزمن طويل1
تمتمت لنفسها قبل ان تمسك بقطعة الكعك و تلتهمها كأنها تنتقم منها
********
مرت الأيام سريعة على الجميع و الغد يقام الزفاف جلس خالد فى الشرفة قلقا يفكر كيف ستتقبل فرح الأمر هو
سعيد لانه سيتزوجها فقد أعجب بها منذ أن رآها فى الجامعة لم يحادثها و لا مرة لكنه يشعر بألفة غريبة نحوها ،
يا ترى هل تشعر بها هى أيضا ؟
كانت إجابة سؤاله تقبع فى غرفة فرح التى جافاها النوم هى الأخرى فالغد تتغير حياتها بكاملها ، تم الأمر بسرعة
فاليوم جلست وسط نساء العائلتين فى ليلة الحناء يتفاخر بجماها نساء آل هنداوى و الغريب ان بعضهن لم يراها
سوى اليوم لكنها فجأة أصبحت فخرا لهم و تتفحصها نساء آل الصياد ككائن فضائى هبط توا الى الأرض ،
أخيها يغلى غضبا و أباها يتبع عادات لم تعرفها يوما و اختها تواسيها و ما بيدها من حيلة ، كيف خبأ لها القدر
هذا الكم من الكسر و الوجع و الخوف من مستقبل مجهول فكل الفتيات تخشين آخر ليلة تبيت فيها وسط
أهلها و على سريرها حتى و ان كانت تزف الى حبيب و خطيب عرفته منذ زمن أما هى فغدا ستصبح ملكا لغريب
، غريب تام لا يعرف عنها شيئا
أما إبراهيم فقد جلس فى الصالة الكبيرة المظلمة يفكر كيف انه من أدى بهم الى هذا المصير فقط لو أخبرها عن3
مقدار حبه لها تقوقع على نفسه و نسى الجميع منذ ذاك الحادث و لكنه لم يتوقع خسارتها و لم يتوقع إن تكون
الخسارة موجعة إلى هذا الحد
Chapter 6
أقيمت الاحتفالات فى المنزلين وسط ترقب من الجميع و غضب يوسف يتصاعد تناول بعضا من سجائر
الحشيش فى محاول لتهدئة غيظه المتصاعد لكنها لم تؤثر فظل يدخنها بعيدا عن أعين الجميع و ارتدى خالد
حلته جاهزا للذهاب و إحضار عروسه ، كان متحمسا عندما اقترب منه عمه و ناوله مسدسا
- اعمل بيه ايه انا مش قلقان منهم
قال يحيى متعجبا عندما دهش عمه فقرر يحيى ان يتولى الشرح قائلا
- ده عشان تفرحنا يا عريس بعد ما تأكد شرف بنت الهنداوى أصلها كانت عايشة فى أمريكا و مين عارف
مش يمكن .....
- يحيى ، و لا كلمة زيادة فرح مراتى و كتبت كتابها و شرفها من شرفى و أنا ما اسمحش لحد يتعدى على شرفى
يا ابن عمى
أخبرهم غاضبا قبل أن ينصرف ليترك مسعود ينظر لوحده الأحمق بحنق هو الآخر
استعدت فرح بكامل زينها فى فستان زفافها الذى جعلها تشبه الأميرات ، زينتها التى أبرزت جمال وجهها ،
عيونها تلمع كالعقيق الأخضر الذى تتلألأ به الدموع
- زى القمر يا فرح
قالت منه و هى تحتضنها و كادت كلتاهما ان تبكى لكن فرح تماسكت أما منه فقد غادرت الغرفة حتى لا تبكى
أمام أختها ، وقفت فرح تنظر الى نفسها فى المرآة المقابلة للباب عندما رأت انعكاسه فى المرآة واقفا بالباب
فالتفتت اليه
- عاملة شبه أميرات القصص الخيالية1
أخبرها ابراهيم بقلب مكسور فابتسمت لتخفى وجع قلبها هى الأخرى ظل ينظر اليها قبل ان يتوجه نحوها
- فرح انا فاهم انتى هتتجوزيه ليه بس فى حاجة لازم تسمعيها حتى لو مرة واحدة ، فرح أنا ...1
قاطعته بسرعة
- متكملش ، مينفعش ..... أنا استنيت الكلمة دى من زمان بس النهاردة متنفعش ، من أول يوم شفتك فيه فى3
الجامعة ، أول صدفة جمعتنا لما رجعنا و انا حسيت بكل حاجة ممكن حد يحسها ، استنيتك تتكلم و انا فاهمة
انك مش سهل تعترف بمشاعرك تجاه حد او تقوله ، انا عارفة ده بس دلوقتى لو قلتها هتبقى بتلف حبل حوالين
رقبتنا هيخنقنا ، هنموت بالبطىء ، من اللحظة دى أنا بقيت ملك واحد تانى و بصرف النظر عن أى حاجة أنا
مقدرش اخونه و لا حتى بالاحساس مهما كان اللى انته تقوله أرجوك متقولش
أخبرته لتسقط دمعة من عينيها عندما ابتلع هو الآخر دموع كبرياؤه
- مبروك يا فرح ، ربنا يسعدك
أخبرها و انصرف قبل أن يراه أحد ووقف مجبرا يشاهدها تزف الى خالد الذى ذهب بها الى بيته و ينزعها عن
عالمه تماما ، يأخذها بعيدا و يحرم عليه حتى التفكير بها
لم تذهب منه معهم لايصال فرح فقط وقفت تراقب السيا رات و هى تذهب ، انسابت دموعها على وجنتيها عندما
تقدم ياسر نحوها
- ايه ده انتى بتعيطى ؟
نظرت اليه نظرة طفلة صغيرة تحاول مسح دموعها
- تصدقى انا كنت بدأت أشك ان معندكيش دموع
نظرت اليه غاضبة و هى مازالت تبكى
- يا ساتر اضحكى بقى ركبى جلدة للحنفيات دى و لا اقفلى المحبس
ابتسمت رغما عنها فهى حاول اضحاكها بكل الطرق ليبتسم اليها هو الآخر
جلست فرح فى حجرة النوم بعد انصراف الجميع كانت خائفة و ازداد خوفها عندما دخل خالد الى الغرفة وقف
ينظر اليها بينما هى تنظر الى الارض تتسارع ضربات قلبها و تفرك يديها فى اضطراب عندما جلس على الكرسى
المقابل للسرير
- فرح ، أنا عارف ان الأمور جت بسرعة و إن دى تانى مرة تشوفينى فيها بس هتصدقينى لو قلت لك انى
عارفك كويس ، لما بتتعصبى بتفركى ايديكى زى دلوقتى و لو زاد التوتر بتحطى خصلة شعرك ورا ودنك
كانت فرح تستمع اليه و قد أزاحت خصلة من شعرها خلف أذنها تلقائيا دون ان تشعر فابتسم
- زى كده بالظبط
نظرت اليه فى دهشة فاتسعت ابتسامته
- ده غير أنك بتحبى الأدب الانجليزى بالذات ماركيز و بتعملى دراسات عليا فى الجامعة عندنا ، أنا معيد هناك
و شفتك من زمان و من يومها و انا معجب بيكى جدا ، أنا عارف ان مش عايزة الجوازة دى و انا فى الأول قبل
ما اعرف ان انتى العروسة مكنتش عايز برضه بس دلوقتى عايز اشكر جدى على الهدية الغالية اوى دى
افترب منها و نظر فى عينيها
- اللى عنده حاجة غالية بيحافظ عليها ، متخافيش يا فرح أنا عمرى ما هأفرض نفسى عليكى ، أنا مليش دعوة
بيهم انا عايزك تحبينى ، تحبى خالد من غير أى القاب خالد و بس
انهى كلامه و اتجه الى النافذة و فتحها مطلقا طلقات نارية فى الهواء ، نظرت اليه فرح متعجبة فهى لا تعرف
معنى ما فعل و لا تفهم تلك العادة الغريبة
- ده عشان بس يتطمنوا
تستمر القصة أدناه
لم تجيبه لكن الحيرة كانت بادية على وجهها عندما تمتم لنفسه
- أقولها ايه دى ؟
رفع وجهه اليها
- يعنى يتطمنوا ان الجوازة تمت
نظرت فرح الى الأرض بحرج فقد فهمت قصده عندما تقدم نحو الفراش و جذب بيجامة النوم
-أنا هأدخل اغير فى الحمام و معلش يا آنسة فرح هتستضفينى على الأرض هنا هتقل عليكى18
فى الأسفل تبادل الجميع التهانى و علا صوت الرصاص احتفالا عندما القى يوسف آخر سيجارة من الحشيش
تحت قدميه و اتجه نحو والده و جده و اعمامه غاضبا
- مبروك ، بنت الهنداوى دفعت تمن الصلح و حمت الرجالة اللى بشنبات
قال يوسف غاضبا و هو يجز على أسنانه عندما صاح به والده
- يوسف ! أنت اتجننت
- لا أنا عاقل أوى يا بابا ، الجنان هو اللى انتوا عملتوه فيها
كاد على ان يصفعه عندها تدخل أكرم و منعه
- تيم خد ابن عمك و امشى
نظر يوسف اليهم غاضبا قبل ان ينصرف
أما فرح فقد أعدت فراشا لخالد على الأرض يبعد قليلا عن السرير و ارتدت بيجامتها على عجل ثم توقعت فى
السرير و سحبت الغطاء متوترة
عندما خرج خالد من الحمام و نظر الى الفرش على الأرض و ابتسم
- دى خدمة خمس نجوم يا آنسة فرح ، بس عندى طلبين الاول اسمع صوتك انا كده هفتكر انك و العياذ بالله
خرسة و التانى اوعى تقولى لحد على اتفاقنا احنا قدامهم متجوزين لحد ما نروح بيتنا فى مصر
فأومأت برأسها خجلا فأشار الى حنجرته بطريقة مضحكة ليحثها على الكلام
- حاضر
قالت بهدوء عندما ابتسم اليها
- تصبحى على خير
قال و هو يضع رأسه على الوسادة لينام و قد فعلت فرح مثله و قد ابتسمت لنفسها شعرت بالأمان فنامت قريرة
العينين
دخل يوسف الى الفيلا غاضبا و جمع حاجياته بسرعة عندما دخلت اليه منه
- يوسف رايح فين ؟
- نازل مصر , مش هما عملوا اللى هما عايزينه و ابوكى وافقهم يبقى ملهاش لازمة بقى
انصرف غاضبا و حاولت منه ايقافه لكنها لم تستطع ، اندفع غاضبا ليصتدم بإيمان
- أنتى عامية ؟!1
صاح بها غاضبا لترتبك فهى دائما تشعر أنها أقل منه ، هو متفوق عليها مهما حاولت دفع هذا الشعور جانبا
- آسفة
خرج الاعتذار من فمها تلقائيا عندما نظر اليها غاضبا
- غبية3
تمتم قبل أن ينصرف فنظرت اليه و اندفعت خلفه فى غضب
- عارف مين اللى غبى ؟
صاحت ليلتفت اليها رآها تقف و الدموع تتلألأ بعينيها
- الغبى اللى فاكر انه مالك الدنيا كلها فى ايده ، انه يقدر يتحكم فى الناس و يذلهم ... ماشى مغرور كأنه
متخلقش غيره ، الغبى اللى فاكر انى مبردش عشان ضعيفة
ابتسم اليها متهكما
- انتى أضعف من إنك تردى
اقترب منها و همس فى أذنها
- و الا مكنتش الدموع ملت عنيكى الحلوة دى
كاد ان يمد يده ليلمس الدمع على وجنتها لكن الصفعة على وجه نزلت كالصاعقة ، نظر اليها مصدوما بينما هى1
لم تكن أقل صدمة منه ، هى لا تعرف كيف فعلتها من أين أتت بالشجاعة لتصفعه على وجهه كل ما فعلت أنها
انصرفت من أمامه مسرعة قبل ان يفيق من صدمته ، أغلقت الباب خلفها خائفة لا تعلم كيف سيكون رد فعله
تعلم انه سيخبر جده و سيطردها هى ووالدها ، ما فعلت سيكلفها الكثير أما هو فقد استقل سيارته فى طريق
العودة و كل تلك الافكار تعبث فى رأسه سينتقم من إيمان و سيرى والده عاقبه قراره ، التقط هاتفه ليحادث
نرمين عندما سقط منه الهاتف لينحنى محاولا التقاطه و لكنه ما ان اعاد نظره الى الطريق حتى رأى شاحنة ضخمة
حاول ان يتفاداها لتنقلب السيارة عدة مرات فى الهواء قبل ان تستقر على سقفها
:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق