خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
كامله وحصريه علي مدونة نجوم ساطعه
نقترب من منتصف النهار وهناك ضيوف علي وشك الوصول ولكن قد يخيب أملهم من تلك الزياره فمخططاتهم علي وشك الانهيار
بدأت "ساميه" تتوتر بعد عده محاولات باتت بالفشل من الاتصال بسليم..!
وحدث ما كانت تخشاه واكتمل توترها بوصول الضيوف..!
و بعد استقبالهم وتبادل الاحاديث بينهم
"ساميه": متتصوريش فرحانه بزيارتكم اد ايه يا رشا انتي وعروستنا القمر رودي
"رودي" بدلال او بالمعني المصري "بمياعه" : ما انتي يا طنط الي مابقتيش بتيجي النادي انا وشوشو كل يوم في النادي وبنبقا مستنيينك بس انتي مش بتيجي خالص
_(رودي) فتاه من عائله غنيه مدللة الي حد كبير ومتفتحه نوعاً ما نتيجه لسفرها الدائم للبلاد الاوروبيه ومكوثها بها فتره طويله من عمرها اثناء دراستها، رودي فتاه طويله القامه ذو جسم ممشوق وشعر كثيف ناعم يصل لمنتصف خصرها وعينان بلون العسل الصافي فهي جميله عن حق مما ساعدها علي دخول عالم الموضه وعملها في مجال "الموديلينج" مما جعل حياتها لا تحمل اي معني من معاني الخصوصيه فهي مهووسه بدوام لفت الانظار اتجاهها..!
"رشا": روح قلب شوشو متزعليش انا خلاص اتفقت مع طنط وهتنزل معانا النادي الجمعه الجايه
"ساميه": سبيها لله بس يا رشا ما انتي عارفه اني مشغوله دايماً ومش بعرف انزل النادي
"رودي" بتسرع: طب يا طنط يعني هيبقي انتي وسليم؟ يعني ينفع كدا علطول مشغول مش بعرف اشوفه خالص وبيوحشني اوي
"ساميه": ما انتي عارفه يا حبيبتي سليم كل الشغل مش بيمشي غير بيه والكل معتمد عليه وهو ما عندوش تهاون في الشغل ومش بيحب موضوع النوادي ده
"رودي" بتأفف ودلال: يووه ايوا عارفه، بس حقيقي واحشني اوي هو مش المفروض هيجي؟
"ساميه" بتوتر: ها؟ اه يا حبيبتي انشالله جاي
ثم تبادل كل من ساميه و رشا النظرات خلسه وكأن هناك ترتيبات سابقه بينهم ويخشون هدمها..!
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
خرج من شركته "شركه المالك للإستثمار العقاري" علي عجله وهو يتحدث في الهاتف
"مالك": ايوا يا سليم في ايه يابني قلقتني انا نزلت خلاص وجايلك اهو
"سليم": طيب بسرعه وعدي علي البيت جيب هدوم ليك الاول
"مالك" بإندهاش: ايدا لييه؟
"سليم": عشان هنسافر يا مالك واخلص ولما اشوفك هبقا افهمك
"مالك": طيب فين بس وانت ناسي اني عندي اجتماع في شرم كمان يومين؟
"سليم": ما احنا هنسافر شرم يا مالك انجز بقا
"مالك": طيب طيب خلاص انا جاي اهو
_(مالك) صديق سليم المقرب و الوحيد ، كان جاره منذ صفره ورفيق دربه ، سليم لا يثق بأحد سوي مالك وكذلك مالك ايضاً، يفهمون بعض من مجرد النظرات المتبادله بينهم ..!
مالك شاب طويل يافع يحمل قدر من الوسامه بجانب شخصيته خفيفه الظل ، طموح جدا ومجتهد في عمله ، يدير شركته للاستثمار العقاري مع والده وهو اخر ما تبقي له من عائلته بعد وفاه والدته واخته الوحيده في حادث سياره عندما كان في الخامسه عشر من عمره.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
علي طريق القاهره / شرم
"مالك": انا مش فاهم ايه الي حصل خلاك تقرر تسافر فجأه كدا! يابني ده انا بتحايل عليك بقالي اسبوع تسافر معايا ومكننش رادي!، دلوقتي جاي تسافر ولا كمان قبل معاد الاجتماع بيومين..!
"سليم" ببرود وهو جالس خلف مقود السياره: اولاً انا مأكدتش عليك اني مش جاي وقولتلك سيبها بظروفها ، ثانياً بقا انت وراك ايه؟ انت مش كدا كدا كنت هتسافر ..!
"مالك": ايوا ماشي يمعلم بس بردو انا متأكد ان في حاجه حصلت
"سليم" نظر له وابتسم بخبث: او لسه هيحصل
"مالك": استرر يالي بتستر انا عارفك مش سهل ومصيبه قولي في ايه؟
"سليم "بشمأزاز: فاكر البت رودي بنت صاحبه ساميه هانم؟ البت الملزقه دي الي جت قبل كدا الشركه؟
"مالك": اههه بتاعت الاعلانات والموضه والسهوكه دي، الي جت تتنحنح عليك
"سليم": ايواا هي ست نحنحه دي
"مالك" وهو يكتم ضحكه: ست نحنحه الي ساميه هانم عايزاها تبقي حرم سليم المنشاوي
"سليم" بثقه وغرور: حرم سليم المنشاوي ده شرف لا هي ولا عيلتها ولا بلدها كلها تطوله..! ،بس مش فاهم مين ضربها علي دماغها ومفهمها اني دايب في دباديبها وهي اصلا تحت رجلي زيها زي غيرها كتير
"مالك": اللععب ده واضح ان في حوار احكي
"سليم" بعصبيه مكتومه: بنت ال..... ، ماشيه تقول في النادي وعلي السوشيال ميديا اننا هنرتبط وعازمينهم عندنا عشان نتعرف علي بعض اكتر وناخد خطوه جد، فاكره بالي بتعمله ده بتحطني قدام امر واقع يعني بس الخطوه دي هاخدها علي وشها عشان تلزم حدودها
"مالك": ممم وبعدين ؟
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
"سليم": وصاحبتها الانتيم الي ماشيه تطبلها جت تتأكد مني من وراها وجابت كل الي عندها علي اساس انها كدا يعني بتكسبني في صفها واني هآمنلها عشان حكتلي ، متعرفش انهم كلهم ارخص من اني حتي اخلي حد من تحت ايدي يرد عليهم ولا يعملهم اعتبار
وبعديها لقيت ساميه هانم كلمتني وبتعزمني علي الغدا وبتأكد عليا بإصرار غريب اني لازم اروح..!
ساعتها اتأكد من كلام صاحبتها لأن مش من عوايد ماما تصر كدا وهي عارفه اني مابسبش شغلي
"مالك": اووووف طب ومامتك عرفت انك عرفت؟
"سليم": لا طبعاً هي بتتعامل معايا اني معرفش عشان عارفه اني لو كانت قالتلي انها عايزه تقابلنا ببعض مكنتش هعمل اي اعتبار..!
"مالك": يخربيتك داهيه، طيب وهتعمل ايه دلوقتي؟
"سليم": مفيش هما دلوقتي في البيت عندنا هناك والمفروض انهم في انتظاري وساميه هانم زمانها مش عارفه تتصرف ازاي وهي بترن عليا من الصبح وانا مش برد ومتعرفش اني سافرت، حابب اعرف بنفسي لماما كويس لاحسن شكل مشاغل الحياه خدتنا من بعض وساميه هانم متعرفش ان ابنها سليم المنشاوي الي محدش يقدر يستغفله او يلوي دراعه
"مالك": طيب وهتقولها ايه؟
نظر له "سليم" بخبث وابتسم وقال بهدوء : ولا اي حاجه هي عارفه ان سفرياتي المفاجأه كتير ودي طبيعه شغلي ولا انا عايش معاهم ولا هي بتدخل في حياتي فلو ادخلت المرادي معناها كدا ان في حاجه غلط، واحب اسمع من ساميه هانم ايه الي بيحصل
"مالك" بخبث: ياااابن الااايههه يعني انت عايز توقعها في الكلام وتخليها تحكيلك وانت ولا كأنك عارف حاجه
"سليم": وساعتها بقا انا هعرف اتصرف واعرفهم حدودي الي مش هسمح لحد اين كان مين انه يتخطاها..!
"مالك" بمرح: طب بقولك ايه يا سولي
"سليم" بخبث: عايزه ايه يا مايصه
"مالك" وهو يرفع يده في الهواء بطريقه مرحه: ما تشغلنا حاجه هشك بشك كدا لاحسن الطريق طويل وانا لازم اسلي نفسي
"سليم" بضحكه خبيثه: طب ما تسيب الهشك بشك ده لما نوصل الشاليه واحزمك عشان تعرف تهز
"مالك": اه يا شقي بطل قله ادب، وهات ال USB
لتتعالي اصوات ضحكهم بمرح ويشرع مالك في تنقيه ما يود سماعه من الموسيقي..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
في الباص وقد هدأت جميع الاصوات اخيراً وخلد الجميع للنوم بعد ارهاق دام طول الرحله من غناء وضحك ومرح
فتحت اسيل عينها بأرهاق وهي تستند برأسها علي كتف لوجي القابعه بجانبها والتي تميل علي كتف ندي ايضاً في نعاس اعتدلت اسيل في جلستها ونظرت للجميع وهم يغوصون في نوم عميق كان نظرها مشوش بعض الشئ من اثر الغثيان والصداع رأت من يقترب منها فحاولت فرك عينيها لتعرف هويته
وجدت حمزه يلتصق بكرسيها ويقول بهيام
"حمزه": انتي كويسه يا اسيل حاسس انك تعبانه
"اسيل بضيق و حده": لا انا تمام ولو سمحت ابعد يا حمزه مينفعش تقف كدا
"حمزه": مينفعش ليه ما الكل عارف اني بحبك وفيها ايه
"اسيل " بحده: حمزه قولتلك ميت مره انسي الموضوع ده انت بالنسبالي زميل مش اكتر وياريت تلزم حدودك معايا لاني انا مش هسكتلك
"حمزه" اصطنع الحزن: ماشي يا اسيل بس مسيرك هتحبيني وهتعرفي ان انا الي هحافظ عليكي واسعدك
ثم ذهب وتوجه لمقعده ، واسيل تشتت عقلها ولم تعرف للنوم طريق بعد ذلك واشتد عليها الصداع، ولكن كانت هناك جوز من العيون يتابعا ما حدث بخبث ومكر مما يدل علي خبث نيه صاحبهم...!
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
في الفندق بعد تقسيم طلاب الرحله وذهاب كل مجموعه منهم للغرف المخصصه لهم
كانت هناك غرفه تبوح منها رائحة الخبث والكراهية
"ميس" بخبث: بت يا جني، تعالي هنا انتي ورهف شوفتوا الي حصل في الباص؟
"نظر كل من جني ورهف لميس بعدم فهم"
"ميس": الي حصل ما بين اسيل وحمزه
"جني": لا حصل ايه؟
"رهف": انا واخده بالي انه مشالش عينه من عليها طول الرحله بس ايه الجديد في ده ما كلنا عارفين انه بيحبها واتقدملها كذا مره وهي رفضته
"ميس" بخبث: ههه رفضته اه، ونبي دي مافيش اخبث منها تلاقيها بتعمل الشويتين دول عشان تبان البت الي الكل هيموت عليها وهي منفضه، ده واحنا كلنا نايمين شوفت حمزه قام ورحلها وكان لازق قي كرسيها كدا وقاعدين يتوشوشوا والله اعلم بقا كان بيقوله ايه ولا بيحصل ايه
"رهف" بصدمه: لالالا مش معقول الكل عارف اسيل وعارفين انها مش بتاعت حوارات
"ميس": كتك خيبه ده الي هي مفهماه ليكم انما البت دي عقربه، وانا بقا ما صدقت ومش هسكتلها
"جني": ميس اسيل ما تعملش كدا وكلنا عارفين وانتي كمان عارفه، ولا هو عشان انتي بتحبي حمزه وهو منفضلك وراح جري وراها؟
"ميس" بعصبيه: نعم؟ بتقولي ايه انتي لا طبعا انا نسيت الموضوع ده من زمان انا كل الي فارق معايا أني اكشفها علي حقيقتها الي كلكو غافلين عنها
"رهف": روحي نامي يا همس احنا مش فايقين وبكره نبقا نشوف الموضوع ده
وعم الهدوء في جميع الغرف بعد ان غط الجميع في سبات عميق بعد يوم مرهق من السفر علي الجميع وعلي اسيل التي لم يمر يومها مرور الكرام بدون كم هائل من المكالمات الوارده من عائلتها ليطمأنوا عليها حتي خلدت للنوم
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
مر بعض الوقت هنا ايضاً حتي وصل سليم ومالك للشاليه وكانو مرهقين جداً من الطريق
"سليم"وهو ينظر حوله بشمأزاز: ايه القرف ده ايه التراب ده مش المفروض في زفت واحده بتنضف هي فين؟
"مالك": اهدي يعم ممكن تكون تعبت ولا حاجه تعالي بس ننام دلوقتي في اي حته لاني مش قادر وبكره هديك رقم واحد صاحبي اعرفه عنده مطعم هنا وشغال تحت ايده عاملين نظافه ممكن اكلموا يبعتلك ناس تنضف المكان
"سليم" بغضب: هو يوم باين من اوله
"مالك": خلاص بقا يعم روق مش مستاهله انت بس مدايق من ساعه مكالمه ساميه هانم
"سليم": متفكرنيش دي زعلت علي اساس اني الغلطان!
"مالك": فكك بقا يعم ما انت بردو مسكتش يعني وواضح انها اتصدمت انك كنت عارف وفهمت انك مش بتاع الحوارات دي
"سليم" مسح علي شعره بغضب وهو يتنهد: سيبك بقا انا دماغي وجعتني تعالي نلحق ننام ونرتاح شويه
خيوط الشمس
#الفصل_الرابع
فتح عينه ببطئ لينظر حوله في ذهول..!
ما هذا الكهف؟ وكيف اصبح محتبس به؟!
وقد تخلت عنه الشمس فقد منعت هذه الجدران الحجريه العتيقه من حوله وصولها له ليستنير بها ويستدل علي طريقه..!
رأتيه تحاول جاهده اخذ كميه اكسجين تنعشها ولكن محاولتها باتت بالفشل فالاكسجين ينقص تدريجياً من حوله، وقد وصل لمراحل الإختناق..!
فقد هدوءه وبدأ يتحرك بهستريا في جميع الاتجاهات يحاول ان يجد طريقاً للنجاه ، ينفذ الوقت منه ولكن يتمسك بالحياه اكثر مع كل دقيقة تمر ..!،وفجأه تلقي رساله من الشمس فقد ارسلت له خيط من خيوطها الذهبيه وكأنه يشير لطريق نجاته فقترب منه مستنجداً وقد صُدم سليم بما وجد، فقد وجد انه انعكس له عن طريق زمردتين فائقي الجمال..!
تأمل فيهم بإعجاب وانبهر بلونهم الاخاذ..! نسي ضيقه ونسي غيته في النجاه فقد كان لهم سحرهم الذي جعله يقترب منهم بهدوء ويمد يده يلمسهم ويتحسس جمالهم ولكن توقفت يده في منتصف الطريق لتلتقط اذنه اسمه "سليم"
وهنا فزع سليم وجلس علي الفراش وهو يأخذ نفسه بصعوبه وكأنه يعوض اختناقه ونقص الاكسجين وقد كان يشعر به بالفعل..!
"مالك": مالك بتنهج كدا؟ انت تعبان؟
"سليم" مسح علي شعره ووجه بيده: لا مفيش متشغلش بالك، انت عايز ايه؟
"مالك": انا نازل القاهره حالاً في ورق مهم نسيته والاجتماع مينفعش غير بيه
"سليم": طب ما تخلي والدك يبعتهولك وخلاص!
"مالك": مينفعش الورق في خزنتي ومحدش عارف الباسوورد غيري ولازم انا الي اروح اجيبه
تنهد "سليم" : خلاص انزل بس جاي امتي؟
"مالك": هنزل اجيبه وهشوف لو حاجه فيه هتتعدل وهاجي بكره الصبح لو معرفتش بالكتير هيبقي بكره بالليل
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
"سليم": طيب تمام خد مفتاح العربيه سافر بيها انت مجبتش عربيتك
"مالك" وهو ينهض : لا خليها معاك عشان لو حبيت تتنقل انا هطلب عربيه تيجي تاخدني
"سليم" بحده: مالك قولت خد العربيه خلص الكلام
"مالك": خلاص يعم ايه هتاكلني، المهم انا بعتلك رقم صاحبي الي قولتلك عليه وكلمته وفهمته انت عايز ايه بس ابقا كلمه بقا اتفق معاه علي المعاد وهتبقي موجود ولا تسيبله مفتاح الشاليه ،ظبط انت بقا معاه الي يناسبك
"سليم" : طيب تمام هو اسمه ايه؟
"مالك" وهو يرتدي حذاءه مستعداً للرحيل ويأخذ هاتفه ومفاتيح السياره من علي الطاوله: علي اسمه علي، ومتقلقش هو عارفك من اسمك وسيطك وهيخدمك يعني
"سليم": تمام تسلم يمالك يلا اتكل علي الله انت
وذهب مالك وتوجه سليم ليأخد "شاور" ويستعد للنزول والتنزه قليلاً في البلد ومقابله "علي"..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
في الفندق وتحديداً في غرفه أسيل ولوجي وندي
"اسيل" وهي تتملل في الفراش وتفتح عينها ببطئ وتنظر حولها لتجد لوجي وندي يغوصون في نوم عميق، اخذت هاتفها لتستكشف عن الساعه
"اسيل" بفزع وهي تقفذ من علي الفراش: يااادي النيله هو الحظ مخاصمني لييه، كل مره اتأخر علي معاد التجمع كدا.!!
ثم بدأت في ايقاظ كل من لوجي وندي وقد فزعوا من صريخها بهم ليتحركوا بسرعه قبل ان يمر وقت التجمع ويأسروا في الفندق لنهايه اليوم..!
وبعد وقت قليل جهزوا جميعاً وقد كانو في قمه الرقي والجمال وبالأخص اسيل الذي كانت تتميز ببساطتها فكانت ترتدي فستان ابيض رقيق يزينه ورود زرقاء في لون السماء الصافيه وترتدي حجابها بلون السماء ايضاً وبالرغم من خلو وجهها من مساحيق التجميل ولكنها كانت في قمه الجمال والجاذبيه وذاد جمالها و جاذبيتها ضحكتها التي تنير وجهها، فكانت حقاً تخطف الانظار ..!
وقفوا جميعاً امام المرآه يتأملون انفسهم برضي ثم توجهوا لاجراء مكالمات سريعه لعائلتهم وبعد عشر دقائق كانوا جميعاً في ساحه الفندق وسط التجمع ينتظرون التعليمات للتحرك وبدأ برنامج الرحله
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
اغلق سليم هاتفه بعد مكالمه شرح بها "علي" مكان المطعم ليتوجه له، وبعد اقل من ربع ساعه كان سليم امام المطعم وقد كان علي البحر وقريب جداً من الشاليه خاصته
دخل سليم المطعم بهيبته وثقته المعتاده ليجد جميع من في المطعم ينظرون له بإعجاب وانبهار خاصه الفتيات بالتأكيد .. التي بدأت همهمتهم تعلو حتي وصلت لأسماعه وقد كانت عن مدي وسامته وجاذبيته الغير معتاده وغروره الذي زاده جاذبيه ، وقد كان معتاد علي تلك النظرات والتعليقات فلم يهتم بها اين كانت ، نظر "للويتر" الذي اقدم عليه بخوف ولهفه قائلاً بإحترام : سليم بيه المنشاوي، اتفضل حضرتك علي بيه مفهمنا كل حاجه وجهزنا احسن طربيزه هنا لحضرتك اتفضل يا فندم وثواني وهيكون علي بيه عند حضرتك
توجه سليم خلف الويتر بخطواته الواثقه تحت انظار الجميع من حوله وابتسامات الفتيات له وهمسهم بكلمات الاعجاب ولكن كان ينظر في اتجاه الطاوله ويمشي بشموخ وغرور ولا يعير اي اهتمام لمن حوله، كانت الطاوله المخصصه له في مكان مميز عن حق فقد كان الجدار الاساسي والاكبر في المطعم من الزجاج وعلي الشاطئ بماشره، ولو نظرت عبره لشعرت انك تجلس وسط الماء وكانت طاوله سليم امام هذا الجدار مباشره في ركن مميز يتيح لك الاستمتاع بالمنظر في هدوء، جلس سليم وبالفعل كان يتابع المنظر بهدوء وقد اهتم به العاملين علي اعلي مستوي وفي غضون خمس دقائق كان علي يقف امامه ويرحب به ترحيب شديد
"علي": بجد يا سليم بيه فرحان جدا والشرف ليا ان حضرتك تيجي المطعم بنفسك
ابستم "سليم" بود وقال بإمتنان : تسلم يا علي وعلفكره المطعم عجبني
ابتسم "علي": ده شرف كبير ليا يا فندم ان شخصيه مهمه وكبيره زي حضرتك يكون ده رأيها في المطعم واتمني حضرتك تشرفنا دايمًا
اعطاه "سليم" ابتسامه هادئه ثم اردف بعمليه : المهم دلوقتي عملت ايه في الي مالك قالك عليه؟
"علي": والله في تلت موظفين عندي محترمين وبآمن لهم بس هما شاغلين في فندق جمبنا هنا الصبح وبيجولي علي الساعه 3 كدا ابدأ اوزعهم انا، انا اول لما ييجوا هبعتهم لحضرتك التلاتة ومتقلقش ساعتين وكل حاجه هتبقى زي ما حضرتك عايز هما شاطرين وانا مجربهم
"سليم": تمام اوي، طيب بالنسبه لمفتاح الشاليه؟
"علي": انا ممكن اديك رقمهم وهقولهم ان اول لما ابعتهم عند الشاليه هتصل بحضرتك عشان تروح تقولهم هيعملوا ايه بالظبط ،انا اسف انا لو عليا متعبش حضرتك خالص بس مش هقدر اخد منك المفتاح واسلمه ليهم لأني ورايا مشوار مهم جداً ومش هبقي موجود
"سليم" بتفهم": لا عادي تمام كدا تسلم يا علي
"علي": لا علي ايه يا فندم هو احنا نطول نخدمك
ابتسم "سليم" وقد هم بالرحيل فأوقفه علي بلهفه
"علي": لا حضرتك رايح فين والله ما ينفع انا طلبت من الطباخين جوا يجهزوا لحضرتك احسن وافخم فطار
"سليم": معلش خليها مره تانيه انا دلوقتي ممكن قهوه بس
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
"علي": يا سليم بيه بس مينفع..
قاطعه "سليم" بحده ارهبته: انا محدش بيتحكم فيا انا الي اقول ينفع ولا مينفعش
تراجع علي بخوف وحاول تهدءه الموقف فقال بهدوء وهو مبتسم
"علي": خلاص الي تحبه حضرتك طبعاً هقولهم يجهزولك قهوه
وذهب علي من امامه سريعاً وعلي عجله من امره ليعطي الاوامر لتفيذ رغبه سليم
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
"وكان يحدث علي الشاطئ في نفس الوقت"
تمشي اسيل بجانب لوجي وندي والبسمه تزين وجههم وكانوا في قمه سعادتهم وانبهارهم بمنظر البحر
كانت لوجي تضحك هي وندي واسيل تشتعل خجلاً وتقول بكسوف
"اسيل": ما خلاص بقا بطلوا رخامه انتي وهي
"لوجي" وهي تضحك: لالا مش قادره انسي منظر الولد وهو متنح ليكي واتقلب من علي العجله
"ندي" بضحك: كان شكله يفطس
ضحكت " اسيل " رغماً عنها : طب والله مع اني كنت مدايقه انه بيبصلي بس صعب عليا لما اتقلب
"لوجي": ميصعبش عليكي غالي يا حببتي
"اسيل": بس بقا يا شراره انتي
كانوا يضحكون بمرح ومستمتعين بوقتهم وكانت اسيل قد وعدت اختها ووالدتها ان تتصل بهم من حين لآخر لتطمئنهم
اسيل وهي تبحث في حقيبتها بتوتر
"لوجي": ايه مالك؟
"اسيل": مش لاقيه تليفوني
"ندي": تلاقيكي نسيتيه في الاوضه
"اسيل": طب انا لازم اروح اجيبه ضروري
"لوجي": لو خايفه من البنت الي كانت بتنضف من ال "room service " متقلاقيش مش هتسرقه
"اسيل": لا يبنتي طبعاً مش ده قصدي، انا بس خايفه ماما تقلق عليا هي ونور
"ندي" :طب وهتعملي ايه؟
"اسيل": هروح اجيبه بسرعه احنا ما بعدناش اوي الفندق اصلا علي البحر والطريق سهل
"لوجي": بس..
قاطعتها "اسيل" بحزم: مفيش بس يبنتي ده احنا شايفين الفندق من هنا اهو يعني خمس دقايق مش هتأخر خليكوا انتو هنا بس
ثم ذهبت اسيل مسرعه للفندق ثم توجهت لغرفتها لتفحتها وتجد عامله ال "room service " تعيد ترتيب الغرفه فأبتسمت لها وقالت بود
"اسيل": لو سمحتي مشوفتيش تليفون هنا؟ كنت حطاه علي الطربيزه دي؟
"العامله": اه حضرتك انا لقيته بس خفت يقع فحطيته هناك مع تليفوني
ثم شاورت لها علي مكانه فتوجهت اسيل واخذت هاتفها ولم تعطي اهتمام لهاتف العامله فلم تلحظ انه نسخه من هاتفها حتي اللون ولا يفرق بينهم إلا مكان شراءه فقد اشتري والد اسيل لها الهاتف من افخم معارض الهواتف في دبي اما عن العامله فقد طلبته من علي "قناه المولد"
وتلاعب القدر بالاحداث لتأخذ اسيل هاتف العامله بدلاً من هاتفها ولم تشك للحظه انه ليس خاصتها للتطابقهم الشديد..!
وضعت اسيل الهاتف في حقيبتها وعادت لصديقاتها وعندما اقتربت منهم لم يعطوها فرصه وسحبوها من يدها وبدأوا في التحرك
"اسيل": ااايههههه منككك ليهاا بتجروني كدا ليه رايحين فين؟
"لوجي": هموتتت مش قادره من الجووع، هنروح نفطر في مطعم من المطاعم الي علي البحر دي
"اسيل": تصدقي عندك حق انا كمان هموت من الجوع بس عايزه عصير ونبي لاحسن عطشانه اوي
"ندي": يالهوي ماشيين مع بنت خالتنا الصغيره
"اسيل" بتذمر طفولي: طب بس بقا وجيبولي العصير ومتزعلونيش كفايه اني عايزه غزل البنات من الصبح ومش لاقيه حد اجيب منه
"لوجي": تعالي يختي نروح نجيبلك عصير أمري لله
وصلت كل من اسيل ولوجي وندي امام المطعم وتفحصوه من الخارج بإنبهار
"لوجي": وااااو تحفه اوي
"ندي": تحفه بس؟ ده يجنن
"اسيل" نظرت لهم بضيق: ونبي انا الي هتجنن لو مدخلتش التويلت حالاً
نظرت ندي للوجي ثم بدأوا في الضحك علي حال اسيل
"ندي" من وسط ضحكاتها: احسن مهو من العصير الي فضحتينا عشانه
"لوجي": وياريتها حتي كملته بقا بوقين عصير يعمله فيكي كدا؟ لا انشفي اومال
"اسيل" : والله ما انا واقفه معاكم انا هدخل لوحدي
ثم ذهبت اسيل بسرعه متوجهه للمطعم
فأخذت "ندي" و"لوجي" يهرولون خلفها وهم يضحكون: استني يا مجنونه
كانت اسيل قد استعلمت علي مكان المرحاض وكانت في طريقها له ولكن عندما سمعت نداء صديقاتها حاولت الالتفاف لهم وهي تسير فكانت تنظر للخلف اثتاء هرولتها..
وفجأه اوقف خطواتها اصطدامها بجسم صلب و وقوع كوب العصير من يدها اثر وقوفها المفاجئ لتشهق في رعب وتلتف بسرعه
رفعت نظرها لتري انها قد اصطدمت برجل يافع طويل القامه وبالكاد تصل الي حافه ذقنه يغطي وجهه ورقبته بقايا العصير الذي كانت تحمله وتنتشر بقع علي ملابسه ظلت مصدومه من الموقف وقد أنعقد لسانها من الصدمه ولكن نظرته الحاده وصوت انفاسه الغاضبه التي بالكاد وصلت لحواسها جعلها تدارج الموقف بسرعه وهي تتراجع عده خطوات للخلف بسرعه في خجل بعد ان اكتشفت انها كانت بالفعل تلتصق بصدره وكأنها بين احضانه
وقالت بتوتر وأسف وهي في قمه خجلها
"اسيل": انا اسفه بجد اسفه والله مكنتش اقصد، والله يعني حضرت.....
قاطعها بصوته الرجولي الحاد والغاضب وقد قال بنبره غاضبه تحذيريه ترعب من يسمعها : انتي تسكتي خالص، مش عايز اسمع صوتك بالي انتي هببتيه ده...!
علي رغم رعبها من هيئته الغاضبه ونبره صوته القاسيه والحاده إلا انها استنكرت كلامه وقد شعرت انه يهين كرامتها، فتظاهرت بالشده وهي تقول بعصبية
"اسيل": يعني انا بتأسف لحضرتك تقوم تكلمني بالطريقه دي..! لا معلش حتي لو انا الغلطانه انا مسمحلكش تكلمني بالطريقه دي
ليأتيها الرد في حده وقسوه : مش ايه؟ هو انتي الي هتعلميني اكلم ازاي؟ لا فوقي واعرفي انتي بتكلمي مين كويس ده انا اجيبك تحت رجلي
"اسيل" بغضب من اهانته لها: احترم نفسك وإلزم حدودك ايه قله الذوق دي انا اعتذرتلك كذا مره خلاص في ايه
وهنا نظرته لها ارعبتها وجعلتها تتراجع للخلف برعب وهو يقترب منها بخطواته الواسعه حتي اطبق علي معصمها بقوه وجذبها له حتي ألتصقت بصدره وقال بصوت يشبه فحيح الافعي : انتي شكلك نسيتي نفسك وعايزه تتربي من اول الجديد عشان تتعلمي تتكلمي ازاي مع اسيادك وانا بقا الي هربيكي، سليم المنشاوي الي هيربيكي فاهمه يعني ايه؟
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
ثم ضغط علي يدها بقوه واقترب منها وهي تنظر له برعب وتحاول ان تفلت منه ولكن قبضته كانت اقوي وألجمت حركتها، اقترب من اذنها وقال بهدوء وخبث ارعبها: يعني مش هرحمك
هنا انهارت كل حصون اسيل وبدأت دموعها تأخذ مسارها علي وجنتيها في انهيار
كان جميع من في المطعم يشاهدون ما يحدث في اندهاش وخوف من منظر سليم المرعب وكانت لوجي وندي يقفون خلف سليم يحاولون مساعده صديقتهم وجذب سليم بعيد عنها ولكنهم كانو يهابوا الاقتراب منه ومن رد فعله فوقفوا مترددين يتملك منهم الرعب ولكن اسيل مع رعبها كانت تحاول الافلات منه ومن قبضته ولكنها فشلت وكان هو يقف ثابتاً يطبق علي معصمها بقوه حتي بدأت تتآوي
"اسيل" بوجع وانهيار: اااه سيب ايدي حرام عليك، ااااهه ابعدوه عني، هو محدش قادر عليكك ،اااههه اايديي ابعد عني بقا يااخي
ثم رفعت كفها لتصفعه ولكن كان سليم اسرع منها واطبق علي يدها وضغط عليها بقسوه مما جعلها تنهار من الرعب والألم معاً
"سليم" بتوعد: بتتجرأي وترفعي ايدك عليا؟ وديني لا اندمك واربيكي، ده انا الي ترفع عنيها فيا بدوسها برجلي تقومي انتي بغبائك عايزه تمدي ايدك؟ ده انا ادفنك حيه
ثم سحبها من معصمها لخارج المطعم بعصبيه شديده وقد كان في غضبه كالبركان الهائج كان يسحب اسيل وسط انظار الجميع ولكن لا احد تجرأ علي منعه خوفاً منه ومن رد فعله حتي العاملين ظلوا ثابتين لا يجرأوا علي منعه ظلت لوجي وندي يصرخون بهم ان ينقذوا صديقتهم من بين يده ولكن اجابها احد العاملين
"العامل" في اسف: انا اسف يا انسه بس محدش يقدر يقف قدام سليم بيه، ده ممكن يقتلنا كلنا لو اتعدينا حدودنا معاه حضرتك شكلك متعرفيش سليم بيه والي بيتقال عنه
"ندي" وهي تبكي بحرقه: يعني ايه جبروت محدش قادر يمنعه؟
"العامل" في اسف: سليم بيه معروف عنه انه شديد ومحدش بيقدر يقف قدامه ده حتي كبارات البلد بيترعبوا منه ده ممكن يهد علينا البلد بالي فيها لو حد مننا حاول يمنعه، احنا فين وهو فين يا انسه، سامحينا بس منقدرش نساعدها
"لوجي" بإنهيار : يعني ايه خطفها؟ طب واحنا نعمل ايه دلوقتي ابلغ عنه؟
"العامل": تبلغي عن مين يا انسه بقولك سليم بيه البلد كلها بتترعب منه وتحت امره انتو مش قده بلاش تقفه قدامه وتتحدوه لان ساعتها فعلا انتو الي هتخسروا..!
خيوط الشمس
#الفصل_الخامس
كانت اسيل تبكي بمراره وهي تحاول الافلات منه، تضربه علي يده القابضه علي معصمها وهي تصرخ به ان يفلتها ولكنها كانت اضعف من انها تقاومه فلم يهتز بل ظل يسحبها خلفه وهو كالبركان الهائج
"اسيل" بصراخ ودموع: سيبني يا حيوان، سيبني انت اجننت؟
لم يرمش سليم وكأنه لم يسمعها حتي واستمر في التحرك
"اسيل" بتحذير: والله لو ما سبتني لا هصرخ وألم عليك الدنيا كلها
نظر لها سليم وعينه تشتعل غضباً جعلتها ترتعب
ولكنها قاومت خوفها لتقول بتحدي
"اسيل" وهي تصرخ وتحاول ان تلتفت حولها: اااااههههه الحقوووننننننيي، هيموتنيي الحقونيي
وفي اللحظه الي تبعتها بماشره شهقت اسيل بفزع عندما وجدت سليم يحملها علي كتفه كرد فعل غير متوقع، لتشهق برعب وترفص بقدمها بشده معترضه علي وضعها وهي تتوسل إليه ان يتركها
"اسيل" من بين دموعها وهي تحاول تملك نفسها: انتت قليل.. قلييل... قلليل الادب وانا مش هسكت.. وهسجنكك
لم يعيرها سليم اي اهتمام وسلك طريقه وكان عباره عن طريق متفرع من الطريق الرئيسي خلف المطعم يعلمه جيداً
ظلت اسيل تشهق بألم وقد خارت جميع قواها
فهدأت وبدأت شهقاتها تعلو، كانت تحاول بأقصي جهدها عدم الاستسلام له فقالت وسط شهقاتها
"اسيل" بتوسل: سيبني بقا حرام عليك، ابعد عني
وفي اللحظه نفسها وجدت سليم يلقي بها علي الارض ويقف امامها بشموخ وجمود يضع يده في جيبه وينظر لها نظرات تحمل من الحده والقسوه ما ارعبها
نظرت اسيل حولها تتفحص المكان لتكتشف انها علي الشاطئ ولكن من جهه اخري بعيده عن الحشد يحاوطها الصخور الضخمه ولا يوجد غيرهم في المكان وكأنه مكان معزول عن باقي الشاطئ..!
لتشهق اسيل برعب وتحاول ان تقف امامه وكانت تحاول تصنع الجمود
"اسيل " وقد انتفخت عينها من كثره البكاء ولكن حاولت ان تجعل نبره صوتها ثابته الي حدٍ ما ..
"اسيل": انت اتجننت؟ ايه المكان ده؟ انت خاطفني؟ ، والله ما هسكت وهسجنك انت حيوان مينفعش معاك الاحترام ولو اتعاد الموقف تاني كنت كبيت عليك كوبايه العصير كلها بمزاجي عشان انت انسان قليل الذوق وقليل الأدب كمان
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
وفي هذه اللحظه كان سليم قد بلغ اقصي غضبه من اهانتها له كانت هيئته ترهب من يراها حيث زاد سواد حدقه عيناه وكانت نظراته تحمل كل معاني القسوه والحده وانفاسه ترتفع بعنف واخذ خطواته القادمه نحوها بغضب وهي تتراجع بخوف من هيئته حتي انها كانت تهرول للخلف لتبعد سريعاً مجراه بخطواته الواسعه الغاضبه نحوها
وفجأه وجدت اسيل نفسها تصدم في صخره كبيره تعيق تحركها وفي نفس اللحظه يد سليم تحاوط رأسها وانفاسه الغاضبه تصطدم في جبهتها بعنف حينها انهارت كل حصون اسيل وانسحب ماء وجهها وبدأت ترتعش بخوف كانت تهاب حتي النظر في عينيه وعقد لسانها من الرعب والتوتر..!
"سليم" بهدوء ولكن بقسوه وحده: كنتي بتقولي بقا اني قليل الادب والذوق ومش هتسكتيلي صح؟
كانت اسيل تخفض رأسها وهي ترتعش خوفاً ولم تجيب، ليأتيها صوت "سليم" ولكن زادت حدته : صح، طيب احب اوريكي بقا قله الادب دي علي طريقتي
هنا انهارت اسيل وشرعت في البكاء مجدداً وهي تقول بتوسل
"اسيل" من وسط شهقاتها: ونبي سيبني في حالي، انت هتعمل فيا ايه؟ يا اخي سيبني ومش هعملك حاجه، بس ابوس ايدك ابعد عني
ابتسم " سليم " بخبث عندما شعر بضعفها ولكن قد اقسم ان يعطيها درساً علي تجرؤها عليه
"سليم" بخبث: مالك جبتي ورا كدا ليه؟ مش كنتي هتسجنيني من شويه ومش هتسبيني، تؤ تؤ متوقعتش تضعفي من الاول كدا وتسهلي عليا الموضوع
اقترب منها ببطئ وهو يتابع شحوب وجهها
لتفزع "اسيل" وتضربه في صدره بعنف وهي تصرخ به : اقسم بالله لو عملتلي حاجه هوديك في داهيه ابعد عني و اوعي تقربلي
قبض سليم علي يدها وثبتها فوق رأسها واقترب منها بخبث وهو يقول بصوته الاجش
"سليم": بجد؟ هتعملي ايه بقا؟ ، بصي كدا حواليكي وشوفي انتي فين وتخيلي كدا انا اقدر اعمل فيكي ايه؟
ثم ادرف قائلاً : حاجات كتير صح؟ ، انما انتي بقا تقدري تعملي ايه؟
نظر لها بقسوه وتابع بحده: ولا تقدري تعملي حاجه ولا حد يقدر يقف قدامي ويتجرأ عليا بس انتي بقا وقفتي واتجرأتي ولا مديتي ايدك كمان وبغبائك فاكره انك بكدا هتقدري عليا؟ بس انتي تحت رجلي فاهمه؟ حتت جربوعه ولا تسوي ادوسها منغير ما ارمش، واديكي شوفتي اهو انا قدرت اعمل ايه ولا حد قدر يرفع عينه فيا ولا ينطق بحرف عشان الكل عارف ان انا مليش لا عزيز ولا غالي والي يتحداني يبقا فتح علي نفسه ابواب جهنم
"اسيل" بتوتر وخوف وهي تحاول جمع كلماتها: انت.. انت.. هتعمل فيا ايه؟ كل ده عشان العصير وقع علي تيشرتك؟ حرام عليك والله قولتلك كان غصب عني
ابتسم "سليم" بسخريه وهو يفك قبضته ويحرر يدها ويضع يده في جيبه: لا ده واضح انك غبيه فعلاً، ومتعرفيش انتي واقفه قدام مين، وبعدين كل ده الي هو فين؟ هو انتي لسه شوفتي حاجه؟
ده انا هندمك علي كل لحظه اتجرأتي فيها وعليتي صوتك عليا واتمديتي في غبائك، هربيكي من اول جديد
شعرت اسيل انه شعر بضعفها وبدأ يضغط عليها فحاولت الصمود وقد عدلت من وقفتها وكتفت يدها حول صدرها وقالت بتحدي : صحابي هناك وهيبلغوا عنك ومش هيسبوني
ضحك "سليم" بسخريه وقال باستهزاء : صحابك؟ صحابك الي كانو واقفين يرتعشوا من خوفهم دول؟ ويبلغوا عني مره واحده؟
"اسيل" بتحدي: ايوا طبعا انت خاطفني ولو بلغوا عنك هتتسجن
ضحك سليم بصوت عالي وهو ينظر لها بسخريه مما اشعل غضبها اكثر وجعلها تصمم علي عنادها وتحديها له : انت بتضحك علي ايه؟ مش خايف مستقبلك يضيع
"سليم" بخبث: مش بقولك غبيه..! انا محدش يقدر يعملي حاجه والي انا عايزه هو الي بيحصل ومحدش يقدر يتحداني لكن واضح انك لسه متربتيش ومش فارق معاكي الي انتي فيه ولسه واقفه قدامي بتعاندي وتتحديني
ثم اردف قائلاً بخبث : خافي انتي علي مستقبلك وانتي بين ايدي ومحدش يقدر ينجدك مني
"اسيل" بنفاذ صير وانهيار: ان.. انت عايز مني ااايههه؟ خلاص بقا حرام عليك اناا. تعع.. انا تعبت والله خلاص
انهارت في البكاء واخفت وجهها خلف كفيها ثم جلست علي الارض و ضمت قدمها الي صدرها تحاوطها بيدها
كان سليم يقف ثابتاً امامها ولكن حين بدأت في الانهيار هكذا بدأ غضبه يهدأ وينظر لها بهدوء عكس ما بداخله من مشاعر متضاربه وكأنه قد كان في دوامه من غضبه لا يري من حوله، غضبه اعماه ليفقد السيطره علي اعصابه كعادته ولم يلحظ انه كان قاسياً بالفعل وقد بدأ في التراجع عما بدأ فيه وعقابه لها ولكن تذكر اهانتها له فأصطنع البرود وهو يقول يقسوه بصوته الاجش
"سليم" وهو ينظر لها وهي جالسه امامه تبكي بحرقه : متخافيش انتي كدا كدا اقل من انك تنولي شرف اني ابص ليكي ، انا جايبك هنا مخصوص بعيد عن الناس عشان اعرف اربيكي بس واعرفك انتي اتحديتي مين..
ثم خفض من وضعيه جسده ليصل لمستواها وقال بهدوء ولكن بنبره قاسيه: خلي عنادك وطوله لسانك ينفعوكي ويخرجوكي من هنا
ثم اعتدل في وقفته يتابع اي رد فعل منها ولكنه وجدها ثابته، اضطرب قلبه وكان يريد ان يرفع وجهها له ولكن تراجع في اخر لحظه وهو يراها ترفع رأسها بضعف وهدوء وتنظر امامها بشرود
كان يشعر بغصه في قلبه تجعله يريد ان يرفعها ويمسح دموعها ويطمئنها انه لن يتركها ، كان يريد ان يصرخ بها ويقول لها انه قد تراجع في عقابه ولا يريدها ضعيفه كذلك.! كان لا يعلم لماذا يشعر بذالك الاضطراب تجاهها ولا يقدر مجراه قسوته عليها..! لماذا كان مستمتع بعنادها وتحديها له..! كان عقله يحارب كل ما يشعر به بالمشاعر مما جعله في حاله ارهقته ذهنياً..! ولكن حاول التماسك وتظاهر بأنه يكمل خطته ليري رد فعلها .. فأعطاها ظهره وبدأ يبتعد عنها بخطوات هادئه وبطيئه و ذهنه متعلق معها يريد ان يعود لها ويصرخ بها بأن تقوم وتتقدم ولكن غروره يمنعه
سمع صوتها الضعيف وخطوات بطيئه تتجه نحوه
فتوقف والتف لها ببطئ ليجدها تقترب منه بعينان دامعه راجيه، كان يشعر في هذه اللحظه انه يريد ان يسحبها لحضنه ويضمها بحنيه مطمئناً يريد ان يحتضن عينها اسفاً علي إيجهادها بسبب قسوته ، اقترب منها بخطوات بطيئة و وقف ينظر لها بنظرات حانيه يحاول ان يبث لها الطمأنينه من خلالها.. !
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
"اسيل" بوهن : ارجوك متسبنيش انا مليش حد هنا غير صحابي وفعلا هما اضعف من انهم يقفوا قصداك بس متسبنيش ارجوك
قال سليم بصوته الاجش و بنبره حانيه بعد ان لانت ملامحه وعادت عيناه للونها الطبيعي فوضح جمالها
"سليم" بعدم وعي: متخافيش مكنتش هسيبك
لوحدك ..!
توقف الوقت بهم حين تقابلت عيناهم في نظره دامت لبعض الوقت ولكن كانت تحمل الكثير من المعاني، شعرت اسيل بقلبها اعتصر وهي تنظر في عينيه وتشعر بذلك الدفئ داخلها وتسمع صوته الدافئ الذي اشعرها بالامان رغم حدته.. مما جعلها تضطرب و كانت تشعر انها تجمدت نظراتها لا تقدر علي ازاحتها عنه
كان سليم يتوه في بحور عينها وفجأة شعر وكأن دلو ماء يسكب عليه وهو يتذكر الزمردتين الي رآهم في الحلم والذي يطابقا عينها بشده فشعر انه مازال في حلمه يري الزمردتين امامه والذي كانوا له طوق نجاته ولكن هذه المره داخل جفون اسيل..! تنهد وهو يتفحص وجنتيها وانفها شديدي الحمار من البكاء والذي زادوها جاذبيه عن جاذبيتها، تفحص ملامحها صارخه الجمال في ذهول بأنفها الدقيق وشفتيها اللامعتان من اثر هطول دموعها عليهم كان يقف امامها وهو يمنع نفسه ويعنف نفسه بشده لكي لا يتسرع وتفلت كلماته من بين شفتيه
"سليم" لنفسه: ايه العيون دي بس؟ وايه جمالك ده يخربيتك! هو انتي طلعتي كدا ازاي وانا مش واخد بالي!! غضبي عماني عن كل الجمال ده، وخلاني اقسي عليكي اوي.!
كانت اسيل تشعر وانها نقلت لعالم آخر تري في عينه كميه من الحنان والقسوه ممتزجان ما جعلها تندهش اخذت تتفحص ملامحه الرجوليه الوسيمه وخصلات شعره المتناثره اثار انفعاله
ولحيته المرتبه الذي زادته جاذبيه..!، كانت تشعر بدفئ وامان في عينه لم تشعرهم مع رجل قد سواء والدها..! تعجبت من نفسها ومشاعرها وكان لم يمر الكثير علي اهانته لها وعصبيته..!
"اسيل" لنفسها : ايه بس كميه الحنيه والقسوه الي في عنيك دي..! انت انهي فيهم؟، ليه سايب قسوتك تسيطر عليك ،ليه انا حاسه بأمان في عنيك، ليه بخترع عذر ليك جوايه وبقول اكيد شاف ومر بحاجات مش سهله خليته يوصل للمرحله دي..! انا بكرهك ، بكرهك عشان حاسه طول منا شيفاك قلبي بيوجعني منك وعليك..!
قطع صمتهم صوت سليم المتحشرج وهو يقول: حافظه طريق بيتك؟
فاقت اسيل من شرودها وهمهمت بخجل وسط نظراته المصلبه عليها: ايوا الفندق علي البحر ممكن توديني مكان المطعم وانا هعرف اروح
نظر لها سليم بإستغراب: هو انتي مش من هنا؟
هزت اسيل رأسها له نافيه
"سليم": طيب قوليلي اسم الفندق وانا هوصلك ليه
"اسيل": لو سمحت وصلني للمطعم وبس
تنهد "سليم" بغضب مكتوب : طيب اتفضلي
ظلوا طول طريق صامتين ولكن بداخلهم عاصفه لم تهدأ مع اضطرابات مشاعرهم الشديده كان سليم يخطف النظر لها خلسه ليراها تسير جانبه بهدوء علي الشط وهي شارده فكان يهرب بنظره بعيداً خوفاً من ان تراه وينهار غروره و لم يعلم انه كان مخطئ فكانت اسيل تختلس النظر هي الاخري له وكانت تلمحه وهو ينظر لها
كانو يسيروا علي الشط كعاشقان الافلام والمسلسلات ولكن لا احد يعلم ان هناك عداوه تخفي خلف قناع البرود والهدوء الذي يظهر عليهم...!
وبعد مده من الزمن كانوا يقفون امام المطعم رفعت اسيل نظرها له في توجس فهي لا تريد مقابله عيناه مره اخري، وقالت بصوت هادئ مرهق
"اسيل": شكراً
وهمت بالرحيل إلي انها وجدته يقبض علي معصمها فشهقت والتفت له بحذر..! ولكن الحذر كان من الاضطرابات التي تشعر بها حين النظر لعينه.. !
عندما وجدها سليم تشهق وتلتف له بحذر ترك معصمها سريعاً وهو يلعن نفسه علي تسرعه ويقول بداخله : غبي متخوفهاش منك تاني
"سليم": متخافيش انا بس كنت عايز اقولك حاجه
نظرت له اسيل في ترقب ونظره تحثه علي الكلام
كان يحاول سليم منع الكلمات تخرج من بين شفتيه بشده وهو يلعن تسرعه ومندهش مما فعل فهذه اول مره يتصرف دون تفكير..! كان يريد ان يبرر لها قسوته لكي لا تخاف منه ولكن غروره منعه واقنعه بأنها تستحق علي كل حال..!
"سليم" وهو يحاول ان ينهي الموقف وبجديه : لو عايزه تكلمي صحابك اتفضلي تل..
قاطعته "اسيل" بجمود : شكراً وبعد اذنك
ذهبت اسيل من امامه مهروله تجاه الفندق وهي لا تدري ماذا تشعر اهي حزينه علي حالها ام من نفسها علي تسرعها ام لكرهها له..!
هذا ما شغل بالها كثيرا..! لماذا لا تريد كرهه..!
كان ينظر لها سليم وهي تغادر ويشعر بغصه في قلبه لا يعلم سببها كان يريد ان يسألها علي اسمها ولكن غروره يحرم له هذا كان يتمني ان لقائهم الاول يكون افضل ولكن هذا ايضاً محرم عليه، هل حزن من فكره انه لم يراها ثانياً ام ان سعيد لينتهي هذا الكابوس فقد كان ينوي تعذيبها ولكن هي من عذبته وادخلته في دوامه تفكير وحرب داميه بين عقله، ضميره، غروره، قسوته ، مشاعره و... قلبه! ، عندما شعر سليم بذلك عنف نفسه كثيراً وعاد لبروده وغروره وهو يحمد الله علي ذهابها بعيداً عنه ويقنع نفسه ان حظها انقذها منه وإلا كان سيعاقبها اشد عقاب ، نظر في ساعته ليجد اننا قد وصلنا الثانيه عشر ظهراً فقرر التوجه للشاليه والاغتسال والنوم قليلاً لعله يهدأ وتهدأ الحرب بداخله..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
_في الفندق
كانت اسيل تبكي بحرقه ولوجي وندي يبكيان معها علي حالها بعد ان روت لهم ما حدث منذ خروجها معه من المطعم إلي لحظتهم هذه ولكن لم تقدر حتي علي مصارحه نفسها بما شعرت به تجاهه فتجاوزته ولم ترويه..!
"لوجي": يا بحببتي اهدي، حسبي الله ونعم الوكيل فيه خلاص اهدي
"ندي": مش هنسيب حقك وهنسجنه متقلاقيش
"اسيل" من وسط شهقاتها: لاا احنا فعلا مش قده، ده جبروت انتو مشوفتوش محدش قدر يرفع عينه فيه ازاي وهو واخدني قدام الكل من المطعم! ده حتي الامن ما كلمهوش، حتي انتو خفتوا منه...!
"لوجي" بأسف: انا اسفه والله يا حببتي انا فعلا كنت خايفه بس مكنتش عارفه اعمل ايه
"اسيل" وهي تمسح دموعها: خلاص انا عارفه هو محدش قادر عليه اصلا ده انسان معندوش قلب ولا ضمير والحمدلله ان ربنا كان معايا وخلصت منه احنا مش عايزين ندخل في مشاكل وقواضي، سيبوه طلامه سابني انا مش عايزه حاجه غير اني ما اشوفوش تاني
خيوط الشمس
الفصل_الثالث والرابع والخامس
هنا عصف قلب اسيل بشده وكأنه يرفض اخر كلماتها ولكن تجاهلته ومسحت دموعها بضعف وهي تقول : اوعي حد فيكم يجيب سيره لحد ولا حتي لأهلي انا تعبانه ومش عايزه ادخل في نقاشات
"لوجي": طيب يا حبيبتي نامي وارتاحي، وكدا كدا احنا استأذنا الدكتور اننا مش هنكمل برنامج الرحله النهارده عشان لسه مرهقين من السفر وقالي ان البرنامج هيبدأ من بكره مش النهارده ،و النهارده هما هيفضلوا قاعدين علي البحر وبس ..!
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق