القائمة الرئيسية

الصفحات

خيوط الشمس الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر بقلم فرح ابراهيم كامله وحصريه علي مدونة نجوم ساطعه


 خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر 

الساعه دقت الرابعه معلنه عن بدايه غروب الشمس، كانت نور تجلس في شرفه غرفتها تتحدث في الهاتف ونسمات الهواء تداعب شعرها بنعومه..


"كندا" وهي منهمره في البكاء: انا بجد تعبت يا نور والله تعبب حاولت كتير ماابينش بس مقدرتش لقيت نفسي غصب عني بان عليا اني بحبه وانا عارفه انو عارف اني بحبه بس الي انا مش قادره افهمه هو ليه عمل كدا؟!! 


"نور": كندا اهدي عشان نعرف نتكلم


"كندا": والله ماعارفه اهدي حاسه اني مخنوقه اوي معلش


"نور": انا مش فاهمه كل ده ليه؟ عامله في نفسك كل ده عشان واحد اه بتحبيه ماقولناش حاجه بس طلع واطي وندل ورايح يقول كلام غلط عليكي من وراكي ويوقعك في متاهات!! انا مش فاهمه ده راجل ازاي اصلا! 


"كندا": متقوليش بتحبيه دي تاني، انا بجد بقيت بكره، بكره وبكره اليوم الي بقينا صحاب فيه، لا اليوم الي اتعرفت عليه فيه اصلا


"نور": انا من الاول يا كندا قولتلك بلاش عز وابعدي عنه عشان مالوش امان وبميت وش وبكلام من قدامك وبكلام تاني من وراكي وانتي مصدقتنيش وفضلتي تقولي هيتغير وبتاع


"كندا": كفايه يا نور انتي جايه تأنبيني بدل ما تريحيني؟! 


"نور": ماقولتش كدا بس واجب عليا كصحبتك اني اعرفك انك غلطتي 


"كندا": بس هو فعلا يا نور كان اتغير وبقا كويس والله كان بقا كويس


"نور": لا يا كندا مكنش كويس الكويس بيفضل طول عمره كويس عشان حس بالفرق انك تكون صح وانك تكون غلط، بس عز عمره ما كان صح عشان يعرف قيمته ويتجنب الغلط يعني كان بيمثل عليكي انو اتغير وبقا كويس عشان تفضلي جمبه و ويضمك لقايمه البنات عشان كل ما تزيد دي طبعا في مصلحته عشان يتفشخر اوي قدام صحابه  انه بقا الواد الاييههه الروش الي ملوش زي الي يعرف بنات بعدد شعر راسه، ودي كانت علاقتك بعز يا كندا مكونتيش عنده غير اسم هيزود قايمه البنات الي بيتفشخر بيها! 


"كندا" وهي تبكي بصوت عالي وتشهق بشده : بس اناا ما ما كونتش ع.. عن.. عنده زي البنات دي، احناا ك. ك. كنا صحا..صحاب بس و..هو كان قالي انو بيعتبرني زي..زي.. اخته و.. و..ان احنا كنا اخوات..!! 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

"نور": لا يا كندا اومال انتي حبيته ازاي؟ ما هو من كلامه الحنين ورومانسيته وحركاته الي تلفت انتباهك كل حاجه كان بيعملها كان ليها سبب مش طالعه منه منغير قصد والسبب انو يعلقك بيه يا كندا، وكل ده بيقول انو عمره ما اعتبرك زي اخته ولا خاف عليكي زيها لو كنتي عندو زي اخته كان هيخاف عليكي بجد ويحميكي حتي من نفسه ومن كلامه الي هو كولد عارف انو بالكلام ده هيعلقك بيه وان انتي في سن غصب عنك هتتعلقي بيه لما تلاقي كل الاهتمام ده، مخفش عليكي وهو عارف ان تعليقك بيه غلط وممكن يسببلك مشاكل نفسيه بسبب انه عارف كويس انك رافضه موضوع الارتباط ده وبالتالي هتفضلي في صراع داخلي مع نفسك وانا متأكده انو كان عارف ده وكان كل ما يحس بكدا يهتم بيكي زياده عشان تتعبي وتغيري فكرتك عن الارتباط وتتحولي من بنت غاليه لبنت رخيصه وكدا يبقا هو كولد كسب الرهان الاكبر مابينه وما بين نفسه و صحابه انو يقدر يوصل لبنت غاليه ويخليها بنت رخيصه مابين ايديه يلعب بيها شويه وبعدين يرميها 


ثم اردفت بحزم : بس انتي عشان كنتي قويه واتحملتي تعبك والصراع الي كان جواكي عشان انتي اصلك كويس و مابتعرفيش تروحي للغلط ومتنازلتيش عن مبادئك فطبعا دي حاجه دايقته انه مش عارف يكسب الرهان معاكي وهنا ما اتبقاش له غير حل واحد انو يروح يسؤ سمعتك ويقول عليكي كلام بطال مهو مش هيطلع خسران قدام نفسه يعني! 

فهمتي يا كندا؟! فهمتي اللعبه الي الحمدلله ربنا نجاجي منها ؟! ،احمدي ربنا واتعلمي من غلطك 


"كندا" :اعمل ايه يعني اقطع علاقتي بزمايلنا وصحابنا الولاد واخاف من جنس ادم بعد كدا؟ 


"نور": مش بقول اقطعي علاقتك بزمايلنا وصحابنا الولاد لا بالعكس في ولاد المفروض يتعملهم تمثال من ادبهم واحترامهم وجدعنتهم كفايه بس اصلا انك واثقه منغير ما تركزي معاهم انهم عمرهم ما يبصولك بصه قذره ولا يسمحوا لحد انو يبصهالك اصلا، دول فعلا الي تبقوا صحاب واخوات فعلا ،لأن دول كويسين بطبعهم وعارفين يعني ايه صح ويعني ايه غلط ،انا قصدي انك تعرفي تختاري، تبصي علي حقيقه كل واحد قبل ما تتعاملي معاه، ومتثقيش في اي حد يقولك هتغير لو كان عايز يتغير، كان هيتغير من زمان مش هيستناكي فهمتي يا كندا؟ 


"كندا" وقد هدأت وتوقفت عن البكاء : فهمت بس الحمدلله فعلا انو نجاني من اللعبه دي، انا فعلا غلط بس خلاص بجد هفضل اطلب ان ربنا يسامحني واشكره انو حماني و وعد مني معنتش هتسرع في اختياراتي 


"نور": صح يا حبيبتي ربنا معاكي ويريح قلبك


كندا" بصوت حاني: بجد يا نور ربنا يخليكي ليا مش عارفه منغيرك كنت هعمل ايه، انا حبيتك اوي مع اني متعرفه عليكي سوشيال لسه من فتره صغيره ولسه مقابلتكيش إلا انك اجدع من ميت واحده صحبتي معايا بقالها سنين، بجد نفسي اشوفك اوي واحضنك


ضحكت "نور" : والله انا كمان نفسي اشوفك اوي وربنا وحده يعلم انتي عندي ايه، بس هنعمل ايه بقا بلا نيله علي الثانويه العامه وسنينها

ضحك الاثنين بمرح حتي هدأت كندا 

"نور" مداعبه لكندا: انشالله كلها كام شهر بس ونخلص اخيراً ، ونتقابل واشوفك ونقعد نرغي ونعرف بعض اكتر 

"كندا": يارب انشالله، انا فعلا نفسي نتعرف علي بعض اكتر واتعرف علي عيلتك واعرفك علي عيلتي كمان

"نور" : انشالله ياحببتي 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


وفي نفس الوقت في شرم 

"علي" وهو يقود سيارته: اوووف ايه الغباء ده! الاغبيه دول مش بيردوا ليه!!! 

ثم عاود الاتصال ولكن علي رقم اخر ليأتيه صوت انثوي هامس

"......": ايوا يا بيه، احنا في الشغل

"علي": شغل ايه انتو مش بتخلصوا الساعه 3..! الساعه دلوقتي 4..!

".....": ايوا يا بيه ما انا ونعيمه خدنا شيفت زياده النهارده مفيش غير سميره الي خرجت الساعه 3

"علي": منا بتصل علي الزفته دي ما بتردش ليه! 

".....": معرفش والله يابيه ومعلش هقفل لاحسن ورايا شغل


اغلق "علي" الهاتف في وجهها بغضب وهو يتأفف ويقول بقلق : طيب وهعمل ايه دلوقتي!!  سليم المنشاوي ده مفيش هظار معاه!  يعني لو مطلعتش اد خدمه صغيره كدا هيبقا شكلي ايه قدامه...! 

اوووف انا اطلع نفسي من الموضوع والاغبيه دول هما الي يشيلوا الليله 

ثم قام بالاتصال ب سليم

"علي": ايوا يا سليم بيه الشغاله وصلت لحضرتك؟ 

"سليم" بنفاذ صبر: لا موصلتش والساعه عدت 3 لو مش قدها قول وانا اتصرف 

"علي" بتوتر: ازاي بس يا باشا؟  لا طبعاً ده انا بعتها بنفسي ، لو مجتش يبقا العيب منها بقا او ممكن تكون تاهت عن الطريق او حتي ممكن تكون قدام الشاليه و منتظره اوامر حضرتك بالدخول والشغل ، بص حضرتك انا اسف اوي اني هطلب منك كدا بس ممكن حضرتك تكلمها تشوف عشان تقدر تتصرف معاها عشان انا مش عارف اوصلها 

"سليم": انت اتهبلت؟ عايزني اكلم شغاله؟ 

"علي": يا فندم اسف والله بس حقيقي انا داخل ميتينج ومش عارف افضل في النص كدا 

"سليم" بنفاذ صبر : خلاص اقفل وانا هتصرف

"علي": اسف يافندم تاني مره وهي حضرتك الي رقمها اخره **

"سليم": تمام ماشي 

ثم اغلق الخط دون انتظار لرد علي


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


تمللت اسيل في الفراش بنعاس فقد استيقظت لتوها ولكن مازالت تغمض عينها تحاول السيطره علي افكارها المشتته وارتسام ما مرت به طوال النهار في ذهنها 

ولكنها توقفت عندما اتت صوره سليم في ذهنها تعجبت انها تتذكره بكل تفاصيله...! 

تتذكر صوته الحاني وهو يقول " متخافيش مكنتش هسيبك" ترددت تلك الكلمات مراراً وتكراراً في ذهنها ببطئ وكأنها تتمعن معني كل كلمه منفرده قبل جمعها في الجمله، شعرت اسيل بذهول من نفسها وهي في تلك الحاله وسرعان ما تذكرت ما فعله بها لتعنف نفسها بشده وتقفز من علي الفراش متوجهه للمرحاض آمله ان يزيح الماء الدافئ توترها وتلك المشاعر المتضاربه

وبعد حوالي ربع ساعه خرجت اسيل لتجد كل من لوجي وندي استيقظوا ويجلسون فوق الفراش ينتظروها، جلست اسيل بجانبهم وهي تمشط شعرها وتبتسم في هدوء 

"لوجي" بتساؤل وهي تربت علي كتف اسيل: احسن؟، هديتي ونفسيتك ارتاحت شويه؟ 

ابتمست "اسيل": الحمدلله يا حبتتي متقلقيش عليا 

"ندي": مهو بردو الصدمه صعبه ده انسان غريب والموقف غريب واليوم كله مكنش طبيعي واول مره تتعرضي لموقف زي ده! 

"لوجي": خلاص بقا يا ندي متفكريهاش! 

"اسيل": ساعات الغرور والغضب بيعمي الواحد، وهو غروره وغضبه عماه، انسان مش شايف غير نفسه وفاكر الدنيا كلها تحت رجليه، بس بردو انا اتعلمت اني متسرعش لأني اتسرعت بردو وقولت كلام مش لطيف بس كان من توتري ساعتها بس الحمدلله كله عدي وادينا دلوقتي كلنا كويسين بس نقفل الموضوع ده بقا ومنفضلش نقلب فيه

"لوجي" وهي تضحك بخبث: كنتي متوتره ساعتها من الموقف؟  ولا اكمنه كان مز؟ 

شهقت "اسيل" من الصدمه وسط ضحكات لوجي وندي الصاخبه

"اسيل" وهي تلقي الوساده علي لوجي: انا والله كنت عارفه ان دماغك دي متركبه غلط ومش هتعدي الموضوع علي خير! 

"ندي": خلاص يا لوجي، هي كانت متوتره من البيبي عشان كدا خدت طريق التويلت زحف

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

لتتعالي اصوات ضحكهم مره اخري وهذه المره لم تتمالك اسيل نفسها وضحكت معهم وهي تتذكر حالتها

قاطع ضحكهم صوت رنين هاتف غريب عليهم..! 

"لوجي": موبايل مين الي بيرن؟ 

"ندي": مش موبايلي

"اسيل": ولا انا..! 

"لوجي": ازاي يعني لا ده بتاعك يا اسيل هناك اهو

"اسيل" بإندهاش وهي ترفع الهاتف: بس مش دي النغمه الي حطاها! 

اخذت الهاتف ولم يكتشف احد انه ليس خاصه اسيل بسبب التشابهه الكبير بينهم فقالت "لوجي": ممكن يكون هنج ومسح النغمات و الموبايل عين نغمه من نفسه، عادي بتحصل 

"اسيل" وهي ترفع كتفها: يمكن

فتحت اسيل الخط علي اخر لحظه وهي تقول بترقب لصاحب الرقم الغريب الذي يتصل بها

"اسيل": ألو؟ 

"ليأتيها الرد": ألو؟ الست هانم بترد متأخر علي ايه؟ سيده اعمال و وراكي شغل كتير؟! 

"اسيل" بأستغراب قالت بإندهاش ولكن بصوت هامس لصديقاتها : معرفش مين ده، ومش فاهمه بيتكلم علي ايه! 


سحبت منها لوجي الهاتف وقالت بصوت حاد

"لوجي": ايوا مين معايا ،عايز ايه؟ 


" المتصل بغضب": ما تتعدلي يا بت وتتكلمي عدل انتي نسيتي نفسك ولا ايه يا حتت شحاته وانا هعوزك في ايه ده انتي الي عزيزاني عشان ارميلك الفلوس عشان متشحتيش في الشوارع


"لوجي" بنفاذ صبر وقد ارتفعت نبره صوتها: جرا ايه يا جدع انت ما براحه علينا، انا لانا عيزاك ولا عايزه حاجه منك انا اصلا معرفكش ومش فاهمه بتتكلم علي ايه


"....": بقا كد؟

طيب وديني ما انتي جايه ولا شايفه مليم واحد مني وانا هعرف ازاي اربيكي علي طريقتك دي 

"لوجي" بنفاذ صبر : يا اخي انت تعرفني؟ كنت متفقه معاك علي حاجه؟ 


"....": نعم يا روح امك؟ مش المفروض كان زمانك دلوقتي قدامي في الشاليه تشوفي شغلك


"لوجي" بإندهاش وصدمه وهي تنظر لصديقاتها بنفاذ صبر: انا اجيلك الشاليه..! 


"....": مالك مصدومه كدا ليه مش دي شغلتك وانتي متعوده علي كدا وبتاخدي فلوسك وانتي مروحه..! 


"لوجي" بغضب وارتفت نبره صوتها: لااااا انت زودتها اوي، انت قليل الادب فعلا، ما قولتلك انا معرفكش ولا اعرف بتكلم علي ايه بعدين انا مليش دعوه بالي انت بتقوله ده واعلي ما في خيلك اركبه بس متتصلش هنا تاني فاهم؟ 


اغلقت الخط في وجه المتصل بنفاذ صبر وهي تقول بضيق : بني ادم قليل الادب قال المفروض تكوني قدامي في الشاليه ودي شغلتك ومتعوده عليها وتاخدي فلوسك وانتي ماشيه..! 

شهقت "اسيل" بصدمه: لا لا مش معقول

"ندي": انا مش فاهمه هي السفريه دي مالها، منحوسه ولا ايه كل شويه بلوي تتحدف علينا...!

"اسيل": ربنا يسترها انا والله بدأت اتقفل من الرحله دي 

"لوجي": اهدوا بس كدا هي اول مره نتعرض للاشكال دي ما احنا ياما بنشوف في الجامعه 

"اسيل": علي رأيك، انا هقوم أغير وننزل نتغدي


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


في شرفه شاليه سليم المنشاوي،  يقف سليم مرتدياً بنطال رياضي اسود وتيشرت باللون الابيض يبرز عضلاته مما زاده جاذبيه كانت يلهث بغضب ويتحدث في الهاتف بصوت يرج الاجواء كالرعد 

"سليم": بقا بنت ال.... حتت الشغاله تعمل معايا انا كدا؟ 

"علي" بتوتر: والله يا بيه انا اسف والله معرفش هي ازاي اجننت في عقلها وبتقول كدا بس وعد مني هعاقبها اشد عقاب 

"سليم": لالا انت ملكش دخل بس انت متأكد ان الرقم الي ادتهولي صح؟ 

"علي": اه والله هو ده رقمها

"سليم": اسم الفندق الي شغاله فيه ايه؟ 

"علي": اسمه "****"

"سليم": طيب تمام 


ثم اغلق الخط وهو في قمه غضبه وشرع في اجراء مكامله اخري من مكانه ينهي بها كل ما يرغب به فشخصيه مهمه مثل سليم يستطيع تنفيذ ما يريد بمكالمه واحده فقط ولكن قطع مهمته صوت الخبط علي باب الشاليه..! 

توجه سليم وهو في قمه غضبه ليفتح الباب 

ويري فتاه يظهر عليها الرعب والتوتر تنظر له بخوف من هيئته الغاضبه تلك وتحاول جاهده اخراج الكلمات من بين شفتيها 

"سليم" بحده: نعم؟  هتفضلي باصه في الارض كدا كتير؟ 


"البنت" برعب: انا اسفه والله يا بيه بس حضرتك باين عليك الغضب وانا يعني خايفه لا اكون غلطت لما خبط ،  علي بيه كان قايلي الصبح لما كلمني اني اقف وهو هيقول لحضرتك تخرج تدينا الاوامر عشان نبدأ شغل


هنا استوعب سليم انها العامله فزاد غضبه وكانت عاصفته وشيكه ولكن سرعان ما تدارك نفسه ولاحظ ان صوتها مختلف فشعر ان هناك شئ خاطئ..! 

"سليم":  انتي الشغاله الي بعتك علي؟ 

"البنت": ايوا يا بيه انا، كان معايا اتنين بس زاد عليهم الشغل وانا جيت هنا والله من بدري و واقفه برا مستنيه زي ما علي بيه قالي بس حضرتك مخرجتش وطولت فقولت اخبط بس لو غلطت سامحني يا بيه والله غص... 

قاطعها "سليم": بس بس خلاص كفايه رغي، طيب انتي رقمك كان اخره كام؟ 

"البنت": "***" يابيه

"سليم" وهو يحاول معرفه ما يحدث: انتي هتستعبطي يا بت منا لسه قافل معاكي الخط..! 

شهقت البنت بصدمه : ونبي ما جالي حاجه يا بيه، والله خد تليفوني شوفه اهو مرنش من ساعه ما طلعت من شغلي 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

قامت بإخراج هاتف من حقيبتها اندهش سليم انها تحمل هاتف غالي من احدث الانواع ولكنه لم يشغل باله 

كانت تحاول فتحه برعب ولكن لم تنجح فنظرت له بتوتر وهي تقول : والله يابيه معرفش ماله مش رادي يفتح

"سليم" بخبث: يمكن عشان مش بتاعك مثلا؟ مش غالي عليكي شويتين ده؟ 

"البنت": ونبي يا بيه ده صيني والله قبض الجمعيه وجبته معرفش ماله حتي خده اهو 


اخذ سليم الهاتف وبحكم خبرته علم انه ليس صيني بل الاصل

"سليم" بحده : صيني مين ده اصلي، وديني لو طلعتي بتلفي وتدوري لاسجنك


"البنت" برعب: ونبي يا بيه انا مليش في حاجه ومعرفش الموبايل ده جه منين والله يابيه معايا اخوه بس صيني لو هو مش بتاعي خده مش عيزاه

بس ونبي متأذنيش


كانت انظار سليم ثاقبه يتابع تحركات حدقه عينها وحركه جسمها ليعلم انها بالفعل لا تفقه شئ فصمت قليلاً وهو يفكر لتشهق هي وتقول بحماس

"البنت": ااااهه افتكرت يا بيه، انا النهارده في الفندق كنت بنضف اوضه بنات وفي بنت منهم نست موبايلها وكان الخالق الناطق بتاعي وحطيت موبايلي جمب موبايلها بس كنت عارفه انهي واحد بتاعي وانهي بتاعها، هي طلعت عشان تاخد الموبايل وانا خوفت اتكلم واقولها عشان مينفعش اتكلم مع النزلاء لا اترفد و قولت اكيد عارفه موبايلها بس تلاقيه اتلخبط مع تليفوني..!!


"سليم" وهو ينظر في عينها بتحذير: عارفه لو طلعتي بتكدبي هعمل فيكي ايه؟، هجيبلك تحت رجلي وهتترمي في الشوارع


"البنت": والله يا بيه هو ده الي حصل والله


اخرج سليم نقود من جيبه واعطاها لها فشهقت البنت من المبلغ وبدأت عيناها تلمع بسعاده

"سليم": خدي دول وروحي دلوقتي وهاتي الموبايل ده، وبكره تيجي تشوفي شغلك في الشاليه ومش عايز بوقك ده ينطق بأي كلمه من الي حصل ده ولا حتي مع نفسك مفهوم؟ 


"البنت" برعب من نظرته وصوته الحاد: مفهوم يا بيه مفهوم

"سليم": يلا امشي انتي

اغلق سليم باب الشاليه و وقف ينظر للهاتف وتلمع عينه بخبث وهو يقول

"سليم": معرفش كلكو اجننتوا مره واحده كدا ليه بس يلا احسن من الملل ده نتسلي واربيكو واحده واحده واجننكم انا شويه

خيوط الشمس

#الفصل_السابع 


في مطار القاهره اعلنت طائره دبي عن وصولها لمصر بأمان وقد ترجل منها "احمد عبد العزيز المنشاوي" عم سليم الاكبر مع ولديه التوأم "اكرم وكرم" وهم يكبرون سليم بضع اعوام ومعهم والدتهم "ميرفت" سيده يظهر عليها الرخاء لا تهتم بشئ علي قدر اهتمامها بالمظاهر و اولويتها الاولي هي بث الخبث في نفس زوجها ليعادي اخاه الذي من وجهه نظرها قام بتحريض اباه علي ارساله لبلاد الخليج لكي يتاح له الطريق لنهب ماله وحقه، وللأسف طال خبثها ولدها ايضاً فأصبح اكرم يصاحب الخبث والعداوه لجده، عمه، وابن عمه سليم..!

توجهت العائلة الكريمه للسياره الفارهه التي تنتظرهم خارج المطار والمرسله من قبل "عبد العزيز المنشاوي" لإصطحابهم للمنزل..! 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


قلبي مش مطمن وحاسه اختك فيها حاجه 

قالت الجمله السابقه كريمه وهي تضع يدها فوق قلبها بألم

"نور": يوووه يا ماما بقا، انتي ناويه تنكدي علي نفسك ليه؟ ما كلمناها الصبح وخلاص

"كريمه": طب وتليفونها المقفول من بعدها ده ايه؟ 

"نور": ممكن تكون برا يا ماما وفصل ومش عارفه تشحنه

"كريمه": لالا اتصلي بيها علي حد من صحابها طمنيني عليها ونبي

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت اسيل تتبادل اطراف الحديث مع لوجي وهي مندمجه في الاكل في المطعم الخاص بالفندق، حين رن هاتف ندي

"ندي": ايدا اختك بتكلمني! 

"اسيل" بإستغراب: طب مكلمتنيش علي موبايلي ليه؟ 

"ندي" : معرفش خدي ردي

اخذت اسيل منها الهاتف وطال الحديث بينها وبين والدتها بعد الكثير من القسم علي سلامتها وتلقيها الاوامر والتعليمات اليوميه لحفظ سلامتها فتلقتها بمنتهي الهدوء وطمأنت والدتها ثم اغلقت الخط تبحث عن هاتفها 

"لوجي": بتعملي ايه؟ 

"اسيل": بدور علي موبايلي، نور بتقولي مقفول من الصبح، ازاي وانتي لسه متكلمه فيه فوق!!  وبعدين انا اخدته منك حطيته في الشنطه عالطول عشان منساهوش زي الصبح وقومت لبست ونزلنا مابصتش فيه و شوفت ايه الي غير النغمه


وجدت اسيل الهاتف ولكن حاولت فتحه ببصمتها كالمعتاد ولكن لم تنجح..!  فحاولت مره تلو مره ولكن محاولتها باتت بالفشل..! 

فتحت اسيل الهاتف لتندهش انه ليس هاتفها لتشهق بصدمه ورعب افزع كل من لوجي وندي

"لوجي" بلهفه: ايه في ايه مالك؟ 

"ندي": مالك يابنتي خضتيني! 

"اسيل" بتوتر: ده مش موبايلي..!

"لوجي": نعم؟  ازاي يعني..! 

"ندي": انتي بتقولي ايه يابنتي هو 

"اسيل" : لالا مش موبايلي انا مكنتش واخده بالي منه بس انا متأكده انه مش بتاعي

"لوجي" بدهشه : اومال بتاع مين؟ 

"اسيل" وهي تنظر لهم برعب:و موبايلي فين؟

"لوجي": اهدي انشالله هنلاقيه، هنطلع ندور في الاوضه ونبلغ اداره الفندق لو لقته


"ندي" وهي تتذكر: يبقا المكالمه الي جت من شويه دي مكنتش المقصوده منها اسيل..! 


"لوجي" شهقت بصدمه: وانا غلط في الراجل اوي الصراحه 


"اسيل" بضعف و وهن: يارب بس ليه كل ده؟  يارب انا اسفه اللهم لا اعتراض بس تعبت سامحني يارب


"لوجي"  جلست بجانبها وربتت علي كفها بحنان: اهدي يا حببتي كل حاجه هتبقي كويسه متقلقيش


نظرت لها "اسيل" بضعف وهي تقول بصوت متحشرج من اثر كتمانها للبكاء: يارب يا لوجي يارب

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

في هذه اللحظه وجدت الهاتف يرن بنفس الرقم فأعتدلت بسرعه وبدأت في تجفيف دموعها وكانت ستجيب الا ان اوقفتها "لوجي" قائله بحزم : استني عندك انا الي غلط وانا الي لازم اصلح غلطتي انتي ملكيش دعوه، هاتي الموبايل

"اسيل": بس يا لوجي.. 

"لوجي": مفيش بس، هاتي الموبايل انا هفهمه واعتذرله علي سوء التفاهم


اخذت منها الهاتف وفتحت الخط وعندما همت بالرد قطع كلماتها صوته الاجش وبخبث قال : مش طالبك عشان اسمعك، انتي الي المفروض تسمعيني، تليفونك معايا انا مش مع الشغاله يعني كلامك بقا معايا انا، وبعد الغلط الي قولتيه هتتعاقبي 


"لوجي" بنفاذ صبر: ايوا يعني ايه ده؟ عايزني اعملك ايه يعني، انا عايزه موبايلي وكل واحد يروح لحاله


"سليم بخبث": الله!  وليه الاستعجال هو الي بيغلط ينفع نطبله ونعديله؟، عايزه موبايلك تيجي تاخديه و لوحدك فاهمه؟ 


"لوجي": هو ايه ده؟ انا اخد موبايلي زي منا عايزه اجي اخده انا ابعت حد ياخده ملكش فيه المهم نتقابل في مكان عام


"سليم": تؤ تؤ، مش انتي الي بتقرري هنا قولتلك انتي المفروض تسمعيني وبس، انا الي اقرر هنا، قولت هتيجيلي الشاليه و لوحدك تاخدي موبايلك 


"لوجي": الله طب ولو مجتش يعني هتروح تكسره ولا تبيعه؟ روح الله الغني عنه


اطلق سليم ضحكه خبيثه ارعبتها وهو يقول بخبث

"سليم": لا هفنطه

"لوجي" بدهشه: نعم؟ 

"سليم": هفنطه، يعني هفتحه اخد الي عليه واتصرف انا بقا معاهم براحتي، يعني العب في الصور شويه، اركب فيديوهات شويه، حسب مزاجي بقا

"لوجي" وقد نفذ صبرها: انت اتجننت؟  انا اسجنك فاهم يعني ايه؟  والله لو حاجه من دي حصلت لاسجنك


كان يحاول منع ضحكته وهو يلاحظ ارتبكها من حديثه الذي كان يتعمده لإخافتها ليس إلا

"سليم": والله لو نفذتي الي هقولك عليه مش هيحصل حاجه وتليفونك هيرجعلك زي ما وصلي 

ثم اكمل وهو يشدد علي كلماته : متفتحش.. 


"لوجي": بإرتباك، ايوا طيب عايز ايه؟ 


ابتسم "سليم" بخبث وهو يقول بصوته الاجش: ساعه وتكوني قدامي في الشاليه في العنوان ده "****" وتيجي لوحدك عشان لو فكرتي تعملي حاجه وتلعبي من ورايا في اقل من ربع ساعه هتكوني بطله السوشيال ميديا مفهوم؟ 

قال كلمته الاخيره بحده لتنطق "لوجي" فوراً بارتباك: مفهوم، بس والله لو عملت حاجه لا هكون مبلغه عنك ومش هرح... 

قطع كلمتها اغلاقه للخط في وجهها غير عابئ بمحتوي حديثها


عندما اغلق الخط ارتفع صوت ضحكه سليم وهو يقول لنفسه: ايه يا سليم ده البت صدقت وماتت، انت حنيت لأيام الشقاوه باين 


ولكن في الجهه الاخري كانت اسيل تتابع تعبيرات وجه لوجي بإهتمام وارتباك هي وندي وعندما اغلق الخط قصت عليهم ما حدث لتشهق "اسيل" بصدمه وتشعر وكأن دلو ماء بارد سكب فوق رأسها ولكن تمالكت نفسها وهي تصتنع الجمود وتقف بهمه وتقول بوجه خالي من التعابير : انتي مش هتروحي في حته يا لوجي دي غلطتي وده تليفوني وانا الي هروح

وقفت "لوجي" بسرعه تقبض علي، معصمها بتوسل وهي تقول  : لا ونبي يا اسيل، ونبي لا، تروحي فين بس انتي هبله؟ مش خايفه علي نفسك لا يحصلك حاجه! احنا لازم نبلغ

"اسيل" بجديه : لوجي انتي مش حاسه بالي انا فيه؟ انا تليفوني معاه يعني لما ابلغ ويعمل حاجه من الي هددك بيها انا دلوقتي هيحصلي ايه؟ واحنا مع ناس يموتوا في الظيطه يعني لو حصل شوشره وحد شم خبر الموضوع هيبقا علي لسان الكل وكل واحد بكلمه والحقيقه انا مش مستعده لكدا..!  انا عارفه انه غلط اني اروح بس مش قدامي حل غير ده..! والموضوع منتهي 

"لوجي": طب استني هنيجي معاكي ونستني بعيد

"اسيل": لا انتو هتفضلوا هنا عشان محدش يحس بحاجه ولو مرجعتش في خلال ساعتين بلغوا البوليس


انهارت لوجي في البكاء بعد سماعها لكلمات اسيل الاخيره 

لتربت عليها اسيل بضعف وهي تقول 

"اسيل": متقلقيش هاخد بالي من نفسي، بس مفيش حل غير ده و انا تبعت ولازم اخلص انا هروح وارجع انشالله اسافر القاهره انا مش قاعده هنا تاني وخلي بالكم من نفسكم لحد ما ارجع


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت اسيل تقف امام باب الشاليه بعد ان مرت من البوابه ذات الحرس مما بث الطمأنينه قليلاً في قلبها واقنعت نفسها بأنه يعاقبها علي انها لوجي لكلماتها اللاذعه له في الهاتف فقط لا غير اخذت تدق الباب بحذر وهي تلتف حولها ولكن اندهشت من الحديقه المحيطه بالشاليه والتي كانت في قمه الاناقه والجمال اخذت تجول بنظرها في جميع الاتجاهات وتشهق بإنبهار من منظر الشاليه الراقي والفخم واخذت تتخيل منظره من الداخل متناسيه خوفها وسبب قدومها ، اعطت اسيل ظهرها لباب الشاليه متأمله بقايا الشاليه بإنبهار


وفجأه بدون سابق انذار فُتح الباب و وجدت من يضع يده علي فمها كاتماً شهقاتها ويسحبها للداخل متجاهلاً محاولات افلاتها، لتجد نفسها في غضون ثانيه داخل الشاليه وقد اغلق الباب من خلفها وتستند بظهرها عليه من الداخل ولا تري اي شئ من حولها نتيجه للظلام الحالك الذي يسود الشاليه فقد اغلق اي مصدر للضوء فأصبح الجو معتماً، كانت تنظر حولها برعب وهي تلتفت حولها تحاول ايجاد شعاع من الضوء تستنجد به وتتعرف علي هويه الغامض الذي يحاصرها ولكن شل تفكيرها بوصول انفاسه لعنقها  وقد تخللت رائحه عطره جميع خلايا ذهنها لتصيبها كهرباء في جسدها وقد خفق قلبها وهي تحاول انكار رائحته الذي حفظتها عن ظهر قلب..! 

ولكن كانت الصاعقه بالنسبه لها عندما تحدث بصوته الأجش بهدوء بجانب اذنها :مش عايز اسمع صوتك، صوتك ده لو طلع محدش هيزعل غيرك


بدأت اسيل ترتعش خوفاً وتتوتر وتنهمر دموعها علي وجنتيها دون توقف تحاول اخذ نفسها بصعوبه لتجده يبتعد عنها بيطئ وتشعر بأنماله تحيط بها ولكنها كانت ثابته لا تقدر علي اخراج الكلمات من بين شفتيها المرتعشه

خفضت رأسها بتوتر وقد شهقت بصدمه عندما فتح النور فجأه فلم تتحمل عينها المفاجأه واحتمت داخل جفونها سريعاً 

شعرت اسيل بأنفاسه تصطدم بمقدمه رأسها بعنف وقد ازدادت ضربات قلبه و قد خيل لها انها تسمعها بوضوح رفعت اسيل عينها بتوجس وحذر تدعي الله ان يكون ما بذهنا مجرد تخيلات ولكن شهقت بصدمه عندما وجدته يتأملها بذهول يتصاعد صدره من سرعه تنفسه وقد ازدادت ضربات قلبها هي الاخري وظلت عينها معلقه به حاولت تذكر ما فعله به لتنهره ولكن عقلها كان مشتت لا يستطيع الخروج من عالم عينه لتسبح هي به في عالم اخر ولكن قاومت جاهده متصنعه الجمود

"اسيل": بصوت متحشرج وعينان باكيه وانف احمر مثل وجنتيها : ااا... نن. انت؟! 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

افاق سليم من شروده علي صوتها وهو يحاول استعاده ثباته ، وغروره وكبرياءه يرفض الاستسلام فأرتدي قناع البرود مره اخري وهو يقول بخبث

"سليم": انتي؟ ايه وحشتك بالسرعه دي؟ مش قادره تستني علي غلطتك التانيه عشان اعاقبك؟ عارفه لو كان حد تاني غيرك كان ممكن اسيبه، بس سليم المنشاوي ما بيرجعش في كلامه وانا لما قولت هربيكي كنت قاصدها 


ثم اقترب من اذنها مما جعلها تشهق بصدمه وتشيح بوجهه بعيداً ولكنه تجاهلها وتابع اقترابه منها 

"سليم" في اذنها وهو يبتسم بخبث :  وشكل انا ما ادتكيش الدرس صح الصبح ومحتاجه تكمليه لحد ما لسانك ده ينضف ...ثم اكمل بهدوء وهو يبتسم : وبصراحه حبيت اللعب معاكي


ألجمت الصدمه لسان اسيل وثبتت مكانها لا تقدر حتي علي الحركه تشعر انها تنصهر من الحراره بسبب خجلها وتوترها منه..! 

كانت تنظر له بصدمه شارده تحاول ان تنتقي كلماتها ولكن لم تنجح 

شردت في ابتسامه سليم الحانيه ونبره صوته الرجوليه الواثقه وهو يقول بخبث

"سليم" بخبث: ايه متنحالي كدا ليه؟  عاجبك؟ 


لم تنطق اسيل ونظرت في الارض فوراً تهرب من نظراته وظلت صامته توترها يسيطر عليها تحاول الكلام ولكن كانت محاولتها جميعاً فاشله فأضاف سليم وهو ينحني بالقرب من اذنها مره اخري فيتخلل عطره ذهنها وقد كان يقصد هذه الحركة ليملأ حواسه برائحتها التي لم تفارقه و قال بخبث عندما اقترب منها حتي كادت شفتيه تلمس اذنها: او يمكن مرتاحه في حضني بما انك تقريباً واقفه فيه؟ 


وقعت كلماته علي اسيل كالحمم المنصهره لتتوتر وتشتعل، غضباً وتستفق من توترها تحاول جمع كلماتها والتظاهر بالجمود مره اخري

كانت تنهره بشده ليبتعد عنها ويتركها وهي تصرخ بغضب

ليتحول فوراً من هدوءه لأعصار وهو يقول بنبره صوته القويه الواثقه

"سليم" بحده: صوتك ده ميعلاش عليا، عالفكره انتي في شاليهي وانا لوحدي والحرس والامن الي برا شايفينك وانتي داخله هنا بمزاجك بس هما فاهمين انك من سيدات الاعمال الي جيالي في الشغل انما ابقا هتتجني هيبقا ولا اعرفك وشوفي بقا مين الي هيزعل ساعتها 


"اسيل" بنفاذ صبر: خلاص بقا يا اخي حرام عليك انت ايه ما بتحسش كفايه بقا انا بكرهك، بكرهك


شعر سليم بغصه في قلبه نتيجه كلمتها الاخيره ولكن لا يعلم لما مما جعله يعنف نفسه وينفض اي افكار في ذهنه وقال بصوته الجوهري مما اخافها وجعلها تتراجع للخلف برعب : صوتك ده يوطي احسنلك وتتلمي انتي كل ده ولسه متعلمتيش؟! 


"اسيل" وقد شعرت ان قواها جميعاً قد خارت فقالت بصوت متحشرج تحاول منع دموعها بأقصي الطرق : يا اخي حرام عليك، ارحمني بقا عايز مني ايه تاني مش كفايه البهدله الي بهدلتهاني الصبح، الله يخليك اديني موبايلي وخليني امشي و اوعدك مش هتشوف وشي تاني


"سليم" ببرود: تؤ تؤ، مش هتمشي من هنا يا قطه إلا بمزاجي، بعدين اعملك ايه ما انتي الي كل شويه تقعي في طريقي


"اسيل": انا لو عليا مكنتش عايزه اعرفك اصلاً، كانت سفريه زفت والله، ارحمني انا تعبت، قولتلك هات موبايلي وانت مش هتشوف وشي تاني خالص وهريحك مني خلاص كدا؟ 


تخيل سليم عدم رؤيتها ثانيه وشعر بضيق استغربه وحاول يتلاشاه..! 

"سليم": لا مش خلاص قولتلك مش هتمشي من هنا غير بمزاجي ومش قبل ما تعملي الي انا عايزه واظن خلاص انتي عرفتي كويس ان كلمتي هي الي بتمشي وانا الي بقرر هنا وانتي تنفذي وبس

نظر لها بتحدي في عينها ثم التف وذهب لكرسي امامه وجلس بأريحيه واضعاً قدماً فوق قدم وهو ينظر لها بثقه و غرور


ارتبكت "اسيل" و نظرت له قائله بتوجس: وانت عايز ايه؟ 


نظر لها سليم متفحصاً بنظره خبيثه من رأسها لأسفل قدمها ثم عاودها بالعكس وهو يقول بخبث:  ومالك خايفه كدا ليه؟ مش قولتلك الصبح انتي مش ذوقي؟ بتلفتي نظري تاني يعني يمكن تعجبيني؟ 


وقف من مكانه وتوجه نحوها وفي خطويتن بقدمه الطويله كان يقف امامها مباشره فشهقت بصدمه وحاولت التراجع للخلف ولكن حاوطت ذراعيه خصرها يقربها منه حتي الصقت بصدره وهمس بخبث امام شفتيها: لو مُصره خلاص معندي... 

قاطعته شهقه اسيل وصراخها به

"اسيل" بعنف: انت قلي.. 

"سليم" بحده مقاطعاً لها: هااا؟  انا ايه؟  هتغلطي تاني هتاخدي فوق دماغك فأعقلي كدا وبلاش طوله لسانك دي


دفعته اسيل عنها بعنف وهي تنظر له بعدواه ليتجاهل هو نظراتها متوجهاً ليجلس كما كان وهو يقول ببرود: دلوقتي بسبب غلطه واحده مهمله زيك انا هضطر اقعد في الشاليه ده ليله كمان وهو في حالته الي مش داخله مزاجي دي وانا عندي الي يغلط يتحمل نتيجه غلطه

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

شعرت اسيل بإنهيار حصونها و بدأت دموعها تنهمر فوق وجنتيها بضعف وهي تنظر له في عينه وتقول بلوم : بكرهك

شل نظره وهو يتأملها بدموعها المنهمره وانفها ووجنتيها شديدي الاحمرار وشعر بغصه في قلبه ومشاعره اضطربت شعر بحزن رغماً عنه مع انه يعلم انها بالتأكيد لا تحبه ولكن لم يتمني ان يسمعها منها صادقه هكذا..! 

استغرب من نفسه وعنفها كثيره 

"فوق يا سليم ما تكرهك براحتها"

"اوعا تضعف او تفكر تسيبها وترجع في كلامك دي لازم تتربي"

"مش حلوه وفي ألف غيرها احلي بيترمي تحت رجليك ومستني اشاره منك، ومش من مستواك ومش عجباك، متنساش انك خدت عهد علي قلبك انك مش هتفتحه لحد ومش هتسمحله يضعفك بحب "

ليفوق من شروده وهو يحاول ان يثبت لنفسه انها لا تعني له شئ فقال ببرود وقسوه

"سليم": ما خلاص بقا يا قطه هنقضيها عياط ولا ايه؟ مش جايبك هنا عشان تعيطي ركزي معايا كدا وفوقي، الي موبايلك اتلخبط معاها دي كانت جيالي تنضف الشاليه وبما انها مشت بسببك فاتفضلي صلحي غلطك بقا

"اسيل" بذهول: نعم؟ 

"سليم" ببرود وهو يشيح بنظره عنها: تقدري تبدأي بجناحي فوق ومتنسيش ترتبي الهدوم كمان 

"اسيل" بصدمه: انت بتقول ايه؟ انت عايزني اشتغل خدامه؟ انا لا يمكن اعمل كدا..! 

"سليم" بتحدي: قولت انتي مش هتطلعي من هنا الا بمزاجي

ثم نظر لها بخبث واكمل: تحبي تقضي وقتك في أيه؟ 

"اسيل" بغل : انا بجد بكرهك،  انسان قليل الادب والذوق


هنا ثار بركان غضب سليم لتشديدها علي كرهه مره اخري وكان يشعر بصدقها مما جعله يشعر بضيق لم يستطيع منعه وبصوته الجوهري صرخ بها: ابعدي عن وشي حالاً ، روحي نفذي الي قولتلك عليه يلا

واشار بيده في عنف باتجاه الدرج المؤدي للطابق العلوي الذي يحتوي جناحه 

ارتعشت اسيل خوفاً من هيأته..!  و فضلت ان تصمت فهي لا تضمن رد فعله ان حاولت الرد عليه فأبتعدت سريعاً عن عينه هاربه للإتجاه الذي يشير له..! 

اخذ سليم يتنفس الصعداء 

"سليم" لنفسه: اهدي، اهدي خلاص مشت

كان يمرر يده بين خصلاته وهو يرفع رأسه للسماء يحاول اخذ اكبر كميه اكسجين تنعش صدره بعد ضيقه ولكن تذكر خوفها منه وفرارها من امامه وهي ترتعش فعاود الشعور بالضيق يلازمه ولكن من نفسه فأخذ يلعن تسرعه و اخذ كوب الماء الموضوع امامه علي الطاوله وقذفه بعنف علي الارض ليتحطم ويصدر صوت عنيف ثم اخذ يردد لنفسه : فوق كدا انت مالك مش عارف تتحكم في اعصابك كدا فوق..! 

"عقله": زعلت عشان قالتلك بكرهك وانت كنت تتمني تسمع منها عكسها؟ ولا عشان اتعصبت عليها جامد؟ ولا عشان نظره الخوف الي كانت في عنيها منك وانها بتخاف منك ومش مأمناك؟ 

"سليم": من كلو، غبي، غبي مكنش لازم ازعقلها واخوفها مني كدا..! 

"عقله": طب ما تخاف..! 

"سليم": بس انا مش عايزاها تخاف مني!، عايزها تتأكد اني عمري ما أذيها فعلاً وان قسوتي عليها دي من غضبي الي مابعرفش اتحكم فيه..!

"عقله": لا اوعي يا سليم تضعف، اوعي تكسر العهد وتفتح قلبك خليه مقفول بميت ترباس كدا احسن 

"سليم" وهو يمسك رأسه بقوه: بباااااس كفايه ما بقتش قادر كفايه

ثم خلع قميصه ودلف للحمام ليضع رأسه تحت الماء البارد لعله يرحمه ويهدأ البركان الذي يغلي بداخل ذهنه من تشتت افكار واضطرابات مشاعر...

خيوط الشمس 

#الفصل_الثامن


" في مقهي راقي علي النيل"

يجلس مجموعه من الشبان يتحدثون 

"مازن": لا يجدعان مليش انا في الجو ده

"رؤوف": هو ايه الي ملكش يعم دول ساعتين زمن هنتبسط فيهم ونرجع تاني

"مازن": لا يعني لا قولت مليش في الكلام ده روحوا انتو

"مروان": مش هنروح منغيرك بعدين مش هتدمن من اول مره يعني متخافش

"مازن": مش حكايه بس انا اصلا مليش في الدخان 

"رؤوف": جرب بس 

"مازن": ييووه يا رؤوف طيب سيبني افكر

"مروان" بضحكه خبيثه: خد راحتك يبرنس المهم انك دلوقتي بعدين هتيجي يعني هتيجي 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


خرج سليم بعد وقت ليس بقصير من المرحاض يتناثر شعره المبتل بعشوائية وتترنح قطرات الماء منه علي جسده العاري وعضلاته البارزه مما يزيده جاذبيه، هز رأسه بعنف ينفض المياه من بين خصلاته الناعمه واخذ نفس عميق وهو مغمض العينين محاولاً للإسترخاء قليلاً، تجولت نظراته في جميع اركان الشاليه باحثاً عنها حاول منع قدمه من اخذه للبحث عنها ولكن لم يستطيع وبدأ يأخد خطوات خفيفه باحثاً عنها، ولكن لم يجدها ولم يسمع صوتها، فقط صوت الصمت من حوله..! 

شعر بإختناق عندما لاحت فكره انها من الممكن ان تكون عرضت نفسها للأذي بسببه ..! ، خيم الندم عليه للحظات لمعامله القسوه لها واهانتها بعنف ولكن سرعان ما سيطر غروره عليه مره اخري ونفض تلك الافكار من ذهنه يحاول ارتسام الجمود مره اخري وهو يصعد الدرج باحثاً عنها بهدوء حتي لا يفزعها..! 

دخل جناحه وعلي بُعد خطوات منه كانت تقف اسيل في غرفه ملابسه وسط هذا الكم الهائل من الخزن والملابس الراقيه تضع كرسي امام خزانه طويله وتقف عليه تحاول الوصول لأعلاها وتعطي للباب ظهرها 

هدأت خطوات سليم كما هدأت انفاسه وهو يراقبها ، سند بكتفه علي الباب وكتف يده امام صدره ولاحت شبح ابتسامه علي شفتيه وهو يراها تحاول ترتيب ملابسه، تمني لوهله ان يري هذا المنظر دائماً يتمني ان تتولي جميع اموره، تنتقي بذلته وتربط ربطه عنقه وهو يسرح في بحور عينها الذي لم يري لهم مثيل من قبل، شعر انه يريد اختطافها بالفعل ولكن هذه المره بكل جديه،  يختطفها من عالمها لعالمه بلا رجعه

افاق من شروده علي صوت اسيل الحانق

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

"اسيل" بحنق محدثه نفسها ولكن بصوت وصل 

لأسماعه بكل اريحيه : مش فاهمه ايه المشكله لما يحط هدومه في دولاب زي الناس عادي، لازم ناطحات السحاب دي..! 

اخفضت اسيل يدها تريح معصمها قليلاً 

"اسيل" بتذمر طفولي: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ، اعصابي باظت بسببك ، وكل ده عشان ايه؟  

"ثم اجابت نفسها وهي تقول بسخريه " : عشان سليم باشا غروره ميسمحلوش انه يعترف بغلطه ومدي لنفسه الحق انه يهيين الناس عشان مقالوش الي علي مزاجه..! ، اااااه لو كان معايا فازه  كنت كسرتها علي دماغه الناشف دي 


__: ولو كان معايا مقص كنت قصتلك لسانك الطويل ده

قال سليم كلماته الاخيره فجأه بعدما كان يتابعها وهو يحاول كتم ضحكته علي منظرها الطفولي وهي تضرب الكرسي بقدمها مستمتع بعصبيتها وتذمرها ولكن لم تدم ابتسامته كثيراً ففي غضون لحظه من الزمن كانت تطاير الملابس من يدها نتيجه لفزعتها وقفزت من علي الكرسي لأعلي دون وعي ليقع الكرسي محطماً المرآه يفتتها لقطع حاده تتناثر علي الارض بعشوائية واسيل تسقط في الهواء عليها وقد كان هلاكها اكيداً 


عندما رأي سليم المنظر فاق من شروده وقفز داخل الغرفه بسرعه ليلتقط اسيل غير عابئاً بقطع الازاز الحاده التي تغرز في قدمه مخترقه جلده بعنف


هوت اسيل بقوه ولكن ليس علي الارض بل في احضان سليم..! 


وقعت من السماء لتصطدم بقلبه محطمه جميع اسواره، جاءت له فجأه من العدم لتأسره بين تفاصيلها وجمالها، حبيس داخل جفونها يحاوطه جمال عينها..!، لم ينجح هو في اختطافها بل اختطفته هي من وجعه وآلامه وافكاره الدائمه المشتته، لتتسيد هي ذهنه بجمالها وبمشاكستها وبكل تفاصيلها الذي اصبح يتفنن في تأملها...! ، كان يحتبسها داخل احضانه يشدد زراعه حولها يحاول بث الامان لها، انها بأمان معه وداخل احضانه ولم يصيبها اذي..! لن يسمح بأذيتها قد وان كان الثمن اذيته هو..! 


كانت اسيل تخفي وجهها بكفها وصدرها يعلو ويهبط بعنف تحاول اخذ اكبر كميه من الهواء وكأنها تشبع رأتيها بعد شعورها بأنقطاع انفاسها واحتضارها ظلت ثواني علي تلك الحاله وهي تحاول ان تثبت لرأتيها انها علي قد الحياه

ولكن هذه الثواني مرت كالدهر علي سليم وهو يتأمل ملامحها بعيون لامعه متناسياً قدمه التي تنزف بعنف كان يقف بثبات يحملها بين احضانه ويشدد من احضانه عليها متأملاً خوفها الطفولي منتظراً للحظه التي يملي عينه بجمال عينها..! 


"سليم" بصوت متحشرج من بين عواصف مشاعره ولكن بحنو ورقه اخرج كلماته ببطئ علي فترات يحاول تهدأتها : 

متخافيش اهدي... اهدي وخدي نفسك

انا جمبك ...انا هنا معاكي فتحي عينك


كانت اسيل تشعر بإرتخاء في جسمها من اثر الصدمه فلا تستطيع التحرك و وقعت كلماته علي اذنها كالبرق جعلتها وكأنها ثمله 

لا تعلم اتحلم ام انه بالفعل بجانبها تمنت للحظه لو كانت تحلم ان تظل حبيسه احلامها ليظل هو بجانبها تستنشق رائحته الذي حفظتها وعشقتها عن ظهر قلب تتأمل ملامحه الرجوليه الوسيمه وتحاول احتوائه بداخلها وتنتزعه من آلامه وقسوته تتمتع بحنيته التي لم تتذوق منها إلا القليل حتي وان كانت في نبره صوته ولكن اذابتها، وبرغم من قسوته وعنده إلا انها بررتهم له بدون اسباب لأن هذا ما تريده، تريده بجانبها فقط و وداعاً للأسباب الان..! 


فتحت اسيل عينها ببطئ لتتقابل عيناهم في نظره تحمل الكثير والكثير ليس للشرح بل للصمت وترك المشاعر هي تتحدث..! 


"اسيل" ببطئ وضعف وهي تنظر لعينه تلتمس منهم الامان: ان.. اننا كنت هموت..! 

"سليم" اشفق علي حالتها يريد ضمها اكثر بين احضانه حتي يخبأها بين ضلوعه ولكن لا يريد اخافتها فتنهد وقال بليين وحنو : متخافيش انا معاكي،  مكنتش هسيبك يحصلك حاجه، اهدي انتي كويسه 


شعرت اسيل بدفئ وصدق كلماته مما جعل شعور الامان والراحه يسيطر عليها، شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس وجهها بعنف و بنبضات قلبه المتسارعه وكأنه فاز بسباق للتو..! 


كانت قطرات المياه تهطل من شعره علي وجهها محمله برائحته، كل هذا كان كالصعقه التي اصابت عقلها، افاقت من شرودها علي تأوه خفيفه منه وهو يحاول تحريك قدمه افاقت للموقف ولوضعها لتشعر وكأن هناك احتباس حراري بالغرفه جعلها تصهد ولكن هذا كان من اثر خجلها، حاولت تجميع جمله مفيده ولكن خجلها وتوترها سيطروا عليها فحاولت الهروب بعينها واخفاء وجهها شديد الحمره حاولت الاعتدال والنزول من بين يده بتوتر 

حركتها المستجده افاقته وجعلته يشدد من احضانه لها بسرعه مانعاً لنزولها 

شعرت هي باشتدات يده حول خصرها وقدمها مما جعلها تستعد غضبها في لحظه وتلتف له بعنف 

"اسيل" بغضب: ممكن تسيبني انزل وتبعد عني، عالفكره الي حصلي ده بسببك وكنت هموت دلوقتي

"سليم" بنفاذ صبر: عمري

"اسيل " بعدم فهم: عمرك ايه؟ 

"سليم" بعدم وعي : عمري ما كنت هسمح يحصلك حاجه 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

تنهدت اسيل بخجل مصحوب بعصبيه وهي تحاول الهروب من نظراته وتدفعه من كتفه ببطئ محاوله النزول

"اسيل" بحده: متشكره اوي، مكنش له لزوم تعبك واتفضل نزلني حالاً وابعد عني


"سليم" بنفاذ صبر وصرامه : هنزلك بس استني هتعوري نفسك تحتك ازاز المرايه لو نزاتي هيعورك


"اسيل" بعند وهي تحاول دفعه: ملكش دعوه نزلني بقولك 


عاد "سليم" لحدته وغضبه من عنادها الذي سيتسبب في اذيتها: قولت تستني يبقي تستني، كلامي بيتنفذ من غير جدال 


حاول سليم تخطي قطع الازاز الذي ينتشر حوله وهو يتحامل علي قدمه بألم من اثر شظايه الازاز التي تتخللها وقطع الازاز التي جرحتها بعنف

خرج من غرفه الملابس للجناح وانزلها برقه عكس العاصفة التي تملكت منها نتيجه لخجلها وعصبيتها 


"اسيل"  تحاول اخفاء خجلها ومشاعرها المشتته نحوه خلف غضبها وهي ترفع اصبعها في وجهه: انت ايه الي هببته ده؟  ، ازاي تشيلني وتقرب مني اصلاً...! ، انت تبعد عني ومتلمسنيش كنت تسيبني اموت اهون من قربك، وبعدين كلو بسببك اصل.... 


هنا وقف اسيل فقد انتبهت لأول مره انه عاري الصدر ولا يرتدي إلا بنطاله..! 

شهقت اسيل بفزع وقالت بصدمه وهي تشتعل خجلاً تحاول الهرب بنظراتها: وازاي تقف قدامي كدا انت قليل الادب فعلا و... 


كانت تحاول الهروب من نظراته الثاقبه لها وهو بتلك الحاله تتناثر قطرات المياه علي وجهه وصدره العاري بجاذبيه وتلك الابتسامه علي جانب شفيته وهو يستمتع بعصبيتها ولكن وقع نظرها علي الارض مما قطع كلماتها وشهقت بفزع وصدمه عندما رأت بركه مصغره من الدماء تحت قدمه التي لم تلاحظ جروحها اثر البنطال الغامق الذي يرتديه رفعت اسيل نظرها له بخوف وقلق متناسيه كل ما مرت به


"اسيل" بذعر: يالهوي انت رجليك بتنزف جامد، رجليك متعوره جامد اقعد بسرعه متقفش عليها

هروت سريعاً لاحدي اركان الغرفه ساحبه كرسي صغير وضعته وهي تحثه علي الجلوس


كان يتابع قلقها عليه بإستمتاع ،جلس سليم بدون ادني كلمه فبالفعل قد بدأت جروحه يشتد الالم بهم، دخلت اسيل للمرحاض وهي تبحث عن حقيبه الاسعافات الاوليه وهي تشعر بغصه بقلبها علي حاله و تلعن نفسها بسبب تسرعها وكلماتها اللاذعه له وهو كان يحميها وإلا كانت هي الان في حاله هذا..! 

تناست كل شئ وهي تستعد لمعالجته واقنعت نفسها ان هذا فقط إرضاء لمبادئها فأين كان ما بينهم لا تقدر علي تركه وهو يحتاج مساعدتها ولا تساعده..! 


كان سليم ازاح البنطال قليلاً كاشفاً عن جروحه بألم وهو يتذكر معاندتها له فقد شعر انها لم تقدر ما فعله من اجلها وانها مازالت تخاف منه وتشك بنيته ان يأذيها 

جلست هي علي ركبتيها امامه وهي تحاول معالجته


"اسيل": حرك رجلك معايا براحه، عشان اشيلك الازاز قبل ما يحصلك تسمم

"سليم" بهدوء وقسوه متحملاً ألمه : قومي امشي، مفتاح الشاليه في الدرج الي هناك مع موبايلك 


"اسيل" بصدمه: ايه؟  امشي ايه؟  بقولك هات رجل.. 

قاطعها "سليم" بنظره حاده ونبره امر: قولتلك قومي امشي وسيبيني


"اسيل" بعند: خليني اعالج رجلك وبعدين همشي


صرخ "سليم" بغضب : قولتلك سيبيني


صرخت "اسيل": لا مش هسيبك


ثم بدأت تداوي قدمه غير عابئه بكلامه وقد استسلم لها سليم عكس ما كان يتوقع..! 

فتلك المره الاولي الذي لا ينفذ امر سليم المنشاوي بل وتلك المره الاولي الذي يسعده عصيان امره..! 

بعد وقت قصير كانت اسيل تغلق بوكس الإسعافات 


"اسيل" وهي تنهض بعمليه: انا شلتلك كل الازاز وطهرت جروحك ولفتلك شاش، انا اه مش دكتوره بس بعرف اتصرف بس لازم تتصل بدكتور عشان يكتبلك مسكن او مضاد حيوي 

لم تسمع رده حتي لم تسمع صوته منذ بدايه معالجتها له وقفت امامه و تنحنحت بهدوء تحاول ان تستشف رده ولكن لم يأتي..! 

كررت فعلتها بنفاذ صبر لتجده ينظر لها بنظرات لم تفهمها فقد كانت تحمل من  القسوه ، اللوم ، الألم والمعاتبه ما اربكها..! 


"سليم" بثبات: ليه ما مشتيش ؟ 

"اسيل" بإستغراب : ها؟ 


"سليم": ليه ما مشتيش؟  ليه ساعدتني؟  مش بتكرهيني وانا قليل الادب ومفتري من وجهه نظرك؟ ليه ما ردتيش الي عملته فيكي وسبتيني وكان قدامك فرصه تهربي وانا مكنتش هعرف ألحقك من وجع رجلي؟  ليه قربتي مني لو الموت عندك اهون من قربي وانتي بتخافي مني؟ 


سقطت اسألته علي اسيل كالدلو الماء البارد 

"اسيل" تحاول الثبات واخراج كلماتها بعمليه ولكن توترها لم يتيح لها الفرصه: مت.. متعودتش يعني اسيب حد بيتوجع ومحتاج مساعدتي ومساعدوش..!،  عمري ما ارد الوجع بوجع مقدرش اخلي حد يتوجع بسببي،  وبعدين الي حصلك ده بسببي وانا المفروض الي كنت ابقا مكانك دلوقتي


ثم اخفضت رأسها بخجل وهي تقول: شكراً، واسفه اني ساعتها اتعصبت وشكيت فيك


كان سليم يحاول منع ابتسامته معبره عن استمتاعه من خجلها وتوترها امامه


"سليم": ها؟  لسه اجابه؟ 

"اسيل" بعدم فهم: ها؟ 

"سليم": لسه اجابه سؤال نستيه، سامعك

"اسيل": سؤال ايه؟ 

"سليم" بثبات وقد كانت نظراته ثاقبه لعينها : قربتي مني ليه وانتي بتخافي مني ؟ 


كست الحمره وجنتي اسيل وشعرت ان جسدها يرتعش من توترها وخجلها وهي تحاول اخراج الكلمات من بين شفتيها بصعوبه : ايواا.. يع.. نني.. اصل اناا... 

خافت "اسيل" ان تفتضح مشاعرها امامه فحاولت اصتناع الجمود : انا اه كرهتك وكنت بخاف منك بس ده مش معناه اسيبك غرقان في دمك وامشي، انا مش كدا..!

"سليم" بخبث مصطنعاً عدم الفهم : كنتي بتخافي؟ 

"اسيل" بسرعه تحاول اصلاح كلماتها: لا طبعاً مش معني اني واقفه قدامك كدا اني امنتلك انا عمري ما آمنلك ولا عمري هطمنلك وهفضل اخاف منك واتجنبك 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

شعرت اسيل بالندم علي تسرعها فيما قالته عندما لمحت تعابير وجهه تتحول للعبوس وعنياه تزداد سوادهم ونبره صوته تحدت: طيب متشكر اوي اتفضلي اطلعي برا بسرعه قبل ما اعملك حاجه ولا ايه؟ 

ظلت اسيل تنظر لتغيره المفاجئ بصدمه و فزعت واخذت ترجع خطوات للخلف في ذعر عندما وجدته يقف من مكانه ويقول بصوته الجوهري


"سليم": قولت امشي 

لمح في عينها خوف مجدداً مما اثار غضبه .!

ما هذه الغبيه التي لا تفهم انه يريد ان يخفيها بين ضلوعه وتخاف منه وهو يحاول بث لها انه امانها! 


"سليم" بنفاذ صبر وبصوته الجوهري: في اايهه؟  نظره الخوف الي في عنيكي دي ليه؟ ما بقولك امشي اهو ولا قربتلك ولا حتي هقربلك..!  

انا لو كنت عايزه اعمل فيكي حاجه ولا أذيكي كنت عملت من زمان وانتي عارفه ان محدش يقدر يقف قدامي، ده انا حتي جبتك ليا بمزاجك وانا قاعد مكاني..! 

بس انا لا ندل ولا حيوان عشان اخدك علي اخوانه ولا اسمح لنفسي اذيكي لا فوقي مش سليم المنشاوي وان كنت بعمل كدا وبقسي عليكي عشان اكسر عنادك ودماغك النشافه دي الي خليتك تتجرأي ولسانك يطول عليا وانا الي عمر ما حد قدر يرفع عينه فيا..! 

بس خوفك ده مش فاهم سببه..؟! ، حتي بعد ما انقذتك ورجلي اتبهدلت عشان ميحصلكيش حاجه ،عملت ايه انا غير كدا يخليكي تخافي مني بالشكل ده ؟  

كانت اسيل صامته تنظر له بصدمه ولكن صرخ بها : اننططقيي

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت رحله مرهقه عليه بعد يوم شاق طويل حاول جاهداً إنهاء جميع مهامه به ليعود لصديقه سريعاً فهو يأمل بعطله مريحه معه قبل العوده لعالم الاعمال اللانهائية والمرهقه


دخل الشاليه وجده خالياً بحث بنظره عن صديقه لم يراه ولكن وجد اثار زجاج علي الارض وفجأه وصل له صريخ صديقه يهز الارجاء فترك حقائبه وتوجه سريعاً ناحيه صوت صديقه 

دخل "مالك" الجناح ليجد سليم عاري الصدر يقف متشنجاً العضلات تشتعل عيناه غضباً وكان في حاله ترهب من يره، تقف امامه فتاه يظهر عليها الارهاق والرعب منه وقد اخذت دموعها طريقها لوجنتيها

اقترب مالك بسرعه و وقف حاجزاً اسيل عن سليم

"مالك": اهدي يا سليم في ايه؟  البت هتموت من الرعب مين دي وعملت ايه؟ 


كانت اسيل عيناها معلقه علي سليم غير عابئه بمالك الذي يقف امامها ولكن كان المشهد انها تحتمي خلفه من سليم مما اثار جنون سليم 


"سليم" بغضب جامح : ملكش دعوه يمالك وابعد عن وشي احسنلك

"مالك": اهدي بس ونحل اي حاجه بالعقل 

"سليم" بعصبيه ونفاذ صبر: ممااللكك

افزع صراخه اسيل مما جعلها تنفض وتنهار في البكاء اكثر لا تعرف كيف تتصرف او اين تذهب


"مالك": مينفعش كدا لازم تهدي مينفعش الي انت بتعمله ده

"سليم"محذراً: ابعد عنها ومتدخلش احسنلك بدل ما قسماً بربي اطلع الي فيا فيك 


"مالك": لا مش هبعد انت مش شايف هي مرعوبه ازاي، انت عايز منها ايه؟  


"سليم" وقد ألتهم مالك بنظراته الغاضبه : وانت بقا الي هتحميها مني؟ 


"مالك" وهو يحاول الصمود لكنه يرتجف فهو يعلم انه ليس بالمقدره علي مواجعه غضب سليم: ايوا انا هحم... 


اقترب منه "سليم" وقبض علي معصمه بقسوه وقال بنبره مرعبه لم يتوقعها مالك قد..! : انا اقدر احميها من نفسي ، وانت ملكش دعوه بيها فاهم؟ 


توجه ناحيه اسيل واخذ قميص بسرعه كان ملقي علي الارض واخذ يسحبها من معصمها خارج الشاليه وقد اخذ مفاتيح سيارته وهاتفها ايضاً وتوجه بها لسيارته وهي تتبعه دون كلمه، لا تعلم ماذا يحدث وما هذا اليوم العجيب الذي حتي لم تراه في الافلام والمسلسلات ولم تسمع عنه في الروايات قد...! 


جلست في السياره بجانبه برعب لا تعلم كيف و في غضون ثانيه كل الاوضاع تبدلت هكذا واصبحت الان معه داخل السياره وقد قادها بجنون لا تدري ماذا ينوي ولكنها فضلت السكوت في حالته هذه مانعه للمضاعفات..! 


وقف سليم امام البحر وترجل من السياره يقف يعطيها ظهره ويغمض عينه يأخذ شهيق وزفير عنيف يحاول الاسترخاء ، كانت تتابعه من خلف زجاج السياره وهي لا تدري ماذا يجب ان تفعل..! 

ظلت متردده كثيراً ولكن حسمت قرارها علي النزول والتحدث له بمنتهي الهدوء واصلاح ما تسببت به بتسرعها


اقتربت منه بخطوات بطيئة وظل هو علي حالته

تنهدت اسيل تحاول لفت انتباهه ولكن لم تنجح فحاولت انتقاء كلمتها


"اسيل" بتوتر: انا بس... كنت يعني... 


"سليم" بهدوء وقسوه وهو مازال يعطيها ظهره مغمض العينين: متخافيش انا وقفت شويه اهدي اعصابي  وهروحك لحد بيتك و اوعدك مش هتشوفيني تاني


"اسيل" بإستغراب: اخاف من ايه؟ 


"سليم" بسخريه وتهكم: مني


"اسيل" بثقه: بس انا مش خايفه منك و واثقه فيك..! 


"سليم" بسخريه: اه منا عارف ، نظره الخوف الي في عنيكي وانك تتحامي في مالك مني بيأكد كلامك فعلاً


ادركت اسيل ان مالك هو الشخص الذي تدخل بينهم منذ قليل

"اسيل" بثقه وقد شجعها هدوءه: بس انا مستخبتش منك وراه، هو الي جه وقف قدامي،  لو كنت عايزه استخبي منك كنت قفلت جناحك عليا والمفتاح كان في الباب اصلاً يعني مكنش صعب، بس انا مقفلتوش ومكنتش هقفله عشان ما اتعودتش انافق..! 

مش هبقا مطمنه واعمل نفسي خايفه..! 

وثانياً نظره الخوف دي من غموضك وطريقتك الي مش فهماها واسلوبك ونظرتك الي بتتغير كل لحظه ومحدش يقدر يفهمها، مكنتش قادره افهمك وعصبيتك الي اربكتني، بس انا كنت عارفه انك مش هتأذيني ومش دلوقتي بس، لا الصبح كمان كنت عارفه انك مش هتسبني، بس انا اول مره امر بكل ده وصعب عليا اوي وعلي اعصابي استحمل كل ده في يوم واحد..! 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

تنهدت بإرهاق ثن تابعت: في يوم وليله قابلتك وحصل فيهم كل ده وانا معرفش انت طلعتلي منين..! ، كل الي احنا فيه ده متعرفش ايه سببه ده احنا حتي منعرفش بعض..!  ، انا كانت حياتي هاديه قبل ما اعرفك ولا اشوفك بس دلوقتي كلها متلخبظه وانا حاسه اني تايهه ومعرفش المفروض اعمل ايه..!، حتي معرفش انا المفروض اكون واقفه دلوقتي بكلمك ولا لا..! 


تنهد "سليم" ببطئ والتف لها ،قابلت عيناه عيناها بنظره تحمل من المشاعر المضطربة الكثير : متعودش ابرر تصرفاتي بس كل الي اعرفه ان كل ده بسببك، انا مكونتش عايز اخوفك مني ولا اقسي عليكي، ولا كنت ناوي اوجعك كنت عايز اقرص ودنك بس، لكن عنادك عصبني وانا في غضبي ما بشوفش قدامي وخلاني اقسي عليكي و انتي مش قد قسوتي ولا غضبي انتي بريئة اوي ونضيفه وصافيه 

ثم اكمل بعدم وعي : وجميله اوي..! 


هربت اسيل من نظراته بخجل ليتدارج نفسه بسرعه قائلا : اين كان المهم الموضوع خلص خلاص وكل حاجه هتنتهي بعد ما اوصلك لبيتك ..


كان تفكير اسيل معلق عليه وهو ويتحدث تحاول الرجوع الي وعيها ولكن تاهت في نبره صوته وعيناها تحفظ ملامحه، وتفاصليه حتي ادقها ، تستنشق رائحته وهي تشعر انها ثمله من اثر عطره ، تحاول الرجوع الي وعيها جاهده


اغمض سليم عيناه يتنهد يحاول السيطره علي مشاعره وانهاء الحوار سريعاً لكي لا يفقد اعصابه امامها..! 

التف ليركب السياره ولكن اوقفه صوتها 

"اسيل": عالفكره

التف لها سليم بيطئ ليراها تبتسم


"اسيل" بعدم وعي: انا مسمحاك وشكراً انك انقذتني 

ثم اضافت بخجل: واسفه علي الكلام الي قولته بردو انا كمان اتسرعت وزودتها في الكلام 


لتضيف بمرح محاوله انهاء هذا التوتر : بس انت الله اكبر عليك مأثرتش وخطفتني بدل المره مرتين


اخذت ترتسم ابتسامه عريضه علي وجهه وقد استغرب هو من نفسه فلم تزوره هذه الابتسامه منذ فتره ولكن الان تملكت منه وهو يراها امام عينه تبتسم بمرح..!

خيوط الشمس

#الفصل_التاسع والعاشر والحادي عشر


ظلت اسيل طوال الطريق صامته تستند علي النافذه بإرهاق وتعب فكان يوم يتأرجح بين الحقيقه والخيال بالنسبه لها، احداثه كما لو كانت كالصواعق تضربها واحده تلو الاخري دون رحمه، ولكن كان الارهاق الذهني والعصبي اصعب بكثير من الارهاق البدني، فهي تشعر بعواصف من المشاعر تحاول جاهده الصمود ولكن كانت تتفتت اعصابها من كثره الضغط والتشتت، كانت تعنف نفسها علي لينها معه تاره والتاره الاخري تريد ان تلتف وتسرح به، تريد ان تصفعه تاره، وتاره اخري تريد ان تضمه بعينها وتشكره علي انقاذها كانت في حاله مهلكه بالطبع فلم تأخذ بالها من سليم الشارد ويبدو انه في دوامات هو الاخر يحارب نفسه ويحاول الصمود والتصلب ولكن لم يتمالك نفسه حتي اخذ يخطف النظرات عليها من حين لأخر في سرعه حتي لا تراه وينجرح غروره..! 

كانت كل خلاياه تحثه علي سؤالها علي اسمها ومعرفه من هي ولكن ليعود عقله يبث الغرور له لتدور تلك الافكار في عقله يحدث نفسه بها طول الطريق..! 


" ولما اسألها علي اسمها دلوقتي هستفاد ايه؟ هدور عليها تاني مثلا ولا هتصاحبني؟! ده انت كدا تبقا دوست غرورك مش انت الي تفتح الكلام يا سيلم يا منشاوي ولا انت الي تهتم، بعدين تهمك في ايه اصلا ما تغور مش مكفيك الي عملته فيك لحد دلوقتي؟! شوف حالك الي اتشقلب..!  لو قربت منك اكتر هتخسر الرهان مع نفسك انك عمرك ماهتلين ولا هتفتح قلبك وافتكر ان سليم المنشاوي ما بيخسرش"


عندما اقتربت السياره من الفندق نظرت له اسيل بترقب كانت تنتظر منه سؤال واحد يخصها دون شعور منها ولكن رأت تعابير وجهه العابسه وحاله بروده فأخذت تعنف نفسها بشده انها سمحت بإنتظار اهتمامه..! فلماذا يهتم بها؟ من هي بالنسبه له؟ هي مجرد وسيله له يقوم بتعذيبها وجرحها ليرضي غروره التفت بعنف وهي تردد كلمات الكره له في سرها تأكد لنفسها انها تكرهه وتحاول نفي مشاعرها تجاهه

تذكرت وعده لها انه بعد ما يوصلها سيختفي من حياتها تماماً لتشعر بغصه في قلبها ولكن سرعان ما تقنع نفسها ان هذا هو الافضل لها لكي تتحسن حالتها النفسيه فلم تجني من خلفه إلا وجع قلبها..! 


توقفت السياره امام الفندق ورأت اسيل صديقاتها يإنتظارها بقلق اشتعلت عيناها شوقاً لهم و تنسات كل شئ لم تشعر وقتها إلا انها تريد ان ترتمي بين احضانهم لتفتح باب السياره لحظه وقوفها وتغلقه وهي تهرول بإتجاههم تريد ان ترتمي في احضانهم ليس لتطمأن بالاغلب ، بل لتهرب من صراعها الداخلي وتتخفي بين احضانهم من وجع مترقب لم تتمني يوم ان يصيبها..! 


كان ينظر لها بذهول وهي تهرول بعيداً عنه ففي غضون ثانيه قبل ان يلتفت لها حتي،  وجدها هرولت بعيداً عنه..! 

ظل ينظر لها وهي ترتمي في احضان صديقاتها وقد اخذت شهقاتهم جميعاً تتعالي يقف بالسياره لا يستطيع حتي تذكر وجهته هو فقد شارد بها ولكن لم يستطيع منع فضوله من التصنت عليهم وهم ينادوها بأسمها بلهفه


ليبتسم ويخرج حروف اسمها من بين شفتيه ببطئ يتلذذ بها و تلهث انفاسه الدافئة وهو يشدد علي حروف اسمها : اســيــل..! 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


"في شرفه المنزل يجلس محمد عبد العزيز المنشاوي " 

يجلس محمد شارداً في حال ابنه الذي اصبحت تصرفاته غريبه وطريقه معاملته و اوقات خروجه ودخوله !

ثم اذا به فجأه يفزع من رن الهاتف المفاجئ  

____ : الحق يا فندم مازن بيه العربيه اتقلبت بيه وحالته خطر في مستشفي ******

قفز محمد من علي كرسيه واخذ مفاتيح سيارته ثم انطلق بأقصي سرعه نحو هذه المشفي وبعد وقت ليس بطويل وصل محمد وقد ترجل من سيارته مهرولاً داخل المشفي اخذ يسأل علي حاله ابنه ليعلم انه في العنايه المركزه

هرول محمد في اتجاهها وقلبه يكاد ينشق من الخوف مر الوقت ثم خرج مازن علي سرير متحرك وهو في حاله لا يرثي لها 

عندما رأي محمد منظر مازم انتفض وهبطت دموعه وهو يدعي الله ان ينجيه

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

"محمد" ببكاء: ياررربب، يااارب معاه ونبي ونجيهولي ونبي يارب مش هقدر استحمل انه يضيع مني، عارف انه بيغضبك كتير وبيغضبني كتير بس انا راضي عنه خلاص ،ارضي عنه ونبي ونجيه


وظل يبكي ويدعي الله

مر حوالي ساعتين كانوا كالدهر عليه ثم جاء "الطبيب" بوجه جامد وهو يقول : الحمدلله ربنا سترها المرادي وجت علي اد شويه كسور وجروح وربنا نجاه وبدأ يفوق، بس مظنش المره التانيه هيبقا ربنا يسترها معاه ولا لا خصوصاً انه بيعمل حاجه بتغضبه وبيضر نفسه بيها

"محمد" في قلق: ازاي يعني، يعني ايه؟ 


"الدكتور": ابن حضرتك يافندم كان شارب مخدرات وده سبب الاغماء الي حصله عشان كدا العربيه اتقلبت بيه

"محمد" في ذهول وصدمه: اييهه؟؟  مخدراتت!!!!  مخدرات ايه انا ابني عمره ما يعمل كدا

"الدكتور": والله مش انا الي بقول ده التحاليل الي بتقول كدا وانا المفروض دلوقتي اخد مجري قانوني وانت عارف يعني ايه الكلام ده


"محمد" بحرج: لا يا بني حرام عليك تضيع مستقبله ده شاب وطايش تلاقيه اتلم علي شويه عيال هما الي جروه للطريق ده وانا هعرف اتصرف معاه ازاي مش مستاهله يعني


"الدكتور": بص يا حج لو كان كميات المخدرات في جسمه كبيره كنت مش هسمع لكلامك ده بس عشان باين في التحاليل ان دي اول مره يتعاطي مخدرات عشان كدا حصله الي حصله ده بسبب عدم تعود جسمه فهو فعلا شكله اتجر للطريق ده وانا هعمل لحضرتك خاطر ومش هتصرف بس ياريت تلحقوه


"محمد" في اسف: اكيد يابني .. شكراً ربنا يخليك 

"الدكتور": عن اذنك يا فندم ، حضرتك تقدر تدخله دلوقتي


ذهب الدكتور ودلف محمد لغرفه مازن بوجه جامد

و عندما دلف وجد مازن لا يستطيع الحركه لاكنه يبكي بشده دون توقف 

ظل واقفاً امامه للحظه ثم اتجه وجلس علي كرسي بمقربه السرير بجمود

وعندما شعر به مازن قال بصوت باكي: بابا

فلم يجب محمد 

فزاد مازن في البكاء وهو يقول......


مازن ببكاء: بابا ونبي سامحني،  انا عارف ان الي حصلي ده عقاب من ربنا بسبب غضبك عليا انت وماما 


ثم اشتد بكاءه: بس ونبي سامحني يابابا ونبي سامحني والله مش هعمل كدا تاني وهفوق لمذاكرتي وكمان هنزل الشغل بدل الخروج والسفر وهبقا واحد تاني خالص،  انا شوفت الموت بعنيا مرتين، مره لما شوفت نفسي بموت والعربيه بتتقلب بيا في الهوا وانا معملتش حاجه في حياتي تشفعلي في الاخره ومش قادره اعمل حاجه ومره تانيه لما العربيه اتقلبت وحسيت بقلبي بيقف وانا عارف ان انت وماما مش راضيين عني واخويا شايل مني واختي بعيد عني وبتتجنبني وانا مش عارف اوقف الي بيحصل ده وارجع ليكو ولو للحظه واحده اعوضكوا علي الي انا عملته فيكوا، ارجع ولو للحظه واحده احضنكوا واقولكوا سامحوني، سامحني يبابا ونبي ،انا اسف علي كل حاجه و اوعدك اني هتغير 


"محمد" وقد خارت قواه امام كلام ابنه وظل يبكي ليقوم من جلسته وقام باحتضانه وقال له: مسامحك يابني، مسامحك وبدعيلك ربنا يهديك وانا مش هسيبك غير لما تتغير وتقف علي رجلك 

"مازن": ونبي يبابا ارضي عني ومتسبنيش 

"محمد": خلاص يابني متقطعش قلبي والله ماهسيبك، اهدي بقا

"وبعد ان هدأ مازن وهدأ محمد سأل محمد مازن عن كيفيه حدوث ذلك ومن اعطاه هذه المواد المخدرة واين ومتي و و و، ولم يمل مازن بل اجاب علي كل اسأله ابيه بالتفصيل  و في عينيه نظره اسف 

 

"مازن": والله هو ده الي حصل يابابا والله ماعرف هما بيجبوا الحاجات دي منين ولا ازاي ولا بكام و والله ما كنت هروح معاهم بس هما فضلوا يحاولوا يقنعوني ويقولولي مش هتدمن من اول مره متخافش وهتتبسط بس لما شافوني مصمم علي اني مش هروح فضلوا يستفزوا فيا ويقولولي اني خايف و انا مقدرتش امسك اعصابي وروحت معاهم وشربت عِند فيهم بس عشان اوريهم اني مش خايف بس للأسف انا كنت غلطان انا فعلا كان لازم اخاف لو حتي مش علي نفسي يبقا من ربنا


"محمد" بغموض : اممم وناوي تعمل معاهم ايه لو شوفتهم تاني؟ 


"مازن": الحقيقه انا كنت الاول ممكن افكر اني اروح اضربهم او افكر في أذيتهم زي ما أذوني بس دلوقتي بعد ما حسيت ان حياتي ممكن كلها تروح في لحظه ، خلاص بقيت مؤمن ان كل دقيقه في حياتي لازم استغلها صح فأنا شايف انهم ميستاهلوش اني افكر فيهم ولا أذي نفسي عشانهم، انا مش هقرب منهم بس مش معني ده اني هسيبهم


"محمد": ازاي يعني؟ 


"مازن": هبلغ عن الشقه الي بيسهروا فيها ومواعيد سهرهم وابقا كدا عامل الواجب معاهم كمان 


"محمد" بفخر من رد ابنه الذي كان ينتظره وبشده : عين العقل يابني، واظن دي تجربه تخليك مؤمن انك لازم تختار صح بعد كدا عشان الاختيار الغلط ما بيأذيش حد غير صاحبه فاهمني؟ 


تنهد "مازن" في اسف : ايوا اكيد 


اردف "محمد" بحزم : بص يا مازن الي حصل ده هيفضل سر ما بيني انا وانت ومحدش من اخواتك ولا مامتك يعرف وانا هقنع مامتك انها حادثه عاديه ومش بسبب حاجه عشان هي مش حمل صدمات تمام؟ 


"مازن" في أسف: حاضر يا بايا


"محمد" : حضرلك الخير يابني، بس في حاجه مهمه عايزك تقولها ورايا ماشي؟ 


"مازن": ماشي بس هي ايه؟ 


"محمد": دعاء التوبه يابني فيه دعاء لو قولته بيمحي كل ذنوبك مهما كانت فأنا هقوله وانت هتقول ورايا.. 


ظل محمد يردد : "اللهم اني تُبت وندمت علي ما فعلت وعزمت عزماً اكيداً انني لا اعود إلا المعاصي ابداً، واشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمداً عبده ورسوله"

وظل مازن يردد وراء والده ودموعه تنسدل علي وجنتيه بهدوء دون توقف! 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مرت ليله عصيبه بعد يوم غريب اضافته اسيل إلي غرائب الدنيا السبع ..!


استيقظت اسيل من نومها متعبه وتشعر بألم في جميع انحاء جسمها استيقظت فوجدت صديقاتها قد استيقظوا وكانوا يجلسون في شرفه الجناح يتهامسون! 


 توجهت لهم وهي تبتسم بوهن

"الجميع": صباح الخير يا حبيبتي

"اسيل": صباح النور

"لوجي: يارب مايكون صوتنا الي صحاكي 

"اسيل": لا لا انا صحيت لوحدي 

 "ندي": طب احسن من امبارح؟ 

"اسيل": اه الحمدلله

"دندي": طب تعالي اقعدي بقا احكيلنا الي حصل


جلست اسيل وقصت لأصدقاءها الاحداث وهي تتعمد الجمود لتثبت لنفسها اولاً انها لم تتأثر به بعد اليوم وان اضطرابات مشاعرها ما كانت إلا تهيئات ولكن تعمدت عدم شرح مشاعرها خلال تعاملها معه متعمده عدم تذكرها و تحاول محوها من ذاكرتها واقناع نفسها انه ليس بالشئ المهم ليذكر وكل هذا بسبب إرهاقها وتعب اعصابها فقط 


شهق كل من لوجي وندي بصدمه وفتحت كل منهم فمها بذهول عند معرفتهم انه هو نفس ذات الشخص الذي اختطفها في الصباح وهو من اوصلها وهو من فعل كل هذا بهم، لتخيم فكره واحده عليهم وهي 

" يالا سخريه القدر..! "


"لوجي": اه يا واطي يعني كان عايز يزلك ويهين كرامتك بأنه يشغلك كأنك خدامه عنده عشان فاكر ان انتي الي هزقتيه في الموبايل!!!!! 

"اسيل" هزت رأسها بمعني نعم في اسي

"ندي": طب انا دلوقتي مش فاهمه في ايه يعني كان عايز يزلك و كمان كان عايز يكمل عليكي لولا ان صاحبه ولا اخوه ولا البتاع ده يعني جه، وفي ايه بقا جه يوصلك ومسبكيش تيجي لوحدك.!

ثم اكملت بشرود : بصي انا متفقه علي انو واطي وندل انو يبهدلك كدا بس حركه انو مسبكيش تيجي لوحدك دي حركه تحسسك انو راجل بس عصبيته وغروره بيسيطروا عليه! 


"لوجي": اه بصراحه يعني احنا دلوقتي في السخنه ومش معروفين والمكان هنا  open mind شويه وحاسه ان لو كنتي جيتي لوحدك كان ممكن لقدر الله يحصلك حاجه اسوء من الي عمله


"اسيل": عارفه وعشان كدا مرضتش ادعي عليه في صلاتي قولت ربنا يهديه ويسامحه!

بس انا كنت متوتره اوي من عصبيته ونظراته و عارفه انو مكنش ناوي يسبني وقتها خالص وانو كان هيحاول يهني وكان هيطلع عصبيته فيا اكتر بس الحمدلله ان الولد ده جه والموضوع خلص،  بس انا خايفه اوي لايرجع يدور عليا تاني، لاحسن باين عليه حد مهم اوي وصعب


"لوجي": انتي قولتي اسمه ايه؟ 

"اسيل": كان بيقول هعرفك مين سليم المنشاوي

"دنيا": طيب استني 

"ندي ": هتعملي ايه؟ 

"لوجي": بما انو باين عليه حد مهم يعني اكيد هلاقيه علي الفيس، انستا، تويتر، اي حاجه 


ثم امسكت بهاتفها وظلت تبحث علي شبكات التواصل الاجتماعي علي اسم سليم المنشاوي 

وهي تبحث قالت : بس انا مش عارفه ليه حاسه انو مكنش هيأذيكي يا اسيل لو كان ناوي يأذيكي كان سابك وقعتي من علي الكرسي بس هو لحقك دي وقعه كان ممكن تتكسري فيها! 

"ندي" بهيام: لا وكمان لما فضل يبصلها ونزلها براحه وكلمها بطريقه حلوه لالالا في حاجه غلط

"اسيل" بسخريه : حاجه غلط ايه بس ده انا كنت حاسه انو شويه وهيغرقني في البانيو..!

ضحكت "لوجي" ومن وسط ضحكاتها: لا صدقيني بجد انا قفشته خلاص حبه بان

"ضحك الجميع"

 "اسيل" بتأفف : هو انتو لازم تقلبوا اي موضوع كدا ؟! ده انا حاسه اني طالعه من فيلم اكشن يا يشيخه بعد المرمطه الي مرمطهاني دي

"ندي" بخبث: طب حلو طيب؟ 

نظرت لها اسيل بحنق

"لتكمل وهي تحاول منع ضحكتها": طب خلاص بلاش هو الي جه في الوقت الصح ده طيب حلو؟ 

كادت ان تنقض عليها اسيل لولا اوقفهم تسفيق لوجي العالي وتصفيرها!!!!


"لوجي": لا لا وسعولي كدا سيبوني علي المتخلفه دي 

قالتها وهي تنظر لأسيل

"اسيل" : في ايه يا بت انتي! 

"لوجي" بتهكم : وليكي عين تتكلمي عليه اصلا ده انا لو كنت مكانك كنت كلبشت فيه هو ده حد يدايق منه!!! 

"ندي": في ايه ما تفهمينا..! 

"دنيا": انتي تسكتي خالص بتسألي حلو ولا لا؟ ده احلي من حياتي وحياتكم! 


ثم لفت لهم الهاتف الذي تنير شاشته بصوره سليم في اجتماع مع احد اهم الشركات العالميه وكان في قمه وسامته وقد انتشرت هذه الصوره له علي صفحه لاكبر المجلات العالميه تتحدث عن مدي ذكاءه ودهائه كرجل اعمال ومدي اهميه شركاته ونجاحها بالعالم اجمع..! 


"ندي" بصدمه وهي تنظر لأسيل: يارتني كنت انا يا اخي

"لوجي": هي مالها بردت كدا لو كنت اعرف كدا كنت صممت ان انا الي اروحله


"اسيل" حاولت اخفاء اضطرابات مشاعرها وغصه قلبها عندما رأت صورته ولكن خرج صوتها متحشرج يسوده التوتر : هو ايه ده يعني مش حلو اوي يعني كدا !

"الجميع في نفس واحد": مش اييهههه؟

"اسيل" بتوتر وخجل وقد تذكرت هيئته امام عينها بأدق تفاصيله الذي وجدت نفسها تحفظها عن ظهر قلب فقالت بدون وعي : ماشي هو بصراحه امور شويه يعني

ثم لتدارج نفسها بسرعه ولهفه: بس انا عندي الشكل منغير روح ولا حاجه .. و انا بصراحه مش طيقاه من الي عمله فيا والي كان ناوي يعمله وكمان شيفاه واحد قليل الذوق والادب ومغرور واسم وشكل علفاضي ..!


ثم تابعت بحنق وجديه: وياريت يا جماعه نقفل الموضوع ده وما يتفتحش تاني لأي سبب من الاسباب انا اعصابي تعبت بما فيه الكفايه ومش قادره اتحمل اكتر من كدا


كانت تحاول انهاء الحديث ولكن هي تعلم انها تهرب من مشاعرها فقط ليس إلا..! 

لا تجرؤ علي مواجهه نفسها حتي بما يعصف بداخلها من مشاعر..!

خيوط الشمس 

#الفصل_العاشر


كما اخترقت خيوط الشمس نوافذنا وبدأت تداعبنا بمرح، داعبت سليم ليتملل في فراشه بأرهاق ويفتح عينه الجاحظه بسبب قله النوم ،فقد ظل يتملل طوال الليل تشتعل نيران الحرب بين عقله وقلبه والصراع لم ينتهي بل اصبح مداوم معه..! 

 جلس سليم علي الفراش وهو يضع رأسه بين كفيه يغمض عينه ويتنهد بألم

"سليم": ليه بس؟  ليه عملتي فيا كدا؟ انا كنت كويس ودوست علي قلبي وشلته من حسباتي خالص، قافل عليه بميت ترباس عشان عارف ان الحب وجع ومش سليم المنشاوي الي يتوجع.!، ومش سليم المنشاوي الي يسلم قلبه لواحده و محدش يستاهل ينول الشرف ده..! 

بس انتي جيتي خلتيني انا الي اتمني انول شرف قربك مني، مش عارف الي انا فيه ده اسمه ايه ولا ليه،  بس كل الي اعرفه اني عايزك قريبه مني..! 

لم يستطيع مقاومه تلك الفكره حتي بعد محاولات باتت بالفشل بأن يخفي مشاعره خلف قناع بروده ومسناده عقله ولكن كان لقلبه النصر في اخر المعركه فقد اعترف برغبته لها دون وعي..! 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

افاق من شروده علي صوت طرقات الباب فسرعان ما عاد إلي بردوه وقسوته وقد توجه للنافذه يقف بشموخ يضع يده في جيب بنطاله ويعطي ظهره للباب الذي فُتح ودخل مالك منه علي مهل وهو يتنحنح ولكن ظل سليم ثابتاً 

فتقدم مالك نحوه بخطوات بطيئة وحاول انتقاء كلماته ليذيب جبل التوتر الذي بينهم 

"مالك" بنفاذ صبر فقد اصابته خيبه الامل عندما لم يتلقي رد من سليم: خلاص بقا يا سليم ما انت بردو مسكتش امبارح يعني

خرج صوت "سليم" الاجش بهدوء وقسوه: احمد ربنا انك ماموتش في ايدي امبارح


"مالك" بذهول: خلاص بقا عارف اني غلطان لما شكيت فيك وافتكرت انك ممكن تكون يعني.... اقصد.... 

التف له سليم بجمود ونظر في عينه نظره ثاقبه 


"سليم": تقصد اني قربتلها وأذيتها،  تقصد غصبتها علي حاجه وخدتها علي خوانه، تقصد اني ممكن اكون غدرت بيها صح؟  سليم المنشاوي هيعمل كدا يا مالك صح؟ 


"مالك" بحرج: انسي يا سليم والله غصب عني، اعمل ايه ما انت في غضبك ما بتشوفش قدامك والبنت كان شكلها مرعوب وصعبت عليا اصل حسيتها مل... 


قاطعه سليم بقسوه وهو يرفع يده في وجهه محذراً 

"سليم": متجبش سيرتها علي لسانك ولا حتي تحاول تفكر فيها فاهم؟ 


"مالك" بذهول: مالك يا سليم..! في ايه؟ مقصدتش حاجه يا اخي، بس، انت عارف اني خايف عليك وغضبك خوفني لاتكون يعني... 

ثم تنهد ببطئ وهو يقول بجمود: تكون رجعت للشرب تاني، سليم انت كنت صعب اوي في الشرب ومستحيل حد يبقي زي ما كنت وفجأه كدا يقدر يبطل من نفسه..! ويتحمل كميه الألم الجسدي ده، فعشان كدا خايف عليك دايماً لا تضعف وترجع للشرب تاني، انا خايف عليك يا يسليم انا مليش غيرك انت وابويا بعد ربنا 


"سليم" بثقه وثبات خرجت كلماته الاتيه: زي ما شربت بمزاجي وبطلت بمزاجي اقدر ارجع بردو بمزاجي..! انا محدش يقدر يتحكم فيا ولا في تصرفاتي يا مالك وانت عارف كدا كويس، وياريت ما نفتحش في القديم عشان مش فايق دلوقتي 


تنهد "مالك" بأسي: ومين قالك بس يصاحبي اني عايز افتح في القديم؟  ده كلو من خوفي عليك انت اكيد عارف 


اخذ سليم ينظر في عينيه بثبات وجمود للحظات حتي لانت ملامحه وقال بإقتضاب : عارف

فأبتسم له مالك واقدم عليه يضمه بقوه


"مالك" بمرح: خلاص بقا يمعلم طلامه اتعشت واتصافينا انا عازمك علي الفطار علي حسابك 


"سليم" مجارياً مزاحه: مادي حقير، ما بتطفحش غير علي قفايا


"مالك" وهو يغمز : اصل حساباتك في البنوك معدش فيها مكان قولت افضيلك مكان الحق عليا؟ 


"سليم": يالهوي ده انا عايز اعلق حله زرقه في رقابتي مش خرزه 


ضحك الاثنين بمرح وقرروا الاستمتاع بيومهم وكأن شيئاً لم يكن فالصديق الحقيقي يكون تؤام للروح تربط روحه بروحك بعقد متينه يزيد عقدتها الازمات ويصلبها الدهر وان كان هناك ما يذيبها فحتماً سيكون الموت لا غيره..! 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


تمللت في فراشها هي الاخري بكسل وهي تفتح عينها ببطئ تزيل خصلات شعرها الهاربه من علي وجنتيها تضعها خلف اذنيها ،مدت يدها لتأخذ هاتفها تعبث به قليلاً قبل تركها للفراش

اخذت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي تراقب كل جديد وقعت عيناها علي صوره جعلتها تقفز فوق فراشها وتشهق بصدمه غير مستوعبه..! 

تركت الهاتف سريعاً من يدها تتوجه للمرحاض بلهفه لتبدأ في تحضير نفسها للظهور في ابهي صورها فهذا كل ما تحتاجه الان..!


ننظر هنا للهاتف الملقي علي الفراش نجد انها كانت صوره لأولاد عمها الاكبر "اكرم وكرم" صباح اليوم يشاركون بها الناس علي مواقع التواصل الاجتماعي محتفلين بعودتهم لموطنهم مصر ..!



خرجت كندا من المرحاض تمسك بهاتفها مجدداً تلقي نظره علي الصوره وهي تبتسم بوهن فقد كان اكرم قريب من الكاميره وكرم يقف خلفه وما كانت تحتاج إلا هذا القرب لتستطيع التأمل في ملامحه بحب وهيام..! بالرغم انها حاولت مراراً وتكراراً تخطي حبه واقناع نفسها انها وقعت بحب ذلك المدعو بـ "عز" ولكن قلبها آبي ان يسكنه احد غير حبها الاول والاخير "اكـرم" لتغرق في بحور عشقه

ضاربه فرق السن الكبير بينهم عرض الحائط ، تعلم انه من المستحيل ان يقدر حبها وقد اعتاد ان يعاملها بمبدأ انها صغيره ولا تفقه شئ بالحياه..!

تسمع الهمسات من حولها عن تبلده وخبثه وحقده ولكن كانت تنظر له بعيون عاشقه..! 

اي انها انزلت ستائر العمي علي عينها وتسيد قلبها الموقف..!

تنهدت بأسي وهي تتذكر معاملته الجافه لها وعدم انتباهه ولو لمره واحده لحبها بل لعشقها له منذ زمن حتي عندما صارحته بحبها في صغرها اخذ يضحك ويسخر منها معتقداً انها تمزح..!، ولكن ابتسمت في خبث وهي تتأمل نفسها في المرآه بفستانها الرقيق وربطه شعرها الذي تظهر نعومته برضي واضح فمنذ سفره لم يراها بعد ان طغت انوثتها وزاد جمالها حتي وان كانت بالنسبه له صغيره ولكنها لم تعد وستثبت له هذا ..!




"


كندا" بخبث: اما نشوف يا سي اكرم هتعمل ايه مع الصغننه الي كنت بتستهزأ بيها زمان، والله لا اندمك وهوريك الصغننه دي تقدر تعمل ايه

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


داخل الطابق الاول يجتمع جميع من في البيت يتناولون افطاراً جماعياً احتفالاً بوصول عائله احمد عبد العزيز المنشاوي وأسرته الكريمة 

اخذ احمد والده وجلسوا في شرفه المنزل منتظرين تجمع باقي الاسره وقد اخد عبد العزيز يهمس لابنه بعيداً عن الاسماع 


"عبد العزيز": احمد يا بني قولي ومتخبيش عليا محستش ان في حد مراقبك او حاجه شبه كدا؟ 


"احمد": مفيش حاجه من دي يا بابا بعدين الموضوع ده عدي عليه سنين ايه الي هيفتحه دلوقتي بس؟  تاعب نفسك ليه ومراقبه طول الفتره دي؟ 


"عبد العزيز": وانت فاكر انه اتقفل اساساً؟ انا لما راقبته اتأكد ان الموضوع ده عمره ما مات عنده وانه للحظه دي بيخربش وراك عشان يأذيك، وكنت عامل حساب اليوم ده كويس واهو جه، اول ما عرفت انه سافر دبي قولت خلاص يبقا رتب مصيبه ليك وجه وقت المقابله مقدرتش استني وبعتلك تنزل مصر علي طول انا مش مستعد اخسر حد فيكم 


"احمد" بحنق: وهو احنا هنهرب يا بابا ولا هنخاف منه؟ ده محدش بيسمع صوته ولا يقدر يقف قصدانا اصلا..! 


"عبد العزيز": مين قالك ياغبي؟ الي ما بتسمعش صوته ده اعرف انه بيرتب لحاجه ومستني الوقت المناسب الي يتكلم فيه وده الي تعمل حسابه خصوصاً لما يكون عليك الحق وملكش اي حق حتي ترد عليه


"احمد" بنفاذ صبر : يوووه يا بابا بقا كل شويه تفكرني ، ما قولنا خلاص لحظه طيش ومكنتش عامل حسابي يحصل كدا ده..! 


"عبد العزيز": المفروض اصلا متنساش وتخليك ديماً فايق مش معني اني سفرتك زمان وبعدتك عن كل المشاكل ساعتها يبقي كدا الموضوع انتهي ، عمره ما ينتهي إلا لما الحق يرجع لصحابه وده اليوم الي خايف منه ،لأن الحق علينا يا بني


نهض "احمد" في غضب وقال بحده: وانا ما بخافش ويخبط دماغه في الحيطه انا ما بيهمنيش ، وطلامه انت مش عارف تتصرف معاه سيبهولي انا بقا وهو لو فتح بوقه هربيه


تنهد عبد العزيز بأسي وهو يقول في عقله

"عبد العزيز": عمرك ما هتتغير يا بني هتفضل عالطول غبي ومتهور وبتتسرع وتأذي نفسك ، اهديه يارب..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دخلت كندا بأرتباك وهي تبحث بعينها عنه خفيه توجهت اولاً لزوجه عمها التي انهالت عليها بالقبلات والاحضان معبره عن مدي شوقها لها 

ثم التفت لتجد كرم ينظر لها ويبتسم ويفتح ذراعه في اشاره منه لتقترب ليضمها 

تكرر المشهد في ذهن كندا ولكن منذ سنين مرت فأبتسمت ورقضت تجاهه كما كانت تفعل في صفرها

"كرم": اهه يا قرده يا صغيره انتي ،وحشتيني اوي يابت


"كندا" وهي داخل احضانه: وانت كمان اوي يا ابيه 


اخرجها "كرم" من بين احضانه وهو يرفع حاجبه في استغراب : يا ايهه؟ ياختي؟


ضحكت "كندا" : مهو انت بردو معدش عندك 23 سنه وانا 13 عشان اقولك يا كوكي


"كرم": لا يا غلسه ملكيش دعوه انا اصلا وحشاني كوكي بتاعتك دي 


ثم قال بخبث : بعدين كوكي عن كوكي تفرق ، زمان كنتي بتستهجي وانتي بتقوليها انما دلوقتي بقت طالعه منك بحتت سهوكه كدا تجنن


ضحك الاثنين بمرح وقد اكمل بإنبهار : يالهوي يا كندا ! دي عدت سنين كتير اوي فعلاً ده انتي بقيتي طولي بس بردو هتفضلي القرده الصغننه في نظري


"كندا" بمرح : وانا راضيه يعم قرده قرده مقبوله منك 


ابتسم "كرم" ثم اردف بتساؤل : اومال فين مازن وسليم؟


"كندا" ببراءة : بابا قالي انهم مسافرين


ثم توترت بعدها وهي تسأل بخجل محاوله اخفائه : هو يعني...مم..فين ابيه اكرم يعني؟


"كرم": لو سمعك وانتي بتقولي ابيه دي هيولع فيكي


تنهدت "كندا" بأسي : بس هو غيرك هو ممكن يدايق لو دلعته زي زمان


"كرم" غمز لها مداعباً: وهو حد يدايق ان القمر ده يدلعه


ابتسمت "كندا" في خفوت : بتكسف انا عالفكره ها


ضحك "كرم" ثم شاور بيده نحو غرفه من الغرف : طيب يا ستي اكرم هناك بيكلم في الموبايل بس زمانه خلص روحي سلمي عليه


توجهت كندا بتردد نحو الغرفه تبحث بعينها داخلها حتي جاءها صوته الخشن من خلفها ليرتعش جسدها عند سماع صوته وقد اهتز كيانها بالكامل وظلت ثابته لم تجرؤ علي الالتفاف له ليعاود هو حديثه 


"اكرم" بتهكم : انتي يا شاطره مش سمعاني؟  هتفضلي مدياني قفاكي كدا كتير؟ 


التفت له ببطئ لتقابل عيناه وترمش عده مرات غير واعيه ،تتأمل ملامحه بشوق جارف فضحته عيناها وصوتها المرتجف وهي تقول : ااا.. بب.. ابيه اكرم ازيك

ذهل وقد تسمر مكانه من جمالها ظل ينظر لها بعيون متفحصه من اعلي رأسها لأسفل قدمها معاوداً نظرته بالعكس وهي تشتعل خجلا من نظراته..! 


ليقول بإندهاش: انتي مين انتي؟ 


"كندا" اندهشت من انه لم يتذكرها وشعرت بالوجع وخيبه الامل تندس في قلبها 

"كندا" بضيق: انا كندا يا ابيه اكرم كنــدا

شددت علي حروف اسمها وهي تنظر له بتحدي


"اكرم" بسخريه : كندا؟ لالا كندا حتت القرده الصغننه دي؟ مش معقول...!!! 


"كندا" بحنق وقد اشتعلت غضباً من سخريته منها : ممم بس معدتش كندا الصغننه بقت كندا الكبيره

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

اقترب منها اكرم بخبث حتي كاد ان يلتصق بها وهو ينظر لها نظره اربكتها وجعلتها تشتعل خجلاً 

"اكرم": تؤ تؤ اسمها بقت كندا القمــر


اخرج كلمته الاخيره ببطئ مما هدم حصونها واربكها لتبتعد عده خطوات للخلف وهي تهرب بنظراتها 

"كندا" بتوتر واضح: انا... يعني.. كنت بس بقول اقصد مممم.. يعني كنت جايه اقولك حمدالله بالسلامه


ثم هربت من امامه سريعاً تحاول اخذ نفسها ببطئ تملأ رأتيها بالهواء الكافي بعد ان شعرت انه انسحب من حولها بعد مغازلته لها..! 


اجتمع الجميع علي مائده الطعام وكانت تختلس النظر له خفيه من حين لأخر لتزفر كل مره بضيق حين تراه مندمجاً في الطعام ولا ينظر لها..! 


فلم تلحظ والدته الذي اخذت تتحدث بخبث

"ميرفت": الا قولي يا حج اومال فين سليم ومازن مش شايفنهم يعني؟ 

"عبد العزيز " بإقتضاب: مسافرين وهيرجعوا كمان يومين انشالله 

"ميرفت" بخبث وحقد : مسافرين هما الاتنين مره واحده كدا؟ وسايبين الشركه لمين؟ لالا اومال ممسك سليم اداره الفرع الرئيسي ازاي وهو مش قد المسؤوليه ده انا اكرم وكرم ما بيتنقالوش من مكاتبهم في الشركه هناك، لو سليم مش عارف يدير الشغل، اكرم وكرم يساعدوه


"عبد العزيز" بحده: علي ما اظن انا قولت قبل كدا اني ما بثقش في حد غير سليم انه يدير الشركات عشان زي ما كلنا عارفين ان هو السبب في الي احنا فيه دلوقتي ده وهو السبب ان يبقا لشركتنا اسم وفروع في جميع انحاء العالم، محدش شايل مسؤليه الشركه غيرو ولا حد في ذكاءه عشان يقدر يوصل للي وصله ده، وانا متأكد انه عارف هو بيعمل ايه و واثق فيه فياريت كل واحد يخليه في نفسه وميدخلش في الي ملوش فيه 


اشتعلت نيران غضب ميرفت علي الفور وتملك منها الحقد لتخفض وجهها تنظر في طبقها يخيم الخبث علي افكارها...! 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مرت ثلاث ايام رتيبه علي الجميع هادئه هدوء القبور..! 

لم يحدث بها اي شئ خارق مثل اليومين الماضيين الذي كانو منقلبين رأساً علي عقب بالنسبه لسليم وأسيل الذي ظلت يومان لم تفارق غرفتها بحجه اصابتها بالبرد والسعال، ولكنها كانت غير قادره علي مواجهه العالم بعدما اصبحت مستجده في دوامه المشاعر..! 

كانت تهاب الخروج ومقابلته ثانياً غير قادرة علي التفكير في انهيارها اذ رأته مجدداً ..!! تعلم انه سيتملك منها وجع قلبها وقد كانت متأكده من ذلك ففضلت المكوث في غرفتها بهدوء تصتنع البهجه في مكالمات عائلتها لتتجنب النقاشات وردود الافعال الغير متوقعه فهي عاجلاً ام اجلاً ستخبر شقيقتها و والدتها بما حدث ولكن علي الاقل، ليس الان..! 


______: النهارده يوم ال Aqua park و والله ما انا سيباكي غير لما تيجي معايا

 قالت لوجي هذه الجمله وهي تدلف الي شرفه الغرفه تنتزع اسيل من شرودها


"اسيل" : معلش يا حببتي خليني هنا احسن انتي عارفه انا تعبانه 

"ندي": وهتفضلي تعبانه لحد امتي يا اسيل؟  ده انتي كان نفسك تيجي الرحله دي اوي ومن ساعه ما جينا وانتي حابسه نفسك في الاوضه

"لوجي": اسيل يا حببتي انسي وعيشي حياتك مش هتفضلي حابسه نفسك كدا متخافيش، موضوع وعدي 

"اسيل": اعمل ايه بس من ساعه ما جيت الرحله دي وانا ما بينزلش فوق دماغي غير المصايب 

"لوجي": ربنا ما يجيب مصايب يا حببتي يلا قومي ألبسي وننزل ال Aqua park معاهم، هنتبسط هناك وهتنسي كل حاجه 


وبالفعل استسلمت لهم آسيل وفي غضون ساعه واحده كانوا جميعاً بداخل ال Aqua park مرت رحله الوصول بسلام إلي حدٍ ما مع همسات ميس مع صديقاتها وهي تنظر لأسيل بحقد، ونظرات حمزه المتأمله بهيام، وقد كانت اسيل تعتاد عليهم فلم تعيرهم اهتمام ولكن اندس القلق لقلبها وهي تلاحظ جرأه نظرات "المعيد فريد" لها وقد كان دائماً ينظر لها بنظرات لم تفهمها قد..! 

وكان يتعمد اطاله الحديث معها بغرابه..! 

ولكنها اول مره تلاحظ تلك الشهوه بعينه مما جعلها ترتبك وتدعوا الله ان يكون تفسيرها خاطئاً و طمأنت نفسها بأنها وسط هذا الحشد من الطلاب ويصاحبهم الدكتور والمعيده ايضاً اي انه لا يجرؤ علي الاقتراب منها وانها بأمان و يجب ان تأخذ حذرها منه فقط.


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


الجميع يدخل من البوابه وقد كان الجو مزدحماً فقررت هي وصديقاتها الانتظار حتي يهدأ الازدحام، دلفت صديقاتها اولاً ثم وجدت الدكتور يتقدم ليدخل هو الاخر فتنحت جانباً احتراماً له ثم دلفت خلفه و قد ابتعدت عن صديقاتها بضعه امتار فقط وقبل ان تهم بالاقتراب وجدت من يسحبها من معصمها لتفزع وتشهق بصدمه عندما التفت ونظرت له.. !


_____: استني بس مش هيروحوا بعيد يعني


قال هذه الجمله الاستاذ فريد وهو يفترسها بنظراته فأرتبكت ونفضت يدها منه سريعاً وهي تبتعد عنه عده خطوات للخلف 


"اسيل" بحده : بعد اذنك يا استاذ فريد انا ما اسمحلكش تقرب مني كدا

تظاهر "فريد" بالحزن: انا اسف انا مقصدتش،  انا بس كنت عايز اطمن عليكي دلوقتي بقيتي عامله ايه

"اسيل" وقد اشتدت حدتها: والله حضرتك مش ملزم تطمن عليا وعلي العموم متشكره انا كويسه 


ثم التفت لتذهب ولكن كان اسرع منها فوقف امامها يمنع حركتها

"فريد": مش ملزم ازاي بس ده واجب عليا 

"اسيل" بنفاذ صبر: لا مش واجب علي اي استاذ انه ياخد باله من طالبه عنده 

وقد احدت نبره اسيل في اخر كلمات نطقت بها مؤكده اياها


اقترب منها"فريد" بخبث: بس يا اسيل انتي عارفه انك عندي مش اي طالبه


شهقت من الصدمه وابتعدت سريعاً عنه وهي ترفع يدها محذره : ياريت تلزم حدودك يا استاذ وتعمل احترام لمكانتك وتعمل حساب اني لحد دلوقتي بتعامل معاك بأحترام ومش راضيه ابلغ الدكتور واداره الجامعه بالي حضرتك بتعمله ده


اقترب فريد منها وكادت ان تتراجع ولكن منعها قبضته التي قبضت علي معصمها بعنف وخرجت كلماته كفحيح الافاعي : ابقي جربي تفتحي بوقك بكلمه وانا هشيلك الماده وهفضحك واقول ان انتي الي تصرفاتك مش مظبوطه، ومحدش هيكدب استاذ عشان حتت طالبه عنده لسه عيله ولا تسوي والي انا عايزه هو الي هيحصل بمزاجك او غصب عنك وإلا بدل ما انتي في اخر ترم ليكي في الكليه هخلي الترم ده سنين عمرك كلها الجايه قاعده في الكليه مش عارفه تتخرجي ولا كمان هتقعدي بفضيحه 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

افلت قبضته وذهب من امامها وقد كانت ترتعش خوفاً وانهارت تماماً تحجب دموعها الرؤيه لها وضعت اسيل يدها علي وجهها وهرولت بإنهيار بعيداً وسط الحشد ولم تلحظ صديقاتها الذي كانوا علي مقربه منها يبحثون عنها وسط الحشد بعد ان تفرقوا عند البوابه وابتعدت عنهم قليلاً 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


انقطعت الموسيقي من حولهم فجأه وساد الهدوء ليتعالي صوت شاب في مكبرات الصوت يجمع الناس حوله بحجه انه ساحر يتلاعب بالعقول بخفه يده ويريد من جميع الحشد مساعدته في العرض وتشجيعه، احتشد الجميع حوله بفضول 

"لوجي": يوووه وهنعرف نطلعها من وسط كل دول ازاي..! 

"ندي": معرفش ..! بصي تعالي ندخل وسطهم ونحاول نلاقيها 

"لوجي": خايفه عليها اوي مش بترد علي موبايلها

"ندي": متقلقيش اكيد مش سمعاه في الهيصه دي

وبهكذا انضمت لوجي وندي للحشد ايضاً


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت اسيل تقف في ركن بعيد في ال park

تضع يدها علي وجهها غير واعيه بما يحدث حولها تحاول ان تهدأ من روعها وتتمالك اعصابها وهي تناجي ربها

هدأت اسيل وبدأت تجفف دموعها بضعف ولكن لتشهق بفزع..! 

فقد لاحظت انها ابتعدت كثيراً عن الناس وهي تري الجميع محتشد بعيداً عنها بمسافه كبيره نظرت حولها لتجد انها في اخر جزء في ال park تقف بجوار اضخم حمامات السباحه واعمقها وقد كان هذا الجزء مخصص لتمارين الغطاسين ، قررت التوجه للحشد والبحث عن صديقاتها ولكن اوقفها رنين هاتفها لتجيب مسرعه تظن انها احد صديقاتها ولم تلحظ انه رقم غريب 

"اسيل" في لهفه : ايوا انتو فين؟

لتجد صوت غريب عنها يحدثها لتندهش وتتسمر مكانها تحاول فهم ما يقول وقد دق قلبها بعنف عندما رأت الرقم غريب عنها فظنت انه هو ولكن سرعان ما تدارجت نفسها وهي تلحظ تباعد الاصوات فهي تحفظ صوته كمن يحفظ اغنيه يعشقها بنغماتها الرنانه..! 


شعرت اسيل بيد تحاوطها من ظهرها وتسحبها للخلف بعنف واليد الاخري تضغط علي فمها تكتم شهقاتها، حاولت اسيل الافلات منه وهي تحاول الالتفات للشخص ودفعه بعيداً عنها ولكن كانت تشعر بجسمه الضخم من خلفها وقوته المضاعفه عشرات المرات لقوتها ولكنها لم تيأس وظلت تركله بقدمها ولكن تصلب جسدها عندما وجدت نفسها تغطس معه تحت الماء العميق من خلفها علي نفس هيأتهم وهي غير قادره علي الافلات منه او حتي رؤيه وجهه ظل يحكم حركتها تحت الماء مانعاً لها من الهرب يحاول اغراقها بعنف كان اسيل تركله في قدمه ولكن جاءت لكمه منه بقوه فوق رأسها لتستكين بين يده وقد خارت قواها كما استكانت انفاسها بعد فقر رأتيها للاكسجين ...!

خيوط الشمس

#الفصل_الحادي_عشر


___: انا مش فاهم بس انت عايز ايه؟ جايبنا هنا ليه دلوقتي؟!! 

هتف سليم بهذه الكلمات في حنق وهو يلتف لمالك بعد ان دلف من البوابه الخلفيه لل "Aqua park" 

"مالك":مش قولتلك سيبلي نفسك بس و والله هتتبسط؟! 

"سليم" بنفاذ صبر: مهو انا مش هتبسط هنا وانت عارف انا مابحبش الجو ده 

"مالك": يووووه بقا يابني ما تهدي علي رزقك انا مظبط كل حاجة بس هي الناس راحت فين بس؟ 


 قال جملته الاخيرة وهو يلتفت حوله في استكشاف حتي رأي جميع الناس يحتشدون بعيد عنهم ليثور فضوله عما يحدث ويوجه الكلام لسيلم الواقف خلفه ولكن دون ان يلتف له

"مالك": هو في ايه الناس كلها مجمعين هناك كدا؟ 

"سليم" بعدم اكتراث وهو يعبث بهاتفه: ملناش فيه يتجمعوا ولا ميتجمعوش بعدين انت جايبنا في جزء الغطاسين يعني اصلا محدش بييجي نحيته 


"مالك": لالا مش قصدي منا عارف ان الناس كدا كدا هتبقا بعيد عننا انا قصدي ان كلهم واقفين في جهه واحده حتي بص


رفع سليم عينه ينظر تجاه الحشد ولكن لاحت امام عينه حركه في الماء غريبه علي بُعد امتار منه فثبت عينه عليها بضقه واهتمام حتي سمع همهمات تأتي من هذا الاتجاه 


"مالك": بقولك ايه ثانيه هروح اشوف في ايه واجي... 


قطع كلماته الاخيره عندما شعر بحركه سليم من خلفه ليلتف له ويجده يهرول تجاه بقعه معينه من الماء وهو يخلع قميصه بعنف ثم يقفز إلي الماء 

هرول مالك خلفه في ذعر و وقف خارج المياه يتابع سليم الذي سرعان ما اختفي تحت الماء 


اندس سليم تحت الماء ليصبح خلف رجل ضخم الجسمان يضع انبوبه اكسجين فوق ظهره وقد تشنجت عضلاته اثناء حركاته العنيفه اخذ سليم يقترب منه بسرعه وهو ينزع انبوبه الاكسجين من فوق ظهره و يلقيها بعيداً فشهق الرجل بذعر وهو يلتف تجاه سليم وكاد ان ينقض عليه ولكن لم يجد فرصه فقد سبقه سليم بسرعته وقوته و ركله بعنف حتي شهق الرجل من الألم وابتعد عن سليم يحاول الوصول لسطح الماء علي عجل قبل ان يموت مختنقاً تحت الماء، اما عن سليم فكان يريد الفتك به ولكن تلك الملفوف قطعه من القماش حول رقبتها و وجهها في منظر يدل علي محاولته لخنقها جعله ينسي امره ويتوجه لها بسرعه وهو يسحبها خارج المياه علي عجل 

ولكن ما تعجب له هو غصه قلبه وارتجاف اوصاله عندما اقترب منها يضمها وهو يحاول انقاذها والتوجه بها لسطح الماء ولكن كان ما يشغل تفكيره بالاغلب هو سلامتها..! 


خرج سليم من الماء يحملها ويضمها لصدره وقد كانت هزيله فاقده للوعي تنسدل يدها في اعياء واضح، رأي سليم مالك ينقض علي الرجل الذي حاول اغراقها بعد خروجه من الماء بحاله مزريه و قد توقع مالك انه المشتبه به واخذ يسدد له اللكمات العنيفه دون توقف حتي انهار الرجل و بدأت دمائه تسيل علي وجهه..! 


جلس سليم علي الارض راكعاً يضم رأسها إلي صدره وهو يحل قطعه القماش الملتفه حول رقبتها و وجهها والتي كانت ليس إلا حجـاب اسيل..! 


ارتجفت يده وجحظت عيناه وهو يري وجهها الشاحب وشفتيها التي تحول لونهم إلي الازرق مع خصلات شعرها المبتله التي اخذت سبلها علي وجنتيها بعشوائية،  شعر وكأنه استقبل لكمه عنيفه في صدره حطمت كل اسواره ليتمكن منه الذعر واللهفه والشوق إليها ..!  

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

مد يده بسرعه يتحسس نبضها متجاهلاً زلزله مشاعره حين لامست اطرافه رقبتها الناعمه في رقه بالغه ، تنهد بأرتياح عندما شعر بنبضها وكأنه أمل حياته ليخفض رأسها برقه بالغه علي الارض ويقوم بالطغط علي بطنها بعمليه بالغه لتتقيئ كميات الماء الذي اخذتها فطمأن قلبه قليلاً ولكن سرعان ما بدأت تنهش به الغيره وهو يري مالك يتقدم نحوه وهي بتلك الحاله، يسقط حجابها عن رأسها وتلتصق ثيابها بجسدها موضحه مفاتنه فأسرع بأخذ قميصه الملقي علي الارض يلفه حول جسدها بإحكام، رفع يده يزيل شعرها عن وجهها ثم تخللت اصابعه داخل خصلاته محكمه اياه تحت حجابها الذي اخذ يلفه بإهتمام ورقه بالغه يحاول اخفاءه بالكامل فقد خيم غضبه عليه من فكره رؤيه غيره لتلك خيوط الشمس التي تنسدل من رأسها ببريق ولمعان ونعومه لم يري مثلهم من قبل وقد تيقن وقتها من صحه قرارها في اخفاؤه فإن ما خفي كان اعظم..! ولن يفوز بشرف رؤيته ومداعبته إلا هو وقد اقسم علي ذلك سراً..! 


"مالك" في صدمه: ايده...!!!!  مش دي البنت الي كانت في الشاليه..! 


نهض "سليم" وهو يرفع أسيل يضمها إلي صدره يسند رأسها علي كتفه : ايوا وخليك هنا مع الحيوان ده اوعي يفلت منك لحد ما اجي واتصرف معاه


"مالك": طب انت هتروح فين بيها دلوقتي استني اكيد في هنا اوضه إسعافات اوليه 


"سليم" وهو يتجه للباب بخطوات واسعه: مش هستني تموت بين ايديا انا هطلع علي المستشفي واعمل زي ما قولتلك لحد ما ارجعلك 


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


توجه سليم لسيارته و اجلسها برقه بالغه فوق المقعد الامامي المجاور له ثم ألتف يفتح الباب الخلفي ولحسن حظه وجد قميص له كان ملقي بإهمال من قبل ،ارتداه علي عجله من أمره وفي غضون ثواني كان يجلس خلف مقود السيارة يقود بجنون وقد اخذ قلقه عليها ينهش قلبه..!

كان يخطف النظر لها من حين للأخر يطمأن عليها

ليهدأ قلبه قليلا ًولكن لتزداد لهفته وشوقه إليها.!


همهمت اسيل بألم بعدم وعي ليضم كفها محتضناً اياه بتملك داخل كفيه يلثمه برقه وحنو بالغ

"سليم" بلهفه : متخافيش يا حببتي انا وعدتك ان عمر ما هسمح لحاجه تأذيكي 


تمسكت اسيل بيده وهي مازلت فاقده للوعي وكانت كالطفله التي تمسك كف والدها بذعر تستمد منه الامان


فشد احتضانه لكفها و خرج صوته الاجش متحشرجاً اثر اضرابات مشاعره نتيجه لمستها 

"سليم":  متخافيش يا اسيل ، متخافيش يا حببتي انا معاكي وهتبقي كويسه وهتفوقي 


كان يقول كلماته من بين قبلاته التي لثم بها كفيها بحنان جارف ومشاعر مضطربه..! والاهم بتملك واضح وقد كان كل إنش به يقسم انها خاصته..! 

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت لوجي تهرول بين الحضارين بذعر واضح بعد ان افترقت هي وندي باحثين عن اسيل اخذت لوجي تبحث في جميع اركان المكان ولم تنتبه انها ابتعدت هي الاخري حتي وصلت للنقطه المشؤومه..! 

"لوجي" بتوسل: لو سمحت ونبي ياحضرت ما شوفتش بنت لابسه فستان روز كدا وعنيها خضرا؟ 

____: انتي تعرفيها؟ 


صدرت هذه الكلمات من بين شفتي مالك عندما ألتف إلي لوجي التي سرعان ما تحولت نظراتها من الذعر إلي الاندهاش والصدمه..! 

اخذ مالك يحملق بها ولتلك النظره بعينها بإندهاش..!

وليكسر ذلك الصمت بينهم سؤاله الذي اعاده مستفهماً

تدارجت "لوجي" نفسها واخذت تتنحنح بحرج وهي تقول: اه صاحبتي انت شوفتها؟ 


"مالك" في توجس: انا اه شوفتها بس ااا..

"لوجي" بلهفه واضحه: بس ايه ونبي؟  ،لو تعرف مكانها قولي ونبي ده احنا دايخين عليها من الصبح وقربنا نمشي ولسه مش لاقينها


"مالك": طيب اهدي وانا هفهمك كل حاجه انا عارف هي فين بس لازم تهدي قبل ما اقو..


" لوجي" بتسرع قطعت كلماته وهي تقترب منه وتقبض بعنف علي ياقه قميصه: هتفهمني ايه؟  عارف مكانها بس مش رادي تقول ليه؟  عملت فيها ايه انت كمان ماهي صحيح طيبه وغلبانه بتعرفوا تستقوا عليها بس والله ما هسيبك إلا لما... 


قطع كلامها قبضه مالك العنيفه علي معصمها وهو يزيح يدها عن قميصه وعيناه تشتعل غضباً : لو مستغنيه عن ايدك دي ابقي كرري الي عملتيه دلوقتي تاني عشان وديني لأندمك


سحبت "لوجي" يدها منه بعنف وهي تنظر له بغل واضح وتنظر له بتحدي : لو مقولتش هي فين حالاً هعمل اكتر من كدا كمان، انا ما بيهمنيش


كتف "مالك" ذراعه امام صدره ورفع رأسه بثقه وثبات وخرجت كلماته حاده مترقبه رد فعلها: وانا راجل مش بتاع كلام، انا عايز فعل، ومش فاتح بوقي ومستني توريني يلا هتعملي ايه


ارتبكت " لوجي " فلم تتوقع رد فعله هذا ولكن حاولت ان تثبت وترد إليه الضربه ولكن بالضعف : كدا؟ طيب انا بقا هلم عليك المكان كلو وهقول انك حرامي خطفت صاحبتي ومش هسيبك غير لما البوليس يكلبشك 


اخذ مالك يضحك ضحكه رجوليه رنانه زادته جاذبيه و وسامه لتهمهم "لوجي" بدون وعي وهي تتأمل ضحكته : لا يخربيتك ايه الضحكه دي انا كدا هضعف


نظر لها "مالك" بإندهاش وهو يرفع حاجبه ويقول مداعباً : مش كنتي تقولي كدا من الاول كنت ضحكتلك من زمان


شهقت "لوجي" بخجل وهي تقول بتوتر واضح: انت... اااا تقصد ايه؟  ....لو سمحت مينفعش كدا واتفضل قولي علي مكان صاحبتي 


نظر "مالك" لتوترها بإستمتاع ولاحت ابتسامه خافته علي جانب شفتيه : طب تعالي نقعد وانا هحكيلك كل حاجه بهدوء 


ترددت لوجي اولاً ولكن نظرت لعينه المترقبه برجاء وابتسامته التي قطعت انفاسها و نبره الصدق التي تخللت كلماته فذهبت معه


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


ترجل سليم في سرعه من السيارة وإلتف من حولها يأخذ اسيل يضمها لصدره مجدداً يهرول بها داخل احد اكبر واعلي المستشفيات بمصر كلها


اخذ سليم يصرخ بهم بعنف لتهرول تجاهه موظفه الاستقبال وبعض الاطباء والممرضين من خلفها


"موظفه الاستقبال" ببرود وتبلد واضح : متقلقش حضرتك هنا المستشفي علي اعلي مستوي بس حضرتك لازم تملي البيانات الاول قبل ما نقبل حالتها


نظر لها "سليم" بعين تشتعل غضباً ونظره أرعبتها وزاد رعبها حين هدر بصوته بحده : يعني تموت عشان حضرتك تملي بيانات؟ 

خيوط الشمس 
الفصل_السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر

"الموظفه" بذعر: اسفه يا فندم دي اوامر والله..المستشفي هنا خاص ومقدرش اقبل اي حاله غير لما اسجل بيانتها الاول وحد يكون من قرايبها واصي عليها وهيتكفل بالمصاريف 


هدر "سليم" بكلماته الاتيه بدون وعي ولكن في حده وثقه تجعل من يسمعها يرتعش خوفاً 

وقد شدد علي كلماته : دي تبقي اســيل المنشاوي حرم سليم المنشاوي ... ، تعرفيني ولا اعرفك بنفسي؟! 

يتبع

تعليقات