القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية حورية البحر البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والاخير حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه

رواية حورية البحر البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والاخير حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 

رواية حورية البحر البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والاخير حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 


الجزء الاول 

 ملك حكيم كان يعيش في أعماق البحر وكان سيد البحار تحبه كل مخلوقات البحر لعدله وطيبة قلبه يدعى معروف ورزق من زوجته بثلاثة حوريات جميلات


وكانت أصغرهم الأميرة سوسنة وهي تحب الغناء كل مساء على الصخور وكانت الأسماك الملونة وخيول البحر و الأصداف تجتمع حولها لسماع صوتها الشذي


 يرافق الأمواج أحد الأيام مرت أمامها مجموعة من السلاحف البحرية وقالت إحداهن: لقد كان الشاطئ اليوم ممتعا والرمال ذهبية لم نر إنسانا واحدا وهم عادة يقلقون راحتنا وينبشون بيضنا الناس مخلوقات مؤذية لم تكفيهم الأرض وهاهم الآن يجوبون البحر لإيذائنا


إستمعت لها بإنتباه ثم إقتربت وقالت : أريدك أن تحكين لي عن الأرض والمخلوقات التي تسكنها هل هم يشبهوننا

أجابت السلحفاة :أوصيك أن لا تذهبي وحدك إلى الشاطئ فقد تعلقين في أحد الشباك التي ينصبونها لصيد الأسماك


وهم يضعون أيض جرارا من الفخار إذا دخلها الأخطبوط لن يقدر على الخروج لكن إمكانك مرافقتنا غدا فنحن سنذهب هناك ونعرف مكانا جيدا بعيدا عن الأخطار وهو مليئ بالصخور لهذا لا تقربه مراكبهم


نامت سوسنة وهي تحلم بالشاطئ لقد سمعت أخبارا كثيرة مثيرة وأيضا محزنة لقد كانت صغيرة ولهذا كانت تخاف من الإقتراب منه أما الآن فقد كبرت وعلمتها الأسماك المسنة كثيرا من الحكمة وسمعت كثيرا من الحكايات عن مراكب للصيادين أغرقتها الحيتان الكبيرة أو العواصف البحر هو مملكتهم وهم أقوياء طالما ظلوا فيه لكنها تحب المغامرة وهي تختلف عن أختيها اللتان تفضلان الإلتزام بالتقاليد .


عندما جاءت السّلاحف وجدن سوسنة بانتظارهن وقالت أنا متشوقة للإستلقاء على الرمال والتمتع بالشمس الدافئة قلن لها إتبعينا وصلوا إلى شاطئ جميل كانت هناك أشجار جوز الهند والموز سألتهن عنها فهي لا تعرفها قلن لها الناس يكسرون قشر جوز الهند ويأكلونه وبداخله ماء حلو المذاق


قالت سوسنة سأفتح واحدة ونتذوقها أخذت حجرا وضربت به الجوزة فخرج منها ماءا شربت منه وقالت ما أعذبه يا بنات خذوا منه إنه رائع شربت السلاحف حتى إرتوين وأكل الجميع من الثمرة كانت طازجة ولذيذة الطعم وأخذت موزة وقشرتها  أكلت منها اوأعطت للسلاحف Lehcen Tetouani 


ثم جلست وبدأت تغني وطربت السّلاحف وغنت معها وعندما إنتهت قالت لهن هل سبق لكن أن ابتعدتن عن الشاطئ قلن لها :لا فعيشنا قرب الماء لكن هناك جنس منا يعيش على الأرض وكل جنس بحري له ما يقابله على البر


لكن أسوئها جميعا هو الإنسان لأن من شيمته الشر

قالت للسّلاحف: لن أغادر قبل أن أرى أحد هؤلاء ،لا أقدر أن أقاوم فضولي ،إنتظرن هنا ..


صحن بها أن لا تفعل، لكنّها أصرت على ذلك وزحفت على بطنها ناحية الغابة المقابلة للشاطئ و فجأة ظهرت من الغابة جارية صغيرة عندما رأتها أخذت تحملق فيها ثم إقتربت منها


وسألتها: لماذا لا أرى ساقيك ؟

أجابتها : الله أراد أن يكون لي ذيل

قالت الجارية: ما رأيك لو لعبنا معا فليس لي إخوة


أجابتها المرة القادمة وسأحضر لك هدية وأضعها لك فوق تلك الصخرة الآن علي أن أذهب أنا إسمي سوسنة

ردّت الجارية: و أنا عائشة


عندما رجعت سوسنة أنبتها السلاحف على إستخفافها بالمخاطر لكن ردت عليهم : أنتن تبالغن :لقد لاقيت جارية  لها نفس عمري وتحدثنا قليلا وسأرجع لرؤيتها فقد وعدتها بهدية 


قلن لها لقد كنت محظوظة لو قبضوا عليك لوضعوك في قفص كالقرود ويجيئ الناس للتفرج عليك إسمعي نصيحتنا يا سوسنة إياك والإبتعاد عن الشاطئ وإلا كان في ذلك هلاكك


لكن الحورية لم تعدهم بشيئ وقالت في نفسها: يالكن من جبناء لقد إستمتعت جدا اليوم فلقد مللت من حياة البحر ليس لي ما أفعله إلا السباحة والجلوس على الصخور لأغني للأمواج إذا خفنا فلن نتعلم شيئا والثروة والمعرفة والحظ ينالها الشجعان وليس من يخفي رأسه في الجحور


#حورية_البحر الجزء الثاني


......كانت عائشة أمام كوخها تقشر السمك الذي إصطاده أبوها في الفجر وإذا بها تسمع غناءا جميلا وسمعه كل أهل القرية كانت الرياح تحمل لهم الصوت بوضوح


قالت عائشة في نفسها : هذه سوسنة حورية البحر قد جاءت للقائي عندما إقتربت من الشاطئ رأت صدفة جميلة على صخرة أخذتها وزاد حبها للحورية لقد وعدتها بهدية وصدقت في وعدها لما رأتها سلمت عليها وقبلتها وقالت: تعالي معي إلى القرية سأشوي سمكا وستأكلين معي


لم وصلت أمام الكوخ تعجب منها الصيادون فالحوريات كلما يقتربن من الشاطئ ويفضلن الجلوس على الصخور

قالوا لها : سنحفر حوضا ونملئه بماء البحر لكي لا يجف جسمك وأنت ضيفتنا فعائشة إبنة سيد القرية وهو شيخ ذو مروءة وعقل


أحضرت البنات دفا ونايا وقلن لها هيا واصلي الغناء ونحن سنعزف لك جلست وسط حوضها الذي ملؤوه  لها ماءا وأكملت الغناء :


طرب أهل القرية وأصبحوا يعملون بجد قشرت النساء كل السمك وأصلح الرجال كل الشباك وسدوا كل شقوق وثقوب المراكب وعندما رجع الشيخ عبد الله أبو عائشة وسيد القبيلة


رأى البهجة ظاهرة على القوم وعندما سأل عن ما حصل قيل له إن أحد بنات البحر جاءت إلى القرية وغنت لهم أعذب الأغاني ولقد إنصرفت الآن


لما وصل الشيخ إلى كوخه رحبت به إبنته وقدمت له الطعام قال لها : هل صحيح ما يروى أن لك صديقة من بنات الماء  ؟ هذا لم يحدث منذ زمن بعيد لسوء أخلاق الناس


أجابته عائشة وفي عينيها دمعة كبيرة منذ موت أمي لم أحس يوما بطعم السعادة واليوم إبتهجت جداّ فالحورية لطيفة وتعاملني كأختها وقد أحظرت لي هدية وأرته الصدفة


لما فتحها إنعقد حاجباه من الدهشة فلم ير لؤلؤة بهذا الحجم و الجمال قال لها : سأبيعها وأوزع ثمنها على القبيلة فأكثرهم فقراء وهم يصطادون فقط ما يكفيهم 


لما ذهب إلى كبير الصاغة في المدينة قال له :هذه اللؤلؤة نادرة واسمها الجوهرة البيضاء ولا توجد إلا في مملكة البحر وفي حياتي كلها شاهدت واحدة رمت بها الأمواج على الشاطئ بعد عاصفة قوية السلطان وحده من يقدر على دفع ثمنها وهي تساوي مبلغا ضخما من المال


بكى الشيخ عبد الله وقال أشكرك يا رب على نعمتك مضى علي دهر لم أر إبنتي سعيدة كاليوم سنصلح من شأن القبيلة بهذا المال وسنشتري طعاما و لباسا


غدا صباحا ذهب إلى قصر السلطان وطلب مقابلته  أذن له الحاجب بالدخول وسلم الشيخ على السلطان أيوب وقال له لقد حملت إلى سيدي درة نفيسة لا تليق إلا بالملوك وإن شاء إشتراها أجاب السلطان: إريني إياها


عندما أخرجها الشيخ إنبعث منها نور يخطف الأبصار علت وجه أيوب الدهشة وقال بفرح : إنها الجوهرة البيضاء ولا أملك مثلها في خزائني سأشتريها منك


إلتفت السلطان إلى وزيره ميمون وهو عالم بالجواهر وسأله كم أعطي الشيخ ثمنا لها؟ Lehcen Tetouani 

أجابه يكفيه عشرة آلاف درهم فهي تساوي أضعاف هذا المبلغ 


بعد قليل جاء الخازن وسلمه المال فخرج الشيخ وهو لا يصدق نفسه ومر في طريقه على كبير الصاغة فحدثه بالأمر فقال له: لقد إحتال عليك الوزير فهو جشع


لكن السلطان يقربه لأنه يعرف كيف يملأ خزائنه بالمال إذا وجدت لؤلؤة أخرى فأنا أزيدك ألفي درهم على الثمن الذي بعتها به فأومأ له الشيخ عبد الله بالقبول 


وأصبح يبيعه كل الأصداف التي تحملها سوسنة وبعد مدة ابلغ جواسيس ميمون في السوق أن العديد من لآلئ الجوهرة البيضاء ظهرت عند  سيد قبائل الشاطئ وهو يبيعها لكبير الصاغة


قال الوزير في نفسه سأقبض على ذلك الشيخ اللئيم وأعذبه لأعرف منه كيف وصلت هذه اللآلئ إليه فأنا وقومي أحق بهذا المال سنستولي على الحكم ونبني معبدا كبيرا و سيكثر عددنا ونصبح سادة هذه الأرض


في أحد الأيام كان الرجل يمشي في السوق وفجأة إقترب من إثنان من شرطة السلطان وقالوا له إن الوزير يريد رؤيتك أجاب : إن كان ذلك بخصوص الجواهر أعلموه أني حر في بضاعتي أبيعها لمن أريد وهم بالإنصراف


لكن الشرطيين قالا له ستأتي معنا رغم عنك وأمسك أحدهم برقبته وهمس له إن لم تجئ معنا فلن تر إبنتك عائشة بعد الآن هل تفهم هذا أيها الوغد؟


#حورية_البحر

الجزء_الثالث

......بعد إمساك الشرطيين بوالد عائشة لم يجد الشيخ بدا من السير معهم وندم على عدم التريث في بيع تلك اللالئ النفيسة كان عليه أن يعلم أنها ستجر له المشاكل لكنه أساء التدبير وأصبح هو وإبنته وحورية البحر في خطر


عندما وصل إلى القصر رموه في في زنزانة عفنة وتركوه دون طعام وشراب لمدة يومين وفي اليوم الثالث أتاه الوزير وقال له : إذا أخبرتني عما أريد معرفته فستأكل وتشرب وتذهب إلى أهلك وإلّ فإنهم سيختفون ولن تراهم أبدا


قل لي كيف تحصلت على كل هذه الأصداف في وقت قصير لا شك أنك تعرف أين توجد مملكة البحر وستدلني على مكانها فكر الشيخ وقال في نفسه : لو أخبرته فسيقبضون على الحورية ويدمرون مملكتها ويقتلون سكانها


إذا كان علي الإختيار بين عائشة وسوسنة سأختار إبنتى وليسامحني الله على ما سأفعله في حق مخلوقة رائعة أحببناها كلنا 


ثم حكى للوزير عن عن كل شيئ وترجاه أن يتركه يذهب في حال سبيله فهو قلق على إبنته كثيرا

إبتسم ميمون في خبث وأجابه : ستبقى في ضيافتي بضعة أيام من يضمن لي أنك لن تحذر تلك الحورية لتهرب


أدرك الشيخ أن الوزير سيتآمر عليه لأخذ ماله وسر الجوهرة البيضاء وأنه الآن في ورطة رفع يديه إلى السماء وبكى وقال : إرحمني يا رب فليس لي سواك 


كان للسلطان إبن إسمه قيس وكان يهوى صيد الأسماك إلتفت إلى إبن عمه مروان وقال له: الطقس يبدو جميلا ما رأيك أن نذهب للصيد والسباحة ؟


أجاب مروان : لقد فكرت في نفس الشيئ فالحر شديد هذا اليوم وليس لنا ما نفعله هيا لنذهب حمل العبيد الشباك والماء والطعام وإتجه الجميع ناحية الشاطئ حيث يوجد كوخ أنيق من القصب يملكه السلطان وعدة زوارق بمجاذيف


عندما إقتربوا من قرية الشيخ محمد سمعوا صياح جارية أمر إبن السلطان الركب بالتوقف وذهب مع مروان لرؤية ما يحدث ومن بعيد شاهد رجال أبيه يربطون أحد حوريات البحر بالحبال وهي تبكي وجارية صغيرة تدافع عنها غير آبهة بالضرب والركل الذي تتعرض له


أما أهل القرية فقد جمعهم الجند في أحد أطرفها وصوبوا إليهم سهامهم ورماحهم ولما رأى الأمير قيس ذلك جرد سيفه وفعل مثله إبن عمه وهمزا فرسيهما وإنطلقا بسرعة الريح ناحية الجارية عندما رآهما رئيس الجند صاح توقفوا إنّه الأمير قيس 


لكن الوزير ميمون تفاجأ بذلك وأحس بالإنزعاج وقال في نفسه :لن أترك هذا الغلام يفسد خطتي وصاح في أتباعه ضعوا الحورية والجارية في السفينة وسأتدبر أنا الأمر


لما رآهم قيس يجرون الفتاتين للسفينة قال لمروان إركب أنت والعبيد الزوارق وهاجموا السفينة وامنعوها من التحرك هيا أسرع حاول ميمون أن يتحيل على الأمير وقال له :لقد فعلت ذلك حرصا مني على مصلحة المملكة Lehcen Tetouani 


فهذه الحورية بإمكانها أن تدلنا على مكان فيه خير وفير أجاب الأمير : يا ميمون ومتى نضرب الجواري و نصطاد حوريات البحر لو علم أبي سيكون عقابك أنت ومن معك 


أجاب ميمون أنت من سيكون عقابه عسيرا لأنك تتدخل في أمور الحكم وماذا تعرف أنت عن الحكم و التدبير ؟ 


أحس الأمير ان الوزير اللئيم يحاول أن يستفزه ليجد حجة أمام أبيه لكنّه تمالك نفسه وقال :أبي شخص يحب الترف لكنه سيتوقف عن ذلك إذا علم بوسائلك القبيحة لجمع المال !


كان ميمون يستمع ويلتفت ناحية السفينة ورأى أن رجاله قد أصعدوا عائشة و رفيقتها الحورية على متنها ونشروا الأشرعة وابتسم، فالأمير لن يقدر على فعل شيئ  الآن وسيكون له الوقت ليكيد له عند أبيه السلطان ويبعده عن القصر ومن غيره يبرع في حياكة الدسائس والمؤامرات 


لكن في هذه اللحظة ظهرت الزوارق وفيها العبيد المسلحون  وعلى رأسهم  مروان وصاح أطلقوا السهام المشتعلة على الأشرعة وأطلق القوم سهامهم فأصابت الصاري والأشرعة والحبال وإنتشر اللهب وعم الفزع الركاب


رمى العبيد حبالهم على السفينة وبدئوا في تسلقها وعندما رأى أهل القرية ذلك هاجموا الجند الذي تركوا سلاحهم وفروا وركب ميمون أقرم الجياد إليه وفر في مقدمتهم وهو يلعن حظه وقال ألم يجد الأمير غير هذا الوقت ليظهر فيه ؟


ألقى رجال ميمون سلاحهم ونزلوا من السفينة ومعهم عائشة ورفيقتها ،إقترب منهما الأمير قيس وهنأهما على خلاصهما نظرت إليه سوسنة بعينيها الحميلتين وشكرته على معروفه

ثم وثبت في البحر وضحكت له وبعد ذلك غطست وأحس الأمير كأن قلبه قد فارقه فلقد كانت فاتنة بشعرها الذهبي


#حورية_البحر_الجزء_الرابع

...... لم يكن الأمير قيس مرحا كعادته و بدا عليه الشرود ساله مروان: ما بك يا رجل حالك لا يعجب أحدا اليوم كأن ذهنك مشغول بشيئ هيا قل لي ما الأمر ؟


أشار الأمير إلى البحر وقال: لقد ذهبت تلك الحورية وحملت معها قلبي

أجاب مروان : هل هذا كل شيئ ؟ 

لا تقلق سأذهب اليوم إلى صديقتها عائشة وهي ستعرف كيف ستحضرها لك


فرح الأمير وانبسطت نفسه وقال: إذا كان الأمر كذلك فسأسبح وحاول أن تلحق بي  

لما تعبا من السباحة ركبا زورقا ورميا الشبكة وعندما سحباها كانت مليئة بالأسماك وفي قاعها  شاهد مروان قلادة في طرفها قوقعة مستديرة  إلتقطها وقال لقيس: لقد أرسلت لك سوسنة هدية


صاح الأمير بلهفة أرني إياها أخذها وتأملها كان عليها نقوش مخلوقات بحرية ملونة وتفوح منها رائحة جميلة قبّل القوقعة ثمّ وضعها حول رقبته وقال : أين أنت يا ترى كم أشتاق إليك و أتمنى رؤيتك 


بعد الظهر ذهب مروان إلى قرية الصيادين وطلب رؤية الجارية عائشة بعد قليل أطلت من كوخها ودعته للدخول أحضرت له تمرا ولبنا فأكل وشرب وشكرها على ضيافتها


ثم أخبرها بحكاية الأمير مع صديقتها سوسنة إبتسمت عائشة وأجابته عندما أراها سأخبرها فهو فتى ذو شجاعة ومروءة ولن أبخل عليه بشيئ ثمّ ترددت قليلا وقالت :أريد أن تكمل معروفك و تبحث عن أبي فلم أراه منذ أيام


ولا أستبعد أن يكون الوزير ميمون وراء إختفائه

أجاب مروان :أعدك أن أبذل كل ما بوسعي للعثور عليه وإنقاذه ثم ودعها وإنصرف لكن بقي يفكر فيها طوال الطريق


فلقد كانت جميلة وتلوح عليها علامات الحزم والشجاعة

عندما وصل إلى القصر نزل من حينه إلى السرداب الذي يسجن فيه السلطان اللصوص والخصوم فهاله كثرة المساجين


وكلما كان يسأل الحراس عن واحد منهم يجيبون أنه سجن بأمر الوزير وكان بعضهم مريضا والبعض يحتضر فخشي كثيرا عل صحة الشيخ محمد وأمر الجميع بالبحث عنه وسط هذه الجموع الغفيرة


وفي النهاية قال لهم أحد المساجين وكان من قومه: أنا أدلكم علىه مقابل إطلاق سراحي 


قال له مروان :لك هذا أجاب الرجل: إنه في آخر السرداب وهذا المكان مظلم لا يدخله النور عليك بالإسراع لإخراج الشيخ أرجو من الله أن لا يكون الوقت قد فات 


جرى مروان إلى تلك الناحية وسد أنفه من شدة العفونة كانت هناك زنزانات ضيقة نظر من وراء القضبان فرأى في أحدها الشيخ محمد ملقى على الأرض دون حراك فأخرجه وسقاه بعض الماء ورمى عليه عباءته وحمله إلى خارج السرداب


وأمر الجواري بإعداد حمام دافئ له وإستدعاء طبيب وبعد ساعتين مر عليه ليطمئن عليه فوجده نائما وقد عادت له بعض نضارته قال الطبيب : إنه سيعيش لكن لن يرجع كما كان فالهواء العفن أفسد رئتيه وسيتعب بسرعة لذلك أنصح له بالراحة والإسترخاء Lehcen Tetouani 


قابل الأمير قيس أباه السلطان وحكى له ما جرى مع الوزير ميمون وعن السجون المليئة بالمرضى والموتى فإنزعج وأمر بإفراغ السرداب من المساجين وعلاجهم  وطلب من حرسه مطاردة كل من له علاقة بميمون .


وعندما ذهب إلى جناح الوزير وجده خاليا والأمتعة مبعثرة ومن الواضح أن جواسيسه أعلموا أهله ونسائه فهربوا بسرعة. كانت خزائنه مليئة المال والتحف والثياب


وقف السلطان أيوب ونظر بدهشة إلى ما يملكه ذلك الرجل وقال: كيف لم أعلم بكل هذا لقد نهب التّجار ورماهم في السجون وحرص أن لا يشتكون إلي فمنذ مدة طويلة لم يطرق أحد من الرعية بابي ولم أجلس للنظر في المظالم الويل له إن وقع في قبضتي 


بعد يومين جاءت الأخبار أن الوزير تحصن في قلعة الجبل وجمع فيها أنصاره وعائلته وأن الجزء الأكبر من ماله وذخائره مخفية هناك فأرسل جيشا لإقتحام القلعة


لكنّه فشل أمام قوة أسوارها وأمر بحصارها حتى يجوع من فيها لكن الناس أخبروه أن هناك عشرات المخارج والمداخل السرية في قلب الجبل التي يدخلون منها الطعام والماء


إحتار السلطان ولم يعرف ماذا يفعل ولام نفسه على إهماله لمملكته والإنغماس في الملذات وصحبة الجواري والقيان وقال في نفسه: إن لم أقض على هذا التمرد فسيعظم أمر ميمون وقومه فلهم ما يكفي من المال والسلاح والأصدقاء بين الممالك المجاورة


#حوورية_البحر_الجزء_الخامس

...... بقيت سوسنة عدة أيام لا تجرأ عل الإقتراب من الشاطئ وتمضي وقتها في السباحة والغناء وكانت تحبّ أن تبقى وحدها فقلبها مشغول بالأمير لاحظت نظراته وراق لها ذلك فهي صغيرة ولم تعرف الحب إلى الآن


لقد قاتل ذلك الفتى من أجلها وأنقذها من براثن الوزير ميمون وأحست بلهفته عليها حاولت أن تنسى ما حصل لكن لم تقدر كانت أغانيها حزينة لدرجة أن السّلاحف قلن لها: لقد أصابنا النكد ولا نجد البهجة ولا الضحكة على شفتيك لست كالعادة ما بك ؟


أجابت : لا شيئ فقط أشعر بالوحدة

همست  واحدة من السلاحف لرفيقاتها  : أعرف تلك النظرات الحائرة سوسنة عاشقة وأخشى أن يكون حبيبها من سكان الجزيرة فنحن ليس مثلهم إذا صح ذلك فهي في ورطة 


بينما كانت جالسة على صخرة وسط البحر شاهدت أسطولا من السفن فقالت في نفسها ماذا تفعل كل هذه المراكب هنا من المؤكد أنها لم تأت إلى الصيد سأقترب وأسمع ما يقولون


كان هناك رجلان يتحدثان قال الأول :ستكون مفاجئة للسلطان فجيشه يحاصر القلعة ولا  يعلم بقدومنا وغدا صباحا ينزل الضباب ويتسلل رجالنا إلى الشاطئ دون أن يراهم أحد لقد أحسن ملك الزنج التدبير


إنزعجت الحورية لما سمعت هذا الكلام وقالت :إنهم يريدون غزو الجزيرة يجب أن أعلم للأمير قيس بما يدبر القوم لكن إلتفت الرجل ورآها فصاح ماذا تفعلين هنا ؟


قال الآخر: إنها تسترق السمع أقتلوها لا تدعوها تفلت  أطلقوا عليها سهامهم وأصاب أحدها ظهرها لكنها تحاملت على نفسها وسبحت بقوة وكانت تسمع ورائها صوت المجاذيف


لما وصلت إلى الشاطئ كانت مجهدة ونزف منها كثير من الدم حاولت الزحف بما تبقى لها من قوة لكنها لم تقدر وأحست بأن جفونها ثقيلة و بدوار لكن سمعت أشخاصا من بعيد لقد كانوا من الصيادين لمحوها وجروا نحوها وصاح أحدهم إنها جريحة وإن لم نضمّد جرحها ستموت !!!


أخرجوا السهم وقالوا الجرح عميق سنصنع لها مرهما من لحاء الصنوبر ونحفر لها حفرة نملئها بماء البحر تبقى فيها حتى تبرأ لكنها قالت بصوت ضعيف: أريد رؤية الأمير قيس فالأمر لا يحتمل التأخير ثم أغمي عليها


لم تعرف كم من الوقت بقيت على هذه الحالة أحست بقبلة دافئة على جبينها ولما فتحت عينيه وجدت الأمير قيس يحملق فيها ظهر على شفتيها إبتسامة باهتة 


وقالت هل أنت حقيقة أم خيال أفكاري مشوشة جدا قال لها ألا تقلقي ،لقد ضمدنا جرحك وبعد أيام ستستعيدين عافيتك 


حاولت أن تتذكر ماذا حصل أمس ولماذا هي هنا فجأة نهضت رغم آلامها وقالت آه :لقد تذكرت كل شيئ غدا صباحا سيكونون هنا Lehcen Tetouani 


سألها الأمير :  على من تتحدثين؟

أجابت :ملك الزنج

إرتاع الأمير ،وقال: هل أنت متأكدة

أجابت: لقد رأيتهم وسمعتهم لهذا السبب حاولوا قتلي


قال قيس لإبن عمه مروان :لو نزلوا عل الشاطئ لسقطت المدينة فهي ليست محصنة وسورها من الطين المجفف والجيش يحاصر ميمون في الجبل لقد خططوا لكل شيء بعناية


قالت سوسنة للأمير لم يبق سوى الذهاب لمملكة البحر و تقنع أبى الملك عمران بمساعدتكم أعطته نجمة حمراء كانت تضعها على شعرها وقالت: إذهب إلى الصخرة المقابلة للشاطئ ستجد صديقاتي الحوريات أخبرهم بالأمر  ليس أمامك وقت لتضيعه.


ركب الأمير ومروان زورقا وجدفا بهمة ومن بعيد لاحت لهما الصخرة وفوقها كانت الحوريات يمشطن شعورهن الذهبية

لما رأين الزورق يقترب هممن بالقفز في البحر


لكن الأمير قيس صاح :  سوسنة جريحة وهي في ضيافتي ولقد أرسلتني لأبيها  وهذه علامة من عندها وأخرج النجمة !!! لما سمعن ذلك قلن: لا شك أن الأمر خطير


فلم يأت أحد من الإنس إلى مملكتنا هيا قل ما اللأمر وسنخبر الملك 

قال :لقد جاء الزنج لغزونا ولو إنتصروا علينا لإصطادوا السمك بكثرة حتى يقل وتجوعون فهم لا يأكلون شيئا غيره وبحرهم يكاد يفرغ من الأسماك لأنهم لا يتركونه يكبر


لما أتم كلامه قفزت إحداهن في البحر وبعد برهة صعدت وأخبرته أنّ الملك عمران يريد رؤيتك وهو قلق على إبنته كان معها قنديل بحر كبير شفاف قالت له:  أدخل وسطهو سينزل بك إلى الأعماق وسترى عجائب مملكة البحر


#حورية_البحر_الجزء_السادس

...... لما وصل الأمير قيس إلى القاع وجد ملك البحر في انتظاره وسأله بلهفة كيف حال إبنتي ؟

أجاب الفتى: لا تقلق فلقد عالجها الصيادون وضمدوا جرحها قال :هل ستشفى ؟


تردد الأمير برهة ثم رد : أنتم ليس مثلنا وأجسامكم رقيقة لكن أرجو أن يكون المرهم نافعا لها فنحن نستعمله وهو دواء جيد قال الملك: لقد أوصيتها بعدم االذهاب إلى الشاطئ والهروب كلما رأت الإنس لكنها عصت أوامري والنتيجة كما ترى يا إبني


لكن الآن ليس وقت اللوم فالزنج هنا ولقد سمعنا عما فعلوه ببحرهم الذي فرغ من الأسماك لذلك لا بد من إبعادهم قبل أن ينزلوا في جزيرتكم المشكلة أنهم قريبون من الشاطئ والحيتان الضخمة لا يمكنها العوم في المياه الضحلة 


قال الأمير : إذا سننصب لهم كمينا سأجمع كل الصيادين ونركب زوارقنا ثم نهاجمهم وبعد ذلك نتظاهر بالفرار ناحية هذه الصخور فيتبعوننا ويكون قومك في انتظارهم


يجب أن نبيدهم وإلا لجمعوا شملهم ورجعوا إلينا بأكثر قوة

سأذهب الآن فليس هناك وقت قرع الملك  طبول الحرب وصارت الحيتان وأسماك والسرطانات تأتي من كل مكان


أمّا الملك ورجاله فركبوا خيول البحر،وكمنوا وراء الصخور رجع قيس وأعلم الشيخ عبد الله الذي جمع كل قرى الصيادين ووقف فيهم خطيبا وقال : منذ سنوات طويلة والزنج يحلمون بالوصول إلى جزيرتنا وإحتلالنا فلا يوجد بحر أوفر سمكا من بحرنا ،ولأننا لا   نأخذ منه إلا حاجتنا ،فهو يحترمنا .


ولو جاء هؤلاء الهمج لأفسدوا عيشنا وما كان عليه آبائنا وأجدادنا اليوم لا يمكننا أن نعول إلا على أنفسنا فدافعوا عن أمهاتكم وزوجاتكم وبناتكم ثم رفع سيفه وصاح النصر أو الموت وترددت الهتافات في كل مكان


كان مروان يسمع وهمس لقيس لقد أحسن الرجل الكلام أعتقد أنه يستحق مكانا في قصر أبيك أجاب الأمير معك حق لما يرجع أبي من حصار قلعة الجبل سأكلمه عن شجاعة ذلك الرجل لكن أخبرني عن إبنته عائشة فلقد لاحظت أنك مهتم بها أليس ذلك صحيح ؟ 


أجاب مروان : منذ لقائك مع سوسنة أصبحت لا تفكر إلا في الحب فهل هذا وقته يا أمير قيس ؟

قال الفتى:  إذا إعلم أني سأقاتل من أجل عيون سوسنة

وسأرسل لأبيها رأس ملك الزنج كمهر


ضحك مروان وقال :امير الجزيرة يتزوج من أميرة البحر لم يحصل ذلك من قبل لكني أعتقد أنه سيكون شيئا مسليا أما الآن إلى الحرب .


إقتربت زوارق الصيادين بهدوء من أسطول الزنج المؤلف من مائتي سفينة صغيرة وزورق كانت الظلمة حالكة والصبح لم يطلع بعد لكنهم شاهدوا من بعيد مصابيحم وعرفوا مكانهم


واصلوا الإقتراب حتى صاروا على مسافة كافية ثم أطلقوا السهام المشتعلة والمقاليع واشتعلت النار وكثر الهرج وصاح الملك ماذا يحدث ؟ Lehcen Tetouani 

جاء رجل يجري وقال: إنّهم يهاجموننا إلتفت الملك وعلى ضوء النار شاهد زوارق أهل الجزيرة


فصاح :إنهم من الصيادين طاردوهم وسأعلمهم كيف يحرقون مراكبي في هذه اللحظة قال الأمير قيس : الآن جذفوا في إتجاه الصخور لا يجب أن يلحقوا بنا وإلا هلكنا 


كانت القوارب خفيفة وسريعة لذلك إبتعدت بسرعة وشرعت كل سفن الزنج بمطاردتها 

قال مروان بفرح: لقد نجحت الخطة بقي أن ننتظر هل سينفذ ملك البحر وعده ؟


أجاب الأمير:  إنه رجل ذو مروءة وشجاعة وسيفعل ذلك لأنّ مصلحتنا واحدة وهو يثق فينا بعدما أنقذنا  إبنته


بدأ الصباح يطلع حين أشرف القوم على الصخور وما كادت زوارق الصيادين تمر حتى خرجت الحيتان الضخمة وقلبت سفن الزنج وهاجمت أسماك أبو سيف والسرطانات الزوارق


واشتبكت مع الرجال الذين وجد الكثير منهم نفسه في الماء وتعلّق كثير منهم بالصخور صاح ملك البحر في خيله : إهجموا الآن ولا يبقوا منهم أحدا .


حاولت مراكب الزنج المتبقية وفيها الملك الهرب

لكن الأمير قيس قال : سنقطع عليهم الطريق ولم يمض وقت طويل حتى أبيد الزنج وقتل ملكهم ولما رجعوا  إلى الصخور وجدوا أن المعركة تشرف على نهايتها وقد أصبح لون البحر أسود من كثرة من مات من الزنج ذلك اليوم


إلتقى ملك البحر الأمير قيس وقال :لقد حققنا اليوم نصرا عظيما والآن سأذهب معك لأرى إبنتي


لما رأت سوسنة أباها إرتمت في أحضانه وبكت ثم قالت له :سامحني فلقد عصيت أمرك 

لكنه ريت على كتفيها وأجاب : لقد أظهرت شجاعتك ولن أخاف عليك بعد الآن لكن أخبريني عن قصتك مع الأمير قيس . إحمر وجهها ولم تجب


#حورية_البحر_الجزء__السابع

...... نظر ملك البحر إلى قيس وقال : لقد مضى زمن طويل منذ أن إنقطعت صلتنا بأهل البر لكن بإمكاننا البدئ بصفحة جديدة إذا شئتم

رد الأمير : سيكون ذلك رائعا


في هذه اللحظة جاء الشيخ عبد الله وقال :لقد وجدنا شيئا في سفينة ملك الزنج أعتقد أنه سيثير إهتمامكم ثم مد لقيس جرابا من الجلد فتحه وإذا هو مليئ بالرسائل

نظر إليها الأمير بسرعة ثم هتف : لقد كان الوزير ميمون يتواصل مع الزنج وخططوا معا لكل شيئ  


حقا ذلك الوزير أخبث مما أتصور والصدفة وحدها هي التي جعلت سوسنة تعرف تدبيرهم وما يحيرني كيف وصلت هذه الرسائل إليهم وميمون محاصر في قلعة الجبل منذ شهرين 


قال ملك البحر : ذلك الجبل مليئ بالكهوف والمغاور وأكثرها يمتد تحت الماء سأرسل بعض الأسماك لتعرف من أين يدخل ويخرج رجال ميمون ونقطع عنهم المؤن والماء


أجابت سوسنة: عندي فكرة لو نجحت سنخلص منه

إستمع الحاضرون إليها ولما إنتهت من الكلام

قال الشيخ عبد الله: يا لها من حيلة لا تخطر على بال أحد


لكن الأول يجب أن نقبض على رسول ميمون ونجبره أن يتعاون معنا

أجاب ملك البحر: أترك لي هذا الأمر لي فسأعرف كيف أقنعه

بقيت الأسماك تدور حول الجبل المشرف على البحر وفي اليوم الثاني رأت زورقا صغيرا يتسلل من أحد المغاور


ولما علم ملك البحر جاء في خيله البرتقالية اللون وأحاطوا به وحين فتشوه وجدوا معه رسالة لملك الزنج يطلب فيه الزحف إلى القلعة وبذلك يجد جيش السلطان نفسه محاصرا من جهتين فيتم إبادته لقد كانت خطّة محكمة من ميمون


نظر ملك البحر إلى الرسول فوجده غلاما

فقال :إن تعاونت معنا سأعطيك ما تشاء من الجواهر وأزوجك ثم رمى له صرة  صغيرة ولما فتحها لمع منها اللؤلؤ والمرجان فاندهش الغلام وقال: سأفعل ما تريد


رد ملك البحر : كل ما عليك فعله هو حمل رسالة إلى سيدك وتقول له :لقد نزل الزنج في الجزيرة وسيكون لك ما وعدتك به انتظر قليلا من الوقت لكي لا يشك في أمرك ثم ارجع للقلعة


بعد ساعات إنسحب جيش السلطانوووصلت رسالة إلى يد الوزير تقول: أن القوم جاءوا لحربنا ،وعليك أن تغادر القلعة ،وتنضم لنا في المعركة

قال ميمون في نفسه : لم تكن هذه الخطة لماذا تأخرتم في المجيئ إلى هنا يا لكم من أغبياء ثم صاح في رجاله إستعدوا للحرب سنخرج الليلة .


لكن ما إن إبتعد قليلا حتى وجد أمامه أفواجا من الصيادين بقيادة الأمير قيس والشيخ عبد الله فذعر ميمون من كثرتهم وصاح في قومه إرجعوا إلى القلعة فإن نبالهم لن تخطئنا


ولما هم بالرّجوع خرج جيش السلطان من خلف الأشجار رأى جماعة ميمون ذلك فهربوا في كل إتجاه ولم يبق معه إلا القلة من المخلصين فقال :لقد كنت مغفلا كان علي الانتباه أن تلك الرسالة خدعة والآن ضاع كل شيء وسأحارب حتى الموت 


لكن مروان قبض عليه وأحضره أسيرا أمام الملك أيوب وسأله :ماذا سنفعل به يا مولاي هل  تريد أن أضرب عنقه ؟ أجاب الملك : سيعلمنا أولا أين أخفى كنوزه فقلعة الجبل مليئة بالسراديب


قال ميمون سأخبرك عن كل شيئ ولكن أريد أن أعرف كيف هزمت أسطول الزنج ومن اذي دبر مكيدة الرسالة ؟

أجاب الملك : هل تريد أن تعرف كل ذلك إنها تلك الحورية سوسنة صاح ميمون بأسف: لقد كانت في يدي وتركتها تفلت والآن أستحق كل ما يحصل لي Lehcen Tetouani 


في هذه الأثناء كان الأمير قيس جالسا في كوخ الشيخ عبد الله وقال له :إن ابن عمي مروان يريد أن يخطب منك عائشة وقد إستحيا أن يكلمك


أجاب الشيخ : إنه فتى شجاع ولقد أخرجني من سرداب القصر وعالجني وأنا ممتن له بذلك لكن لا بد أن آخذ رأي إبنتي ثم ناداها ولما جاءت سألها : دون شك تعرفين مروان ؟


أجابت نعم يا أبي، وكيف لا أعرفه ،لقد حارب من أجلي ،وأنقذك من ميمون ،وفضله لا يمكن نسيانه

قال :الشيخ أعلم ذلك لكن أريدك لأمر آخر ثم سكت قليلا وقال : إنه يطلب يدك فما رأيك ؟


إبتسمت الفتاة ولم تقل شيئا

ضحك عبد الله وقال :أفهم أنك موافقة وأنا أيضا موافق سنقيم لك عرسا عظيما فأنت إبنتي الوحيدة وأريد أن أفرح بك قبل أن أموت

ردت عائشة أطال الله في عمرك يا أبي وترى أحفادك وأولادهم


كان الأمير قيس مطرقا برأسه فسأله  الشيخ ما بك إني أراك شاردا تنهد وأجاب: طبعا تعلم حبي لسوسنة المشكلة لا يمكننا أن نتزوّج فنحن من جنسين مختلفين


قال الشيخ : لكل شيئ حل هناك حكيم يعيش في كهف على جزيرة بعيدة لم أره من مدة طويلة سنذهب إليه غدا وأرجو أن يزال على قيد الحياة فهو عجوز طاعن في السن


#حورية_البحر_الجزء_الثامن

..... ركبا الشيخ والامير قيس زورقا وحملا معهما طعاما وأثوابا هدية له ولما وصلا إلى أحد الجزر الصغيرة شاهدا من بعيد دخانا فصاح عبد الله بسعادة: إنه هناك هيا لنسرع فبعد ساعتين ينزل الظلام ولا يمكننا الرجوع


لما إقتربا وقف الحكيم وتشمم الهواء وقال: هذا أنت يا شيخ عبد الله لم أرك منذ سنوات فما الذي جاء بك إلينا الليلة ؟ أجاب الشيخ:  لقد جئت مع إبن السلطان أيوب لأمر لم نجد له حلا


قال الحكيم : وأخيرا أنجب الرجل إبنا لا زلت أذكره لما اشتكى لي أنه لم يرزق سوى البنات والآن أخبرني يا إبن أيوب هل جاء بك الغرام ؟


إني لا أراك لكن أحس نبضات قلبك من هي حبيبتك هل هي إنس أم جان ؟ 

قال قيس: بارك الله في فراستك لقد رأيت ما بداخلي ومن تهواها نفسي هي حورية إبنة البحر

أجاب الحكيم بدهشة :لقد خلقنا الله أجناسا كل واحد على حدة فما الذي دعاك إلى أن تحب ما ليس من جنسك ؟


بكى الأمير ،وقال:جاء الحب دون إستئذان وطرق باب قلبي ومنذ ذلك اليوم وأنا هائم على نفسي وهي أيضا تحبني ومحال أن نفترق إلا بالموت


فكر الحكيم وقال : هناك حل واحد لكن يجب أن تفكر جيدا فلا يمكن التراجع إن قمت به ولا أحب أن يجيئ الوقت الذي تندم فيه يوما ما ستصبح سلطانا هل  تتنازل عن مملكة أجدادك من أجلها ؟


أجاب قيس : نعم سأفعل ذلك ثم سأله في لهفة وما هو هذا الحل يا معلم ؟

قال الحكيم :إسمعني الأول لا يمكنك الزواج إلا إذا أصبحت سمكة مثلها ذلك يعني أنك لن تعود للأرض مرة أخرى وستعيش بقية حياتك في البحر تأكل طعامهم وتسبح طول النهار ستختفي قدماك ويكون لك ذيل فضي اللون


قال قيس : لقد نزلت إلى مملكة البحر وكل ما هناك مدهش لا وجود للشر الذي في الأرض ولا يتنافس أهلها على الدنيا فكل واحد يأخذ حاجته التي تكفيه وهم يمرحون طوال الوقت ولا يفكرون كثيرا في قوتهم فالبحر يعطيهم كل شيئ هناك الكثير لنتعلمه منهم أيها الحكيم


كان الرجل يستمع إليه ويهز رأسه من حين إلى آخر ثم قال له : من هذه الناحية عندك حق فليس هناك أسوأ من بني آدم لكن ذلك لن يكفي لإقناع أباك السلطان أيوب الذي أمضى عمره وهو ينتظر مجيئك وأمك التي ستحزن على فراقك هل فكرت في هذا ؟ 


أجاب قيس : من الأفضل أن أذهب معها فما فائدة بقائي جسدا بلا روح أما عن ولاية العهد فأكبر أخواتي بدر البدور هي أحق بها فهي تحسن التدبير وسنكون قربها أنا وسوسنة


قال الشيخ عبد الله : إسمع من حقك أن تختار حياتك أنت تشرب الدواء وتتزوج وأنا أعلم السلطان بما حصل،

 فلو ذهبت إليه لحبسك في القصر ومنعك من الخروج


والآن هيا لقد تأخرنا كثير في الطريق فتح قيس القنينة وتردد قليلا ثم تذكر جمال سوسنة ولهفته عليها فقربها من فمه وشربها دفعة واحدة ثم  انتظر Lehcen Tetouani 


سأل الشيخ عبد الله هل لاحظت تغييرا فأنا لا أحس بشيئ أجابه الشيخ: من المأكّد أنّ الدواء يحتاج لبعض الوقت ليعطي مفعوله والآن نم قليلا فالرحلة كانت طويلة ومتعبة للغاية


بعد ساعة هبت عاصفة شديدة وإنقلب الزورق وصاح عبد الله بفزع: لقد هلكنا ولست أجزع من الموت لكن أتمنى أن أرى إبنتي عروسة قبل أن أغادر هذه الدنيا وبدآ ينزلان إلى الأعماق 


لكن الأمير قيس شعر بنفسه يتنفّس تحت الماء ،فأمسك بعبد الله وطلع به بسرعة إلى السّطح . لمّا فتح الشّيخ عينيه ،رأى أن قيس قد تحوّل إلى سمكة ،فقال :أحمد الله أنّك شربت ذلك الدواء وإلا لأصبحنا الآن طعاما للحيتان 


بعد قليل رأى الأمير أحد خيول البحر فناداه وركب الشيخ على ظهره وهو لا يصدق بالنجاة وقصد الجميع الصخور أين توجد مملكة البحر ولما وصلو ا وجدوا الحوريات يمشطن شعورهنّ ويغنين، وكانت سوسنة بينهن


#حورية_البحر_الجزء_الأخيـــــر

.....لما فتح الشيخ عينيه ،رأى أن قيس قد تحول إلى سمكة ،

فقال :أحمد الله أنك شربت ذلك الدواء وإلا لأصبحنا الآن طعاما للحيتان 


بعد قليل رأى الأمير أحد خيول البحر فناداه وركب الشيخ على ظهره وهو لا يصدق بالنجاة وقصد الجميع الصخور أين توجد مملكة البحر ولما وصلو ا وجدوا الحوريات يمشطن شعورهنّ ويغنين، وكانت سوسنة بينهن


إقترب  قيس وراء سوسنة ووضع يديه على عينيها وقال: من أنا يا جميلة ؟

ردت الحورية : غير معقول : هل هذا أنت يا قيس كيف أتيت ولم أحس بحضورك

ضحك وأجاب : لأني لم أعد إنسا ولما دارت ونظرت إليه ،

لم تتمالك نفسها من الدهشة فلقد أصبح جسده شديد الحمرة ومكان الساقين صار له ذيل فضي اللون وصاحت الحوريات بفرح


أما الشيخ فكان ينظر لهما من بعيد وسالت دمعة كبيرة على عينيه فلقد أحب الأمير كثيرا وسعد أنه قد إجتمع أخيرا بحبيبته ثم قال في نفسه : علي أن أجد العبارات المناسبة لأحكي لأبيه ما جرى


لما وصل إلى قريته وجد الجنود يبحثون عن قيس فقال إحملوني إلى السلطان أيوب فأنا أعرف مكانه لما وصل جلس بجانبه وتمتم : إبنك صار من سكان البحر وهو سعيد مع حبيبته وسيأتي غدا لرؤيتك على الشاطئ 


صرخ السلطان في وجهه ماذا تعني إني لا أفهم شيئا ؟

أجاب عبد الله : أعني أنه لم يعد من جنسنا وهذا أفضل له فلقد إختار حياته .


لم يصدق أيوب ما سمع وبقي مذهولا وقبل أن يغادره الشيخ قال : لو لم يتزوجها لمات من الحزن إحمد الله أنه على قيد الحياة أما ولاية العهد فإجعلها لأخته بدر البدور .


آه قبل أن أنسى إبن أخيك مروان يريد إبنتي عائشة فتعال وإخطبها له حان الوقت لنرتاح نحن ونفسح المكان للشباب لقد زالت الأخطار التي تتهدد المملكة ويمكنهم بناء المستقبل بكل حكمة لم يجب السلطان وأشار له بيده لكي يخرج .


في الغد كان كل سكّان الجزيرة على الشاطئ ينتظرون قدوم قيس وسوسنة وقد أحظروا الأطعمة والأشربة والدفوف والطبول وجاء العروسان ومعهم أهل البحر يحملون الهدايا من الجواهر واللآلئ والمرجان وبيض السّمك والمحار والقواقع


نظر قيس إلى الحضور فلم ير أباه وأمه وإخوته فتحيرت نفسه وبقي صامتا حزينا وفجأة صاحت سوسنة: إني أراهم لقد جاءوا أخيرا إنهم يحبونك Lehcen Tetouani 

عانق قيس أباه وقبل أمه في رأسها وقال :لن يتغيّر شيئ سآتيكم دائما ولن نفترق أبدا 


بعد أسبوع إكتملت الأفراح بزواج مروان وعائشة ومنذ سنوات طويلة لم تشهد الجزيرة مثل هذه الأمجاد ،

فلقد هزموا الزنج وأصبح أهل البحر من أصدقائهم


وكثرت عندهم الجواهر واللآلئ وحين خلفت بدر البدور أباها في الحكم أرسلت الزوارق للتجارة مع الجزر البعيدة

 وفي أحد الأيّام قال أيوب لإمرأته : حورية واحدة غيرت حياتنا وبعد أن كان معظمنا من صيادي السمك صاروا من تجار جواهر البحر أليس هذا مدهشا 


لكن إن كانت الحالة تتحسن على السطح فإنها بدأت تسوء في قاع البحر فقد مرض الملك وجعل ولاية العهد للأمير قيس وجمع الأعيان لأخذ البيعة واصبح قيس ملك حكيم و سيد البحار تحبه كل مخلوقات البحر لعدله وطيبة قلبه وعاش مع سوسنة حياة سعيدة لم يشعرو بها من قبل 

     النهاية في امان الله



تعليقات