أعلان الهيدر

أحدث المواضيع

الخميس، 14 يوليو 2022

الرئيسية جانا الهوى الحلقة الرابعة والخامسه بقلم / الشيماء محمد احمد شيمووو حصريه وكامله على مدونة نجوم ساطعه

جانا الهوى الحلقة الرابعة والخامسه بقلم / الشيماء محمد احمد شيمووو حصريه وكامله على مدونة نجوم ساطعه

 


جانا الهوى

الحلقة الرابعة والخامسه 

بقلم / الشيماء محمد احمد

شيمووو

حصريه وكامله على مدونة نجوم ساطعه 

الرواية حصري لجروب شيمو وممنوع نشرها في اي مكان 


همس ابتسمت اول ما سمعت كلامه وهو حس انه الابتسامة دي لمجرد كلمتين عن الاهتمام فماباله لو اعترفلها بمشاعره؟

 قراره غلط والخطوة دي متسرعة و لازم يتأنى عشانها وعشان مستقبلها فقرر انه يأجل الخطوة دي شوية وكمل كلامه - طالبة متميزة وممتازة زيك لازم تهم كل دكاترتها .

كشرت بغيظ وهو كان هيضحك بس تمالك نفسه ورسم الجدية على ملامحه : قومي شوفي وراكي ايه يلا .

خرجت وسابته وهو متابعها لحد ما قفلت الباب اتنهد وردد لنفسه بشرود: لو تعرفي انتي مهمة ازاي يا همس؟ بس مش وقته ركزي دلوقتي في امتحاناتك وبعدها ربنا يسهل .


قبل امتحان المادة بتاعته الطلبة معظمهم طلبوا من سيف محاضرة مراجعة وهو وافق آخر النهار يقعد معاهم ساعة وراحلهم المدرج اتفاجئ ان كل الدفعة موجودة مش كام طالب زي ما كان متخيل وطبعا همس في مكانها المعتاد قدامه، بدأ يجاوب عن أسئلتهم ويحل معاهم كل اللي بيطلبوه وقعد معاهم ساعتين ، خلص وقعد على حرف الترابيزة اللي عليها حاجته وبدأ يديهم نصايح ويتكلم معاهم كلام عام وقالهم في البداية انه خلص واللي عايز يمشي يتفضل براحته . 


عدى الوقت وخلص ولم حاجته وطلع لمكتبه وشوية وهمس طلعت وراه ، 

بصلها باستغراب : لو قلتي مش فاهمة حاجة هضربك 

ابتسمت ودخلت : لا الحمد لله فاهمة كله بس سؤال سريع ؟

استسلم وقعد على حرف مكتبه : قولي وأمري لله .

استناها تطلع ورقها ومذكراتها بس قربت ووقفت قصاده وكانت في مستواه وهو قاعد بالشكل ده وفكر لو يمد ايده يضمها لحضنه بص طرد خيالاته وكتف ايديه في انتظار سؤالها .

بصتله واتمنت لو ينفع تطلع موبايلها تصوره بوضعيته دي وانتبهتله بيقولها: يا بنتي اسألي ؟ 

بصتله بتوتر : اه اهو ، أذاكر ايه؟ وأهتم بايه؟ والامتحان بكرا هيكون صعب ولا في المعقول ؟ 

بصلها شوية بهدوء: انتي عايزاني أقولك ايه ؟ ذاكري كل اللي أنا قلته ، الشيتات ، المسائل اللي كنت بحلها أو الأفكار اللي بقول ممكن تيجي ، الامتحان مش صعب بس مش سهل يعني الأغلبية هينجحوا بس مش الكل هيتفوقوا في نقاط مخصوصة ليكم انتوا العشرة ، تميزكم مين فاهم ؟ ومين يستحق اللي يكون فيكم فعلا الأول ؟

كشرت واتوترت أكتر: انت بتخوفني كده ؟

ابتسم واتعدل فظهر فرق الطول بينهم : ما تخافيش انتي مذاكرة كويس ولو بتركزي وانتي معايا هنا في اسئلتك هتحلي امتحانك كويس . 

رفعت عينيها له وحست ان قلبها بيدق بسرعة وهمست : انت شايف كده ؟ 

سرح فيها وفي شكلها وحركة شفايفها، وتخيل نفسه بيضمها .

فجأة انتبه على صوتها: دكتور ؟ انت ساكت ليه ؟

بصلها باستغراب وبص حواليه واكتشف انه وصل لحالة صعبة انه يتخيل نفسه بالشكل ده ، قام وبعد عنها وقعد على كرسيه وهي مستغربة هو ماله وكان سرحان في ايه كده؟ وبعد ليه ؟ 

بصلها وحاول يرجع لطبيعته : اه يا همس باذن الله هيكون الامتحان كويس ، في حاجة عايزة تسألي فيها ؟ 

لاحظت اختلاف صوته ولهجته فابتسمت بعملية واتراجعت: شكرا يا دكتور ، يلا باي .

مشيت وهي مستغربة؛ في لحظة كان كويس وبيضحك وبيهزر واللحظة اللي بعدها بيعاملها كأنها ... كأنها مجرد طالبة ، طيب هي ايه ؟ ما هي طالبة فعلا عنده !


جه وقت الامتحان ، الكل استلم ورقته وبيحل وهو دخلهم يسألهم: في حد عنده أي استفسار أو في حاجة مش واضحة ؟ 

عينيه كانت عليها بس لما شاف ابتسامتها اطمن انها بتحل كويس .

بدأ يتحرك بين الطلبة وكل واحد بيسأله بيجاوبه على قد ما بيقدر وبيحاول يقرب منها لحد ما وصل عندها ومستنيها تسأل وبالفعل شاورتله فقرب منها وطبعا كل طالب بيسأل هو بيقرب علشان بيتكلموا بهمس فقرب منها وافتكر تهيؤاته امبارح بس نفضها بسرعة مش وقتها 

سألته : هو دي كده أنا ماشية فيها صح ولا كعادتي لخبطت وكل مرة تقولي افهمي ؟

ابتسم وبصلها : طيب ما تفهمي ؟ 

بصتله باستغراب : يعني بجد غلطت فيها زي كل مرة ؟ 

بصلها وماجاوبهاش اكتفى بنظرة مافهمتش معناها وجه بيتعدل علشان يبعد بس هي بدون تفكير مسكت ايده : استنى .

بص لايدها اللي ماسكة ايده واستغرب وبصلها بتوتر فسحبت ايدها بسرعة واتحرجت: سوري بس استنى .

قرب تاني بغيظ : عايزة ايه يا همس ؟ انتي سألتيني فيها كام مرة دي وغلطتي فيها كام مرة ؟ بجد لو ماقفلتيش الامتحان ده مش هسمحلك بأسئلة تانية لآخر السنة .

بصت لورقتها وبصتله بتذمر: يبقى عملت نفس الغلط ، طيب أقطع الورقة ولا أعمل ايه ؟ 

بصلها بهدوء : اعملي خط واكتبي الحل الصح وياريت تركزي وتكوني واثقة انك قادرة تحلي الامتحان كله صح ، يلا حلي .

اتحرك وخلص وبص للمعيدين اللي جايبهم يراقبوا : انا في مكتبي لو في حاجة كلموني .


استناها تخلص وتطلع مكتبه وبالفعل طلعت بس مش لوحدها كانوا شلة كبيرة ، شلة الطلاب الممتازين وبيراجعوا معاه بحماس وهو وسطهم فرحان بإنجازهم وذكائهم وفخور بيهم .

همس ماسكة ورقتها وبتشاور له على حلولها

 سألها بترقب : عملتي المسألة دي ازاي ؟

ابتسمت وقالتله الحل فابتسم بارتياح بس بص لكل اللي حواليه بابتسامة لكن يقصدها هي بالكلام : طيب الحمد لله اني شرحي وتعبي ما راحش هدر ورفعتوا راسي . 

واحد سأله :  دكتور هتصحح امتى الورق ؟ 

ابتسم ومط شفايفه : وقت ما اكون فاضي ما تقلقش النتيجة بتطلع بعد أسبوع أو عشر ايام بالكتير بعد ما تخلصوا ، يلا شوفوا وراكم مادة ايه المرة الجاية وربنا يوفقكم .


طلعوا كلهم وشوية والباب خبط وكانت همس ابتسمت : نسيت كتابي على المكتب .

بص للمكتب وكان في فعلا كتاب : خديه .

قربت مسكت الكتاب وبصتله بتردد : بجد لو كنت غلطت هتمنعني أسأل لآخر السنة ؟

كان نفسه يقولها لا مش هيقدر وقلبه مش هيطاوعه بس دلوقتي وقت امتحانات وهي لازم تركز في مذاكرتها وبس : اه يا همس ، طالما مش هتجيب نتيجة والأخطاء هتفضل زي ما هي يبقى مالهاش لازمة ، يبقى بنضيع وقت أنا وانتي .

جت تتكلم بس قاطعها بجدية: شوفي مادة بكرا وما تضيعيش وقت يا همس وخلي بالك انتي محتاجة كل درجة ، يلا ربنا يوفقك.

ابتسمت ومشيت بس كلامه يحمل معنيين؛ هو بيحبها وبيخاف على مصلحتها وبالفعل مهتم أو دكتور وبيحاول يفهمها انها طالبة متميزة فقط وتركز على مذاكرتها ؟ ماقدرتش توصل أو تستقر على فكر معين .


هند في المدرسة لاحظت ان ميس إحسان رتبت الجدول كله بس اتبسطت ان معظم حصصها ورا أو قبل بدر فبتشوفه في كل مرة هتدخل فصل أو تخرج منه أو بيكون في فصل جنبها وبيخلصوا مع بعض .


في مرة نازلين السلم وهو قدامها فأخرّ شوية وبصلها: أخبارك ايه ؟ 

ابتسمت وجاوبته : كويسة الحمد لله ، وانت ؟

ابتسم هو كمان : كويس .

سألته فجأة: أنس أخباره ايه ؟ هو فين دلوقتي صح ؟

ابتسم لسؤالها واهتمامها : كويس الحمد لله وهو دلوقتي في مدرسته ، أنا قدمتله هنا في مدرسة الأمل للغات هو سنة سادسة.

ردت بأسف : للأسف ان هنا إعدادي وثانوي بس، بس ملحوقة شوية ويجي معاك هنا .

سكتوا الاتنين لحظة ومحدش فيهم عارف يتكلم ولا حد فيهم عايز يمشي ، لحد ما هند قطعت الصمت : على فكرة أنا ماقلتش لحد عن أنس .

استغرب وبصلها :أنا مش مخبي أنس عن الناس .

بصتله بتوضيح: بس انت برضه ماقلتش انك مخلف ومعاك ابنك هنا وقلت انك مش بتحب الناس تتدخل في خصوصياتك فافتكرت انك مش عايز حد يعرف . 

ابتسم عرفانا ليها بس وضحلها : أولا متشكر جدا جدا لاهتمامك ، بس أنا روحت المدرسة وقدمت لابني بنفسي وزي ما قلتوا البلد هنا صغيرة وأنا واحد غريب ومعاه ابنه فأكيد الأغلبية عارفين ، بس برضه متشكر أوي انك اهتميتي برغباتي .

حركت دماغها بابتسامة ومش عارفة تقول ايه ؟ بس عايزة تقول أي حاجة، افتكرت كلامهم وبصتله : اوعى تكون اتضايقت مني لما قلت ان المفروض ابنك يكون مع مامته ؟

سند على الحيطة وراه واتنهد : كتير أو الأغلبية فاكرين ان كل الأمهات حنينة بفطرتها بس ده مش صحيح ولكل قاعدة شواذ ، أنا اه مش قادر أقوم بكل واجباتي بس بحاول على قد ما أقدر أعوضه عن حرمانه عن أمه وبحاول أقوم بالدورين وعارف اني أكيد مقصر بس بعمل اللي ربنا يقدرني عليه - بصلها وابتسم بفخر- أنس ده أجمل حاجة حصلت في حياتي وبحمد ربنا انه رزقني بيه.

سمعته بقلبها وحست بصدق مشاعره وحبه لابنه : ربنا يحفظهولك يارب وأنا واثقة انك قايم بدورك على أكمل وجه أو زي ما قلت بتحاول على قد ما تقدر وهو أكيد عارف ده ومقدره ، المهم هتجيبه معاك امتى تعرفني عليه ؟

ابتسم ابتسامة واسعة ورد : أي يوم يخلص هو بدري أروح أجيبه أو أغيبه يوم .

وافقته بحماس : اه ياريت بجد .

سكتوا شوية بس هو بعد تردد سألها : انتي ليه رافضة تتعرفي على أي حد أو تسمحي لحد يدخل حياتك ؟ 

بصتله باستغراب : ليه بتقول كده ؟ أنا مش رافضة أبدا.

وضحلها : انتي رفضتي مجرد تعارف اقترحه عليكي أصحابك المقربين ، فده معناه انك رافضة الفكرة نفسها وإلا كنتي على الأقل اديتي لنفسك فرصة تتكلمي معاهم وتشوفي يمكن حد فيهم يكون مناسب بس انتي رفضتي وثورتي واتنرفزتي - فكرها بهزار- ده انتي كان ناقص تضربيني.

ضحكت بخفة : مش للدرجة دي .

قاطعها بتأكيد : لا للدرجة دي وأكتر . 

وضحتله : أنا أصلا اليوم ده كنت متنرفزة وشادة أنا وماما ويدوب خلصت خناقي معاها وقفلت لقيت أخو مها في وشي فكملت معاه وبعدها لقيتك انت وكملت خناقي فهو سوء توقيت مش أكتر .

اتعدل وبص لعينيها : يعني انتي مش رافضة الارتباط ؟ 

-هزت دماغها بتأكيد فقرب خطوة وسألها : طيب هل في حبيب مثلا مجهول في مكان ما مستنياه أو .......

قاطعته بابتسامة : مفيش أي حبيب في أي مكان كل الحكاية اني ما قابلتش الشخص المناسب وأنا رافضة الارتباط بأي حد والسلام .

ابتسم و وافقها : وده الصح انك ما توافقيش على أي حد والسلام وانك تختاري الشخص اللي هيقدر يسعدك ويفهمك أو تفهموا بعض انتم الاتنين .

صوت قاطعهم فجأة : حضرتك هنا والدنيا مقلوبة عليكي ، اه انتي مع الأستاذ بدر ..

اتخضت وبصت لصاحبتها بغيظ : خضيتيني يا مها ، هو في حد يتكلم كده ؟


مها ابتسمت على منظرها وبدر اتراجع خطوة لورا: بقالي شوية بدور عليكي وافتكرتك نزلتي من الحصة بتاعتك - بصت لبدر وكملت - حتى حضرتك بدور عليك.

بدر استغرب والاتنين بصوا لبعض وبعدها بصولها فوضحت : مستر راضي عايزكم انتوا الاتنين وأنا معاكم يلا.

سبقتهم والاتنين اتحركوا علشان ينزلوا ، بدر سألها : المدير هيعوزنا في ايه احنا الاتنين ؟

هند حركت كتافها بحيرة بس علقت : مها معانا مش احنا بس.


التلاتة وصلوا مكتب المدير ودخلوا فبصلهم وسلم عليهم وبعد ما قعدوا واستقروا اتكلم: جمعتكم علشان أبلغكم ان في مسابقة أوائل الطلبة المدرسة مشاركة فيها لطلبة ثانوي عايزكم ترشحوا من كل مرحلة اتنين ، عايزين ستة من أوائل الطلبة ، الأسئلة هتكون في ال٣ مواد الأساسية عربي وانجلش وماث وطبعا في أسئلة معلومات عامة ، انتم بتدرسوا ال٣ صفوف فاختاروا الطلبة وركزوا معاهم وراجعوا معاهم كويس وجهزوهم للمسابقة أنا عايز ناخد ترتيب على مستوى الجمهورية .

مها بحماس : إن شاء الله بس هي امتى ؟ 

المدير بصلها ورد: بعد شهر بالظبط ، همتكم بقى ، اختاروا الطلبة واقعدوا معاهم في كل وقت فاضي ، في بريك ، حصة فاضية ، بعد اليوم الدراسي ، قبل اليوم الدراسي ، الطلبة يروحوا ليكم البيت ، اخترعوا أي حاجة بس المهم النتيجة .

بدر علق على كلامه: يعني احنا هنمسك طالبين من كل مرحلة نراجعلهم كل المنهج ونعدهم للمسابقة ؟

- ايوة بالظبط .

بدر باعترض: بس كده هنكون بنفرق بين الطلبة .

كلهم بصوله فكمل كلامه : يعني لما أمسك اتنين أهتم بيهم جدا وأجيبهم دروس إضافية يبقى كده ميزتهم عن باقي الطلبة .

هند عجبها اعتراضه واستغربت هي ليه مافكرتش زيه كده مع انها على طول حقانية ؟

انتبهت لراضي بيستفسر : والحل ايه ؟ 

بدر فكر لحظات : هنعمل  زي ماحضرتك قلت وهنقعد معاهم بس مش هم، أي حد عايز ينضملهم براحته ، يبقى كده هم اختاروا وكده احنا ما ميزناش حد عن حد . 

كلهم وافقوا على كلامه وخلصوا كلامهم مع المدير واتحركوا مع بعض .

مها بصتلهم : هنختار مين ؟ انا بحب الطلبة كلهم ؟ 

بدر ابتسم : حبيهم براحتك بس حاليا احنا مش عايزين اللي بتحبيهم عايزين أشطرهم ، أعتقد ناخد الأول والتاني في كل مرحلة .

هند بصتلهم : بس في طلبة مش الأوائل بس بتعرف تتكلم كويس ومعلوماتهم العامة كويسة جدا .

بدر اقترح : ممكن ناخد واحد كده يكون هو مسئول عن المعلومات العامة.

فضلوا كتير يتكلموا ويتفقوا هيعملوا ايه؟ وهيختاروا مين ؟ 

بعدها مها شهقت مرة واحدة و طلعت تجري وهي بتصرخ : ورايا حصة .


الاتنين ضحكوا عليها وراقبوها لحد ما اختفت وساد الصمت للحظات قطعها بدر بابتسامة : قلتيلي بقى ان مفيش حبيب مستخبي في أي مكان ؟

اتحرجت وبصت لبعيد وهي بتجاوبه : لا مفيش حد مستخبي في أي مكان ، انا ورايا تحضير بعد اذنك .

جريت هي كمان من قدامه وجواها ابتسامة غريبة ونبضات قلب أغرب .


سيف في الجامعة عنده محاضرة لهمس واستغرب هو ليه بيستنى أيام محاضرتها بفارغ الصبر؟ 

دخل وعينيه بتدور عليها بس مش لاقيها ومكشر ويدوب هيقلع نظارته الباب خبط كانت همس وشكلها كانت بتجري لان نفسها مقطوع فابتسم وشاورلها تدخل، دخلت وأصحابها كانوا حاجزين مكانها وأول ما استقرت هو اتفاجئ انه ماكانش مركز وهي مش موجودة وانه مركز معاها قوي ومع حركاتها ومنتظرها تستقر ، اتحرج وعمل نفسه بيقلب في المرجع قدامه وبدأ محاضرته .

في وسط المحاضرة الباب خبط ، بدون ما يلتفت اتكلم : آسف محدش بيدخل بعدي .

اللي على الباب اتكلم : ده انت عايش الدور بقى بجد ؟

سيف انتبه للصوت وابتسم وهو بيلتفتله : حزووووووم .

حازم ابتسم : عم الصياااااد .

قرب وسلموا على بعض سلام أصحاب ما شافوش بعض من فترة.

سيف : جيت امتى ياابني انت ؟

وصلهم صوت من وراهم : جه من كام يوم يدوب .

قرب منهم ومد ايده سلم على سيف : سيف باشا .

سيف سلم هو كمان : مروان باشا ، أخيرا رجعت ؟

مروان بيبص للطلبة بابتسامة ورد عليه : ما هو اللي عنده مدير زي والدك لازم يتطحن ، انت عارف أبوك مش بيرحم والسفرية الأخيرة طلعت عيني ، المهم ، هو المدرج احلو ليه عن أيامنا ؟ 

سيف لاحظ نظراته وخصوصا لما بص لهمس أوي فلف وشه بحدة: خليك هنا 

- التفت لحازم وكمل - انت جيت امتى ؟

حازم اتوتر للحظات بس حاول يتكلم بتلقائية: من خمس أيام تقريبا .

سيف كشر باستغراب: أنا كنت في المطار في نفس اليوم ده تقرييا .

قبل ما يجاوبه مروان بص لسيف واتكلم: بس ليك حق تحب التدريس ، امال على أيامنا كانوا غفر ليه ؟

الأغلبية ضحكوا على أسلوبه وهو بصلهم بمرح: سيف على فكرة كان مشاغب جدا مش هادي أبدا فانتوا طلعوا عينه وزهقوه في عيشته .

سيف مسك دراعه يسكته: أنا بقول تطلع برا تستناني .

حازم بهزار : ايوة طلعه الواد ده لسانه متبري منه وهيشردك ويحكي عن مقالبك ومصايبك مع الدكاترة.

سيف بصله هو كمان بغيظ: انتوا الاتنين برا .

الكل ضحك وهو بيزقهم : استنوني عند الكافيتريا عشر دقايق ، ربعاية وأخلص .

طلعهم وقفل الباب ويدوب اتحرك خطوة مروان فتحه بمشاكسة: بقولك .

سيف بصله بنفاذ صبر : عايز ايه ؟

رد عليه بجدية : ما شوفتش شاكي ؟

سيف هز دماغه بنفي: ما شوفتش أنا حد النهارده اوك ؟ بس هتلاقيها في مبنى عمارة لو عندها محاضرات .

مروان باستغراب : شاكي بقت حد ؟! والله يا زمن. 

سيف قاطعه : مبنى عمارة زي ماهو اطلع انتشر فيه ودور براحتك .

زقه لبرا وبص لحازم : ما تخليش الواد ده يدخل تاني ضيعتوا المحاضرة ، قدامكم الكلية انتشروا فيها ودوروا براحتكم لحد ما أخلص . 

قفل الباب ورجع مكانه بس لاحظ نظرات همس ولمح تكشيرة استغربها . 


خلصت المحاضرة وكالعادة الطلبة بيتلموا حواليه وهو بيحاول يخلص بسرعة بس موبايله بيرن كل شوية وبيكنسل . 

لمح همس واقفة وبصلها مستنيها تسأل بس هي واقفة فقط، لما لقاها ساكتة اعتذر من الطلبة اللي لسه واقفين وقالهم المرة الجاية علشان يروح لأصحابه ويدوب بيلم حاجته كان مروان عند الباب : ما تنجز يا ابني المحاضرة خلصت من بدري ، ده انت دكتور رخم صح.

سيف بصله : مش هرد عليك دلوقتي ، المهم لقيت حد ؟

هنا دخلت بنت لابسة چيبة قصيرة وشعرها أسود وطويل وبصت لسيف : يبقى الكلام اللي قاله مروان حقيقي وأنا بقيت حد 

- كملت بهزار وعياط مصطنع - نسيت العشرة وبعت شاكي؟ 

سيف ابتسم : وأنا أقدر برضه شاكيناز ، وبعدين هو في حد عاقل يصدق الواد ده؟

قربت منه وهو مبتسم وسلمت عليه ومسكت دراعه وبدأت تشده يخرجوا : ارحم الطلبة وسيبهم يخرجوا وانت يلا .

 وهي بتقرب سيف تلقائي بص لهمس اللي حس ان نظراتها بتحرقه وحس ان دي مالهاش إلا تفسير واحد وهو غيرتها ، بس هي هتغير عليه ليه؟ فوق يا سيف .

انتبه على مروان : احنا سيبنا حازم برا ، يلا نطلع بقى على الكافيتريا بدل الفراغ ده ، في أمم برا .

شاكيناز ضحكت : الواد ده عمره ما هيتغير ؟

سيف وافقها : بالظبط ، تعالي برا احكيلي عملوا معاكي ايه العيال دي وسيحولك ازاي؟

شاكي بهزار: دول ضيعوا هيبتي خالص، هيبتي بين الطلبة اللي بقالي كتير بحاول أرسمها؟

تاه باقي الكلام مع خروجهم وهمس اتمنت لو تروح وراهم وتعرف أساس علاقتهم ايه؟ وليه بتشده كده بكل ثقة؟ 


هالة بتزقها علشان تتحرك : هنفضل جوا المدرج كده كتير مش هنخرج برا ؟ البريك هيخلص واحنا هنا .

همس بصتلها بتوهان وبعدها ردت : يلا .

خلود دخلت في النص وحطت ايديها الاتنين عليهم : تفتكروا مين دي ؟ حب قديم ولا صاحبة بس؟

همس زقت دراعها بعيد بغيظ : واحنا مالنا ها؟ واحد وأصحابه ، انا رايحة الحمام بعد اذنكم .

سابتهم وخرجت وهي على آخرها، خلود بصت لهالة بتساؤل : تفتكري غيرانة ؟ 

هالة حركت راسها بأسف : دي هتولع وباين أوي والمشكلة انها بتنكر اهتمامها بيه .

خلود اتنهدت : والمشكلة الأكبر انها كل يوم بتتعلق بيه زيادة ، هنعمل ايه ؟ 

هالة بتفكير وأمل بسيط : مش يمكن هو كمان يكون مهتم و ...؟.

قاطعتها خلود بجدية : ايه حملك شوية ، ده دكتور يا ماما ، امتى سمعتي عن دكتور حب طالبة ها ؟ اه ممكن وحطي ألف خط تحت ممكن انه معيد يحب طالبة وبيكونوا عارفين بعض من وهما طلبة لكن دكتور وبمستواه ده وطالبة عادية قاعدة في بيت طالبات؟ ما أعتقدش أبدا يا هالة وهمس لازم تفوق وتستوعب الحقيقة دي ، هو بيهتم بيها كطالبة ممتازة عنده زي ما دكتور ممدوح كان بيهتم السنة اللي فاتت ، فاكراه ؟ بس علشان كان كبير في السن كان الوضع عادي ، دكتور سيف لا يمكن أصدق انه مهتم إلا لو سمعتها بنفسي من بوقه انه مهتم غير كده لا ، ويلا نشوف البونية دي راحت فين ؟ 


سيف قعد مع أصحابه على الكافيتريا وفضلوا يفتكروا أيام دراستهم هنا وقعدتهم وهزارهم كده .

مروان عينيه مع كل بنت بتعدي جنبهم لحد ما سيف خبطه وهو اتفاجئ وبصله : في ايه يا ابني ؟

سيف بغيظ : لاحظ اني دكتور هنا مش طالب فبالتالي مظهري يهمني ، اتلم شوية.

كشر وبص لحازم : قلتلك بلاها نيجي هنا ونكلمه يقابلنا برا بدل التكتيفة دي .

حازم ابتسم : هو لازم يعني تبص لكل بنت حوالينا ؟ ما تتلم شوية .

مروان بص لشاكي : عاجبك اللي بيقولوه ده ؟ العيال دي شكلها عجزت ولا ايه ؟

شاكي ضحكت : عقلوا مش عجزوا ، انما انت زي ما انت ولا بتكبر ولا بتعقل .

علق بتأكيد: ولا عايز أعقل أصلا ، ده انتوا بقيتوا خنقة أوي ، قوموا نمشي طالما هتفضلوا تبصوا لمنظركم ومظهركم وتبصوا حواليكم لطلبتكم .


سيف لمح همس بتشتري ساندوتشها فبص لزمايله: تاكلوا ايه؟ هجيب ساندوتشات على السريع .

وقف ومستنيهم ومروان نوعا ما لمح همس ولمح نظرة سيف ليها فبص لسيف باستفزاز: طيب ما تخليك انت وأروح انا ؟

سيف بغيظ: اترزع يا ابني وما تتحركش من مكانك ، هتاكلوا ايه انطقوا ؟

كل واحد طلب ساندوتش وهو رايح مروان وقفه بهزار: الحق بسرعة بقى قبل ما الساندوتشات تطير .

سيف بصله من تحت نظارته بدون ما ينطق وبعدها مشي . 

راح وقف جنب همس اللي متغاظة منه بدون ما تعرف ليه ؟!

سيف بصلها بتساؤل: أول مرة ما تسأليش بعد المحاضرة للدرجة دي فاهمة كل حاجة في المحاضرة ؟

همس عايزة تنفجر فيه وتسأله بصراحة مين دي؟ وليه بتشده بالعشم ده ؟ بس اتنهدت وابتسمت ابتسامة صفرا: أصلا درس النهارده كان دمه تقيل جدا .

سيف غصب عنه ضحك من أسلوبها وهي اتنرفزت بزيادة فزادت تكشيرتها وبصتله باستفسار فسكت وحمحم وبعدها كلم ميدو اللي في الكافيتريا قاله الاوردر بتاعه ورجع بصلها بمرح : بقى الدرس رخم ؟ 

همس باصة قدامها بغيظ: جدا وطويل والمشكلة انه فاكر نفسه حلو.

سيف بضحك : ده الدرس برضه؟ المهم ابقي تعالي المكتب في أي وقت ونشوف ايه الرخم والطويل اللي فيه؟

همس شاورت بدماغها بلامبالاة وانها مش مهتمة وبعدها لاحظت ان شاكي بتشاورله فاتكلمت بغيظ : حبيبتك بتشاورلك .

بص ناحية شاكي وشاورلها وبعدها بص لهمس بهدوء: مع انه شيء ما يخصش حد بس شاكي مش حبيبتي دول أصحابي من زمان ، شلتي الخاصة زي الشلة اللي بتقفي معاها كل يوم أعتقد لو اتقابلتوا بعد فترة هتهزروا كده .

ردت بانفعال : اه نهزر بس مش هروح أشدهم كدا وكان ناقص آخدهم بالحضن و ......

قطعت الكلام لما لاحظت نظرات الاستغراب عليه الممزوجة باستمتاعه بغيظها فسكتت وهو كمل بمشاكسة: وايه؟ 

بصت قدامها وزمت شفايفها بغيظ فقرب منها يوضحلها: أنا مش هدافع عن تصرف شاكي أو طريقة تعاملها بس هو ده تصرفها الطبيعي لكل أصحابها مفيش حاجة مميزة . 

شاكي قربت منهم وبصت لسيف بتساؤل : سيف طلبت ولا لسه ؟ أنا عايزة أغير لو سمحت .

سيف بصلها بهدوء : شوفي ميدو عملهم ولا لسه ؟


مروان وحازم قاعدين بيتكلموا ومستنيين سيف وشذى يجيبوا السندويشات، عدت بنت من جنبهم واتكعبلت كانت هتقع ، مروان لاحظها وبسرعة اتصرف ومد ايده وهو بيقف سندها ومنعها تقع ، البنت رفعت راسها بدلال وحركت شعرها اللي غطى وشها عن عينيها وشكرته بابتسامة ، بس حازم لاحظ ان مروان مكشر وماردش عليها ، وكملت البنت طريقها مبتسمة وغمزت لمروان ، فحازم هزر : اوبا ، غمزت يعني قلبها مال .

ضحك ومروان بصله بضيق فضربه على دراعه : ايه ياابني ؟ هي طيرت عقلك ولا ايه ؟ خليك على الأرض معانا .

رد مروان و هو متضايق ومتابع البنت اللي قعدت على ترابيزة قدامهم : البنات اتهبلت والله يا ابني ( كان باصص للبنت وهو بيقطع ورقة معاه استغربها حازم جت منين وكمل ) تخيل البنت دي عملت الفيلم ده وانها بتقع وكدا عشان تديني رقم تليفونها ؟!

حازم اتفاجئ من تصرفه ورد فعله : ادتلك رقم تليفونها وانت قطعته ؟ ده ايه ده؟ ( حط ايده على جبينه كأنه بيقيس حرارته وهو بيضحك ) انت سخن ولا فيك ايه ؟ 

مروان ضحك هو كمان : لا سخن ولا حاجة ، بس البت مش قد كده - كمل بعبث- عارف لو مزة كنت هقوم أقع انا قدامها  ؟ 

حازم بصله بذهول : دي مش حلوة ؟

مط شفايفه وحرك ايده انها نص نص وعلق : يعني ها ماشي حالها لكن عادية ، وبعدين هو ده حظ قرمط الغلبان 

حازم نقل نظراته بين مروان والبنت وابتسم للبنت اللي ابتسامتها مافارقتهاش أبدا : طيب يا بارد بدل ما تقطع الورقة كنت اديتهالي أتسلى شوية ، ده انت واد تنح .

مروان بصله باستغراب : انت عايز تتسلى ؟ امال عايش فيها دور المحترم ليه ؟ وبعدين البنت عندك اهيه روح وخد رقمها ، لكن أنا ماليش دعوة .

حازم اتراجع بسرعة وعرف انه غلط واتهور : الله بهزر معاك يا ابني ، هو انا وش ذلك برضه ؟

مروان ضحك وكمل هزار : ده انت ذلك ذات نفسه .


وقفت شاكي تنادي على العامل وبتكلمه وهمس واقفة وبتلقائية بتحرك وشها بتتريق على طريقة كلام شاكي وسيف لمحها فضحك غصب عنه وشاكي بصتله باستغراب : بتضحك ليه في ايه ؟ 

سيف معرفش يقولها ايه ؟ فبص لمروان اللي كان بيضحك: بضحك مع مروان .

شاكي هزت دماغها وبعدها قربت منه : قولي بقى .

بصلها بتعجب: أقولك ايه ؟ 

مسكت ايده ترفعها تبص فيها : مفيش دبل ، مش ناوي بقى؟ معقول ما ارتبطتش بأي حد لدلوقتي ؟ 

سيف ابتسم ان همس سامعاها : لا ما ارتبطتش وبعدين مستغربة ليه؟ ما كلكم مفيش حد فيكم ارتبط .

شاكي ضحكت : الظاهر اننا كلنا منحوسين ، بس غريبة ان اونكل عز سايبك براحتك لدلوقتي ؟

سيف اتنهد : اصلا كل خلافتنا حاليا بسبب الموضوع ده .

همس بتنادي بغيظ : ما تنجز يا ميدو المحاضرة هتبدأ .

ميدو طلع وبيديها الساندوتشات بتاعتها : ٣ شاورما و ٢ برجر و واحد فارم .

بصلها بذهول وشبه مصدوم وهي لاحظت نظراته ولاحظت ان شاكي بعدت شوية فبصتله بغيظ وقلدته : مع انه شيء ما يخصش حد بس ده لينا كلنا مش ليا لوحدي .  

ابتسم وبص لقى شاكي مشغولة بتليفون جالها فوقّف همس بسرعة: همس ؟

بصتله فكمل بابتسامة: بكرا هكون موجود من الصبح في مكتبي .

حاولت ما تبتسمش بل بالعكس كشرت وردت بلامبالاة مزيفة : ماعنديش أي أسئلة لحضرتك .

تجاهل اللي قالته وكرر جملته تاني بتأكيد : بكرا موجود من الصبح. 

راحت لأصحابها وهي متلخبطة مش عارفة تتضايق ولا تتبسط ، هو مهتم؟ ولا زي ما زمايلها بيقولوا اهتمام عادي جدا ؟ حست انها مخنوقة جدا وهي مرقباه بيضحك معاهم وشاكي بتهزر معاه ، حاولت تقنع نفسها انها مجرد زميلة بس جواها نار مش عارفة تسيطر عليها ، طلعت كشكول خواطرها وبدئت تكتب فيه 

(( حين أراك مع إحداهن، أو عينيك تتابعها ، أشعر بأن بركانًا يندلع بداخلي ، فينفجر ويحرقك ويحرق كل مَن حولك .. لماذا تثير أمواج ثورتي وجنون غيرتي؟!

أيعقل أن ما أشعر به غَيْرةً عليك؟

متى حدث هذا ؟

هل خانني فؤادي ودق لك ؟

لا لم أهواك سيدي، فإن بيننا سدًا فولاذيًا هيهات أستطيع هدمه؟

كذبت كل جوارحي، وأرفض البوح لروحي ، 

و إني أخشى الاعتراف..

إني أهواك، وأغير بجنون عليك يا مَن سحرني بنظرة من عينيه))


قفلت الكشكول مش قادرة برضه تكتب ومش قادرة تعترف لنفسها بالحب اللي جواها ، وقفت مرة واحدة وبصت لاصحابها : انا هروح سلام . 

ما انتظرتش اي رد منهم ومشيت بسرعة تهرب من نفسها ومن كل اللي حواليها .


سيف خرج هو واصحابه علشان يكونوا براحتهم برا جو الجامعة . 

سيف وهم برا بص لحازم : انت وصلت يوم ايه وأي ساعة ؟

حازم اتوتر لكن لازم يقول الصح : يوم الأحد على العصر كدا .

سيف ضربه على كتفه : كل ده وما ظهرتش في الشركة ؟! ده انت غتت يا بارد .

حازم ضحك : الله مش باخد إجازة وأرتاح من العركة اللي كنت فيها ؟ جيت الشركة تاني يوم على العصر كدا واديت باباك كل الأوراق وعرفته كل التفاصيل وروحت وآخدت إجازة أسبوع .

سيف بتفكير : اممممم قلتلي ، بس مش غريبة تكون انت وآية في المطار وجايين في نفس التوقيت وما تتقابلوش ؟

حازم اتوتر وبصله: يعني أنا معرفش انها جاية من برا وبعدين هي كانت في رحلة بتلف فيها الله أعلم كانت ايه آخر بلد مشيت منها ،  لكن أنا جاي من ألمانيا زي ما انت عارف علشان أخلص الشغل اللي والدك كلفني بيه وأكيد طيارتنا مختلفة  - غير الموضوع - أصلا أنا ندمت اني روحت مكانك السفرية دي انا كان مالي ومال الألماني ؟!

سيف رد بتهكم : شوف ازاي ؟ ومين اللي كان طاير من الفرحة بالسفرية وقالي سيبلي انا الطلعة دي ها ؟ 

حازم اتوتر أكتر : وانت ما صدقت ها ؟ بصراحة ماكنتش متخيل الطحنة اللي اتطحنتها هناك ، ده انا اتفرمت لقاءات واجتماعات ، المهم ( غير تاني الموضوع وسأل باهتمام ) بجد يا سيف انت حابب التدريس أكتر من المصنع والشركة ؟ 

سيف اتنهد : أنا ماليش في جو المصانع والشركات ده ولولا أبويا ماكنتش اشتغلت معاه في الشركة ، أنا حابب جو التدريس ده ايوة . 

شاكي سألته : طيب آية اختك ؟ ايه نظامها؟

سيف بصلها : لا آية غيري هي ناوية تشتغل في الشركة معانا ، وإن شاء الله هتقابلوها كلكم هناك .

حازم موبايله رن وكل شوية بيقفل الصوت لحد ما مروان أخد باله : ما ترد يا عم الحاج ما يمكن موبايل مهم .

بصله بغيظ : ما تخليك في حالك ؟

مروان ضحك : ماهو ده حالي ، أغلس عليكم طبعا . 

شاكي بصتله : اعقل بقى يا مروان وبطل فعلا غلاسة ، انت بقيت مهندس قد الدنيا ما تبص لحازم عقل ازاي ؟

هنا سيف بصله باستغراب : إلا انت عقلت كده امتى وازاي ؟ مش طبعك الهدوء والعقل ده ؟

حازم ابتسم بحرج : يعني كل واحد وله أوان يعقل ولا ايه ؟

مروان بصله وبغلاسة : تلاقي واحدة كدا ولا كده معلمة عليه بس ويومين وهيرجع لجنانه تاني .

حازم كشر : ما تخليك في حالك ياابني وبعدين ايه معلمة عليا دي ها؟

سيف ضحك وبصلهم وبعدها بص لحازم : لا ماهو لازم يكون في سبب للعقل ده كله وهنعرف ايه السبب ؟


نادر في إجازته المملة اللي بدأ بجد يندم انه اخدها، قرر يقعد يقرأ كتاب ، طلع قعد في البلكونة قدام البحر وفتح الكتاب بس عينيه ما شافتش ولا سطر وافتكر أول حالة جننته وطيرت النوم من عينيه 


رجع بذاكرته ليوم ما راح بدري المستشفى وهو متلخبط ، حاسس انه متحمس يشوفها بس يرجع ويقنع نفسه انه مجرد تعاطف مع بنت حياتها شبه توقفت ، بس ده الليل كله بيقلب في النت وفي المراجع علشان يدور على أسباب محتملة لأعراضها دي، لا لا هو بيعمل كده مع كل حالة بتقابله ، دي مش أول مرة أبدا .

دخل العمليات وحاول يخلي كل تركيزه في المريض اللي قدامه ، خلص واتأخر عن ما كان متوقع ، خرج هلكان ويدوب خرج برا قسم العمليات لمح بسمة وباباها ومعاهم واحدة كمان خمن انها مامتها للشبه بينهم وفرق السن ، قرب منهم وأبوها وقف يسلم عليه وهو اعتذر : معلش عارف اني قلت ميعاد بس لسه خارج من العمليات ، العملية اخدت وقت غير المتوقع .

عمار بوجه بشوش : لا ولا يهمك، أصلا كتر خيرك احنا عارفين وقتك الضيق ، ربنا يكون في العون .

بسمة سألته باهتمام : المهم المريض أخباره ايه ؟ والعملية كويسة ونجحت ولا ايه ؟

نادر ابتسم لسؤالها المتوقع : الحمد لله المريض كويس والعملية كويسة ما تقلقيش ، وبعدين أنا مش هعملك عمليات احنا بس هنكشف ونعرف السبب وربنا يسهل في العلاج بعدها .

الست اللي معاهم اتدخلت: طيب حضرتك شاكك في ايه ؟ 

بصلها باستغراب فعمار عرّفها : دي والدتها.

سلم عليها وبعدها بص لبسمة : خلينا نعمل شوية فحوصات وبعدها نقول ، الأول تعالوا أدخلكم أوضة الكشف .

مشي وهم وراه وهو تعمد يسبقهم شوية علشان يتكلموا براحتهم . وصل لأوضة فتحها وشاورلهم يدخلوا وبعدها بصلهم وهو لسه على الباب : ادوني خمس دقايق بس وراجع 

بسمة بضيق : ليه ؟ احنا بقالنا أكتر من ساعة مستنيين ؟

أبوها بيحاول يسكتها بس هي اللي بتفكر فيه بتقوله بدون أي اعتبارات .

عمار بصله وبحرج : اتفضل يا ابني وما تهتمش بكلامها.

ابتسم لابوها وهي كشرت بزيادة بس نادر وضحلها : أنا خارج من عملية أخدت مني حوالي ٨ ساعات ومحتاج أغير هدومي دي بتاعة العملية ، ومحتاج أشم نفسي ولو حتى لمجرد خمس دقايق ، ممكن يا أستاذة بسمة ولا مش ممكن ؟ 

اتضايقت وبعدت وشها بعيد بدون ما ترد عليه بس والدتها اللي ردت عنها : ربنا يديك الصحة يا ابني اتفضل براحتك  طبعا ولو تحب تريح شوية ......

قاطعتها بسمة وهي باصة لأمها وبتتريق : اه براحته يريح ساعتين وتلاتة ونتحرق احنا هنا !

نادر كان هيضحك على أسلوبها وطريقة كلامها وأبوها حرك راسه بيأس ورفع ايديه باستسلام لنادر اللي ضحك بالفعل وبصلها وبتريقة هو كمان : لا مش ساعتين ما تقلقيش هو يدوب آخد شاور سريع وآكل لقمتين وأريح نصاية .

بسمة شهقت وبصتله فضحك وقفل الباب قبل ما هي ترد أو تنفعل عليه ، فضل مبتسم لحد ما وصل للمكان بتاعه اللي خصصوهوله في المستشفى علشان العمليات الكتير وراحته بينهم.

بسمة بعد ما هو خرج استغربت نفسها ليه بتكلمه بالأسلوب ده ؟ زي مايكون حد هي بالفعل متعودة عليه مش أول مرة تشوفه أو دكتور كمان هي محتاجاه !

باباها ومامتها فضلوا يتكلموا كتير بس هي ما سمعتش أي حرف هي بتفكر لما يقرب منها هل قلبها هيفضحها زي امبارح ولا هيهدا ويعقل ؟ 

خلال ربع ساعة الباب خبط ونادر دخل شكله اختلف تماما لانه قلع لبس الاستقبال ولبس لبسه العادي وريحة برفانه ملت المكان ومنظره بشعره المبلول المتسرح مع دقنه المحلوقة خلوه ناقوس خطر وقلبها أعلن اعتراضه بدخوله فما بالك لما يقرب ويلمسها ؟ 

فضلت تاخد أنفاس طويلة تحاول تهدي نفسها عقبال ما يخلص كلامه مع باباها بس مفيش فايدة .

لاحظت انهم سكتوا وبصولها فارتبكت : ايه مالكم ؟

أمها كشرت : الدكتور بيقولك اطلعي على السرير علشان يكشف عليكي كشف سريع قبل الأشعة . 

بسمة كشرت وقامت بغيظ وقعدت على السرير وهو قرب منها وفي ايده جهاز الضغط اللي ماكانش محتاجه أوي بس شيء جواه عايز يعرف هل هي امبارح بالفعل كانت متوترة ولا هو اللي بيوترها ؟

بصت للجهاز بغيظ : لازم ؟ 

جاوبها بحركة من وشه انه مضطر، كشرت ورفعت دراعها : اتفضل .

قعد على كرسي قصادها وبهدوء : نامي على ظهرك يا ريت .

بصتله بغيظ بيزيد : لازم برضه؟

جاوبها بابتسامة: هو أنا كل ما هطلب حاجة هتسأليني نفس السؤال ده ؟ طيب يا ستي كل اللي هقوله لازم اتفقنا ؟

لاحظ اعتراضها من حركات وشها بس نامت ودورت وشها بعيد عنه وحاسة ان قلبها وكأنها بتجري في سباق مش بس متوترة . 

حط الجهاز على دراعها وبصوت عميق : خدي نفس طويل واهدي .

أخدت نفس طويل بس ما هديتش وهو بيقيس ضغطها : اقلعي الـ ........

قاطعته بغيظ : أقلع ايه ؟ مش هقلع حاجة أنا . 

أمها هتعترض بس نادر بصلها : سيبوهالي ما تقلقوش واتفضلي حضرتك ارتاحي انا بعرف أتعامل ما تقلقيش.

أمها بصت لجوزها وقعدت قصاده ونادر بص لبسمة : اقلعي النظارة - وكمل بصوت واطي- أما الباقي فلسه جاي ما تقلقيش .

مافهمتش قصده ايه بس نفخت وهي بتقلع نظارتها وبتبص جنبها علشان تحطها بس هو أخدها منها وناولها لمامتها ورجع كانت مغمضة عينيها. 

قاس الضغط وابتسم ان نبضات قلبها سريعة ، عمل كل الفحوصات الأولية وهي بتحاول طول الوقت تبص لبعيد هربا من عينيه ، خلاها تقعد وبيحط السماعة على ظهرها وبعدها بصلها والاتنين في مستوى بعض وهما قاعدين ، مسك وشها بايديه الاتنين وبص لعينيها فاتوترت ومش عارفة ليه ماسكها كده؟ عينيهم اتقابلت بس للأسف عينيها مشوشرة والرؤية باهتة قدامها واتمنت لو هي سليمة تقدر تقرأ عينيه كويس بس سمعته بيقول : هنعمل أشعة دلوقتي ونعرف عينيكي مالها ودماغك مالها ؟ اتفقنا ؟

حركت راسها توافقه وهو ساب وشها اللي كان لازم يمسكه عشان يثبته ويقدر يدقق النظر في عينيها ويشوف حركتها لانها مش بتبطل حركة أو انها تبعد وشها عنه ؟ 

وقف وبصلهم : هنروح أوضة الأشعة.

وقفوا كلهم فبصلهم : الدنيا هتكون زحمة عند الأشعة ومش هينفع حد يدخل معاها فايه رأيكم تفضلوا مرتاحين هنا بعيدا عن الزحمة وتقعدوا معززين ؟ هناك مش هتلاقوا مكان تقعدوا فيه .

أبوها وأمها بصولها فوافقته لأول مرة : خليكم هنا استنوني أفضل .

لبست نظارتها وحست انها دايخة شوية والدنيا بدأت تلف بيها بس كابرت وبصتله : يلا .

لاحظ انها اتغيرت شوية : انتي كويسة ؟

هزت راسها بتأكيد وبعدها سألته : فين الأشعة ؟ وهنطول ؟

بصلها بتفكير: هنطول معرفش على حسب الدنيا هناك ، مكانها في المبنى التاني اللي جنبنا في الدور الأرضي ، أكيد عارفينه ؟

أبوها جاوبه: اه عارفينه بس لو زحمة هتستنى دور ولا ايه ؟

ابتسم : لا مش هستنى بس لو في طبعا مريض مش هنقومه من الجهاز أكيد - بصلها- يلا ؟

أمها مسكت ايدها : آجي معاكي ؟

بسمة ابتسمت لأمها : لا مالوش لازمة خليكي مع بابا .

خرجوا مع بعض وهي ماشية جنبه بصمت بس الدنيا بتلف بيها أكتر وأكتر مع كل خطوة وحست انها هتقع أو وقعت بالفعل هي مش عارفة .

نادر حس بيها خطواتها مش مظبوطة ومش بترد عليه وعرف انها مش طبيعية وقبل ما تقع كان ماسكها ، وقعت بين ايديه ، بص حواليه مش عارف يوديها فين؟ ولا يرجع بيها مكتبه ولا يعمل ايه؟ وبرضه مش عايزها تقع على الأرض ، شالها وزق أقرب باب برجله وحمد ربنا انها أوضة فاضية ، حطها على السرير وحس جواه بخوف عليها ، خوف ماحسهوش مع أي مريض قبل كده نهائي ، خوف مبهم مش عارف سببه بس كل اللي عارفه انه متوتر وقلبه بيدق بسرعة وعايزها تفتح عينيها وتفوق تكلمه .

كلمها بخوف : بسمة افتحي عينيكي كلميني  بدأت تحرك راسها وهو قلعها النظارة اللي على وشها - كلميني انطقي .

فتحت عينيها وحست بنظرة صافية في عينيه ، حست انها شايفاه بجد بدون الغمامة اللي على عينيها ، حست انها بتحلم أو يمكن هي بتحلم فعلا بالدكتور الوسيم اللي هيكون فارسها ومنقذها ، يمكن هي مش في وعيها وكل ده جوا دماغها هي !,

مدت ايدها حطتها على وشه وابتسمت بتشتت : انت بجد ولا انت حلم ؟ 


ونكمل بكرة 

شكر خاص للجميلة ايمو كمال على اهدائها لخاطرة همس 🌹

انتظروني بكرة في نفس الموعد والساعة ٧ بتوقيت مصر 

بقلم / الشيماء محمد احمد

#شيمووو

جانا الهوى

الحلقة (٥)

بقلم / الشيماء محمد احمد

#شيموووو


الرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها تماما الي انتهاء فترة الحصري . 


 بالرغم من خوف نادر بس ابتسم ومسك ايدها اللي على وشه : انا بجد فوقي يا بسمة .

بسمة عينيها وسعت وبدأت ترجع لوعيها واتعدلت بسرعة بس داخت تاني فحاول يسندها: بالراحة يا بنتي هو في حد بيقوم بالشكل ده من إغماء ؟

حركت راسها برفض : أنا ما اغماش عليا .

بصلها بتهكم : امال ايه اللي حصل ده لو مش إغماء ؟ واغمى عليكي قبل كده ولا دي أول مرة ؟

بصتله : بجد أنا اغمى عليا ؟ - بتفكر متلخبطة - انا بس .....

سكتت وهو كمل : انتي بس حبيتي أشيلك و .....

قاطعته بغيظ : اخرس واوعى تكمل .

ابتسم بصدق : انا بهزر ما أقصدش أضايقك - بص حواليه وشاف كرسي شده جنبها - بسمة انا مش عارف انتي ليه واخدة مني موقف بالشكل ده ؟ انتي حرفيا أول مريض أحس انه بيكرهني ومش طايقني .

بصتله بحزن : انا ولا بكرهك ولا مش طايقاك.

سألها بهزار بس عايز إجابتها : ده انتي ناقص تضربيني يا بنتي في كل كلامك.

بصتله بعمق و بجدية تامة : مش يمكن بداري ضعفي ومرضي بتهكمي وصوتي العالي ونرفزتي ؟ مش يمكن ده مجرد تعويض للنقص اللي حاساه جوايا؟

حرك دماغه برفض لكلامها : يا بنتي صدقيني والله انتي احسن من ناس كتير مرضى وبعدين انتي زي ما انتي ما اتغيرتيش.

زعقت بغضب : لأنك ما تعرفنيش قبل كده ، انا كنت غير كده تماما ، انا كنت إنسانة مرحة ومتفائلة وبتحب الحياة والدنيا ، دلوقتي مابقدرش أمشي خطوتين لوحدي ، مابقدرش أشوف أي حاجة بشكل كويس ، انا مش شايفاك انت كويس ومش عارفة انت بجد وسيم ولا بيتهيألي ؟

ابتسم بمرح : انا وسيم جدا ، انا وسيم وسامة ما شوفتيهاش ولا هتشوفيها تاني .

ابتسمت وبتحاول تداري ابتسامتها بس هو منعها : ما تبتسمي يا شيخة وما تخافيش مش هقول لحد انك ابتسمتي ، ده ايه ده انتي صعبة أوي ؟!

ابتسمت غصب عنها وبعدها حاولت ترجع لتكشيرتها : ممكن نكمل نروح للأشعة ؟

وقف وسألها : هتقدري ولا تحبي أشوف كرسي ؟ 

نفت بسرعة : لا مش عايزة كراسي .

حاولت تقف بسرعة بس مسك دراعها : اهدي وامشي بالراحة محدش بيجري ورانا ، يا إما هشيلك والله؟

بصتله باستغراب وهو استغرب برضه اللي قاله؛ هو مش كده أبدا فحاول يبرر : على فكرة انتي شخصية غريبة وخليتيني انا غريب ، انا مش كده أبدا.

حست انها مبسوطة بجملته دي بس حاولت تكون عملية : انا كويسة يلا بينا - بصت حواليها- نظارتي فين ؟

مسك نظارتها ولبسهالها وهي سكتت و مشيت جنبه والمرة دي هو مشي بالراحة جدا فاعترضت بتهكم : على فكرة انا ممكن امشي اسرع من كده مش بحبي انا والله ؟

بصلها بتهكم هو كمان : على فكرة عارف بس انا حابب أمشي كده عندك مانع سيادتك ؟

سكتت وما ردتش بس طول ماهو جنبها هي متوترة ومتنرفزة بدون سبب .

قاطع أفكارها : كنتي بتدرسي ايه ؟ 

جاوبته بدون ما تلتفتله : رياض أطفال ، كان نفسي أشتغل وأدرس الكي چي بحب الأطفال الصغيرة .

بصلها بهدوء : هتشتغلي إن شاء الله .

حركت راسها : إن شاء الله - بصت قدامها وشهقت- هي كل دي ناس وزحمة ولا أنا عينيا مزغللة وشايفة كل واحد أربعة ؟

ضحك وهو بيمسك دراعها ويشدها وراه : لا عينيكي مش مزغللة الدنيا زحمة فعلا تعالي .

استسلمت ومشيت وراه بس كان نفسها لو يمسك ايدها مش دراعها .


كذا حد يوقفه ويسأله عن حاجة أو يوريه حاجة وهو بيعتذر بلطف ويكمل طريقه أو يجاوب بسرعة ويقولهم يخلصوا ويعدوا عليه لحد ما أخيرا وصل لمكان الأشعة وهي بتوقفه : هو مش الباب اللي هناك ؟

بصلها وقرب منها علشان تسمعه في الزحمة دي : هناك الدخول ايوة بس لازم نستأذن الدكتور المسئول الأول مش هندخل وخلاص ولا ايه ؟

لما قرب شم برفانها اللي قد ايه كان هادي ومميز وحس انه عايز يقرب أكتر بس بعد بسرعة وهي سكتت.

الباب اتفتح وهو بصلها : استنيني لحظة اوك ؟

هزت بدماغها وهو دخل وشوية وخرج: تعالي هناك علشان أول ما المريض اللي جوا يخرج احنا ندخل .

مشيت وراه و وقفوا عند الباب بتسأله : انت هتدخل معايا؟ 

قرب علشان تسمعه : اه هدخل معاكي بس لحد ما تستقري وبعدها هروح الأوضة التانية علشان أشوف الأشعة وهكلمك طول الوقت ما تقلقيش .

هزت دماغها ومتوترة وخايفة ومرعوبة وأحاسيس كتيرة جواها . 

الباب اتفتح والمريض خرج والممرضة بصتله وسمحتله يدخل وبعدها بدأ يكلم الممرضة ويقولها هتعمل ايه وبعدها بص لبسمة : هروح الأوضة التانية .

خرج وهي بصت ناحية الممرضة اللي ابتسمت : تعالي ورا الستارة علشان تقلعي هدومك .

بسمة باستغراب : أقلع ليه مش الأشعة على الراس فقط ؟

الممرضة وضحت : لا على جسمك كله ، دكتور نادر هيعمل أشعة على مخك وعلى جسمك كله اتفضلي .

راحت معاها والممرضة بتقفل الستارة عليها وبتديها لبس المستشفى وبتأكد عليها تقلع أي حلق أو خاتم أو أي حاجة هي لابساها ، وقالتلها : هتلبسي ده لبس المستشفى وما تخافيش نظيف وانتي أول مريض هيلبسه ، الدكتور نادر موصي عليكي .

ابتسمت ومسكت لبس المستشفى ولبسته وخرجت والممرضة ساعدتها وبالفعل نادر بيكلمها من خلال جهاز. 


نادر مع دكتور الأشعة اللي سأله : هي مالها ؟ انا شايف كل حاجة طبيعية ؟ 

نادر بيبص للأشعة بحيرة : بالفعل كل حاجة طبيعية امال ايه اللي عندها ؟

دكتور الأشعة بصله : هي بتشتكي من ايه ؟ 

نادر بيحرك جهاز الأشعة وبيشوف من كذا زاوية وبيتكلم : عينيها فيها حول ، زغللة ، شوشرة ، صداع ، إغماء ، عندها أعراض كتيرة مش متناسبة مع الأشعة دي اللي بتقول كله طبيعي .

دكتور الأشعة بحيرة : طيب وبعدين هتعمل ايه بعد كده ؟ اكتبلها أي مسكن للصداع 

نادر كشر وبصله : لا طبعا لازم اعرف ايه اللي مسبب كل ده قبل ما أكتبلها قرص واحد ، المهم اطبعلي الأشعة دي ، وابعتلي نسخة على ايميلي هستشير أساتذتي بتوع المخ والأعصاب . 

خرج نادر وراح يستناها قدام الباب وشوية وخرجت بصتله : قولي لقيت ايه ؟

نادر بصلها : نطلع بس من الزحمة دي الأول .

خرجوا ويادوب بيتحركوا ممرضة نادت عليه : دكتور العمليات جاهزة 

نادر بص لساعته مستغرب الوقت اللي طار بسرعة وبص للممرضة : اديني طيب ربعاية كده وهاجي .

مشي مع بسمة : الأشعة فيها ايه ؟

بصلها : مافيهاش أي حاجة كلها طبيعية .

حست بإحباط ودموعها نزلت وهو استغرب : يا بنتي بقولك طبيعية تقومي تعيطي ؟

بصتله : طبعا لان ده معناه انك مش عارف انا مالي وده معناه اني هفضل زي ما انا .

نادر بص حواليه وكانوا قربوا من مكتبه فوقفها وطلب منها تمسح دموعها وبصلها : أوعدك اني مش هرتاح غير لما أعرف مالك ؟ ممكن تثقي فيا ؟

شيء في صوته خلاها تحس بالأمان واستغربت إحساسها بالارتياح ده وبدون ماتنطق حركت دماغها توافقه ورفعت أيدها تمسح دموعها وكملت معاه الطريق وهما ساكتين ، دخلوا مكتبه ومامتها وقفت تستقبلها : عملتوا ايه؟ 

بسمة بحزن : الأشعة سليمة.

مامتها بخوف : طيب بتعيطي ليه طالما سليمة ؟

نادر وضح : الأستاذة كانت عايزة نلاقي حاجة في الأشعة علشان ترتاح نفسيا.

عمار : بعد الشر عليها الحمد لله انها بخير .

بسمة بصت لنادر : الخطوة الجاية ايه ؟

نادر قعد على مكتبه وبصلهم : أنا عايز أسحب عينة من البزل الشوكي .

كلهم اندهشوا وأبوها ردد : ده ايه البزل الشوكي ده ؟ 

نادر وضح : البزل الشوكي أو البزل القطني ده نوع من أنواع التحليل ، هو بس مختلف شوية لاننا بناخد عينة من النخاع الشوكي و......

قاطعته أمها بشهقة : النخاع الشوكي ؟ لا لا .

نادر ابتسم و وضح : الإجراء بسيط ما تقلقيش هي الكلمة تخض بس ده حقنة مش أكتر .

بسمة باستفسار : حقنة ازاي ؟ وهتوصل للنخاع ازاي ؟ 

نادر بصلهم وبدأ يشرحلهم : بصي هي بتتاخد من الظهر من آخر فقرات بس بنديكي الاول بنج موضعي علشان ما تحسيش بألم وبنسحب العينة وبتطلعي على طول .

عمار : طيب ليه يا دكتور عايز تعمل التحليل ده ؟

نادر : بنقيس مستوى ضغط السائل ده و كمان ساعات بيكون الضغط في المخ عالي في حالات بسيطة سحب البزل ده بيقلل الضغط وبالتالي الدنيا بتتظبط ، طبعا علشان أبقى صريح كل دي احتمالات مفيش شيء أكيد .

قبل ما حد فيهم يعترض بسمة سألته : نعملها دلوقتي ؟

كلهم بصولها باستغراب وأبوها وأمها معترضين بس هي مصممة فنادر وقفها : اولا محتاج أبعت الأشعة بتاعتك للأساتذة بتوعي وخصوصا بتوع المخ والأعصاب وأشوف رأيهم ايه قبل ما آخد الخطوة دي .

حركت راسها بتفهم : طيب كلمني أكتر عن العملية دي .

نادر ابتسم : هي مش عملية قد ما هي حقنة ، بتكوني صاحية طبعا وممكن ترقدي أو ممكن تفضلي قاعدة زي ما تحبي ، بنخدر المنطقة بتاعة الحقنة وبسحب العينة وبس ، وبتطلعي على طول بعدها بساعة ولا حاجة بس أطمن عليكي وأثر البنج يروح .

عائشة سألته : طيب والنتيجة بتطلع امتى ؟

نادر : هبعتها القاهرة أو أشوف أي معمل قريب فيه التحليل ده ، يعني هشوف كل النقط دي قبل ما آخد الخطوة دي .

بسمة : طيب هل ليها أضرار أو آثار جانبية ؟

ابتسم لأسئلتها اللي في الصميم : ساعات صداع ، ساعات وجع مكان الإبرة ، بصي أعراض خفيفة وبتروح على طول ، مفيش أي آثار دايمة مجرد حاجات بسيطة ممكن تحصل وممكن لأ ، مش أكيد يعني .

بسمة : طيب امتى برضه هنعملها ؟ 

نادر فكر وبعدها بص لأبوها : هات موبايلك وانا هظبط مواعيدي وأستشير الدكتور وبعدها هبلغك .

عمار كان متردد بس بسمة ادتله رقمها : ده رقمي حضرتك بلغني وأنا هاجي على طول .

مشيت من عنده ومهما أبوها وأمها يعترضوا إلا ان في شيء جواها بيخليها تثق في نادر ، الشيء ده مش عارفاه ولا فاهماه بس المهم انها عارفة انه هيختار الأفضل ليها .


انتبه على خبط حد على كتفه فوقه من ذكرياته فاستغرب وبص حواليه واتنهد بضيق من الذكريات اللي مسيطرة عليه ، امتى هيخرج منها بقى ؟ انتبه وبص للشخص اللي واقف ، واتفاجئ بيه بيسأله : قالولي في الاستقبال تحت ان حضرتك دكتور ؟ 

نادر أكد بهزة من راسه والراجل كمل : أنا في الأوضة اللي جنبك اعذرني الوقت متأخر عارف بس مش عارف أعمل ايه ونزلت الاستقبال وقالولي عنك .

نادر ابتسم بيطمنه : عادي الناس لبعضها خير ؟ 

الراجل ابتسم بتوتر : ابني الصغير سخن جدا واديتله خافض للحرارة وبرضه مش عايزة تنزل ينفع تشوفه ؟ 

اتردد قبل ما يوافق : بس أنا مش دكتور أطفال أنا دكتور قلب وأوعية دموية علشان بس تكون عارف .

الراجل بصله وابتسم : عادي أكيد هتعرف يعني تتعامل مع ابني ولا ايه ؟ 

نادر ابتسم واعتذر منه يجيب شنطته اللي مش بتفارقه ومش عارف ليه مع انه المفروض إجازة بس جابها معاه ؟

وافقه الشخص وراح معاه وعرفه بنفسه : أنا اسمي عبد الهادي إبراهيم عندي معرض موبيليا صغير على قدي ومش بحب السفر بس مراتي أصرت نيجي نغير جو واهو الواد تعب مننا .

نادر بصله باستغراب : وايه المشكلة انه تعب ؟ ما كل الأطفال بتتعب في أي مكان ؟ لا يا راجل ما تحملش مراتك ذنب مش ذنبها ، ممكن الولد برد ؟ ممكن شرب مياه من البحر ومش نظيفة عملتله نزلة ، في أسباب كتيرة تسبب السخونية .


وصل لأوضته وطلع شنطته منها وراحوا أوضة عبد الهادي اللي دخل الأول ونادر استنى برا لحد ما عبد الهادي رجع ودخله ، كشف على الطفل الصغير وطمنهم عليه ولاحظ خوف أمه عليه وخوفها من جوزها اللي بيتهمها انها السبب ، حاول يتكلم معاهم ويفهمهم ان سفرهم مش سبب تعب ابنهم وانهم لازم يعيشوا حياتهم ويستمتعوا بيها طول ماهم قادرين .


رجع أوضته وبص للكتاب اللي كان المفروض يقراه وقفله وقعد مكانه يتخيل لو اتجوز هل كان ممكن يكون عنده ولد زي ده ؟ ياترى شكل حياته كان هيبقى ايه ؟ 

أسئلة كل يوم بيسألها وبتفضل متعلقة . 


هند كل يوم بتقرب أكتر من بدر وكل يوم تحس انها فاهماه وهو فاهمها أكتر ، آراؤهم واحدة ، تفكيرهم واحد ، اعتراضهم واحد ، متشابهين في حاجات كتيرة .


كانت بتفطر وهي قاعدة في الشمس على ديسك وبتصحح كراسات وهو عدى لمحها فبيسلم عليها وبعدها وقف جنبها: مش سخنة الشمس عليكي؟

ابتسمت : بالعكس حاسة ان عظمي وجسمي متكسر من البرد ومحتاجة الشمس دي تدفيني شوية.

بصلها بعمق واتمنى حاجات وأولها لو يقربوا لبعض أكتر ، طالت نظراته وهي اتحرجت فمدت ايدها له : خد ساندوتش افطر .

حاول يعتذر بس هي أصرت فأخده منها وفضل يتكلم معاها شوية .

قبل ما يمشي سألها : صح ما تعرفيش أجيب لبس كرة منين هنا ؟ 

ابتسمت : لبس كرة ليك ؟

كشر وبهزار : شايفاني مقطع الدنيا لعب ؟ لا طبعا لأنس مش ليا .

وصفتله مكان وهو قالها هينزل آخر النهار يحاول يجيبله . 


جه آخر النهار وهند في البيت بتفكر تنزل تشوف بدر بس بترجع وتغير رأيها ، وكل شوية تقف وبعدها تتراجع فتقعد تاني لحد ما أخيرا وقفت وغيرت هدومها وحطت ميك اب خفيف وخرجت فمامتها أول ما شافتها سألتها: القمر رايح فين ؟

ابتسمت وبصتلها : هقابل أسماء ومها وهنتمشى شوية في المحلات .


خرجت وكلمت أصحابها بس مها اعتذرت علشان جوزها في البيت وأسماء قالتلها هتيجي بس بعيالها الاتنين .


قابلتها وفضلوا يتمشوا وراحت ناحية ما وصفتله وبعدها أسماء وقفتها : بت العيال دي عايزة تاكل هروح المطعم ده أطلبلهم أكل .


هند وافقت وردت : طيب بصي هروح هناك كده عايزة أبص على حاجة لهمس وهجيلك .

أسماء وقفتها : أطلبلك ايه طيب ؟

هند بسرعة : ولا أي حاجة اطلبي انتي للولاد وأكليهم يلا.


أسماء دخلت بولادها وهند راحت محل الرياضة تشوفه وبعد ما كانت هتفقد الأمل لمحته هو ومعاه ولد صغير شبهه كتير ، عملت نفسها بتتمشى وبعد ما بقوا وراها التفتت تكمل طريقها وكانت شبه هتخبط في أنس وساعتها بدر فرح جدا و وقف يسلم عليها وبص لابنه : دي ميس هند يا أنس .

أنس بصلها بفضول: هي دي؟ 

بدر ابتسم و وافق ابنه بس هند فضولها هيقتلها فبصت لأنس بتساؤل : تقصد ايه يا أنس  بهي دي؟


بدر ابتسم على فضولها وساب ابنه يجاوبها ببراءة : انتي اللي اتخانقتي مع بابا بدون سبب أول يوم ، بس بعد كده بقيتوا بتتفقوا كتير تقريبا على كل حاجة .

هند ضحكت : انت باباك بيقولك كل حاجة كده ؟

أنس ضحك بمرح: كله كله .

هند قربت منه : طيب قالك ايه تاني عني ؟

أنس بتفكير وبص لأبوه وبصلها : قالي انك حلوة أوي .

بدر مسك ابنه وبيغلوش عليه : بس يا حاج بقولك محل الرياضة اهو خش شوف انت عايز ايه يلا وانا وراك .

أنس ضحك ومشي وأبوه واقف محروج من هند اللي مبتسمة ومتابعة أنس لحد ما دخل فبصت لبدر بابتسامة: ابنك ما شاء الله عسول أوي ، حبيته جدا .

ضحك وايده في شعره : عسول بس فضحي ابن الذين.

ضحكت على شكله وردت : سيبه براحته .

بدر عينه على المحل وعليها فابتسمت : تعال نروحله ونشوف عايز ايه ؟

راحوا مع بعض وأنس بيسألها وياخد رأيها وهي بترفض لحد ما عجبها طقم رياضي وقالتله يختاره .

بص لأبوه اللي برضه وافقه وراح حاضنهم الاتنين وباسهم 

البائع بابتسامة : بسم الله ما شاء الله باباك ومامتك ذوقهم حلو واختارولك أفضل حاجة .

أنس كان هيوضح انها مش مامته بس سكت وابتسم وهما كانوا هيعترضوا بس بدر حاسبه وخرجوا وقدام الباب بصلها : آسف بس الراجل .....

قاطعته وطمنته :  ولا يهمك منه ، المهم أنس يكون عجبه اللبس ؟

أنس بفرحة : تحفة ، انتي عارفة؟ انا هلعب في الدوري بتاع المدرسة 

هند بصتله بابتسامة : براڤو عليك ، أنا بحب جدا الشخص الرياضي . 

أنس بص لأبوه : بابا بيحب يلعب كرة برضه وكتير بننزل نلعب مع بعض .

ابتسمت لبدر اللي متابعهم مبتسم : طيب كويس جدا ان بابا بيلعب معاك ، المهم قولي مبسوط هنا ولا في الإسماعيلية؟ 

أنس بتفكير: كل مكان له مميزاته وعيوبه ، يعني هناك كان حلو بس ده علشان حاجتين بس .

بصتله بفضول : ايه هما الحاجتين دول ؟

بدر باستغراب : البحر وايه تاني ؟ 

أنس بص لأبوه: تيتا طبعا .

بدر بتهكم وهو بيقلده : ده انت يالا كنت طول الوقت تتخانق معاها وتقولي يلا نمشي من هنا

أنس ضحك على طريقة أبوه هو وهند ورد: أيوة ماشي بس ده ما يمنعش انها كانت بتعمل أكل حلو .

بدر بهزار : قصدك ايه بقى ؟ اني بعملك أكل وحش؟ 

أنس بص لبعيد : شوفت المحل اللي هناك ده ؟

أبوه قاطعه : انت بتتوه يالا انت ؟

هند بتضحك جامد عليهم وبصت لأنس : للدرجة دي بتعاني؟

بدر دفاعا عن نفسه : الواد ده نصاب على فكرة وبكاش ما تصدقيهوش .

أنس بيضحك : لا لا خلاص ، هو بيعمل أكل حلو - بص لأبوه بيغمزله - مرضي كده يا عم؟ 

بدر بذهول : مرضي يا عم ؟ ايه ياواد انت اللي بتقوله ده ؟!

أنس طبطب عليه : خلاص بقى مش هسيحلك ما تقلقش قدامها .

بدر بص لهند بذهول وهند ميتة من الضحك : لا سيح براحتك يا أنس ، بليز .

أنس بضحك : لا خلاص كفاية عليه ، لا بجد هو بيعمل أكل حلو بس ما بيعرفش يعمل محشي زي بتاع تيتا ولا أي محشي اصلا.

بدر زقه بهزار : العب بعيد يالا اهو ده اللي ناقص ما تحمد ربنا وتاكل عيش. 

أنس باس ايده وش وظهر : حامده وساكت اهو - حط ايده على بوقه - انت شوفتني اتكلمت ؟

بدر بص لهند: شايفه اللي بعاني منه ؟ بعشر ألسنة مع بعض. 

هند بضحك : بس عسل ربنا يحفظه .

بدر بص حواليه : ما تيجي نتمشى شوية ولا مستعجلة؟  

أنس بصلها : بليز بليز بليز ، تعالي نجيب أيس كريم من المحل اللي هناك ، أصحابي في  المدرسة بيقولوا انه أحسن محل هنا وعايز أجربه .

بدر بصلها باستفسار : ممكن ؟ تعالي نجرب.

بصت لساعتها وبصت للمطعم اللي أسماء فيه واترددت وهو لاحظ ده فسألها : مرتبطة بحد ولا ايه مالك ؟

بصتله : أسماء معايا في المطعم ده بتجيب أكل لعيالها وخايفة أتأخر عليها .

بص ناحية المطعم وبصلها : طيب ما تكلميها ولا عايزة تروحلها ؟ احنا مش عايزين نضغط عليكي ، او ممكن نروح ومش هنتأخر يعني عشر دقايق كده .

هند بصتلهم وحست قد ايه الاتنين عايزينها معاهم والإحساس ده سيطر عليها فبصتلهم : طيب لحظة أبلغها اني هتأخر علشان ما تقلقش .

أنس صقف بحماس وهي طلعت موبايلها وبعدت شوية عنهم تقول لأسماء انها هتتأخر ربع ساعة بس .

بدر بص لابنه : مبسوط ؟ 

أنس شاور بحماس : جدا وهند حبيتها .

بدر ابتسم ولعب في شعره وعينيه على هند اللي لاحظت نظرته فابتسمت وقفلت مع صاحبتها وراحتلهم : قدامنا ربع ساعة بالظبط .

أنس بصلهم : طيب يلا بسرعة .

مسك ايديهم الاتنين وطلع يجري ويشدهم فأبوه وقفه : اجري انت اسبقنا لكن عيب تشدنا كده ، روح وشوف هتختار ايه ؟

جري بالفعل وسبقهم والاتنين متابعينه وهند مبتسمة : ربنا يحفظه.

بدر ابتسم بهدوء : يارب، مش عايز أكون بحرجك يا أستاذة هند وجاية غصب عنك علشان أنس ؟

بصلته باعتراض : أولا مفيش إحراج عادي وثانيا بلاش أستاذة دي احنا برا المدرسة

- بصلها بعمق فابتسمتله : كفاية هند. 

هز دماغه وبعدها سألها وهو باصص لبعيد : ممكن نكرر الخروجة دي مرة تانية بس تكوني مش مرتبطة بحد ؟ - بص لعينيها - ينفع ؟

فكرت وحاولت تهرب من حصار عينيه بس زي ما يكون في سحر خاص بيشدها لعينيه ومش قادرة تبعد عينيها عنه ولقت نفسها بتوافقه بهزة من راسها وهو ابتسم وبص لابنه : تعالي نحصله قبل ما يقلب الدنيا هناك .

راحوا وكل واحد جاب الطعم اللي بيحبه وبيهزروا ويضحكوا لحد ما موبايلها رن وكانت أسماء فكنسلت عليها بس رنت تاني واضطرت ترد : انتي فين يا بنتي تعالي في لحظة هنا وإلا مصيبة هتحصل ، بسرعة .

هند اتوترت : في ايه طيب؟ فهميني الأول 

أسماء بصوت واطي: مامتك وباباكي هنا وشافوني وبيسألوا عليكي قلتلهم في الحمام ، بسرعة بقى انتي فين ؟ 

هند بسرعة : في دقيقة هكون عندك لحظة .

بصت لبدر وكلمته بتوتر: أنا لازم أمشي بسرعة اوك؟

هز دماغه بتفهم وهي بصت لأنس- هشوفك تاني يا أنوس اوك ؟

أنس ابتسم ومسك ايدها : بس قريب صح ؟ 

ابتسمتله وقبل ما تتحرك بدر وقفها : نوصلك طيب ؟

نفت بسرعة : أنا هدخل المطعم ده ، مش مروحة سلام .

أخدتها جري والاتنين راقبوها لحد ما اختفت وأنس بص لأبوه : ما تيجي نروح المطعم ونجيب أكل ونشوفها مع مين ؟ 

فكر يوافق ابنه بس خاف يتسببلها في مشاكل لو اتعرف انها معاه فبص لابنه : لا بلاش مش عايزين نعملها أي مشاكل ، تعال نروح بقى عندك مدرسة بدري .

أخد ابنه ومشي و هند وصلت وهي متوترة بس حاولت تظهر طبيعية وقعدت معاهم وشوية وراحوا وصلوا أسماء وبعدها روحوا .


الصبح في مدرسة هند أول ما أسماء شافتها مسكتها من هدومها بتحقيق : انتي يا بت كنتي فين امبارح كده وسيبتيني بعيالي ؟ وإياك تلفي وتدوري .

جاوبتها بتوتر : عادي كنت بشوف حاجة لهمس و .......

قاطعتها بجدية : بطلي يا بت لو بتشوفي حاجة لأختك ماكنتيش اتوترتي كده أول ما طنط وعمو وصلوا فقولي وبلاش لف ودوران كنتي فين ؟

اتنهدت وبصت حواليها وبصتلها : قابلت بدر صدفة واتكلمنا دقيقتين ارتاحتي كده ؟

ابتسمت بفضول : صدفة صدفة؟ ولا صدفة مقصودة؟

بصتلها باستنكار : صدفة طبعا ، أنا يعني كنت هعرف منين انه هيكون هناك ؟

اتنهدت بشك : وأنا أعرف منين؟! بس اشمعنى أصريتي نروح هناك بالذات؟ مع اني اقترحت كذا مكان ؟

كشرت وحاولت تدافع عن نفسها : قلتلك اني كنت عايزة أشوف حاجة لهمس ، كانت موصية على كوتشي اديدس عند محل الرياضة وروحت سألتلها وصل ولا لسه وهناك قابلت بدر كده حلو ولا عايزة طابع ودمغة ؟

أسماء ضحكت على نرفزتها : يا بنتي مش قصدي والله بس هو بصراحة جنتل ولطيف كده ، بس خلي بالك انه مطلق يا هند.

هند كشرت بدفاع : وفيها ايه بقى انه مطلق ؟ وبعدين أنا مجرد قابلته صدفة فمالنا مطلق ولا غير مطلق ؟ عادي يا سمسمة ، يلا باي ورايا حصة .

سابتها ومشيت وطلعت لحصتها بدري علشان تشوف بدر وهو خارج من فصلها وبالفعل اتقابلوا على الباب وقبل ما تدخل سألها باهتمام : في أي حاجة حصلت امبارح ؟ قلقت عليكي لما جريتي بالشكل ده 

ابتسمت : لا مفيش ما تقلقش ، أنس مبسوط باللبس بتاعه ؟

ابتسم لان ابنه أصر يروح بيه المدرسة ولما هو رفض أخده معاه برضه : مبسوط جدا ومتحمس ، المهم امتى هتوفي بوعدك له ؟

عينيها وسعت بتفكير وبصتله : وعد ايه ؟

فكرها : انك تقابليه وتفضلي معاه شوية بدون ارتباطات بحد ؟

ابتسمت بخجل : مش عارفة نبقى نظبطها .

فكر للحظات واقترح : طيب ايه رأيك لو يوم الخميس نروح أي مكان برا المنطقة هنا علشان تكوني مطمئنة ؟ يعني اختاري أي مكان .

بصت لفصلها اللي صوته علي وقالتله : طيب تمام هبقى أبلغك.

مشي وسابها وحس ان الأيام هتكون طويلة جدا ليوم الخميس . 


الصبح همس استنت سيف اللي قالها امبارح هيكون موجود من الصبح بس للأسف مكتبه مقفول وبعد كل محاضرة بتطلع وبتلاقي الباب مقفول وكل مرة تقرر انها مش هتطلع تاني بس بتلاقي بعد كل محاضرة انها بتقنع نفسها انها بس هتشوف جه ولا لا؟ وهتمشي بدون ما تدخل وللأسف كل مرة بترجع في كلامها وبتروح وتحاول تفتح الباب تلاقيه مقفول ، حست انها عيلة وهو مش بيهتم بكلامه معاها؛ لو مهتم كان صدق في كلامه

 وجه بالفعل زي ما قال. 


آية أخيرًا ارتاحت من سفريتها وقضت مع أهلها كام يوم والنهارده نزلت مع سيف الصبح على الشركة وأبوها خلى الكل يستقبلها وطلب من سيف يعرفها بكل كبيرة وصغيرة ويفضل معاها أول يوم ، كل شوية بيحاول يمشي بس أبوه للأسف عرف جدوله ايه ورفض يتحرك وكل شوية يكلفه بحاجة شكل بحيث ما يديلوش فرصة يمشي . 


مروان وحازم رحبوا بآية وفضلوا يهزروا معاها ويعرفوها كل تفاصيل الشركة بجانب سيف . 


عز جاله تليفون مهم وخرج وساعتها سيف وقف وقرر يروح الجامعة هو كمان يمكن يلحق همس قبل ما تمشي .

سابهم وخرج وفضلت آية مع حازم اللي أول ما بقوا لوحدهم كلمها : آية أنا لازم أعرّف سيف ، أصلا هو مش معدي موضوع المطار وازاي ما شوفناش بعض؟ مش عارف أصلا أنا ليه سمعت كلامك ؟ ما كنت قابلته وعادي اتقابلنا!

آية رفضت بسرعة : لا طبعا كان هيسأل ألف سؤال مش هقدر أقولهم اننا اتقابلنا ، مش دلوقتي على الاقل ، خليني أمهد لسيف بطريقتي هو بيحبني وبيحبك وهيتقبل علاقتنا .

حازم بتوتر : هيتقبلها اه بس لما يعرف مني لكن لو خبينا عليه مش هيقبل وهيعتبرها خيانة .

طمنته : لا ما تقلقش وهتشوف ، يومين بس خليني أشوف دنيته ايه الأول وبعدها هنقوله مع بعض .

حازم اتنهد : ربنا يسترها ، بجد ربنا يسترها . 


سيف وصل الكلية بس كان الوقت اتأخر جدًا وجواه عارف انه مش هيشوفها بس برضه بيدي لنفسه أمل .

وصل وبيدور عليها بس مش لاقيها في الأماكن اللي بتقعد فيها ، اتضايق وقرر يرجع الشركة ، ركب عربيته واتحرك بس لقى البوابة اللي متعود يخرج منها اتقفلت واضطر يخرج من بوابة تانية ويدوب خرج وبيلف لمح حد قاعد على الرصيف ، دقق النظر فيه كانت همس وشكلها بتعيط أو زعلانة ، قلق عليها وركن عربيته ونزل بسرعة يطمن عليها وقف فوقها وهي قاعدة على الرصيف ومخبية راسها بتعيط ، كلمها بخوف: همس ؟

همس اتهيألها انها سمعت صوته وزاد عياطها؛ لأنها حاليا مش حمل التفكير فيه ، سمعت اسمها تاني ورفعت راسها فلقته فوقها بس الشمس وراه فمخلياها مش شايفاه كويس انتبهت على صوته بيتكلم بقلق: في ايه مالك؟ بتعيطي ليه؟ 

بصتله كتير قبل ما تنطق وتسأله بعتاب : قلت هتيجي بدري. 

اتأسف بندم : غصب عني كان عندي شغل في الشركة وماعرفتش آجي المهم انتي مالك قاعدة كده ليه؟ وبتعيطي ليه وزمايلك فين ؟

مسحت دموعها و وقفت:  زمايلي طلبت منهم يروحوا وأنا قلت هتمشى بس قعدت شوية لوحدي.

سألها باهتمام : برضه بتعيطي ليه ؟ 

اتنهدت ورفعت كتافها وبصت للأرض بحزن : اتطردت من محاضرة.

كان هيضحك بس تمالك نفسه وخصوصا لما لقاها علقت بتحذير  : واياك تضحك عليا.

رسم الجدية على وشه : مش هضحك بس اتطردتي ليه ؟ عملتي ايه ومين اللي طردك ؟

بصتله بضيق: دكتور الpower ، دكتور زوبع ، يا الله قد ايه بكره الشخصية دي ! دكتور فعلا غلس. 

اتنهد بقلة حيلة لأنه مش من المفروض يسمح لطالب عنده يغلط في زميله فحاول يبرر: أعتقد كل الدكاترة عند الطلبة بتكون غلسة. 

نفت بسرعة : لا طبعا أنا بحب كل دكاترتي إلا هو بجد مستفز ، تخيل طردني ليه ؟ 

سيف بتفكير : أكيد كلمتيه بطريقتك المعتادة راح قالك برا وما تحضريش تاني لآخر السنة .

كشرت أكتر : لا طبعا أنا كلمته زي ما بكلم أي دكتور عادي يعني .

رفع حواجبه باستغراب فعلقت بخجل : غيرك أكيد - ابتسم فكملت بتوضيح - المهم أنا بس كنت بناقشه عادي في كلامه اللي هو بيقوله لأنه قال حاجة ورجع بعد شوية قال عكسها فبقوله حضرتك قلت كذا من شوية وطبعا هو علشان غلطان وحاطط مناخيره في السما زعق وقالي اني مش مركزة واني بضيع وقت المحاضرة ولما أصريت انه فعلا قال كده طردني وزعقلي كمان ، كان نفسي أرد عليه و ......

قاطعها سيف باعتراض : و ايه ؟ هيشيلك المادة بس ، عرفتي انه غلط وعارفة انه مناخيره في السما سيبيه ، طنشي ، لازم تعترضي يعني ؟ 

بصتله بذهول : المفروض اني أتقبل غلطه وأسكت ؟ مش يمكن ناس كتيرة تغلط علشانه أو ما تفهمش الدرس ، واجبه هو كدكتور يصلح المعلومة وبعدين ما كلنا بنتلخبط فيها ايه يعني ؟ كان المفروض يقول سوري أنا اتلخبطت ويكمل عادي لكن ازاي بقى ؟!

كانت بتتكلم بغيظ وسيف سابها تكمل كلامها وهو معجب بيها وبكلامها وبرد فعلها وكان نفسه يقولها انتي صح بس للأسف في اعتبارات لازم تخلي بالها منها ، سكتت وبصتله وحست انه سرحان أو مش معاها فاتكلمت بنرفزة : ممكن حضرتك ترفع النظارة دي بدل ما أنا حاسة اني بكلم نفسي؟ 

سيف رفع النظارة بهدوء وبصلها : انتي غلطانة انك عارضتي الدكتور وبعدين أنا متخيل أسلوبك اللي اتكلمتي بيه. 

اعترضت : لا مش غلطانة هو اللي غلطان وانت عارف ده كويس. 

سيف اتنهد : طيب هو غلطان وبعدين ؟ همس ما تعاديش الدكاترة ، ما تقفيش قصاد دكتور وتعارضيه .

بصتله بتذمر: أنا بعارضك وبقف قصادك وبتناقش معاك عمرك ما اتضايقت من نقاشي أو معارضتي !

زعقلها : أنا غير يا همس ، أنا غير . 

اتوترت واتجرأت تسأله : انت غير ازاي؟ 

بص لبعيد بيحاول يختار كلامه بحذر وبصلها وحاول يقول أي أسباب غير انه مهتم بيها هي شخصيا : أنا متعلم برا وده خلاني أوبن مايندد أكتر ، سني صغير ودي أول سنة ليا ، بحب أصلا أتناقش مع طلابي، انتي مختلفة بالنسبة ليا ، أسباب كتيرة جدا يا همس فما ينفعش تقارنيني بغيري أو تقارني معاملتي ليكي بغيرك. 

كان نفسها تدخل جوا تفكيره وتعرف هي ايه بالنسبة له ؟ وماقدرتش تتحمل أفكارها فسألته بتهور  : انا مختلفة ليه ؟

بصلها كتير وبعدها هرب من سؤالها بتردد: ده مش وقته المهم دلوقتي حضرتك تفوقي كده وبطلي تقفي قصاد أي دكتور تاني ، انتي محتاجة تقديرك ومحتاجة تحافظي عليه فأي حاجة تهدد التقدير ده ابعدي عنها ولو تحبي أتدخل وأكلم الدكتور ........

قاطعته بسرعة : لا ما تكلمش حد ، أنا هتعامل .

حرك راسه بموافقة : تمام ولو في أي جديد بلغيني هتعامل أنا معاه اتفقنا ؟ 

وافقته وسكتوا شوية وبعدها بص حواليه : ايه المكان الغريب اللي قاعدة جنبه ده ؟ 

بصت حواليها: الطريق بتاعي ده .

سألها بفضول: ساكنة فين انتي ؟

نفضت هدومها ولمت حاجتها : الدقي. 

لبس نظارته بهدوء: طيب يلا هوصلك. 

تنحت وماعرفتش هي سمعت بجد ولا اتهيألها ؟ ففضلت مكانها وهو بعد ما اتحرك رجعلها : اتحركي يلا .

حاولت تعترض أو تقنعه يمشي هو بس رفض تماما وبعد ما تعب من المناهدة قصادها زعقلها : انتي هتركبي؟ ولا همنعك تدخلي كل محاضراتي لآخر السنة ؟ 

بصتله باستغراب : انت ما تقدرش تمنعني أحضر محاضراتك لآخر السنة ؟

هنا هو بص للسما بتعب : يا الله ، جايبة الثقة دي منين ؟ يا بنتي الله لا يسيئك اهدي مع دكاترتك .

اعترضت بطفولة : انت مش لسه قايل انت غير ؟ 

بصلها بعدم تصديق : يعني الرد ده لمجرد اني قلتلك أنا غير ولا دي طبيعتك في الرد أصلا ؟ 

ابتسمت بدون ما ترد وهو حرك دماغه بيأس : أنا عارف والله ما هتجيبيها لبر ، اركبي يلا خليني أوصلك لاني مش هسيبك لوحدك في الشارع فانجزي.

اتحركت معاه وفتحلها باب عربيته فابتسمت لأنها مش متعودة حد يفتحلها الباب بس اتلخبطت بكتبها الكتيرة اللي معاها وشنطتها فمد ايده بتلقائية يساعدها: هاتي الكتب دي كلها ، ايه ماشية بمكتبة ؟ ده كل يوم محاضرتين وسكشن ايه ده كله ؟ 

كشرت وبصتله بغيظ لتريقته؛ لانها كانت عايزة تقوله انها جابت مادته لانه قالها جاي وهو رجع في كلامه بس اتراجعت وسكتت. 

قفل الباب وحط كتبها ورا وبعدها لف واستقر مكانه وبصلها بهدوء : تحبي تعملي أي حاجة قبل ما أوصلك ؟

كان نفسها تقوله انها مش عايزة غير انها تفضل معاه وانهم يتكلموا فقط ، بس رفضت بهدوء بدون ما تنطق واكتفت بحركة من راسها وهو دور عربيته واتحرك ودقيقة و وقف في إشارة وبصلها : هنشرب حاجة قبل ما أوصلك أنا عطشان جدا. 

طبعا دي كانت مجرد حجة منه علشان تفضل معاه شوية وهي ابتسمت بدون ما تنطق ودعت يفضلوا مع بعض أكتر وقت ممكن .

الصمت بيسيطر عليهم فقطعه : تحبي نتغدى الأول ولا ايه؟ 

رفضت بسرعة : لا لا مش هقدر أتأخر ، الدنيا هتتقلب عليا .

حرك راسه بتفهم وتمتم مع نفسه : يبقى كفاية عصير .

وقف وبصلها : تنزلي ولا ايه ؟ 

عايزة ترفض وعايزة توافق ومش عارفة تاخد قرار فحس بحيرتها دي وقطع عليها التفكير : انزلي شوفي هتشربي ايه؟ ومش هنتأخر يلا .

نزلت بابتسامة سعيدة بس بتحاول تسيطر على ابتسامتها الهبلة اللي مالية وشها ، دخلوا الكافيه وقعدوا وفتح المنيو واداها واحد بصتله ولاول مرة تحس انها جاهلة تماما .

بصتله بعفوية: أنا مش عارفة أي نوع من العصاير دي ، فين العصاير العادية؟ بعدين ايه البيناكولادا ، ده كولا صح ؟ ولا باتكسوني في بذمتك عصير اسمه كده ؟ ولا تفـتفلوني ،  ده اسمه لوحده كفاية ، مش عايزة حاجة شوف انت هتشرب ايه ويلا علشان هتأخر .

سيف اتنهد بتعب منها ومن اعتراضها الدائم وشد من ايدها المنيو وقفله وشدها هي نفسها تبص معاه في المنيو بتاعته : لو نفكر بس نص ما بنتكلم والله ما هيكون في حد قدنا ، بصي يا ستي .

بصتله بتوتر من حركته وقربها منه فسكت وبصلها وابتسم : بصي في المنيو .

بصت بتذمر وتوتر: اهو بصيت .

شاور بايده : كل عصير مكتوب تحته بالخط الرفيع ده مكوناته وادي يا ستي 

البيناكولادا مثلا ده عبارة عن ايس كريم مع أناناس مع ثلج. 

و باتكسوني : برتقال بمانجا .

ردت بتريقة : ده عايز عدسة مكبرة علشان نشوف المكتوب ده - قربت وشها أوي وهو حس انه عايز يشدها من شعرها بس اتماسك واتنهد وسكت وهي كملت : تصدق صح فعلا وادي عم التفلوني: كيوي ومانجا وحليب بودر - بصتله بملامح مشمئزة وكملت - يععع لازم يحطوا حاجة كده نشاز ، ايه جاب الحليب مع الكيوي والمانجا ؟ 

ماردش عليها بس راقبها مستمتع بحركاتها واعتراضها ورغيها لحد ما استقرت وقالتله بعفوية : هاخد بوس الواوا. 

هنا بصلها بذهول : افندم ؟هتاخدي ايه قلتي ؟ 

ضحكت على منظره وردت : هما كاتبين كده .

بص للمنيو باستغراب: في عصير اسمه بوس الواوا انتي بتهرجي ؟ 

شاورت عليه بهدوء : اهو .

الواوا: خوخ ومانجا وبرتقال وفواكه مشكلة .

بصلها بغيظ : ايوة اسمه الواوا مش بوس الواوا .

وضحت بمرح : بهزر وبعدين في أغنية اسمها كده . 

بصلها بتركيز واستنكر : انتي متخيلة أنادي الجرسون وأقوله بوس الواوا ؟!

ضحكت بصوت عالي غصب عنها وهو بيبص حواليه لان الناس بتبصلهم كلمته وهي بتعتذر : خلاص خلاص سكت اهو مش هتكلم ، اسمه واوا - ضحكت تاني فبصلها بغيظ : همس خلاص الناس بتتفرج علينا .

بصت حواليها وبالفعل كتير بيبصلهم فسكتت : طيب شوف انت هتشرب ايه ؟

بص للمنيو ومش شايف غير الواوا فبصلها بغيظ : بجد في أغنية اسمها بوس الواوا ؟ مش بتهرجي؟

ردت بضحك : طب والله ما بهرج في أغنية كده للسيدة الفاضلة هيفاء وهبي باشا .

بصلها بذهول : انتي بتهرجي ؟ في واحدة سيدة فاضلة هتغني تقول بوس الواوا ؟ 

همس برقت : مش مصدقني؟ طيب والله بجد بتغني كده .

قفل المنيو وبصلها بفضول : بتقول ايه غير بوس الواوا ؟ 

بصت حواليها وقربت منه علشان محدش يسمعها غيره : 

ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح

لما بوست الواوا شلته صار الواوا بح

سيف بذهول : انتي بتتكلمي بجد ؟ دي كلمات أغنية ؟ 

ضحكت من ذهوله : انت شكلك مش بتسمع فن هابط 

حرك دماغه بأسف : يمكن لاني سافرت فترات كتيرة فمعرفش ، بس خسارة والله ان في أغاني بالشكل ده ، أنا مش بسمع أغاني عربي أصلا ، بسمع غربي ومش كل الأغاني ليا حاجات معينة وبحب الموسيقى أكتر من الأغاني سواء لبيتهوفن ، موزارت ، هانس زيمر الناس دي .

بصتله بتفكير : طيب بيتهوفن وموزارت أسمع عنهم مين زيمر ده ؟ 

بصلها وفكر شوية : ممكن تعرفيه ده اللي عمل موسيقى فيلم ( The lion king) طبعا له كتير بس ده ممكن تكوني عارفاه .

كشرت لأنها بتحب الفيلم ده جدا واعترضت : ليه خمنت اني بحب أفلام الانيميشن ؟ وليه الفيلم ده تحديدا ؟

بصلها مبتسم : لان ده أكتر فيلم معروف له في الانيميشن - ابتسم بفضول وسألها- انتي بجد بتحبي الفيلم ده ؟ 

كشرت أكتر وبصت للمنيو : هتشرب ايه علشان ما نتأخرش ؟

بصلها باستسلام : هاخد زيك وأمري إلى الله .

شاور للجرسون وقبل ما يطلب همس بصت لبعيد لانها عايزة تضحك ومستنية سيف يطلب بس سيف شاور للجرسون : هناخد اتنين من ده، plz .

الجرسون انسحب وهمس بصتله وهي بتحرك دماغها بإعجاب انه هرب من انه يقول اسمه وهو ابتسم بمرح : الجيش بيقولك اتصرف ، انا عارف انك هتضحكي وهتفضحينا هنا فعلى ايه؟ الطيب احسن - اتنهد وكمل - بقى بوس الواوا ؟ عندي فضول رهيب أسمعها الأغنية دي بتقول ايه تاني؟ ولا اصلا مافيهاش كلمات؟ دي تلاقيها كلها بتستعرض نفسها وخلاص 

بصتله ببراءة : لا بتقول كلام برضه مش عايزين نظلم البونية : بتقول بقربك خبيني اغمرني ودفيني أنا من دونك أنا بردانة

سكتت واتكسفت ومارضيتش تكمل الباقي فقالت بخفوت: كفاية كده ابقى اسمعها بنفسك .

سكتوا الاتنين وهو حس انها بتقوله هو انه يخبيها بقربه ويدفيها ، شغل نفسه بموبايله وحاول يكون هادي وطبيعي وما يتهورش وما ينساش انها طالبة عنده وان كل اللي بيعمله ده تهور وغلط جدا ، أنقذه وصول الجرسون بطلبهم وكانت متحمسة له وهو متحمس لرد فعلها .

شربت منه وبتقيمه : اسم مش على مسمى .

بصلها : ليه ؟ طعمه مش وحش .

شربت تاني وبصتله : مش وحش بس مش وااو يعني ، نص واو ، كنت متوقعة غير كده .

أخد نفس طويل بتعجب: مانجة وخوج وبرتقال متوقعة ايه غير التلاتة دول ؟ 

مطت شفايفها : معرفش بس تخيلت الميكس هيدي حاجة جديدة .

ابتسم وبص لكوبايته علشان اكتفى من عينيها : ما ترفعيش سقف توقعاتك أوي .

ضايقتها الجملة دي وبصتله بجدية : ليه ما أرفعش سقف توقعاتي ؟ 


ونكمل بكرة 


بالنسبه لصور الابطال ، دي رواية يعني اهم حاجة هو خيال القاريء تخيل الشخصيات اللي تعجبك ، مفيش اي شيء يلزمك باختياري انا ، معلومة كمان ما ينفعش دلوقتي اغير اي شخصية لان الاغلفه اوردي اتعملت وفي ناس كتير تعبت فيها فما ينفعش دلوقتي اقولهم كل الاغلفه دي هتترمي علشان اغير حد ، فعذرا من اي حد يطلب تغير شخصية البطل . 

هستناكم بكرة في نفس الموعد الساعة ٧ انتظروني . 🌹

بقلم / الشيماء محمد احمد

#شيموووو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.