القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين دروب قسوته بقلم ندا حسن حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه

 رواية بين دروب قسوته بقلم ندا حسن حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 


رواية بين دروب قسوته بقلم ندا حسن حصريه وجديده علي مدونة نجوم ساطعه 

مقدمه

أقترب منها في خطوة وحيدة واسعة على حين غرة مُمسكًا بذراعيها الاثنين بكفي يده بحدة وقسوة عنيفة صارخًا أمام وجهها:


-مش هيحصل.. على جثتي سامعه ولا لأ


تقدم شقيقها "ياسين" سريعًا منهما وجذبه من ذراعيه الاثنين الذي يُمسك بها دافعًا إياه بعيدًا عنها يهتف بنبرة حادة:


-أنت اتجننت ولا ايه سيبها.. هي قالت مش عايزاك يا عامر خلصنا بلاش نعمل مشاكل وتخرب البيت ده


أبصره بقوة ونفي رافضًا ما قاله مهما كانت نسبة حدوثه عالية، فالأمر الوحيد الهام في تلك اللحظة، أنها سترحل وتتركه وحده!:


-البيت ده هيتخرب لو مشيت وده مش هيحصل.. وبعدين ايه مش عايزاك دي؟ عدا عليها أربعة وعشرين سنة وهي معايا جاية دلوقتي تقول مش عايزاني


هذه المرة استمع إلى صوت شقيقته "هدى" تعنفه بضراوة لأنها قد وضعت نفسها في موضع ابنة عمها ووجدت أن ما حدث لا تتحمله إمرأة: 


-وهو اللي أنت عملته شوية.. مافيش واحدة ممكن تستحملك كده يا عامر حاول تفوق لنفسك 


اخرسها بصوته الحاد الصارخ في وسط المنزل وعروقه أصبحت بارزة وجسده بالكامل متشنج:


-مالكيش دعوة أنتي


أقتربت منه "سلمى" ناظرة إليه بعينين ضائعة في وسط كل هذا الحديث، محبة إلى وجودها معه، تريد البقاء والتمتع بقربه وأحضانه:


-عندها حق أنت مافيش واحدة تستحملك ومش هتلاقي واحدة بعدي يا عامر.. كان قدامك فرص كتير تتغير وأنا معاك لكن ده محصلش بالعكس بتزيد في الغلط وأنا تعبت 


ضيق ما بين حاجبيه وعينيه عليها بدقة عالية مُتحدثًا بكلمات تجعلها تبقى لأجله:


-قولتلك خلاص مش هيحصل تاني.. خلاص أنا آسف أموت نفسي.. عايزاني أموت نفسي يا سلمى؟


الموت! هل وصلت معه إلى هنا؟ إلى الموت؟. لم تكن تريد هذا ولن تريده مهما حدث مجرد الاستماع إلى كلمة منه كهذه جعلت قلبها ينتفض داخل أضلعها:


-لأ متموتش نفسك سيبني أمشي


أطال النظر على وجهها دون حديث والجميع بهذه الفيلا يستمع لما يدور بينهم ثم في غفلة منهم شعر أنه يريد أن يسألها:


-أنتي بتحبيني؟


خرجت الدموع من عينيها مرة أخرى، ارتعشت شفتيها الوردية أمام عيناه، وبقى ينظر إليها مُنتظر منها إجابة على سؤاله البسيط ولكنها لم تُجيب:


-جاوبي.. بتحبيني ولا لأ؟


تنهدت بعمق من بين بكائها المُمزق قلبه إلى أشلاء وجعل روحه فانية، واستمع إلى صوتها الرقيق الخافت الخالي من كل شيء سوى حبه:


-بحبك 


أقترب أكثر وأمسك بكف يدها بين يده الاثنين مُتناسيًا كل من يقف هنا، لا يهمه أي أحد من بينهم، هي الوحيدة المهمة له:


-اومال ايه يا سلمى... ايه؟ أرجوكي كفاية كده وعد مني هعمل كل اللي أنتي عايزاه 


أردفت ببكاء أشتد عليها وضعف انتاب قلبها، كلمة واحدة أخرى من شفتيه ستكون بين أحضانه وتطالب بالزواج الفوري منه:


-أنا أخدت وعود كتير وعلى فكرة بقى الحب مش كل حاجه.. الحب ولا حاجه جنب حاجات تانية 


ضغط على يدها من دون أن يلاحظ أحد ذلك ووقف أمامها شامخًا بعد أن نفذ منه كل الحديث الذي من المفترض قوله وهتف هذه المرة بنبرة جادة عائدًا إلى أصله:


-مش هتمشي 


أجابت بنفس تلك النبرة الصادرة منه وعينيها لم تتأرجح من على عيناه:


-همشي 


دفع يدها الذي كان يمسكها بقوة صارخًا بوجهها بصوتٍ عالٍ ولم يكن هام بالنسبة إليه وجود أهلها هنا:


-هتخليني اتغابى عليكي بلاش عِند 


عادت للخلف خطوة بعد صراخه عليها بهذه الطريقة وأقترب "ياسين" منه بطريقة هجومية واضحة ولكن والده قد سبقه في فعل ذلك..


أبعد ابنته للخلف ووقف أمامه رافعًا رأسه ليكن بنفس طوله حيث أن "عامر" كان الأطول بينهم جميعًا، نظر إليه بقوة وعنف ولأول مرة يفعلها، نظر إليه بعينين تهتف بتهديد صريح إن أقترب من ابنته:


-ايه البجاحه اللي أنت فيها دي... أنت مفكر نفسك مين.. رد عليا مفكر نفسك مين؟.. دي بنتي وأنا اللي وافقت على جوازها منك ودلوقتي حتى لو هي رجعت في كلامها أنا رافض.. سامع 


لم يكن متوقعًا من عمه هذا الحديث ولا حتى ردة الفعل هذه، أيعقل أن عمه من وقف جواره طوال حياته الآن يقف أمامه!.. الآن بالتحديد، لما الجميع يريد سرقتها منه؟:


-يا عمي...


قاطعه عن الحديث بحدة صارخًا به يسرد عليه ما حدث وكأنه لا يعرفه.. كأنه ليس معضلة يغفى ويستفيق بها:


-اخرس خالص.. أنت عارف والكل عارف أن أبوك أول واحد عارض جوازك من سلمى وقال إنك غبي والبنت مش هتستحملك وسلمى خالفت كل التوقعات واستحملت كتير بس أنت فعلًا اللي غبي وبنتي غلطت لما فضلت معاك من أول مرة عرفت فيها إنك و'سخ 


أغمض "عامر" عينيه بقوة مُستنكرًا كل شيء من حوله، يحاول التماسك أمامهم، يحاول أن يكون شخص عاقل غير متهور كي يعلموا أنه يحاول التغير لأنه معروف في مثل تلك المواقف:


-أنا لما وافقت قولت يا أحمد، عامر طيب وجواه حد كويس هو بس اللي متهور وعصبي حبتين وجو روميو اللي كان عايش فيه مع بنات الكباريهات ده هيبعد عنه لما تبقى سلمى معاه لكن أنت طلعت غبي


كان يتحدث والآخر مازال مغلق عيناه ولكنه فتحمها على وسعيهما عندما استمع إلى حديثه الجاد الواثق منه: 


-سلمى هتمشي ابقى وريني هتمنعها إزاي


صرخ بوجه عمه لأول مرة وأمام الجميع أيضّا، رافضًا ما قاله وما سيُقيل بعد ذلك، رافضًا كل شيء بحياته سواها:


-مش هتمشي.. وديني ما هتمشي


استدار ليذهب إلى خارج الفيلا مُقرر فعل شيء ما يجعلها تبقى دون الرحيل، استدار لهم برأسه يهتف مرة أخرى بقوة وصوت عالي صارخ في وسط الفيلا:


-سامعين كلكم.. مش هتطلع من البلد دي 


نظرت إليه وهو يبتعد ووجوه الجميع مصدومة مما يفعله وما توصل إليه.. هو المخطئ الوحيد وهو من أضاعها، هو من تسبب في كل ذلك وعليه تحمل النتيجة.. أيعقل أن يفعل الحب كل ذلك؟


لم يتدخل والده مانعًا نفسه عن فعل ذلك بالقوة، لا يريد أن يكبر الأمر بينهم أكثر من ذلك ويعود ليقول أن والده هو من يُعيق زواجه وسعادته..


خرجت "سلمى" ركضًا إلى الخارج بعد لحظات استوعبت بها أنه سيرحل وهي الأخرى سترحل ولا تعلم متى من الممكن أن تراه مرة أخرى..


خرجت إلى البوابة وجدته صعد إلى سيارته وكاد أن يرحل بها، ناداته بصوتٍ عالٍ وهي تركض إليه بعينين باكية:


-عامر.. عامر 


وقفت أمام نافذة السيارة ومالت عليه برأسها ولم تكاد أن تتحدث حتى ألقى عليها الكلمات القاسية المودعة إياها: 


-ابعدي عن وشي ويلا روحي شوفي أنتي رايحه فين 


بنبرة هادئة خافتة قتلت روحه داخله طلبت منه الخروج للحديث معه:


-أنزل لحظة 


خرج من السيارة وأغلق الباب بعد الاستماع إلى نبرتها المُرهقة للأعصاب، وقف أمامها شامخًا يهتف بكل ما خطر على عقله أنها تريد الحديث به:


-نعم عايزة ايه.. عايزة تقولي إنك هتمشي وتبعدي عني وفركش للجوازة وفركش لحبي ليكي.. هقولك مش هتسافري يا سلمى 


أمسكت وجهه بيدها الاثنين، وضعته بين كفيها بحنان بالغ ونظرة حزينة احتلت ملامح وجهها، بكائها ازداد وتركت قوتها في الداخل وخرجت له مجردة من كل شيء سوى حبه:


-أنا بحبك بس أنت اللي ضيعتني من ايدك.. اتغير عايزة اسمع إنك اتغيرت وأنا هرجع في لحظتها ومش هستنى دقيقة واحدة تعدي عليا وأنا بعيدة عنك 


وضع يدها الاثنين فوق كفيها على وجهه، وأقترب منها بنظرة عينيه التي تعلقت بأمل جديد بعد حديثها المُمزق لقلبه، قال بحب مُطالبًا منها البقاء فلو ابتعدت روحه إلى الأعلى أفضل من ابتعادها هي:


-طب وليه.. وليه يابنت الحلال ما أنتي أهو خليكي.. خليكي يا سلمى أنتي عارفه إني ماليش غيرك وسطهم.. أنا عايزك 


بكت بقوة في تلك اللحظة، وبعد ذلك الحديث منه، كطفل صغير يريد بقاء والدته معه، يريدها هي فقط ولا يريد أي أحد آخر من أفراد العائلة ولكنها مضطرة لفعل ذلك:


-مش هقدر صدقني.. مش هقدر أقعد معاك كأن مفيش حاجه حصلت.. أنا بنام وأقوم على صورتك وأنت في حضنها.. بنام وأقوم على صورتك وأنت بتبوسها.. مش هقدر يا عامر لأ


نظر إلى شفتيها المكتنزة التي ترتعش بفعل بكائها، علم في تلك اللحظة أنها لن تنصت إليه إذًا سيصمت هو الآخر، أبعد يده من فوق يدها الاثنين واضعًا إياهم على وجنتيها كما فعلت معه وتبادلوا النظرات الصامتة، ثم أقترب منها بهدوء تام واضعًا شفتيه على خاصتها في قبله حانية غريبة..


قبلها كما لو أنه لم يفعلها من قبل، بطريقة بريئة إلى أبعد حد، حانية رقيقة، قبلها إلى أن شعر بأنه عليه الإبتعاد وقد فعل..


أبتعد بشفتيه وبقى على وضعه معها فاستمع إلى صوتها الضائع بعد قبلته الشغوفة الحانية: 


-لو عايزني اتغير وهرجع.. ولو فضلت على حالك شرب وسهر وستات مش هرجع أبدًا وهعرف إنك مش عايزني يا عامر 


عقب بنفس تلك النبرة الضائعة، نبرة متعطشة للمزيد منها وتتروى لفعل ذلك بالهدوء ولكنه يقتلها:


-لأخر يوم في عمري أنا عايزك وأنتي ليا وبردو مش هتسافري 


عاد للخلف وأخفض يدها الاثنين من على وجنتيه دافعًا إياها للخلف بخفه وتروي لتبتعد عن السيارة، ثم نظر إليها نظرة أخيرة لا تنم عن الخير أبدًا ودلف إلى السيارة وأشعل المقود ثم رحل وتركها تقف في مكانها وحيدة.. وحيدة تنتظر تغيره..


البكاء ليس حل في هذه اللحظات، لقد قالت ما عندها وفعل المثل، لقد ودعها بشيء لم تكن تحلم به، وضعت يدها على شفتيها وخرجت الدموع تتهاوى خلف بعضها..


لقد ودعها بقبلة الوداع..

"وصلت معه إلى أسمى درجات الحب والهوى، مُنذ الصغر وهو فارس أحلامها ورفيق دربها، لكن في كل مرة قبل إكتمال فرحتها بزواجهما يأتي في لحظة خاطفة ويسرق منها هذه الفرحة بأبشع الطرق!، يحبها ويعشق كل ما يأتي منها ولكن طبعه يغلبه دائمًا ويفعل الخطأ عينه، متناسيًا أن معه إمرأة فاتنة، رائعة يهواها كل من يراها، قاسي وعنيف لكن قلبه يرق كثيرًا ناحيتها ثم يتعذب بفراقها، يريد أن تسير معه في دروب السعادة خاصته، ليس بين دروب قسوته"


#بين_دروب_قسوته

#المقدمة_والشخصيات

#ندا_حسن

#قريبًا


"وصلت معه إلى أسمى درجات الحب والهوى، مُنذ الصغر وهو فارس أحلامها ورفيق دربها، لكن في كل مرة قبل إكتمال فرحتها بزواجهما يأتي في لحظة خاطفة ويسرق منها هذه الفرحة بأبشع الطرق!، يحبها ويعشق كل ما يأتي منها ولكن طبعه يغلبه دائمًا ويفعل الخطأ عينه، متناسيًا أن معه إمرأة فاتنة، رائعة يهواها كل من يراها، قاسي وعنيف لكن قلبه يرق كثيرًا ناحيتها ثم يتعذب بفراقها، يريد أن تسير معه في دروب السعادة خاصته، ليس بين دروب قسوته"


❈-❈-❈


شخصيات الرواية 


عامر القصاص: بطل الرواية، يبلغ من العمر اثنان وثلاثون عامًا


سلمى القصاص: بطلة الرواية، ابنة عم "عامر القصاص" تبلغ من العمر ستة وعشرون عامًا


هدى القصاص: شقيقة البطل، وزوجة "ياسين القصاص" ابن عمها 


إيناس الصاوي: صديقة "سلمى القصاص"


هشام الصاوي: ابن عم "إيناس"


دول شخصيات الرواية.. أقرب حاجه عرفت اجبها للي في خيالي وكتبتهم.. ليكم حرية التخيل طبعًا بعيد عنهم، بإذن الله هنزل اقتباس تاني وهنبدأ الرواية يوم 1/1/2023، رأيكم على الشخصيات والمقدمة وتفاعل

تعليقات